بنات صلفحاد
إيفيت ينى جبرائيل ...
تكلمنا فيما مضى عن "يهوشبعة" و"ياعيل". وفى هذا العدد سوف نتحدث عن "بنات صلفحاد" والقصة نجدها فى (سفر العدد27-36). والمغامرة هنا أقوى بكثير، لأن بنات صلفحاد كن عذارى.. وان كانت المرأة رمزاً للضعف، فان العذراء أكثر ضعفاً، حتى أن إشعياء يقول : "اِحْتَقَرَتْكَ. اسْتَهْزَأَتْ بِكَ الْعَذْرَاءُ ابْنَةُ صِهْيَوْنَ" (إش22:37). وذلك إمعاناً فى التأكيد على أن فئة ضعيفة فى مملكة الله، لها سلطان على الشيطان..!!
وصلفحاد من سبط منسى، ولم ينجب بنين بل بنات وهن : محلة، وحجلة، وملكة، وترصة، ونوعة.. وقد ذهبن، بكل جرأة، إلى موسى والعازار الكاهن وكل الرؤساء وكل الجماعة، لدى باب خيمة الإجتماع، طالبين بأن يأخذن ميراث أبيهن، بعد أن توفى. وكانت هذه مغامرة منهن، بكل المقاييس!.. وقد فزن بالميراث، لأن موسى قدم دعواهن إلى الرب، وكان رد الرب أن يُعطين ميراثهن بشرط ألا يتزوجن إلا من أبناء عمومتهن، حتى لا ينتقل ميراث من سبط إلى سبط آخر.. وقد صار هذا تشريعاً ثابتاً من ذلك الوقت فصاعداً.. وهناك بعض النقاط اللافتة للنظر فى أمر بنات صلفحاد، فقد كنّ :-
(1) مغامرات جريئات : لأنهن لم يكن يتوقعن أبداً الموافقة على طلبهن. كما أنه لم يتقدم أحد بمثل هذا الطلب من قبل..
(2) ولديهن ثقة بالنفس : على عكس نظرة المجتمع للمرأة فى ذلك الزمن. وفى اعتقادى الشخصى انهن شعرن أن لديهن حق فى هذا المطلب، مما شدد عزيمتهن..
(3) ولديهن استنارة : لابد انهن كن على علاقة بالله، فكان لديهن إحساس بعدله. وهذا أعطاهن ثقة للتقدم بطلبهن..
(4) وأطعن أمر الرب : وهو بالزواج من أبناء عمومتهن..
(5) ولديهن ملكة التفكير والمشورة : فلابد انهن جلسن وفكرن وتشاورن قبل اتخاذ القرار ..