اخر المقالات

مجلة المنبر الخمسينى ترحب بك وتتمنى وقت ممتع فى دارسة كلمة الرب يسوع وكل عام وانتم بخير عام 2020 مليان باحسانات الرب عليك والخير والسلام على حياتك +أخبار المجمع+ +حفل افتتاح كنيسة خمسينية بالمنيا في مساء الأحد 29/ 10 / 2017، وبمشيئة الرب الصالحة، احتفل المجمع الخمسيني بمصر بافتتاح الكنيسة الخمسينية بالمنيا، للعبادة والصلاة، +أخبار المجمع+ وكان ذلك بحضور رئيس المجمع، القس عاطف فؤاد، ونائب رئيس المجمع القس إبراهيم حنا، وسكرتير المجمع القس ميلاد يوسف، والقس برنس لطيف من اللجنة التنفيذية، إلى جانب القس نبيل سعيد، راعي الكنيسة. وكان قد مضى على إغلاق هذه الكنيسة حوالي 22 عاماً.. +أخبار المجمع+ وقد تفضل مشكوراً بحضور حفل الإفتتاح: كل من: العميد أشرف جمال، عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا، وفضيلة الشيخ محمود جمعة، أمين بيت العائلة بالمنيا، والأب بولس نصيف، من قيادات بيت العائلة، والعمدة عادل أبو العلا، نيابة عن أخيه اللواء شادي أبو العلا عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا. والقس خليل إبراهيم، نائب رئيس مجمع النعمة.. +أخبار المجمع+ وقد ألقى العظة في هذا الحفل القس عاطف فؤاد، وهي من ( مزمور 132: 14) والآية التي تقول: «هذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ. ههُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي اشْتَهَيْتُهَا». فتحدث عن السكنى الإلهية والبركات المترتبة عليها في أربع نقاط، وردت في المزمور، وهي: 1- طعامها أبارك بركة. 2- مساكينها أشبع خبزاً. 3- كهنتها ألبس عزاً. 4- أتقياؤها يهتفون هتافاً.

أرشيف المجلة

تأمل..

العمر يمضى مع الزمن
 المحرر
تمضى السنون ومعها تمضى أعمارنا ، ولكن كثيراً ما يكون ذلك فى غفلة منا .. وإذا نظرنا إلى كيفية مسار أعمارنا ، وكيف تمضى مع السنين ، فمن الملاحظ أن للعمر مراحل مختلفة . فمن سنوات الطفولة والصبا ، إلى سنوات الشباب ، ثم الكهولة ، ثم الشيخوخة نجد أن عملية تغيير مستمرة هى التى تحكم هذه المراحل ..
   وعلى وجه العموم ، فان مراحل العمر يمكن قسمتها إلى مرحلتين رئيسيتين ، مرحلة النصف الأول من العمر ، وهذه تتوسطها فترة الشبيبة ، وتتميز بالقوة ، والأمل ، والطموح ، والانفتاح على الحياة . وفترة النصف الثانى من العمر ، وهذه تبدأ بالضعف التدريجى فى القوة البدنية ، وظهور العديد من الأمراض ، وتراجع الشعور بالأمل والطموح .. بل ونستطيع القول : انه بداية العد التنازلى لنهاية الإنسان !
     هذه المرحلة المتأخرة من العمر ، تمضى بنا السنون اليها حتما ولكن كثيراً ما ننسى هذه الحقيقة ، ونحن فى مرحلة الشبيبة ، وننسى أن مرور الزمن يغير كل ما هو متعلق بنا . وعن هذا الأمر يقول الوحى : " افرح أيها الشاب فى حداثتك ، وليسرك قلبك فى أيام شبابك .. واعلم أنه على هذه الأمور كلها سيأتى بك الله إلى الدينونة ، فانزع الغم  من  قلبك،وابعد الشر عن لحمك ، لأن 

الحداثة والشباب باطلان "(جا 11 : 9 ، 10). أى منتهيان .. هذه الدعوة التحذيرية من الوحى الإلهى ، يحتاج كل شاب أن يضعها نصب عينيه .. إنها دعوة لأن يدرك الشاب أن الحياة تمضى بدون توقف ، ولن يستمر أبداً على ما هو عليه من صحة وقوة ونضارة وتلذذ بالحياة لأن الحداثة والشباب باطلان "
     وبعد ذلك سيصل الإنسان إلى الشيخوخة ، ليجد نفسه وقد اكتنفه الضعف بوجه عام ، وأصاب الوهن أعضاء جسمه المختلفة ، فعلى سبيل المثال : الذراعان اللتان طالما مدهما للعمل والأشغال المختلفة ، أصبحتا مهزوزين مرتعشتين.كقول الجامعة:" فى يوم يتزعزع فيه حفظة البيت"،والساقان اللتان كثيراً ما حركهما للسير فى اتجاهات مختلفة،أصبحتا لا تقوى على حمله ،كقول الجامعة:" تتلوى رجال القوة ".والأشياء التى كان يمكن للإنسان حمله بسهولة ،

أصبحت ثقيلة جداً ، ولا يقوى على حملها .. ويمتد الضعف والعطب ليشمل كل أعضاء الجسم تقريباً..ولذا أقدم لك النصائج التالية :
   (1) إن حركة الزمن تنبئك بأنه ليس هناك شئ دائم فى هذه الحياة،فأن كنت تتمتع بالشباب والقوة الأن ، فذلك محكوم بناموس الزمن الذى يجعل كل شئ متغيراً..وما يتمتع به الإنسان من قوة ونضارة وحيوية الشباب ،سوف يمضى مع مضى السنين ،وسيذهب كل ما هو متعلق بالشباب إلى غير رجعة..حقاً أن الحداثة والشباب باطلان .
   (2) وحركة الزمن تعلن لك أنك ف الطريق إلى النهاية ، والتى عنها يقول الكتاب : " لأن الأنسان ذاهب إلى الى بيته الأبدى "   ( جا 12 : 5 ) .. فالزمن الذى يمر بك هو قطار مسافر ، ويقترب بك من الأبدية رويداً رويداً .وقد صدقت الحكمة التى تقول : " كل شئ يزيد عند الإضافة اليه ، أما العمر فهو عند الإضافة اليه ينقص ! "..
  وبما أن الأمر كذلك ، فيتعين عليك عزيزى ، أن تعمل حساباً لآخرتك .. يقول الكتاب " لو عقلوا لفطنوا ، وتأملوا آخرتهم "( تث 32 : 29 )..وقد تأتى النهاية قبل الوصول إلى سن الشيخوخة .. وكم من أناس يموتون فى ريعان شبابهم !
    (3) عزيزى الشاب ..عليك أن تستغل هذه المرحلة العابرة من حياتك ، استغلالاً 

حسناً ، بأن تزرع لصالح مستقبلك حتى يكون حصادك مباركاً ، فمرحلة الشبيبة تلعب دوراً
رئيسياً فى التحكم فى مصير الإنسان ، الزمنى والأبدى ؛ فالشباب الذى لا يكبح جماح شهواته ونزواته،ويلهث وراء مباهج ومسرات

     الحياة التى ترتبط بهذه المرحلة ، فذلك ينعكس على شيخوخته وأبديته ، فالشيخوخة تكون مكتنفة بالحزن واليأس ، إذ يقول الجامعة محذراً : " فأذكر خالقك فى أيام شبابك قبل أن تأتى أيام الشر ، أو تجئ السنون اذ تقول ليس لى فيها سرور " ( جا 12 : 1 ) وهذه الأيام الكئيبة : الخالية من رفقة الله ، هى مقدمة لدخول الإنسان فى مصيره الأبدى ، حيث تقع عليه الدينونة الإلهية حال رحيله من هذه الحياة..   

   أما الذى يذكر خالقه فى أيام شبابه ، مكرساً حياته له ، رافضاً المتع الوقتية الزائلة والزائفة ، فهذا له وعود إلهية بأن إلهه لن يتخلى عنه فى حالة الشيخوخة والضعف ، حيث يقول الرب : " وإلى الشيخوخة أنا هو ، وإلى الشيب أنا أحمل ، قد فعلت وأنا أرفع ، وأنا أحمل وأنجى "( إش 46 : 4 ).كما أن الرب يمنحه بركات وافرة حتى فى شيخوخته اذ يكون مثمراً فى الشبيبة ، ويكون دساماً وخضراً( مز 92 : 7 )..وفى النهاية ينطلق بسلام ليكون مع المسيح، ذاك أفضل جداً..


عزيزى .. إن العمر يمضى مع تعاقب السنين ، فلا تكن غافلاً عما يجرى .. فكر فى مستقبلك ، الزمنى والأبدى.. 

النبيان الشاهدان

القس : عزيز مرجان
 " وسأعطى لشاهدىّ ، فينبأن ألفاً ومئتين وستين يوماً لابسين مسوحاً " ( رؤ 11 : 3 )
 هذا الوقت هو الضيقة كما ذكر فى ( دا 12 : 11 ) ." ومن وقت إزالة المحرقة الدائمة وإقامة رجس المخرب الف ومئتان وتسعون يوماً " فيكون الشعب اليهودى فى ضيقة ، لأن الوحش سينقض عهده فى نصف الأسبوع وينقلب عليهم . فينظر فى وسط هذه الأحداث شاهدان يتنبأن طوال مدة الألف والمئتان والستين يوماً . والذى جعلهما يتنبأن هو الرب يسوع القائل " ساعطى لشاهدىّ ". وفى وسط هذه الأزمة يظهر هذا الشاهدان ، لابسين مسوحاً علامة التذلل أمام الله ، والتحدى للوحش وأتباعه ..
     تصور معى أن فى هذه الأيام الصعبة ، أيام الضيقة ، يوجد من هم للشهادة والنبوة . ولا يمكن أن تكون نبوة إلا بالروح القدس . معنى ذلك انه سيكون الروح القدس ما يزال على الأرض ، لأن البعض يقولون إنه فى هذه الأيام سيرفع الروح القدس . وهنا تظهر الحقيقة بنبوة هذين النبين ، وشهادتهما بالروح القدس ..
" هذا هما الزيتونتان والمنارتان القائمتان أمام رب الأرض ( رؤ 11 : 4 ) .
     هذا التشبيه نجده أيضاً فى ( زك 4 : 2 ـ  6و 11 ـ 14 ) . لقد شبها ( أى الشاهدان ) بالزيتونتين والمنارتين إشارة إلى الزيت الدائم ، والكلمة المنيرة فى شهادتهما إثناء الضيقة . اما بالنسبة لوضعهما قائمين أمام رب الأرض فذلك يذكرنا بالغالبين فى عدة أماكن ومنها : ما جاء فى ( رؤ 3 :12 ) " من يغلب فسأجعله عموداً فى هيكل إلهى ، ولا يعود يخرج إلى خارج " . أى يكون أمام الله باستمرار . وفى( رؤ 3 : 20) " من يغلب سأعطيه أن يجلس معى فى عرشى ، كما غلبت أنا أيضاً وجلست مع أبى فى عرشه " فليس بغريب أن يوجد هذان الشاهدان أمام الله . وهما سيقدمان الشهادة فى أيام الضيقة العظيمة . فهما إثنان من الغالبين موجودين لهذه المهمة ..
    " وإن كان أحد يريد أن يؤذيهما ، تخرج نار من فمهما وتأكل أعداءهما وان كان أحد يريد أن يؤذيهما ، فهكذا لابد أن يُقتل " ( رؤ 11 : 5 )
    هذا النبيان آخذين حصانة من الله وحفظ ، لأن خدمتهما فى وسط وعر . لذلك فإن أراد أحد أن يؤذيهنا فسيموت بطريقة فى اللحظة التى فيها ينوى على أذيتهما . وقد تكون حراسة ملائكية مشددة عليهما تحفظهما من أى خطر ليكملا أيام الشهادة ، ولا تنقص يوماً ولا ساعة ، ولا تقدر قوة الوحش وأتباعه أن تمنعهما عن الشهادة ..
    " هذان لهما السلطان أن يغلقا السماء حتى لا تمطر مطراً فى أيام نبوتهما ، ولهما سلطان على المياه أن يحولاها إلى دم ، وأن يضربا الأرض بكل ضربة كلما أرادا " ( رؤ 11 : 6 )
    لقد أعطى لهما سلطاناً مثلثاً . ولابد أن ندرك أن هذا السلطان المثلث للإثنين معاً . السلطان الأول أن يغلقا السماء حتى لا تمطر . وهذا كلام واضح ، إذ أن الوحش له سلطان أن يأتى بنار من السماء ( رؤ 13 : 13 ) ويصنع آيات عظيمة . فهذان الشاهدان لابد أن يكونا هما القوة الرادعة ، فيكون سلطانهما على السماء .. والسلطان الثانى : على المياه حتى يحولاهما إلى دم كلما أرادا . أى حسب رأيهما . لأننا نعلم من ( رؤ 8 : 8 ) أن بوق الملاك الثانى سيجعل ثلث البحر دماً . وفى ( 16 : 3 ، 4 ) أن الجامة الثانية حولت مياه البحر دماً ، وأيضاً الجامة الثالثة حولت الأنهار والينابيع دماً ، فتوجد مناطق يكون فيها أتباع الوحش ..
     فهذا النبيان يقومان بتحويل المياه إلى دم ، إذ أن الله أعطاهما سلطان التصرف كلما أراد ، أى كلما لوم الأمر .. والسلطان الثالث : هو أن يضربا الأرض بكل ضربة كلما أرادا ، ليحدا من قوة الوحش وسطوته .
    وهنا نقف وقفة فالبعض قال أن هذين الشاهدين هما موسى وايليا ، عندما ذُكرت الضربتان ،   
الأول : الدم كما فعل موسى بالمصريين ، والثانية: غلق السماء عن المطر ، كما فعل ايليا فى أيام أخاب . ونحن لا نقر بهذا الكلام ..                     
   هل خلت الأرض من الشهود الأمناء حتى يرسل الله إثنين من السماء ليتم بهما خدمة مثل هذه ؟! كلا لأن الله عنده شهود أمناء فى كل 
مكان وزمان ،لكن معجزة غلق السماء وتحويل المياه إلى دم هى للإثنين معاً ، وليس لكل واحد على حدة كما كان موسى وايليا . فموسى لم يغلق السماء ، فلا ينطبق عليه هذا الوصف ، ولا ايليا حول الماء إلى دم .. لكن هذان الشاهدان لهما سلطان معاً أن يغلقا هما الإثنان السماء ، ويحولا المياه إلى دم هما الإثنان أيضاً ، وأن يضربا الأرض بكل ضربة معاً ..
    أما القول " فى أيام نبوتهما " أى فى الألف والمائتين والستين يوماً المحددة لأيام الضيقة العظيمة ، كما سبقت الإشارة . وأيام النبوة هى أيام الضيقة ، وليست أيام نبوة موسى وإيليا كما يقول البعض . وهل قرأنا فى الكتاب مرة واحدة إن شخصاً عاد للخدمة مرة أخرى بعد أن إنتقل من الأرض ، حتى وأن كان إيليا أو موسى ؟! .. ولماذا يعدان للخدمة فى ذلك الزمن ، هل لا يقدر الله أن يقيم من الحجارة أولاد لإبراهيم ؟! .. نحن نرى أن هذين الشاهدين هما بطلان قويان . وفى مستوى الباكورة ، ولكنهما إثناء صعود الباكورة كان يعوزهما شئ ليكملا وينضجا ، وقد وجدا على الأرض للقيام بهذه الخدمة ..
   " ومتى تمما شهادتهما فالوحش الصاعد من
الهاوية سيصنع معهما حرباً ويغلبهما ويقتلهما "
( رؤ 11 : 7 )
   " متى تمما شهادتهما " أى كمات . 126 يوماً . وهما قد أتما الخدمة بجدارة فيسمع الله بقتلهما من الوحش الصاعد من الهاوية . أى من البحر ، كما قيل فى ( رؤ 13 : 1 ) عن هذا الوحش     الصاعد من البحر .. " وتكون جثتماهما على شارع المدينة التى تدعى روحياً سدوم ومصر ، حيث صُلب ربنا أيضاً " ( رؤ 11 : 8 )
    إن مكان القتل هو عند المدينة العظيمة التى هى اورشليم الأرضية . لأن الوحش سينصب خيمته حول هذه الأرض المقدسة .. أما قوله " تدعى روحياً سدوم ومصر " ، فكلمة " سدوم " تذكرنا بسدوم وعمورة . وسدوم هى مدينة خاطئة وكثر شرها . ومصر إشارة إلى الكبرياء . لكن الوحى لا يتركنا نحتار فقال : " حيث صُلب ربنا أيضاً ، أى المدينة التى صُلب فيها الرب يسوع . ونحن نعلم أن الصلب كان خارج المدينة فى الجلجثة ..
    " وينظر أناس من الشعوب والقبائل والألسنة والأمم جثتيهما ثلاثة أيام ونصفاً ، ولا يدعون جثتيهما توضعان فى قبور " ( رؤ 11 : 9 )
    توجد شعوب كثيرة مختلفة ستكون فى هذه الأيام فى ذلك المكان حول أورشليم ، فيأتون ليروا جثتى النبيين ، ولم يسمح الوحش بوضعهما فى قبور ، تشفياً وشماتة وإهانة لهما ..
    " ويشمت بهما الساكنون على الأرض ويتهللون ، ويرسلون هدايا بعضهم لبعض ، لأن هذين النبيين كانا قد عذبا الساكنين على الأرض ( رؤ 11 : 10 ) من عظمة الفرحة التى غمرت قلوب الناس بموت النبيين ، فرحوا وتهللوا . وهؤلاء الذين    فرحوا فيهما كانوا أشراراً وخطاة .. وقد أذيع الخبر ووصل إلى كل مكان ، وأرسل هؤلاء هدايا كل للآخر ، لأن هذين النبيين كانا قد عذبا جميع الساكنين على الأرض ، والعذاب هذا هو المذكور فى عددى ( 5 ، 6 ) حيث تخرج من فمهما نار وتأكل من يريد أن يؤذيهما ، بالاضافة إلى أنهما كانا فى استطاعتهما أن يغلقا السماء حتى لا تمطر ، ويحولان المياه إلى دم ، ويضربا بالأرض كل ضربة ..
  " ثم بعد الثلاثة أيام والنصف  دخل فيهما روح حياة من الله،فوقفا على ارجلهما.ووقع خوف عظيم على الذين كانوا ينظرونهما "(رؤ 11: 11)
     حقاً لقد صدق الرب عندما قال " فرح الفاجر إلى لحظة " . فلم يتمتع هؤلاء الأشرار بفرحتهم لموت هذين النبيين . ولقد دخل فيهما روح حياة من الله ، فعاشا مرة ثانية ووقفا على ارجلهما . فالغريب أن الشامتين كانوا ينظرون اليهما . وقد عادت اليهما الحياة مرة أخرى ، وأخذوا قوة القيامة التى تكلم عنها بولس : " لأعرفه وقوة قيامته " . ووقع على هؤلاء الأشرار خوف ورعب من هول المنظر !!
  " وسمعوا صوتاً عظيماً من السماء قائلاً لهما : إصعدا إلى ههنا ، فصعدا إلى السماء فى السحابة ونظرهما أعداؤهما " (رؤ 11: 12 )
    لقد اكتمل الرعب والخوف أكثر عندما سمع الناس صوتاً مقبلاً من السماء يأمر هذين النبيين بالصعود إلى هناك فى السحابة . وكان أعداؤهما واقفين ينظرونهما صاعدين .. تصور معى حالة هؤلاء الأعداء فى هذه اللحظة ، وقد باءت خططهم بالفشل.. 

الباكورة (4)

د. شهدي جاد  
ونحن الآن فى الفصل الأخير من الأحداث النبوية ، والمسرح العالمى يتهيأ لإستقبال آخر فصول التاريخ البشرى ، والذى دائماً يصب فى قالب النبوة .. والمطلوب والملح من أى وقت مضى أن تكحل الكنيسة عينها بكحل لكى تبصر جيداً ..
    دراستنا هذه المرة عن الباكورة والغالبين ، مما جاء فى كلمة الله . وفى اعلان من أقوى الإعلانات عن هذا التعليم العظيم . وهو ما جاء فى ( رؤيا أصحاح 12 ) هذا الاصحاح بالذات به عدة محطات لابد أن نتوقف عندها ، وندرسها بنزاهة شديدة . فلا داعى لتفويت الفرصة لكى نتعلم درساً جديداً فى كلمة الله ..
    سنتعرف على ـ المرأة المتسربلة ـ الابن الذكر ـ باقى نسل المرأة ـ الحرب التى فى السماء ـ هذا الى جانب الوحش الذى سيصنع حرباً مع باقى نسل المرأة .
   اولاً : المرأة المتسربلة : سنطرح أماك ، عزيزى القارئ كل أقوال المفسرين . ولك مطلق الحرية أن تقبل أى فكر بشرط أن تستريح له ..
    الرأى الأول : إن المرأة المتسربلة هى الأمة الإسرائيلية ، ويستند هذا الرأى فى تفسيره على حلم يوسف ، والذى رأى فيه  الشمس والقمر وأحد عشر كوكباً ساجدين له .. ويقول أصحاب هذا الرأى : إن هذه المرة هى الأمة اليهودية . ونفس الصفات المذكورة عنها فى نفس هذا الاصحاح ، موضوع الدراسة ..
   ولكن هذا الرأى مطعون فيه فى النقاط التالية :
    أولاً : إن هذه الآيه ظهرت فى السماء . والأمة اليهودية مركزها أرضى وليس سماوياً ..
   ثانياً : هلى هذا المنظر من شمس وقمر واثنى عشر كوكباً ، هل هو حال هذه الأمة ، والتى لا تزال فى أيام " لوعمى "(هو1 : 9) فهى التى صلبت ربنا ، وهى لاتزال فى أيام القساوة الجزئية ( رو 11 : 25 ) حتى بعد أن يشفى الرب ارتدادها كأمة..وفى(14: 4) لن يكون مجدها أكثر من أنها تزهر كالسوسن ، وتمتد خراعيبها ، ويكون بهاؤها كالزيتونة ، ولها رائحة لبنان . فلن ترتقى أبداً إلى مستوى إنها تتسربل كالشمس والقمر تحت رجليها !!
    ثالثاً: يقال عن هذه المرأة أنها متمخضة ومتوجعة لتلد : وأين تمخضت أمة إسرائيل وتوجعت حتى تلد أبنها الذكر ، الذى هو المسيح ، حسب رأيهم ..
   فالتمخض دائماً مرتبط بالكنيسة : حسب قول بولس :" يا اولادى الذين اتمخض بهم إلى أن يتصور المسيح فيكم "
   الرأى الثانى : المرأة المتسربلة هى العذراء مريم ، والابن الذكر هو المسيح . ولكن ابن كاتب قيصر ، وهو مفسر ارثوذكسى ، يعترض على ذلك ، خاصة من جهة هروب المرأة 126 يوماً . وأعطائها جناحى النسر العظيم . وأين هو باقى نسل المرأة ، رغم أن أصحاب هذا الرأى لا يؤمنون أن للعذراء نسلاً آخر غير المسيح ، ونحن لا نختلف معهم على ذلك .. ولم يذكر الكتاب عن ولادة المسيح من العذراء إنها تمخضت وتوجعت اثناء الولادة فالمسيح فى (مز 22) يقول :" لانك جذبتنى من البطن .. عليك أُلقيت من الرحم " ..
    الرأى الثالث : إن المرأة المتسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها ، هى الكنيسة ، والابن الذكر يمثل جماعة المؤمنين الغالبين ، والذين خرجوا من رحم الكنيسة بعد الآم مبرحة ، وولادة صعبة ، الى أن تصور المسيح فيهم ، وأصبحوا يسلكون سلوكاً ويحملون صفاته .. وباقى نسل المرأة هم جماعة مؤمنين أيضاً ، ولكن بسبب بعض التجاوزات وعدم التدقيق فى حياتهم ، فقدوا بكوريتهم . ولهذا سيدخلون الضيقة ليقاسوا من ضرباتها ، ويهربوا الى البرية . ولن يتركهم الرب ، ولكن سيعولهم ، ويعطيهم جناحى النسر العظيم ( رؤ 12 : 14 )
   البعض يعترض على القول بأن الكنيسة إمرأة بحجة أن الكنيسة عذراء . ولكنهم تناسوا أنها ذُكرت عدة مرات مباشرة أنها إمرأة ، مثل :" عُرس الخروف قد جاء وامرأته قد هيأت نفسها "( رؤ 19 : 7 ) و " هلم فأريك العروس امرأة الخروف "( رؤ 21 : 9 ) وهنا ذُكرت امرأة لأن لها ابن ذكر ، ولها باقى النسل ..
   والمرأة المتسربلة بالشمس . أى المسيح . والقمر تحت رجليها . أى كلمة الله التى قيل عنها انها سراج . ( مز 119 : 105 )
    وقد يقول معترض : اذا كانت الكنيسة هى جماعة المؤمنين ، كيف يكون لها أولاد ، ومن هم هؤلاء الأولاد ؟ . ليس غريباً أن تكون الكنيسة ، وهى من جماعة المؤمنين ، لها أولاد من المؤمنين ، بدليل قول بولس :" يا أولادى الذين اتمخض بهم " . وأيضاً قيل عن الكنيسة إنها أم لكل المؤمنين ." أورشليم العليا التى هى أمنا جميعاً "( غلا 4 : 26 )
    أما القائلون بأن الابن الذكر هو المسيح ، فتعترضهم عدة مشكلات :
   + عند ولادته أختطف الى الله ، والى عرشه . فهل المسيح صعد مباشرة بعد ولادته ؟ وأين الـ 33 سنة على الأرض ، وأين الآمه وموته وقيامته ؟
   + لم يحدث أيضاً أنه بعد صعوده ، حدثت معركة فى السماء بين ابليس وبين ميخائيل رئيس الملائكة ..
   + سفر الرؤيا لا يروى لنا أحداثاً حدثت فى الماضى ، وهى ولادة المسيح وصعوده ،ولكن هى نبوات مستقبلية " ما لابد أن يكون بعد هذا " ( رؤ 4 : 1 )
   + إن صعود المسيح إلى الآب ، لا لكى ينجيه من هيرودس الذى يريد أن يبتلعه ، هذه معلومة غير صحيحة . فالمسيح لم يهرب أبداً من أرض المعركة ، ولم يخطفه الله لكى ينقذه من الوحش . المسيح سحق رأس الشيطان ، وجرد الرياسات على الصليب ، وقام منتصراً من الأموات ..
   + أخيراً كلمة " اختطف " ولدها إلى الله وإلى عرشه ، وأنا أسأل ما سأله القس / بطرس لبيب فى كتابه " مختار التعليم الخمسينى " " هل المسيح أختطف يا قوم ؟ حاشا أن يُقال عنه هذا اللفظ ، فهو لا يتناسب معه جملة وتفصيلاً " . المسيح يُقال عنه " صعد " وليس أُختطف  . ( أنظر مر 16 : 19 ولو 24 : 51 ، و يو 20 : 17 )
   إذاً من يكون الابن الذكر ؟ الابن الذكر يمثل جماعة المؤمنين الغلبين والفئة الممتازة ، والتى عاشت كما عاش سيدها ، فهم الذين يتبعون الخروف حيثما ذهب ، وفى أفواههم لم يوجد غش ، لأنهم بلا عيب قدام عرش الله .(رؤ 14 : 1) . وهم بالطبع سُيخطفون كما أختطف أخنوخ قبل الطوفان ، وتُرك نوح ليجتاز الطوفان ، محفوظاً بداخل الفلك . والكتاب يحدد الميعاد بالضبط ( فى وسط الأسبوع ) . وبعده ستذهب الكنيسة بباقى نسلها إلى البرية لتعال من الله ( كما نوح فى الفلك ) 260 يوماً ..
    ويذكر القس/صموئيل مشرقى فى كتابه " الباكورة والإختطاف الباكر " خمسة شهود يؤيدون الباكورة : وهم كما يلى :
   1ـ مايربيرلمان الرسولى : فى كتابه " صدق كلمة اله " ص 225 ، شروط اختطاف الباكورة هو : السهر ـ الأمانة ـ الحكمة ـ النشاط ـ البساطة ـ التضرع ـ الثبات فى المسيح ـ الامتلاء المتواصل من الروح القدس .. هذه الشروط تؤهل المؤمن ليكون من الباكورة . وان جانبته يترك ليجتاز الضيقة "        2ـ فى كتابه الأيام الأخيرة ، للعلامه داسايس " إن جماعة المكرسين الساهرين المنتظرين لرجوع الرب ، وهم يؤخذون أولاً ، بينما يُترك الآخرون ليجتازوا الضيقة . ويشهد عنهم فى ( رؤ 14 : 1 ـ 5 ) " إنهم اشتروا من بين الناس باكورة "
    3ـ فى مجلة " كوكب الصبح " وهى لسان حال الرسوليين فى عدد مارس 1927 :" ان الأبن الذكر ، الذى ولدته المرأة المتسربلة بالشمس هو الباكورة ، وهو يمثل الأقلية من المسيحيين الساهرين "
    4ـ فى نبذة" علامة المنتهى" للباحث الشهير " بمبر " ص 5 : " إن الأصحاحين 12 و 14 من سفر الرؤيا يعلنان ذلك الحق ، وهو أن الباكورة من أمناء الكنيسة على الأرض ، ستخطف الى الله وإلى عرشه قبل أن يُطرح الشيطان إلى الأرض "
    5ـ القس إبراهيم سعيد رئيس الطائفة الإنجيلية الأسبق فى كتابه " فتح السفر المختوم " ص 7 يقول : " يعتقد فريق من المفسرين أنه من رحمة الله على الكنيسة أن لا يسمح بمرورها فى الضيقة العظيمة . وفريق آخر يعتقد أن إختطاف الكنيسة لا يكون جامعاً ، بل يختطف منها المستعدون للقائه المجيد      ( الباكورة ) ، أما غير المستعدين   فسيبقون فى العالم لتصهرهم نيران الضيقة ! .. وهذا رأيى أنا "
   عزيزى القارئ الكريم .. امامك كل الحقائق ، فلا تستهن بالحق الكتابى .. اقرأ جيداً .. وصل بحرارة . لن تخسر شيئاً إذا لأطعت الإنجيل .. الخسارة فى العناد ، وصم الأذان . والربح فى الطاعة ، وكره العصيان .. خذ قرارك واتبع الهك ..

إلى اللقاء ..
  

سلسلة بنورك نرى نوراً

" والمستعدات دخلن معه إلى العرس "  ( مت 25 : 10 )

لم يكن العذارى أبداً مقصود بهن العروس ، هم فقط ، ومكافأة لهن من العريس على استعدادهن ، سُمح لهن بالدخول إلى العرس .. أليس هذا ما يقول النص المقدس ؟! إن بين العذارى الحكيمات والعروس فرق شاسع ، ومسافة كبيرة .. وتعالوا لنلق نظرة على الرعوس : فبحسب ما جاء فى ( رؤيا 21 : 9 وما بعده من الآيات ، كان للعروس مجد الله ، كما كانت تلمح لمعاناً عظيماً . فليس الأمر مجرد مصابيح منيرة ، أو مُصلحة ، بل كما يقول الكتاب عن العروس فى ( رؤ 21 : 11 ) " ولها مجد الله ولمعانها شبه أكرم حجر كحجر يشب بلورى ".  
    إن كل واحد سيبقى فى الموضع الذى وصل اليه فى جهاده بالنعمة ، ولن يتعداه , وعن هذا يقول الجامعة : " ففى الموضع حيث تقع الشجرة هناك تكون "(جا 3 :    ) ولا مجال إطلاقاً لتغيير هذا ، فلقد أوصلت المصابيح المنيرة الحكيمات إلى حيث يمكنهن أن يُقبلن فى زفة العُرس ، أو وليمته أن صح التعبير ، وليس أكثر من هذا ..
    أما العروس فهى مجيدة ، لا دنس فيها ولا غضن ، بل تكون مقدسة وبلا عيب .. سورها عظيم ، وأساساتها مزينة ، وأبوابها من اللؤلؤ . ووصفها كما جاء فى ( رؤيا 21 ) كمدينة لن يدخلها شئ دنس ، ولا ما يصنع رجساً وكذباً .. وهى لن تضم أبداً إلا من صار قلبهنقياً يصلح لمعاينة الله . وأما من هم دون ذلك ،فلهم موضع آخر انظر مثلاً ( رؤ 21 : 24 وقد تسألنى عن الجاهلات ، وعن هذا يجيب العظيم بين القديسين فى ( أف 5 : 15 ـ 17 قائلاً : " فأنظروا كيف تسلكون بالتدقيق ، لا كجهلاء ، بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الايام شريرة . من أجل ذلك لا تكونوا ـغبياء ، بل فاهمين ما هى مشيئة الرب "
   فكل مؤمن لا يسلك بالتدقيق ، ولا يغتنم الفرص التى يدبرها له الله للخدمة ، وفعل الخير ، بل يكون غبياً غير فاهم لمشيئة الله ، هو ضمن هذه الفئة " الجاهلات " فلم تكن العذارى الجاهلات زانيات ـ لا سمح الله ـ وإلا لما أطلق عليهن الوحى صفة العذارى . فالزانية لا يمكن أن تكون عذراء ،  بل كن عذراوات لهن مصابيح . وقد خرجن من العالم للقاء العريس ، وقمن عند سماع الصراخ فى نصف الليل : كما أنهم أحضرن الزيت . وقد اشترينه بعملة مقبولة إلهياً ، وإلا كان زيتاً مغشوشاً ! أما المفاجأة فهى أنه فى آخر وصف لهن ، ورغم رفضهن ، فقد رفع الوحى عنهن صفة الجهل إذ يقول فى ( مت 25 : 11 ) 
    أخيراً جاءت بقية العذارى أيضاً قائلات : يا سيد افتح لنا "ولكن رفض السيد طلبتهن ،لأن ما ندركه غصباً لا نكافأ عليه،كما انه إدراك فى غير وقته،لا قيمة له فى صنع المصائر ..
    عزيزى .. إن ما واجه الجاهلات هو ما تنبأ به بولس حين قال : " إن كنا نصبر فسنملك أيضاً معه . إن كنا ننكره ، فهو أيضاً سينكرنا " ( 2 تى 2 : 12 ) . فلقد أنكر السيد معرفته بالجاهلات ، كما تجاهل زيارة لوط قديماً ، رغم زيارته لإبراهيم ، بل جاء الملاكان فقط ، ولم يدخلا بيت لوط إلا بعد إلحاح شديد ، فمعاينة الله ليست للجميع . فقط أنقياء القلب لهم ذلك ..
   لقد أدركت الجاهلات ، فى لحظة المصير ، أن شيئاً ما يمنعه من الدخول إلى العرس ، وحاولن إصلاحه ، وبإجتهاد .بل ونجحن فى ذلك حتى أن الوحى رفع عنهن أخيراً لقب الجاهلات ، بقوله عنهن بعد إحضار الزيت :" أخيراً جاءت بقية العذراى .. " ولكن هذا الأدراك المتأخر ، لا فائدة منه . لأن لكل شئ زمان ، لكل عمل تحت السماء وقت " ( جا 3 : 1) فلسوف يدرك كثيرون أن أموراً كثيرة غير مستقيمة فى حياتهم ، كما سيدرك البعض فراغ حياتهم بالكامل . ولكنه إدراك فى غير موعده،ولا يغير شيئاً بل سيكون سبباً فقط للخجل والنوم.وعن هذا يقول الحبيب يوحنا ناصحاً أولاد الله بالقول :" والآن أيها الأولاد اثبتوا فيه ، حتى إذا أظهر يكون لنا ثقة ، ولا نخجل منه فى مجيئه " (1 يو 2 : 28)
    عزيزى .. يقول الرسول بولس :" أركضوا لكى تناولا " ( 1 كو 9 : 14 ) . فلن ينال شيئاً من لم يركض ، لانه وإن كان الخلاص هبة ، فالاكليل ليست كذلك .. ولن يجلس المخلصون معاً ، كما يتوهم المتوهمون ، بل سيكون ـ وكما فى أمر القيامة ـ كل واحد فى رتبته . ( 1 كو 15 : 22 ، 23 ) . بل سيخسر بعض المؤمنين كل شئ ، وإن كانوا هم أنفسهم سيخلصون . ولكن كما بنار . ( 1 كو 3 : 15 ) .. ففى بيت الآب منازل كثيرة . ولكن لا يكلل أحداً إن لم يجاهد قانونياً . ولذا كانت النصيحة الرسولية لك ولى وللجميع : " جاهد جهاد الإيمان الحسن "  ( 1 تى 6 : 12 )

  

حوار مع خادم الرب د . زكريا استاورو

       لقاؤنا فى هذا العدد مع خادم الرب والكارز المعروف د . زكريا استاورو .. هذا الرجل الذى لا يدخر جهداً فى خدمته الكرازية داخل مصر وخارجها .. وجميعنا نشاهده على شاشات القنوات الفضائية ، وهو يقدم رسالة إنجيل المسيح بكل حماس لسامعيه ومشاهديه .. وقد لإنتهزت فرصة زيارته لكنيسة الأخوة بأبى جلبان وطلبت منه أن أدير معه حواراً . فرحب بذلك ..  
   + أهلاً بك يا دكتور زكريا .. يسعدنا أن يكون لنا معك لقاء وحوار . لنشره فى مجلة " المنبر الخمسينى " ، وبداية أطلب منك أن تقدم نفسك للقراء ..
   ـ أسمى بالكامل زكريا استاورو صديق .. طبيب بشرى متخصص فى الأمراض الصدرية .. ولدت بتاريخ 1 / 5 / 1961 . فى مدينة نجع حمادى ـ قنا . الحالة الإجتماعية ، متزوج من السيدة / ميرى عادل نصحى ( وهى ابنة خدام الرب د . عادل نصحى ) وعندنا ابن اسمه يوسف وابنة اسمها أميرة ..
 + متى قبلت المسيح مخلصاً وكيف تم ذلك ؟
    ـ حدث ذلك فى يوم 2 / 11 1976 . حيث كنت أحضر إجتماعاً بكنيسة الأخوة بنجع حمادى . وكان يوجد بها خادم كارز هو الأخ فهمى يوسف .. وقد حصلت على نعمة التجديد فى هذا الإجتماع ..
   + لماذا تركت عملك كطبيب واتجهت إلى الخدمة ، ومتى حدث ذلك ؟
    ـ أنا بدأت أخدم الرب ، بعد تجديدى ، فى القرى المحيطة بالجامعة التى أدرس بأحدى كلياتها ( كلية الطب ) .. ولما كنت أكرز ربحت نفوساً للمسيح . وذلك شجعنى على التفرغ للخدمة .. وبعد أن انهيت الخدمة العسكرية كضابط إحتياط ، اتخذت قراراً بالتفرغ للخدمة ، فقدمت إستقالتى من العمل كطبيب فى مستشفى الأمراض الصدرية بنجع حمادى . وكان ذلك بتاريخ 2 / 5 / 1992 ..
   + لماذا أخترت الخدمة الكرازية بالذات ؟  ـ أنا لم أختر هذه الخدمة ، ولكن الرب هو الذى حدد لى نوع هذه الخدمة . كما أنى كنت أرى فى زياراتى للقرى أن نفوساً كثيرة تحتاج أن ندعوها للمسيح المخلص .. وقد ربحت نفوساً كثيرة للمسيح ، خاصة عن طريق العمل الفردى ..
   + هلى تواجه مقاومة من الشيطان لإعاقة خدمتك ؟
   ـ بالتأكيد الشيطان شن حرباً على الكارزين ، لأنهم يعملون على إختطاف النفوس منه . ولذا نجد الرسول بولس يطلب من المؤمنين فى 12 رسالة من رسائله ال 14 أن يصلوا من أجله . وهذا يعنى أن خادم الرب لابد أن يُقاوم من عدو الخير . ويبذل هذا العدو جهوداً كبيرة محاولاً تعطيل الخدمة .. وسأذكر هنا موقفاً من المواقف التى فيها أعاق الشيطان الخدمة كنت ذات مرة فى لبنان ، وكان معى المرنم أيمن كفرونى ، وكانت ترافقنا قناتان فضائيتان ، لإذاعة الإجتماع على الهواء مباشرة هما : سات سفن ، ونور سات . وكان كل شئ معداً لأن تذاع العبادة والخدمة على الهواء .. ولكن فجأة انقطع التيار الكهربائى . ولم توجد وسيلة أخرى لتوليد الكهرباء .. لذا أقول : أن الحرب الروحية ضد الكرازة تُحسم فى غرفة العمليات . أى مخدع الصلاة .. 
   + كيف توزع وقتك بين الخدمة والبقاء مع أسرتك ؟
   ـ إن ترتيب الأمور مع الخادم يجب أن تكون هكذا : الرب أولاً بمعنى الجلوس أمامه ، وطلب وجهه بلجاجة من أجل الإمتلاء من الروح القدس فهذا ضرورى كزاد لابد منه لتقوية الخادم . ولا نجاح فى الخدمة بدون الإمتلاء من الروح القدس ، العائلة ثانياً : فانا لست مع القائلين أن على الخادم ترك أسرته ، والتجوال فى الخدمة أغلب الوقت . فأسرة الخادم لها حق عليه . ولا ننسى قول الكتاب فى هذا الصدد : " يدبر بيته حسناً ... وإنما أن كان أحد لا يعرف أن يدبر بيته ، فكيف يعتنى بكنيسة الله ؟ " ( ا تى 3 : 4 ، 5 ) الخدمة ثالثاً : نظام الخدمة الذى أسير عليه هو : أخرج لزيارة بلد ، أو أسافر إلى الخارج ، وبعدها أعود إلى بيتى . وهذا هو خط سيرى على طول الخط .. فأنا أقتسم الوقت بين الخدمة والأسرة ..
   + ما رأيك فى قيام الإتحاد بين الكنائس المصرية ؟
   ـ الاتحاد بين الكنائس المسيحية هو أمر قائم ، ونحن لا نصنعه . والكتاب  يوصينا أن نحفظ وحدانية الروح فى رباط السلام . ( أف 4 : 3 ) . والمطلوب من المؤمنين العمل على استمرار الوحدة ..
   + ما رأيك فى أصحاب إتجاه الإنفصال عن المجتمع ؟
   ـ توجد كلمتان حول هذا الموضوع هما : إنعزال ـ ايزوليش isolation ـ انفصال ـ سيباريش sepratian  ـ الإنعزال ، شر من الشرور الفريسية ، ولا يجب أن المؤمن ينعزل عن العالم ( أنظر 1 كو 5 : 10 ) . والمؤمنون نور العالم ، وملح الأرض . ولكن الإنفصال يكون عن الشرور التى فى العالم ..
   + هلى واجهتك بعض المواقف الغريبة ، أو الطريفة فى الخدمة ، وتود أن تذكرها لنا ؟
    ـ نعم وسأذكر موقفين حدثا معى فى اثناء الخدمة :
 1 ـ كنت فى أحدى القرى .. وبينما أنا أخدم ذات ليلة .. فجأة رأيت ثلاثة رجال يدخلون الكنيسة . كان إثنان منهم مسلحين ويتوسطهما رجل يبدو عليه الشر والإجرام .. وجلس الرجلان المسلحان ، بينما تقدم الثالث نحوى   حتى وصل الى المنبر ، الذى أقف عليه . ومد يده وأخذ المايك من يدى .. ولم أتكلم أنا بشئ 
لأن منظر الرجل كان مخيفاً .. ومن الغريب أنه بدأ يعظ الناس ، داعياً إياهم للتوبة والحياة مع الله . وإن عليهم أن يأخذوا منه الدرس والعبرة ، لأنه عاش فى الشر ، ولكن لم ينفعه شئ .. وقد تأثر الناس لدى سماعهم هذا الكلام . بل أن بعضهم كان يبكون تأثراً من كلامه !!
    أما الحدث الآخر فكان طريفاً جداً : كنت فى كنيسة فى أحدى القرى .. وكانت عظتى عن مثل عُرس ابن الملك .. وبينما أنا أتكلم عن ضرورة حضور وليمة العرس والتمتع بأفراح الوليمة ، فجأة رأيت شخصاً يتقدم إلى المنبر ، ويقف إلى جانبى وينادى بصوت عالٍ للناس ، مردداً ما يقال فى أفراح أهل العالم : الفرح وصاحب الفرح .. والعريس والمدعويين .. إلخ .. وقد أضحك الناس كثيراً ..
   +نرجو أن توجه كلمة للقسوس والخدام فى مصر .. فماذا تقول لهم ؟
  ـ أقول للقسوس والخدام : بنظرة واقعية لهذه الأيام التى نعيشها ، أرى أن الجو مهيئاً للكرازة بانجيل المسيح .. قدموا إنجيل المسيح للخطاة .. فكلمة الله لا يجب أن تقيد ..    
  
  

ملامح الكنيسة ووظيفتها ( ابط 2 : 1 ـ 10 )

 القس / ثروت ثابت وهبه
 راعى الكنيسة الإنجيلية بالعباسيةــ القاهرة 

    كتب الرسول بطرس لجماعة من المؤمنين من أصل يهودى وأممى ، والذين بسبب إيمانهم الجديد بالرب يسوع المسيح تعرضوا للضيق والألم الشديد ، فتشتتوا فى خمس مدن متفرقة فى آسيا الصغرى ( بنتس ، غلاطية ، كبدوكية ، آسيا ، بيثنية ) .. فى الإصحاح الأول شجعه بالقول إنكم مختارون من الله فأن كان العالم رفضكم ، لكن الله أختاركم ، وأعطاكم حياة جديدة ، ميراث لا بفنى . وإن كانت التجارب كثيرة ومتنوعة ، فنعمة الله متنوعة ، والله حى وموجود ومسيطر على كل الأمور .. ثم دعاهم لحياة القداسة والمحبة .. أما نحن نقترب من الأصحاح الثانى ، من الرسالة الأولى ، فنجد الرسول بطرس ، بوحى الروح القدس ، يرسم لهم ملامح الكنيسة ، ووظيفتها الأساسية .. فتعالوا بنا نرى ما يلى :

     أولاً : ملامح الكنيسة :
     1ـ مستقلة ومتميزة : والإستقلال لا يعنى الإنعزال عن المجتمع الذى نحيا فيه ، حتى وإن كان يضطهدنا ويكرهنا . لكن التعامل دون تلوث أو تأثير . ولقد كان المجتمع الرومانى فى ذلك الوقت به أمراض روحية ومجتمعية كثيرة . لذا طالبهم الرسول بطرس بطرحها بعيداً عنهم ، كما يطرح العامل ملابسه الملوثة بعد عودته من العمل . من ضمن تلك الأمراض : الخبث . وهو أم الخطايا ، ويعنى الرغبة فى إيذاء الغير . فالخبث هو من يفكر باستمرار فى ايذاء غيره . عكس الخباثة : البساطة ،فالبسيط هو من لا يفكر
فى ضرر وأذية غيره . المكر : أى الخداع . والمكار هو من يخفى جانب معين من حياته ، لينجو من موقف ما ، أو ليأخذ شيئاً ما . الرياء :  هو إدعاء ما ليس فيك ، وأن تظهر عكس ما تبطن . وهذا لن يوصلك لشئ ، لذا فالأفضل الإعتراف بالحقيقة مهما كانت مرة . الحسد : هو الغيرة والغضب الشديد لأجل حصول غيرى على شئ لم أحصل عليه ، فأتمنى زواله : المذمة : هى الإفتراء على الناس واختلاق قصص كاذبة عنهم لم تحدث ( شائعات ) يمكن أن تدمرهم وتفتك بهم ..
    ب ـ مشتهية لكلمة الله : شبه الرسول بطرس الكلمة باللبن العقلى العديم الغش
 ( أى غير المخلوط بتعاليم أخرى ، كتعاليم التهوديين أو العنوسيين ) وشبه المؤمن بطفل حديث الولادة ، يشتهى هذا اللبن لكى ينمو . وهذا حق ، فكلمة الله لبن ، أى صالحة لحديثى الإيمان ، وهى خبز أيضاً صالحة للبالغين . هى سلاح المؤمن للدفاع والهجوم على عدو الخير وحروبه المتعددة ، وهى دليله فى بحر الحياة حتى لا يضل أو يتوه كما أنها مرآته تكشف له ذاته دون خداع أو تزييف ، فيصحح ويعدل من نفسه ، كما أنها مصدر الحكمة والفطنة . " أكثر من الشيوخ فطنت ، لأنى حفظت وصاياك " ( مز 119 : 100 ) ، وسر انتعاش وفرح المؤمن مهما كانت ظروفه ." وجد كلامك فأكلته ، فكان لى للفرح ولبهجة قلبى " ( إر 15 : 16 ) ، وسر التشجيع ، فوعود الله فى كلمته سر قوتنا وسلامنا ..
   وما سجل فى الكتاب من أحداث تاريخية تشجعنا ، فالتاريخ يثبت أن له سيد ومدبر عظيم هو الرب إلهنا وسيدنا . فكما هو إله العبادة ، هو اله التاريخ أيضاً . ما أجمل وما أروع أن نكون كأفراد وككنيسة مشتهين كلمة الله ، فنقرأها ونتأملها وندرسها ونفهمها لنطبقها . إنها سر قوة المؤمن مهما كان الضيق والألم من حوله . لا أمل فى تقدم ونمو أى فرد أو كنيسة تهمل التعليم الصحيح من كلمة الله .. فترى هلى تشتاق أن تقرأ كلمة الله لتنمو روحياً ؟    
   ج ـ متمثلة بالمسيح : المسيح كما وصفه بطرس هنا،هو حجر الأساس ، الصخر القوى
الذى بُنيت عليه الكنيسة ، فعلى إعلان بطرس أن المسيح ابن الله المخلص ، بُنيت الكنيسة وتأسست(مت 16 : 18).هو حجر عثرة وصدمة لمن لا يقبلونه ، لكنه حجر الزواية لكل الذين قبلوه ، كما أنه حجر حى ، أى له فاعلية وتأثير وسط شعبه ، يشعر ويحس بنا كما أنه حجر كريم وثمين وغالٍ ، مختار من الله منذ الأزل،( اش 42 : 1) . ورغم ذلك مرفوض من الناس "جاء الى خاصته وخاصته لم تقبله "( يو 1 : 11)
   الكنيسة الحقيقية يجب أن تكون متمثلة بالمسيح، فكل مؤمن يكون بمثابة حجر حى يشعر بإخوته ويسندهم ، ويلتصق بهم ، فلا يحيا بمفرده منفصلاً عنهم . يجب على كل عضو فى الكنيسة أن يدرك أنه كريم جداً فى نظر الله وغالٍ مجلة المنير الخمسينى .. العدد العشرون .. ديسمبر 2013
                                                            

، حتى أن الله اختارنا فى المسيح منذ الأزل     ( أف 1 : 4 ). لكن علينا أن نتوقع انه كما رفض العالم المسيح يرفض الكنيسة ويضطهدها . عندما نتمثل بالمسيح وننظر اليه ، مهما كان الألم والإضطهاد والضيق ، نتشجع ونتقوى ، ولا نتعجب مما يحدث لنا كما قال الرسول يوحنا :" لا تتعجبوا يا أخوتى إن كان العالم يبغضكم " ( 1 يو 3 : 13 ) وكما قال رب المجد :" طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين ، افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم فى السموات " ( مت 5 : 11 )  
  د ـ متماسكة ومترابطة :يوصى الرسول بطرس الكنيسة المضطهدة المتألمة ، أن تكون
   مترابطة ومتماسكة "كونوا أنتم مبنيين كحجارة حية بيتاً روحياً كهنوتاً مقدساً ، لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح ".إن جماعة المؤمنين حتى وإن كانوا متفرقين فى العالم ، ومقسمين إلى طوائف ومذاهب متعددة، ولكل جماعة رأيها وفكرها ،لكنهم بناء واحد، بيت روحى واحد أساسه واحد هو الرب يسوع المسيح  ، وإيماننا واحد ، ورجاؤنا واحد ، وكلنا لنا مركز واحد أمام الله ، فكلنا كهنة للرب ، ومقدسون فى المسيح ، أى مخصصون ومفرزون له . وكلنا لنا وظيفة واحدة وعمل واحد ، طالما كنا هنا على الأرض : تقديم الذبائح الروحية ( العبادة ) والإخبار بفضائل الذى دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب ( الشهادة ) . وهذا يقودنى للنقطة الثانية فى حديثنا ، وهى وظيفة الكنيسة . موضوع المرة القادمة ، والرب معنا ويباركنا لنكون كنيسة متميزة ، مشتهية لكلمة الله ، ممتلئة بالمسيح متماسكة مترابطة..