كانت حملة نبوخذ نصر ملك بابل ، العسكرية الأولى ، لغزو مملكة يهوذا سنة 606 ق . م ، فى ايام حكم يهوياقيم ملك يهوذا . وقد انزل ملك بابل الهزيمة بمملكة يهوذا ، واستسلم يهوياقيم وخضع له . وقد اخذ بنوخذ نصر عظماء المملكة ، وخيرة شبابها مسبيين إلى بابل ، ومن هؤلاء دانيال ورفاقه الثلاثة ، اى شدرخ وميشخ وعبد نغو . ( دا 1 : 1 – 6 )
ولكن بعد فترة من الزمن تمرد يهوياقيم على سلطة نبوخذ نصر ، فعزله واقام مكانه ابنه يهوياكين . ولكن هذا الملك الشاب ايضا سرعان ما تمرد ولم يخضع لملك بابل ، فقام هذا بحملته الثانية على مملكة يهوذا وكان ذلك فى عام 599 ق. م . وتم سبى يهوياكين ، كما سُبى أِناس آخرون من البيت المالك ، وكذلك سُبى بعض الذين كانوا عمالاً مهرة . وذهب بهم الكلدانيون الى بابل . هذا الىة جانب سلب محتويات الهيكل .. ثم عين نبو خذ نصر صدقيا ملكاًعلى يهوذا خلفاً ليهوياكين .وفي هذا السبي أُخذ حزقيال النبي. ( حز 1: 1 ، 2 )
ولكن صدقيا أيضاً لم يخضع لملك بابل ، بل تمرد عليه ، ولم يستمع لنصيحة ارميا النبى ،
بإعلان إلهى ، بالخضوع والرضا بما أرده الله ، فقام نبوخذ نصر بهجومه الثالث والأخير.وكان هجوماً شاملاً ، إذ أخرب أورشليم العاصمة والهيكل .. وقد تم القبض على صدقيا ، أثناء محاولته الهروب . ولما قُبض عليه ، أمر نبوخذ نصر بقتل أبنائه وأشراف مملكته أمام عينيه . ثم أمر بإقتلاع عينى صدقيا ، وبعدها قيدوه بسلستين من نحاس . وكان صدقيا آخر ملوك بيت داود على مملكة يهوذا ..
وقتل جيش الكلدانيين الكثير من جنود وشعب يهوذا . أما الباقون فقد أخذوا منهم مسبيين إلى بابل ، بينما طرقوا المساكين منهم ليفلحوا ويزرعوا الأرض ( 2 مل 25 : 12 ) . وقد ظل اليهود مسبيين فى مملكة بابل لمدة سبعين سنة ، كما تنبأ ارميا النبى ( ار25: 11 ، 12 – 29 : 10 ) وعند تمام السبعين سنة ، نبه الرب روح كورش ملك فارس ( والذى كان يحكم فى بابل بعد سقوط مملكة الكلدانيين ، وقيام مملكة الفرس والماديين مكانها ) فأطلق كورش نداءً وأرسل رسائل فى كل مملكته بأن يعود كل من يرغب فى العودة ، من اليهود المسبيين ، إلى موطنهم الاصلى ( 2 اخ 36 : 22، 23 ) . وكان ذلك فى عام 563 ق . م .