اخر المقالات

مجلة المنبر الخمسينى ترحب بك وتتمنى وقت ممتع فى دارسة كلمة الرب يسوع وكل عام وانتم بخير عام 2020 مليان باحسانات الرب عليك والخير والسلام على حياتك +أخبار المجمع+ +حفل افتتاح كنيسة خمسينية بالمنيا في مساء الأحد 29/ 10 / 2017، وبمشيئة الرب الصالحة، احتفل المجمع الخمسيني بمصر بافتتاح الكنيسة الخمسينية بالمنيا، للعبادة والصلاة، +أخبار المجمع+ وكان ذلك بحضور رئيس المجمع، القس عاطف فؤاد، ونائب رئيس المجمع القس إبراهيم حنا، وسكرتير المجمع القس ميلاد يوسف، والقس برنس لطيف من اللجنة التنفيذية، إلى جانب القس نبيل سعيد، راعي الكنيسة. وكان قد مضى على إغلاق هذه الكنيسة حوالي 22 عاماً.. +أخبار المجمع+ وقد تفضل مشكوراً بحضور حفل الإفتتاح: كل من: العميد أشرف جمال، عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا، وفضيلة الشيخ محمود جمعة، أمين بيت العائلة بالمنيا، والأب بولس نصيف، من قيادات بيت العائلة، والعمدة عادل أبو العلا، نيابة عن أخيه اللواء شادي أبو العلا عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا. والقس خليل إبراهيم، نائب رئيس مجمع النعمة.. +أخبار المجمع+ وقد ألقى العظة في هذا الحفل القس عاطف فؤاد، وهي من ( مزمور 132: 14) والآية التي تقول: «هذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ. ههُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي اشْتَهَيْتُهَا». فتحدث عن السكنى الإلهية والبركات المترتبة عليها في أربع نقاط، وردت في المزمور، وهي: 1- طعامها أبارك بركة. 2- مساكينها أشبع خبزاً. 3- كهنتها ألبس عزاً. 4- أتقياؤها يهتفون هتافاً.

أرشيف المجلة

مقاصد الله ومخططات الشيطان!

المحرر

معلوم أن إرادة الله صالحة ومرضية وكاملة. (رو 12 : 2). ومعلوم أيضاً أن إرادة الشيطان شريرة مدمرة.. فهل تلتقي الإرادة الإلهية مع الإرادة الشيطانية علي تنفيذ عمل ما ؟. قد تأتي الإجابة متسرعة فنقول : لا، لا يمكن أن يكون هناك اتفاق بن الإرادتين، لأنهما متضادتان.. ولكن علينا بالتروي، ودعونا نرى ما يقوله الكتاب المقدس في هذا الصدد.. ولنأخذ بعض الأمثلة :


1- جاء في مطلع سفر أيوب إن ما حل بهذا الرجل من كوارث هائلة، كانت بتخطيط شيطاني وسماح إلهي، حيث نجد أن السيناريو الذي دار في قصة تجربة أيوب يوضح لنا أن الله وافق الشيطان على ما طلبه، وهو السماح له بجلب المصائب على أيوب وأولاده وممتلكاته..
2- ونجد أن داود الملك عندما عزم على إحصاء جيشه، فالكتاب يذكر، في هذا الشأن، نصين يبدو من ظاهرهما أنهما مختلفان، فأحدهما يقول : "وعاد فحمي غضب الرب على إسرائيل، فأهاج عليهم داود قائلاً : "امض وأحص إسرائيل ويهوذا " (2صم 24 : 1). أما النص الآخر فيقول : "ووقف الشيطان ضد إسرائيل، وأغوى داود ليحصي الشعب" (1 أخ 21 : 1). ولا يوجد تناقض بين النصين : بل هما متفقان. إذ أن الشيطان قد حصل على الإذن من الله وأوعز لداود بهذه الفكرة الخاطئة. (إحصاء الجيش). وجعله يتمسك بها، ويصمم على تنفيذها، رغم اعتراض يوآب قائد الجيش..
3- وعملية صلب المسيح، لكي يرفع خطية العالم، كانت بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق. ولكن حتى تُنفذ خطة الصلب، كان لابد للشيطان أن يلعب دوره  الشرير، مستخدماَ أعوانه الأشرار، لكي ينتقم من رب المجد،  الذي جاء لكي ينقض أعمال إبليس (1يو 3 : 8) وهنا نجد أن الإرادة الإلهية قد التقت مع الإرادة الشيطانية في هدف واحد وهو صلب المسيح !!
من هذه الأمثلة التي عرضناها، نخلص إلى حقيقة مفادها أن إرادة الله الصالحة قد تلتقي مع تخطيط إبليس الشرير، في بعض الأحداث.. ومرجع ذلك إلى الأمور التالية :
الأمر الأول : إن الشيطان يخطط ويدبر بهدف شرير مدمر، والله في صلاحه يوافق هذا الشرير  إلى حين، لأن له خطة خيَرة يريد استخراجها من خلال الخطة الشريرة. حتى أن كثيراً من الأحداث التي تكون بتدبير شيطاني وسماح إلهي، تأتي نتائجها بغير ما يريد أو يتمني ذلك الشرير.. وإذا أخذنا مثالاً، على ذلك الدور الذي قام به الشيطان في صلب المسيح، الذي أشرنا إليه فيما سبق، وكيف أن ذلك العدو قد صب جام غضبه على الرب يسوع، مستخدماً أدواته من البشر الأشرار في تنفيذ ما بداخله من حقد وغل. وماذا كانت النتيجة ؟ إن الرب يسوع، من خلال الصليب، قد جرد الرياسات والسلاطين، أشهرهم جهاراً، ظافراً بهم فيه (أي في الصليب) (كو2 : 15).. لقد تم نزع السلطة من أولئك الذين هم في موقع الرياسة والسلطان في مملكة الشر والظلمة، وقد تجرع إبليس مرارة الهزيمة والانكسار. وقد فشلت خطته فشلاً ذريعاً !!... وها هو الآن يشاهد، بكل المرارة، ذاك الذي سعى وتآمر لكي يتم صلبه، قد غلب الموت وقام ثانية، وصار يُقدم له السجود والإكرام، وملائكة وقوات وسلاطين مخضعة له. ( 1بط 3 : 22 ).. وقد ارتفعت راية صليبه عالية خفاقة، وبواسطة الصليب يأتي الملايين إلى المخلص، ويتحررون من أسر مملكة الظلام..
هذا المثال من حادثة صلب المسيح، يتضح لنا منه أن الرب يسمح للشرير بأن ينفذ ما في مخططه من شر، ولكن ذلك يكون إلى حين، وإلى وقت محدود، والله يحوله إلى خير، ويحول اللعنة إلى بركة ! فهو يستطيع أن يخرج من الآكل أكلاً، ويخرج من الجافي حلاوة! (قض14:14).
الأمر الثانى : الله يستخدم الشيطان لإجراء قضائه العادل : عندما حمي غضب الرب على إسرائيل، وأراد إنزال العقاب بهم، فقد أذن لذلك الشرير في تنفيذ مخططه بإغواء داود لكي يقوم بإحصاء رجاله (كما سبقت الإشارة إلى ذلك). وهذا كان سبباً فـــي إنزال الوباء بالشعب. وقـد مات سبعون ألف رجل بالوباء في يوم واحد !!..
وعندما أراد الله أن يدفع اخاب ملك إسرائيل ليد أعدائه، ليقُتل، انتقاماً لدم نابوت اليزرعيلي، فإن الرب عقد لذلك مجلساً مع جُند السماء وعرض عليهم قوله : "من يغوي أخاب فيذهب ويسقط في راموت جلعاد". فتقدم الروح الشرير، وقدم خطته التي مضمونها إن هذا الروح سيكون روح كذب في أفواه أنبياء أخاب، لكي يقنعوه بأنه سينتصر على الآراميين.. وقد نالت هذه الخطة الموافقة الإلهية.. وقد تنبأ الروح الشرير علي أفواه أنبياء أخاب بالانتصار المزعوم، فصدقهم، وذهب إلى راموت جلعاد وُقتل في المعركة! (1مل22).

الأمر الثالث : إن الله له الكلمة النهائية والفاصلة، فإبليس ليس مطلق الحرية أبداً ليفعل ما يشاء. وإلا كان في إمكانه تدمير العالم تماماً. ولكن الله هو المسيطر، وفي يده الزمام كاملاً. وإن أرواح الشر، مهما كان نشاطها، فهي تحت السيطرة الإلهية الكاملة، وانه يستخدمها، أو يسمح لها بالعمل في الحدود التي يراها، بحسب حكمته المطلقة، وتمشياً مع إرادته الصالحة وقضائه العادل. وعلينا أن ندرك إن ما يأتي علينا من بلايا أو تجارب هو من قبل الله، حتى ولو كان بتدبير شيطاني!. وهذا ما قاله أيوب بعد أن حلت به التجربة "الخير نقبل من عند الله، والشر لا نقبل؟" (أي2 : 10).. إن الشيطان مجرد آلة في يد الله يحركها بحسب مقتضى مشيئته.

أوصاف المسيح

القس / عزيز مرجان..
رئيس المجمع الخمسينى بمصر
"ثم رأيت السماء مفتوحة، وإذا فرس أبيض والجالس عليه يدعى أميناً وصادقاً، وبالعدل يحكم ويحارب" (رؤ 19 : 11) إن رؤية يوحنا للسماء المفتوحة، معناها أنها مكشوفة أمامه. لأن الجالس على الفرس هو الرب يسوع الذي يدعى أميناً وصادقاً.. وهذا الفرس يختلف عن الفرس الأبيض في (رؤ 6 : 2)، اختلافاً كلياً، لأن المسيح هنا يستعد للمعركة التي هي معركة "هرمجدون" قبيل الملك الألفي.. ويقول عنه هنا "يدعى أميناً وصادقاً". فهذا الاسم يدعى به الرب يسوع بحق. "وبالعدل يحكم ويحارب" أي يملك ويتصرف بالعدل، ويحارب : فهنا يتحدث عن المعركة التي ستحدث بينه وبين الوحش وأتباعه.. "وعيناه كلهيب نار، وعلى رأسه تيجان كثيرة، وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو" (رؤ 19 : 12) وقد وصف الرب يسوع بأن عينيه كلهيب، فهو يعرف بهما ما بداخل الإنسان، وما يختبئ عن الأنظار. فكل شئ عريان ومكشوف قدامه..


أما القول : "على رأسه تيجان كثيرة"  فهذا يعني العظمة الفائقة الوصف.. ويلاحظ هنا أن الاسم المكتوب للرب قد أُخفي عن يوحنا.. وليست هذه أول مرة يخفي الرب اسمه عن بعض القديسين، فقد أخفى الرب اسمه عن يعقوب. (تك 32 : 29)، وأيضاً أخفى الرب اسمه عن منوح (قض13 : 18).
"وهو متسربل بثوب مغموس بدم" (رؤ 19 : 13) يصف الرائي الرب يسوع بكل هذه الصفات السابقة، التي تشير جميعها إلى العظمة والمجد والانتصار، بتيجانه الكثيرة على رأسه وعيناه اللتان كلهيب نار، واسمه الذي لا يعرفه أحد إلا هو. لكن لا ينسى الرائي منظر ثوبه المغموس بالدم. وهذا الدم المغموس فيه الثوب هو دم المسيح، وليس دم الأعداء، لأن المسيح لم يكن قد دخل المعركة بعد، لكن هذا الدم جعله صاحب حق في أن يعاقب كل الذين احتقروا دمه، فهو يذكرهم بهذا الدم بما صنعه علي الصليب لأجلهم.. "ويدعى اسمه : كلمة الله"، لقد دعي المسيح بعدة أسماء : "الأمين، والصادق، وصاحب اسم لا يعرفه أحد إلا هو.." هذه الأسماء الثلاثة موجودة هنا. ولقد أُضيف أيضاً اسم "كلمة الله" وهذا الاسم ذكره يوحنا في إنجيله. وهذا هو إيماننا جميعاً. بالكلمة، الذي كان في البدء عند الله : والذي يعني المعادلة لله. وهذا الاسم أيضاً ربط بين التنزيه والتشبيه. لأن التنزيه يقول : بأن الله منفصل تماماً عن المادة، أما التشبيه فيعلن عن وجود الله في المادة وفي كل شئ. فجاء الحل في الكلمة الأزلي، فتم التوازن بين التشبيه والتنزيه. ولذا فالأمور المتناقضة التي لا يفهمها الناس، قد حُلت بواسطة "كلمة الله". وهذا الكلمة، غير كلمة الله المكتوبة. لكن هذا الاسم يعلن عن ذاتيه الله، أي إعلان الله عن ذاته.
"ومن فمه يخرج سيف ماض، لكي يضرب به الأمم. وهو سيرعاهم بعصاً من حديد، وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شئ" (رؤ 19 : 15).
إن السيف الخارج من فمه، سيضرب به الأعداء، الذين تعاونوا مع الشيطان. فهذه المرحلة سيُصب فيها الغضب على الوحش والنبي الكذاب، فيقُتلون بهذا السيف. أما عصا الرعاية الموجودة في هذه الآية، فهي عصا تحطيم الأشرار (مز8:2-9). وسوف تتم هذه المعصرة على الأرض بعد اختطاف الكنيسة، المشار إليها بالحصاد اليابس (رؤ14 :4 -5 1) "وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب : ملك الملوك، ورب الأرباب" (رؤ 19: 16).

كان المحارب يلبس ثوبه الرسمي للحرب، وكان من عاداتهم، أن يكتب المحارب اسمه ورتبته على ظهره. أما هذا المحارب، وهو الرب يسوع، فقد كتب أسمه العظيم كملك الملوك، ورب الأرباب. الذي سينزع المْلك عن كل السلاطين. في كل العالم، ليرده إلى مكانه الأول، وإلى صاحبه الأعلى الحقيقي، إنه ملك الملوك، الذي دُفع إليه كل سلطان، والذي يجب أن يملك حتى يضع أعداءه موطئاً لقدميه. فلقد جاءت أزمنة رد كل شئ (أع 3 : 21) أما الكتابة على الفخذ، فالفخذ إشارة إلى القوة، وإلى الحق، كما فعل إبراهيم مع عبده اليعازر الدمشقي (تك2:24-9)، كما يشير الفخذ أيضاً إلى الاستقامة.. فكتابة الاسم على الفخذ "ملك الملوك، ورب الأرباب" أي أنه الملك الحقيقي الدائم القوي، الذي لا يزول عنه هذا الملك.. ويذكر كاتب الرسالة إلى العبرانيين عنه هذا القول : "وأما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب ملكك" (عب 1 : ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)، ويكتب عنه دانيال هذا القول : "ملكوته ملكوت أبدى، وسلطانه إلى دور فدور". هذا من جهة كتابة اسم "ملك الملوك ورب الأرباب" علي فخذه..

الباكورة (6)


د / شهدي جاد
نواصل أعزائي القراء، دراستنا الشيقة في هذا الموضوع.. ومع يقيني أن هناك عدداً لا بأس به من المؤمنين يتجنبون الخوض في هذا الموضوع، وقد يكون هروباً من القلق والارتباك  الذي يسببه هذا الأمر. بل أكاد أجزم أن يكون هروب هؤلاء من دراسته، لسبب رئيسي داخلهم، وهو شعورهم بخوف من جهة مصيرهم الأبدي. وحجتهم جاهزة في هذا الأمر، وهي إن هذا يتعارض مع مبدأ النعمة..
ولكن لا يلتفتون إلى الجانب الآخر، وهو إن الله المملوء نعمة، هو أيضاً مملوء حقاً، وإن محبته ونعمته تتمشيان جنباً إلى جنب، وبالتوازي مع عدالته ونزاهته، سبحانه ! فلا زيادة لصفة علي أخرى. وهذا بالطبع يتفق مع كلمة الله، وهذا هو الحافز الأساسي لدفع المؤمنين إلى ميدان المعركة، ويرخص في نظرهم كل غالِ ونفيس، بغية الارتقاء  بالرتبة في يوم اللقاء. ومن ضمن الآيات الواضحة جداً التي تتكلم عن الباكورة أذكر : "والآن تعلمون ما يحجز حتى يُستعلن في وقته، لأن سر الإثم الآن يعمل فقط، إلى أن يُرفع من الوسط الذي يحجز الآن. وحينئذ سيستعلن الأثيم" (2تس 6 : 8).
بداية لابد أن نعرف التسلسل السليم لهذه الأحداث، ولابد أن نعرف أيضاً عن معنى الأثيم والحاجز في هذه الآية : الأثيم، بكل تأكيد هو الوحش،  أو إنسان الخطية، أو ابن الهلاك. لكن الملفت للنظر. إن في هذه الآية بالذات حدثت بلبلة رهيبة، ويضطر الدارس، الذي ينكر الباكورة، جملة وتفصيلاً، أن يخلط بين الحاجز والكنيسة ليجعلهما واحداً، دون مراعاة لترتيب الأحداث بحجة أن الباكورة تٌقسم الكنيسة إلى دفعات، وإن الكتاب المقدس يعلنها صراحة، إننا سنُخطف جميعاً. هل يُعقل أن يقترن العريس بالعروس علي دفعات؟!
وللرد على هذه النقطة بالذات أقول : إذا كنتم ترفضون وصول الكنيسة لعريسها على دفعتين، الباكورة ثم الاختطاف الكلي، فلماذا تنادون أن القيامة الأولى علي دفعتين؟ بل واضطررتم إلى إضافة كلمة "ملحق" أمام القيامة الأولى.. أما أن يقترن المسيح بالكنيسة علي دفعتين، فهذا ما لا ننادي به، فالعُرس سيتم في نهاية الضيقة، مرة واحدة بعد الاختطاف. "لأن عُرس الخروف قد جاء، وامرأته قد هيأت نفسها" (رؤ 19 : 7). أما أن بعض المؤمنين سيتخلفون من العرس، كالعذارى الجاهلات. إقرأ (لو 12 : 42). "وأنتم مثل أناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس". فلقد تم من العُرس، ولم يلحقوا به بسبب عدم انضباطهم..
أما من ناحية تقسيم الكنيسة، إذا خُطفت علي دفعتين، فلست أظن أن الفارق الزمني يقسّم الكنيسة.. فهل الذين رقدوا الآن، وهم من الكنيسة في السماء، وإن الباقين من الكنيسة المجاهدة على الأرض، هل هذا الفارق الزمني والمكاني، يقُّسم الكنيسة؟! ونلاحظ  أن كلمة "كلنا" أو "جميعنا" هي نفس كلمة "اجتماعنا إليه". واجتماعنا إليه سيتم في نهاية الضيقة العظيمة، عند البوق الأخير الذي هو البوق السابع..
وإن كان الفارق الزمني بين مؤمنين قد رقدوا منذ فترة، ومؤمنين ما زالوا على الأرض، لا يفتت وحدة الكنيسة، فإن اختطافهم على دفعتين، لا يفتت وحدتهم، لأنه كيان روحي، لا يحده الزمان أو المكان..
لكن السؤال الأخير : من هو الحاجز ؟ البعض يقول عن الحاجز إنه الكنيسة ومعها الروح القدس، وإن رفعهما كحاجز، سيظهر الارتداد، والذي سيأخذ شكلاً رهيباً، متمثلاً في الوحش، والذي سيمنحه الشيطان سلطانه وعرشه.. ولكن أغفل هذا التفسير أن الشيطان الذي سيفعل ذلك، لن يفعله إلا بعد سقوطه من السماء إلى الأرض. وهذا سيتم ومحدد زمنياً في (رؤ 12) بـ "منتصف زمنياً" في (رؤ12)  بـــ "منتصف الأسبوع" بعد اختطاف الابن الذكر. وهذا بالطبع يناقض رأيهم القائل. إن مجئ المسيح سيكون في أول الأسبوع، وليس في منتصف الأسبوع، بعد رفع الحاجز مباشرة، لأنهم يؤكدون أن الأثيم لن يظهر على الأرض إلا بعد رفع الكنيسة، التي هي الحاجز (حسب رأيهم). وإذا كان الأثيم هذا سينقض المعاهدة في منتصف الأسبوع، فإن ظهوره علانية هو في منتصف الأسبوع، وليس أول الأسبوع، حسب رأيهم.
ولكن دعونا نتساءل بكل أمانة عن من هو الحاجز يا ترى ؟! لكي نجيب عن هذا السؤال، دعونا نلقي نظرة على ترتيب الأحداث :-
1- رفع الحاجز..
2- استعلان الأثيم..
3- مجئ الرب، واجتماعنا إليه..
هذا الترتيب يشرح نفسه بنفسه، دون أدنى مجهود، فلا داعي لخلط الأوراق وتقديم حدث علي الآخر. فإذا قلنا أن الحاجز هو الكنيسة. وهذا قبل استعلان الأثيم.. إذاً مجئ الرب، واجتماعنا إليه متى يكون، هل يُعقل أن يكون قبل استعلان الأثيم؟..
يا أعزائي هذا هو الترتيب الكتابي للأحداث دون الإضطرار لقلب الأوضاع ولوي ذراع الأحداث ولخبطتها، وإعادة ترتيبها.. نعم
قالوا أن مجئ الرب واجتماعنا إليه أولاً، ثم يُستعلن الأثيم. يا للهول علي هذه اللخبطة!.. نعم وكأن الرسول لا تتجه كلماته نحو الهدف الذي يريده.. وعلى هذا الأساس انبثقت منهم جملة غير كتابية بالمرة وهي : "مجئ الرب واجتماعنا إليه، من الممكن أن يتم في أي لحظة!". ويترنمون "يمكن يجئ حبيبنا اليوم". ولكن الكتاب يقول كلاماًً آخر، وهو "لا يأتي إن لم يأت الإرتداد أولاًً" (2تس 2 : 3)  وعلي حساب فكرتهم الخاطئة هذه، يكون الحاجز هو الكنيسة، ورفع الحاجز هو الاختطاف الكلي للكنيسة.. ولكن الكتاب يقول بكل وضوح أن مجيئه، واجتماعنا إليه هو بعد أن يُستعلن الأثيم، ويدخل هيكل الله، إثناء الضيقة.
ثم هل يُعقل أن يُرفع الروح القدس مع الكنيسة، أول الضيقة، وتتم مواجهة الوحش وغسل الثياب بالدم، بدون الروح القدس، لماذا هذا الكلام؟! هل من المعقول أن يرفع الرب الروح القدس من على الأرض في أول الضيقة، تاركاً الأمناء القديسين ليواجهوا الوحش، وهو في كامل جبروته، بدون الروح القدس؟!.. من اخترع هذه الأفكار، ولمصلحة من؟ وأين هو السند الكتابي؟ ثم الذين سيقبلون المسيح إثناء الضيقة، كيف هذا بدون الروح القدس؟ وهل يستطيع أحد أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس؟!                                                                                                
أما عن الحاجز فهو : بكل تأكيد الحاجز هو الباكورة، أو مجموع المؤمنين الغالبين الأمناء. أو العذارى الحكيمات المستعدات، أو الابن الذكر، الذي بمجرد أن يُخطف إلى الله وإلى عرشه ستحدث حرب في السماء،  ويكون ذلك في منتصف الأسبوع، وسيُطرح الشيطان إلى الأرض، وبه غضب عظيم، وسيضطهد باقي نسل المرأة، التي ستهرب إلى البرية. إقرأ (رؤ ص 12).. "وبعد ذلك سيأتى الرب من السماء ومعه ملائكته، ليجمعوا مختاريه من أقاصى الأرض..".
نحن لا نحمل كلمة الله فوق طاقتها، فهي واضحة وسلسة لوحدها ولا تحتاج إلي مجهود.. الحاجز هو "الباكورة". وعندما سيرفع هذا الحاجز (مجموعة الأمناء) سيُستعلن الأثيم، الذي سيدخل هيكل الله مدعياً أنه إله. ثم بعد ذلك مجئ الرب لاختطاف جميع المؤمنين الأحياء الباقين (المتخلفين) لينضموا إلى الابن الذكر (الباكورة التي سبق أن اختُطفت).

ولماذا بدأ الرب بمكافأة هؤلاء قبل أولئك؟ وهذا ما فعله صاحب الكرم مع عمال الساعة 11 في مثل "الفعلة في الكرم" (مت 20). هذا ما سندرسه معاً في العدد القادم.

سلسلة بنورك نرى نوراً


سنُخطف جميعاً  (1تس17:4)
القس عطية كامل...
ما أروع هذا الذي سطرته يد الرسول الملهم : "سنُخطف جميعاًً". والمدهش أن هذا هو كل ما يعرفه البعض عن المجئ الثاني وعودة المسيح، فرنموا بالقول : على السحاب العالي يجئ يحقق آمالي يأخذ جميع أولاده إلى عرشه وإلى أمجاده.


وهكذا وبدون فحص ولا دراسة لمعاني كلمات الرسول في قرينتها، ولا لأقوال الرب عن مجيئه، وكل ما قاله الوحي المقدس عن هذا الأمر، وكأن هاتين الكلمتين "سنُخطف جميعاًً" قد كُتبتا ليفهمهما كل واحد كما يريد. بل أن كلمة "جميعاًً" قد اتسعت عند البعض لتشمل كل من يتخيلون. وهكذا أخرجوا الكلمة من النص وحمّلوها بما لا تطيق، بل ولن تطيق، متخيلين أن هذا سيصادر الحقيقة أو يسطو عليها، ولكن هيهات!! إن كلمة "سنُخطف"  ليست موضوع بحثنا هذه المرة. وقد نحاول فهمها والتعمق فيها يوماً ما. ولكن سأكتفي بكلمة  "جميعاً" هذه الكلمة، والتي على صخرة معانيها الصحيحة ستتحطم أماني كثيرة زائفة، وتنكشف كتابات كذوبة، وتتعرى بدع طالما غذت آمال المخدوعين، وجعلت غشاوة على عيون كان لها أن تنفتح، لو فكرت أو بحثت أو دققت.. فيا للهول !!
لقد قضى الأب يوسف طرزي سبع سنوات في دراسة وبحث للأصل اليوناني للرسالة الأولى إلى تسالونيكي، وهو - كما كتب - كان يصارع الكلام ليبلغ إلى جوهره، لأن المهم في الواقع هو ما قصد الرسول، وليس فهمك أو فهمي، لذا تعالوا بنا لنرى كيف فهم هذا الأب المبارك الآية (17) في الأصحاح الرابع من هذه الرسالة، حيث يترجمها كالآتي : "لأن الرب نفسه، لدى صيحة الأمر (الأخيرة) بصوت رئيس الملائكة وبوق الله  سينزل من السماء، والأموات في المسيح سيقومون أولاًً، ومن ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف معهم "سوياًً" في السحب لملاقاة الرب في الهواء" فكلمة جميعاً، معناها سوياً..
أما الترجمة العربية المشتركة، فلا وجود لكلمة جميعاً في نص ترجمة الآية (1تس 4 : 17) حيث تترجمها قائلة : "ثم نخُطف معهم في السحاب نحن الأحياء الباقين لملاقاة الرب في الفضاء، فنكون كل حين مع الرب".
أما أحدث الترجمات العربية، وهي الترجمة العربية المبسطة (طبعة أولية)، والصادرة في 2009م عن المركز العالمي لترجمة الكتاب المقدس، فهذا هو نص ترجمتها لهذه الآية : (1تس4 : 17) "ثم نرفع نحن الأحياء الباقين إلى السحب معهم لنلاقي الرب في الهواء، وهكذا سنكون مع الرب إلى الأبد" ونجد أن كلمة جميعاً غير موجودة أيضاً هنا. وهذا يدعونا إلي البحث أكثر في ما تعنيه كلمة جميعاً.
لقد كان الأخوة في تسالونيكي مثلاً حياً وقدوة في انتظارهم لمجئ الرب ثانية. (1تس7:1-10) بل أن بعضهم، بل كثيرون منهم، كما تقول الموسوعة الكنسية، قد توقفوا عن العمل، ووقفوا كما يقول باركلي ـ بعيون شاخصة إلى السماء يرقبون مجئ المسيح الثاني!!، كما ساورتهم الظنون في أن الذين ماتوا قبلهم، لن يكون لهم نصيب في أمجاد ذلك اليوم. وفي هذا الموقف جاء تعليم الرسول بولس بأن الأموات في المسيح لا خوف عليهم، لأن من عاش في المسيح ومات في المسيح، فهو لا يزال في المسيح، وسيقوم! والرسول هنا لا يتحدث عن قيامة لكل من تمنى، ولا لكل من مات، ولكنها قيامة فقط لمن مات في المسيح.. فمن يتجرأ أن يقول صادقاً مـــع نفسـه :
"لأن لي الحياة هي المسيح" يمكنه أيضاًًً أن يقول واثقاًًً : "والموت هو ربح" (في 1 : 21). ولا مكان هنا لمن يحشر نفسه دون أساس..
وأما من جهة الأحياء فيطمئن الرسول هؤلاء المنتظرين للرب في شغف بالقول : "ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعاً معهم في السحاب لملاقاة الرب في الهواء". فهؤلاء جميعاً. أي الذين عاشوا وماتوا في المسيح، أو كانوا أحياء في سهر وانتظار، لحظة مجيئه. هؤلاء جميعاً سيُخطفون جميعاً أو سوياً أو معاً. في السحب لملاقاة الرب في الهواء. وهذا هو الحجم الحقيقي لكلمة " جميعاً " الذي وسّع دائرته المغالطون، فصار مسخاً لا يمت للحق الإلهي بصلة.. حقاً إنهم مخطئون، فبماذا سيجيبون يوم الفحص؟. لا أعلم!! إن "جميعاًً" هنا يا أحبائي، لها حدود وضعتها الكلمة المقدسة كما رأينا، ولكنني أختم مقالي هذا بالحديث عن "جميعاًً" وهي تشمل الجميع بحق، لأنها جميعاً أخرى قالها الرب، وبفمه الطاهر في إنجيل (مرقس13 : 35 - 37)، وهو يتحدث عن مجيئه الثاني بالقول : "اسهروا لأنكم لا تعلمون متى يأتي رب البيت، أمساءً، أم نصف الليل، أم صياح الديك، أم صباحاً، لئلا يأتي بغتة ويجدكم نياماً". ثم يكمل له المجد فيقول : "وما أقوله لكم أقوله للجميع : اسهروا" فكلمة الجميع هي هي كلمة جميعاً، ولكن هنا متسعة تشمل الجميع، أنا وأنت. وهي وصية آمرة، ولا مفر من طاعتها. فمن أطاع هذا الأمر الشامل للجميع بالسهر، سيجد نفسه لحظة المجئ الثاني مشمولاً بـ "جميعاًً" الأخرى، والتي ستشمل فقط جميع طائعي الوصية "اسهروا"، فالسهر وصية عامة لجميع الأحياء (لأن الموتى لا يسهرون) ومن أطاعها فله أن يترجى اختطافاً بالنعمة عند مجئ المسيح ثانية. وأما غير ذلك فهي آمال كاذبة، روجها المروجون، وسار خلفهم الناس دون دراسة أو فحص.. وقد وصل الأمر بالبعض إلى القول : "إن الرب عند مجيئه سيختطف المؤمن ولو كان يمارس شراًً"!!.
ويا للشقاء.. عزيزي.. ألم يقل الكتاب في (لو 12: 40) "فكونوا أنتم مستعدين، لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان". وهي وصية في صيغة  الأمر. وإن كان الاستعداد أو السهر لا قيمة لهما، لأن الرب عند مجيئه  سيأخذ الجميع، فما قيمة هذه الوصية؟. ولماذا نسهر أو نستعد إن كان هذا كالعدم وبلا قيمة؟!. وإن كانت كلمة "جميعاًً" في تسالونيكي الأولى متسعة هكذا، كما يتوهمون، فما هو لزوم الأمر الإلهي للجميع بالسهر؟ "وما أقوله لكم أقوله للجميع اسهرا" (مر13 : 37)، وهل من علاقة بين الجميع و جميعاً في (1تس4: 17)؟ أنا أعلم أنهم لا يرون علاقة وهذا ما يجعل أقوالهم أوهاماً، لا أكثر..
عزيزي القارئ.. ها هو الحق بين يديك، و لك أن تختار، وفي هذا الاختيار سيكون المصير. وعليك أن تعلم أننا قد ناقشنا كلمة واحدة، وهي كلمة "جميعاًً".. ورأينا مدى بُعد تفسيرهم لها عن صحيح التفسير.. وأما أقوالهم عن الكنيسة والضيقة، والأبواق، والمجازاة.. و.. و... فهي مؤلمة للباحث، ومضللة للشعب المسكين الذي يسير خلفهم وهو مغمض العينين.. ولكن شكراًًً لله، ها هي الحقائق تتكشف، ومحبو الحقيقة يتزايدون، والدعوة إلى السهر تجد لها آذاناً صاغية، والطوبى ستلحق وتلاحق كل محب وحافظ للوصية، والويل للجاعلين الظلام نوراً، والنور ظلاماً (إش5 : 20). الحكماء في أعين أنفسهم. ولقد قالها قديماً الرب للشعب: "يا شعبي مرشدوك مضلون.. قد هلك شعبي من عدم المعرفة" (إش3 : 12)، (هو4 : 6).
عزيزي القارئ.. هذه الكتب أقترح عليك قراءتها :-
1- تفسير الرسالة الأولى على أهل تسالونيكي، للأب بولس الطرزي.. صدر بلبنان عام 1983
2- كتاب "في مجيئه" : دانيال كارم.
3- كتاب "المجئ الثاني"  دكتور براين.ج. بايلي.
4- كتاب "الكنيسة المجيدة" للكاتب الصيني الشهير واتشمان ني.
5- "تفسير سفر الرؤيا" لابن كاتب قيصر، المكتوب في القرن الثالث عشر.
6- "تفسير سفر الرؤيا" أدولف بول،  وهو مجلد ضخم يستمتع القارئ كثيراًً عند قراءته
7- "شرح سفر الرؤيا" للكاتب العلامة ليون موريس.. وهذه الكتب وكتب أخرى كثيرة تقدم لك ما يستحق أن تلتفت إليه من دراسات متعمقة،  بعيداً عن السفسطة التي يتبعها بعض المفسرين..

الأغذية المفيدة لأعضاء وأجهزة الجسم

ماير إبراهيم جاد...
طالب بكلية الطب ـ جامعة المنيا

نقدم لكم ، أعزائي ، بعض الأغذية التي لها فوائد صحية لأعضاء الجسم وأجهزته المختلفة ، حتى تكون أجسادنا صحيحة ونشطة ويقوم كل عضو فيها بوظيفته ، باستمرار..
 1. المخ :  يحتاج إلي العنب - السمك  - جوز الهند .
2ـ القلب : يفيده تناول التفاح .
3ـ الكبد : يفيده تناول التمر - العسل الأبيض .
4ـ المعدة : يفيدها أكل البطاطا .
5ـ الأمعاء : يفيدها أكل التفاح - اللبن .
6ـ الدم : يفيده أكل الشمندر (البنجر)
7ـ الجهاز المناعي : يحتاج إلي تناول الثوم .
8ـ الكلى : يفيدها أكل الفاصوليا - البقدونس - الشعير ـ إلي جانب شرب كمية كبيرة من الماء . 
9ـ الجهاز العصبي : يحتاج إلى تناول القمح (البليلة) والمخبوزات التي تصنع من القمح .
10 ـ المفاصل والركب : تحتاج إلى تناول زيت الزيتون ـ البرغل (الفريك) .
11 ـ الرئتان : تحتاجان إلى تناول القرنبيط ـ البروكلي (نوع أخر من القرنبيط) .
12 ـ البنكرياس : يحتاج إلى تناول الترمس .

13 ـ الشعر : يحتاج إلى تناول الجرجير .

من هو البطل الحقيقى فى سفر يونان؟!

القس / ثروت ثابت وهبة
راعى الكنيسة الإنجيلية بالعباسية - القاهرة
يعتقد الكثيرون، ممن يقرأون سفر يونان  (وهو أسم عبري ـ يونة ـ ومعناه حمامة) أن يونان هو بطل القصة، لكن من يقرأ بتدقيق، يرى أن البطل الحقيقي هو الله.. فهيا معي نرى لمحة من جمال وروعة الله في هذا السفر :

أولاً : الله هو إله مُرسل : "وصار قول الرب إلى يونان بن أمتّاي، قائلاً : قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة، وناد عليها، لأنه قد صعد شرهم أمامي" (يون 1 : 1).. مما سبق نفهم أن الله مهتم بخلاص البشر جميعاً، في كل مكان وزمان، لذا يُرسل من ينادي عليهم ليتوبوا ويرجعوا.. إنه إله مُرسل من أجل الخلاص والفداء. هو إله مُرسل، لأنه إله الرحمة، يُسر بالرأفة أكثر من الهلاك والدمار، ومازال يرسل خدامه ليبحث ويفتش عن الضال حتى يجده، ومتى وجده يضعه علي منكبيه فرحاً ويأتي به  للحظيرة. إنه الراعي الصالح الحقيقي، الذي يريد أن الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون.
ثانياً : الله يحترم الإنسان ويقدره : "قم اذهب إلى نينوى وناد عليها" لله طرق كثيرة ووسائل يصل بها إلى شعبه ليرجعهم إليه. كان ولا يزال يقدر أن يعمل بدوننا، لكنه في احترامه لذاته ولنا، كخليقته، يُشركنا معه في عمله. من هنا ندرك أن الدور الإلهي والإنساني يتناغمان، لا يتعارضان، كما يعتقد البعض. والدليل قوله ليونان "قم اذهب إلى نينوى وناد عليها". ومن قبل قوله لموسى "هلَّم فأرسلك إلى فرعون لتخرج شعبي بني إسرائيل من مصر" (خر 3 : 10).. عندما يطلب الله منا أن نعمل في كرمه حسب مواهبنا، أنه يحترمنا ويقدرنا ويشرفنا، إنه يشجعنا لنستثمر قدراتنا  ووزناتنا التي منحنا إياها حسب حكمته ورحمته، الله يحترمنا ويثق فينا، لذا يأتمننا على كلامه. إنه يضع الحق في داخلنا وعلى أفواهنا لننقله ونزرعه في الآخرين، فالحق لا يوجد فقط في بطون الكتب المقدسة، لكن فينا كبشر، ولا قيمة للحق إذا ظل مكتوماً، لذا لابد وأن يُزرع حتى يثمر.
ثالثاً : الله هو صاحب السيادة والسلطان، هو ضابط الكل : "فأرسل الرب ريحاً شديدة في البحر، فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر" (يون 1 : 4).. هنا نرى الله صاحب السلطان على الحيتان الكبيرة والصغيرة "فأعد الله حوتاً عظيماً ليبتلع يونان"ـ حتى لا يهلك في البحر ـ ما أعظم هذا الإله، حتى في وسط الغضب يذكر الرحمة، حتى ونحن هاربون منه يهتم أن يحافظ علينا. فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، حتى أمر الرب الحوت بأن يقذف يونان على البر. كما أن الرب صاحب السيادة والسلطان على عالم النبات والحيوان "فأعد الرب الإله يقطينة، فارتفعت فوق يونان لتكون ظلاً على رأسه لكي يخلصه من غمه، ففرح يونان من أجل اليقطينة فرحاً عظيماً، ثم أعد الله دودة عند طلوع الفجر في الغد فضربت اليقطينة فيبست" (يون6:4-7).. وهذا ما رأيناه بصورة واضحة في العهد الجديد في شخص المسيح "فتقدموا وأيقظوه قائلين يا معلم إننا نهلك. فقام وانتهر الريح، وتمّوج الماء فانتهيا، وصار هدوء" (لو 8 : 24).. لا تخافوا فالله سيد الطبيعة والتاريخ . إنه ضابط الكل، والكل ما زال تحت سيادته.
رابعاً : إله المحبة والرحمة، والفرصة الثانية : "لأني علمت إنك إله رؤوف ورحيم، بطئ الغضب، وكثير الرحمة ونادم علي الشر" (يون 4 : 8).. فالله ليس إله لشعب معين دون غيره. ليس إلها عنصرياً، لكنه إله الكل. يشرق شمسه على الأشرار والأبرار، ويمطر على الصالحين والطالحين. إنه ليس إلها متعصباً كيونان. إن سر عصيان يونان لإرسالية الله، إنه نبي متعصب لبني جنسه من اليهود، مع أن الله وضح لهم من البداية وقال لهم : "ليس من كونكم أكثر من سائر  الشعوب التصق الرب بكم واختاركم، لأنكم أقل من سائر الشعوب" (تث7 : 7). كما قال لهم : "ألستم لي كبني الكوشيين يا بني إسرائيل يقول الرب؟ ألم أُصعد إسرائيل من أرض مصر والفلسطينيين من كفتور، والآراميين من قير؟" (عا 9 : 7) إن الله، بحسب هذا السفرـ من العهد القديم هو إله المحبة. فهو يحب الإنسان، بغض النظر عن جنسه ، ولونه، ودينه. لم يشطب أي شعب من حساباته، لذا أرسل يونان لشعب نينوى لأنه أب محب للكل، رحيم وصبور على الجميع، مهتم بخلاص الكل. ما أروع رحمته ! إنه لا يعاملنا كما نستحق ، بل يشفق علينا. ما أروع حنانه ولطفه بحياتنا.
إن حياة يونان هانت عليه مرتين : عندما قال للبحارة : أرموني في البحر فيسكن عنكم، والمرة الثانية عندما قال للرب : خذ نفسي لأن موتي خير من حياتي. ورغم ذلك فحياة يونان  لم تهن علي الرب. إن حياتنا غالية عليه أكثر مما هي غالية علينا. إنه يحبنا أكثر من محبتنا لأنفسنا . إلهنا هو إله الفرصة الثانية، أعطى يونان فرصة ثانية للخدمة، وأعطى شعب نينوى فرصة ثانية للخلاص والتوبة..
خامساً : الله هو إله الفرد والجماعة :  إن الله بحسب سفر يونان كما يهتم بالمجموع، يهتم بكل فرد على حدة. كما اهتم بخلاص شعب نينوى العظيم حوالي 120000 (مائة وعشرون ألف نسمة وأكثر) (يون 4 : 10). أهتم بخلاص فرد واحد  (يونان) وأعد حوتاً، لا ليعاقبه بل ليحافظ عليه ويحميه من بطش البحر وأمواجه العاتية.. ما أكثر الحيتان التي يعدها الله لخلاصنا!. إن الظروف الصعبة الضيقة التي نجتازها في بعض المرات، هي لخيرنا وخلاصنا، والحفاظ علينا. فأشكر الله من أجل كل الظروف ولا سيما الصعبة الضيقة. يظهر في السفر أيضاً إن الله هو إله الفرد والجماعة، فكما سمع لصلاة يونان، وقبل توبته كفرد واحد، قبل صلاة وتوبة شعب نينوى بأكملها، من كبيرهم إلى صغيرهم (يون2 : 1) (يون5:3-10).

سادساً - هو إله الفرح : "فأعد الرب الإله يقطينة، فارتفعت فوق يونان لتكون ظلاً على رأسه لكي يخلصه من غمه، ففرح يونان من أجل اليقطينة فرحاً عظيماًً" (يون 4 :؟؟؟؟؟؟؟). أهتم الله أن يخلص يونان من غمه وحزنه. إن إلهنا الذي نعرفه ونعبده، لا يهتم فقط بخلاص أرواحنا من الخطية، بل يهتم بخلاص نفوسنا من الحزن والغم والاكتئاب والشعور بالنقص، كما يهتم بخلاص عقولنا من الجهل، وخلاص أجسادنا من المرض. ويخطئ من يظن أن الله هو إله الغم والحزن والنكد.. يخطئ من يظن أن العبادة الممتلئة من جو الحزن والبكاء أكثر قبولاً عند الله من العبادة المفرحة المنطلقة.. إن إلهنا إله فرح، وفرحه هو قوتنا. في محضره يهرب الحزن والتنهد، أمامه شبع سرور. إنه إله الخلاص من الغم، إنه ليس ضد الابتسام والضحك، الناتج عن حبه وصفاء النفس، ما أروع وما أجمل إلهنا. ليتنا ننفتح عليه أكثر، ونطيعه ولا نهرب من خدمته، فنتمتع بكل جوانب شخصيته كما تعلمناها في سفر يونان..

وداعاً للكآبة (1)

الأب باسيليوس..
راعى كاتدرائية الكاثوليك بالمنيا



إقرأ معي ما تعلنه الكلمة في (مز1:69-29) "خلصني يا الله لأن المياه قد دخلت إلى نفسي. غرقت في حمأة عميقة وليس مقر.. تعبت من صراخي. يبس حلقي.. أكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب.. يا الله أنت عرفت حماقتي، وذنوبي عنك لم تخف.. لأن لي ضيقاً. استجب لي سريعاً، اقترب إلى نفسي. فكها. بسبب أعدائي أفدني.. أنت عرفت عاري وخزيي وخجلي.. العار قد كسر قلبي فمرضت، انتظرت رقة فلم تكن، ومعزين فلم أجد.. أما أنا فمسكين وكئيب".

القارئ الحبيب...
كلنا يعلم أن داود كانت له علاقة قوية بالرب، وكان يحبه محبة خاصة. لكن في المزمور تعبر كلمات داود عن كآبة عميقة في قلبه. والكآبة ليست مجرد حزن، بل هي حزن شديد وعميق داخل النفس. فهو يقول : "أما أنا فمسكين وكئيب".

 
وربما تكون هذه كلماتك أنت أيضاًً. ففي أوقات معينة قد تبدو الحياة غير محتملة، وقد تمر بلحظات تشعر أن الحياة أصبحت ثقيلة. وتتساءل، لماذا تصاب بهذه الكآبة علي الرغم أن لك عشرة مع الرب؟!. وربما تعتقد أن هذا هو حال البعيدين عن الرب. لكني أقول لك : مهما كانت درجة إيمانك، قد تتعرض أيضاً للكآبة. وهذا لا يدل على ضعف علاقتك بالرب، فقد  تكون مؤمناً. ولك عشرة خاصة مع الرب ولمست حبه، لكن تأتي أوقات في حياة المؤمن يتعرض فيها للكآبة !
* هل رجال الله يتعرضون للكآبة؟
تذكر معي العديد من رجال الله في العهد القديم. مثل إيليا النبي، الذي كان يفتح ويغلق السماء بكلمات، وكان له تأثير قوي على السماء. هذا الرجل تعرض للكآبة، كما تعلن الكلمة علي لسانه "كفى الآن يا رب وخذ نفسي" (1مل 19 : 4) كلمات صعبة على إنسان له هذه العلاقة مع الرب. أيضاً إرميا النبي الذي كان له مسحة خاصة بالروح القدس، ونال محبة خاصة من الله، مر بلحظات كآبة، جعلته يقول : "لماذا خرجت من الرحم لأري تعباً وحزناً" (إر 20 : 18)، فقد شعر في وقت من الأوقات، أنه من الأفضل لو لم يأت إلى العالم، وأن الموت أفضل له. وهذا شعور وارد أن يحدث في حياة أي إنسان..
بولس الرسول مر أيضاًً بلحظات كآبة شديدة، حين قال : "تثقلنا جداً فوق الطاقة، حتى أيسنا من الحياة أيضاًً" (2كو 1 : 8) . وداود النبي الذي أعلنت عنه الكلمة، أنه رجل حسب قلب الله، مر بلحظات جعلته يقول : "أما أنا فكئيب".
عزيزي القارئ...
لا أريد أن تدخل الكآبة إلى قلبك، لكن أحدثك عن هذه الشخصيات العظيمة التي تعرضت للكآبة، كي لا تفقد ثقتك وعلاقتك بالرب، ولا تظن أن الرب قد تركك. لكن هناك لحظات صعبة، عندما تمر بها، عليك أن تتعلم كيف تواجهها، وتخرج منها بدروس.
* أخطار الكآبة :
احذر عزيزي القارئ الحبيب.. فعندما تدخل الكآبة إلى قلبك، يستغل إبليس نفسيتك المتعبة، ويجعلك تفسر الأمور بطريقة خاطئة :-
+ الكآبة تجعلك تفقد روح المبادرة، وتشعر إنك غير قادر علي فعل أي شئ. وقد يصل بك الأمر أن تفقد حتى  استعدادك للصلاة والوقوف أمام الرب..
+  وقد تسبب لك الأمراض، ليست فقط النفسية، بل قد تتعرض لأمراض جسدية.. كما أعلنت الكلمة علي لسان داود النبي "أنت عرفت عاري وخزيى.. العار قد كسر قلبي فمرضت" (مز 69 : 19).
+ الكآبة لا تجعل الإنسان يستطعم أي شئ في الحياة، ويفقد  جمال الحياة مع الرب. قد يصلي أو يقرأ الكلمة، لكنها صلاة بدون حرارة، ولا تصل إلى قلب الله.. قد تؤدي الكآبة إلى أن يشعر الإنسان، أن في الموت راحة!!
أيها القارئ الحبيب.. ربما تكون مكتئباً بسبب مشكلة ما، لا تجد لها حلاً، أو رفعت صلوات كثيرة من أجل أمر ما، ولكن الله لم يستجب لك، فدخلت الكآبة إلى نفسك.
* أو ربما تعرضت لكلمات جارحة من الآخرين.
* أو تشعر بالكآبة نتيجة ذكريات مؤلمة تلاحقك..
* أو نتيجة موت شخص كان محبوباً لديك، وشعرت انك فقدته في لحظة.
* أو تعاني من الكآبة نتيجة لإحساسك بالرفض من الآخرين. تشعر إنك عاجز عن التعامل مع من حولك..
* أو تعاني من علاقة محطمة..
* أو فقدت شيئاً عزيزاً على نفسك ؛ ربما تكون سمعتك، كرامتك، صحتك،..
هل سرق إبليس منك أفضل الأشياء، والتي كانت تمثل قيمة غالية بالنسبة لك؟
هل هناك صوت دائماً يهمس في داخلك قائلاً : إنك تتعرض للكآبة كنوع من العقاب الإلهي على أخطائك؟
هل يصور لك ذهنك أنك تعيش بلا هدف، ولا تستحق الحياة، وإنك شخص ميئوس منه؟
ولكن... كيف تواجه الكآبة، وهل لها علاج؟!
إقرأ معي هذه الكلمات التي تحمل علاج الكآبة... "الرب راعيّ فلا يعوزني شئ. في مراعِ خُضر يربضني.. يرد نفسي، يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه. أيضاً إذا سرت في وادي ظل الموت، لا أخاف شراً لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني.. إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي" (مز 23).
"فلا يعوزني شئ" تبدو هذه الكلمات سهلة في منطوقها، لكنها في ذات الوقت تثير هذا السؤال : كيف لا يعوزني شيئاً ؟ وهناك العديد من الاحتياجات لم تسدد؟
هل هذا ما يدور في ذهنك؟!
ربما صليت كثيراً من أجل موضوع ما، وشعرت أن الرب لم يستجب، ولكن كيف والكلمة تعلن : "لا يعوزني شئ"؟!
لكن احذر أن تنظر إلى هذه اللحظة فقط في حياتك، وتنسى يد الله التي ترافقك منذ بداية حياتك، وانظر لعمل الله في السجل العام لحياتك.

ولنا تكمله لهذا الموضوع، بمشيئة الله في العدد القادم.. فإلى اللقاء..