اخر المقالات

مجلة المنبر الخمسينى ترحب بك وتتمنى وقت ممتع فى دارسة كلمة الرب يسوع وكل عام وانتم بخير عام 2020 مليان باحسانات الرب عليك والخير والسلام على حياتك +أخبار المجمع+ +حفل افتتاح كنيسة خمسينية بالمنيا في مساء الأحد 29/ 10 / 2017، وبمشيئة الرب الصالحة، احتفل المجمع الخمسيني بمصر بافتتاح الكنيسة الخمسينية بالمنيا، للعبادة والصلاة، +أخبار المجمع+ وكان ذلك بحضور رئيس المجمع، القس عاطف فؤاد، ونائب رئيس المجمع القس إبراهيم حنا، وسكرتير المجمع القس ميلاد يوسف، والقس برنس لطيف من اللجنة التنفيذية، إلى جانب القس نبيل سعيد، راعي الكنيسة. وكان قد مضى على إغلاق هذه الكنيسة حوالي 22 عاماً.. +أخبار المجمع+ وقد تفضل مشكوراً بحضور حفل الإفتتاح: كل من: العميد أشرف جمال، عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا، وفضيلة الشيخ محمود جمعة، أمين بيت العائلة بالمنيا، والأب بولس نصيف، من قيادات بيت العائلة، والعمدة عادل أبو العلا، نيابة عن أخيه اللواء شادي أبو العلا عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا. والقس خليل إبراهيم، نائب رئيس مجمع النعمة.. +أخبار المجمع+ وقد ألقى العظة في هذا الحفل القس عاطف فؤاد، وهي من ( مزمور 132: 14) والآية التي تقول: «هذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ. ههُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي اشْتَهَيْتُهَا». فتحدث عن السكنى الإلهية والبركات المترتبة عليها في أربع نقاط، وردت في المزمور، وهي: 1- طعامها أبارك بركة. 2- مساكينها أشبع خبزاً. 3- كهنتها ألبس عزاً. 4- أتقياؤها يهتفون هتافاً.

أرشيف المجلة

تأمل ..

دروس من حياة يوسف

المحـرر ..

وردت قصة حياة يوسف فى الأصحاحات من 37 إلى 50 من سفر التكوين. وهى تقدم لنا نموذجاً لامعاً لشاب، نقى السيرة والسريرة. ولكنه برغم ذلك يجد نفسه يسلك طريقاً وعراً، ملئ بالأشواك، وذلك نتيجة لقسوة أخوته الذين باعوه عبداً.. وبعد ذلك ظل يعانى لمدة 13 سنة.. وأخيراً إنتهى به المطاف إلى الوصول للمنصب الرفيع، فكان الثانى بعد فرعون ملك مصر، بل فى الحقيقة كان يوسف هو الحاكم الفعلى لمصر.. وبهذا رأينا أن الخير الذى كان فى يوسف، والذى ظل ساقطاً فى القاع لعدة سنوات، قد طفا على السطح وصارت له السيادة.. لقد أعتدل الميزان وأُنصف المظلوم.. ومن خلال ما سطره الوحى المقدس عن حياة يوسف، نتعلم عدة دروس.. وأبرزها فيما يلى :

1- البرئ الذى ظلم :

ماذا كان ذنب هذا الشاب البرئ، السليم النية، حتى يلاقى ما لاقاه من أخوته؟ كل ما فعله هو أنه قص عليهم حلمين رآهما فى المنام، والحلمان ينبآن بأنه سوف يتسيد على أخوته.. أما مسألة تفضيل أبيه له على باقى إخوته فليس ليوسف ذنب فى ذلك. ولكن هؤلاء الأشرار أضمروا له الشر، وكانوا ينوون قتله إذ قالوا : "هُوَذَا هذَا صَاحِبُ الأَحْلاَمِ قَادِمٌ. 20 فَالآنَ هَلُمَّ نَقْتُلْهُ وَنَطْرَحْهُ فِي إِحْدَى الآبَارِ" (تك19:37) ثم غيروا خطتهم، وباعوه عبداً. والذين أشتروه كانوا تجاراً إسماعيليين. وبالطبع لم يعاملوه معاملة رقيقة. ولعلهم هم المقصودون بقول الكتاب : "آذَوْا بِالْقَيْدِ رِجْلَيْهِ. فِي الْحَدِيدِ دَخَلَتْ نَفْسُهُ" (مز18:105).

هذا الفتى الغض، الذى لم يفارق أباه إلا نادراً، وكان يستمتع بكل ما فى قلب أبيه من حب وعطف ودفء، وجد نفسه فجأة بين أناس أغراب. وكان بالنسبة لهم مجرد سلعة يبتغون من ورائها ربحاً!. وقد باعوه فى مصر لفوطيفار رئيس الشرطة0 ومع مرور الزمن شعر يوسف ببعض الراحة والاستقرار، إذ وثق فيه فوطيفار، ووكله على كل ماله. إلا أن الشيطان الذى أثار ضده أخوته، أثار أيضاً ضده زوجة فوطيفار، فحاولت إيقاعه فى حبائلها. ولما رفض، أدعت عليه كذباً أنه حاول اغتصابها.. وكانت العاقبة إلقاء يوسف فى السجن..!

وفى هذا نجد فى يوسف رمزاً لمن قيل عنه : "ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ" (إش7:53) لقد رضى المسيح بالظلم، مسلماً لمن يقضى بعدل...

2- الانتصار على تجربة الخطية :

لقد انتصر يوسف على تجربة الخطية، وخرج ظافراً مرفوع الرأس، معطياً المثال والقدوة لنا عبر الأجيال. وهل يمكن أن تُنسى قولته الشهيرة التى يتردد صداها فى كل زمان ومكان وهى : "فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟!".

لقد كانت كل الظروف مهيأة له للسقوط فى الخطية، ولكنه وقف بصلابة وتحدٍ أمام قوة التجربة، وخرج منها بنجاح باهر! ولا شك أن الشيطان هو الذى أهاج ضده هذه المرأة الشهوانية فحاولت استمالته للإاغتراف من المتعة المحرمة، خاصة وهو شاب فى عنفوان قوته، ولابد أن المرأة كانت على قدر كبير من الجمال..! ومع أنه ألقى به فى السجن، جزاء عفته وطهارته، ولكنه بلا شك كان مرتاح الضمير، متمتع بسلام قلبى عميق.

3- التعزية وسط الألم :

لقد ترك الرب يوسف لسنوات متألماً، بداية من بيعه عبداً، وبقائه فى بيت فوطيفار، ثم سجنه. وهى مدة بلغت ثلاث عشرة سنة. ولكن فى كل هذا كان الرب معه.. ولقد عزاه خلال سنى التجربة، مخففاً عنه المعاناة التى حلت به..!

فلقد بارك بيت المصرى بسبب يوسف (تك5:39) وكان رد فعل الرجل المصرى، أنه لم يجعله مجرد عبد، بل وكله على كل أملاكه.. خاصة وأن يوسف، حتى مع صغر سنه، كان يتميز بحسن الإدارة والتدبير، مما جعل الأمور تسير سيراً حسناً.. وعندما زج به فى السجن، فإن الرب كان معه وبسط إليه لطفاً (تك21:39) وبنفس الكيفية حظى يوسف فى السجن بما حظى به فى بيت فوطيفار، فلم يكن مجرد سجين، بل تحول إلى مسئول، أوكلت إليه شئون المساجين. فكان هو الوكيل المتصرف فى كل ما يخصهم.. لقد خفف الرب عن يوسف بهذه المعاملة الرقيقة.. كما أن المسئولية التى تحملها، والوكالة التى أدارها، فى كل من بيت المصرى والسجن، كانت عبارة عن "بروفة" لما هو عتيد أن يتحمله من مسئولية أكبر ووكالة أضخم، وهى إدارة شئون مملكة مصر كلها فيما بعد.. ولا ننسى أيضاً أن الرب قد متع يوسف فى فترة معاناته، ببصيرة روحية، فكان خير مفسر للأحلام.. لقد أعطى الرب ليوسف مع تجربته المنفذ، فأعطاه مزايا كانت تعزية له فى وسط ضيقه وآلامه..

4- التعويض الإلهى، ومعرفة القصد :

حقاً ما أروع التعويض الإلهى الذى جاء بأكثر جداً مما كان متوقعاً.. ولقد جاء هذا التعويض فى وقته تماماً.. لقد حكمت محكمة السماء ليوسف المظلوم، الذى قضى ثلاث عشرة سنة فى الضيق والألم، بثمانين سنة من المجد والكرامة. ولقد خرج من السجن ليتبوأ منصباً رفيعاً، فكان الرجل الثانى بعد ملك مصر.. حقاً لقد أعتدل الميزان، وأُنصف يوسف المظلوم، لأن " اَلرَّبُّ مُجْرِي الْعَدْلِ وَالْقَضَاءِ لِجَمِيعِ الْمَظْلُومِينَ" (مز6:103).

ولقد حرك الرب الأحداث، فى الوقت المناسب، لكى يأتى بيوسف إلى فرعون ليفسر له حلميه، ثم يعينه فرعون ثانياً له على عرش مصر.. وبذلك نجد أن الأحداث التى واجهت يوسف بتخطيط شيطانى، وتنفيذ بشرى، وسماح إلهى، تتمشى مع القول : "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ" (رو28:8).

لقد جعل الرب من الطريق الوعر الذى سلكه يوسف، المعبر الذى أوصله إلى المكانة العليا. إلى جانب الدور الذى قام به فى أعالة شعب مصر، وغيرها. وبذلك أتضح القصد الإلهى من وراء الأحداث الصعبة التى واجهت يوسف، وهو الخير العميم له..

5- المحبة الغافرة :

كان فى إمكان يوسف، وهو فى موقعه السيادى، أن ينزل بأخوته أشد أنواع العقاب. ولكن الذى حدث هو خلاف ذلك، إذ صفح عنهم، بل أنه طيب خاطرهم، بينما كانوا نادمين على ما فعلوه، أشد الندم، قائلاً لهم : "لا تتأسفوا ولا تغتاظوا.. أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا" ثم يعلن لهم بأنه سوف يعولهم هم وأولادهم .. وبذلك نجده يرد على شرهم بالخير .. وفى تصرف يوسف هذا نجد رمزاً لمن سامح، وغفر لصالبيه، فكان أول ما نطق به، وهو على الصليب قوله : «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» (لو34:23).

عزيزى القارئ .. هذه أبرز الدروس من حياة يوسف : فهل تطبقها علمياً على حياتك؟

* إذا وقع عليك ظلم من أى نوع، فهل تسلم لمن يقضى بعدل؟

* وإذا واجهتك خطية ما، فهل تقاوم، حتى الدم، مجاهداً ضدها؟

* وإذا كنت تعانى من ضيق وألم، فهل تنتظر الله، أبو الرأفة، لكى يعزيك فى كل ضيقك، مخففاً عنك؟

* وهل تدرك ان قصد الله هو لصالحك، ما دمت تعمل مرضاته؟

* وهل فى قلبك محبة كافية بأن تغفر وتصفح عن من يسئ إليك؟

الجمع الكثير الخارج من الضيقة العظيمة

الجمع الكثير الخارج من الضيقة العظيمة..

القس / عزيز مرجان ..

رئيس المجمع الخمسينيى بمصر..

"بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ" (رؤيا9:7).


بعد رؤيا الأسباط المختومين، وهي الجماعةالأولى التقية ، نظر يوحنا جماعة أخرى. فهو يقول : "جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ" فلا يقدر أحد أن يحصى عدداً معيناً لهذا الجمع..

إن كان يوحنا نفسه قد رأى فى (ص16:9)جيشاً قوامه مئتاالف الف, وذكر عدده، ولكن هنا لم يستطع أحد أن يذكر تعداد هذا الجمع، لا يوحنا ولا غيره. وذلك دلالة على الكثرة الرهيبة! فهل نصدق أو يقبل العقل أن هذا الجمع الكثير، الذى لم يستطع أحد ذكر عدده، أن يكون هو الأمة اليهودية التى قال عنها الكتاب "البقية التقية التى ستخلص؟" بالطبع لا.. والسبب الآخر فى كون هذا الجمع ليس الأمة اليهودية، هو أن الجمع من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة.. وهل الأمة اليهودية مشكلّة من أمم وقبائل وشعوب والسنة، أم هى أمة واحدة؟ إذاً ليسوا هم الأمة اليهودية.. وقول الرائى : "واقفون أمام العرش وأمام الخروف" فهذا دليل قاطع على أنهم الكنيسة، هم المؤمنون الذين سيحضرون الضيقة، ويخرجون منها، ويقفون أمام العرش، وأمام الخروف وهم متسربلون بثياب بيض، لأنهم اغتسلوا بدم الخروف. ونلاحظ أن الأمة اليهودية ليس لها نصيب فى دم الخروف، أما المؤمنون بالمسيح فهم الذين لهم دم الخروف، ومكانهم فى السماء، أما سعف النخل الذى بأيديهم فهذا علامة الهتاف والفرح والانتصار، إذ انتصروا على الوحش وسط الضيقة، وهم يحّيون الخروف الذى أعطاهم الغلبة.. وأرجو أن تعرف - عزيزى القارئ - أنهم دخلوا الضيقة العظيمة زمن وجود الوحش..

وهذه الجماعة تختلف عن جماعة فيلادلفيا (ص10:3) إذ يقول الرب لملاك هذه الكنيسة : "لأَنَّكَ حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي، أَنَا أَيْضًا سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ التَّجْرِبَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى الْعَالَمِ كُلِّهِ لِتُجَرِّبَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ" أى أدخلك إلى التجربة العتيدة أن تأتى على العالم كله، وهى الضيقة العظيمة. فتوجد فئة الغالبين , وهم الباكورة الذين لن يكونوا موجودين ساعة التجربة (الضيقة العظيمة) أما هذا الجمع الكثير، الذى نحن بصدده، فيقول الشيخ ليوحنا: أنهم أتوا من الضيقة العظيمة، أى حضروا هذه الضيقة وخرجوا منها قبل نهايتها، ووصلوا إلى عرش الله غالبين، بعد أن كانوا فى الضيقة، وصلوا إلى مستوى الغالبين. لقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم فى دم الخروف. أى أن هؤلاء كانت ثيابهم متسخة، وكانت شهادتهم ملامة أمام الله، وأمام الناس، فبيضوها بدم الخروف. لأنه لا يليق بسكان السماء أن يلبسوا ثياباً متسخة. بل يقول : "يمشون بثياب بيض" فأوصانا أن تكون ثيابنا بيضاء، وأوصانا أن نحافظ عليها. والوسيلة للغسل والتبييض هى دم الخروف.

فهذا الجمع هو الكنيسة، ولا يمكن أن يكون الأمة اليهودية كما يقول البعض، لأن الأمة اليهودية ستحضر الضيقة كلها، لأنها تسمى "ضيقة يعقوب" وسيعرف اليهود ملكهم الحقيقى عند بدء الملك الألفى فقط، بعد زمن ملء الأمم، وملء الأزمنة. ويذكر عنهم فى (زك10:12) "وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ (أنا) الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ" وأيضاً فى (رؤ7:1) "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ" فهم سوف يستفيقون عندما يروه بالعيان. فهم لا يخرجون من الضيقة..

أما هؤلاء، أى الجمع الكثير، فقد أتوا من الضيقة، بعد أن غسلوا ثيابهم وبيضوها فى دم الخروف.. فيا للعجب.. أن نرى الرب فى وسط الضيقة، قد أعطى فرصة للمغلوب، ليصبح غالباً!!

بين أبرام ولوط

بين أبرام ولوط

( تك 13)

*عندما قال أبرام للوط : "اعتزل عني " تطلع لوط إلي دائرة الأردن, والتي من ضمنها مدينتي سدوم وعمورة, فرأي أن أرض تلك الدائرة أرض "سقي" أي متوفرة فيها المياه الكافية لإخضرار المراعي التي تحتاجها مواشيه.. ولم يحسب لوط حساباً للناس الأشرار ساكني سدوم. ونقل خيامه إلي سدوم للإقامة وسط الأشرار. فيالها من إقامة تعسة!!

* وماذا فعل أبرام (الذي أسماه الرب إبراهيم فيما بعد) لقد نقل خيامه إلي بلوطات ممرا التي في حبرون, وأقام هناك, وبنى مذبحاً للرب .

لقد أقام أبرام في دائرة "حبرون" التي تعني "شركة".. نعم أقام أبرام في مكان الشركة مع الرب, وبني مذبحا للرب.. وهذه هي حياة المؤمن, يقيم في حياة الشركة مع الرب, ويبني مذبحاً لتقديم ذبائح روحية مقبولة بيسوع المسيح (1بط 5:2 ) فهل انت كذلك ؟!

شريعة المرأة المسبية ..

شريعة المرأة المسبية ..

د / شهدي جاد ..

الحق الكتابى الصريح لا يحتاج إلى مساندة أو مساعدة، ولا إلى قص أو تلزيق.. ومن يجروء على ذلك؟! وهناك تحذير شديد من الإضافة أو الحذف، ناهيك عن الضرر الجسيم من إدخال نار غريبة فى عمل الله؟ لأجل ذلك ليس أمامنا خيار آخر غير الطاعة الكاملة والخضوع المطلق لسيد الخلق أجمعين.. وأعلنها صراحة وبفخر أننا تذوقنا حلاوة كلمة الله، فضلاً عن أن بها كل ما نحتاجه فى أيام غربتنا من تعزية وتشجيع وإرشاد. ولهذا فقد فشل العدو، فشلاً ذريعاً فى إجراء صفقة متبادلة فى أن ننكر الحق، ولا ندافع عنه. وبهذا نتجنب الألم، وحمل العار، والسباحة ضد التيار..


وفى المقابل إرضاء الناس والسير فى موكبهم. ومن ثم لقاء مصيرهم.. فالشهرة.. ومسح الجوخ.. ناهيك عن المناصرة والتأييد أصبحت من السلع المسعّرة، والتى تلقى رواجاً كريماً وشهيراً بين خلق الله.. وفى الأخير لا يهمهم مصيرهم المحتوم، ونهايتهم المخجلة، طالما أن السير مع التيار مريح ومربح، ويجلب لهم الأفراح بدل الأتراح، والثراء السريع، بدلاً من انتظار المجد العتيد!

ونعود ونكرر: أنه لا ندم فى السير معك يا سيدى، حتى لو الطريق كرب، والباب ضيق، والخسارة الزمنية فادحة! فلا ننسى إطلاقاً أنك أنت الأمان، وأنت الضمان.. ومن أوضح التعاليم التى كشفها لنا الروح القدس على سطور الوحى : هى مسئولية المؤمن المباشرة فى تحديد مصيره الأبدى من حيث المكانة والمنزلة (يو2:14) والرتبة (1كو23:15) والميزة (1كو41:15) والنوعية (2تى20:2).. مع الأخذ فى الاعتبار (لكى لا نفهم خطأ) أن المؤمن الحقيقى، المولود من الله، لا يمكن أن يهلك (يو28:10).

ولكن يا سادة، كلمة الله النقية تحرض كل المؤمنين على حياة القداسة، وحمل الصليب، والترفع عن كل ما هو عالمى، مع التحذير الشديد لكل من يتهاون فى هذا الأمر. وكل هذه التحريضات، لكى تقود المؤمن ليكون أخيراً على مستوى العروس..

وأقولها صراحة وبشجاعة : إن موضوع الرفض من هذه الميزة واضح وضوح الشمس، فى العهدين. فمثلاً يحذر الرب بطرس قائلاً : «إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَليْسَ لكَ مَعي نصِيبٌ». (يو8:13) وبولس يحذر نفسه قائلاً : "حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا" (1كو27:9). ومرة أخرى يقول : "إِنْ كُنَّا نُنْكِرُهُ فَهُوَ أَيْضًا سَيُنْكِرُنَا" (2تى12:2)

وعلى الرغم من أننا تعلمنا منذ الصغر أن كل المؤمنين، شرعاً، سيكونون من العروس بمجرد الإيمان فقط، مهما تكن الحالة الأدبية، بحجة أن الرب نفسه هو المسئول عن أن يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة بلا عيب (أف27:5) ولكن هذا يا سادة يا كرام، نصف الحقيقة، لأننا نتكلم دائماً عن ما فعله الرب، ولكن نتغاضى ونغض الطرف، بقصد أو غير قصد عن مسئوليتنا نحن، بغية الهروب، والتملص منها، رغم قول الكتاب : "وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا" (رؤ7:19) وإذا سألتنى : معقول، مؤمن بعد الإيمان لا يستحق أن يكون من العروس، ويفقد هذه الميزة العظيمة، ويصبح فقط مجرد شخص أخذ حياة ولن يهلك؟ هذا ما وجدناه فى كلمة الله وبمنتهى الوضوح..

فى (سفر التثنية10:21) يتكلم عن الشروط والمسئوليات التى توجد فى المرأة المسببة لتصلح أن تكون زوجة للشخص الذى سباها، ويريد أن يأخذها له زوجة. ومن المعروف أنها تشير إلى شعب الله الذى سباه المسيح من مملكة إبليس. وأصبحوا مرتبطين به شرعاً. ولكن حتى يستمر هذا الارتباط، ويتحقق كلية وبالكامل، لابد أن تقوم المرأة بعمل خمسة أمور :

* تحلق رأسها : التنازل عن الأمجاد العالمية (1كو15:11).

* تقلم أظافرها : القضاء على أعمال الجسد (2كو1:7).

* تنزع ثياب سبيها : خلع كل القديم (رؤ12:13وأف22:4).

* تقعد فى بيتك : استمرار الوجود فى محضر الله (مز4:27ولو37:2).

* تبكى أباها شهراً من الزمان : نسيان العلاقات القديمة (مز10:45ولو29:18).

وأخيراً يقول : إن لم تسر بها.. أطلقها لنفسها.. لا تبعها، بيع فضة، ولا تسترقها، من أجل أنك قد أذللتها.. هذه المرأة يا سادة لا تصلح أن تكون زوجة لأنه لم يسر بها.. معقول؟! اقرأ كويس القصة..

لاحظ أنها لن ترجع مرة أخرى للعبودية، ولا إلى أهلها. ولكن سيطلقها حرة، لأن عطاياه بلا ندامة. لكن فشلت فى أن تكون زوجة، لأنها لم تنفذ المسئولية الكاملة، ولم تسر قلبه، ولم تهيئ نفسها له.. ما رأيكم يا سادة يا أفاضل فى هذه القصة التى قرأناها عشرات المرات؟ وهل هى كُتبت للتسلية، أم لتعليمنا وإنذارنا؟ هل بعد ذلك نتجرأ ونقول : أن المؤمن الذى لا يسر قلب الله، يصلح أن يكون من العروس؟ ونضرب هذه الأمثلة والآيات بعرض الحائط؟ ثم ما الفائدة من هذا التمرد على كلمة الله، وما هو الضرر من هذه التعاليم الصافية الصادقة؟ أظن أن ليس لها أى ضرر، بل بالعكس ستقودنى إلى الانضباط والاتزان والصراع المقدس مع الذات، والجهاد المستمر المتواصل، والسباحة ضد التيار.. وإذا قلت يا عزيزى : إلا تقودنى هذه التعاليم إلى الخوف المستمر، ومن ثم القلق؟.. أقول : وما هو الضرر من هذا النوع من الخوف، ألم يقل الكتاب "تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ" (فى12:2) و"فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ" (1بط17:1) و"مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ" (2كو1:7) و"اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ" (مز11:2) و"خـَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فـِي خَوْفِ اللهِ" (أف21:5) والعكس تماماً.. عكس هذه التعاليم يقودنى إلى التسبب، وفعل الخطية بدم بارد. طالما أعرف فى قرارة نفسى أنه لا مسئولية علىّ تذكر، طالما المكان محجوز مسبقاً. ولماذا حياة القداسة إذا كنت أمتلك كل المواعيد بمجرد الإيمان فقط، وأصبح الكتاب بآياته ليس له أدنى تأثير، بل مجرد قراءات مشجعة.

أخيراً عزيزى : إذا كنت تشعر بالعجز أمام الآيات التى تضعك على خط النار فى حرب بلا هوادة.. لا تفشل، لا تهرب، لا تستسلم. ما زالت الفرصة أمامك، والرب مستعد أن يذيقك حلاوة الانتصار، ومتعة الغلبة، وراحة الضمير. بشرط أن تكون مخلصاً..

د. شهدي جاد ibrhimisaac@yahoo.com

م/ 0101274765

ساعة التجربة

ساعة التجربة..!

القس / عطية كامل ..

عجباً لقوم رفضوا أقوال الله الواضحة ليتمسكوا بما أخترعوه هم من أوهام. قوم قد زادوا على كلمة الله، بل وحذفوا منها. (رؤ19،18:22) قوم قالوا "أن الرب سيأتى ثانية على مرحلتين، أو دورين، بينهما سبع سنوات!! ناسيين أو متناسين أن هذا لم تذكره الكلمة المقدسة أبداً. بل هى زيادة من عندهم، تجلب على قائليها الضربات (رؤ22 :18 ) قوم أخترعوا مجيئاً سرياً للمسيح، قالوا أنه لاختطاف المؤمنين. ويا للبؤس! فلماذا لا يأتى العريس علناً، وكيف سيكون نزوله من السماء سراً، وهو بهاء مجد الله!! (تس16:4) و(عب3:1) وكيف ستكون ملاقاتنا له فى الهواء سرية؟ أينزل رب المجد إلى الهواء، ولا يراه أحد؟. ألم يقل الكتاب أنه سيأتى بهتاف وبصوت رئيس ملائكة وبوق الله؟ (تس17،16:4) فكيف ستكون السرية هنا؟! وما هى العلانية إذن؟.. يبدو أن العقول قد غابت!!


وأنا لا أرغب طبعاً أن أعلق هنا على ما قالوه فى هذا المجال من تعاليم زائفة، وأقوال باطلة، ولكننى سأقف لبعض الوقت مستغرباً لقولهم العاطل، بأنه لا توجد الكنيسة فى زمن الضيقة العظيمة، إذ ستخطف قبلها، بل ويرتفع معها الروح القدس!! وهو قول غريب، لا مكان له فى كلمة الله، ولا ذكر له فى كتابات الآباء. بل هو خدعة روجها الشيطان، ووهم باعه الكذاب. والويل كل الويل لمصدقيه ومروجيه!

إن أيام الضيقة العظيمة يا سادة هى أيام أمجاد الكنيسة، وبركاتها، ففيها سيستعلن إيمانها، وتظهر غلبتها، وينطق رجاؤها. نعم ان الوحش سيصنع معها حرباً. وفى هذا يقول الكتاب : "وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ.." (رؤ7:13). ولكن غلبته ستكون على أجسادهم فقط، وأما نفوسهم فلها الطوبى. إذ يقول بخصوص ذلك فى (رؤ13:14) وَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً لِي: «اكْتُبْ: طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبِّ مُنْذُ الآنَ». «نَعَمْ» يَقُولُ الرُّوحُ: «لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ».

وهنا نلاحظ وجود القديسين فى الضيقة العظيمة، بل أن الرب سيسمح بقتل بعضهم، في طريق خدمته، والشهادة له، والتصدى لوحش الضيقة العظيمة، ومواجهة أفعاله وأكاذيبه. فيالهم من أبطال!!

هذا ويلاحظ الدارسون لكلمة الله، أن خادم الوحش ونبيه الكذاب حينما يجد أن القتل والترويع والتنكيل، لن يجدى نفعاً مع قديسى الله هؤلاء، فيهديه ذهنه الفاسد إلى الأمر بأن يضع كل أتباع الوحش وعابديه علامة (سمة) على يدهم اليمنى أو على جبهتهم (رؤ17،16:13) والتى بدونها لن يقدر أحد أن يشترى أو يبيع، قاصداً من وراء ذلك أن يحاصر هؤلاء القديسين فى مأكلهم ومشربهم وملبسهم.

ولكن شكراً لله، لأنه سيتولى بنفسه أمر إعالتهم، وبطرقه العجيبة. وفى هذا يقول الكتاب : "وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ لِكَيْ يَعُولُوهَا هُنَاكَ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا" (الرؤيا6:12) وأيضاً : "فَأُعْطِيَتِ الْمَرْأَةُ جَنَاحَيِ النَّسْرِ الْعَظِيمِ لِكَيْ تَطِيرَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ إِلَى مَوْضِعِهَا، حَيْثُ تُعَالُ زَمَانًا وَزَمَانَيْنِ وَنِصْفَ زَمَانٍ، مِنْ وَجْهِ الْحَيَّةِ" (الرؤيا14:12) وهنا يتحدث عن الكنيسة كامرأة فى رقتها ومحبتها ووداعتها وأمانتها، التى جعلت أولادها، كما يقول الوحى فى (الرؤيا17:12) "الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ، وَعِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ".

هذا ويجد كل قارئ للنص الإلهى فى (الرؤيا17:17) أن عبيد الله قد خُتموا بختم الله الحى قبل دخولهم فى الضيقة العظيمة، وأن قديسيه قد خرجوا منها ظافرين.. وليس ذلك فقط، بل أن الكتاب عندما يتحدث عن القيامة الأولى نجده يضع الذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته، ولم يقبلوا السمة على جباههم وعلى أيديهم. (الرؤيا4:20-6) ضمن أصحاب هذه القيامة المباركة، والتى هى الأولى، وفق النص الكتابى الواضح.. فهل يحتاج الباحث المخلص إلى أدلة أكثر؟!

ثم ألم يقل الرب أن مجيئه على سحاب السماء لجمع مختاريه، سيكون بعد الضيق؟ (مرقس24:13-27).

نعم قد تحجج البعض بالقول : أن الضيقة هى "ضيقة يعقوب" حسبما قال إرميا النبى (أرميا7:30)، ولا دخل للكنيسة بها، ولكن إرميا يا سادة لم يكن عنده "إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ" (رؤيا1:1) ولكنه يوحنا الذى رأى وسمع إعلانات النهاية. قال عن هذه الضيقة "سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ التَّجْرِبَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى الْعَالَمِ كُلِّهِ لِتُجَرِّبَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ" (رؤيا10:3).

فهى إذن ساعة ضيقة ستأتى على العالم كله. وهذا لم يعلن لإرميا.. ثم أليست هذه الضيقة العظيمة هى التى رأى يوحنا جمعاً كثيراً، وبلا عدد، من المؤمنين، خارجاً منها، مرنماً ومنتصراً؟ (رؤيا7:7-17).. فلماذا هذه الكبرياء يا قوم؟ أنتم تقاومون الروح القدس، وتتعنتون فى مواجهة الله!! ومن يقدر على ذلك؟!

قد تكون الصرخة مدوية، والصوت يبدو لك عالياً. لكن الحقيقة تحتاج إلى من يعلنها بصوت عالٍ، ولا مجال للمجاملة عندما يتعلق الأمر بحق الله، أو بمصائر الناس الأبدية، فهكذا طلب الرب من إشعياء قائلاً "نَادِ بِصَوْتٍ عَال. لاَ تُمْسِكْ" (إش1:58).. كما أن صرخات المعمدان، طالما رنت فى آذان سامعيه (مت3:3).

فتقبل صرختى بكل حب، لأنها ترجو لك خيراً.....

ق/ عطية كامل..

0126607691

حوار مع دكتورة نورا إدوار

دكتورة نورا إدوار

أجرت الحوار : ايفيت ينى ..

من المعروف أن مجلة "المنبر الخمسينى" تهتم بإبراز عظمة وقدرة المسيح على صنع المعجزات، وذلك لتشجيع إيمان الكثيرين. وهذا جعلنا نخصص باباً للحديث عن معجزات عظيمة تحدث، هو باب "عصر المعجزات لم ينته!".

ود. نورا إدوار تقوم بدور رائع فى هذا المجال، فهى صاحبة برنامج "ربنا يقدر" وبرنامج "الرب سامعنا" وكان لنا هذا الحوار معها :

* أهلاً بك يا دكتورة نورا، يشرف مجلة "المنبر الخمسينى" أن تستضيفك، كشخصية متميزة، ونقيم معك حواراً. وبداية نود أن نتعرف على البيانات الشخصية لحضرتك..

- أنا د. نورا إدوار حبيب سابا، حاصلة علي بكالوريوس الطب لعام 1978، وماجستير في التخدير، وأعمل طبيبة تخدير.. الحالة الإجتماعية : متزوجة من د. صيدلى : سمير سيف عبد الملاك. ولى إبنة هى"إيمان" وهى الآن فى الصف الثالث الإعدادى..

* نود أن نتعرف على اختبارك الروحى..

- أنا تعرفت على الرب عام 1969، فى جمعية خلاص النفوس بالزيتون..

* يعرف الكثيرون أن الله أعطاك إيمان بمعجزة، كيف حدث ذلك؟

- فى الحقيقة أنا ظللت لمدة 8 سنوات، بعد زواجى، بدون إنجاب. ولكن الله أعطانى وعداً، باعطائى نسلاً، وكنت مؤمنه بأنه قادر على تحقيقه.. وحدث أن خادم الرب المعروف "رينهارد بونك" كان فى زيارة لمصر.. وقد صلى معى.. وحدثت المعجزة. وأعطانى الرب "إيمان" وكان عمرى وقتها 41 سنة!!

* نريد أن نعرف كيف تولدت بداخلك فكرة برنامجى "ربنا يقدر" و"الرب سامعنا" ؟

- نعم، برنامج "ربنا يقدر" الله هو الذى أعطانى كلمة به. وهو يركز على أن الله حكيم وقادر على صنع المعجزات. والهدف من البرنامج فتح باب جديد يوصل للناس أن الله أمين فى وعوده. والمقصود من الصلاة فى نهاية البرنامج، هو زيارة خاصة للبيوت، لحصول المشاهدين على لمسة شفاء..

أما برنامج " الرب سامعنا" فالهدف منه إظهار سلطان الله من خلال الصلاة.. وكل أسبوع تقريباً نتلقى أخباراً مفرحة عن استجابات للصلاة، من قبل الله. وخاصة فى مجال الإنجاب..

* حضرتك لك خدمات متنوعة، هل واجهت حروباً من الشيطان وأعوانه؟

- نعم، وهى حرب شرسة. وللأسف يستخدم عدو الخير، أحياناً بعض الخدام.. ولكن حرب كهذه لا يقف فيها المؤمن بمفرده، بل يكون مدعوماً من المسيح..

*هل لديك وقت خاص بالخلوة الروحية ؟

- بكل تأكيد، فأنا لا أستطيع الخروج من منزلى صباحاً دون أن أقضى وقتاً كافياً مع الله...

و أستيقظ مبكراً لهذا الغرض.. وبدون لقائى مع الله، لا أقدر أن أخدم، أو أواجه التحديات.. وهو لقاء ممتع. أقضيه فى الصلاة، والدراسة الكتابية.

* وسط هذا الازدحام فى الوقت، هل تجدين وقتاً كافياً للتواجد مع زوجك وابنتك؟

- نعم، هذا مؤكد، وأنا أنظم وقتى جيداً، فأخصص وقتاً لزوجى، وأيضاً أخصص وقتاً لإبنتى. فأنا أتبع التنظيم المنضبط للوقت وهو: الله، ثم المنزل، ثم الخدمة.

* حضرتك حققت نجاحاً باهراً على كل المستويات : العمل، الأسرة، الخدمة الروحية. هل هناك دور للزوج د. سمير فى ذلك؟

- بكل تأكيد. وأنا أقول لولا "سمير" ما كنت أصل لذلك أبداً. والله نفسه قالها لى "لولا زوجك" والحقيقة أن زوجى يدفعنى للخدمة، كما يقوم بدوره كأب مع ابنتنا أثناء سفرى لأى مكان.

* هل لديك وقت كافٍ للقرأة، وأى كتب تقرأين؟

- فى الحقيقة، نظراً لضيق الوقت، فأنا لا أقرأ إلا الكتب الروحية..

* باعتبارك من مؤسسي برنامج من أعظم البرامج التى تشجع الإيمان والثقة فى الله القادر على كل شئ، هل هناك دور للإيمان فى إمتلاك المعجزات، وهل الصلاة تغير مشيئة الله؟

- بكل تأكيد أن الإيمان هو اليد التى آخذ بها المعجزات من الله، وبدون الإيمان يتعطل الامتلاك. فإذا أعطانى الله وعداً، يجب أن يكون لى الإيمان لتحقيقه. وبالنسبة للصلاة فهى لا تغير مشيئة الله، إذا فهمت جيداً أن مشيئة الله هكذا، فيجب أن أسلم لمشيئته، وأثق فى حكمته وصلاحه. لكن إذا كان هناك وعد، فمن الضرورى الصلاة بإيمان لتحقيقه..

* هل وجود ثغرات أو خطايا، فى حياة المؤمن، تعيق الاستجابة، وأمتلاك المعجزات؟

- الخطية هى بمثابة ضعف، وعلىّ أن أقاومه. وفى هذه الحالة لا تتعطل الاستجابة. ولكن المؤمن الذى"يرعى" خطية معينة، ويستمر فى ذلك، دون مقاومة حقيقية، فهنا يمكن أن يعطل إتمام الوعد، ويعطل يد الله عن أن تمتد..

* فى رأيك ما هو السبب، فى حالة الضعف التى تسود الكنيسة اليوم، وما هو علاجها؟

- السبب هو عدم الصلاة، والعلاج هو العودة إلى الصلاة والشركة العميقة مع الرب. والخطر كل الخطر، هو الاندماج فى خدمات وأنشطة بدون صلاة قوية، لأن الصلاة هى مصدر القوة للكنيسة..

* أطلب من حضرتك توجيه كلمة لكل بيت مسيحى، وكلمة لكل خادم

- أقول لكل أسرة مسيحية: عيشوا بحسب وصايا الله، وكونوا نوراً للبيوت التى هدمتها ظلمة الحياة البعيدة عن الله. ولكل خادم للرب أقول : صل كثيراً من أجل حياتك، وأهتم أكثر بالداخل، وليس بالخارج.. ركز أكثر على حياتك الداخلية، وأعرف ما هو شكلها، ولا تركز على الخدمة فقط..

* دكتورة نورا.. فى نهاية اللقاء، نشكر حضرتك جداً جداً لأن فعلاً ردودك صادقة، وقد أستمتعنا بالحوار معك.. ربنا يباركك..

الترجمات العربية للكتاب المقدس

دكتور القس صفاء داود فهمى..

ليس من الأكيد توفر ترجمة عربية للكتاب المقدس قبل الفتح العربى، بالرغم من تسرب المسيحية إلى البلاد العربية. فكان الكتاب المقدس يُحفظ ويُلقن شفوياً. على أنه لنا أول دليل على وجود ترجمة عربية لبعض أجزاء العهد القديم فى تعليق "مدراش سيفير" على (تث3:34) والذى يقول : "أن التوراة جاءت إلى بنى إسرائيل بأربع لغات هى العبرية واليونانية والعربية والسريانية" وهذا يعنى أنه كانت هناك ترجمات عربية للعهد القديم من قبل القرن السادس أو السابع الميلادى. ولكن أقدم جزء باق للعهد القديم باللغة العربية هى آيات من (مز20:77-51،31-61) ويرجع تاريخها إلى القرن الثامن الميلادى. وإن كان أحد العلماء يشهد أن للمزامير ترجمة وُضعت فى القرن الخامس أو السادس. وعلى أى وجه، فلعله من الصعب أن يُعرض تاريخ كامل لترجمات الكتاب المقدس باللغة العربية، بسبب عدم وجود دراسة وافية للمخطوطات المحفوظة فى المكتبات. والترجمات العربية القديمة هى فى أغلب الأحيان ترجمات لترجمات، وبعضها ترجمات شعبية. ويرى بعض المؤرخين أنه بدءاً من منتصف القرن الثالث، كان هناك أسقفيات كثيرة منتشرة فى المدن جنوبى حوران والبحر الميت، وأنها كانت ترتبط معاً بسنودس أو مجمع كنسى واحد. كما يرى بعض المؤرخين أيضاً أنه فى القرن الرابع الميلادى بُنيت كنائس فى عدن، وفى الخليج العربى، وفى ظفار عاصمة حِميَر العربية (فى بلاد اليمن).


ولا يعرف العلماء بعد متى وأين تمت أول ترجمة عربية للكتاب المقدس، أو أحد أجزائه. فبينما ينسب البعض هذا الشرف للبطريرك يوحنا، بطريرك اليعاقبة فى أنطاكية، فى الفترة بين (عامى 631-648م) بمعاونة بعض الأساقفة، وبتكليف من الأمير عمر بن سعد بن أبى وقاص، يرى آخرون - إستناداً إلى ما ورد فى الفهرست، فى القرن العاشر الميلادى - إن أول ترجمة عربية للكتاب المقدس قام بها أحد المسلمين وأسمه أحمد بن عبد الله بن سلام، فى عهد الخليفة المأمون (سنة 813-833م)، ولا يزال هذا الموضوع يشغل تفكير العلماء، ولم يصلوا بعد إلى رأى قاطع بشأنه..

والذى يدرس الترجمات العربية المبكرة يلاحظ اهتماماً خاصاً بترجمة الأناجيل الأربعة أكثر من غيرها من أسفار الكتاب المقدس..


مخطوطات لترجمات عربية تمت فى عصور مبكرة:


وكثير من هذه المخطوطات موجود بدير "سانت كاترين بسيناء" وبالمكتبة البطريركية بالقاهرة، وبمكتبات الفاتيكان وليون وباريس ولندن وكمبردج، نذكر أهمها فيما يلى:

1 - المخطوطة الفاتيكانية العربية رقم 13 :

ربما كانت هذه المخطوطة هى أقدم المخطوطات المسيحية العربية. وقد كانت بدير "مارسابا" بالقرب من القدس قبل أن تصل إلى مكتبة الفاتيكان. وكانت تشمل أصلاً سفر المزامير، والأناجيل، وأعمال الرسل، وكل الرسائل، إلا أنه لم يتبق من هذه سوى رسائل بولس مع بعض أجزاء من الأناجيل الثلاثة الأولى. وهى معربة عن السريانية. ومكتوبة بالخط الكوفى المعدل. ويرى البعض أنها تعود إلى القرن الثامن الميلادى، بينما يرى آخرون أنها تعود للقرن التاسع..

2- المخطوطة السينائية العربية رقم 151 :

يرى كثير من العلماء أن هذه المخطوطة هى أقدم ترجمة معروفة لأعمال الرسل والرسائل الجامعة فى اللغة العربية. وتعود كتابة هذه المخطوطة إلى عام 867 م، وتشمل أيضاً رسائل بولس الرسول. وقد كُتبت بخط نلحظ فيه التحول من الخط النسخ إلى الخط الكوفى، وتشمل المخطوطة ملاحظات وتعليقات على النص، كتبها "بشر بن السرى". وقد حقق الدكتور "هارفى ستال" جزءاً كبيراً من هذه المخطوطة وطبع نصها عام 1985 م

3- المخطوطة العربية رقم 95 :

وتعود هذه المخطوطة إلى القرن التاسع. ويرى العلماء أنها نُسخت سنة 885 م، وتشمل الأناجيل الأربعة. وقد تُرجمت من اليونانية، غالباً فى دير "مارسابا" بالقرب من القدس..

4- المخطوطة الفاتيكانية العربية رقم 71 :

تعود هذه المخطوطة إلى القرن التاسع، ونصها هو نص المخطوطة الفاتيكانية العربية رقم 13. ويرجح البعض أن الترجمة مأخوذة من اليونانية..

وهناك مخطوطات أخرى كثيرة مثل : المخطوطة السينائية العربية رقم 155،154. وكلتاهما تعودان للقرن التاسع.. وهما موجودتان بدير "سانت كاترين" بسيناء..

كما أن هناك مخطوطات أخرى بدير "سانت كاترين" أيضاً موجودة على ميكروفيلم بمكتبة الكونجرس بأمريكا مثل : المخطوطة السينائية العربية رقم 70 للأناجيل الأربعة مقسمة بحسب قراءات التقويم الكنسى. والمخطوطة رقم 72 وتشمل الأناجيل الأربعة، وتحمل تاريخ 879 م، وهى مكتوبة بخط كوفى أنيق ومقسمة بحسب التقويم الكنسى اليونانى. والمخطوطة رقم 73، وتشمل رسائل بولس الرسول، وفيها الرسالة إلى العبرانيين بعد تسالونيكى الثانية، وتعود بنا إلى القرن التاسع، وهى مخطوطة ضاعت بعض صفحاتها، إذ تبدأ من (رؤ20:6) وتنتهى فى (2تى8:3). وهى مقسمة بحسب التقويم اليونانى الكنسى، وكذلك أيضاً المخطوطة رقم 74 التى تشمل الأناجيل الأربعة، وتعود إلى القرن التاسع، وهى مكتوبة بالخط الكوفى القديم، ومقسمة بحسب التقويم الكنسى اليونانى.

من يدحرج لنا الحجر؟!

من يدحرج لنا الحجر؟! (مر3:16)

د.مارسيل اسحق فرج..

من يدحرج لنا الحجر؟ فهو عظيم جداً ويصعب علينا تحريكه من مكانه؟! كان هذا شعور المريمات حينما ذهبن لتحنيط جسد الرب يسوع.. هن لا يعلمن كيف ستكون الأمور عند باب القبر.. ولكن كانت تحوى هذه الجملة فى معناها القلق والحيرة..!


من يدحرج لنا الحجر؟ يا لها من مشكلة عصيبة، كيف لنساء ضعيفات تحريك حجر عظيم جداً، أو أن يجدن شخصاً يساعدهن فى تحريكه؟! هل يرجعن عن طريقهن لعدم وجود الظروف أو الأشخاص المساعدين لهن لتحريك الحجر عن باب القبر؟ أم يواصلن السير فى طريقهن؟.. بالفعل سرن فى طريقهن لوضوح الهدف أمامهن، وهو تحنيط جسد يسوع، والسؤال يتردد فى داخلهن : "من يدحرج لنا الحجر؟ ولكن حينما وصلن لباب القبر، وجدن أن الحجر قد دحرج بالفعل!!

عزيزى .. عزيزتى : حينما يظهر لك وجود حجر كبير أمامك، ويتردد فى قلبك نفس سؤال المريمات : من يدحرج لنا الحجر؟ فأعلم أن الحجر الواقف أمامك، سوف يدحرجه الرب يسوع المسيح، الذى بقيامته العظيمة أظهر لنا قوته وسلطانه على الموت!!

قد يكون هناك حجر كبير فى حياتك مثل الألم، أو المرض، أو التجارب، أو مشكلة تشتت تفكيرك، أو أمر يبعدك عن الله المحب.. أياً كان هذا الحجر وأنت تتساءل: من يدحرج لى هذا الحجر؟.. لا تقلق كثيراً، لأن القدير قد دحرج الحجر الكبير.. فلا يستحيل عليه الحجر الذى يبدو خطيراً لك بالفعل.. سوف يدحرج لك كل أحجار تقف أمامك. لأنه أحبك، وسيظل يحبك، ويعتنى بك، ويهتم بأمورك الخاصة. فلا يشغلك الحجر عن البركات والاختبارات والشركة العميقة مع الإله القدير..

وأحتفل بعيد القيامة، وأنت فى داخلك سلامه العجيب، لأنه دحرج الحجر، وقام منتصراً، لكى يدحرج كل حجر فى حياتك، وتقوم معه منتصراً أيضاً..

سلسلة "أنا آتى وأشفيه"

المراهقة..!.. (2)

د. القس / أشرف ثابت..

تتكون النفس البشرية من : الإيد – الأنا - الأنا العليا.

* تقع الإيد فى العقل الباطن، أو اللاشعور، وتحتوى على جميع الغرائز والدوافع البدائية.

* أما الأنا فيقع جزء منها فى منطقة الشعور، وجزء آخر فى منطقة اللاشعور، وهى تنظم بين إحتياجات النفس والبيئة. "فالأنا" تنظم إشباع غرائز النفس حتى تناسبها مع البيئة والمجتمع، كما أن لها القدرة على كبت الغرائز..

* والأنا العليا يكون الجزء الأكبر منها فى منطقة الشعور، ويسمى بالضمير، والجزء المتبقى فى اللاشعور، وهو المراقب العام لتصرفات الإنسان، ويؤثر على هذا المكون عوامل عدة، فنموه أكثر من الطبيعى، يؤدى إلى حالة مرضية تسمى "الوسواس القهرى" وفيها تحاسب "أنا" المرء على كل شئ يفعله، سواء أكان مناسباً، أو غير مناسب. وهل تم على الوجه الأمثل أم لا، مما يدفع المرء إلى العمل، محاولاً بذلك الوصول إلى درجة الكمال فيه، لكى يستريح ضميره. أما إذا كان النمو أقل من الطبيعى، فهو يؤدى إلى اللامبالاة 0

* الأنا أو (الإيجو) تمارس وظيفتها بأكثر من طريقة حتى تسيطر على غرائز النفس ودوافعها حتى ترضى الذات. ومن أجل ذلك فهى تلجأ إلى وسائل عدة منها :

أ- الخيال : وهو أن يقوم المراهق بتنفيذ الرغبات والغرائز فى الخيال، وهي التى لا يستطيع الشخص تنفيذها فى الواقع. وهذا الحل طبيعى وصحى طالما أن الشخص يعرف أنه خيال ليس إلا. ونجد أيضاً أن أحلام اليقظة هى نوع من الخيال ولكن لفترة طويلة، أما إذا تم تصور الخيال على أنه الواقع، فبذلك يكون قد تخطى الحدود الطبيعية للإنسان السوى، ويصبح الغرائز إرادياً..

ب- الكبت : هو كبح الغرائز إرادياً..

ج- التعويض : وهنا تقوم الأنا بتعويض النقص الموجود داخل الشخص باظهار تفوقاً فى مجال آخر..

د- التقمص : ويلعب دوراً مؤثراً جداً فى تكوين شخصية الطفل والمراهق، حيث نجد المراهق يتصرف فى كثير من الأمور متقمصاً شخصية مثله الأعلى (الأب أو المدرس أو البطل).

هـ- الإسقاط : تحميل الغير أسباب عدم إمكان تحقيق الرغبات والغرائز..

و- الإنفصال : وهو فصل جزء من النفس عن الشخصية الأساسية، بسبب أحتوائها على رغبات مكبوتة، ومشاكل غير محلولة، وهى ما يسمى بانفصام الشخصية..

ز- التحويل : أى تحويل الطاقة الغريزية إلى قنوات أخرى يتقبلها المجتمع، مثل غريزة الأمومة عند النساء (مثل عملهن كمربيات للأطفال أو طبيبات) أو تحويل الطاقة إلى مجال آخر كالقيام برياضة أو نشاط إجتماعى آخر..

ح- التسويغ : وهى محاولة الشخص تسويغ عدم إمكانية تحقيق رغباته لأسباب تفوق قدراته. ومسوغ الفشل هذا ناتج عن اللاشعور، أى أنه يختلف عن الكذب، فهو يتم على مستوى الشعور..


مشاكل المراهق النفسية


أولاً : الشعور بالوحدة:

الشعور بالوحدة هو حالة عقلية مؤلمة تشعر بها فى أعماق نفسك، بأن تفتقد العلاقات الهامة ذات المعنى مع الآخرين. ويشمل ذلك شعوراً داخلياً بالفراغ، يرافقه الحزن والشعور بالإنعزالية والقلق والانزعاج. ونتيجة لذلك تتولد رغبة قوية للحصول على أهتمام وتقدير الآخرين. وهذا الشعور بالوحدة منتشر بشدة وسط الصغار والكبار على حد سواء. وتشير الدراسات إلى أن الفئة التى تواجه أكثر المشكلات بالنسبة للشعور بالوحدة هم المراهقون، ففى هذه الفترة العمرية يشعر المراهقون بالحاجة الكبرى لقبولهم من المحيطين بهم..

* أعراض الشعور بالوحدة :

(1) النفور النفسى والبعد عن الآخرين (2) الشعور بالخجل والإنطواء (3) التمركز حول الذات (4) عدم مقدرة الفرد على المشاركة فى الأحداث الاجتماعية (5) الشعور بالعزلة (6) الإكتئاب (7) الإغتراب والشعور بالوحشة حتى فى حضور الآخرين..

* أنواع الشعور بالوحدة :

1- الشعور العاطفى بالوحدة : وهو الإحساس بفقدان أو نقص العلاقة النفسية الوطيدة مع شخص آخر، وهو لن يتحسن إلا بتطوير علاقات عميقة مع الآخرين..

2- الشعور الاجتماعى بالوحدة : هو الإحساس بالقلق والفراغ وفقدان الهدف والإحساس بالإنعزالية، وكأن الشخص على هامش الحياة. وهذه النوعية من الأشخاص الذين لديهم هذه المشاعر يحتاجون إلى تنمية مهارة العلاقات مع الآخرين، بدلاً من علاقة عميقة مع صديق معين..

3- الشعور الوجودى بالوحدة : هو إحساس بأن الحياة لا معنى لها ولا هدف. وهذا الشعور يعانيه كل شخص منفصل عن الله، ويحتاج هذا النوع من الأشخاص الى علاقة حقيقية مع الله، ويفضل وجوده داخل أو وسط مجموعة من المؤمنين..

* أسباب الشعور بالوحدة : القيمة المتدنية للذات - العلاقات العائلية الضعيفة - العوامل الاجتماعية - الظروف المحبطة - الخوف - العدوانية - عدم القدرة على التواصل - الأسباب الروحية - الشعور بالخجل - الشعور بأن الآخرين أساؤا فهمه - خلاف لم يتم تسويته مع الآخرين - الانفصال والإبتعاد عن الذين نحبهم - إنتقاد الآخرين والشعور بعدم الحاجة إليهم - الشعور بالرفض - وفاة أحد المقربين، سواء من العائلة أو من الأصدقاء - التكوين النفسى للفرد - الإنتقال إلى مكان جديد، أو الهجرة الدائمة أو المؤقتة – أعتلا ل الصحة وضعفها - حاجة المراهق إلى القبول فى بيئته الاجتماعية.

* علاج الشعور بالوحدة :

1- أصغ للمراهق وشجعه على التحدث عن مشاعره بحرية، وساعده ليعبر عن نفسه..

2- تعاطف معه عندما يشاركك مشاعره بالوحدة عن طريق التواصل معه..

3- أكد له على أهميته، ومواطن القوة لديه، وشجعه على تنميتها..

4- وجهه وأرشده ليتحدث عن أسباب وعواقب شعوره بالوحدة..

5- دعه يأخذ خطوات تنفيذية..

6- ربط المراهقين بشخصيات جذابة تكون قدوة لهم..

7- توفير الدفء العاطفى داخل الأسرة..

8- تشجيع المراهقين على تكوين علاقات إجتماعية قوية مع المحيطين بهم..

9- تشجيع المراهقين على الثقة فى الرب يسوع، ليدركوا أن الله يعلم بوجود هذا الفراغ فى حياتهم، وأنه الوحيد الذى يملأه..

10- الألتحاق ببعض المشاريع التى تشجع العمل كفريق واحد..

ثانياً : الشعور بالذنب

الشعور بالذنب هو معرفة أن شيئاً خاطئاً قد حدث ويترتب عليه: الخوف من العقاب – الخجل - الأسف والندم – الأستياء - الشعور بالمديونية، أى شعور الشخص أنه دائماً مخطئ أو مقصر، أو غير منظم أو متردد، أو لا يحسن التصرف

* أعراض الشعور بالذنب : الميل إلى البكاء، كلما تذكر الأخطاء - الشعور بالكراهية - العناء من أحلام مزعجة مرتبطة بأخطاء حدثت - الميل إلى العزلة - التردد فى إتخاذ القرارات - الخوف من الموت قبل التطهر من الذنوب - الشعور بتأنيب الضمير، لأن الناس ترانى فى صورة طيبة، وأنا أرى نفسى فى صورة سيئة..

والى اللقاء في العددالقادم0

القس/ أشرف ثابت..

موبايل : 0128158187