اخر المقالات

مجلة المنبر الخمسينى ترحب بك وتتمنى وقت ممتع فى دارسة كلمة الرب يسوع وكل عام وانتم بخير عام 2020 مليان باحسانات الرب عليك والخير والسلام على حياتك +أخبار المجمع+ +حفل افتتاح كنيسة خمسينية بالمنيا في مساء الأحد 29/ 10 / 2017، وبمشيئة الرب الصالحة، احتفل المجمع الخمسيني بمصر بافتتاح الكنيسة الخمسينية بالمنيا، للعبادة والصلاة، +أخبار المجمع+ وكان ذلك بحضور رئيس المجمع، القس عاطف فؤاد، ونائب رئيس المجمع القس إبراهيم حنا، وسكرتير المجمع القس ميلاد يوسف، والقس برنس لطيف من اللجنة التنفيذية، إلى جانب القس نبيل سعيد، راعي الكنيسة. وكان قد مضى على إغلاق هذه الكنيسة حوالي 22 عاماً.. +أخبار المجمع+ وقد تفضل مشكوراً بحضور حفل الإفتتاح: كل من: العميد أشرف جمال، عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا، وفضيلة الشيخ محمود جمعة، أمين بيت العائلة بالمنيا، والأب بولس نصيف، من قيادات بيت العائلة، والعمدة عادل أبو العلا، نيابة عن أخيه اللواء شادي أبو العلا عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا. والقس خليل إبراهيم، نائب رئيس مجمع النعمة.. +أخبار المجمع+ وقد ألقى العظة في هذا الحفل القس عاطف فؤاد، وهي من ( مزمور 132: 14) والآية التي تقول: «هذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ. ههُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي اشْتَهَيْتُهَا». فتحدث عن السكنى الإلهية والبركات المترتبة عليها في أربع نقاط، وردت في المزمور، وهي: 1- طعامها أبارك بركة. 2- مساكينها أشبع خبزاً. 3- كهنتها ألبس عزاً. 4- أتقياؤها يهتفون هتافاً.

أرشيف المجلة

تأمل..

الطريق الأمثل لدراسة وفهم كلمة الله
المحرر

         يحتوى الكتاب المقدس على تكامل عجيب ، حيث أن الكثير من الحقائق التى وردت فيه نجدها موزعة في عدة نصوص منه . وعندما نجمع كلاً منها معاً فى إطار واحد نجدها تكمل بعضها بعضاً . وهذا يجعلنا ، ونحن نبحث عن حقيقة ما ، أن لا نكتفي بمطالعة نص واحد وردت فيه ، بل لا بد من جمع ما ورد بشأنها فى باقي الأسفار أو الأماكن ، من أجل الوصول الى المفهوم الصحيح حول الحقيقة التي نريد الوصول اليها .. وهنا أذكر على سبيل المثال بعضاً من الحقائق التي وردت فى أكثر من نص في الوحى المقدس ، وكيف انه عندما نجمعها معاً ، تكتمل الصورة الصحيحة عنها :

   1- فى ( تك 18 : 12 ) نقرأ عن سارة بأنها عندما سمعت إعلان الرب عن إعطائها نسلاً ، ضحكت قائلة " أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت ؟! " مما يعنى عدم تصديقها . ولكن عند ذكر سارة في سحابة الشهود يقول عنها الوحى : " بالايمان سارة نفسها أيضاً أخذت قدرة على إنشاء نسل ، وبعد وقت السن ولدت ، اذ حسبت الذي وعد صادقاً " ( عب 11 : 11 ) . ومن هنا ندرك أنها آمنت بالوعد الإلهى بعد أن كانت متشككة ، وأن إيمانها هو الذى أعطى لجهازها التناسلي ، الذى كان في حالة موت ، أن يستعيد حيويته وقدرته ويتهيأ للقيام بمهام الحمل والولادة !
    2- وفى ( تك 22 : 10 ) نقرأ عن إبراهيم عندما عزم على تقديم اسحق ابنه على المذبح ، اطاعة لأمر الرب ، ففى هذا الموقف لا نتبين حقيقة شعور ابراهيم ، ولــــكن عـــندما   نقرأ عنه فى سحابة الشهود  يتضح لنا أنه كان ينوي ذبح ابنه بالفعل ، وبدون تردد ! لأنه كان على يقين بأن الله قادر على أن يقيمه من الموت ! ( عب 11 : 17 ـ 19 ) . وبذلك يتضح لنا عمق وقوة وروعة إيمان ابراهيم !
   3- وفي ( 2 صم 24 : 1 ) يقول الكتاب : " وعاد فحمي غضب الرب على إسرائيل ، فأهاج عليهم داود قائلاً :" امض وأحص إسرائيل ويهوذا " . ولكن فى ( 1 أخ 21 : 1 ) يقول :" ووقف الشيطان ضد إسرائيل ، وأغوى داود ليحصي إسرائيل " . وعندما نجمع النصين معاً ، نخرج بنتيجة مفادها أن الشيطان أوعز لداود بفكرة إحصاء الشعب ، والرب سمح له بذلك ، وداود نفذ الخطة . وهذا يعني أن الشيطان يخطط للشر ، ولكن لا يستطيع الوصول إلى مبتغاه الشرير بدون السماح الإلهي له ..
      4- وفى الموعظة على الجبل ( مت 7 : 7 ) يقول رب المجد " اسألوا تُعطوا . اطلبوا تجدوا . اقرعوا يُفتح لكم " . ولكن فى أماكن أخرى نجد أقوالاً عن الصلاة والطلبات المستجابة بأن لها شروطاً لابد من إتباعها.وهـــى إضافة لابـــــــد منــــــــــــها لإكمال الصورة الصحيحة عن الصلاة التى يستجيبها الله ، كالقول بضرورة اللجاجة فى الصلاة ( لو 18 : 8 ) وأن تكون الطلبات بايمان . ( مت 21 : 21 ، 22 ) . وأن تقدم إلى الآب باسم الابن ( المسيح ) . ( يو 14 : 13 ، 14 ) . وان تكون الطلبات بحسب مشيئة الله .(يو5:14) . وان تكون الصلاة خالية من المعوقات.(1بط 3 : 7)
     5- وفى ( يو 14 : 28 ) يقول الرب يسوع:   " لأن أبى أعظم منى " فاذا نزعنا هذه الآية من سياقها سيتكون لدينا مفهوم غير صحيح هو أن الابن أقل من الآب . وهذه الآية هى التي استند عليها آريوس ، بعد أن أغفل ذكر ما جاء قبلها ، فأنكر لاهوت المسيح . ولكن عندما نربطها بما قبلها ندرك جيداً ماذا يعني المسيح بقوله هذا ، فهو يقول لتلاميذه :" لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون ، لأنى قلت أمضي إلى الآب ، لأن أبي أعظم مني " بمعنى أن ذهابه إلى الآب هو عودة إلى ما كان عليه قبل التجسد ، لأنه بتجسده قد أخلى نفسه ، أخذاً صورة عبد ، صائراً فى شبه الناس .(فى2 : 7) وأيضاً قيل عنه انه صار فى وضع أقل من الملائكة .(عب 2 :9) . ولذلك يدعو تلاميذه ان يفرحوا لعودته إلى الآب ، حيـــــــث تنــــــتهي فتــــــــــــــــــرة إتضاعه وتجسده، وبعد مرحلة إتضاعه يقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــول عـــــــنـــــــه الـــــــــــــوحي: " ولكن الذى وُضع قليلاً عن الملائكة : يسوع، نراه مكللاً بالمجد والكرامة " (عب2: 9)
   6-  وعندما نقرأ ما جاء فى كلام يوحنا المعمدان عن المسيح ، الذى سوف يعمد أتباعه بالروح القدس ونار.(مت 3: 11 ) فحتى نفهم المقصود بكلمة " نار " علينا أن نذهب الى ما جاء فى ( أع 2 : 3 ) لنعرف أن النار التى ذكرها المعمدان هي في قول الكتاب " وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار، واستقرت على كل واحد منهم " فالمقصود هنا هو معمودية الروح القدس ذات الخواص النارية. ويؤكد هذه الحقيقة أيضاً ما جاء فى قول الرائى :" وأمام العرش سبعة مصابيح متقدة ، هي سبعة أرواح الله " ( رؤ 4 : 5 )
     هذه بعض الأمثلة ، التى منها يتضح لنا ضرورة عدم الإكتفاء بآية واحدة أو نص واحد فى دراسة أى موضوع ، لأن ذلك يعني أن تكون الحقائق مبتورة ناقصة ، ولذا اضع أمامك هنا،   عزيزي القاريء ، بعض النقاط السريعة التالية ، فهي تعاونك فى هذا الشأن :
     * استعن بالكتاب المقدس المشوهد ، لأن فيه إشارات إلى الأماكن المختلفة التى فيها أقوال متعلقة بالموضوع الذى تريد الإلمام به كاملاً ..
    * ممكن الإستعانة بـ " كتاب الحياة " ، لأن به إيضاحات للعبارات والكلمات التي يصعب فهمها فى الترجمة البيروتية ..
  * ممكن قراءة بعض المراجع ، وخاصة التي تتبع مبدأ الحياد والنزاهة ، ولا تنحاز لعقيدة معينة. ..   

  

الإعالة الإلهية للكنيسة في البرِّية

القس /عزيز مرجان 
رئيس المجمع الخمسيني بمصر

"والمرأة هربت إلى البرية ، حيث لها موضع معد من الله ، لكى يعولوها هناك ألفاً ومئتين وستين  يوماً " ( رؤ 12 : 6 ) .

قد يستغرب البعض عندما يرى المرأة ( التى هي الكنيسة ) ستحضر الضيقة . وقد يظهر هنا سؤال لابد أن نرد عليه وهو : كيف تكون المرأة ، التى ولدت ابناً ذكراً وصف بهذه الصــــــــــفات العظيمة ، يُخطف هو وتبقى هي تحضر الضيقة ؟ إن الكنيسة تلد أشخاصاً قد يكون بينهم مفارقات، فمنهم القوي كالأبن الذكر ، ومنهم الأقل قوة . فمن كان على مستوى الابن الذكر، فســـــــينال مكافأة الابن الذكر ، ومن كان دون ذلك فسوف يجتاز الضيقة ولكن ليس كهؤلاء الذين ســــــــــــــــــوف تنصب عليهم جامات غضب الله من السماء، بل سيكونون فى حماية الله، الذي سوف يقوم بنفسه بحمايتهم ..

    فالغالبون هم الساهرون كما جاء فى(لو21: 36) " إسهروا وتضرعوا فى كل حين ، لكي تُحسبوا أهلاً للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون وتقفوا قدام ابن الانسان " ويؤكد الرب قبل  ذلك فى عدد (23) كلامه عن الضيقة العظيمة فيقول :" انه سيكون ضيق عظيم على الأرض " .. ولا ننسى أن هذه الضيقة هى ضيقة يعقوب ، كما جاء فى ( إر 30 : 7 ) . إلا أننا نجد أن الكنيسة تشارك فى هذه الضيقة ، من المؤمنين الذين لم يكونوا على مستوى الابن الذكر ، لكى تصل إلى نفس المستوى إثناء الضيقة . ولكي نتأكد من أن هذه المرأة هي الكنيسة ، نقرأ أن باقي نسلها باقي نسلها يحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يســــــــــــــوع المسيح . فالابن الذكر ، أو الباكورة ، يــــقال عنهم فى ( رؤ 14 :4 ) " هؤلاء هــــــــم الــــذين يتبعون الخروف حيثما ذهب " فالابــــن الذكر " مولود المرأة ، مرتبط بالـــــــــــــــــــخروف ، والــــــمــــــــــرأة متسربلة بالشمس ، أى بالمـــــــسيح ، وباقـــــــــــــي نسلها عندهم شهادة يسوع المسيح . إذاً هذا يثبت أن المرأة هي الكنيسة ..

   "والمرأة هربت إلى البرية حيث لها موضع مُعد من الله " . تحدد ميعاد هروب المــــــــــــــــــرأة بالألف والمئتين والستين يوماً فى النصـــــــــــــــــف الثانى من الضيقة ، وفي نفس التوقيت طُــــرح التنين الذى كان يريد ابتلاع الابن الــــــذكـــــــــــــر  ويقول" إلى البرية " ويحدد لها موضع ، كما حدد لها التوقيت. والموضع معد من الله نفسه ، والتوقيت أيضاً بقرار من الله ، حيث لا دخل للعدو في ذلك وقوله " لكي يعولوها هناك " أى فى البرية..

    تأمل كلمة " لكي يعولوها " .. إن العائلين مكلفون بهذا العمل فقط لخدمة المرأة . فالإعداد من الله . ولا ننسى أن ذلك الوقت هو زمن العجائب . وكما أمر الرب الغربان وأرملة صرفة صيدا ، أن يعولوا إيليا فى زمن القحط ، هكذا ستكون هذه الأيام عندما يكلف الرب هؤلاء بإعالة المرأة فى البرية . فالكنيسة في البرية مُعالة من مجموعة من الناس مكلفين بهذا العمل من الله ، كما سبق الحديث ..
     
     فالعائلون للكنيسة اثناء الضيقة هم أفراد وجماعات بعيدون عن نطاق حكم الوحش ، وهم الذين يسكنون البراري . وربما يكونون من هؤلاء الذين يسكنون المناطق الجديدة المستصلحة ، حيث يفتح الرب عيونهم وعقولهم ليعولوا الكنيسة مع البقية التقية الواردة من جماعة اليهود ، وسيكافأون من الله على عملهم هذا تجاه الكنيسة ، وشعب الله . وقد أشار الرب إلى ذلك فى ( مت 25 : 31 – 46 ) . وسوف تكون الكنيسة فى الضيقة محفوظة ومُعالة مــــــــــــن الله ، وليس كما يظــن البعض إنها مهددة ، إذ لاتكون تحت سلطــــــان   الوحش، حيث انه في تلك الأيام   يصدر أمراً بحرمان كل من لا يسجد له ، من البيع والشراء ، حيث ليس له السمة ، أو اسم الوحش ، أو عدد اسمه ، كما هو مبـــــــــين فـــــــي ( رؤ 13 : 17 ) .أما الكنيسة فهي محررة من هذه القيود، حيث تُعال هناك في مكانها الذي أعده الله لها كل زمن الضيقة العظيمة ، المحددة بـ 1260 يوماً .

الباكورة (5)


د.شهدي جاد


الحق الكتابي الثمين هو الحافز الأساسي لحياة البر العملي ومخافة الرب ، وإنتظار العريس ، والهروب من العالم ، فيهب قوة حقيقية للتقدم الروحي ويرتفع بمستوى البشر الى فكر الله ، ويسعد في كل مرة إنسان الله ، كمن وجد غنيمة وافرة ! 
    
   وعلى الجانب الآخر نجد من عنده الحساسية المفرطة من حقائق كتابية معينة ، حتى أنه يرفض حتى مجرد الإطلاع عليها . وتضيع عليه فرصة العمر فى البحث المخلص ، والذى حض عليه رب المجد نفسه قائلاً " فتشوا الكتب" فمثلاً في موضوع الباكورة ، لا أجد مبرراً واحداً مقنعاً لرفض دراسة هذه الحقيقة بإخلاص ، مع الأخذ فى الإعتبار انه من حقك الرفض، أو القبول ، ولكن بشرط أن تدرس الرأي بإخلاص شديد.. 
   ولا يخفى على أحد أن الأغلبية يتساءلون، ولهم الحق ، أين الباكورة فى الكتاب المقدس . ولماذا تصرون عليها كل هذا الإصرار ، وهل هناك من كلام واضح عنها ؟ .

   دراستنا هذه المرة فى ( رؤ 14 ) ، والذي يعلن فيه الوحي بكل وضوح عن الباكورة ، ومن هم ، ومكان وجودهم ، وزمان ظهورهم ، وترنيمتهم أمام العرش ، وصفاتهم التى أهلتهم ، وكانت سبباً مباشراً وأساسياً لحصولهم على هذا المستوى . ثم نلاحظ بعد ذلك تسلسل الأحداث من التحذير من السجود للوحش . ثم يُختم بالحصاد ، حيث ظهور الرب الأخير ، وجميع مختاريه من كل الأرض ، وهم باقي المؤمنين من الكنيسة والذين كان لابد لهم أن يجتازوا الضيقة ويكتووا بنارها !
      ولكن قبل أن استرسل فى شرح عام لهذا الإصحاح ( 14 ) سأضع أمام قارئي العزيز الرأي الأخر . وبصراحة، هو الأكثر حظاً في الإنتشار بين الدوائر المسيحية . وبصراحة أكثر، كنا ننادي به إلى وقتٍ ليس ببعيد . ولكن قبل ما يفتح الرب عقولنا وضمائرنا على كنوز الكلمة ، وعلى الحقائق الرائعة التى أخذت بأيدينا وأنقذتنا من خسارة لا يمكن أن تعوض لو مضى بنا الزمن !
     يقول أصحاب هذا الرأي ، ونحن نحترمهم، إن هؤلاء الباكورة فى أصحاح 14 وعددهم 144 ألفاً ، هم من اليهود ، وليسوا من الكنيسة ، فلا علاقة للكنيسة بهم ، فهم أنفســــــــــهم ال 144 ألفاً الــــــــــــموجودون فى
( رؤ 7 ) ودليلهم أنهم نفس العدد ( 144 ألفاً ) وهم مقسمون على 12 سبطاً . ويضيفون : إنهم  موجودون على جبل صهيون . وهو مرتبط بالأمة اليهودية لان جبل صهيون أرضي والكنيسة سماوية ..
    وبكل صراحة نقول : إن هذا التفسير مقبول من الناحية الشكلية فقط ، ولكن لو تحاملت على نفسك : وتركت مدرجات المشاهدين ، ونزلت إلى أرض المعركة ، وفتشت بإجتهاد فى كلمة الله ، لإكتشفت هذه الحقيقة الرائعة ؛ إن هناك إختلافاً كبيراً بين أصحاحي 7 و 14 وبين نوعية ال144 ألفاً فى كلا الأصحاحين ..
    ونبدأ المقارنة بسؤال عام : من قال لكم يا قوم وعلمكم أن جبل صهيون أرضي ومرتبط دائماً باليهود ، ولا علاقة للكنيسة بذلك . وفى مصلحة من نعطي كل المواعيد ، في العهد الجديد ، لليهود الذين صلبوا رب المجد ؟. ألم تكلفوا أنفسكم مرة وتقرأوا عن جبل صهيون السماوي المرتبط بالكنيسة ، بل مرتبط بالأبكار؟ إقرأ معي ما يلي : " بل قد أتيتم إلى جبل صهيون ، وإلى مدينة الله الحي ، أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محـفـــل ملائكة، وكنيسة أبكار مكتوبين فى السماوات " ( عب 12 : 22 ، 23 ). هــــــــل لاحظـــــــــــــت كـــــــــيف  أن كنيسة الأبكار على جبل صهيون السماوي ، هل هناك وضوح أكثر من هذا الموضوع ؟.
     أما عن أصحاح (7) فلا خلاف أبداً معكم أنهم يهود . ولكن ليس معنى أنهم نفس العدد أن يصبحوا نفس النوعية . فهل ال 12 سبطاً هم ال 12 تلميذاً ، لأنهم يشتركون فى نفس العدد ؟ . واذا دققنا فى المقارنة سنجد الإختلاف البّين بين أصحاحي 7 و 14 .
  1- فى ص 7 خُتموا على جباههم قبل أن يدخلوا الضيقة ، لكى لا يحدث لهم أي ضرر إثناء الضيقة ، ولكن فى ص 14 لن يدخلوا الضيقة إطلاقاً ، بل سيقفون على جبل صهيون السماوي وأمام الشيوخ ، وأمام العرش، والحيوانات الأربعة ، فلن يدخلوا الضيقة على الإطلاق . بل أن ترتيب الأحداث يظهر وقفتهم قبل أحداث الضيقة العظيمة ، حيث سيظهر الوحش فى عدد(9) ، ثم يأتي في النهاية الحصاد مع ظهور الرب . وهل في هذا غرابة أو تحميل لكلمة الله أكثر من طاقتها ؟
  2- لو دققنا فى الألفاظ : نجد أن الوحي يسميهم " عبيد الهنا " وهى كلمة مرتبطة باليهود . ولكن في ص 14 يسميهم الوحــــي   " أبناء " لأنه يقول : إن اسم أبيه مكتوب على جباههم ، لأنه لا يعود يسميهم عبيداً ، بل أنه نفس الوعد للغالبين في كنيسة فيلادلفيا حيث 
أن الرب وعدهم قائلاً :" من يغلب ، فسأكتب عليه اسم الهى واسم مدينة الهي أورشليم الجديدة " ..
   3- فى ص (7) لا توجد ترنيمة ، ولكن في ص (14) ترنم الباكورة بالقيثارات . ولم يستطيع أحد أن يرنم هذه الترنيمة إلا هم . فهل لو كان هؤلاء من اليهود سيترنمون بهذه الترنيمة ، وتُحرم كنيسة المسيح منها ؟ ولماذا كل هذا الإمتياز لليهود ، وأين كنيسة المسيح من هذه الامتيازات ؟
     4ـ الباكورة فى أصحاح 14 يقفون أمام العرش ، والشيوخ والملائكة والحيوانات الأربعة. فهل هذا المنظر على جبل صهيون الأرضي، بأي منطق هذا ؟ ..
      ولكن لا ننسى أنه في خضم هذه الدراسة الشيقة ، تأتينا الأسئلة المتكررة ، والمقبولة من الناحية الشكلية : لماذا تقسمون الكنيسة إلى جزئين ، باكورة وحصاداً ، وكأن هناك امتياز للبعض دون الآخر ، وأين النعمة في هذا المجال ، ألم يقل الكتاب : " النعمة التى يؤتى بها اليكم عند استعلان يسوع المسيح " . هذا إلى جانب أننا كلنا كمؤمنين ، باكورة . وهذا امتياز حصلنا عليه بالولادة الثانية ، ولا دخل للأمانة الشخصية بذلك . ألم يقل الكتاب " شاء فولدنا بكلمة الحق ، لكى نكون باكورة من خلائقه ؟ " والرد في منتهى السهولة : وهل كل بكر حافظ على بكوريته ، وإن كان كذلك ، فلماذا ذكر الكتاب لنا أمثلة حية لمن فقدوا بكوريتهم بسبب تهاونهم وإحتقارهم للبكورية . أليس هذا كُتب لإنذارنا ، وإن لم يكن كذلك فلماذا كُتب ؟ . ألم يسطر لنا الوحي عن ثلاثة نماذج من العهد القديم فقدوا بكوريتهم مثل عيسو وإسماعيل ورأوبين ؟ . بل وأنذرنا بطريقة مباشرة قائلاً في (عب12)      " انظروا لئلا يكون أحد زانياً أو مستبيحاً كعيسو الذى بسبب أكلة ، باع بكوريته " ، وإن كان إسماعيل قد فقدها بسبب المزاح والألفاظ البذيئة ، فقدها عيسو بسبب شهوة الأكل ، واحتقار البكورية . أيضاً فقدها رأوبين بسبب شهوة الجسد ، لأنه صعد على فراش أبيه !!

     فهل بعد ما ذُكر عن هؤلاء الأشخاص ، وأسباب فقدانهم للبكورية ، يساورنا الشك في هذه الأمثلة . أما كل من يحتقر الباكورة ، فعندما أراد الكتاب أن ينذرنا ، ذكر عيسو ، لأن خطيته هي الأكثر شيوعاً ، إذ يقول الكتاب عنه :" إحتقر عيسو بكوريته !"
    ماذا إذا ظن أحد أن هذه التعاليم تسبب الإنزعاج ، أقول : صدقني ظنك فى محلة . فهذا ما قاله الكتاب بحصر اللفظ :" لئلا يطلع أصل مرارة ، ويصنع إنزعاجاً فيتنجس به  كثيرون، لئلا يكون أحد  زانـــــــــياً او مستبيحاً كعيسو " . ثم لماذا يحــــذرنا الكـــــــــــــتاب بــــــــــــهذه الطريقة الصريحة ، إن لم يكن هـــــــــــناك إمكان لفقدان البكورية ، وبسبب أخطاء مرتبطة دائماً بالجسد ، من شهوة وألفــــــــــــــــاظ بذيئة ، وإحتقار للبكورية ..

    ولا ننسى أن الكتــــــــــــــاب يـــــــذكر لنا صفات عظيمة تميز بها هؤلاء الأبكار : فلم يتنـــجسوا مع النساء لأنهم أطهار . وليس الهروب مـــــن الزنا الجسدى فقط ، بل وأيضاً الزنا الروحي ، مثل الهروب من تعاليم إيزابل التى تغوي عبيد الله أن يأكلوا ما ذبح للأوثان ويزنوا ، ويقـــــصد به الهروب من التعاليم المنحرفة ، التى تستغل النعمة بطريقة سيئة كفرصة للجسد ..
     بل أن الرب يشجعهم ويحذرهم مـــــــن ذلك قائلاً " اخرجوا منها يا شعبـــــــى ولا تمسوا نجساً فأقبلكم " أما الباكورة فيقال عنـــهم  "يتبــــــــــعون الخروف حيثما ذهب " فــــلأنهم يتبعونه علـــــــــى الأرض كمسئولية ، سيتبعونه فى الســـــــــــــــــــماء كإمتياز ، هذا الى جانب أن أفواههم لا تعرف الكذب ، لأنهم بلا عيب قدام عرش الله ، لذلك اشتروا مـــــــــــــن الأرض باكورة لله وللـــــــــــــخروف . ولاحظ ، لم يقل لله فقط 
، ولكن لله وللخروف . وهذا دليل على أنهم من الكنيسة .
     
    عزيزى القاريء الكريم ، هل بعد هــــــــذا البحث المطول ، هل لديك أدنى شك فى أنهم باكورة الكنيسة . هؤلاء الذين جاهدوا وكافـــحوا  وانتصروا ، وتركوا لنا نماذج لأحسن البشر الذين عاشوا على هذه الأرض .. وإذا كنت تظن أنها صفات تعجيزية وبعيدة عن الواقع ، فان تاريخ الكنيسة وسجلها عبر العصور ، مليء بهذه النماذج المشرفة . ولا يتسع المقام لذكر كل النماذج ، فالكنيسة ولاّدة، والتاريخ يشهد عن هؤلاء الذين لم يكن العالم مستحقاً لهم ، إبتداءً من أغسطينوس ، وآثناسيوس وذهبى الفم ، مروراً بلوثر ومودي وسبرجن وليليان تراشر ، نهاية بالأب متى المسكين . بل أن مصنع النعمة الألهية لم يتوقف إطلاقاً فى أي عصر من إنتاج جبابرة " كلهم جبابرة متعلمون الحرب وقابضون سيوفاً "( نش8:3)

    ونصيحتي الأخيرة  لكل دارس أمين ، استغل هذه الحقائق استغلالاً حسناً ، فبدلاً من أن تنحني أمامها معلناً العجز والفشل ، ادخل إلى أرض المعركة ، واعلن الجهاد . وبدلاً من أن تكون هذه الحقائق ، كصدمة كهربائية تؤذيك ، استغلها كي تنير لك طريقك ..
 إلى اللقاء 
                    

سسلسلة بنورك نري نوراً( 6)

" وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو "

( 1 كو 3 : 13 )
القس / عطية كامل

    حدثت مشكلة كبيرة في كنيسة كورنثوس قديماً، فلقد إنقسم الناس إلى شيع وأحزاب، وصار فيهم حسد وخصام وإنشقاق ، فقال أحـــــــــــدهم : أنا لبــــولس ( مؤسس الكنيــــسة فى كورنثوس ) ( أع 18 : 1 ـ 17 ) وقال آخر : إنه لأبــــــــــولس ( وهو رجل فصــــــــــيح مقتـــــدر فى الكتب ) (أع 18 : 27 ، 28 ) ونسب البعض أنفسهم لصفا. وأما الـمدهش فــــــــــهو إدخـال المــــسيح نفسه فى هذا الإطار ، حينما قال البعض إنــــــــــــهم للمســـــــــيح ) (1كو 1 : 12 ) . وهكـــــــــــذا حشر البشر المسيح وثلاثة من أروع خدامه في خلافاتهم وخطيتهم!! 

    فلم يكن هؤلاء الأفاضل طرفاً فى هذا النزاع ابداً ، ولا المسيح بالطبع . ولكنها الكبرياء التى جعلت الكنيسة على حافة الإنهيار . وكان المؤمنون يقاومون المؤمنين . ودب الحسد والخصام والتذمر والنميمة.. بإختصار، كانت الكنيسة مهددة ، ممزقة ، تنزف ألماً !! وتنقسم إلى مجموعات فى نزاع دائم ومنافسة خطيرة وخصومات شديدة، على عكس ما أراده لها المسيح من وحدة ووئام ومحبة وسلام..
    إن صرخة بولس المدوية :" هل انقسم المسيح ، ألعل بولس صُلب لأجلكم ، أم باسم بولس إعتمدتم ؟!"(1كو 1 : 13 ) كانت هى رده الأولي على هذا الذي حدث ولكن رده القوي وإعلانه الرهيب  جاء في الأصحاح الثالث مــــن الرسالة الأولى إلـــــى كورنثوس . وهذا ما نتناوله ، بمعونة الرب ، فى السطور القادمة ..

    بداية هذا الأصحاح يعلن الرسول حقيقتين هامتين وهما : إنه أحجم عن تقديم ما لديه من حقائق ثمينة وإعلانات سماوية مباركة لهذه الكنيسة ، لأنهم ، ورغم مواهبهم الكثيرة ، كانوا جسديين ، لا يستطيعون هضم الطعام القوي ، ولا فهم التعاليم الأعمق ، لذا إكتفى الرسول بتقديم الحقائق الأولية فقط كلبن لأطفال ، وكانت علامات جسدانيتهم هي الحسد والخصام والإنشقاق ، وقول أحدهم إنه لبولس ، وآخـــر إنه لأبولس (كو 3:1-4 )...  ورغم أن رجال الله هؤلاء لم يكن لهم أي دخل بهذه الإنقسامات ، ولا هذا الجدال ، إلا أن الرسول يعلن بالروح القدس أن خدام الله هم مجرد عمال يعملون معاً عند الله . لا يتنافسون . بل يكمل أحدهم الآخر . فهناك من يغرس ، وهناك من يسقي . وهي أعمال هامة وضرورية . لكن الحياة تأتي من الله ، فلا الغارس شيئاً ولا الساقي ، بل الله الذى يُنمي .(1 كو 3 : 7 ) ولكن أتعاب الخدام لن تذهب هباءً لأن كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه ، وليس بحسب نجاحه . فربما ، وكما يقول جون وسلى ، يكون للواحد حظه الضئيل من النجاح في الخدمة ، ومع ذلك تكون له مكافأته الأكبر. فالنتيجة ليست مهمة الخادم ، بل هي عمل الله ، وما الخدام إلا أداوت ووسائل يستخدمها كيفما شاء.. الخدام  قنوات تجرى فيها نعمة الله . هناك ، كما يقول هول - وحدة وتنوع بين خدام الله ، ولكن ليس هناك خصومة ولا تنافس مدمر بينهم !! كما أن توزيع العمل مهمة الرب . نعم يقول الرسول، إن الخــــــــــــــــدام هــــــــــم عمــــــــــــال الله يســــــــتخدمهم كمـــــا يشــــــــــــــــاء ، وليـــــــــــــــــــس لأحـــــــــــــــــــــــــــــد أن  يستعلي على الاخر او ينافسه، بل  يعمل الجميع في وحدة وسلام لأن الحقل يتسع للجميع، ولا مجال للغيرة هنا، أو الحسد .. ولكن بما أن أتعاب خدام الله ليست واحدة ، فبعضهم يعانى أتعاباً مريرة وأخطاراً شديدة ، أو جوع وعري وجلد وسجن ، وبعضهم قد لا يعاني مطلقاً . بعضهم يتنازل عن حقوقه ، وبعضهم قد يطالب بها . بعضهم يرفع وجهه دائماً نحو السماء، وبعضهم يستجدي معونات البشر . بعضهم قد لا تظهر خدماتهم للناس ابداً ، وبعضهم يهمهم دائماً رأي البشر فيما يفعلون . وهكذا ..

      ومن أجل هذا عيّن الله يوماً لفحص أتعاب الخدام لكشف معدنها ، وإظهار أصالتها وستنكشف طبيعة عمل كل واحد ما هى. وفي هذا يقول الرسول: " وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو" ( 1 كو 3 : 13 ) . إن نيران الفحص الإلهي ستبين نوعية كل خدمة ، وهدف كل تحرك . ويقول ف . ب . هول على الصفحة 88 من كتابه " الرسائل المبكرة"  طبعة 2005 ما يلي :" وكم ستكون خسارتنا إذا خرجنا من نار الفحص عرايا  وتجردنا من كل ما كسونا به أنفسنا  كثمرة لعملنا هنا.. نعم ونعم كم سيكون هذا الفحص كاشفاً ، حيث يقول الكتاب :" إن احترق عمل أحد ، فسيخسر ، وأما هو فسيخلص ولــــــكن كما بنار " ( 1 كو 3 : 15 ) موضحاً أن أعــــمالاً ستتلاشى ، وخدمات ستفنى وستنكشف السرائر ، وتتضح الأهداف. وسيخرج البعض فائزاً ، لأن أعماله كانت ذهباً أو فضـــــــــــــة أو حجارة كريمة . فالنار الإلهية سوف تعلن صفة العمل الذى أنجزناه هنا ، وتوضح أهدافه ، وسيبقى ما هو سماوي فقط ، ويكافأ صاحبه . وستنهار التعاليم الرديئة ، والخدمات الباطلة. فكل ما هو خشب أو عشب أو قش ، سيحترق ليظهر لصاحبه فى يوم الخجل أن خدمـته لم تكن سماوية المصدر، ولا إلهية الهدف، بــل كانت باطلة، مصدراً وهدفاً..

      يقول الكتاب : إن صاحب الأعمال المحروقة سيخسر . وهذا ليس سهلاً ، فى موقف الفحص هذا ، حيث يقف الإنسان خجلاً نادماً قدام الله وقد ضاع كل أجر. ويرى أن خدمته  كلها قد رُفضت واحترقت ، عندها سيعرف معنى الآية التى تقول : " انظروا إلى أنفسكم لئلا نضيع ما عملناه ، بل ننال أجراً تاماً " ( 2 يو 8 ) وستنفتح العيون متأخراً على الآية التـــــي تقول :" والآن أيها الأولاد اثبتوا فيه حتى إذا أظُهر يكون لنا ثقة ، ولا نخجل منه فى مجيــــئه "( 1يو 2 : 28 ).

     نعم إنها لحظة ستضيع فيها الأعمال ، وتتزعزع فيها الثقة الكاذبة ، ويرافـــــــــــق البعض خجل أبدي ، وإن كانوا سيخلصون ولكن كما بنار .. إن العدالة الإلهية ، والتى تقول أن كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه ، ترفض قول القائلين بتساوي الجميع فى الأجر، أو المكانة . وأما القول بجلوس الجميع على العروش مكللين ، فهو من قبيل الأماني الزائــــفة وتعـــــــــاليم الضلال. فالكتاب يقول : إن كل واحد فى رتبته سُيحيا .(1كو 15 : 22 ، 23) . والرتــــــــبة الأولى ستكون للساهرين المدققين بالتأكيد.. نعم سيخلص أصحاب الأعمال المحروقة، ولكن كما بنار .. وهذا قد ندرسه معاً يوماً ما ..                                   
 

سلوك المؤمن فى الألم

القس / ثروت ثابت وهبة
راعى الكنيسة الإنجيلية بالعباسية- القاهرة .


        ما زلنا نواصل الحديث عن السلوك المسيحي ، من خلال رسالة بطرس الرسول الأولــــــى . ونتحدث هنا عن سلوك المؤمن فى الألم . لا تنسوا أحبائى أن الرسول بطرس كان يتحدث إلى كنيسة مضطهدة ومشتتة بسبب عنف نيرون وكراهيته للمؤمنين ، لذا لم يخلو أصحاح مــــــــــن الخمسة أصحاحات ، من كلام عن الألم . وقد وجه رسالته إلى القادة والشعب معاً، بغرض أن يكونوا متعاونين ومتحدين ومتماسكين ، لا متفرقين أو متصارعين ، ولا سيــــما فــــــــــــى وقـــــــــت    الإضطهاد هذا ، لأنه إن لم تكن الكنيسة متحدة بالـــداخل ومتجانسة ومتناغمة ، لــــــن تكـــــــون      قادرة على مواجهة العنف القادم من الخارج .. 

   يعتبر الألم خبرة غير سارة ، وغير مرحب بها فى حياة كل البشر . لكنه حقيقة موجودة ، وملازمة لنا ، طالما كنا هنا فى هذه الحياة من بدايتها ." مولود المرأة قليل الأيام ، وشبعان تعباً " ( أى 14 : 1 ) .. " كل الخليقة تئن وتتمخض معاً إلى الآن " ( رو 8 : 22 ) . وما يزيد الألم ألماً ، أننا نريد معرفة كل أسراره ولا نعلم ، وقد لا نعلم ..
     كما أن هناك آلاماً نفسية ، قد تكون أصعب وأقسى من الآلام الجسدية . فعندما يعانى قريب لنا أو عزيز من ألم جسدي ، نتألم نحن معه نفسياً . كما أن هناك آلاماً وأحزاناً نفسية نتيجة إصرار الغير على السير فى طريق الخطية ، كما حدث مع إرميا النبي   فقال :" ياليت رأسي ماء وعينيّ           ينبوع  دموع ، فأبكى نهاراً وليلاً قتلى بنت شعبي " ، والرب يسوع نظر إلى أورشليم وبكى عليها ، وبولس قال :" لأن لى حزناً ووجعاً فى قلبي لا ينقطع من أجل أخوتي أنسبائي حسب الجسد " ..
    * الإيمان والألم : الألم ليس العلامة الوحيدة للإيمان ، والإيمان الحقيقي لا يعفينا من الألم لكنه إمتحان له ، فكل رجال الله القديسين عبر العهدين القديم والجديد ، عانوا آلاماً وأوجاعاً ، سواء جسدية أو نفسية . لكن الإيمان يجعل رد فعلنا ، كمؤمنين ، مختلف ، فالإيمان يعطينا قوة فى الداخل ، فلا يهزمنا الألم بل نهزمه ، ولا يسيطر علينا اليأس أو  الإحباط مهما كانت شدة الألم، بل نحن الذين نسيطر عليه . الإيمان يحمينا من الشك فى صلاح الله ، ولا يجعلنا ننسب له أى تقصير ، أو نوجه له لوماً أو عتاباً.الإيمان يملأنا من سلام الله الذي يحفظ قلوبنا وأفكارنا فى المسيح يسوع ..
     بدراسة رسالة بطرس الأولى لا نجد أصحاحاً من الخمسة يخلو من ذكر الألم، كما ذكرت فى المقدمة . وهذا طبيعي لأنها رسالة موجهة لكنيسة متألمة . فدعونا نتناول الأفكار التى قدمها الرسول بطرس للكنيسة المتألمة من ألفي عام ، وبالتأكيد سنجد أنها رسالة تشجيع لنا ككنيسة اليوم نواجه آلاماً مشابهة ..
     فى الأصحاح الأول عددي 1 ، 2   نرى ألم الطرد من الوطن والتشتت بسبب الإيمان . وما أصعب أن يُرفض الإنسان ويُطرد من وطنه وبلده بسبب إيمانه . لكن هذا ما حدث أيام الرسل ، ومازال يحدث لليوم .. الأصعب أن تعيش مرفوضاً وتشعر بالغربة فى وطنك ، أو وسط بيتك أو كنيستك . لكن ما يعزينا إنه إن كنا مرفوضين من الناس ، لكننا مختارون من الله منذ الأزل لنكون أولاده وشعبه ..
     فى عدد 3 كلمهم الرسول بطرس عن البركات التى لهم فى المسيح ، والميراث السماوي الذى ينتظرهم . وهذا يعلمنا أنه وقت المصاعب يجب ألا ننظر فقط للألم والمتاعب ، وننسى البركات بل لتكن لنا نظرة متكاملة للأمر ..
    فى الأعداد من 5 – 7، إثناء الألم نحن غير متروكين ، كما يصور لنا الشيطان ، لكننا محروسون بقوة الله . فالمؤمن اثناء الألم كالذهب إثناء وجوده فى البوتقة غالٍ وثمين . لذا تكون عينا الصائغ عليه باستمرار ، ولن يطفئ النار إلا عندما يرى وجهه فى الذهب ! . أمر صعب للغاية ، لكن طوبى لمن يحتمل التجربة . الذهب يخرج من النار أكثر نقاوة وأغلى ثمناً . هكذا المؤمن الذي ينتصر فى التجربة ، يخرج أكثر نقاوة وغلاوة وقيمة فى عيني الرب ، ونفسه ، والآخرين ...
      أصحاح 2 : 19 – 25 ، و 2 : 14 – 18 يعلن حقيقة تبدو غريبة ألا وهى الألم نتيجة فعل الخير . دائماً نتوقع المكافآت المادية والمعنوية ، عندما نفعل الخير . لكن هؤلاء تألموا بسبب إيمانهم فألمهم فى هذه الحالة مجد وبركة ..
     كما أن من فوائد الألم إنه سلاح ضد الخطية والشر ، فإن من تألم فى الجسد كُف عن الخطية . أى من يقبل أن يتألم
 

ومن الكذب ما قتل !!

     
    لقد كذب النبي الشيخ ، الذي كان يقيم في مملكة إسرائيل ، علي النبي الآخر الذي جاء من مملكة يهوذا برسالة إلي يربعام ملك إسرائيل ، وتنباً له بسوء العاقبة بسبب شره ، وكان كذب النبي الشيخ علي نبي مملكة يهوذا لكي يرجع معه و يأكل ويشرب . وذلك كان مخالفة لأمر الرب ، الذي كان قد أمر نبي مملكة يهوذا بعدم تناول أكل أو شرب في مملكة إسرائيل . وقد كذب النبي الشيخ علي النبي الآخر قائلاً له: أن ملاكاً قد كلمني ، وأمرني أن أدعوك لتناول الأكل والشرب ، وصدق نبي مملكة يهوذا وأكل وشرب... وكانت النتيحة أن أسداً قد قتله !!

    وكذلك حنانيا وإمرأته سفيرة كذبا علي بطرس (وكان بطرس مملؤاً من الروح القدس فكشف كذبهـــــــــما) . وعلـــــــــي الفـــــــــور سقـــــــــطا كلاهـــــــــــــــما وماتا !. ( اقرأ  1مل13 ،  و اع 5) . فلنحذر الكذب لأن منه ما قتل !! . 

رسائل تحذيرية ( 2 )

 الأب باسيليوس
راعي كاتدرائية الكاثوليك المنيا

 الرسالة الخامسة : إحذر عدم الخوف من الخطية : أخطر حيل ابليس ، أن يقنعك بعدم الخوف من الخطية ، لأن الله رحيم وسوف يغفر لك مهما فعلت من أخطاء . ومع مرور الوقت تجد نفسك لا تخاف الخطية ، بل تفعلها بكل إرتياح ، كمن يقول عنه الكتاب :" الشارب الإثم كالماء "  ( أى 15 : 16 ) . لقد جعلك تستهزئ بهذه الرحمة ، ولم تستفد منها حتى يمضي الوقت وتضيع فرصتك فى التوبة ، بل تعلن الكلمة :" أنه سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات أنفسهم وقائلين أين هو موعد مجيئه ؟ " ( 2 بط 3 : 3 ، 4 ) 

      * قارئي الحبيب : إحذر أن تفقد خوفك من الخطية ، فالكلمة تعلن :" الروح يقول صريحاً : انه فى الأيام الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان ، تابعين أرواحاً مضلة وتعاليم شياطين " ( 1 تى 4 : 1 ) . هذه الأزمنة الأخيرة لا تعنى نهاية العالم ، ولكنها وقت أخير فى حياة كل إنسان ، يتبع فيه أرواحاً مضلة ، تجعل قلبه لا يتأثر بكلمة الرب ، بل يفعل الخطية دون مقاومة أو رفض ، بل يكررها أيضاً في يأس ، لإحساسه بالعجز من التخلص منها ، فيبدأ فى الدفاع عن موقفه وتبرير أخطائه ، ووضع الأعذار ، بل يبدأ في مهاجمة التعاليم الصحيحة ، متهماً إياها بأنها غير مناسبة لظروف العصر ، وصعبة التطبيق ، فالكلمة تعلن :" لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح ، بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين ... "  ( 2 تي 4 : 3 ) بل قد يصل الحال إلى تفسير كلمة الرب فى الكتاب تفسيراً خاطئاً ، لكي يؤيد تصرفاته الخاطئه ، إنها خدعة الشيطان لقلب الحقائق ، وتشويه كلمة الرب . وقد يجعلك تعتقد في النهاية أنك تسير في الطريق الصحيح . لكن إحذر .. " توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة ، وعاقبتها طرق الموت " ( أم 14 : 12 ) .
     * الرسالة السادسة :
   إحذر أن تلقي باللوم دائماً على إبليس : لا أحد يستطيع أن ينكر وجود وعمل الشيطان، لكن عندما تسقط لا تلمه ، لأنك فتحت له الباب بإرادتك ، وأعطيته فرصة الدخول إلى حياتك . نعم هو لا يستطيع أن يــــــــدخل حياتك رغماًعنك ونحن نؤمن أن لك حماية من الرب، لكنك خرجت بعيداً عن دائرة الحماية بإرادتك ، عندما سلمت له مفاتيح حياتك ، ودعوته للدخول . لذلك يقول القديس يعقوب : " كل واحد يُجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته .
 ( يع 1 : 14 ، 15 ) . فلا تلتمس لنفسك الأعذار ، أو تعلق سقوطك على الظروف ، مدعياً إنك لم تجد من يشجعك أو من يساعدك . ونتيجة إستسلامك للظروف وعدم المقاومة ، فسيأتي وقت تسمع فيه كلمات الكتاب :" أنت بلا عذر أيها الإنسان"( رو2:1).
     نعم إبليس له أعوان وجنود . كثيرون ممن حولك هم آلات لإبليس ، يستخدمهم ويدفعهم نحوك ، لكى يشجعك على السير فى طريق الشر ، لكنك لم تقاوم وتستخدم قوة الرب التى تكمن فى ضعفك . فالمشكلة ليست في الظروف أو الحروب الخارجية التى تتعرض لها ، ولكنها فى تهاونك وعدم المقاومة ..
* الرسالة السابعة : إحذر إنتهاء أناة الله :
    نعم .. كلنا ندرك ، بل ونثق أن الله رحيم وطويل الأناة ، لكن سيأتي وقت تنتهي فيه أناته ، فهو محب للغاية ، وغني في رحمته . لكن لا ننس عدل الله ، فسيأتي وقت لابد أن يدان فيه   الشر . فالكلمة تعلن :" أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته ، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة "(رو2: 4).
   فعندما تستمر فى عمل الخطية ، مبتعداً عن الرب ، ورغم ذلك تشعر إنك لا تتعرض لأي عقاب منه . قد يجعلك ذلك تتهاون أكثر .. لكن إحذر .. فالكلمة تعلن : " إن لم تسهر أقدم عليك كلص ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك " ( رؤ 3 : 3 ) .
     قارئي الحبيب .. لعل الوقت الآن هو زمن التمتع برحمة الله ، لكن تُرى ماذا سيكون موقفك عندما ينتهي هذا الوقت ؟ .. قد يكون الوقت الآن هو وقت الصفح والغفران ، ولكن رغم أن الله حاول العديد من المرات تنبيهك وإنذارك للتراجع عن موقفك الخاطئ . وللأسف لم تستجب ..
     لابد أن تأتي لحظة يدق فيها ناقوس الخطر ، معلناً إنتهاء الوقت " قد أتت النهاية على شعبي إسرائيل ، لا أعود أصفح بعد "
 ( عا 8 : 2 ) . سيكون هذا الوقت نهاية مؤلمة للغاية وهذه نتيجة حتيمة للخطية " الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً ( غل 6 : 7 ).

والآن قارئي الحبيب .. لا تضيع الوقت .. فتلك اللحظة التى تمضي لن تعود مرة أخرى .. فلا تتباطأ ، ولا تكن دائم التأجيل . فقد يخدعك الوقت ولا تمهلك الظروف . والأيام تمضي أسرع من تخيلك . فلا تخاطر بحياتك الأبدية .. الفرق بين الحياة والموت خطوة للتوبة ، فخذها الآن ..

 صــــــــلاة

    أشكرك أيها الراعى الصالح ، لأنك تترك التسعة والتسعين خروفاً من أجل أن تبحث وتحذر الخروف الذى خرج من قطيعك .. أشكرك لأنك رغم هروبه منك ، تبحث عنه حتى تجده ، فتضعه على منكبيك ..

إلهي .. حول جفاف حياتي إلى أنهار تفيض بحبك .. حول الفتور إلى قوة روحية .. حول الضعف إلى إنتصار ..

إلهي ... لا أملك إرادة قوية لكي أعود اليك .. لكن توبني يارب فأتوب .. مد يدك واعط شفاء، كما كنت تعطي ... لأنك أنت أمس واليوم وإلى الأبد ..

إلهى ... إعط لنفسي الصحوة الروحية ، لكي أفيق من غفلتي ، وأعود إلى محبتي الأولى ..

 

الإمبراطوريات الأربع فى سفر دانيال

دكتور القس / صفاء داود فهمي

ابتداءً من حكم " نبوخذ نصر " بدأت الفترة التى أسماها الرب يسوع " أزمنة الأمم "  ( لو 21 : 24 ) . وكان نبوخذ نصر ( دا ص 2 ) ، مؤسس الإمبراطورية البابلية الثانية ، قد رأى فى حلم تمثال إنسان . وقد فسر " دانيال " هذا التمثال بأنه يمثل هذه الفترة كلها ، كما أعطى في باقي نبوته تفصيلات إضافية ، حدثت بعد ذلك ، ولا زالت تحدث بصورة مدهشة ! .  

    فرأس التمثال من ذهب ، يمثل الإمبراطورية الكلدانية التى أسسها نبوخذ نصر نفسه ، حيث أصبحت إمبراطورية عالمية سنة 606 ق . م ، بعد أن هزمت مصر . وقد رآها دانيال فى حلمه هو ( دا ص 7 ) ممثلة بأسد له جناحا نسر ( أى ملك الوحوش وملك الطيور ) .. ثم يأتي بعد ذلك الصدر والذراعان من فضة ، وهم ممثلو مملكة مادي وفارس الأقل فى العظمة ، والتى تأسست عام 530 ق . م ، بعد أن هزمت الكلدانيين . وقد رآها دانيال فى حلمه فى صورة دُب ، الذى يتميز بالشراسة .
 ثم رآها مرة أخرى فى صورة كبش له قرنان ، أحد القرنين أعلى من الآخر ، والأعلى طلع أخيراً ، إشارة الى تسيد الفرس ، بعد فترة ، على الماديين . ( دا ص 8 ) . وكورش الفارسى ، مؤسس الإمبراطورية ، أتت عنه نبوة بالاسم ، قبل ظهوره بنحو 200 سنة ، عندما ذكر إشعياء كيفية انتصاره على ملك بابل . ( إش 44 ، 45 ) كما أنه فى ( دا 11 : 2) نجد وصفاً دقيقاً لفترة تسلط الفرس ، وحتى هزيمتهم على يد الإسكندر الأكبر عام 331 ق . م ، لتبدأ الإمبراطورية الثالثة التي رآها نبوخذ نصر فى التمثال كالبطن والفخذين من النحاس . وفى تفسير الحلم يقول دانيال :     " ومملكة ثالثة أخرى من نحاس، فتتسلط على كل الأرض " ( دا 2 : 39 ) .

 ونلاحظ أنه لم يقل هذا التعبير بالنسبة لمملكة فارس . وهو عين ما حدث فى التاريخ .. وقد رأى دانيال فى حلمه إمبراطورية اليونان هذه في صورة نمر ( الذى يتميز عن الوحوش بسرعة الإنقضاض على الفريسة ) وله على ظهره أربعة أجنحة ( للتعبير عن السرعة ) . وهو ما ظهر بوضوح في الإسكندر الأكبر ، مؤسس تلك الإمبراطورية ، إذ أنه في أقل من تسع سنوات غزا العالم بأسره ، كما رأى دانيال هذه الإمبراطورية فى صورة تيس من المعز ، جاء من الغرب طائراً على وجه كل الأرض ، ولم يمس الأرض ( من شدة السرعة)، وله قرن معتبر بين عينيه . لكن هذا القرن انكسر سريعاً . ( صورة لموت الإسكندر وهو فى ريعان شبابه _ 32 سنة ) .. ثم بعد الإسكندر قامت مشاجرات بين قواده ، إنتهت بتقسيم المملكة إلى أربعة أقسام .. وقد ذكر دانيال هذه الأمور كلها . ( دا 8 : 11 ) قبل حدوثها بنحو 300 عام . ثم ركز الضوء على قسمين من أقسامها الأربعة : ملك الشمال ، وملك الجنوب ،لأن منازعتهما الطويلة لم تنته بعد ، فالجزء الأكبر منها قد تم ، والجزء الأهم لابد أن يتم عن قريب ..

     ثم الإمبراطورية الرابعة ، وهى الإمبراطورية الرومانية ، التى تأسست عام 68 ق . م ، على أنقاض الإمبراطورية السابقة لها ، والتي رآها نبوخذ نصر فى صورة الساقين من حديد ، إشارة إلى قسوتهم التى لم يشهد لها العالم مثيلاً ، فهم الذين أصدروا الحكم على ابن الله بالصلب ، ثم اضطهدوا الكنيسة فى عصور الإستشهاد ." لأن الحديد يدق ويسحق كل شئ " ( دا 2 : 40 )

     على أن قدمي التمثال وأصابعه العشرة كان بعضها من حديد والبعض الآخر من خزف .. وفى تفسير دانيال للحلم يذكر أن الإمبراطورية الرابعة نفسها ، فى صورتها الأخيرة ، لن تكون كصورتها الأولى ، بل منقسمة إلى ممالك عشر ( يربطها إتحاد كونفيدرالى ). وها نحن نرى الإتحاد الأوروبى، وهذه الدول ليست كلها فى مستوى واحد من القوة  وهذا ما رآه دانيال : " فبعض المملكة يكون قوياً ، والبعض قصماً " ( د 2 : 42 ) . وقد عمت الإشتراكية دول أوربا ، دون أن تتلاشى الفوارق بين الطبقات ، تماماً كما رأى دانيال من آلاف السنين ! " يختلطون بنسل الناس ، ولكن لايتلاصق هذا بذاك كما أن الحديد لا يختلط بالخزف " ( دا 2 : 43 )

     لاحظ أن دانيال حدد عدد الإمبراطوريات العالمية بأربع فقط . وكم هو مثير أن تعرف أن كل محاولة عُملت لإقامة إمبراطورية خامسة قد انتهت بالفشل . فنحو عام 800 م ، حاول     " شارلمان " إنشاء إمبراطورية أوروبية ، لم يُكتب لها النجاح ، ثم حاول " نابليون " بناء إمبراطورية يكتب لها البقاء لفترة أطول ، لكنه فشل ، ومات منفياً فى جزيرة " سانت هيلانة " وأخيراً جاء " هتلر " وأسس الرايخ الثالث ، وحاول ابتلاع كل أوروبا . وقد وصل به الغرور أن قال فى أحدى خطبه : إن امبراطوريته ستستمر ألف سنه ! لكن الله كان قد قال شيئاً آخر . وانتهى هتلر إلى مصير غامض ، حيث مات منتحراً مسموماً بالزرنيخ ، أو مقتولاً ، أو منتحراً بإطلاق الرصاص على نفسه وعلى عشيقته ، ولا توجد أدلة قاطعة حتى الآن . وكما فشلت كل محاولات إنشاء إمبراطورية خامسة ، هكذا فشلت أيضاً محاولات إحياء إمبراطورية الفرس التى حاول القيام بها " شاه إيران " .. وهكذا باءت كل المحاولات بالفشل !!. 
ٍ