اخر المقالات

مجلة المنبر الخمسينى ترحب بك وتتمنى وقت ممتع فى دارسة كلمة الرب يسوع وكل عام وانتم بخير عام 2020 مليان باحسانات الرب عليك والخير والسلام على حياتك +أخبار المجمع+ +حفل افتتاح كنيسة خمسينية بالمنيا في مساء الأحد 29/ 10 / 2017، وبمشيئة الرب الصالحة، احتفل المجمع الخمسيني بمصر بافتتاح الكنيسة الخمسينية بالمنيا، للعبادة والصلاة، +أخبار المجمع+ وكان ذلك بحضور رئيس المجمع، القس عاطف فؤاد، ونائب رئيس المجمع القس إبراهيم حنا، وسكرتير المجمع القس ميلاد يوسف، والقس برنس لطيف من اللجنة التنفيذية، إلى جانب القس نبيل سعيد، راعي الكنيسة. وكان قد مضى على إغلاق هذه الكنيسة حوالي 22 عاماً.. +أخبار المجمع+ وقد تفضل مشكوراً بحضور حفل الإفتتاح: كل من: العميد أشرف جمال، عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا، وفضيلة الشيخ محمود جمعة، أمين بيت العائلة بالمنيا، والأب بولس نصيف، من قيادات بيت العائلة، والعمدة عادل أبو العلا، نيابة عن أخيه اللواء شادي أبو العلا عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا. والقس خليل إبراهيم، نائب رئيس مجمع النعمة.. +أخبار المجمع+ وقد ألقى العظة في هذا الحفل القس عاطف فؤاد، وهي من ( مزمور 132: 14) والآية التي تقول: «هذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ. ههُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي اشْتَهَيْتُهَا». فتحدث عن السكنى الإلهية والبركات المترتبة عليها في أربع نقاط، وردت في المزمور، وهي: 1- طعامها أبارك بركة. 2- مساكينها أشبع خبزاً. 3- كهنتها ألبس عزاً. 4- أتقياؤها يهتفون هتافاً.

أرشيف المجلة

تأمل..


حقيقة إخراج الشياطين





المحرر
إن سكنى الأرواح الشريرة لأجساد البشر، وإخراجها منها باسم المسيح، وبقوة الروح القدس، هي حقيقة ثابتة وواضحة يبرزها الإنجيل، ويثبتها الواقع .. وقد روى لنا كُتاب الإنجيل بالتفصيل أحداث إخراج الشياطين، وكيف أن المسيح، تبارك اسمه، قـد أخرج هذه الأرواح الشريرة، وأعطى تلاميذه سلطاناًعلى إخراجها.


ولكن هناك من ينكرون هذه الحقيقة، وينشرون حولها إدعاءات باطلـة. وهم من فئات وتوجهات مختلفة، ونعرض هنا أهم هذه الإدعاءات مع الرد عليها :
1- البعض يقولون إن الأرواح النجسة لا يمكن أن تسكن أجساد البشر. وان ما يبدو وكأنه سكنى لهذه الأرواح في بعض الناس، هي مجرد أمراض نفسية عصبية .. ويقولون بان ما قيل عن المسيح بأنه أخرج الشياطين، وأعطى تلاميذه وأتباعه سلطانا على إخراجها، فذلك كان مجاراة للناس فيما كانوا يعتقدون، في ذلك الزمان..!
معنى هذا الكلام إن وحى الله المدون في الإنجيل بشان إخراج الشياطين هو مجرد ترديد لمعتقدات وخرافات كانت سائدة. وفى ذلك اهانة بالغة لوحي الله الصادق ..
وإننا نلاحظ دقة الوحي المقدس في تناوله لمعجزات المسيح، إذ يفرق كُتاب الإنجيل بين معجزات الشفاء من الأمراض، وبين معجزات إخراج الشياطين .. ولنذكر علي سبيل المثال ما جاء في إنجيل مرقس (34:1) "فشفى (المسيح) كثيرين كانوا مرضي بأمراض مختلفة، واخرج شياطين كثيرة". ومن يطالع حادثة مجنون كورة الجدريين، والذي أخرج المسيح منه لجيئون، سيجد محاورة جرت بين المسيح والأرواح الشريرة، ثم أمر المسيح لها بالخروج من الرجل، ثم إذنه لها بالدخول في الخنازير، وهياج وغرق الخنازير على إثر ذلك (مر1:5-20 ولو 36:8-39) .. وهذه أدلة قاطعة على حقيقة إخراج الشياطين ..
2- والبعض الآخر ينكرون استمرار إخراج الشياطين في زماننا. مدعين أن هذه المعجزة انتهت بانتهاء زمن المسيح ورسله، لأن الشيطان الآن قد غير إستراتيجيته، فلم يعد يسكن الجسم البشرى، بل يسيطر علي روح الإنسان وأفكاره ويوجهه الى فعل الشر..
وهذا الكلام لا نصيب له من الصواب. ولا يوجد عند أصحابه ما يدللون به على صحته. بينما لدينا في الإنجيل المقدس قول المسيح : "وهذه الآيات تتبع المؤمنين : يخرجون الشياطين باسمي ! ويتكلمون بالسنة جديدة. يحملون حيات ، وان شـربـوا شيئاً مميتاً لا يضرهم، ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون"(مر16:16-17).
نعم الآيات (وفى مقدمتها إخراج الشياطين) تتبع المؤمنين، وليس الرسل فقط. وهذا ما حدث بالفعل، على مر التاريخ، ولا يزال يحدث إلى الآن، ولا سبيل إلى إنكاره، أو التشكيك في صحته ..
3- وهناك من يقولون إن الشياطين يمكن لها أن تسكن أجساد البشر، ويمكن إخراجها باسم المسيح.
ولكن لا جدوى من ذلك، لأن الشخص المسكون بالروح النجس هو خاطئ على أى حال. وإذا خرج منه هذا الروح، فهو سيظل كما هو خاطئاً .. هذا ما يقولونه .. ويا للعجب مما يقولونه..!
فاذا كان الروح القدس قد أعطى موهبة روحية لأحد المؤمنين، لكي يتمجد بها اسم المسيح، باعلان سلطانه على أرواح الشر.
فهل نقف نحن البشر في وجه هذا العمل المبارك، وكأننا أحكم من الله؟.. حقاً انه الاستحسان البشرى الذي له موقف مضاد من الخطة الإلهية التى تواجه نشاط ابليس وتهدم أعماله الشريرة ..
4- وفوق كل ما ُذكر، فهناك من يدعون بان إخراج الشياطين ما هو إلا عملية دجل وشعوذة! هذه التهمة التي يحاولون إلصاقها بهذا العمل الإلهي، هي أبعد ما تكون عنه. وتبين لنا كلمة الله إن هذه الممارسة الشيطانية يبغضها الرب جداً :
فقد جاء في سفر التثنية قول الرب : "لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو ابنته في النار، ولا من يعرف عرافة. ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر ولا من يرقى رقية ولا من يسأل جاناً أو تابعاً"، وفى سفر أعمال الرسل (19:19) نجد أن السحرة الذين قبلوا المسيح مخلصاً، قاموا بحرق كتب السحر .. ونجد فى ذلك دلالة على شىء مهم، وهو أنه بمجرد دخول المسيح إلى حياة هؤلاء السحرة، أصبح السحر بالنسبة لـهـم عملا ً بغيضاً، حتى أنهم جمعوا كتب السحر، وقاموا بحرقها، برغم إرتفاع ثمنها!!
ومعلوم أن مهنة الدجل والشعوذة والسحر بوجه عام، هي وسيلة يتخذها أصحابها لكسب الرزق. وما أبعد هذا عن إخراج الشياطين بالصلاة، وإعطاء الأمر باسم المسيح لطردها .. ولا يمكن تقاضي أي أجر في مقابل ذلك عملا ً بقول المسيح : "مجاناً أخذتم مجاناً اُعطوا".
ولكن ما هي الحكمة من وراء إخراج الشياطين؟!
لجواب علي ذلك هو : إن أحد فروع النشاط الشيطاني هو إحتلال أجساد البشر. ومن هنا يظهر المسيح سلطانه، مستخدماً في ذلك أتباعه المؤهلين روحياً للقيام بهذا العمل. واذ يأمرون باسم المسيح وسلطانه الأرواح الشريرة بالخروج، فتخرج صارخة مذعورة..!! وفي ذلك نري إحدى صور انتصار رب المجد على ابليس وجنوده.

هللويا ...!


هللويا ...!

كلمة عبرية معناها "سبحوا الرب" وردت فى الكتاب المقدس 26 مرة، 22مرة فى سفر المزامير و4 مرات فى سفر الرؤيا .. والعبادة الروحية لا تخلو من ترديد هذه الكلمة التى فيها تسبيح وتمجيد لإسم الرب.
ولكن هناك من يقولون إن هذه الكلمة (هللويا) لا يجب أن تُقال فى كنيسة المسيح، لأن دورها لم يأت بعد. وسوف تُقال فقط فى الملك الألفى للمسيح!!
فهل هذا الكلام معقول؟ كيف يُحرم أعضاء كنيسة المسيح من ترديد هذه الكلمة التى تسبحه وتمجد اسمه؟!. ولماذا يُمنع مؤمنوا العهد الجديد من النطق بهذه التسبحه المباركة، لأنه ليس من حقهم ذلك، بل من حق الشعب الأرضى فقط، وعندما يحين موعد ملكهم الألفى السعيد؟! هل هذا كلام معقول؟! يا قوم، اعيدوا النظر فى هذا الفكر الغريب، وادرسوه جيداً فى ضوء كلمة الله ..

البوق السابع ..


البوق السابع ..
القس / عزيز مرجان ..
رئيس المجمع الخمسينى بمصر..
ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ السَّابِعُ، فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ قَائِلَةً:«قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ». (رؤ15:11).

نعلم انه عند البوق السابع ستخطف الكنيسة، كما قال الرسول بولس في (1كو51:15-52) "هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، 52 فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ" وفي (1تس17,16:4) "لأَنَّ الرَّبّ نََفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. 17 ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ". وأيضاً في (مت31:24) يقول الرب يسوع "فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ" وفي (رؤ7:10) "بَلْ فِي أَيَّامِ صَوْتِ الْمَلاَكِ السَّابعِ مَتَى أَزْمَعَ أَنْ يُبَوِّقَ، يَتِمُّ أَيْضًا سِرُّ اللهِ، كَمَا بَشَّرَ عَبِيدَهُ الأَنْبِيَاءَ".
وهذا يدل على مجئ الرب علي السحاب ليجمع مختاريه عند البوق السابع، المسمى بالبوق "عظيم الصوت" و"البوق الأخير" ويسمى أيضاً "بوق الله" وأيضاً يسمى "صوت الملاك السابع" فالمعروف أن الأبواق سبعة، كما جاء في سفر الرؤيا. وفى البوق السابع سيأتي المسيح لإختطاف الكنيسة، لأنه البوق الأخير. أما عن الأصوات العظيمة التي في السماء، فلم يذكر يوحنا من هم المتكلمون بها، ولا نملك إلا أن نقول انها صادرة عن شخصيات سماوية. أما عن أقوالهم فيستفاد من ذلك أمرين : الأول : "قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ". والثاني : "فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ" ..
أما عن الأمر الأول (صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ) أي سيبدأ الملك الألفي. بعد نهاية البوق السابع، ويصبح المالك الحقيقي للعالم هو الله، إذ سيطرح الشيطان والوحش والنبي الكذاب في بحيرة النار. أما عن الأمر الثاني (فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ) فهذا يتفق مع ما جاء في (دا14:7) : "لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ" وفي نفس السفر (دا44:2) : "يُقِيمُ إِلهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَدًا، وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ، وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ". وأيضا ً في (لو33:1) : "وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ" اذاً لما جاء وقت الملك بالفعل، بعد البوق السابع. تكلمت هذه الأصوات بهذه الكلمات في السماء لتعلن عن اتمام كل هذه النبوات.

القيامة العامة


  القيامة العامة

د / شهدي جاد ..
موضوع القيامة العامة من البيئات الخصبة للإختلاف، فالبعض أنكرها، والبعض قسمها، والبعض فصلها. وللأسف الكل متمسك بما يقوله، ولا يعطي فرصة للنقاش. وكأنه قد  كُتب علي الكل أن يرزحوا تحت ثقل هذه العبودية القاسية من تعاليم نُقشت علي صفحات القلوب! بدون رغبة في إعطاء فرصة للعقل للنقاش والتحكيم، لما يقوله تنزيل العزيز الحكيم من أقوال التوراة والإنجيل العظيم.. ونحن وبكل أمانة بحثنا بأوفر إجتهاد في هذا الأمر فوجدنا الآتي يوجد رأيان :

الرأي الأول : القيامة ستتم مرة واحدة في اليوم الأخير، وتجمع بين الأبرار والأشرار، وكل سيذهب إلي نهايته، الأبرار إلي حياة أبدية. والأشرار الى الدينونة. والآيات الكتابية الواضحة جداً عن هذا الأمر كما في (دا2:12) و(يو28:5).
الرأي الثاني : هناك قيامتان، الأولى للمؤمنين فقط بكافة أنواعهم وأطيافهم ورتبهم وأعمارهم، بما فيهم من أطفال ومؤمني العهدين القديم والجديد. والثانية للأشرار فقط للوقوف أمام العرش العظيم الأبيض (رؤ11:20-15) ونحن بكل أمانة نحترم كل رأي ونقدره. ولكن للأسف كل من هذين الرأيين يمسك بنصف الحقيقة. كيف؟ دعونا الآن نقيّم كل رأي بحسب كلمة الله :
الرأي الأول الذي يقول أن هناك قيامة عامة، فيها الأبرار والأشرار، رأي سليم، ومدعم بآيات كتابية قوية وواضحة، أبرزها ما جاء في (يو28:5-29) وتقول : "فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، 29 فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ" ولكن هذا حق غير مكتمل، لأن هناك قيامة تسبق هذه القيامة، وهى الأولي، وقال عنها الكتاب فى (رؤ6:20) "مُبَارَكٌ وَمُقَدَّسٌ مَنْ لَهُ نَصِيبٌ فِي الْقِيَامَةِ الأُولَى" بل وحدد المسافة بين القيامتين، حتى انه قال "أما بقية الأموات، فلم تعش حتى تتم الألف سنة" نعم هناك قيامة أولى للمؤمنين قال عنها الكتاب أيضاً في (1تس16:4) "وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً"ً.
والرأي الثاني الذي يقول أن هناك قيامة أولى للمؤمنين، قبل القيامة الثانية للأشرار، حق غير مكتمل، لأن القيامة الأولى هذه لن يتمتع بها كل المخلصين بدم  المسيح، ولكن فقط الغالبون...
وهى مشروطة بمن يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني. بل هو أيضاً موضوع جهاد وتمني لكل المؤمنين مثل بولس الرسول الذي قال "لَعَلِّي أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ" (في11:3).
بل إن ثمنها باهظ التكاليف، قد يدفع فيها المؤمن حياته، ويرفض النجاة من الموت الجسدي، كما جاء في (عب35:11) "وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ" فبكل صراحة وبكل جرأة نعلنها : انه لن يتمتع بهذه القيامة الا الساهرون، وستكون لهم هذه القيامة مكافأة، وليست هبة مجانية، فالكتاب يذكرها بالحرف بأنها مكافأة (لو14:14) نعم لابد أن يكافأوا، اذ قد تركوا العالم وراء ظهورهم؛ وضحوا بكل ما هو نفيس وغال في حياتهم، واحتقروا وازدروا كل ما يغني النفس البشرية، وفضلوا عار المسيح!.
أما باقي المؤمنين وشعوب المخلصين من العهدين، الذين لم يكونوا علي مستوي العروس، سيتخلفون عن هذه القيامة (الأولى) لأنهم رفضوا دفع الثمن والتضحية، وأحبوا العالم الحاضر. ولذا سيؤذيهم الموت الثاني، بمنعهم من القيامة الأولى، رغم انهم سيخلصون كما بنار.. لأنهم سيخلصون في مشهد الدينونة الرهيب أمام العرش العظيم الأبيض!.
لكن يبقي السؤال الذي يطرح نفسه : هل هناك من دليل علي أن الأبرار والأشرار سيقومون معاً في قيامة واحدة عامة ؟ الجواب هو: إن هناك مجموعات ليست على مستوى العروس، لم يتعرفوا بالرب معرفة شخصية، ولكن نالوا الخلاص تحت ظروف معينة خاصة، مثل الأطفال والرضع والمتخلفين عقلياً، ومن على شاكلتهم من مؤمني العهدين، الذين أسأوا الي الرب، وماتوا تحت التأديب لسبب سلوكهم المشين وحبهم للعالم. وما أكثرهم!.
وسنذكر بعضاً من هذه العينات بالإضافة الى الآيات البينات القاطعات، والتي لا يمكن الطعن في مصداقيتها. إلا لمن تجرد من الإخلاص، إرضاء لخلائق من طين!.
(مت42:14) يذكر الكتاب عن أهل نينوى، وملكة التيمن، انهم سيقومون مع هذا الجيل ويدينونه.. وملكة التيمن يقول عنها الكتاب إنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان. لذلك ستقوم مع هذا الجيل وتدينه. هي أخذت حياة ولكنها لن تكون علي مستوي العروس. هي أتت لتسمع حكمة سليمان التي هي من عند الرب، ولكنها لم تكن تعرف من هو أعظم من سليمان، لم تحسب عار المسيح غنى كموسي. لذلك ستقوم مع هذا الجيل وتدينه أمام العرش العظيم الأبيض.. رجال نينوى تابوا بمناداة يونان. أخذوا حياة أبدية، ولكن لن يكونوا من ضمن العروس. لذلك سيقومون مع هذا الجيل ويدينونه.
نعم يا أعزائي، لو بحسب المنطق الذي يقول كل هؤلاء سيقومون فى القيامة الأولى، لأصبحت الآية هكذا : رجال نينوى وملكة التيمن سيقومون قبل هذا الجيل بألف سنة (زمن القيامة الأولى) لكن يقول : "سيقومون مع هذا الجيل". من نصدق يا تري؟ هل نسير ونطيع ونعلن الولاء لأراء البشر، أو نخضع بالأولى لأبى الأنوار فنحيا، ونعتذر عن كل قساوة وعدم طاعة واحترام للمكتوب؟.
أما الآيات فهي كثيرة، ولكن سأذكر : أوضحها مثل : "وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون، هؤلاء الى حياة أبدية، وهؤلاء الى العار للازدراء الأبدي" فلماذا كثيرون ولم يقل جميع الراقدين؟ لأن هناك مجموعة قليلة سبقت هذا المشهد، وهم عروس المسيح، كنيسته المحبوبة. ولكن دانيال المحبوب كتب عن هذه القيامة العامة، التي تحوي الطرفين. لم يتغافل دانيال عن لفت الأنظار لهذه المجموعة القليلة المنتقاة، فأكمل كلامه : "والفاهمون يضيئون كضياء الجلد، والذين ردوا كثيرين الى البر كالكواكب الى أبد الدهور"..
نعم دانيال أعلن عن هذه المجموعة الراقية، والتي تمثل عروس المسيح، وموسي حسب عار المسيح غني لأجل هذه المجازاة. وابراهيم كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات. ولكن هذا لايضاد الفكر الكتابي الذي نطقت به مرثا أمام الرب، إن ليعازر سيقوم في القيامة في اليوم الأخير. وهذا حق لم ينقضه الرب، ولكن أكمله بقوله "من آمن بي ولو مات فسيحيا" (قبل هذا اليوم الأخير) عن طريق القيامة الأولي. وان كان من الاحياء لحظة هذه القيامة؛ وآمن بى ولو مات فلن يموت الي الأبد..
في (يو28:5) : "فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، 29 فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ". نعم لقد حدد الرب الميعاد؛ انها ساعة واحدة، وقيامة واحدة جامعة للطرفين، لمن فعل الصالحات ومن فعل السيئات. ولا يمكن أن نفصل بينهما بألف عام؛ خصوصا أن الرب حدد الزمن (تأتى ساعة)..
نعم إن مشهد القيامة، لهو مشهد مرعب وخطير، سيقف أمام الرب فيه البشر، في الفضاء، بعد زوال السماوات والأرض وسيقف جميع الذين كانوا في القبور من الكبار والصغار، في السن والإدراك، من أطفال ومعوقين، ومؤمنين وأشرار.. وستفتح الأسفار. ليدان كل واحد بحسب ما هو مكتوب من أعمال في هذه الأسفار. وفتح الأسفار هنا لكي يخزى ويخجل كل مؤمن سلك سلوكاً مشيناً، لأنه بالتأكيد سيحتج على تأخره كل هذا الوقت، وعلى وقوفه وسط هذا المشهد عارياً وخجلاناً. وسيرى الناس عريته، فليس خفي إلا ويظهر، ولا مكتوم إلا ويستعلن. لذلك يحذر بولس في (رو10:14) بأن لا ندين أحداً، ولا نزدرى به، تاركين هذه للوقوف أمام كرسي المسيح..
واذا قلت أن المؤمن لا يأتي الى دينونة، أقول لك : هذا هو مقامك وحقك. وأنت هنا لن تدان، ولكنك ستدخل أمام القضاء وتحاسب، ولكن ستنقذ من مشهد الدينونة ولكن كما بنار وستخسر..
ولكن أقول كلمة في أذنك ياعزيزى القارئ. صدقني هذه الخسارة لا تُعوض. يكفى إنك لن تكون من العروس. الموضوع أكبر من شوية أكاليل سأحرم منها. الموضوع انى سأذهب الى الأرض الجديدة وسأمشى بنور الكنيسة في الأبدية، وسط شعوب المخلصين. فالكنيسة لها مجد الله (رؤ11:21). أما شعوب المخلصين وملوك الأرض، فسيأتون بمجدهم وكرامتهم اليها. (رؤ4:21)..
الفرق لا يتخيله العقل، بين مجد الله في الكنيسة، وبين مجد الملوك وكرامتهم..!!

د/ شهدي جاد
محمول : 01001274765

بنورك نرى نوراً(1)



لكِنَّ الَّذِي يَزْنِي يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ

(1كو18:6)
القس عطية كامل ...
سنبدأ من هذه العدد، أيها القارئ العزيز، في دراسة وتأمل وشرح لبعض الآيات الصعبة، أو التي تبدو غامضة. تلك الآيات التي يتخطاها الشُراح، ونادراً ما يتعرض لها الوعاظ. والتي غالبا ما يمر عليها القارئ العادي، مروراً سريعاً. وقد يسأل ولا يقنعه الجواب... وانى أعدك أن تكون الدراسة دقيقة والبحث متعمقاً، بقدر ما يمنحنا إلهنا الطيب من نوره الذي به نرى نوراً. والذي له المجد الدائم الى الأبد آمين...


وآيتنا لهذه المرة هي الواردة في (1كو18:6) وتقول : "اُهْرُبُوا مِنَ الزِّنَا. كُلُّ خَطِيَّةٍ يَفْعَلُهَا الإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنِ الْجَسَدِ، لكِنَّ الَّذِي يَزْنِي يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ".
وبداية دعونا نقرأ هذه الآية المقدسة في ترجمات أخرى،  فهي مثلاً في الترجمة التفسيرية : "اهربوا من الزنا، فكل خطيئة يرتكبها الإنسان هي خارجة عن جسده، وأما من يرتكب الزنا فهو يسئ إلى جسده الخاص". وهكذا ترجمها مترجمو الترجمة العربية المبسطة : "فتجنبوا الزنا، فكل خطية أخرى يمكن أن يرتكبها المؤمن هي خارج جسده، أما الزاني فيخطئ ضد جسده هو". وفي الترجمة العربية المشتركة "اهربوا من الزنا، فكل خطيئة غير هذه يرتكبها الإنسان هي خارجة عن جسده؛ ولكن الزاني يذنب الى جسده" وبحسب هذه الآيات يكون مرتكب الزنا، مخطئاً ومسيئاً ومذنباً إلى جسده الخاص. فما معنى هذا؟.
وفي الحقيقة لقد ميز الرسول بين خطية الزنا والخطايا الأخرى التى يمكن ان يرتكبها المؤمن لأن كل خطية أخرى يفعلها الإنسان غير هذه هي خارج نطاق جسده، بمعنى أن دائرتها خارج جسده. ولكن هذه الخطية تلوث جسده كله وتهينه! فهي تنبع من الداخل، وتتجه الى الداخل، فالزاني يتلذذ ويستخدم جسده كله علي خلاف قصد الله من خلق الجسد، كما أنه يلقي بالبذار الناقلة للحياة عشوائياً. وقد يكون مسئولاً عن إحضار كائن بشري إلى الدنيا بطريقة غير شرعية، وفى وسط لا يريده له الله. فالأمر كله ونتائجه هو ضد مشيئة الله الذي قالها وبحزم؛ "لا تزن" (خر14:20) ولهذا كانت صرخة الرسول بولس المدوية : "اهربوا من الزنا..!" أمراً هاماً في عالم انحلت أخلاقه..! ولكن يظل السؤال : ما معنى قول الرسول "لكن الذي يزنى يخطئ؛ أو يسئ أو يذنب إلى جسده الخاص، كما عرفنا؟ وعموماً كان الرسول العظيم قد ناقش في (1كو 12:6-20) تعليماً هاماً بخصوص جسد المؤمن، موضحا ً الآتي :-
1- إن الجسد ليس للزنا بل للرب ( الآية 13).
2- إن الجسد له قيامة، لأنه للرب والرب له (الآية 14,13).
3- إن أجسادنا هي أعضاء المسيح، ولا يجوز أبداً، بل وحاشا أن نجعلها أعضاء زانية (الآية 15).
4- إن من التصق بزانية صار معها جسداً واحداً (الآية 16).
ومن هذا نفهم أن أجسادنا لها القيامة، فقط لأن السيد رضي أن يجعلها له " لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ" (أف 30:5). وهذه الأجساد، التي تنازل السيد واشتراها، فصارت له. ليس من حقنا أن نجعلها أعضاء زانية؛ وكل من يفعل هذا يكون قد أخرج جسده الخاص، وبإرادته الحرة، عن كونه عضواً في جسد المسيح، جاعلاً منه عضواً لإمرأة زانية. وفي هذا يقول الرسول : ".. أو ما تعلمون أن من اقترن بزانية صار معها جسداً واحداً؟" (1كو16:6) (ترجمة تفسيرية) فلا هزل هنا.. وبهذا يفقد الجسد حقه في القيامة. لأن جسد الزاني يفقد عضويته في جسد المسيح، اذ صار متحدا ً بآخر.. ويقول الرسول؛ وبوضوح في (الآية 16) عن الزاني والزانية : "يكون الاثنان جسداً واحداً". ولأنه قد اتحد بالزانية وصار معها جسداً واحداً، يفقد بذلك عضويته في جسد المسيح، فلا يقوم بل يهلك في التراب إلى الأبد! وهذا هو معنى الآية "لكن الذي يزني يخطئ إلى جسده".
وهذا ما أوضحه الرسول تماماً في (1كو1:5-5) حيث نقرأ هناك عن جريمة زنا تمت؛ عندما عاشر أحد الأخوة هناك إمرأة أبيه. ولم تتحرك الكنيسة في كورنثوس ضد هذا الزاني أو تطرده من شركتها. ولما وصلت هذه الأخبار الشنيعة الى الرسول، غضب جداً لهذا الذي حدث؛ واستنكر كيف يقبل هؤلاء أن مثل هذا يحدث بينهم، دون موقف منهم، وهم الذين كان ينبغي أن ينوحوا حتى يرفع الله من وسطهم الذي فعل هذا الفعل.. أما الحكم الذي أصدره الرسول على هذا الرجل الزاني فهذا نصه : ".. أن يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد، لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع".
وفي هذا الحكم الإلهي نري حقيقتين هامتين :-
1- إن جسد الزاني سيعطي للشيطان لإهلاكه!
2- انه في يوم الرب يسوع ستخلص روحه فقط..
لأنه بالزنا أفقد جسده عضويته فى جسد المسيح، واذ صار هو والزانية جسداً واحداً. فلا قيامة له لأن الرب يسلم بيده جسد الزانى للشيطان لإهلاكه. وبهذا ستخلص روحه فقط في يوم الرب يسوع..
لأجل هذا حذر الحكيم كثيراً من الزنا، مهدداً الزاني بالقول في (أم 11:5) "فَتَنُوحَ فِي أَوَاخِرِكَ، عِنْدَ فَنَاءِ لَحْمِكَ وَجِسْمِكَ" لأنه عند مجئ الرب، وفى اللحظة التي سيكتشف فيها الزناة فناء أجسامهم، سينوحون ولكن بعد فوات الآوان.. وقد تسألني عن الوضع الأبدي للزاني. وهذا السؤال قد أجابه الرب في (رؤ 15:16) عندما قال : «هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ! طُوبَى لِمَنْ يَسْهَرُ وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُ لِئَّلاَ يَمْشِيَ عُرْيَانًا فَيَرَوْا عُرْيَتَهُ».
فهذا الذي نام ولم يسهر؛ وتنجست ثيابه، سيمشي عرياناً عند مجئ الرب، فيروا عورته (حسب الكتاب المشوهد) أو "يرى الناس عورته" (حسب الترجمة التفسيرية والمشتركة).. وهذا ما سنتعرض له في بحث آت إن شاء الرب وعشنا

الزواج المسيحى ..


الزواج المسيحى ..

د / القس صفاء داود فهمى ..
يتحدث الكتاب المقدس عن الزواج بصفته علاقة روحية وجسدية، ويقارن هذه العلاقة بعلاقة المسيح بالكنيسة. فالزواج بحسب ما ورد كتابياً هو إتفاق وعهد إرتباط بين رجل واحد وإمرأة واحدة، ليعيشا معاً متعاهدين أمام الله والناس، أن يعيشا بمحبة وتوافق في كل ظروف الحياة..

والطقوس التي تمارس في الكنائس والطوائف، والتي تمارس خارج الكنائس أيضاً، لا تُزيد أو تُنقص من قداسة أي زواج. الذي يقدس الزواج هو الله بنفسه، وليست طائفة أو كنيسة، أو طقوس معينة..
وفي الزواج المسيحي يتقدس الرجل والمرأة بعقد أمام الله يُتمم بالصلاة، ويتقدس بكلمة الله  (1تي5,4:4) بعد أن يتعهدا أمام الله، والشعب الحاضر بأن يعيشا في الله، في وحدانية الروح والجسد، مكملين مقاصد الله السامية فيهما كل أيام حياتهما. لذلك قال الرسول بولس : "المرأة مرتبطة بالناموس ما دام رجلها حياً. ولكن إن مات رجلها فهي حرة لكي تتزوج بمن تريد، في الرب فقط" (1كو37:7).
يلزمنا أن نعرف أن كل حفلات الزواج المذكورة في الكتاب المقدس، حفلات يمكن أن نسميها بلغتنا المعاصرة؛ حفلات مدنية، لا أثر فيها للطقوس الدينية. بسبب هذا فان الكنائس التي تري وتكرر أن زواجها مقدساًً، وزواج الكنائس الأخرى التي لا تتفق معها في الأسلوب أو المعتقد "زنى" فانها تقع في أخطاء عديدة :
1- هذه شتيمة بشعة لا يجوز أن يوجهها مسيحي إلى مسيحي آخر، مهما اختلفا في المعتقدات. ولا توجد هذه التهمة إلا اذا خان رجل إمرأة عهده، وزني، بعد زواجه بإمرأة أو فتاة أخرى (ملا16:2).
2- هذا تضليل أو جهل. والأمر في الحالتين كارثة أخلاقية دينية، فكون المعلم الذي ينبغي أن يعلم تلاميذه الحق، يبتدع تفاسير شخصية ترضي أهواءه الطائفية، فسيتحمل المسئولية كاملة أمام الرب الديان العادل..
3- هذه التهمة البشعة والأكذوبة الرخيصة، تسبب إرتباكاً في حياة بعض الأسر، خاصة حينما يقذفهم بهذه التهمة رجل الدين، الذي يؤمن الشعب .. في أغلب الأحيان .. انه مُصدق وأمين. والمفروض أن رجل الدين، في أي طائفة، ناقل للحق ولبشارة الفرح، غير مشجع علي الفرقة والإنقسام؛ محققاً ما قاله الرب يسوع : "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ" (مت9:5).
وتقدم لنا دائرة المعارف الكتابية صورة تفصيلية جميلة لطقوس الزواج، كما كانت تمارس في العصور القديمة، والتي لا يزال جزء كبير منها يمارس حتى وقتنا هذا. كان أهم إجراءات مراسم الزواج .. مدنياً وقتها .. هو الإقرار العلني بانعقاد الرابطة الزوجية.

نبوة ، وقوة ، وشفاء..!!


نبوة ، وقوة ، وشفاء..!!


د / مارسيل اسحق فرج ..
لقد طرقت أبواباً كثيرة، وحاولت بطرق عديدة. فهي مريضة وتبحث عن الشفاء. ذهبت لأطباء كثيرين، وأنفقت كل ما عندها، ولكن لم تقدر أن تُشفي من أحد، بل صارت إلى حال أردأ..!. ظلـت تحت نير المرض 12 سنة. تعاني من نـزف دم. تألـمت كثيراً، وأصابها الضعف والإعياء. وفي النهاية وصلت للنتيجة التالية "حالة ميئوس منها". ليس هذا كل ما في الأمر، بل كانت تحت نير الناموس، فان مثل هذه المرأة ليس لها حقاً في العبادة، لأنها نجسة في حكم الناموس. يعني كمان باب السماء مقفول..!! لقد انتابها شعور عميق بالألم واليأس، ممتزج بشعور أكبر بالرفض من الناموس والناس..!!

في وسط هذا الصراع، الداخلي والخارجي، والمشاعر المؤلمة والجروح النفسية العميقة سمعت عن يسوع..
وكيف للأذن أن تسمع وسط كل هذه  الضغوط والآلام؟ انها النعمة الغنية، وهو الإله الذي يأتي في الوقت المناسب دائماً لكي يفتح أذنها وسط الألم واليأس.. وبمجرد أن سمعت جاءت في الجمع.. وها هي تتحدى زحام الجمع الملتفين حول الرب يسوع، وجاءت من وراء يسوع، لكونها تشعر بالنجاسة والرفض وكل خزي وخجل ومست هدب ثوبه. (لو44:8) انحنت بكل انكسار القلب وانسحاق الروح.. ولابد انها تعرضت لصعاب شديدة، وربما سمعت كلاماً جارحاً، وربما تعرضت للدوس بالأقدام..!. ولكنها لم تبال بكل هذا بل اقتربت من يسوع بكل انكسار وانسحاق "ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ" (مز17:51).
لقد حرمتها الشريعة من تقديم العبادة، وهاهى فرصتها قد جاءت لتقدم ذبيحة لله، وهى القلب المنكسر والروح المنسحقة .. لقد سمعت وجاءت ولمست هُدب ثوبه بكل إنكسـار، لماذا؟ لأنها قالت : "إن مسست ولو هدب ثوبه شفيت".
يا لقوة الإيمان.. لقد صنعت منها التحديات والصراعات إمرأة قوية، صاحبة كلمة لها سلطان على حياتها وتحريرها من نير المرض المزمن.. كأنها كانت تتكلم بنبوة علي حياتها بالشفاء. وحددت أيضاً طريقة الشفاء بكل ثقة ورجاء. ياله من أمر مذهل ..!.. فهل الثوب يشفى؟!
ليس الثوب في ذاته يشفي، بل إيمانها بقوة يسوع العظيم. فالكثيرون يلتفون حوله ويلمسون ثيابه. ولكنها لمست الثوب، وفي قلبها تصديق انها شُفيت بالفعل..!! انظر، لقد قالت "شُفيت" ولم تقل سوف أشفى.
لقد لمست الثوب، وفى داخلها إيمان انها قد حصلت علي الشفاء حتى قبل أن تلمسه! لقد رأت مجد الرب حسب إيمانها وأشواق قلبها المتضع، فحقق لها الرب نبؤتها ومنحها الشفاء من مرضها. يقول البشير : "وللوقت جف ينبوع دمها". ليتنا يا أخوتي نمتلك هذا الإيمان الناطق بكلمات نبوية على حياتنا، فنبرأ من أى داء..
لقد كان ايمان هذه المرأة قوياً حتى انه كان سبباً في خروج قوة من الرب لشفائها.. والكتاب المقدس يذكر كثيرين من المرضى الذين نالوا بالإيمان شفاءً. ولكن هذه المرأة تميزت عنهم بايمان عظيم يطلق من الرب قوة شافية. مع انها قامت فقط بلمسة بسيطة للثوب، لكنها في مكنونها إيمان عميق جداً.. الله لا يريد منا كلاماً كثيراًً. أو وعظاً جميلاً، أو علماً غزيراً. لكنه يريد منا إيماناً في قدرته العظيمة..
من الذي لمسني؟ كان هذا هو سؤال الرب يسوع بعد شعوره بالقوة التي خرجت منه.. كان يبحث عنها.. يريد أن يراها.. يشتاق لسماع صوتها.. "أَرِينِي وَجْهَكِ، أَسْمِعِينِي صَوْتَكِ، لأَنَّ صَوْتَكِ لَطِيفٌ وَوَجْهَكِ جَمِيلٌ" (نش 14:2).
وكما اعتدنا من الرب رقة المشاعر وسمو الحب، كان يشعر بها وبانكسارها وخزيها، كان يعرفها جيداً. فهو الله كلى المعرفة ولا يخفي عنه شئ!!
ولأنه لا يقتحم علينا حياتنا أبداً، بل يعطي لنا الحرية الكاملة في الإختيار، يسأل : "من الذي لمسني؟" فنراه يطرق بسؤاله باب قلب هذه المرأة. وهي أجابت بكامل حريتها.. لقد طرقت بابه لتُشفي، فطرق باب قلبها ليملك عليها رباً ومخلصاً.. لم تتأخر، بل أتت في الحال لتقدم له سجوداً اختيارياً منها ليكون المسيح رباً على حياتها انه سجود يحمل العرفان بالجميل..
عزيزي.. قد يكون في حياتك نزيف.. ليس بالضرورة دماً، فهناك النزيف الأخطر، نزيف يفقدك حياتك الأبدية. انه نزيف القلب والفكر والنفس، اذ تكون بعيداً عن الرب، ولا رجاء لك، وتضيع حياتك الأبدية.. الأمر يحتاج منك أن تقترب من الرب يسوع لتأخذ بالإيمان قوة لإيقاف النزيف في حياتك.. فاطرق بابه يا من طرقت كل الأبواب قبلاً، ووجدتها مغلقة.. انه الباب والطريق والحق، والحياة.. واسمع صوته الرقيق قائلاً لك : "هَنَذَا قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَابًا مَفْتُوحًا وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ" (رؤ8:3).

إنجيل الغضب (1)

إنجيل الغضب (1)

الأب باسيليوس ..
راعى كاتدرائية الكاثوليك بالمنيا

اقرأ معي ما تعلنه الكلمة في إنجيل القديس (متى13:23) "لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ" وأيضاً : "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. 24 أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ. 25 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ، وَهُمَا مِنْ دَاخِل مَمْلُوآنِ اخْتِطَافًا وَدَعَارَةً. 26 أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى! نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضًا نَقِيًّا. 27 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28 هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا." )مت 23:23-28).


هذه الآيات، ربما لا نريد ان نتوقف عندها كثيراً، لأننا نجدها كلمات صعبة، فكثيراً ما نحب سماع أو قراءة الآيات التي تمدح أو تطمئن أو تعزي. لكن هذه الآيات قالها الرب يسوع للكتبة والفريسيين بلهجة شديدة القسـوة. لكني أؤمن أن الرب يسوع لا يقصد بها الكتبة والفريسيين فقط بصفة مباشرة، لكن الروح الفريسية في كل عصر..
* إنجيل الغضب :
ربما تتعجب، عزيزي القارئ. عند قراءة هذا العنوان، فالإنجيل هو البشرى السارة، لكن هذه المرة .. إن جازالتعبير .. أطلق عليه "إنجيل الغضب".. اعتدنا أن تكون كلمات الرب يسوع هادئة، لكن في هذا المضمار نجده يعلن غضبه بشدة..
ولعلك تتساءل : لماذا كل هذا الغضب، الذي يبدو من وجهة نظرنا غير المعتاد؟! أدعوك قارئي الحبيب أن تصلي للرب، أن يفتح قلبك، ربما إنك لست بعيداً عن هؤلاء الذين يتحدث إليهم الرب يسوع..
قارئي العزيز :
* هل تتساءل ما سبب غضب الرب يسوع؟ لقد غضب من استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، ومن أفعال الكتبة والفريسيين الذين كانوا يرفعون الشعارات الدينية، ويستخدمون الدين والعبادة لإخافة الناس.. أول سبب من أسباب غضب الرب يسوع هو :
تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس (مت13:23) كان للكتبة والفريسيين مكانة خاصة في قلوب الناس، فهم الذين يفسرون الدين والشريعة، لذا فإن الرب يسوع غضب، لإعتقادهم الداخلي بانهم أول من يدخل الي الملكوت السماوي، وعلي النقيض نجدهم يضعون العراقيل الصعبة أمام الناس، فيفقدونهم الأمل فى الوصول إلى الملكوت. وبهذا يكونون قد حملوا الناس أحمالاً ثقيلة. الملكوت يمتلىء بالمفاجآت : هؤلاء الذين يطبقون الناموس والشريعة، المحافظون على الوصايا، قد لا يدخلون ملكوت السماوات، ومن يرونه خاطئاً وغير مستحق، وقد حكموا عليه إنه شرير، هو من سوف يتغير ويتوب ويتمتع بالوليمة السماوية، كاللص اليمين، المرأة الخاطئة، زكا العشار، الابن الضال. هؤلاء الذين حكم عليهم الناس إنهم خطاة، وغير مستحقين للدخول الى الملكوت، لكن الرب أعلن لهم إن هؤلاء من يستحقون محبته!
كم مرة كنت حجراً عثراً أمام الآخرين؟ وبسببك ابتعد كثيرون عن الرب؟ هل تحكم عاى الآخرين إنهم خطاة، أوغير مستحقين لمحبة الرب؟. أو تنتقد الآخرين الإنتقاد السلبى بينما تخفى وراء هذا الإنتقاد الغيرة  والحسد؟ مثل الفريسيين الذين يظنون انهم يعلنون الحق. لكن الرب كشف لهم أن الحق والصراحة لا تعنيان أن تدين الآخرين وتنتقدهم وتُعجزهم عن التقرب إليه (إلي الرب) وقد وبخهم الرب يسوع قائلاً : "فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ" (مت13:23).
* تذكر معي مثل الابن الضال، عندما رأي الابن الأكبر إستقبال أبيه للابن الأصغر، ماذا فعل؟ كان موقفه مثل الكتبة والفريسيين، رأى نفسه الأفضل، هو الذي يستحق محبة أبيه، وليس الابن الأصغر، لأنه خدم أبيه أكثر، ولم يتركه، ولم يأخذ ماله، ولم يتجاوز وصيته (لو29:15) نعم هو فعل كل هذا، لكنه كان يفتقد إلى روح المحبة...
قارئي العزيز.. رسالة الرب لك، أن تتعلم كيف تقبل ضعف الآخر، ولا تتلذذ بسماع أخطائه، عندما تري أحداً يخطئ، لا تغلق الملكوت أمامه، بل أعطه فرصة.. فكم مرة أعطاك الرب فرصاً فى حياتك؟.
كم مرة أخطأت ولم يتركك الرب، بل سامحك وشجعك لكى تبدأ خطوات جديدة ومفيدة فى حياتك؟ لكى يعلمك كيف تعطى فرصة للآخرين .. والرب وبخ سلوك الكتبة والفريسيين عندما استغلوا نقطة ضعف الآخر، وأغلقوا أمامه باب الملكوت..
الرب يعطينا وزنات، مثلما أعطى للكتبة والفريسيين، أعطاهم الشريعة، والرحمة، والحب، بقدر ما أعطاهم من وزنات، بقدر ما سوف يحاسبهم عليها.
قارئى الحبيب.. لقد تمتعت برحمة الله كثيراً، ولكن كيف استخدمت هذه الوزنة؟ هل رحمت الآخرين؟ فاض عليك بمحبته، هل أحببت الآخرين؟ لقد ستر عليك ولم يفضح خطيتك،، هل سترت على اخيك؟.
هذه هى الوزنات التى سوف يسألك عنها الرب.. الوزنات ليست الأموال التى تاجرت بها، وحققت أرباحا، لكن سوف يسألك عن وزنة الغفران، هل غفرت لأخيك؟ لقد تغاضى الرب عن أخطائك وسقطاتك،، وأنت كم تنازلت وسامحت صديقك.. جارك.. زوجتك، زوجك. وسوف يعلن الرب يسوع غضبه كلما تدفن هذه الوزنات..
* غضب الرب يسوع أيضاً :
* تركتم أثقل الناموس : "الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ" (مت23:23) ألم تتساءل لماذا تضايق الرب من الطقوس الدينية؟.. المرضى الذين شفاهم، كان لهم مدة طويلة في المرض، فلماذا شفاهم في يوم السبت؟ ولماذا لم ينتظر حتى يمر السبت، بحيث لا يصطدم مع أحكام التقليد الشفوي، والفريسيين من ناحية أخرى، لكن الرب أراد أن يعلمنا شيئاً مهماً للغاية :
* إن الإحتياجات الإنسانية والرحمة أهم من الطقوس الدينية، فالطقوس ليست لكي نعبدها، ولكنها وسيلة تقربنا من الله. الشريعة تقول : "عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ" (مت 38:5) أما الرب يسوع يقول : "أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً" (مت13:9).
* الديانة الحقيقة ليست مجرد ممارسات روحية، أو تقديم عبادات مظهرية، كما انها ليست فقط أحكاماً وشرائع جامدة لا تعرف الرحمة.. ولكن الكلمة تعلن "وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ؛ "الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ" (مت 23:23)..

المراهقة..!.. (6)




سلسلة "أنا آتى وأشفيه"



 
المراهقة..!.. (6)

الثقة بالنفس

 القس / أشرف ثابت..
يجب أن تدرك وتوقن، بما لا يدع مجالاً للشك، أن احساسك بالظلم والإحتقار من قبل الآخرين، سواء أهلك وأقاربك أو زملاؤك، لن يغير فى الوضع شيئاً، بل قد يزيد فى هدم ثقتك بنفسك، فعليك التخلص من هذا التفكير الساذج واستبداله بخير منه..


إستبدال الكلمات السيئة التي اعتدت إطلاقها علي نفسك بكلمات أصدق، نافعة، مشجعة مثل؛ أنا أقدر أن أفعل هذا أو ذاك.. أنا محترم.. أنا قادر علي البناء، وأكون عنصراً فعالاً في المجتمع.. اذا عرفت الطاقة الجبارة الكامنة فيك، فذلك يزيد من قوتك، ويحسن من نفسيتك، ويزيد من راحتها.. أنت حقاً إنسان ايجابي له كيانه المستقل القادر علي تكوين شخصية مميزة تضيف شيئاً جديداً للآخرين.. هو أنت.. هو عقلك.. أنت تحمل بصمة مختلفة!! شجع نفسك بنفسك. اذا لم يكن لديك من يشجعك..
* تأمل في الخطوات السابقة جيداً. هل تلمح فيها خطوة تتعلق بالآخرين؟ هل هناك ما يقوم به الآخرون لحل مشكلتك؟.. في الحقيقة لا معني لشئ اسمه "عدم الثقة بالنفس" في الواقع لا يوجد إلا ما نحدث به أنفسنا من عدم الثقة بالنفس، أو ضعفها.. عدم الثقة بالنفس وهم يعتقده البعض، ويبنون عليه تصرفاتهم وأحكامهم علي ذواتهم.. لا تصدق أن هناك مرضاً اسمه عدم الثقة؛ وانما هناك وهم اسمه عدم الثقة.. عش هذه الحقيقة، ودع عنك الأوهام..
* اشارات علي طريق البناء :
- يقول المتنبئ : "ولم أر عيوب الناس عيباً كنقص القادرين علي التمام..
- بقدر قيمتك يكون النقد الموجه لك..
- اذا ركلك الناس من الخلف، فاعلم انك في المقدمة..
- يقول توفيق الحكيم : "لا يوجد إنسان ضعيف، ولكن يوجد إنسان يجهل في نفسه مواطن القوة..
- ومن يتهيب صعود الجبال، يعش أبد الدهر بين الحفر..
- مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة..
* رأى الكتاب المقدس : "فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته ان كنا لا نكل".
لا تفشل، مهما كانت الظروف التي تمر بها صعبة ومهما كانت حالة ذهنك متعبة. عُد وأمتلك الأرض التي سلبها منك عدو الخير (الشيطان). يجب أن تواصل المسيرة.. لا تستسلم، ولا تفشل، فالله يبحث عن أناس يكملون الطريق، حتى النهاية.. "فأجاب يسوع وقال لهم : ليكن لكم إيمان بالله، لأني الحق أقول لكم ان من قال لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر، ولا يشك في قلبه، بل يؤمن أن ما يقوله يكون، فمهما قال يكون له"، "الله لم يعطنا روح الفشل، بل أعطانا النجاح، ونحن أولاده نقوم ونبني".
في العدد القادم، بمشيئة الله، سنبدأ سلسلة جديدة بعنوان :
"سيكولوجية الرجل والمرأة".