اخر المقالات

مجلة المنبر الخمسينى ترحب بك وتتمنى وقت ممتع فى دارسة كلمة الرب يسوع وكل عام وانتم بخير عام 2020 مليان باحسانات الرب عليك والخير والسلام على حياتك +أخبار المجمع+ +حفل افتتاح كنيسة خمسينية بالمنيا في مساء الأحد 29/ 10 / 2017، وبمشيئة الرب الصالحة، احتفل المجمع الخمسيني بمصر بافتتاح الكنيسة الخمسينية بالمنيا، للعبادة والصلاة، +أخبار المجمع+ وكان ذلك بحضور رئيس المجمع، القس عاطف فؤاد، ونائب رئيس المجمع القس إبراهيم حنا، وسكرتير المجمع القس ميلاد يوسف، والقس برنس لطيف من اللجنة التنفيذية، إلى جانب القس نبيل سعيد، راعي الكنيسة. وكان قد مضى على إغلاق هذه الكنيسة حوالي 22 عاماً.. +أخبار المجمع+ وقد تفضل مشكوراً بحضور حفل الإفتتاح: كل من: العميد أشرف جمال، عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا، وفضيلة الشيخ محمود جمعة، أمين بيت العائلة بالمنيا، والأب بولس نصيف، من قيادات بيت العائلة، والعمدة عادل أبو العلا، نيابة عن أخيه اللواء شادي أبو العلا عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا. والقس خليل إبراهيم، نائب رئيس مجمع النعمة.. +أخبار المجمع+ وقد ألقى العظة في هذا الحفل القس عاطف فؤاد، وهي من ( مزمور 132: 14) والآية التي تقول: «هذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ. ههُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي اشْتَهَيْتُهَا». فتحدث عن السكنى الإلهية والبركات المترتبة عليها في أربع نقاط، وردت في المزمور، وهي: 1- طعامها أبارك بركة. 2- مساكينها أشبع خبزاً. 3- كهنتها ألبس عزاً. 4- أتقياؤها يهتفون هتافاً.

أرشيف المجلة

تأمل ..

الإدانة فى إطارها الصحيح
المحرر

هل من حقى أن أدين غيرى متى رأيت فيه ما يدعو إلى الإدانة ؟ . هناك من يرون أن إدانة الآخرين ، هى أمر يتعارض مع قول المسيح : " لا تدينوا ، لكى لا تدانوا، لأنكم بالدينونة التى بها تدينون تدانون ، وبالكيل الذى به تكيلون يُكال لكم " . ( مت 7 : 1، 2 ) .. هل يقصد الرب أن ينهانا تماماً عن توجيه اللوم أو النقد للآخرين ؟ وعلينا أن نصمت تماماً إزاء كل ما نراه من عيوب وأخطاء وخطايا ؟ .. بالطبع لا، فعندما نقرأ باقى النص من كلام المسيح يتضح لنا أنه لا يريد منعنا من إدانة الغير الذى يستحق الإدانة، ولكنه يضع شرطاً ضرورياً حتى يتسنى لنا توجيه نقدنا وتوبيخنا للمخطئين وهو أن نكون بلا لوم عندما نوجه نقدنا إلى غيرنا . ( وهذا سأوضحه أكثر فيما)
       فالإدانة للشر مطلوبة وضرورية . والكتاب يحثنا على ذلك فى نصوص كثيرة نذكر منها على سبيل المثال : " إنذاراً أنذر صاحبك ، ولا تحمل لأجله خطية " ( لا 19 : 17 ) .. " ألستم أنتم تدينون الذين من داخل .. فاعزلوا الخبيث من بينكم " ( 1 كو 5 : 12 ، 13 ) .. من أجل ذلك وبخهم بصرامة ليكونوا أصحاء فى الإيمان " ( تى 1 : 13 ) .. فيجب على المؤمنين ، جماعات وأفراداً ، التصدى للأخطاء والخطايا ، موبخين ومنذرين أصحابها ، وذلك بهدف الإصلاح ..

     والتصدى للشر قد يكون أمراً بالغ الصعوبة ، أو محفوفاً بالمخاطر ، كأن يكون اللوم والتوبيخ موجهاً إلى شرور من هم فى مراكز الســــــــــلطة والنــــــفوذ . وهو أمـــــــر يحتاج  لأكبر قدر من الشجاعة الأدبية .. ومن أمثلة الرجال الشجعان في الكتاب المقدس، الذين قاموا بدورهم فى هذا الشأن نذكر إيليا النبى فى مواجهة شرور الملك أخاب ، ويوحنا المعمدان فى مواجهة شرور الملك هيرودس .
     أما كلام الرب يسوع الذى ينهى عن الإدانة ، فهو موجه إلى فئة من البشر ، يجعلون من الآخرين هدفاً لتوجيه سهام نقدهم ، بينما يتجاهلون ما هم فيه من أخطاء وخطايا . إنهم يجعلون عيوب الآخرين أمامهم ، وعيوبهم هم وراء ظهورهم . ولذا يقول لهم المسيح :" ولماذا تنظر إلى القذى الذى فى عين أخيك وأما الخشبة التى فى عينك فلا تفطن لها ؟ ...يامرائى أخرج أولاً الخشبة من عيتك وحينئذ تبصر جيداً أن تخرج القذى مــــــــن    عين أخيك "(مت 7 : 3ـ 5). فالذى يريد إصلاح خطأ غيره ،عليه اولاً أن يصلح خطأ نفسه . فليس من المنطق أن ألوم أخر على مابه من عيوب ، وانا لدىّ عيوب أكثر ،وفى هذا الصدد يقول الرسول بولس :" لأنك فى ما تدين غيرك ، تحكم على نفسك .لأنك أنت الذى تدين تفعل تلك الأمور بعينها"( رو2 : 1)
    عندما جاء ناثان النبى برسالة من الله إلى داود،لكى ينبهه إلى ما اقترفه من ذنب ،ويعلن له القضاء الإلهى الذى سيأتى عليه، فبدأ النبى كلامه مع الملك بقصة عن الرجل الغنى الذى سلب نعجة الرجل الفقير،وذبحها من أجل ضيفه. وتخيل داود أن ناثان يعرض عليه واقعة قد حدثت بالفعل ، طالباً حكمه فيها . فقال داود بغضب شديد :" حى هو الرب ، انه يُقتل الرجل الفاعل ذلك ، ويرد النعجة أربعة أضعاف لأنه فعل هذا الأمر ولأنه لم يُشفق ".وهنا أجابه ناثان بهدوء قائلاً :"أنت هو الرجل !"(2صم 12 : 1ـ 7) لقد حكم داود على نفسه عندما أراد تشديد العقوبة على غيره،وانطبق عليه ما قاله بولس فيما بعد :"لأنك فيما تدين غيرك تحكم على نفسك "
   وإننا نجد رب المجد فى رده على المشتكين على المرأة التى أُمسكت فى ذات الفعل هو :" من كان منكم بلا خطية ، فليرمها أولاً بحجر""
  !"(يو 8 : 7) فهذا هو المبدأ العادل الذى يتعين علينا الإحتكام اليه قبل أن نصدر أحكامنا بإدانة غيرنا . مطلوب أن تكون حياتنا نقية طاهرة ، فى السر والعلن،حتى يكون من حقنا القيام بعلاج أخطاء وعيوب الآخرين ..
   وحتى يكون علاج الأخطاء فى الإطار الصحيح ، فيجب مراعاة مايلى :
   * أن يكون الدافع هو الغيرة المقدسة .(يو2:  17) ويُستبعد تماماً الدافع الخاص أو الشخصى . حتى لا يكون الهدف تصفية حسابات خاصة .
* أن يكون الهدف هو الإصلاح ، وليس مجرد توجيه النقد الجارح الهدام .(غلا1:6) 
* أن يكون توجيه اللوم والتوبيخ للمخطئ مواجهة ،وليس من وراء ظهره .(1تى20:5)
* من الأخطاء ما يتطلب مجرد توجيه إنذار (1تس 5 : 14) ومن الأخطاء ما يتطلب التوبيخ الصارم .(تى 10 : 18 ) وهناك خطايا تُعد من الكبائر ، وهذه لابد من التعامل معها بالإدانة المشددة ، التى تصل على العزل من جماعة الرب .حتى يقدم المخطئ توبة حقيقية .(1كو 5 : 13 ) .. وهذا الإجراء لابد أن تقوم به الكنيسة مجتمعة .
    إذاً يجب التصدى لما نراه من عيوب وأخطاء وخطايا ، ولكن يجب أن يكون ذلك فى الإطار الصحيح ..  

إجتماعيات


شكر وتقدير

* القمص برسوم شاكر ، والقس مارتيروس برسوم يتقدمان بخالص الشكر والتقدير والإمتنان والعرفان،الى الحبيب الفاضل : رئيس المجمع الخمسينى بمصر ، وأسرة مجلة " المنبر الخمسينى " 
  ونخص الأخ  المحبوب الشيخ حنا خليل ، على مشاركتهم لنا فرحتنا وتهنئتنا بسيامة ابننا القس مارتيروس ، والتى كانت بمثابة تاج محبة واكليل فخر على رؤسنا ووسام تقدير على صدورنا راجين من الرب ان يعوضهم عنا خيراً فى اورشليم السمائية ، وأن يبارك عمله . له المجد والإكرام : أمين .  القمص برسوم شاكر ، كاهن كنيسة الأنبا برسوم العريان : بطهنشا_ المنيا

   * تهانينا القلبية للابن المبارك دكتور جورج حنا خليل ، بمناسبة حصوله على بكالوريوس الصيدلة بتقدير جيداً جداً، من جامعة النهضة ببنى سويف، متمنين له دوام النجاح والتقدم فى كل شئ ، والمستقبل الباهر والسعيد. 
   * تهانينا القلبية للأبنه المباركة د . كرستين القس عطية كامل، لحصولها على بكالوريوس الصيدلة ، متمنين لها كل النجاح والتقدم والمستقبل السعيد المشرق .  

ساعة الحصاد

القس : عزيز مرجان
رئيس المجمع الخمسينى بمصر

 " ثم نظرت وإذا سحابة بيضاء ، وعلى السحابة جالس شبه ابن إنسان له على رأسه إكليل من ذهب ، وفى يده منجل حاد  " ( رؤ 14 : 14 )
      هذه السحابة سيستخدمها الرب مرة واحدة عند مجيئه ، كما ذكر ذلك فى (مت 24 : 30 ) حيث يقول :" ويبصرون ابن الانسان أتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير " . ويؤكد الرب أيضاً فى ( مت 26 : 24 ) انه سيجلس عن يمين القوة ، ثم يأتى على سحاب السماء , وفى (رؤ 1 : 7) يقول الرائى :" هوذا يأتى مع السحاب وستنظره كل عين ". فليس للرب مجئ سوى هذه المرة على السحاب ، وهذا يتنافى مع قول البعض بأن للمسيح مجئ وأيضاً ظهور ..
     ويؤكد هذا الكلام الرسول بطرس فى قوله :" الذى يجب أن تقبله السماء ( أى يبقى فى السماء ) إلى أزمنة رد كل شئ "( أع 3: 20 ) . أى عندما يسحق سلطان الوحش . وهذا سيكون قبل البوق السابع. نعود إلى آيتنا :" وعلى السحاب جالس شبه ابن انسان ".
( وهذا منظر يسوع المسيح عند مجيئه على السحاب ) وعلى رأسه إكليل من ذهب " دلالةعلى     
المُلك " وفى يده منجل حاد " هذا المنجل يدل على انه قد آن وقت الحصاد لجميع المؤمنين ، من كل الأرض ، لأن المؤمنين هم زرع الله الجيد بنو الملكوت ( مت 13 : 38 ) وسوف يجمع الله صنفين : الأول : هم الأحياء ، الذين اجتازوا الضيقة ، وهم المؤمنون ، الذين لم يقدر الوحش أن يميتهم ، الثانى : هم الأموات الذين ماتوا فى الرب ، منذ بداية الكنيسة ، الذين هم على مستوى القيامة الأولى . ويقول عنهم الرسول بولس :" لأن الرب نفسه بهتاف ، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء ، والأموات فى المسيح سيقومون أولاً ، ثم نحن الأحياء ، الباقين سنخطف جميعاً معهم فى السحب لملاقاة الرب فى الهواء "( 1 تس 4 : 15 ، 16 ) "

     وخرج ملاك من الهيكل ،يصرخ بصـوت عظيم إلى الجالس على السحابة : أرسل منجلك واحصد ، لأنه قد جاءت الساعة للحصاد اذ قد يبس حصيد الأرض . فالقى الجالس على السحابة منجله على الأرض ، فحصدت الأرض "  ( رؤ 14 : 15 ، 16 )

     هذا  الصوت من الهيكل دلالة على أن ساعة المجئ ستصدر من الهيكل ، أى من الله الأب . فقال هذا الملاك " أرسل منجلك واحصد . لانه قد جاءت الساعة " تلك الساعة التى جعلها الآب فى سلطانه :" اذ قد يبس حصيد الأرض " . أى آن الآوان لجميع المؤمنين لأخذهم من الأرض . لان شمس الضيقة يبستهم ، فأصبحوا معدين للحصاد .. وهنا دلالة على إننا سنخطف جميعاً ، الأحياء والأموات فى المسيح ..
    " ثم خرج ملاك آخر من الهيكل الذى فى السماء:معه أيضاً منجل حاد "(رؤ14: 17)  
      هذا المنجل الحاد فى يد ملاك . أما المنجل الأول فكان فى يد الرب يسوع . كان الأول مرتبطاً بالحصيد اليابس والسحابة البيضاء ، أما الثانى فمرتبط بعناقيد كرم الارض ..
    " وخرج ملاك آخر من المذبح له سلطان على النار ، وصرخ صراخاً عظيماً إلى الذى معه المنجل الحاد ، قائلاً : " أرسل منجلك الحاد واقطف عناقيد كرم الأرض لأن عنبها قد نضج "( رؤ 14 : 18)
    إن هذا الملاك الذى له سلطان على النار ، يعرفنا أن للملائكة سلطاناً على النار . كما يذكر فى (رؤ 16 : 5 ) أن ملاكاً له سلطان على المياه . ونعلم أن لبعض الملائكة سلطاناً على الهواء وابليس مكتوب عنه فى (أف 2 : 1 ) إنه رئيس سلطان الهواء ، الروح الذى يعمل الأن فى
ابناء المعصية . فهذا الملاك الأخير يطلب من الملاك الذى معه المنجل الحاد أن يقطف عناقيد كرم الأرض ، ويلقيها فى معصرة غضب الله ، كما سيأتى الكلام ..
    " فألقى الملاك منجله إلى الأرض وقطف كرم الأرض ، فالقاه إلى معصرة غضب الله العظيم " ( رؤ 14 : 19 )
      هنا نقف هنيهة لنعرف من هم عناقيد كرم الأرض . هولاء يختلفون عن الحصاد الأول ، اختلافاً كلياً وجزئياً ، فالحصاد الاول أُخذ على السحابة بمجد وكرامة ، أما الثانى وهو العنب الناضج فسيُلقى إلى معصرة غضب الله !
      فنستطيع أن نقول أن عناقيد كرم الأرض  هم أولئك العظماء الأشرار ، الذين تمسكوا بالمجد الأرضى . وهذا الوصف يدل على إنهم الزعماء البارزون فى الأرض ، الذين خضعوا للوحش ، فأتى الوقت لإلقائهم إلى معصرة غضب الله.وكل ذلك سيتم بعد اختطاف الكنيسة بعد البوق السابع      .وديست المعصرة خارج المدينة ،فخرج دم المعصرة حتى إلى لُجم الخيل،مسافة الف وستمائة غلوة (14 :20)   هذا الغضب سينصب على الأشرار،وعلى الوحش وكل تابعيه.وبهذا سيكمل غضب الله ،عند صب الجامات .ويوضح الرائى عن ذلك اكثر فى( رؤ19 :17 ) فيقول :"قائلاُ لطيور السماء،هلم اجتمعى إلى عشاءالإله العظيم،لكى تأكلى لحوم ملوك وقواد ،ولحوم خيل والجالسين عليها".وهذا كله إشارة إلى عناقيد كرم الأرض.وسيحدث ذلك فى معركة هرمجدون ،التى تسبق الملك الألفى ..


الباكورة (3)

د. شهدي جاد

كلنا نتفق على أن التعليم السليم ينشئ تقوى حقيقية ، هذا إلى جانب إنه يضرم مخافة الله فى القلوب المتضعة . ولا يوجد فى الدنيا كلها أحلى وأجمل من أن نواصل الكلام عن أحلى كلام يعلمنى مخافة الله ، وسُبل الإنتصار والخروج من دائرة الناس الذين ينقادون ويخضعون ، بلا مبرر منطقى ، على إنكار حقائق مثل الشمس فى وضح النهار ، وموجودة بقوة على طول سطور الوحى بعهديه،القديم والجديد. وتكاد الكلمات تنطق .. 

    ولست أظن أن هناك أصحاحاً واحداً فى الكتاب يخلو من ذكر الباكورة . وهذا الفكر الإلهى ، والذى منه يريد الرب أن يكون له شعباً غيوراً ، ساهراً ، محارباً ، من الغالبين . طرحوا العالم وراء ظهورهم ، واختاروا السيد دون سواه . فلا يهمهم إطلاقاً التكاليف الباهظة .. والحق يُقال إنه من غير المنطقى أن أكون غالباً لمجرد أننى فى المسيح ، فالوجود فى المسيح لا يمنع الهزيمة ولن يمنعها . ولكن الذى يمنع الهزيمة هو إستخدامنا السليم للإمكانات المتاحة لنا من وسائط النعمة ، وعدم الغوص فى النوم العميق ، بل السهر الدائم واصلاح المصابيح.
    ولو أننى كتبت عن كل الإشارات لفكر الباكورة فى الكتاب ، فلست أظن أن العمر نفسه ، مهما طال ، سيكفى لشرح نصوصها الوفيرة فى كلمة الله. ولكن على قدر الإمكان سأتكلم عن النصوص الواضحة كالشمس ، والتى لا ينفع معها التأويل ، ولكن يتقبلها كل قارىء ومفكر نزيه كما هى ببساطتها .. فيتعين علينا أن نحترم ونبجل ونقدر نصوص الوحى ، وكفانا من وضع رؤوسنا فى الرمال !
    هذه المرة نتأمل ( لو 12 : 43 ـ 48 ) يقول الرب :" طوبى لذلك العبد الذى إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا ! بالحق أقول لكم : إنه يقيمه على جميع أمواله "(ويالها من مكافأة !) . ثم يستطرد بعد ذلك ، شارحاً ، لو أن نفس العبد أخطأ : " أما ذلك العبد الذى يعلم إرادة سيده ، ولا يستعد ، ولا يفعل بحسب إرادته ، فيضُرب كثيراً " ويكمل :" ولكن الذى لا يعلم ويعمل ما يستحق ، ضربات يضُرب قليلاً "
هل قرأت عزيزى القارئ ، بتركيز شديد ،  هذه الكلمات ؟ فهل من مصلحتك أن تساوى بين من يفعل إرداة سيده ، وبين من لا يفعل ؟ .. يقول الكتاب ، لا أنا ، الغير مستعد سيضُرب كثيراً ، طالما يعرف إرادة سيده ولا يفعل . وأين ستكون هذه الضربات ياترى ، إن لم تكن إثناء الضيقة العظيمة ؟ وهناك تفاوت فى ضراوة وحجم الضربات داخل الضيقة : لأن الله عادل جداً فوق ما نتصور ! فهناك من سيضُرب كثيراً ، وأيضاً هناك من سيضُرب قليلاً ..
      نعم ففى داخل الضيقة نفسها ، سيعطى الرب بعض المؤمنين الأمناء ، والذين خدموا الرب بإخلاص ، ولكن كان عندهم بعض التجاوزات بسبب عدم علمهم بإرادة سيدهم . سيعطيهم الرب حماية خاصة داخل الضيقة ، لأنه سيكون لهم موضع معد من الله لتعال المرأة الهاربة من الوحش ، الفاً ومئتين وستين يوماً .( رؤ 12 : 6) ، وبعض المؤمنين الجسديين ، والغير مخلصين تجاه الرب سيكتووا بنار الضيقة ، ومن الممكن أن تصل بمعظمهم الأمور إلى الإستشهاد . ولكن سيخرجون من الضيقة بنجاح باهر ، لأنهم غسلوا ثيابهم وبيضوها بدم الخروف ..
      لأجل ذلك نجد وصية الرب للفريقين  اللذين سيجتازان الضيقة ، الوصية الواردة فى ( لو 12 : 36 ) :" وأنتم مثل أناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس " . سيأتيهم الرب متأخراً ، راجعاً من العرس . ولهذا ليس غريباً أن لا يحضروا العرس ، لأنهم غير مستحقين . يكفيهم الإختطاف الكلى فى نهاية الضيقة . ولكن لن يكونوا من الباكورة التى على جبل صهيون السماوى .( رؤ 14 : 1)و(عب 12 : 22 ) . إذ سيلحقون الركب ولكن فى نهاية الضيقة وينضمون لهم .. 
     هل بعد هذه الشواهد نعاند ونكابر فى هذه المسألة الواضحة ؟ وهناك سؤال بديهى : لماذا نرفض الضيقة كمؤمنين ، ولماذا نورط الله معنا فى مبادئنا العالمية الفاسدة ؟ فمن المستحيل أن يغير الله مبادءه التى عرفناها عنه ، فإلهنا المحب الرحيم ، أبو قلب طيب ، هو هو نفسه الذى اقتحم عزة عندما أراد أن يسند التابوت ، وهو نفسه الذى ضرب مريم بالبرص عندما تكلمت على موسى ، وهو هو نفسه الذى أراد أن يقتحم موسى ويفتك به ، لولا فطنة إمرأته الحكيمة ، رغم مستوى موسى الروحى الذى لا جدال فيه .. الله عادل وقدوس . ولا فصال فى ذلك ..
       لماذا نصر ، وبطريقة غريبة ، أن نغير مبادئ الله ، وننــــــــكر حقائق مــــــــــــــا أروعــــــــــها ،     
 ومبادئ ما أقدسها ..
     ثم أن التاريخ الكنسى يذكر أن تعليم الإختطاف الكلى قبل بدء الأسبوع لم يظهر إلا فى سنة 1830، وان كل آباء الكنيسة ، ورجال الإصلاح ، جميعهم كانوا يؤمنون بأن الكنيسة ستعانى من ضد المسيح . هذا إلى جانب تفسيرات الآباء .. أرجوكم كفى هذا العناد ، الغير مبرر ، والذى يقود إلى الطمأنينة الكاذبة ، وضياع ميراث عظيم ، نجاهد من أجله ونصبو اليه ونتمناه ، كما تمناه بولس قبلنا قائلاً : " لعلى أبلغ إلى قيامة الأموات " وحذر نفسه من ضياع هذا الأمل قائلاً :" لئلا أصير أنا نفسى مرفوضاً "
      ثم أن هناك صوتاً آخر فى كلمة الله من القديسين الذين قاموا من الأموات ، بعد قيامة السيد ، وظهروا لكثيرين فى المدينة المقدسة .. أين ذهب هؤلاء ؟ وهل رجعوا مرة أخرى إلى قبورهم ؟ وهل ظهروا بأجساد ممجدة أم مجرد خيال ؟!.. يقول بيكر ، " هؤلاء يعتبرون باكورة العهد القديم الأتقياء . فبعد أن تفتحت القبور ، وقت صلب المسيح، قامت أجسادهم بعد قيامته مباشرة . نعم أقامهم ليكونوا كهنة فى الهيكل السماوى..
     ولا مجال فى أن هؤلاء القديسين هم باكورة العهد القديم من الغالبين ، وذلك لعدة   اعتبارات :
    * أولاً : لأول مرة يصرح عن بعض الأشخاص بأنهم قديسون ، مما يثبت أن التقديس كان ثمناً دفعوه لهذه القيامة المبكرة..
    * ثانياً : من كلام الوحى نفسه ، اذ يقول :" كثير من أجساد القديسين " ولم يقل كل أجساد القديسين . ولماذا هم وليس غيرهم ، ولماذا هذه الميزة ، وهل هو اختيار عشوائى دون أسس ومبادئ إلهية ؟!
     * ثالثاً : القول " كثير من أجساد القديسين " معناه إنه يتعلق بتغيير أجساد وقيامة حقيقية ، وليس مجرد ظهور .. نعم عن هؤلاء يستشهد نفس الكاتب ، المشار اليه سابقاً ، (بيكر) برسالة العبرانيين 12 " بل أتيتم إلى جبل صهيون السماوى ، وإلى كنيسة أبكار ومعها أرواح أبرار مكملين " . وهذه الآية توضح هذه الحقيقة كل الوضوح..
     ويرى القس صموئيل مشرقى أن هؤلاء المقامين من الموت ، مع المسيح هم ال 24 شيخاً ، الذين رآهم يوحنا . ويقول أن عددهم 24 يعيد إلى الأذهان الأربعة والعشرين كاهناً ، الذين كانوا يُختارون من العهد القديم ليكونوا رؤساء ..
      أخيراً يا أحبائى ، الباكورة مستوى عالٍ جداً باهظ التكاليف . باختصار هو على مستوى المسيح نفسه من الناحية الأدبية ، والأخلاقية والحياتية والروحية .. والوصول إلى هذا المستوى ليس بالأمر السهل ، بل يحتاج إلى وقت فيه ننظر مجد الرب بوجه مكشوف ، ونتغير الى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد ..  ولا تنس ما يقوله الكتاب عن مستوى العروس بأن لها مجد الله ولمعانها مثل أكرم حجر اليشب البللورى . ( رؤ 21 )   
     عزيزى ، ضع قدميك على بداية طريق الكمال والقداسة والتمتع بالمجد . لا تدع أحداً يعطل مسيرتك نحو الكمال . فالمكافأة تفوق الوصف ! والمجاملات لا تنفع ، والخجل لا يشفع ، والغرور لا يشفع . فليس هناك أدنى خسارة فى اتباعك للسيد .. احمل الصليب .. ضح بكل غالٍ ونفيس .. ارفض ، وباصرار صوت الجسد ، الذى يريد أن يجرك إلى الخسارة الفادحة .. سينفض الكل من حولك ، ومن تجاملهم ويجاملونك لن تسمع لهم صدى صوت .. وما أقسى مرارة الهزيمة ، فالوقت لن يعود ، والفرص لن تتكرر .. خذ قرارك …  

الخروج والصليب

القس ثروت ثابت
    
يعتبر حدث الخروج من مصر من الأحداث الهامة والمصيرية فى حياة الشعب اليهودى . فهو يعلن مدى امانة والتزام الله بوعوده ، رغم عدم أمانة الشعب اليهودى ، كما يوضح مدى عناية الرب بهم رغم ضعفهم الشديد ، وخطورة وصعوبة المشكلات والتحديات التى واجهتهم .
     حدث الخروج له قيمة عظمى فى حياة الشعب اليهودى ، كما للصليب أهمية عظمى فى حياة الشعب المسيحى . ففى الخروج لمس الشعب حب الله الشديد وقوته وقدرته ، وهكذا فى الصليب قمة تجلى حب الله للبشر " ليس لأحد حب أعظم من هذا ان يضع أحد نفسه من أجل احبائه "
  فى الخروج كانت بداية لحياة الحرية والتمتع باختبارات عظيمة مع شخص الرب ، وهكذا الصليب هو بداية لإنطلاقة جديدة . فالمسيح بموته أعطانا الحياة ، ونقلنا من الظلمة الى النور ، ومن عبودية الخطية الى حرية مجد أولاد الله . لذا نهتف مع الرسول بولس قائلين : " أما من جهتى فحاشا لى أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح " ( غل 6 : 14 )
                                                            



سلسلة بنورك نرى نوراً (4)

لكى تخلص الروح فى يوم الرب يسوع ( 1 كو 5 : 5 )
                 

 القس / عطية كامل
حدث أن أخاً من كنيسة كورنثوس ، أقام علاقة غير شرعية مع إمرأة أبيه . وكان بولس الرسول حينئذ فى أفسس . ولما وصلته أخبار هذه الجريمة ، وسكوت الكنيسة عنها ، وكيف ظلت على شركة مع هذا الأخ ، وتمارس عباداتها بطريقة عادية ، وكأن شيئاً لم يكن ! .. 

    ثار الرسول العظيم وغار غيرة للرب ، وإمتلأ من الغضب المقدس ، فأرسل إليهم موبخاً ومنتهراً وواعظاً ، طالباً اليهم أن ينوحوا . فما وقع فى وسطهم خطير ومنافٍ تماماً للأخلاق . وهو أمر عرفوه كلهم ، وكان يجب أن يتضرعوا إلى الله لكى يتدخل فيُرفع الذى ارتكب ذلك الشر من وسطهم ..
     ويتدخل بولس الرسول فى موقف التعدى هذا ، ويتصرف بمقتضى سلطانه الرسولى ويحكم :" بان يُسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد ، لكى تخلص الروح فى يوم الرب يسوع المسيح " 1 كو 5 : 1ـ 5 ) فقد وضعت كلمة الله حدوداً وأحكاماً للعلاقات الجنسية ، فليس للإنسان أن يسلك فى هذه الأمور كما يريد أو يرغب ، وليس له أن يفترض أبداً أن الله سيتهاون معه حال تخطيه هذه الحدود ، أو إستهانته بهذه الأحكام ..
    
 ففى سفر اللاويين ، والأصحاح الثامن عشر ، يرسم لنا حدوداً للسلوك الجنسى .    

وفى سفر اللاويين ، والأصحاح العشرون ، تأتى الأحكام الإلهية وعواقب العصيان لتلك الفرائض أو تعدى هذه الحدود ، وهى قاسية جداً كلها ، ولا رأفة فيها ، حيث أن الله لا يرضى بالتهاون فى هذه الأمور ، بل يصدر أحكاماً قاسية على المخالفين ، ورادعة للمتهاونين ! فمثلاً :
   1ـ يُقتل الزانى والزانية .. ( لا 20 : 10 )
   2ـ بالنار يحرقونه وإياهما . ( الرجل والأم وابنتها اللتين تزوجهما مخالفة للشريعة ) .   ( لا 20 : 14 )
   3ـ يُقطعان كلاهما من شعبهما . ( لا 20 : 18 )
     4ـ يموتان عقيمين ( لا 20 : 20 )
    وهذه عينات من أحكام إلهية كثيرة وقاسية ، صدرت بحق مخالفين لشرائع الطهارة !!
    وأما بولس ، وهو رسول نعمة الله ، وقد عرف أن الأخوة فى كورنثوس ، قد تهاونوا تماماً ولم يتخذوا أى إجراء تجاه من خالف وتعدى ، أغضبه ذلك جداً
، وأصدر فوراً حكماً إلهياً على هذا المخالف لشريعة الطهارة وهذا نصه :" أن يُسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد ، لكى تخلص الروح فى يوم الرب يسوع " (1 كو 5 : 5)
       وبحسب منطوق هذا الحكم الربانى فإن الطريق الوحيد لخلاص كل من ارتكب هذا الفعل ، وتعدى ناموس الطهارة ، صار الآن تسليم جسده للشيطان ليهلكه ، فيكون فى هذا ، وفى هذا فقط ، خلاصاً لروحه فى يوم الرب يسوع ، تماشياً مع القاعدة الربانية :" نؤدب من الرب لكى لا ندان مع العالم "              ( 1 كو 11 : 31 ، 32 )
    وهذا غريب ، لأن المؤمن فى الظروف العادية لا يتمنى خلاصاً لروحه فى يوم الرب يسوع ، بل نحن ـ وكما
 يقول الوحى ـ الذين لنا باكورة الروح نترقب إعلان بنوتنا وافتداء أجسادنا( رو8: 23 ) 
      وأما هذا الزانى وأمثاله ، كما يقول الوحى ، فليس لهم أن ينتظروا فداءً لأجسادهم التى تنجست ، بل فقط خلاصاً لأرواحهم لأنه إن كان أحد يُفسد هيكل
الله فسيفسده الله ( 1 كو 3 : 16 ، 17 ) كما أن الذى يزنى يخطئ إلى جسده ويتسبب فى عدم فدائه ( 1 كو 6 : 18 ) .. ويا للخسارة !!  
 ويؤكد هذا ما جاء فى (ا تى 4 : 16) ،   
حيث يقول الكتاب :" لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك ، لانك إن فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضاً " . فتيموثاوس المخلص كان يحتاج إلى ملاحظة نفسه وتعليمه ، وأن يداوم على ذلك . وفى هذا ، وفى هذا فقط ، خلاص له ، بل وللذين يسمعونه أيضاً . فالذين خلصت أرواحهم بعمل نعمة الله ، عليهم أن يسيروا فى طريق القداسة والتقوى . وفى خوف الله . وعندها لهم أن يتوقعوا فداءً لأجسادهم وتغييراً ..
قس / عطية كامل
 01221167928

حوار مع المرنمة نيفين فكرى

أجرت الحوار : ايفيت ينى


         نلتقى فى هذا العدد ، عزيزى القارئ ، مع مرنمة ذات صوت متميز .. وعندما تقترب منها تجد أنها شخصية بسيطة لكنها تستطيع أن تشيع جو المرح أينما وُجدت .. وهى مرنمة بفريق " الحياة الأفضل " .. جلست معها ، ودار بيننا الحوار  التالى :

      * أهلاً بك يا أخت نيفين .. سعداء أن نجرى معك حواراً لنشره بمجلتنا .. أرجو أن تقدمى نفسك للقراء ..
  - اسمى نيفين فكرى .. حاصلة على ليسانس الألسن .. إنجليزى ، أسبانى .. متزوجة وليس عندى أطفال .. اسم زوجى : فيليب خليل أنطون ، وهو متخصص فى الأبحاث التسويقية ..
   * ما هو اختبارك مع المسيح ؟
  - حضرت مؤتمر .. كانت قائدة المجموعة المرنمة / منال واصف ( وهى مرنمة فى فريق بيتر لايف : ( الحياة الأفضل ) . ثم أكملت فى الكنيسة .. فأنا من أسرة مؤمنة ، وأنا مقتنعة أن مشوار التغيير فى حياة المؤمن مستمر ..
   * متى التحقت بفريق الحياة الأفضل ، وماذا أضاف لك هذا الفريق ؟
  - كانت البداية مع فريق بيتر لايف ( أطفال ) ثم التحقت بفريق بيتر لايف (كبار) ، وكان ذلك عام 1996 ، ولقد عمل هذا الفريق شيئاً من الإلتزام ، والإحساس بأن ما أفعله مهم جداً ، فالترنيمة إلى جانب أنها كلمة ولحن ، فهى رسالة لى وللناس . والمرنم يشعر بانه يقدم شيئاً 
 له هدف ، فقد تكون رسالة تشجيع أو شفاء أو دعوة للتوبة ..
     * برنامج " شارع النغم "الذى تقدمينه فى سات سفن، ماذا يعنى لنيفين فكرى ؟
    - أجمل ما فى البرنامج أنه يُقدم بشكل جديد . والأمر  الذى أضاف بعداً جديداً للبرنامج هو استضافة بعض المرنمين الذين يتحدثون عن حياتهم واختباراتهم . وهذا يكون مشجعاً للمشاهدين .
    * ما هو دور التسبيح فى حياة المؤمن العابد ، من وجهة نظرك ؟
   ـ أنا لما أستيقظ فى الصباح الباكر ، اسمع صوت العصافير تزقزق بصوت عالٍ ، فأنا عندى فضول أعرف لماذا صوتها مرتفع هكذا ؟! وفيه تعبير قاله أحدهم :" ساعة ما الشمس تخبط فى الأرض ، بتصدر الأمر للخليقة لكى تعظم الله ! .. ولازم التسبيح يكون صادراً من عمق القلب لتعظيم الرب بحق ..  
    * ما هو دور التسبيح فى الحرب الروحية ؟
   ـ أنا لما أسبح وأعظم الله ، بارفع عينىاليه ، فأراه أعظم وأعلى من كل الظروف الصعبة ، وأرى قدرته على كل الحروب ، وقدرته على إزالة الهموم والأحمال .. أنا عندما اسبح أخرج خارج نفسى ، وأرتفع فوق مستوى الظروف ..
    * فى حياتك " تجربة " هى عدم وجود أولاد فماذا يعنى ذلك بالنسبة لك ولزوجك ؟
    ـ فى الحقيقة أنا لا أسميها تجربة ( أى تجربة ألم ) فأنا وزوجى عندنا أولاد كثيرون فى الكنيسة وداخل الخدمة . وبهذا فنحن لدينا رضى بما أراده الله ، ونعيش عيشة عادية بدون قلق .. وأنا مسلمة الأمر للرب وخاضعة تماماً لمشيئته .. وللأسرة دور فى تشكيل حياتى .. فأنا ضمن أسرة مكونة من خمس بنات وولد ، والأب والأم . ووجودى فى أسرة كبيرة علمنى عدم الانانية ، والشعور بالآخرين..
     * هلى لزوجك دور فى نجاحك فى الخدمة ؟
    - زوجى فيليب هو الذى يعطينى التشجيع . فهو فى نفس فريق الترنيم .
     * كم مرة سافرت إلى الخارج ، وما رأيك فى السفر والهجرة بعيداً عن مصر ؟
    ـ سافرت كثيراً خارج مصر .. وأول سنة من زواجنا سافرنا إلى أمريكا . لكن أنا بحب مصر جداً . وفى أى مكان فى العالم باحس بالغربة والحنين إلى مصر رغم أن الخارج يوجد به تقدم حضارى فى كل شئ.. أنا أحب كل شئ فى مصر ، شوارعها .. إجتماعاتها .. شعبها الذى يُعرف عنه أنه  "إبن نكتة "
 * ما هى أكثر ترنيمة محببة إلى قلبك؟     ­   -  ترنيمة "أحبك لأنك أحببتنى أولاً " وهذه ترنيمة خاصة بصليب المسيح ، وهى تعطينى إحساساً بوجودى ، لأنى بدون الصليب ليس لى قيمة ، وهذه الترنيمة للأخت منال سمير .
    * كيف تحافظين على خلوتك الشخصية مع الرب ؟
    - أصحو مبكراً لكى أصلى ، فلابد أن أبدأ يومى مع الرب .
    * لمن توجهين رسائل شكر وتقدير ؟
    ـ الشيخ نعيم عاطف ، لأنه رجل يفكر بطريقة متطورة ..
   ـ فيليب زوجى ، فهو شريك العمر والخدمة ، يتفهم جيداً ظروفى ، ويحترم نفسيتى ومشاعرى ..
   ـ واشكر بابا وماما ، لأنهما قدما لنا الكثير أنا وأخوتى ..
    ـ وأشكر ماجد عادل قائد الفريق، فقد ساندنى وشجعنى كثيراً .
    * وجهى كلمة للكنيسة ..
    ـ على الكنيسة أن توصل نور ومحبة المسيح إلى العالم من حولها ..
   شكراً لك يا نونو  ( وده اسم الدلع ) ليكن حوارك سبب بركة للقراء .. 
    

ركن الشباب

مفهوم الحياة والموت 
القس / ثروت ثابت وهبه
 راعى الكنيسة الإنجيلية بالعباسيةــ القاهرة .

أهلاً بكم أعزائى الشباب فى لقاء جديد ، وموضوع جديد يهمنا جميعاً ، كباراً وصغاراً ، خداماً ومخدومين ، مؤمنين وغير مؤمنين . ألا وهو : مفهوم الحياة والموت .. الكل يتساءل : هل للحياة معنى ؟ هل للحياة قيمة ؟ هل نحن هنا لننتظر قطار الموت ؟! وكيف تجعل حياتك مثمرة ومفيدة لمن حولك ؟ 

      الحياة عطية من الله .. وهناك نوعان من الحياة :
     الأول هو : الحياة الجسدية ، أى ممارسة كل أنشطة الحياة لكن باستقلالية عن إلهه ، لمجد الذات . فلا يعترفون بوجوده ، وينكرون خيره عليهم .. الحياة بالنسبة للجسدانيين تتلخص فى : العمل ، والمال ، والزواج ، والأكل ، والشرب ، واللبس ، والسكن ..
    الثانى هو: الحياة الروحية : أى ممارسة كل أنشطة الحياة كغيرهم ، لكن تحت سيادة الله ، ولمجد اسمه الكريم . فنحن أحياء حقاً طالما كانت أرواحنا متصلة به . وقد عبر الرب يسوع عن هذه الحقيقة فى مثل الابن الضال فى ( لو 15 : 24 ) . فعندما رجع الابن الضال هتف الأب قائلاً : " لأن ابنى هذا كان ميتاً فعاش ، وكان ضالاً فوجد " وعبر عن نفس الحقيقة الرسول بولس فقال : " وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا ، التى سلكتم
  
فيها قبلاً .. الله الذى هو غنى فى الرحمة ، من أجل محبته الكثيرة التى أحبنا بها ونحن أموات بالخطايا ، أحيانا مع المسيح . بالنعمة أنتم مخلصون ". ( أف 2 : 1 ، 4 ، 5 )
   ثم أرجو ألا ننسى بأن الله خلق الأرض من أجل الإنسان ، وليس الإنسان من أجل الأرض . الله خلق كل شئ من أجلك ، عزيزى القارئ ، فلا تعش حياتك عبداً للمال أو الممتلكات ، أو الجاه ، أو السلطان ، بل عش مع الله ، ومن أجله ، فتتمتع بحياتك وتعرف قيمتها ومعناها ، لأنه لا يمكن إختزال معنى الحياة فى شهادة علمية ، أو وظيفة أو منصب ، أو مال أو زوج أو زوجة ، أو أطفال ..
    أما بخصوص الموت فالكتاب المقدس يعلم عن ثلاثة أنواع من الموت :
    أ ـ الموت الجسدى : أى إنفصال الروح عن الجسد . وهذا أمر على كل البشر فى كل مكان
 
  
وزمان ، جاء نتيجة الخطية ، فقال الله للإنسان :" لأنك تراب وإلى التراب تعود " ( تك 3 : 19 )
ب ـ الموت الروحى : أى إنفصال روح الإنسان عن الله ، مصدر الحياة ، كما حدث مع الابن الضال ، وشعب كنيسة أفسس ، قبل الإيمان ، كما ذكرت ..
    جـ ـ الموت الأبدى أو الموت الثانى : من يرجع ويتوب من أصحاب الموت الروحى ، ويقبل المسيح ، ينجو من هذا الموت ، وينال حياة روحية جديدة . قيامة جديدة ، كما قال الرب يسوع :" الحق الحق أقول لكم : إن من يسمع كلامى ، ويؤمن بالذى أرسلنى ، فله حياة أبدية ، ولا يأتى إلى دينونة ، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة .. الحق الحق أقول لكم أنه تأتى ساعة ، وهى الآن ، حين يسمع الأموات صوت ابن الله ، والسامعون يحيون " ( يو 5 : 24 ، 2 ) . وبالتالى لا يصبح للموت الجسدى سلطان عليه ، بل يكون بمثابة الجسر الذى ينقله للعيش المستمر مع الله ..
    قال أحدهم : الموت الجسدى رغم ما فيه من قسوة ، لكنه لا يخلو من نعمة ، بالنسبة للمؤمـن     ألا وهى نعمة الوجود الدائم فى حضرة الله . أما من يرفضون محبة الله ، فسيظلون فى موتهم الروحى ، وسيموتون الموت الجسدى . وليت الأمر توقف عند هذا الحد ، لأنهم سيواجهون بعد ذلك الموت الثانى ، أو الأبدى . وعبدة الأوثان ، وجميع الكذبة ، فنصيبهم فى البحيرة المتقدة بنار وكبريت ، الذى هو الموت الثانى "( رؤ 21 : 8)      لذا نقول أن أعظم مأساة فى تاريخ البشرية ، ليست الموت الجسدى ، بل الموت الروحى            ( استقلال الإنسان عن الله ) لأنه إن كان الموت
الجسدى هو إنفصال الروح عن الجسد فالموت الروحى هو إنفصال الإنسان عن الله ، ومقدمة للموت الأبدى ، الذى لا نجاة منه البتة !
     انتبه عزيزى القارئ .. انتبه من فضلك ، فالأمر خطير لأن عجلة الوقت تسير إلى الأمام ، بلا توقف ، والوقت لا يمكن تخزينه ، لكن يمكنك تنظيمه .. مجموع أيامك وشهورك ، وسنينك = حياتك . فلا تضيع أى جزء من حياتك .. لا تقاس الحياة بطولها ، لكن بعمقها وبعرضها فليس المهم السنوات فى حياتك ، لكن الحياة فى سنواتك . فكثيرون دخلوا العالم وخرجوا بلا أى تأثير ، لأنهم عاشوا لأنفسهم فقط.. 

أُعلن إثم أفرايم ( 2 )

الأب باسيليوس

راعى كاتدرائية الكاثوليك بالمنيا

 * الشيطان يلتقط كلمة الرب من قلبك دون أن تشعر ، فالكلمة تعلن : " وقد رُش عليه الشيب وهو لا يعرف " ( هو 7 : 9 ) فقد كنت فى الماضى حساساً فى الإستجابة لكلمة الرب ، وتحب الصلاة والجلوس معه ، ولكن مع مرور الوقت أدخل ابليس التراخى والكسل إلى نفسك فبدأ يصور لك إنه لن يحدث شئ إذا لم تُصل ، والله لن يغضب منك إذا فعلت هذه الخطية ، لأنه رحيم وسوف يغفر لك . وفجأة تجد نفسك عاجزاً عن التمتع بالحياة الروحية . تقف أمام الرب ، ولكنك لا تجد ما تقوله بسبب فراغ القلب ، فلم تعد تسمع صوت الرب جيداً فى حياتك ، لأنك تعانى من الصمم الروحى وأصابتك الشيخوخة الروحية  ..

    * لكن أولاد الله يعيشون حركة نمو وإرتفاع كل يوم ، فالكلمة تعلن :" إن كان إنساننا الخارج يفنى ، فالداخل يتجدد يوماً فيوماً " ( 2 كو 4 : 16 ) . الذين يسمعون كلمة الله ويتجاوبون معها ، ويتمتعون كل يوم باكتساب فضائل جديدة ، والدخول إلى عمق أكثر فى العلاقة مع الله ..
   * "صار أفرايم كحمامة رعناء"(هو 7 : 11 ) أصبح أفرايم كالحمامة غير المستقرة ، كثيرة الحركة ، يشعر أنه تائه ، يتحرك هنا وهناك بدون هدف أو رؤية واضحة ، كالحمامة التى كلما حاول الطبيب أن يضع يده على جُرحها ، تهرب ولا تحتمل " ويل لهم لأنهم هربوا عنى " ( هو 7 : 13 )       * " كثيراً ما نهرب من المواجهة مع الرب ، ربما ليس هروباً جسدياً ، لكنه هروب القلب والفكر والضمير .. هروب من تبكيت الروح القدس .. رفض لأى تعامل مع الله ، كالمريض الذى أنهكه المرض ، لكنه رغم ذلك ، يرفض العلاج ، أو الذهاب إلى الطبيب .. !
    * " إلى فمك بالبوق كالنسر على بيت الرب " ( هو 8 : 1) أمر الرب هوشع أن يمسك بالبوق ، لأنه حان وقت إنذار الشعب ، الرب سيسمح لهم بالسبى . ربما تتساءل : كيف وهم شعب الله ؟ . لماذا يسمح الرب لهم بذلك ؟
   * قد يستخدم الرب مرورك بمحنة معينة  كعصا تأديب ، فالكلمة تعلن :" لأنهم قد تجاوزوا عهدى ، وتعدوا على شريعتى " ( هو 8 : 1 ) . فقد يتركك تحصد نتائج زراعتك السيئة ، لأنه رغم اختيارك ابناً له ، لكنك رفضت هذه الأبوة ، فأمر طبيعى أن تتعرض لهذه التأديبات . عندما يراك تحطم نفسك سوف يسمح بذلك ، حتى تستيقظ من غفلتك الروحية لكى لا تهلك " لأن الذى يحبه الرب يؤدبه " ( أم 3 : 10)
     * " إلىّ بصرخون : يا إلهى نعرفك " ( هو 8 : 2 ) قد تصرخ للرب كثيراً بالشفاه فقط ، لكنك ترفضه بأعمالك ، تقدم له مجرد عبادة مظهرية ، ليس لها أى تأثير على قلبك ، لأنها متناقضة مع أعمالك . لذلك كل تعبك البعيد عن الرب بلا فائدة ، كمن يقول عنهم الكتاب :" يزرعون الريح يحصدون الزوبعة " ( هو 8 : 7) فهم يتعبون ، يزرعون ويحصدون : لكن تعبهم باطلاً ، لأن حياتهم بعيدة تماماً عن الرب ، فالكلمة تعلن : " هذه التى أعددتها لمن تكون ؟ "( لو 12 : 20) قد تتعب وتجتهد لكى تضمن مستقبلك الأرضى . ولكن الكلمة تعلن : " لأن من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فساداً " ( غلا 6 : 8 ) . ففيما أنت تهتم بحياتك الأرضية فقط، يتآكل
  رصيدك الروحى فى السماء ..
   * : زرع ليس له غلة لا يصنع دقيقاً وإن صنع ، فالغرباء تبتلعه " ( هو 8 : 7) . أعمال كثيرة لكنها للبحث عن مزيد من السلطة والمركز ، والطمع فى تكديس الأموال والممتلكات . نعم ربما هذا الزرع ينتج دقيقاً ، لكنه بدون بركة ، أى حققت نجاحاً أمام الناس ، ولكن للأسف إثناء الوصول إلى هدفك ظلمت الآخرين ، وسلبت حقوق الكثيرين ، وحطمت نفوساً . 
    * الشيطان يستطيع أيضاً أن يفتح أمامك أبواب الرزق ، لكى تنشغل عن التفكير فى حياتك الأبدية ، بحيث يُصبح المال سبب ابتعادك عن الرب . فالشيطان يعطيك بيد ، ولكن يسرق كل شئ باليد الأخرى !
    " ولكى يريح الإنسان ضميره ، رغم بُعده عن الله ، تعلن الكلمة : " استأجر أفرايم محبين " ( هو 8 : 9 ) . يحيط نفسه بمن يجاملوه ، وينافقوه ويسمعوه كلمات المدح الزائفة . فهو يخدع نفسه ، متصوراً إنه حصل على محبة الآخرين . ولكن وقت الإحتياج ، أو تعرضه لأزمة ، تظهر حقيقة من حوله ، فلا يجد أحداً بجواره ..           * قارئى الحبيب .. احذر أن تكون من نوع إفرايم الذى يستأجر محبين ، فكلمة " يستأجر" تشير إلى محبتهم غير الحقيقية ، لكنها مجرد مجاملات خارجية لأجل تحقيق فائدتهم .. وعلى الرغم من قسوة الإنسان وبعده ، فالرب لا يترك أولاده ، فالكلمة تعلن :" لما كان إسرائيل غلاماً أحببته ، ومن مصر دعوت ابنى " ( هو 11 : 1 )
   * " لما كان إسرائيل غلاماً " أى لا يدرك الأمور ، لا يعى لما يفعله ، ورغم ذلك فالرب من محبته لا يتركه ، فهو يقوده ويرشده ، وكأن الله يضع أعذاراً للإنسان .. يالها من محبة عجيبة للغاية ..!!
   * " ومن مصر دعوت ابنى " . فقد كانت مصر فى ذلك الوقت مركزاً كبيراً للعبادة الوثنية . ورغم ذلك . الرب يبحث عن أولاده فى كل مكان . ومهما كانت ظروف الخطية ، ومهما كان الضعف ، فهو قادر أن يحوله إلى قوة ، عندما تستجيب لمعاملات الله معك ..
     عزيزي القارئ … إلهك متحنن للغاية ، وإثناء لحظات التأديب لا يحتمل أن يرى شعبه متألماً ، فالكلمة تعلن :" قد انقلب علىّ قلبى . اضطرمت مراحمى جميعاً " ( هو 11 : 8 ) . فهو إله الرحمة ، ملجأ لك
 ، يسندك ويشجعك ، ويحملك وقت ضعفك.
      صلاة :
    إلهى … لقد هربت كثيراً من المواجهة معك . كم من مرات خدعت نفسى بأن سمحت لكلمات المديح الزائفة أن تخدر ضميرى . ربى الحبيب .. أنت تعلم كم استطاع إبليس أن يخدعنى ، فقد سرق العديد من الفضائل الجيدة .. نعم إلهى ، قد رُش الشيب علىّ ، لكنك إله اللحظات الأخيرة ، الذى يتدخل فى الوقت المناسب للغاية ، بذراع قوية ..
    إلهى الحبيب .. أعطنى البصيرة الروحية التى أرى بها إنك ما زلت تحبنى ولم تيأس منى .. أعطنى أن أراك إله الرحمة الذى يسند ويشجع ويحمل وقت الضعف ..