الأب باسيليوس
راعى كاتدرائية الكاثوليك
بالمنيا
* الشيطان يلتقط كلمة الرب من قلبك دون أن تشعر
، فالكلمة تعلن : " وقد رُش عليه الشيب وهو لا يعرف " ( هو 7 : 9 ) فقد
كنت فى الماضى حساساً فى الإستجابة لكلمة الرب ، وتحب الصلاة والجلوس معه ، ولكن
مع مرور الوقت أدخل ابليس التراخى والكسل إلى نفسك فبدأ يصور لك إنه لن يحدث شئ
إذا لم تُصل ، والله لن يغضب منك إذا فعلت هذه الخطية ، لأنه رحيم وسوف يغفر لك .
وفجأة تجد نفسك عاجزاً عن التمتع بالحياة الروحية . تقف أمام الرب ، ولكنك لا تجد
ما تقوله بسبب فراغ القلب ، فلم تعد تسمع صوت الرب جيداً فى حياتك ، لأنك تعانى من
الصمم الروحى وأصابتك الشيخوخة الروحية ..
* لكن
أولاد الله يعيشون حركة نمو وإرتفاع كل يوم ، فالكلمة تعلن :" إن كان إنساننا
الخارج يفنى ، فالداخل يتجدد يوماً فيوماً " ( 2 كو 4 : 16 ) . الذين يسمعون
كلمة الله ويتجاوبون معها ، ويتمتعون كل يوم باكتساب فضائل جديدة ، والدخول إلى
عمق أكثر فى العلاقة مع الله ..
* "صار أفرايم كحمامة رعناء"(هو 7 : 11 ) أصبح أفرايم كالحمامة
غير المستقرة ، كثيرة الحركة ، يشعر أنه تائه ، يتحرك هنا وهناك بدون هدف أو رؤية
واضحة ، كالحمامة التى كلما حاول الطبيب أن يضع يده على جُرحها ، تهرب ولا تحتمل
" ويل لهم لأنهم هربوا عنى " ( هو 7 : 13 ) * " كثيراً ما نهرب من المواجهة مع الرب
، ربما ليس هروباً جسدياً ، لكنه هروب القلب والفكر والضمير .. هروب من تبكيت
الروح القدس .. رفض لأى تعامل مع الله ، كالمريض الذى أنهكه المرض ، لكنه رغم ذلك
، يرفض العلاج ، أو الذهاب إلى الطبيب .. !
* " إلى فمك بالبوق كالنسر على بيت الرب " ( هو 8 : 1)
أمر الرب هوشع أن يمسك بالبوق ، لأنه حان وقت إنذار الشعب ، الرب سيسمح لهم بالسبى
. ربما تتساءل : كيف وهم شعب الله ؟ . لماذا يسمح الرب لهم بذلك ؟
* قد يستخدم الرب مرورك بمحنة معينة كعصا تأديب ، فالكلمة تعلن :" لأنهم قد تجاوزوا عهدى ، وتعدوا
على شريعتى " ( هو 8 : 1 ) . فقد يتركك تحصد نتائج زراعتك السيئة ، لأنه رغم
اختيارك ابناً له ، لكنك رفضت هذه الأبوة ، فأمر طبيعى أن تتعرض لهذه التأديبات .
عندما يراك تحطم نفسك سوف يسمح بذلك ، حتى تستيقظ من غفلتك الروحية لكى لا تهلك
" لأن الذى يحبه الرب يؤدبه " ( أم 3 : 10)
* " إلىّ بصرخون : يا إلهى نعرفك " ( هو 8 : 2 )
قد تصرخ للرب كثيراً بالشفاه فقط ، لكنك ترفضه بأعمالك ، تقدم له مجرد عبادة
مظهرية ، ليس لها أى تأثير على قلبك ، لأنها متناقضة مع أعمالك . لذلك كل تعبك
البعيد عن الرب بلا فائدة ، كمن يقول عنهم الكتاب :" يزرعون الريح يحصدون
الزوبعة " ( هو 8 : 7) فهم يتعبون ، يزرعون ويحصدون : لكن تعبهم باطلاً ، لأن
حياتهم بعيدة تماماً عن الرب ، فالكلمة تعلن : " هذه التى أعددتها لمن تكون ؟
"( لو 12 : 20) قد تتعب وتجتهد لكى تضمن مستقبلك الأرضى . ولكن الكلمة تعلن :
" لأن من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فساداً " ( غلا 6 : 8 ) . ففيما أنت
تهتم بحياتك الأرضية فقط، يتآكل
رصيدك الروحى فى السماء ..
* : زرع ليس
له غلة لا يصنع دقيقاً وإن صنع ، فالغرباء تبتلعه " ( هو 8 : 7) . أعمال كثيرة لكنها للبحث عن مزيد من السلطة والمركز ،
والطمع فى تكديس الأموال والممتلكات . نعم ربما هذا الزرع ينتج دقيقاً ، لكنه بدون
بركة ، أى حققت نجاحاً أمام الناس ، ولكن للأسف إثناء الوصول إلى هدفك ظلمت
الآخرين ، وسلبت حقوق الكثيرين ، وحطمت نفوساً .
* الشيطان
يستطيع أيضاً أن يفتح أمامك أبواب الرزق ، لكى تنشغل عن التفكير فى حياتك الأبدية
، بحيث يُصبح المال سبب ابتعادك عن الرب . فالشيطان يعطيك بيد ، ولكن يسرق كل شئ
باليد الأخرى !
" ولكى
يريح الإنسان ضميره ، رغم بُعده عن الله ، تعلن الكلمة : " استأجر أفرايم
محبين " ( هو 8 : 9 ) . يحيط نفسه بمن يجاملوه ، وينافقوه ويسمعوه كلمات المدح
الزائفة . فهو يخدع نفسه ، متصوراً إنه حصل على محبة الآخرين . ولكن وقت الإحتياج
، أو تعرضه لأزمة ، تظهر حقيقة من حوله ، فلا يجد أحداً بجواره .. * قارئى الحبيب .. احذر أن تكون من نوع
إفرايم الذى يستأجر محبين ، فكلمة " يستأجر" تشير إلى محبتهم غير
الحقيقية ، لكنها مجرد مجاملات خارجية لأجل تحقيق فائدتهم .. وعلى الرغم من قسوة
الإنسان وبعده ، فالرب لا يترك أولاده ، فالكلمة تعلن :" لما كان إسرائيل
غلاماً أحببته ، ومن مصر دعوت ابنى " ( هو 11 : 1 )
* " لما كان إسرائيل غلاماً " أى لا يدرك الأمور ، لا يعى
لما يفعله ، ورغم ذلك فالرب من محبته لا يتركه ، فهو يقوده ويرشده ، وكأن الله يضع
أعذاراً للإنسان .. يالها من محبة عجيبة للغاية ..!!
* " ومن مصر دعوت ابنى " . فقد كانت مصر فى ذلك الوقت
مركزاً كبيراً للعبادة الوثنية . ورغم ذلك . الرب يبحث عن أولاده فى كل مكان .
ومهما كانت ظروف الخطية ، ومهما كان الضعف ، فهو قادر أن يحوله إلى قوة ، عندما
تستجيب لمعاملات الله معك ..
عزيزي القارئ … إلهك متحنن للغاية ، وإثناء لحظات التأديب لا يحتمل أن يرى
شعبه متألماً ، فالكلمة تعلن :" قد انقلب علىّ قلبى . اضطرمت مراحمى جميعاً
" ( هو 11 : 8 ) . فهو إله الرحمة ، ملجأ لك
، يسندك
ويشجعك ، ويحملك وقت ضعفك.
صلاة :
إلهى … لقد هربت كثيراً من المواجهة معك . كم من مرات خدعت
نفسى بأن سمحت لكلمات المديح الزائفة أن تخدر ضميرى . ربى الحبيب .. أنت تعلم كم
استطاع إبليس أن يخدعنى ، فقد سرق العديد من الفضائل الجيدة .. نعم إلهى ، قد رُش
الشيب علىّ ، لكنك إله اللحظات الأخيرة ، الذى يتدخل فى الوقت المناسب للغاية ،
بذراع قوية ..
إلهى الحبيب .. أعطنى البصيرة الروحية التى أرى بها إنك ما زلت
تحبنى ولم تيأس منى .. أعطنى أن أراك إله الرحمة الذى يسند ويشجع ويحمل وقت الضعف
..