اخر المقالات

مجلة المنبر الخمسينى ترحب بك وتتمنى وقت ممتع فى دارسة كلمة الرب يسوع وكل عام وانتم بخير عام 2020 مليان باحسانات الرب عليك والخير والسلام على حياتك +أخبار المجمع+ +حفل افتتاح كنيسة خمسينية بالمنيا في مساء الأحد 29/ 10 / 2017، وبمشيئة الرب الصالحة، احتفل المجمع الخمسيني بمصر بافتتاح الكنيسة الخمسينية بالمنيا، للعبادة والصلاة، +أخبار المجمع+ وكان ذلك بحضور رئيس المجمع، القس عاطف فؤاد، ونائب رئيس المجمع القس إبراهيم حنا، وسكرتير المجمع القس ميلاد يوسف، والقس برنس لطيف من اللجنة التنفيذية، إلى جانب القس نبيل سعيد، راعي الكنيسة. وكان قد مضى على إغلاق هذه الكنيسة حوالي 22 عاماً.. +أخبار المجمع+ وقد تفضل مشكوراً بحضور حفل الإفتتاح: كل من: العميد أشرف جمال، عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا، وفضيلة الشيخ محمود جمعة، أمين بيت العائلة بالمنيا، والأب بولس نصيف، من قيادات بيت العائلة، والعمدة عادل أبو العلا، نيابة عن أخيه اللواء شادي أبو العلا عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا. والقس خليل إبراهيم، نائب رئيس مجمع النعمة.. +أخبار المجمع+ وقد ألقى العظة في هذا الحفل القس عاطف فؤاد، وهي من ( مزمور 132: 14) والآية التي تقول: «هذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ. ههُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي اشْتَهَيْتُهَا». فتحدث عن السكنى الإلهية والبركات المترتبة عليها في أربع نقاط، وردت في المزمور، وهي: 1- طعامها أبارك بركة. 2- مساكينها أشبع خبزاً. 3- كهنتها ألبس عزاً. 4- أتقياؤها يهتفون هتافاً.

أرشيف المجلة

تـأمل

هل يغير الله خطته؟!
هل يغير الله خطته، أو يتراجع في كلامه الذي سبق أن أعلنه؟ لقد ذُكرت في الكتاب المقدس أحداث ومواقف يبدو من ظاهرها وكأن الله لم ينفذ ما أعلنه وهنا يثار جدل حول هذا الأمر إذ قيل عن الله ليس عنده تغيير ولا ظل دوران (يع 1: 17) وأيضاً قول الرب عن نفسه "لا انقض عهدي، ولا أغير ما خرج من شفتي" (مز 89: 34).ونعرض هنا بعض ما ورد في الكتاب المقدس في هذا الشأن، لمعرفة الفكر الكتابي الصحيح حول ما إذا كان يوجد تغيير في الخطط الإلهية أم لا ؟!إطالة عمر الملك حزقيا خمس عشرة سنة:فقد أرسل له الرب النبي أشعياء برسالة يقول له فيها: "أوص بيتك، لأنك تموت ولا تعيش!" ولم يستسلم حزقيا للأمر الواقع، بل صمم علي الصراخ للرب، إذ جعل وجهه نحو الحائط. وأخذ يبكي ويتضرع إلي الرب، فعاد الرب وأرسل إليه أشعياء مرة أخرى قائلاً له: "قد سمعت صلاتك، قد رأيت دموعك، هاأنذا أضيف علي أيامك خمس عشرة سنة" (2مل 20: 1- 9 وأش 38: 1- 5)عفو الرب عن أهل نينوى بعد مناداة يونان عليهم بانقلاب مدينتهم: فقد أمر الرب يونان بأن ينادي علي المدينة، بأنها ستنقلب بعد أربعين يوماً! وكان رد فعل أهل المدينة، ومعهم ملكهم هو انهم آمنوا بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحاً من كبيرهم إلي صغيرهم، وتابوا عن شرورهم، وصرخوا إلي الرب ليرحمهم، ومضت مدة الأربعين يوماً ولم تنقلب المدينة. لقد أشفق الرب عليهم وعفا عنهم عندما آمنوا وتابوا وتذللوا أمامه وطلبوا وجهه (اقرأ يونان ص 3)رؤيا عاموس للجراد آكل العشب:فقد رأى النبي عاموس في رؤيا وإذا الجراد لم يبق شيئاً! وهنا طلب النبي من الرب قائلاً "أيها السيد الرب اصفح! كيف يقوم يعقوب فإنه صغير! فندم الرب علي هذا، ما رأيته لن يكون قال الرب" (عا 7: 1- 3) لقد أعلن الرب للنبي، من خلال الرؤيا، عن ضربة الجراد، ولكن عندما صلى النبي طالباً الإشفاق والصفح، تلقى وعداً إلهياً بأن ما رآه لن يكون.وأخيراً أضع النص الوارد في أرميا (18: 7- 10) يقول الرب: "تارة أتكلم علي أمة وعلي مملكة بالقلع والهدم والإهلاك، فترجع تلك الأمة التي تكلمت عليها عن شرورها فأندم عن الشر الذي قصدت أن اصنعه بها، وتارة أتكلم علي أمة وعلي مملكة بالبناء والغرس فتفعل الشر في عينيّ فلا تسمع لصوتي فأندم عن الخير الذي قلت أني أحسن إليها به".تعالوا بنا نلقي الضوء علي هذا النص الأخير، لنجد أن تغيير خطة الله مع الذين ذكرناهم مرتبط بتغيير أحوال البشر، فهو في عدله، إذ يرى أمة شريرة، يعلن عن قضائه عليها عقاباً علي شرها .. فإذا تغير حال هذه الأمة، فأقلعت عن شرها تائبة إلي الله، فإن الحال يتغير من جانبه بالنسبة لها، فلا يأتي عليها العقاب الذي تكلم به، وتحظى برحمته.أيضاً يتغير الحال إلي العكس بالنسبة للأمة التي يعلن الله لها عن إحسانه إليها، وذلك إذا حدث تحول منها إلي الشر، فهنا يمنع الله عنها الخير والإحسان.ومن هنا نرى أن اعلان التغيير من جانب الله، مرتبط بتغيير موقف الإنسان.ولكن، هل يغير الله خطته، بحسب ما نرى من ظاهر الكلام هنا؟ الواقع أن الله لا يمكن أن يغير خطته علي الإطلاق! ولكن المعنى المقصود الصحيح لما نراه من تغيير هو أن الله يعلن قضاءه، ولكن لا يعلن عفوه، إذ هو مشروط بالتوبة والتذلل والصراخ إلي الرب وطلب عفوه .. إذا فلا تغير في فكر الله، كرد فعل لتغير موقف الإنسان، بل كل ما في قصده مقرر سلفاً!فبالنسبة لإطالة عمر حزقيا خمسة عشر عاماً، فإن الله وضع له هذه المدة الإضافية، بشرط أن يصلي متضرعاً باكياً! وحدث أن حزقيا نفذ هذا الشرط، فأضيفت إلي عمره سنوات أخرى كانت في فكر الله!كذلك الحال بالنسبة لأمر الرب ليونان بالمناداة علي نينوى بالانقلاب، فإن الرب كان عنده أمر غير معلن، (وهو العفو في حالة التوبة) إذ كان يريد أن تأتي توبة أهل المدينة بدافع منهم، وحدث أنهم تابوا ولبسوا مسوحاً وصاموا وتضرعوا إلي الله طالبين رحمته، فعفا عنهم. وهذا الأمر جعل يونان يغتاظ ويحزن، لأنه لم يكن يريد نجاة المدينة، حتى لا يصبح كاذباً بقوله "بعد أربعين يوماً تنقلب نينوى" وكانت إجابة الرب ليونان علي موقفه هذا هي: "أفلا أشفق أنا علي نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها أكثر من أثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم، وبهائم كثيرة؟!"أيضاً في رؤيا عاموس للجراد وهو يأكل العشب، فلو أن عاموس لم يتضرع إلي الرب طالباً صفحه لكانت الرؤيا (وهي التلف الذي كان سيحدثه الجراد) قد تحققت. ولكن الرب وعد عاموس بأن ما رآه لن يكون.إذاً الله يعلن قضاءه المرتبط بعدله، وفي نفس الوقت عنده قصد للعفو، وهو المعبر عنه بالندم (وهو اصطلاح يكنى به إعلان الخطة الإلهية البديلة) ولكن مشروط كما أوضحنا فيما سبق فإذا تم الشرط يكون التصرف الإلهي في صالح الإنسان كما حدث مع حزقيا وعاموس وأهل نينوى.

المحرر

أبواب الشيطان ..! (2)

قدمنا في العدد الماضي الجزء الأول من مقال "أبواب الشيطان" للأب باسيليوس، وقد تناول فيه (باب الخداع) الذي يدخل منه إبليس لأفكار الناس ليضللهم .. وفي هذا العدد نقدم الجزء الثاني من المقال، ويتضمن بابين آخرين يدخل منهما الشيطان. (2) باب الثقة الزائدة: هل عندما تنتصر علي خطية ما، تغلق هذا الباب بثقة وكأن إبليس لن يجرؤ علي محاربتك في هذه الخطية مرة أخرى! لكن هذه ثقة في غير مكانها فبواسطتها وبدون أن تشعر تفتح الباب لإبليس كي يدخل منه مرة أخرى. هل تشعر في داخلك أنك متواضع؟ احذر .. فهذه أولى الخطوات التي تقودك إلي الكبرياء دون أن تشعر. عندما تقول: إن هذه المنطقة أصبحت أقوى منطقة في حياتي، ففي هذه اللحظات يدق ناقوس الخطر!! كم من نفوس دون أن تشعر دخل إليها إبليس من باب الثقة الزائدة؟؟ تذكر معي يشوع عندما سقطت أسوار أريحا .. أخذته الثقة الزائدة، فكانت النتيجة أنه استهتر بمدينة عاي. "لا يصعد كل الشعب، بل يصعد نحو ألفي رجل، أو ثلاثة آلاف رجل ويضربوا عاي .. لا تكلف كل الشعب" (يش 7: 3) ونسي يشوع أيضاً في غمرة الثقة الزائدة أن هناك خطية في وسط إسرائيل. عندما تحقق انتصاراً كبيراً علي العدو، فإن لحظات الخطر تكون شديدة للغاية. لأنه لن يتركك. هل تخاصم أحداً وتشعر بثقة زائدة إنك قادر علي مصالحته في أي وقت؟ لكن تمر الأيام، وتعجز عن القيام بالمصالحة، لأن الكراهية ملأت قلبك!! هل تقضي كل وقتك بعيداً عن الرب، لكنك بثقة زائدة تشعر أنك قادر علي الصلاة والرجوع إليه في أي وقت؟ ويوهمك الشيطان أن الصلاة متاحة في أي وقت .. حتى يأتي عليك وقت وتشعر أنك غير قادر أن تتقدم للرب بصلاة أو قراءة الكلمة، وتجد نفسك ابتعدت كثيراً عنه، فقد دخل الشيطان لحياتك من باب ثقتك الزائدة!! تذكر معي عندما أعلن الرسول بطرس أمام الرب يسوع أنه مستعد أن يمضي معه ليس فقط إلي السجن لكن إلي الموت!! كذلك كم شخص منا يردد هذه الكلمات أمام الرب!! لكن المهم ليس فقط ترديد الكلمات لكن القدرة علي فعلها. تستطيع أن تردد كلمات المحبة للرب عندما تكون محاطاً بجو روحي، أو داخل الكنيسة، لكن المهم عندما تتعرض لأزمة أو لموقف صعب، هل تكون هذه الثقة الزائدة في مكانها؟ وماذا سيكون رد فعلك الحقيقي؟ تذكر معي كلمات الرب يسوع لبطرس "طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك" (لو 22: 32) أيضاً قال الرب يسوع كلمات مهمة للغاية: "هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة" (لو 22: 31) الغربلة هي وضع الحنطة داخل إطار خشبي مشدود عليه سلك ثم تُرفع هذه الحنطة لأعلى لكي يتم التخلص من القش، ثم تسقط الحنطة لأسفل. وكأن الرب يحذر: إن إبليس لا يستهان به! هذا عمل الشيطان، فهو يرفعك لأعلى، ارتفاعاً زائفاً، ليجعلك تسقط بعد ذلك لأسفل. كم من نفوس دون أن تشعر سقطت في هذه المصيدة؟! عزيزي القارئ.. إياك والثقة الزائدة فقد أسقطت جبابرة مثل: شمشون الذي قال بثقة: "أخرج حسب كل مرة وانتفض" (قض 16: 20) مثلما نرى أننا نستطيع بسهولة التغلب علي خطية ما، وفي أي لحظة يمكننا القضاء عليها، لكن الكتاب يقول عن شمشون: "ولم يعلم أن الرب قد فارقه" (قض 16: 20) إبليس عندما لا ينجح في الدخول من هذه الأبواب يدخل من: (3) باب الصداقة: الشيطان يستطيع أن يكون صديقاً لك، فهو يأتيك أثناء لحظة احتياجك هامساً في أذنيك" إن لا أحد يشعر بك، أو يعاونك في حل مشكلتك، والكل قد انفض من حولك، ولا أحد يقف إلي جوارك .." يحدثك بكلمات تبدو روحية، وكأنه يهتم بمشاكلك وأحزانك!! فالكتاب يقول عنه: "يغير شكله إلي شبه ملاك نور" (2كو 11: 14) فيتحدث إليك مثلما تحدث إلي الرب يسوع بعد أن صام أربعين نهاراً وأربعين ليلة "جاع أخيراً" (مت 4: 2) فقال له المجرب "فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً" (مت 4: 3) يصور لك أنه يشعر بك، وأنه يريد صالحك، وهو القادر علي حل مشكلتك. قارئي الحبيب.. احذر إبليس .. فهو يحاول أن يقيم معك عهد صداقة، فيحدثك بهذه الكلمات .. لماذا تتألم وتتعب كثيراً؟ وماذا كانت نتيجة إيمانك وتبعيتك للمسيح إلا هذه المعاناة والآلام! بينما يحاول أن يشعرك أن راحتك في إتباعه هو!! مثل العرض الذي قدمه للرب، أن يعطيه كل الممالك، أي المركز والسلطان. فهو أيضاً يعدك أن تعيش في سلام، وأن يعطيك غنى وسعادة، وكل ما تشتهي أن تملكه علي الأرض، لكن هناك شرط، أن تكون من أتباعه "أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي" (مت 4: 9) قد يعطيك إبليس سلاماً زائفاً أو غنى أو يحقق لك بعض المكاسب الأرضية الوقتية، لكن من أجل أن يبعدك عن الله .. تذكر معي كلمات آساف النبي "غرت من المتكبرين إذ رأيت سلامة الأشرار .. ليسوا في تعب الناس ومع البشر لا يصابون" (مز 73: 3) فقد دخلت الغيرة قلبه عندما رأى النفوس البعيدة عن الرب، ولكنها رغم ذلك تعيش في سعادة! إبليس يخدعك بأن يجعلك ترى أتباعه يعيشون في سلام، بينما من يسير مع الرب يعيش في ألم وضيقات، ولكن انتبه، هذه ليست النهاية، فالنهاية دائماً هلاك الأشرار. تابع بعي ما قاله آساف بعد ذلك "كيف صاروا للهلاك بغتة، اضمحلوا فنوا من الدواهي" (مز 73: 19). إبليس يوهمك أن أمورك المادية ليست علي ما يرام، وأن دخلك لا يكفي .. لكن انتبه لأن حجارة الله أفضل من خبز الشيطان، فالكلمة تعلن "القليل الذي للصديق خير من ثروة أشرار كثيرين" (مز 73: 16) قارئي العزيز .. هل حاول إبليس الدخول إلي حياتك عن طريق أحد هذه الأبواب، أو ربما عن طريق العديد من الأبواب الأخرى التي لم نتحدث عنها .. هل دخل إبليس بالفعل، ولم يجد أي مقاومة منك حتى الآن؟! والآن .. هل تراجع موقفك بأن تغلق هذه الأبواب أمامه؟ صلاة يا رب ساعدني أن أغلق الأبواب أمام العدو بقوة، اجعلني احتقر عطايا الشيطان مهما كانت صعوبة ظروفي. يا رب .. إبليس لا يرحم لكني أثق في قوتك.. يا رب .. رغم ضعفي لكني لا أخاف المعركة لأني أثق أنك سوف تعين ضعفي.. إلهي .. كم من أبواب فتحتها بإرادتي أمام الشيطان .. كم من أشياء جيدة سرقها إبليس من حياتي .. كم مرة خدعني إبليس واستسلمت له .. ولكنك تستطيع الآن أن تعالج القلب المريض .. أنت وحدك تتفهم ضعفي، وتسندني لكي انهض مرة أخرى.



الأب باسيليوس راعي كاتدرائية الكاثوليك بالمنيا

شيوخ سفر الرؤيا .. من هم؟!

يرى بعض المفسرين أن هؤلاء الشيوخ يمثلون الكنيسة بعهديها القديم والجديد. ولكن هذا الرأي غير صحيح .. وهنا نقدم الأدلة علي أن الشيوخ ليسوا هم الكنيسة:
1- إن الأربعة الحيوانات، وهم ملائكة، وسيأتي الحديث عنهم فيما بعد) أقرب إلي العرش من الشيوخ، كما يصفهم الكتاب في (رؤ 4: 6) إنهم في وسط العرش وحول العرش. فهل تصدق أن هناك من هو أقرب إلي قلب الله من الكنيسة؟ فهؤلاء إذا لا يمثلون الكنيسة..
2- نرى أن الحيوانات الأربعة، وهم ملائكة، يقودون ترنيمة ليتمجد الجالس علي العرش، و الشيوخ يخرون ويسجدون بعد التمجيد، فيكون الملائكة هم قادة التسبيح والتمجيد، حيث كتب عن الملائكة بأنهم خدام للعتيدين أن يرثوا الخلاص.
3- ونرى أيضاً أن الحيوانات الأربعة يقودون السجود أولاً، ويتبعهم الأربعة والعشرون شيخاً بعد ذلك (انظر ص 5: 8) "ولما أخذ السفر خرت الحيوانات الأربعة، والأربعة والعشرون شيخاً أمام الخروف" وهذا دليل علي أن الحيوانات الأربعة يمتازون بالقرب من عرش الله، ويقومون بعملية القيادة في الترنيم والتسبيح والسجود..
4- في الترنيمة الموجودة في (ص5: 9) أنهم لم ينسبوا عملية الفداء أو الكهنوت أو الملك لأنفسهم. وذلك كما هو موضح بالكتاب المشوهد (ص 5: 9، 10) وهو مدون في الهامش، أسفل الصفحة، وكما هو مدون في النسخ الأصلية .. فكلمة (اشتريتنا) بالكتاب المشوهد الذي بين أيدينا، مكتوبة (اشتريتهم) وكلمة جعلتنا، مدونة بالهامش حسب النسخ الأصلية (جعلتهم) وكلمة (فسنملك) مدونة أيضاً (فسيملكون) وكل الترانيم المدونة لهم، لا يذكرون كلمة الفداء أو الفادي (انظر ص 7: 11، 12).
5- وهم أيضاً لم يشتركوا في الترنيمة مع الباكورة (ص 14: 3) وهم يرنمون ترنيمة جديدة أمام العرش، وأمام الأربعة الحيوانات والشيوخ. ولم يستطع أحد أن يتعلم الترنيمة إلا المائة والأربعة والأربعون ألفاً الذين اشتروا من الأرض.
6- فكيف توجد مجموعة في السماء يقال عنها الكنيسة ولها هذه والامتيازات العظيمة، ولم يتعلموا الترنيمة الجديدة؟! وهذا يثبت أيضاً أنهم لا يمثلون الكنيسة. إذا من هم يا ترى؟ نقول أنهم بالتأكيد خلائق أخرى قديمة، أو كائنات مخلوقة سابقاً قبل أدم نفسه! فالله يحتفظ بالنماذج القديمة، كما أظهر لموسى مثال الخيمة الذي كان في السماء، ومثال الهيكل أيضاً لداود، وحفظه لقسط المن وعصا هارون، وكذا لوحي الشريعة داخل التابوت..
وإن كنا نقر بأن الله كان يمارس عملية الخلق قبل آدم، فليس آدم هو أول المخلوقات، فهذه نماذج لخلائق قديمة، قبل آدم! لذلك رآهم يوحنا شيوخاً. وليس معنى ذلك الشيب. إنهم مصابون بالكلل. فلا يوجد في السماء ضعف، أو كلل. لكن ذلك دليل علي القدم، وجلوسهم دليل علي أنهم أتموا خدمتهم في عهدهم قبل الفداء.
ونستطيع أن نقول أيضاً أنهم ليسوا ملائكة فالملائكة لا يجلسون، بل هم في حركة مستمرة، وخدمة دائمة
بل نقول بأنهم خليقة أخرى صالحة .. وسوف يكشف لنا الرب أمرهم في الأبدية!!

القس/ عزيز مرجان

الرد علي خادم مشهور ..

في إحدى القنوات الفضائية كان خادم الرب المشهور د. (م. ص) يجيب عن أسئلة المشاهدين الذين كانوا يتصلون به هاتفياً. وكانت الإجابات رائعة. ولكن فجأة تغير الحال، إذ جاء سؤال من أحد المشاهدين يقول: "هل الصلاة تعمل المعجزات؟ وهل تغير فكر الله؟ كانت إجابة الخادم الشهير صادمة لي! إذ كانت كالآتي:
"إن صلاتنا ليست لها علاقة بما سينفذه الله لنا، وإن ما فيش حاجة اسمها الصلاة تعمل المعجزات! لأن الله لا يأتمر بأوامرنا، ولن ينفذ إلا ما قصده في نفسه! ونحن لا يجب أن نصلي لأجل عمل معجزة .. بل دائماً نصلي وننتظر مشيئة الله فقط لا غير.. !
أخي العزيز .. أولاً اتفق معك في أننا يجب أن ننتظر مشيئة الله في كل أمور حياتنا، فهي دائماً صالحة ومرضية وكاملة (رو 12: 2) ولكن، صدقني لن يتمم الله مشيئته في حياتنا، إلا من خلال الصلاة. وكما قال "واتشمان ني": "إن الصلاة هي القضبان الحديدية التي تسير عليها قاطرة مشيئة الله. إذاً ما هي قيمة الصلاة إذا كانت إرادة الله لابد أنها ستنفذ، سواء صلينا أم لم نصل؟ ألا يقودنا ذلك إلي اليأس والإحباط والاستسلام، طالما أن النتيجة النهائية معينة مسبقاً ولا طائل من صلاتنا التي لن تغير شيئاً من الأمر! ألا يُعد هذا أمراً خطيراً يا خادم الله، أن تقود كل الذين يسمعونك ويشاهدونك، إلي الاستسلام للأمر الواقع؟! هل الله لا تهمه مشاعرنا، ومهما بذلنا من جهد في الصلاة والتضرع، هل ذلك لن يغير من الأمر شيئاً، بل ما كتب قد كتب؟!
وإني أسألك – يا خادم الرب- عدة أسئلة، من خلال كلمة الله:-
ألم تجعل صلاة ودموع وانكسار وإذلال حزقيا أمام الرب، أن يتعاطف الرب معه ويشفيه، ويضيف علي أيامه خمس عشرة سنة؟! فلو لم يصل حزقيا ويبكي ويجعل وجهه نحو الحائط، فهل كان الله سيزيد علي أيامه 15 سنة؟
ثم ما معنى الآية القائلة "إن طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها؟" (يع 5: 16) معنى ذلك أن هناك صلاة لا تقتدر وصلاة أخرى تقتدر كثيراً! ولم يقل الكتاب إن طلبة المؤمنين تقتدر كثيراً، بل طلبة البار. ومعنى هذا أن الصلاة لا تتوقف علي مشيئة الله لوحدها في الاستجابة، بل هناك عامل آخر وهو حالة المؤمن الأدبية ..
ثم لماذا يذكر الكتاب أن الكنيسة صارت منها صلاة بلجاجة إلي الله لأجل بطرس. وقد تحرك الله وأرسل ملاكه وأخرج بطرس من السجن بمعجزة؟!
غريب يا خادم الرب هذا التعبير، إن ما فيش حاجة اسمها الصلاة تعمل معجزات! هلي ضميرك المسيحي مستريح لهذه العبارة؟ هل لم تقرأ في سفر أعمال الرسل (9: 40) عندما صلي بطرس جاثياً علي ركبتيه، ثم التفت إلي الجسد وقال: "طابيثا قومي!" وقامت طابيثا من الموت!
هل الصلاة هنا لم تعمل معجزة؟ كان من الممكن أن يقول الكتاب – حسب رأيك – ثم صلى بطرس وقال: يا رب إن كانت مشيئتك أن تقوم طابيثا، لتكن مشيئتك! ألم تقرأ يا عزيزي هذه الآية: "حولي عني عينيك فإنهما قد غلبتاني" (نش 6: 5).
وماذا عن يعقوب؟ لقد جاهد مع الله. "جاهد مع الملاك وغلبه" (هو 6: 5) لقد صارعه إنسان حتى طلوع الفجر .. (تك 32) .. هناك أظهر يعقوب ثلاث صفات: القوة – الجهاد – المصارعة. وهذه الثلاث قادت يعقوب إلي الغلبة .. والانتصار. أي عمل معجزة! فقد باركه الرب.
أيضاً يقول الكتاب عن إيليا بأنه كان إنسان تحت الآلام مثلنا. وصلى صلاة أن لا تمطر ثلاث سنين وستة أشهر،ثم صلى أيضاً فأعطت الأرض مطراً!! (يع 5: 17، 18) فهل قفل السماء، ثم فتحها، لم يرتق في نظرك – يا عزيزي – إلي درجة معجزة؟ وهل هذه المعجزة تمت بالصلاة أو بدون الصلاة؟!
أخيراً يا عزيزي، أرجو عدم خلط الأوراق بين أننا يجب أن ننتظرارادة الله ونحن نصلي، وبين ضرورة أن تكون هناك ثقة ونحن نصلي إلي إلهنا، الذي يستجيب الصلوات حتى لو تأنى.
صدقني يا أخي، عن اختبار، إن صلاتنا المصحوبة بالدموع تحرك يد الله لعمل المعجزات!
إن هذه الجملة التي قيلت في غفلة من الذهن المستنير، لهي كارثة! فهي كفيلة بأن تجعلنا نغوص في بحار من اليأس. لأن إلهنا ليس عنده وعد مضمون بإجابة طلباتنا، ومهما صلينا، فصلاتنا ليس لها أي تأثير عليه!! وهذه أيضاً تعد إساءة مباشرة له .. تبارك اسمه.
إن الرب يسمع عندما أدعوه "هذا المسكين صرخ، والرب استمعه، ومن كل ضيقه خلصه" (مز 34: 6)
بقى أن أقول أني أتمنى أن تصل رسالتي هذه إلي خادم الرب الذي نحن بصدد الرد علي أقواله، فهو خادم متميز في خدمته التي أثرت كثيراً في حياة الكثيرين .. لكن – كما يقال- "لكل جواد كبوة" ونحن جميعاً كبشر لنا أخطاؤنا. وكما قال يعقوب: "لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا" فيا ليتنا تكون لنا شجاعة الاعتراف بالخطأ، وإعادة تصحيحه .. لكي يرجع المجد أولاً وأخيراً لإلهنا.

د. شهدي جاد

عمل الأرواح الشريرة..

يتلخص الهدف النهائي لعمل الأرواح الشريرة في هزيمة خطة الله، وقصده من نحو خليقته بكل الوسائل.
لقد حاول الشيطان أن يفعل هذا بإفساد البشرية في مصدرها الأول (تك 3: 1) بينما الله بعلمه السابق أعد خطته للفداء بيسوع المسيح.
وعندما أتى المسيح إلي الأرض أراد الشيطان أن يحقق هدفه بمهاجمة الفادي نفسه، فيبدأ العمل من خلال هيرودس لكي يقتل الطفل يسوع في مهده. (مت 2: 1- 15) ثم تعرض لإرسالية يسوع وحاول أن يغريه بتركها وإهمالها، وفشل أيضاً. (مت 4: 1- 11) ثم حاول أخيراً من خلال يهوذا الأسخريوطي أن يسلم يسوع إلي الموت والتخلص منه، فنجح ظاهرياً. (يو 13: 2) لكنه لم يكن يعلم أن الموت نفسه سيكون هو السلاح الذي سيُهزم به. وقد فشل أخيراً (عب 2: 14).وبسبب فشل الشيطان الذريع في منع أو تعطيل خطة الله لخلاص الإنسان، فإنه يركز الآن خطته ومحاولاته علي أفراد بعينهم لكي يقتنصهم لإرادته، ويسقطهم من نعمة الله المخلصة (1بط 5: 8) ولأن الشيطان مخلوق محدود، فهو لا يستطيع إنجاز المهام بمفرده (فهو لا يملك إمكانية التواجد في كل مكان) وهو لذلك يطلب مساعدة أرواح شريرة أقل قوة منه، يشار إليهم بأنهم ملائكته، وهم الذين يقومون بمهاجمة الأفراد علي ثلاثة مستويات:
المستوى الأول: العقل:
حيث يهاجم الشيطان عقولنا وأذهاننا من خلال التعاليم الكاذبة والزائفة،فلا جدال انه كاذب ومضل (يو 8: 44، رؤ 12: 9، 20: 3) بل أن بدايته مع الجنس البشري كانت الكذب الموجه لكلمة الله (تك 3: 4- 5، لو 8: 12)
إن الشيطان في إمكانه أن يغير شكله إلي شبه ملاك نور (2كو 11: 13- 15) وأن يعمي أذهان غير المؤمنين (2كو 4: 4) وتعتمد استراتيجية الشيطان علي الخطط والمكائد الخادعة والخبيثة (2كو 6: 11، أف 6: 11) كما أنه يعمل من خلال الأنبياء الكذبة (2 أي 18: 21، 1يو 4: 1- 3) ومن خلال الديانات الوثنية (1كو 10: 14- 22، تث 7: 21- 23، 1تس 2: 9، رؤ 16: 41)
المستوى الثاني: الإرادة:
حيث يهاجم إرادتنا بتعريضها للتجربة. ولأنه شرير فهو يريدنا أن نشاركه الخطية، وبالتالي نتقاسم معه دينونته الأبدية (مت 25: 41) فهو يضع ضغوطاً علي إرادتنا ليقودنا إلي التصرف بطرق خاطئة. إن الشيطان قد يحتكر اللا وعي، أو الحس الباطني Subconscious ويضع إيحاءات تؤثر علي أفكارنا، حيث يقول يوحنا شارحاً هذا الأمر: "فحين كان العشاء ألقى الشيطان في قلب يهوذا الإسخريوطي أن يسلمه" (يو 13: 2) غير أن الدارس لكلمة الله يعرف أن هذا كان يحدث من خلال خطة الله وسلطانه. إلا أن كلمة الله توضح أيضاً أن الشيطان يشعل النار في شهوتنا الخاطئة، مستغلاً كذلك ضعفنا الجسدي والروحي. كما يعمل الشيطان من خلال الأفراد الذين تتوافق ميولهم مع اتجاهاته. ويقول كاتب: "شرح أصول الإيمان": إن وساوس الشيطان تبعدنا عن المسيح وتضع آخر مكانه (2كو 4: 4).
المستوى الثالث: الجسد:
حيث يهاجم أجسادنا من خلال التحكم فيها فيما يعرف بالتسلط، أو سكنى الشيطان Demon Possession بينما المصطلح الأفضل Demonization أي شيطنة المرء. حيث يوضح الكتاب المقدس أن الشيطان وملائكته بإمكانهم التأثير في جوانب من العالم المادي (أي 1: 12- 19) وبإمكانهم أن يسببوا بعض الأمراض الجسدية (أي 2: 4- 7) بحضورهم الحقيقي Very Presence داخل الجسد Within the Body (مت 9: 32- 33، 12: 22، لو 13: 11- 16) حيث يمكنهم أن يحدثوا فيه (أي في الجسد )تأثيرات واضطرابات وآلام جسدية وعقلية وروحية . وعندما يتحكم في الجسد يكون قد أحكم سيطرته علي الجهاز العصبي، فعندما يدخل الشيطان جسد الإنسان يمكنه التحكم في عقل وإرادة ذلك الشخص، وأن يأتي إليه بأفكار وكلمات وأفعال بحسب أهوائه. وبعيداً عن عبث المدارس اللاهوتية المتحررة، وعدم الالتزام بحرفية الوحي المقدس ووضوحه، فلابد أن نقرر الآتي:
إن الرسول بطرس يتحدث عما فعله يسوع المسيح في أيام خدمته قائلاً: "يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة، الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس" (أع 10: 38) وتذكر لنا الأناجيل عدداً من الحوادث والقصص التي تؤكد أن الشفاء لم يكن المقصود به الشفاء الروحي فقط، بل الجسدي أيضاً مثل:
1- إخراج الشياطين من مجنون كورة الجرجسيين (مت 8: 28- 33).
2- شفاء الرجل الذي به روح نجس وإخراج الروح النجس منه (لو 4: 31- 37).
3- شفاء كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة، وإخراج شياطين كثيرة (مر 1: 34) ويكرر البشير مرقس في ذات الإصحاح الإشارة للمرة الثالثة قائلاً: "فكان يكرز في مجامعهم، في كل الجليل، ويخرج الشياطين" (مر 1: 39) وواضح من خلال كلمة الله، أنه كان هناك تفريق صريح بين كون الناس مرضى فقط، أو مرضى بسبب سكنى الشياطين في أجسادهم.
4- الأرواح النجسة خضعت للرب يسوع، واعترفت بسلطانه وبكونه ابن الله. والأرواح النجسة حينما نظرته خرت له "وصرخت قائلة أنت ابن الله" (مر 3: 11)
5- بإخراج الرب يسوع الشيطان من الأخرس المجنون، تكلم الأخرس وشفى من جنونه! (مت 9: 33- 34).
6- شفي الرب يسوع المجنون الأعمى الأخرس بإخراج الشياطين منه (مت 12: 22) بمعنى أن سكنى الشياطين في هذا الإنسان إصابته بثلاثة أمراض مستعصية: الجنون والعمى والخرس.
7- شفى الرب يسوع المصروع بإخراج الشياطين منه (مت 17: 15- 18)
8- المرأة المنحنية التي قيدها الشيطان بالضعف والانحناء الجسدي، حلها الرب من رباط الشيطان وقيده، فاستقام جسدها. (لو 13: 11- 17) واستعادت شكل جسدها الطبيعي.
والقارئ العادي والدارس المخلص لكلمة الله، يجد أن العينات السابقة لا تتحدث عن أوهام أو خيالات أو هلاوس نفسية بل عن كائنات روحية شريرة سكنت أجساد وعقول البشر غير المؤمنين، فأمرضتها وأزعجتها وقيدتها وأخرستها وأعمتها! وأن الرب يسوع بسلطانه الإلهي، وسلطانه الممنوح لتلاميذه ورسله، وواضح جلي أن له ولتلاميذه المؤمنين به السيادة والسلطان والنصرة الكاملة علي الشيطان وأعوانه وأرواحه وأعماله. "ودعا تلاميذه الأثنى عشر وأعطاهم سلطاناً علي جميع الشياطين، وشفاء أمراض" (لو 9: 10) (انظر أيضاً مت 10: 9- 10)
ولابد أن نعرف أيضاً أن الشيطان ليس سبباً لكل مرض يمرض به الإنسان، فهناك أمراض كثيرة جداً قد يكون مصدرها الإنسان نفسه، بسوء استخدامه لعطايا الله له، ولسوء استخدامه لجسده، أو ميكروبات وجراثيم وفيروسات .. إلخ وأمور أخرى مصدرها الله لأسباب كثيرة ومتنوعة، ولا علاقة لها إطلاقاً بأي أذى شيطاني، بل لتعاملات خاصة يرغب الله أن يتعاملها مع الإنسان (1كو 11: 30).
والسؤال الذي يتبادر إلي أذهاننا الآن هو: هل الشيطان وملائكته مازالوا يعملون حتى اليوم؟ والإجابة نعم، وعلي المستويات الثلاثة السابقة، ولكن القضية المثيرة للجدل هي: هل يمكن للشياطين أن تغزوا أجسادنا في عصرنا الحديث؟ والإجابة أيضاً نعم.
إن البعض يعتقدون أن ظاهرة سكنى الشيطان في أجساد البشر، كانت في القرن الأول الميلادي، ثم انتهت بانتهاء العصر الرسولي، وقد يؤسس هذا الرأي علي أن المسيح بمجيئه الأول وموته وقيامته قد قيد إبليس (مت 12: 22) وهو علي ما يبدو رد علي فكرة سكنى الشيطان، أو تأثيره علي الجسد الإنساني.
ولكننا نرفض فكرة القمع الكامل أو الانتهاء الكلي للنشاط الشيطاني بأكمله، غير أن معركته ضد المؤمنين، معركة خاسرة، وفي موت المسيح الكفاري عنا، وغفرانه لخطايانا، أصبحت حقيقة نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية لا جدال فيها، لكن هذا لا يمنع أن إبليس مازال أسداً يزمجر يبحث عن ضحاياه من المؤمنين ليردهم ويضلهم وليهلكهم (1بط 5: 8) ومازال يمارس دوراً فاعلاً وقوياً في حياة غير المؤمنين، الذين تصفهم كلمة الله بأنهم "أبناء المعصية" (أف 2: 2).
د. القس صفاء داود فهمي

سلسلة "آنا أتي وأشفيه"


الشعور بالكآبة
تعريف الكآبة:
هو شعور ينتاب الإنسان في غم وسوء حال وانكسار من حزن شديد. وعندما يصاب إنسان بالكآبة يبدو عليه الحزن والإرهاق، ثم يبدأ بالانسحاب من الحياة الإجتماعية وحتى من الأصدقاء المقربين. ثم يقل النشاط في العمل، وفي البيت، ويبدو كل شيء كئيباً لا أمل فيه ولا رجاء وتبدو الأفكار قاتمة، كما يفقد القدرة علي التركيز. وكثيراً ما تأتي مشاعر الذنب وعدم الاستحقاق، وأيضاً تأنيب النفس واحتقارها .. وعادة ما تكون هناك صعوبة في النوم..
أعراض الكآبة:
1- اضطراب النوم، فقد ينام الإنسان لفترات طويلة ثم يستيقظ وهو ما يزال يشعر بالتعب!
2- فقدان الشهية للطعام. وإذا أكل لا يجد للأكل طعماً.
3- التبلد والخمول. وإن أدى المكتئب عملاً يشعر بالتعب.
4- الإهمال في المظهر.
5- أمراض جسمانية كثيرة مثل: الإجهاد – الدوخة- النشر في العظام- خفقان القلب- وضيق الصدر- صعوبة في التنفس- صداع- إمساك- زيادة في حموضة المعدة- زيادة في إفراز العرق..
2- الأعراض النفسية:
فقدان المودة، والميل إلي الانعزال.
الحزن المحفور في القلب بعمق لدرجة أنه يظهر علي الوجه مثل نحميا. (نح2: 2).
يشعر المكتئب بالعداوة تجاه من رفضه أو أهانه، ثم يتحول فيقول: إني أكره نفسي! ومن السهل أن يثور أو يغضب ويتضايق من الضوضاء المنزلية العادية، أو الموسيقى التي من شأنها تهدئة النفوس!
القلق والخوف، والهروب من الماضي والمستقبل. ومن الشائع أن يصيبه خوف شديد من الموت!
اليأس.. فيقول المكتئب دائماً: أنني يائس، ولا يبدو هناك أمل..
أسباب الكآبة:
الإحباط، وخيبة الأمل بسبب ضغوط الحياة، والجهد الجسماني.
المقارنات غير العادلة "غرت غيرة من المتكبرين، إذ رأيت سلامة الأشرار" (مز 73: 3)
الشعور بالرفض.. إن كل إنسان له احتياج شديد للحب، وإذا لم يشبع هذا الاحتياج، يصاب بالكآبة!
الرياء .. مثل الشاب الذي طلب أن يرث الحياة الأبدية، كان متظاهراً بحفظ الوصايا.
الأخبار السيئة، مثل الأخبار التي وصلت إلي نحميا من أورشليم، وهو أن سكانها في شر عظيم وعار وسور المدينة منهدم! (نح ص 1) وأيضاً التجارب الصعبة!
المشاكل الصحية: حيث إن فيتامين ب، أ يختص بالأعصاب وانعدام هذا الفيتامين في الجسم، يجعل الإنسان عصبياً. وها يؤدي إلي الكآبة واليأس. ومن الواضح أيضاً أن بعض النساء في سن 45 يعانين من نقص في الهرمون الأنثوي، وهذا يسبب كآبة، أو بعد أن تلد السيدة ، فجأة تجد نفسها فارغة!
هبوط نفسي طبيعي، كلما تم العمل في مشروع ضخم، بمعنى أن المرء يشعر بالسعادة وهو يسعى لبلوغ هذا الهدف. ولكن بعد إتمام الهدف الذي يتمثل في إتمام المشروع الكبير، يدخل في مرحلة من الكآبة، لأنه يجد نفسه بلا هدف جديد بعد انتهاء الهدف الأول.
الشفقة علي الذات سبب رئيسي للكآبة، فكلما زرعت الإشفاق علي الذات، لابد أن أحصد اكتئاباً!
الكآبة وطرق علاجها:
إن الرب يسوع قد اجتاز في الكآبة إذ قيل عنه: "وابتدأ يدهش ويكتئب" فهو يعرف مشاعرك الآن، لكي يرفع عنك كل كآبة.
واجه ضعفاتك، وكن واقعياً. ولا تقل ماذا أقدر أن أفعل، لكن قل: "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في 4: 13)
اغفر لنفسك، وللذين أخطأوا إليك، لأن عدم الغفران مثل السرطان في الجسم! اسأل نفسك، هل يوجد في حياتي شخص لم أسامحه حتى الآن؟
اطلب الرب أن يشفيك من ذكريات وخبرات الماضي.
اترك التشاؤم والسلبية والفشل وكن ايجابياً دائماً، ولا تتوقع إلا النجاح.
توقع دائماً الحياة الفضلى التي يوفرها لك الرب.
مارس الصلاة اليومية. كان علاج آساف هو الدخول إلي المقادس. (مز 73)
جدد ذهنك بكلمة الله، فهي تساهم في نموك الروحي والنفسي.

صلوا لأجلي

القس/ أشرف ثابت
للمشورة:
ashrf135@yahoo.com
Tel: 0128158187

لغة العالم ولغة المسيح

إن لغة العالم المفضلة اليوم هي "الأنا" يتكلم بها كل كبير وصغير، رجل كان أو امرأة. وهذه اللغة لا يفهمها إلا كل الذين أحبوا العالم، وكرسوا له وقتهم وحياتهم. وهي تعد من أكثر اللغات انتشاراً في كل العالم بكل أديانه وطوائفه، وبين كل الطبقات الاجتماعية. وإن من يتعاملون بهذه اللغة هم ماهرون جداً!
لكن عزيزي ، أريد أن أتحدث معك بشيء من الوضوح عن هذه اللغة ولماذا سيطرت علي كل العالم، خاصة في هذه الأيام مقارناً بينها وبين لغة السيد المسيح، وكيف يعلمنا لغة الحياة اليومية.
فإذا أخذنا أمثلة من الحياة اليومية نجد أننا نبحث لذواتنا عن كل شيء، أصبحنا نتطلع إلي الفائدة التي سوف نحصل عليها إذا فعلنا ذلك أو قمنا بتلك. لقد سيطرت "الأنا" علي أفكارنا وتصرفاتنا، فلا نقوم بشيء قبل أن نحسب ما الذي يعود علينا من هذا الشيء!
دخلت "الأنا" في الأسرة الواحدة فأفقدتها محبتها لبعضها البعض. صار الأخ يفكر في ذاته أولاً قبل أخوته الآخرين، والزوج قبل زوجته أو العكس أيضاً. وهذه اللغة توغلت داخل كنيسة المسيح، فأصبح الكل يتسابقون علي المناصب القيادية، وكأن الكنيسة وجدت علي الأرض لتعطي مناصب لمن لا مناصب لهم!
وحتى عندما نحب بعضنا بعضاً يكون هدفنا في أغلب الأحيان هو "الأنا" فقد نريد أن نمتلك من الآخرين شيئاً، أو نريد أن نحصل علي أمر ما، فنفقد نقاوتنا تجاه الجنس الآخر، وكل ما نتطلع إليه من وراء الجنس الآخر هو "الجنس" كيف أمتلك الآخر لي!
اكتفي معكم أحبائي عن "الأنا" بصفاته، رغم أن الحديث عن هذا الموضوع طويل جداً، لكنني أريد أن أتكلم سريعاً عن لغة المسيح، وكيف يعلمنا في حياتنا اليومية تجاه الآخرين.
فهل يعلمنا المسيح أن نقدم الرحمة للآخرين لكي يمدحونا؟ أم ماذا يعلمنا السيد المسيح في حياتنا وكيف يجب أن تكون لغتنا نحن كمؤمنين مع الآخرين؟
أحبائي، يجب علينا كمؤمنين أن تختلف لغتنا عن لغة العالم.
يجب أن تخلو لغتنا من "الأنا" وهذا ما قاله الرسول بولس في رسالة (غلاطية 2: 20) "مع المسيح صلبت، فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ" ما أعظم تلك الكلمات التي قالها الرسول بولس بالروح القدس عن اختبار حقيقي، فهو صلب "الأنا" في صليب المسيح، وأصبح لا يعيش فيما بعد "الأنا" بل يعيش للمسيح الذي يحيا فيه.
ويكمل بولس فيقول: "فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي"
إن رسالتنا أحبائي، ليس أن نتمثل بالعالم في لغته، بل بكل حب نعلن لغة المسيح الذي علمنا إياها في كلمته المقدسة.
نرى بعضاً من تعاليم المسيح في إنجيل متى ص 6، يعلمنا بعض الجوانب المضيئة في الحياة العملية. فنرى السيد المسيح يعلمنا متى صنعنا صدقة لا نصنعها قدام الناس، أي لأجل أن نكسب مدحهم لنا، بل نصنعها في الخفاء. وهنا يركز الرب يسوع علي أن نلقي بمتطلبات "الأنا" جانباً، ويكون كل هدفنا أن نفعل ما يوافق تعاليمه، تبارك اسمه.
"الأنا" تطلب أن يعظمها الآخرون، ويصفق لها الجميع، وتتربع في أرقى الأماكن، وتنحني لها كل الرؤوس. ولكن لنا نحن كمؤمنين أن نتعلم من ذلك المعلم العظيم الذي متى فعل شيئاً حسناً، لا ينتظر مقابلاً من احد. وهذا ما يعلمنا أن نكون مثله.
نقرأ في (لو 6: 35) "بل أحبوا أعداءكم وأحسنوا واقرضوا وأنتم لا ترجون شيئاً فيكون أجركم عظيماً" كانت حياة يسوع علي الأرض مثالاً لنا لكي نقتدي بها. لم يبحث ولا مرة علي "الأنا" بل هرب منها.
ونجد هذا علي سبيل المثال في ( يو 15: 6) "وأما يسوع إذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ويجعلوه ملكاً، انصرف أيضاً إلي الجبل وحده".
أحبائي، يا ليت الروح القدس ينير قلوبنا، وأن نتعلم من حياة وتعاليم المسيح التي تختلف عن تعاليم العالم وعندما يحاربنا "الأنا" نسرع إلي الجبل لنصلي ليعلمنا الرب أن نكون رسالة واضحة لهذا العالم، وأن تنير لغتنا هذا العالم الذي لا يعرف إلا الأنانية.
فأي من الفريقين أنت تكون، وبأي لغة أنت تتحدث؟ هل بلغة العالم أم بلغة المسيح؟!

القس/ أفضل وليم

احذر .. احترس!

زئيره يعلو دائماً كالأسد! بل يجول ملتمساً من يبتلعه هو (1بط 5: 8) يريد أن يفسد كل شيء جميل صنعه الرب.
إنه إبليس عدو الخير، وعدونا جميعاً، الذي يعمل بأقصى جهده لكي ما نفقد ثقتنا في الرب إلهنا، وإذا وصل إبليس إلي هدفه، فوقتها تترك يد الراعي الأمين، وتذهب وراء أوهام وضلالات هذا العدو، ثم إذ يجدك وحيداً تائهاً، ولا معين لك فتصبح فريسة سهلة لهذا الماكر، لأنه يعلم جيداً أنك وأنت في حماية الراعي لا يمكنه أن يؤذيك، لهذا يبحث عن ثغرات في حياتك، ومن خلالها يأخذ مكانه الاستراتيجي، وهذا المكان هو ذهنك، ومنه إلي قلبك ومشاعرك، ثم إرادتك!
وعند ذلك يسلب الشيطان إرادتك، فلا تستطيع أن تتخذ قراراتك، وتصاب بالفشل الذريع! وقد تصرخ طالباً الرب وتقول: أين أنت يا رب؟ لماذا تركتني، أنا لا أعرف ماذا أفعل .. لماذا تركتني وحيداً وسط حيرتي، ولا تسمعني صوتك؟ هل نسيتني؟ أم خاصمتني ولا تريد أن تكلمني؟ أين عدلك ورحمتك؟!
عزيزي، إن أسئلتك هذه التي توجهها للرب، لا توجد لها سوى إجابة واحدة فقط، أنت السبب في كل هذا فمن أعطى إبليس مكاناً؟ أنت. وما دام قد أخذ هذا العدو مكاناً في حياتك، يمكنه أن يسلب منك كل شيء! لذلك احذر .. احترس! فإبليس سارق، ولا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك..
لقد خطط هذا العدو لكي يفسد هيكل الله، بأن جعل الناس يبيعون ويشترون داخل الهيكل! وقتها طردهم الرب يسوع بالسوط قائلاً لهم: "بيتي بيت الصلاة يدعى، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص؟!" وها هو إبليس الآن يحاول أن يفسد هيكل الله الذي هو في كل مؤمن .. فهل تمسك بالسوط – كما فعل الرب يسوع- لتطرد به عدو الخير خارجاً، قبل أن يتغلغل إلي داخل فكرك وحياتك؟ استعمل السوط في طرد كل روح شرير يحاول اقتحام حياتك.
ولك أن تعرف أنك، بالرب يسوع أقوى من كل ممالك الشر الروحية بأكملها! أعرف من أنت أخي المؤمن، وأعرف من هو عدوك، فأنت بالمسيح أقوى منه، وإذا قاومته يهرب منك. (يع 4: 7) افهم مقاصد الله الصالحة لك، بجانب فهمك لحيل وخطط عدوك. الرب أعد لك سلاحاً كاملاً به تقدر أن تحمي نفسك من مكايد إبليس (أف 6: 11) وتستطيع أن تهدم كل ظنون، وكل علو يرتفع ضد معرفة المسيح.(2كو 10: 5)
اقترب من الرب إلهك أكثر، لتعيش حياة النصرة الدائمة.
د. مارسيل اسحق

كلمة خلاصية

لو كنت مسافراً راكباً سيارة، تجد أن إدارة المرور قد وضعت لوحات إرشادية للسائقين علي جانبي الطريق، خوفاً علي أرواح الناس، مثل: "أمامك منحنى خطر!" "أمامك مزلقان علي بعد كذا". وأنت تصدق ذلك، وعندما يقال لك: أن مياه الشرب ملوثة، فلن ترضى أن تشرب منها.
وإن كنت ساكناً في بيت آيل للسقوط، فإنك تبادر إلي الخروج منه، أو لو كنت في بيت شبت فيه النيران فإنك تسرع إلي الهروب لكي تنجو من الحريق.
ولكن عندما يدعوك الرب إليه لأجل راحتك الأبدية، فإنك قد تعطي له ظهرك ولا تسمع لصوته. كما قيل لشعبه قديماً: "هكذا قال الرب: "قفوا علي الطريق وانظروا واسألوا عن السبل القديمة، أين هو الطريق الصالح وسيروا فيه، فتجدوا راحة لنفوسكم. ولكنهم قالوا لا نسير فيه، أصغوا لصوت البوق فقالوا لا نصغي" (أر 6: 16).
في القديم، عندما زاد شر الإنسان جداً، نجد أن الله أباد البشر بالطوفان، ولم يُبق إلا نوحاً وأسرته، إذ كان نوح باراً واحتمى ومعه أسرته في فلك النجاة! ثم عاد الله فأمطر ناراً وكبريتاً علي سدوم وعمورة وقلب مدن الدائرة. وذلك بسبب شر الناس سكان هذه المدن. وما حدث في القديم من إبادة لفاعلي الشر، فذلك عبرة لما سيأتي علي العالم الشرير في المستقبل!
هيا أسرع إلي المخلص لكي تحتمي فيه من الضيق القادم علي العالم. يقول الرسول بطرس: "وأما السموات والأرض الآن فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها، محفوظة للنار إلي يوم الدين وهلاك الناس الفجار." (2بط 3: 7)
والآن، قدامك فرصة حياتك، والرب قد أعد لك خلاصاً بدمه وموته علي الصليب. فلا تضيع الفرصة، بل أسرع قبل انتهاء الوقت الذي أمامك الآن، وقد لا تجده فيما بعد، ارجع إلي الرب بدون مماطلة.
"لينرك الشرير طريقه، ورجل الإثم أفكاره، وليتب إلي الرب فيرحمه وإلي إلهنا لأنه يكثر الغفران" (أش 55: 7). تعال، ولا تؤجل أمراً يتعلق بمصيرك الأبدي.
ولربنا يسوع كل المجد إلي أبد الآبدين. آمين.

للأخ وليم إبراهيم اسطفانوس

اعبدوا الرب بفرح

"اعبدوا الرب بفرح، ادخلوا إلي حضرته بترنم" (مز 100: 2).
هذه هي العبادة التي يقبلها ويسر بها الرب، إنها العبادة التي ملؤها الفرح الروحي. أما العبادة التي لا تتسم بمظاهر الفرح فهذه لا تُقبل لدى الله. ويقول عنها الكتاب: "من اجل أنك لم تعبد الرب إلهك بفرح وبطيبة قلب (اي الهيام الروحي) تُستعبد لأعدائك" (تث 28: 47).
هذه العبادة الفاترة والتي يسمونها خطأ بـ "العبادة العقلية" ينتج عنها حالة من الضعف الروحي لأصحابها، وبالتالي تجلب الأعداء الروحيين ليستعبدونهم!. ليت الرب يزيل الغشاوة من علي الأعين، ويفك الأربطة المكبلة من التعاليم الخاطئة، التي تقف عائقاً لمنع التفاعل الروحي في القلوب.
والملء بالروح القدس هو الذي يهز كيان الإنسان من الداخل! ولذلك يقول الرسول بولس: "ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل امتلئوا بالروح" (أف 5: 18). وعندما يحدث الملء فإنه يفيض من داخل الإنسان بكلمات التسبيح والتمجيد والتهليل. وهذا كله يعبر عن فرح قلبي فائض!
1- الفرح له مظاهر:
وهذه المظاهر تأخذ شكل التصفيق والهتاف وحركات أخرى معبرة عن فرح روحي عارم! يقول المرنم "قلبي ولحمي يهتفان للإله الحي" (مز 84: 2) فالقلب يهتف من الداخل، والجسد يعبر عن ذلك بالحركات الظاهرية!
فلا تصدق ما يقوله أصحاب العبادة الجامدة بأنهم يفرحون ويتعزون وهم في حالتهم هذه علي مقاعدهم لا يتحرك فيهم سوى أفواههم وألسنتهم!
إن عمل الروح القدس في المؤمنين هو قوة هائلة تحرك أعضاء الجسم المختلفة، لتتناغم معاً في ابتهاج ظاهر.
وقد ذكر الكتاب المقدس أحداثاً ومواقف كان فيها الفرح له دلالات قوية، تعبر عن وجوده مثل:
داود الملك عندما رقص أمام التابوت معبراً عن فرحته:
فقد أطلق داود العنان لطاقة الفرح الداخلي، وأخذ يرقص أمام تابوت الرب، فرحاً بعودته بعد غياب طويل.
وقد كان رقص داود لافتاً للنظر حتى إن ميكال زوجته نظرت إليه من الكوة، واحتقرته في قلبها. ومعلوم أن ميكال هي "ابنة شاول" الملك الشرير والمرفوض من الله. ولا شك أنها كانت شريرة مثل أبيها.
وهذا هو سر احتقارها لداود، عندما كان يتعبد للرب بفرح وهتاف. من ذلك نعلم أن روح الشر هو الذي يقاوم الفرح والهتاف. ( 2صم 6: 13- 22)
وماذا عن الجنين الذي ارتكض بابتهاج في بطن أمه؟!
ذلك هو يوحنا الذي كان مملوءاً من الروح القدس، وهو في بطن أليصابات أمه! وقد ارتكض (أي قفز) بابتهاج ترحيباً وإكراماً بقدوم سيده ابن الله القدوس وهو في بطن العذراء مريم، بمجرد وصولها عند أليصابات! أليس في هذا العمل العجيب إشارة إلي أن الفرح الروحي يدفع إلي حركة مباركة؟ وتعبير علي أن الروح القدس بامتلاكه للإنسان يعطي فرحاً له مظاهر وعلامات حتى لو كان ذلك مع جنين في بطن أمه؟! (لو 1: 39- 45)
وفي مثل الابن الضال يعبر الرب يسوع (من خلال المثل) عن فرح السماء برجوع الخاطئ التائب، مبيناً أن الفرح يأخذ شكل ألآت الطرب والرقص. وذلك في قوله له المجد: "وكان أخوه الأكبر في الحقل فلما جاء وقرب من البيت سمع صوت آلات طرب ورقصاً ، فدعا واحداً من الغلمان وسأله ما عسى أن يكون هذا فقال له أخوك جاء فذبح له أبوك العجل المسمن" (لو 15: 25- 26) هنا نجد أن الفرح بعودة الضال قد أخذ طابع الرقص (أو الهتاف) بمصاحبة الآلات الموسيقية التي تعطي طرباً يبهج القلوب!
والأعرج الذي شُفي، نجده يعبر عن الفرح بصورة رائعة. ذلك هو الرجل الذي كان عند باب الهيكل المسمى بـ (الجميل) ليستعطي من الداخلين الهيكل .. وقد تم شفاؤه باسم يسوع، وعلي يد بطرس. وإذ غمرته الفرحة، وهو يرى نفسه وقد تحول من إنسان كسيح يُحمل إلي إنسان أن نقدمآخر يمشي كما يشاء، فقد عبر عن ذلك بأنه كان يطفر (أي يقفز) ويسبح الله .. لم يحتفظ بفرحته في قلبه، بل أخرجها ليشاهدها الجميع في صورة تسبيح لله مصحوب بقفزات متتالية لافتة للنظر! (أع 3: 1- 10).
2- الهتاف يعطي انتصاراً:
يمتلئ سفر المزامير بالكلمات التي تدعو للفرح والهتاف والتي لا يتسع لها المقام هنا، ولكن أذكر علي سبيل المثال ما يلي: "افرحوا بالرب وابتهجوا يا أيها الصديقون، واهتفوا يا جميع المستقيمي القلوب" (مز 32: 11) و "اهتفوا أيها الصديقون بالرب، بالمستقيمين يليق التسبيح" (مز 33: 1) و "يا جميع الأمم صفقوا بالأيادي، اهتفوا لله بصوت الابتهاج" (مز 47: 1) .. هذه الدعوة للعبادة المصحوبة بالهتاف، تلفت نظرنا إلي ما للهتاف من أهمية تكمن في أنه قوة روحية، تعطي النصرة علي الأعداء .. وعلي سبيل المثال أذكر موقفين هنا:
سقوط سور أريحا بالهتاف: لقد دار الكهنة مبوقين حول سور هذه المدينة لمدة ستة أيام، وفي كل يوم دورة واحدة. وفي اليوم السابع داروا سبع دورات، وفي الدورة السابعة عندما سمع الشعب صوت البوق هتف الشعب هتافاً عظيماً، فسقط السور في مكانه! ( يش 8: 20).
ألا يدل ذلك علي أن قوة الهتاف كفيلة بأن تسقط من أمامنا كل سور يضعه العدو، ويفتح أمامنا الطريق للامتلاك..
رجال يهوذا انتصروا بالهتاف: فقد قام يربعام ملك إسرائيل بحملة عسكرية علي مملكة يهوذا، وجعل يربعام عليهم كميناً يدور حولهم ليأتي من خلفهم ...وكان الموقف صعباً للغاية علي رجال يهوذا وملكهم. إذ كانوا بين "كماشة" يربعام ورجال إسرائيل. فماذا فعل رجال يهوذا؟ لقد صرخوا إلي الرب، وبوق الكهنة. ولكن الامر المهم الذي قاموا به أيضاً هو أن رجال يهوذا هتفوا، ولما هتفوا بصحبة أبواق الكهنة، ضرب الرب يربعام وكل إسرائيل أمام أبيا ملك يهوذا، وانهزم إسرائيل أمام يهوذا، هزيمة جعلت مملكة إسرائيل لا تقوم لها قائمة فيما بعد.
لاحظ معي كيف أن الهتاف هو القوة الهائلة التي أعطت انتصاراً عظيماً علي الأعداء. (اقرأ 2 أخ 13: 13-20).
ولذلك فإن كل تعبد للرب يجب أن يكون مصحوباً بقوة الفرح والهتاف، لكي نهزم أعداءنا الروحيين، ونمتلك أرضاً جديدة من تحت أيديهم.
ليت الرب يعمل بروحه في القلوب، لتشدوا له وتتعبد بفرح وهتاف. فإن فرح الرب هو قوتنا. (نح 8: 10) وهو سر نصرتنا.

اسحق جاد اسحق

فترك ثوبه في يدها وهرب.. (تك 39: 12)

استفاق الفتى بعد ذهول، فوجد نفسه يسير في طريق لم يكن يتوقعه أبداً، فحوادث وأحداث الساعات الماضية كانت قد زلزلت كيانه فطأطأ رأسه وهو يخطو خطواته الأولى نحو المجهول!! عموماً لقد مضت القافلة في طريقها المرسوم إلي أن حطت رحالها أخيراً في مصر، ليجد الفتى نفسه مباعاً لرجل مصري يدعى فوطيفار، خصي فرعون، ورئيس الحرس.
إن ما حدث ليوسف أدهش ملائكة السماء!! فما كانوا يتوقعون أبداً أن تسير الأمور هكذا! فصاحب الأحلام هذا كلن محبوباً من أبيه، وقوياً في مخافته لله، أميناً دائماً فيما يكلف به من أعمال. (تك 37: 2- 13) بل إن أخوته قد غدروا به علي طريق قد سارها كلها وحيداً باحثاً عنهم طالباً سلامتهم..
وأما يوسف، وإذ رأى أن وضعه الجديد يحتم عليه نسيان ماضيه، وترك مستقبله بين يدي الله، عزم علي أن يكون أميناً ونافعاً، ساهراً علي ما يكلفه به سيده الجديد من أعمال .. وقد كان من ترتيبات العناية الإلهية، أن يلاحظ سيده أن الرب معه، وأن أعماله كلها مكللة بالنجاح، فجعله وكيلاً علي بيته وولاه علي كل ماله .. فكانت بركة الرب علي كل ما له في البيت وفي الحقل (تك 39: 5) وهكذا وجد الفتى نفسه مديراً ووكيلاً عن سيده، ومسيطراً علي كل شيء، فعزم برغبة أكثر أن يكون نافعاً ومفيداً ..
سارت الأمور عادية لبعض الوقت حيث كان يوسف منهمكاً تماماً بعمل كل ما فيه خير سيده، وتقدم مصالحه، ظاناً أن الدنيا قد ابتسمت له أخيراً، بعد طول عبوس. ولقد كانت أخلاقه ونجاحاته الكثيرة سبب دهشة كل من تعامل معه، فصار محبوباً من سيده، وحاز قبول الجميع.
ولكن إذ رأى الشيطان أن محاولاته لأسر يوسف وابتلاعه، قد ذهبت سدى، اغتم جداً فخطط لضربة جديدة يكون فيها يوسف خاسراً في كل الأحوال! وبينما كان يوسف منهمكاً في عمله، سعيداً بنجاحاته، باحثاً عن رضاء ربه قبل سيده، كانت هناك عين تراقبه، هذه العين لم تقف كثيراً عند أمانته، ولم يهمها اجتهاده بل أن أخلاقه كانت نكداً لها! هذه العين لم تلاحظ النجاحات التي أعطاها الرب له ولا بركة الرب، فهي عمياء عن كل هذه. فلقد استوقفها فقط أن يوسف كان حسن الصورة وحسن المنظر .. فجمال هيئته ووسامته هي التي كانت فقط تحت ناظريها (تك 39: 6) فزوجة سيده لم تر فيه سوى جسداً جميلاً قوياً شاباً قادراً فقط علي منح اللذة !!
إن هذه النظرة التي لا ترى في الآخر سوى أداة لجلب اللذة، هي التي تقف خلف كل ما نراه الآن من فجور وتعد وخطف واغتصاب ودعارة!
فهذه المرأة، وهي زوجة لرجل شريف وصاحب منصب، إذ جرها الشيطان لهذه الوهدة، صارت بلا عقل تتسكع وتتودد وتتبع عبداً لها، محاولة جره إلي مضجعها بالتلميحات تارة، وبالتصريحات تارة أخرى. وكانت مثابرة جداً في هذا حتى سارت كل الطريق بمفردها، وجربت كل السبل. وإذ سارت في عبودية شديدة ولا تدري شيئاً، أمسكته من ثوبه قائلة: "اضطجع معي!"
إن هذه المحاولة الرديئة لاجبار يوسف علي فعل الرزيلة جعلته في مأزق وضيقة! وقد أدرك أن ثمناً عليه دفعه في كل الأحوال .. كانت اللحظة قاسية، ويجب عليه أن يتخذ قراره، وبسرعة، مدركاً أن قراره قد أصبح مستقبله، ومستقبله في قراره. أما قسوة اللحظة فقد جعلته مرتاعاً!!
كان المشهد قاسياً، وللحظة تطلعت الملائكة مبهوتة. أما أجناد الحفرة فكادوا يرقصون!
إن يوسف لم يتجاوب أبداً مع عرض المرأة، إذ أنها كانت قد كلمته كثيراً في هذا الأمر وألحت عليه (تك 39) دون جدوى. ولكن وقد أمسكت المجنونة بثوبه، أدرك أن لا خيار أمامه سوى الهروب!
إن مثل هذه اللحظات هي التي تصنع المصائر، كما أن قلة الخيارات تكشف خزين القلوب، وقد تربى قلب يوسف وتغذى علي خوف الله، لذا فقد دفع عنه المرأة وبكل حزم، تاركاً ثوبه في يدها وهرب وخرج إلي خارج (تك 39: 12) وكان مسلماً مصيره إلي نعمة الله، وأما هي، وقد جعل رفض يوسف رأسها في التراب، صارت تصرخ وتصرخ في جنون، متهمة إياه بما كانت ترجوه منه، ليدفع يوسف ثمن فضيلته. حيث أن جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطهدون (2تي 3: 12).
يسرني قراءة تعليقاتك علي :
0126607691
القس/ عطية كامل

كلمات مختارة

لا تقل كم أعيش من الحياة، ولكن قل كيف أعيش الحياة.
لا تقدر أن تمنع عصفوراً من الطيران فوق رأسك، ولكن تقدر أن تمنعه أن يصنع عشاً في رأسك. كذلك الأفكار الشريرة، إذ أغلقت ذهنك أمامها، فلن تدخل.
أوقية اختبار، خير من طن أفكار!
الفرق بين النبي والكاهن؛ أن النبي يتلقى من السماء، ويقدم لمن هم علي الأرض، بينما الكاهن يأخذ من الأرض ويصعده إلي السماء!
بالنسبة للخدام، الرب لا يدعو مؤهلين، بل يؤهل المدعوين.
الأرقام في الكتاب المقدس لها مدلولات:
رقم 1 : الوحدانية،
رقم 2: الاتفاق،
رقم 3: الثالوث،
رقم 4: العالم،
رقم 5: المسئولية والنعمة،
رقم 6: الإنسان،
رقم 7: الكمال.
لو كل عناصر الكرازة متوفرة، لكن عنصر الصلاة غائب تفشل الكرازة.
اقرأ الكتاب المقدس: مصلياً، فاحصاً، ملتزماً، طائعاً ..

اختارها لكم: أرميا اسحق

معلومات كتابية.. سفر العدد

الكاتب: موسى النبي، عدد الإصحاحات 36 اصحاحاً
سمي سفر العدد بهذا الاسم، لأنه يسجل تعدادين لبني إسرائيل. ولكن الاسم الأصلي للسفر هو "في البرية" وهذا الاسم هو خلاصة موضوعه.
تاريخ كتابته هو: 1460 ق. م ويغطي فترة زمنية تقدر بحوالي 40 سنة.
عندما خرج الشعب من مصر كان عددهم 600.000 ماش (خر 12: 38) وبعد سنة واحدة كان عددهم هو: 603550 (عد 1: 8) وقبيل دخولهم كنعان، كان عددهم 601730 (عد 26: 51).
ينقسم السفر إلي قسمين رئيسيين: قسم خاص بالجيل القديم الخارج من مصر، ورحلته من مصر إلي قادش (من ص 1: إلي ص 14) أما القسم الثاني فهو خاص بالجيل الجديد، ورحلته من قادش إلي موآب (من ص 20: ص 36) .
أما أهم أحداث السفر فهي:
في ص 5 نجد شريعة الغيرة (اللعنة) وفي ص 6 نجد شريعة النذير. وفي ص 7 نجد شريعة البركة. وهذا معناه انه لو وجد شخص نذير للرب يستطيع أن يحول اللعنة إلي بركة!
في ص 10 شريعة الأبواق. وفي ص 12 خطية هارون ومريم ضد موسى. وفي ص 13 الجواسيس الذين أرسلهم موسى لاستطلاع الأرض الموعودين بها. وفي ص 19 شريعة البقرة الحمراء.
في ص 27 قصة بنات صلفحاد الخمس، وطلبهن الميراث .. وأسماؤهن هي: محلة، نوعة، حجلة، ملكة، ترصة.
الأماكن الرئيسية في السفر: جبل سيناء – قادش برنيع – عراد – أدوم – برية فاران – باشان – سهول موآب – جلعاد.
الأسماء الرئيسية في السفر: موسى – هارون – يشوع – كالب – أليعازر – قورح – بلعام.
يحتوي السفر علي سبعة تذمرات:
1- تذمر بخصوص الطريق. (11: 1- 3)
2- تذمر بخصوص الطعام. (11: 4- 6)
3- تذمر بخصوص العمالقة. (13: 33)
4- تذمر بخصوص القواد. (16: 33)
5- تذمر بخصوص الدينونات الإلهية. (16: 41)
6- تذمر بخصوص البرية. (20: 2- 5)
7- تذمر بخصوص المن للمرة الثانية. (21: 25)
ومن الرموز التي تشير إلي المسيح في السفر:
1) موسى.
2) هارون.
3) الذبائح.
4) عصا هارون التي أفرخت.
5) الحية النحاسية.
6) الصخرة المضروبة.
7) مدن الملجأ الست.

إعداد: ماجدة مكرم

عصر المعجزات لم ينته!

شفاء معجزي
من فيروس C بالكبد!


معجزة هذا العدد هي شفاء من فيروس (سي) C ذلك الفيروس المدمر للكبد، والذي لا أمل في الشفاء منه.
ولكن الرب يستطيع كل شيء ولا يعثر عليه أمر. (أي 42: 2).
وقد امتدت يده القديرة بالشفاء للأخ/ بخيت حبيب بخيت، بعد أن تليف كبده بنسبة كبيرة وصلت إلي 60% حيث أنهكه المرض علي مدى عدة سنوات.
وهذه هي قصته مع المرض، والشفاء الإلهي العجيب!
يقول الأخ بخيت حبيب:
كانت البداية هي إعلان إلهي بواسطة القس/ ممدوح توفيق راعي الكنيسة الخمسينية بأسيوط، حيث أخبر زوجتى (وهي عضوة بالكنيسة التي يرعاها) أخبرها قائلاً: "الرب ها يشفي زوجك" وفي ذلك الوقت من عام 2002 لم أكن أشكو من مرض معين، وقد أثار هذا الإعلان حيرتي! ولكن مع بداية عام 2003، وكانت الساعة حوالي الثالثة صباحاً، وبينما أنا نائم أيقظني ألم شديد في الجانب الأيمن أعلى البطن، وما أن طلع النهار حتى توجهت إلي أحد الأطباء الذي قام بالكشف عليّ ووصف لي علاجاً تناولته ولكن بدون فائدة، وذهبت إلي طبيب آخر قام بالكشف عليّ، ثم طلب عمل تحليل فيروس C الذي يصيب الكبد، وشعرت كأن جبلاً قد سقط فوقي لمجرد سماعي اسم هذا الفيروس! توجهت إلي معمل التحاليل، وتم عمل التحليل المطلوب وجاءت النتيجة كالصاعقة، وهي أنني مصاب بفيروس C نشط بالكبد!
وقد تعبت نفسياً حتى وصلت إلي حالة الموت!
في ذلك الوقت كنت منهمكاً في تجارتي، وفي البيع والشراء ولم أكن أذهب إلي الكنيسة، ولم يكن لي علاقة مع الرب. وقررت أن أذهب إلي الكنيسة الخمسينية بأسيوط، وكان عندي ثقة أن الرب قادر أن يشفيني، وأن حل مشكلتي عنده هو وحده! وقد سرت مع الرب بأمانة، وانتظرته ليشفيني.
وفي شهر أغسطس عام 2006، شعرت بتعب شديد فذهبت إلي طبيبة متخصصة في مثل حالتي، وقامت بالكشف عليّ بالأشعة التليفزيونية، وقالت لي بكل صراحة: "إن الأشعة أظهرت تليف الكبد بنسبة 60%" . ولكن مع ذلك تمسكت بالرب، وانتظرت حدوث معجزة!
وذات مساء (وكان ذلك في ابريل من عام 2008) كنت في اجتماع بالكنيسة، وبعد الاجتماع قال راعي الكنيسة القس ممدوح توفيق: "اللي عاوز صلاة علي المرض، أو عنده أي شيء يحتاج للصلاة، يتقدم للأمام وها نصلي له". وتقدمت للأمام، ووضع القس ممدوح يده علي رأسي، وبدأ يصلي لي طالباً من الرب شفائي. وأثناء الصلاة قال لي: "الرب ها يزرع لك كبد جديد يا بخيت!" وكرر هذه العبارة ثلاث مرات. وقد شعرت وكأن يد الرب يسوع هي الموضوعة فوق رأسي، وأيضاً شعرت بأن شيئاً مثل النمل كان يخرج من جسدي، وزى ما يكون عملية تغيير تحدث في كبدي! وشعرت بالشفاء التام.
ولكن كان لابد لي من الذهاب إلي الطبيب لكي أتحقق من حدوث معجزة الشفاء، ولكي أعلنها للناس.
وذهبت إلي الطبيب، وطلب مني عمل تحليل صورة دم كاملة، وتحليل وظائف كبد، وتحليل أنزيمات، وأشعة تليفزيونية.. وقمت بعمل هذه الفحوصات كما طلب الطبيب. وجاءت النتيجة بشرى سارة، وهي: لا يوجد أي أثر لتليف بالكبد! لقد شفاني الرب شفاءً تاماً! شكراً للرب القائل: "أنا هو الرب شافيك".

نظرة إلي الماضي الجميل!

كنت مسافرة من الصعيد إلي القاهرة بالقطار وكنت انظر من شرفة القطار وفجأة وقعت عيناي علي مدينتي. لم يقف عليها القطار. ولكن شردت بذهني إلي الماضي إلي طفولتي هي سنين ليست بكثيرة، لكنها عمري كله!
شردت بذهني إلي شارعنا، والكنائس حوله من كل جهة تذكرت كنائسنا التي كانت عامرة بالصلاة، حيث الخدام المملوءين بركة ونعمة، والحق يخرج من أفواههم.
كنت أسمع الترانيم التي تدخل إلي القلب. وقتها كنت في الثامنة من عمري، كنت أسعد بحضور نهضة في إحدى كنائسنا وسمعت مرنماً،صوته الملائكي يدخل القلب. لقد أوقف آلات العزف ورنم هو بصوته فقط كلمات تذيب القلب وألحان تهز الضمير!
هناك كانت بدايتي. وكم دخلت هذه الترانيم قلبي الصغير! أحببت الرب من خلالها.
والآن أسمع بعض الترانيم كأنها أغاني عالمية، ولذا تكون خالية تماماً من أي تأثير روحي. أين ذهبت الألحان الجميلة، والكلمات الرصينة، والمرنمون الفائضون بالبركة؟!
ذات يوم، وفي نفس مدينتي، حضرت إلي كنيستي. سمعت خدمة لخادم مبارك، كان فاقد البصر!!
ولكن بقلبه كان يرى الرب، وهو يعظ، كان الكلام يخرج من فمه كسلاسل من ذهب! كان يقرأ الإنجيل غيباً وكان يفسر الكلمة بالروح القدس، فكانت عظاته قوية ومؤثرة.
عجبي علي عصر الكمبيوتر، فالخادم يعظ علي المنبر، و "لاب توب" أمامه. وتخرج من فمه كلمات مبرمجة، أعدها مسبقاً.. وماذا يحدث لو أن الجهاز قد تعطل فجأة وهو يعظ؟! أكيد سوف ينقطع تيار العظة، ويقف الواعظ حائراً!
وأين فرص الصلاة؟ أتذكر يوم امتلائي بالروح القدس. كنت في اجتماع صلاة في منزل سيدة عظيمة، في شارعنا كان بيتها مفتوحاً لخدمة الرب والمؤمنين. وفرص الصلاة باستمرار، نهاراً وليلاً. صلاة دون رياء. كانت محبة صادقة تجمع المؤمنين معاً، وهم من أماكن مختلفة، وكان يسود علي تفكيرهم عالم السماويات وليس الأرضيات!
ومعظم الذين كانوا في اجتماع الصلاة، هم الآن خدام في مصر، وخارج مصر.

مدام عايدة القس ممدوح توفيق
الكنيسة الخمسينية بأسيوط

أرشدنا أيها الروح القدس.. لحظات ذهبية!

اعتاد أحد الموسيقيين المشهورين أن يتحدث إلي تلاميذه بحماس شديد عن أهمية وجود لحظات سكون تتخلل كل قطعة موسيقية، في العادة كان التلاميذ الجدد يعتقدون أن أستاذهم يبالغ في الحديث، لكن بعد ممارسة العملية كانوا يزدادون اقتناعاً بأنه بدون هذه اللحظات الساكنة بين بعض الجمل الموسيقية، فإن القطعة المعزوفة ستفقد قدراً كبيراً من روعتها.
وهكذا أنت أيضاً ستفقد حياتك اليومية الكثير من جمالها وقوتها، إذا خلت من هذه اللحظات التي تسكن فيها بين الحين والآخر لترفع قلبك إلي الله. تعود أن تكون لك هذه اللحظات أثناء عملك، ودراستك ورياضتك .لحظات ذهبية تصعدك إلي السماء، وتعود بك من هناك، وقد تجددت طاقتك، وارتفعت معنوياتك.
لحظات ذهبية تبدد الخوف وتزيل الهم، وتملأك بندى السماء المنعش والمريح!
كان نحميا معتاداً علي هذه اللحظات، لذا عندما كان في القصر وسأله الملك: "ماذا أنت طالب؟" رفع قلبه إلي الله لحظات، ثم أجاب الملك (نح 2: 4).
وكم فعلت هذه اللحظات؟ لقد استجاب الملك الفارسي لكل ما طلبه نحميا، هي لحظات ذهبية أيضاً لوقت الخطر!
هل تتمتع يومياً بهذه اللحظات؟ هل ترفع قلبك إلي الله يومياً؟ مكتوب: "وأما منتظرو الرب فيجددون قوة" (أش 40: 31) فهل تجدد قوتك في لقاء مع الرب أم لا؟
ما هي الصلاة بالنسبة لك؟ هل هي اشتياق قلبي، أم مجرد أداء واجب؟
هل تلمس حضور الرب في صلاتك، وتتعزى به؟ إن لم تكن تتمتع به، فما هو السبب؟

جاكلين عدلي
كاثوليك- المنيا

هتاف الفرح

الهتاف هو رفع الصوت بقوة في التسبيح والترنيم وهو أيضاً صورة من صور التهليل. ولكن ليس مجرد ترديد الترانيم والتسابيح بصوت مرتفع، وإنما هو حياة داخلية متهللة تعبر عن الفرح الداخلي، فالقلب يرقص تهليلاً وفرحاً واللسان يتغنى بصفات وأوصاف وجمال الرب والأيدي تصفق تعبيراً عن الفرح الداخلي. "يا جميع الأمم صفقوا بالأيادي" (مز 47: 1) والفم يتكلم عن إحسانات ومجد الرب. "بتسبيح الرب ينطق فمي" (مز 145: 21). "وشفتاي أيضاً تسبحانك" ( مز 63: 3).
وهنا نجد أن الجسد كله يشترك في تقديم الهتاف، والتسبيح لله ..
وهناك أشكال أخرى في تقديم التسبيح لله مثل التسبيح برقص مثلما فعل داود النبي. "ليسبحوا اسمه برقص" (مز 49: 3) .. وأيضاً تقديم التسبيح باستخدام الآلات الموسيقية التي تكلم عنها (مز 150: 3- 5) يقول المرنم: "سبحوا بصوت الصور، سبحوه برباب وعود سبحوه بدف ورقص، سبحوه بأوتار ومزمار .."
وهنا نرى أنه لابد من وجود الفرح في التسبيح والهتاف ولابد من وجود التصفيق والرقص، ورفع الأيدي "ارفعوا أيديكم نحو القدس" (مز 143: 2). فلذلك لا تدع أي شخص يقنعك أن تصلي في هدوء، أو تجلس في الكنيسة صامتاً!
لأن هناك بعض الناس يرون أن الهتاف ورفع الأيدي، هو شيء غير حضاري. ولكن هؤلاء الناس لا يعرفون التسبيح الحقيقي، فهم يعبدون الله ظاهرياً فقط، يعبدونه بالشفاه، أما قلوبهم فهي بعيدة عنه!
أما التسبيح الحقيقي فهو التسبيح الخارج من قلب نقي، خارج من قلب راغب في تقديم تسبيح وهتاف للرب، ولا ينظر إلي الناس، ويكون ذلك مبنياً علي الكتاب المقدس، ويكون تلقائياً، خارجاً من قلب هدفه الوحيد هو تمجيد الله.

ناثان عماد

الأسرة المسيحية.. أيها الرجال أحبوا نساءكم


إن العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة، كما تعلمنا كلمة الله، تتلخص في هذه الحقيقة: (المحبة من جانب الزوج، والخضوع من جانب الزوجة)..
ومحبة المسيح لكنيسته هي المثال الذي ترتقي إليه محبة الرجل لزوجته. فهذه المحبة هي التي يجب أن يحتذي بها الأزواج. فالرسول بولس يطلب من الأزواج أن تكون محبتهم لزوجاتهم علي قياس محبة المسيح للكنيسة، التي أخذت شكل التضحية من أجلها، إذ أسلم نفسه فداء لها. (أف 5: 26)
والزوجة أيضاً يجب عليها أن تحب زوجها، محبة لها نفس الكيف والكم. ولكن الوصية بالمحبة وُجهت إلي الزوج أولاً، فامتياز الرجل ومسئوليته الأولى هي أن يكون له هذه المحبة ليظهرها في علاقته الزوجية.
وبما أن المسيح هو المثال الأعلى للعلاقة الزوجية؛ فإن محبته تتميز بالآتي:
محبة فريدة: "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 15: 13)
محبة خاصة: "يدعو خرافه الخاصة بأسماء ويخرجها" (يو 10: 3).
محبة وثيقة: فالكنيسة هي جسده "لأننا أعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه" (أف 5: 30).
إن المحبة تعني رغبة المحب أن يصير واحداً مع محبوبه، ويرى السعادة في ضوء اتحاده مع من يحب. وما يجب علي الزوج المسيحي عمله هو أن يسعى لتكون له شركة عميقة مع زوجته، في الفكر والعمل. والشركة الأسمى تكون مع الرب يسوع الذي فيه يتم الاتحاد بين الزوجين ..
والزوج في علاقته الحيوية بزوجته، وفي مسئولية من نحوها. فهذا يعني أنه الرأس وهي الجسد. وكما يخضع الجسد للرأس، فيجب أن يكون ذلك متمثلاً في خضوع الزوجة لقيادة وإدارة الزوج، الذي عليه أن يقود الأسرة كلها.


عايدة لويس