المراهقة..!.. (2)
د. القس / أشرف ثابت..
تتكون النفس البشرية من : الإيد – الأنا - الأنا العليا.
* تقع الإيد فى العقل الباطن، أو اللاشعور، وتحتوى على جميع الغرائز والدوافع البدائية.
* أما الأنا فيقع جزء منها فى منطقة الشعور، وجزء آخر فى منطقة اللاشعور، وهى تنظم بين إحتياجات النفس والبيئة. "فالأنا" تنظم إشباع غرائز النفس حتى تناسبها مع البيئة والمجتمع، كما أن لها القدرة على كبت الغرائز..
* والأنا العليا يكون الجزء الأكبر منها فى منطقة الشعور، ويسمى بالضمير، والجزء المتبقى فى اللاشعور، وهو المراقب العام لتصرفات الإنسان، ويؤثر على هذا المكون عوامل عدة، فنموه أكثر من الطبيعى، يؤدى إلى حالة مرضية تسمى "الوسواس القهرى" وفيها تحاسب "أنا" المرء على كل شئ يفعله، سواء أكان مناسباً، أو غير مناسب. وهل تم على الوجه الأمثل أم لا، مما يدفع المرء إلى العمل، محاولاً بذلك الوصول إلى درجة الكمال فيه، لكى يستريح ضميره. أما إذا كان النمو أقل من الطبيعى، فهو يؤدى إلى اللامبالاة 0
* الأنا أو (الإيجو) تمارس وظيفتها بأكثر من طريقة حتى تسيطر على غرائز النفس ودوافعها حتى ترضى الذات. ومن أجل ذلك فهى تلجأ إلى وسائل عدة منها :
أ- الخيال : وهو أن يقوم المراهق بتنفيذ الرغبات والغرائز فى الخيال، وهي التى لا يستطيع الشخص تنفيذها فى الواقع. وهذا الحل طبيعى وصحى طالما أن الشخص يعرف أنه خيال ليس إلا. ونجد أيضاً أن أحلام اليقظة هى نوع من الخيال ولكن لفترة طويلة، أما إذا تم تصور الخيال على أنه الواقع، فبذلك يكون قد تخطى الحدود الطبيعية للإنسان السوى، ويصبح الغرائز إرادياً..
ب- الكبت : هو كبح الغرائز إرادياً..
ج- التعويض : وهنا تقوم الأنا بتعويض النقص الموجود داخل الشخص باظهار تفوقاً فى مجال آخر..
د- التقمص : ويلعب دوراً مؤثراً جداً فى تكوين شخصية الطفل والمراهق، حيث نجد المراهق يتصرف فى كثير من الأمور متقمصاً شخصية مثله الأعلى (الأب أو المدرس أو البطل).
هـ- الإسقاط : تحميل الغير أسباب عدم إمكان تحقيق الرغبات والغرائز..
و- الإنفصال : وهو فصل جزء من النفس عن الشخصية الأساسية، بسبب أحتوائها على رغبات مكبوتة، ومشاكل غير محلولة، وهى ما يسمى بانفصام الشخصية..
ز- التحويل : أى تحويل الطاقة الغريزية إلى قنوات أخرى يتقبلها المجتمع، مثل غريزة الأمومة عند النساء (مثل عملهن كمربيات للأطفال أو طبيبات) أو تحويل الطاقة إلى مجال آخر كالقيام برياضة أو نشاط إجتماعى آخر..
ح- التسويغ : وهى محاولة الشخص تسويغ عدم إمكانية تحقيق رغباته لأسباب تفوق قدراته. ومسوغ الفشل هذا ناتج عن اللاشعور، أى أنه يختلف عن الكذب، فهو يتم على مستوى الشعور..
مشاكل المراهق النفسية
أولاً : الشعور بالوحدة:
الشعور بالوحدة هو حالة عقلية مؤلمة تشعر بها فى أعماق نفسك، بأن تفتقد العلاقات الهامة ذات المعنى مع الآخرين. ويشمل ذلك شعوراً داخلياً بالفراغ، يرافقه الحزن والشعور بالإنعزالية والقلق والانزعاج. ونتيجة لذلك تتولد رغبة قوية للحصول على أهتمام وتقدير الآخرين. وهذا الشعور بالوحدة منتشر بشدة وسط الصغار والكبار على حد سواء. وتشير الدراسات إلى أن الفئة التى تواجه أكثر المشكلات بالنسبة للشعور بالوحدة هم المراهقون، ففى هذه الفترة العمرية يشعر المراهقون بالحاجة الكبرى لقبولهم من المحيطين بهم..
* أعراض الشعور بالوحدة :
(1) النفور النفسى والبعد عن الآخرين (2) الشعور بالخجل والإنطواء (3) التمركز حول الذات (4) عدم مقدرة الفرد على المشاركة فى الأحداث الاجتماعية (5) الشعور بالعزلة (6) الإكتئاب (7) الإغتراب والشعور بالوحشة حتى فى حضور الآخرين..
* أنواع الشعور بالوحدة :
1- الشعور العاطفى بالوحدة : وهو الإحساس بفقدان أو نقص العلاقة النفسية الوطيدة مع شخص آخر، وهو لن يتحسن إلا بتطوير علاقات عميقة مع الآخرين..
2- الشعور الاجتماعى بالوحدة : هو الإحساس بالقلق والفراغ وفقدان الهدف والإحساس بالإنعزالية، وكأن الشخص على هامش الحياة. وهذه النوعية من الأشخاص الذين لديهم هذه المشاعر يحتاجون إلى تنمية مهارة العلاقات مع الآخرين، بدلاً من علاقة عميقة مع صديق معين..
3- الشعور الوجودى بالوحدة : هو إحساس بأن الحياة لا معنى لها ولا هدف. وهذا الشعور يعانيه كل شخص منفصل عن الله، ويحتاج هذا النوع من الأشخاص الى علاقة حقيقية مع الله، ويفضل وجوده داخل أو وسط مجموعة من المؤمنين..
* أسباب الشعور بالوحدة : القيمة المتدنية للذات - العلاقات العائلية الضعيفة - العوامل الاجتماعية - الظروف المحبطة - الخوف - العدوانية - عدم القدرة على التواصل - الأسباب الروحية - الشعور بالخجل - الشعور بأن الآخرين أساؤا فهمه - خلاف لم يتم تسويته مع الآخرين - الانفصال والإبتعاد عن الذين نحبهم - إنتقاد الآخرين والشعور بعدم الحاجة إليهم - الشعور بالرفض - وفاة أحد المقربين، سواء من العائلة أو من الأصدقاء - التكوين النفسى للفرد - الإنتقال إلى مكان جديد، أو الهجرة الدائمة أو المؤقتة – أعتلا ل الصحة وضعفها - حاجة المراهق إلى القبول فى بيئته الاجتماعية.
* علاج الشعور بالوحدة :
1- أصغ للمراهق وشجعه على التحدث عن مشاعره بحرية، وساعده ليعبر عن نفسه..
2- تعاطف معه عندما يشاركك مشاعره بالوحدة عن طريق التواصل معه..
3- أكد له على أهميته، ومواطن القوة لديه، وشجعه على تنميتها..
4- وجهه وأرشده ليتحدث عن أسباب وعواقب شعوره بالوحدة..
5- دعه يأخذ خطوات تنفيذية..
6- ربط المراهقين بشخصيات جذابة تكون قدوة لهم..
7- توفير الدفء العاطفى داخل الأسرة..
8- تشجيع المراهقين على تكوين علاقات إجتماعية قوية مع المحيطين بهم..
9- تشجيع المراهقين على الثقة فى الرب يسوع، ليدركوا أن الله يعلم بوجود هذا الفراغ فى حياتهم، وأنه الوحيد الذى يملأه..
10- الألتحاق ببعض المشاريع التى تشجع العمل كفريق واحد..
ثانياً : الشعور بالذنب
الشعور بالذنب هو معرفة أن شيئاً خاطئاً قد حدث ويترتب عليه: الخوف من العقاب – الخجل - الأسف والندم – الأستياء - الشعور بالمديونية، أى شعور الشخص أنه دائماً مخطئ أو مقصر، أو غير منظم أو متردد، أو لا يحسن التصرف
* أعراض الشعور بالذنب : الميل إلى البكاء، كلما تذكر الأخطاء - الشعور بالكراهية - العناء من أحلام مزعجة مرتبطة بأخطاء حدثت - الميل إلى العزلة - التردد فى إتخاذ القرارات - الخوف من الموت قبل التطهر من الذنوب - الشعور بتأنيب الضمير، لأن الناس ترانى فى صورة طيبة، وأنا أرى نفسى فى صورة سيئة..
والى اللقاء في العددالقادم0
القس/ أشرف ثابت..
موبايل : 0128158187