اشتياق المرأة إلى
الرجل؟
أهلاً
بك عزيزتي في ما معنى اشتياق المرأة إلى
الرجل؟
قال الرب الإله لأمنا حواء: " وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ» (تك 3 :
16) وهذه العبارة هناك من يفهمونها على أنها تعني الرغبة
الجنسية من المرأة نحوالرجل. ولكن الشطر الثاني من الآية القائل: " وهو يسود
عليك " ، لا ينسجم مع هذا المعنى. لأنه لو كان المقصود بشوق المرأة للرجل، هو
خاص بالعلاقة الحميمة، لكان الشطر الثاني يقول: وهوأيضاً يشتاق اليك بالمثل. إذاً
ما هو المعنى الصحيح؟
مفتاح فهم المعنى الصحيح لوجود الشوق لدى المرأة نحو الرجل، هو في القول
بسيادة الرجل عليها، مما يعني أن المرأة تشتاق وتسعى لتأخذ مكان الرجل في السيادة،
وهذا ما حدث ويحدث عبر التاريخ الإنساني، ولكن لم يتحقق لها ما تريد، لأن القرار
الإلهي قد صدر بأن تكون السيادة للرجل، وهذا ما نراه بوضوح في عالمنا المعاصر،
برغم ما وصلنا إليه من تقدم، وازدياد المطالب بأن يكون للمرأة دور مماثل تماماً
للرجل، ولكننا نجد أن السيادة، بوجه عام، هي للرجل في مختلف المجالات من سياسية،
واجتماعية، ودينية، وأسرية.. ولكن لا يجب أن يُفهم من هذا الكلام إن المرأة أقل
مكانة من الرجل، كلا. ولكن الترتيب الإلهي الحكيم اقتضى أن يجعل الرجل في دور
القيادة والصدارة، لأنه مؤهل لذلك، بينما يكون للمرأة دور مكمل له، وهولا يقل
أهمية عن دور الرجل في الحياة.. هناك من
اعترض على الرأي الذي أبديته والخاص باشتياق المرأة نحو رجلها، وقلت فيه إنه
إشتياق إلى أخذ مكانة الرجل، ولكن الله قرر أن الرجل يسود على المرأة. وأضيف هنا
لما سبق وقلته ما آراه كافياً للرد على من يعترض فأقول: هل حواء لم
يكن لديها رغبة جنسية قبل السقوط؟ أم أنها كانت امرأة كاملة الأنوثة كما كان آدم
كامل الرجولة، وقد عاشا معاً كزوجين وصارا جسداً واحداً؟ ( تك 2:
24)، ( تعبير الجسد
الواحد بين الزوجين مقصود به علاقتهما الجنسية معاً ) وقد امر الله لهما بالنسل،
كنتيجة لعلاقتهما معاً فقال " أثمروا وأكثروا وأملأ
وا الأرض" ثم إذا كان المقصود
بالإشياق هو الرغبة الجنسية لحواء، فهل آدم حُرم من هذه الرغبة تجاه امرأته؟ هل
الرغبة الجنسية قاصرة على المرأة دون الرجل؟. إن علماء الطب المتخصصين في هذا
المجال يقولون إن الرغبة الجنسية متساوية بين
الاثنين..أرجو أن يكون كلامي هذا كافياً لإقناع كل من يكابر ويعاند..
* العقل اللاواعي unconscious mind: وهو العقل
الذي نختزن فيه المشاعر والرغبات والذكريات المكبوتة
بعيداً عن قدرة العقل الواعي، أو حتى قبل الواعي حتى الإسترجاع. وفي هذا العقل
توجد: 1- غرائز لا واعية، هدفها حفظ الذات
والنوع.. 2- رغبات مكبوتة لا تتفق مع العرف والأخلاق والمجتمع.. وكما سبق وأشرنا فإن التفكير في
العقل الواعي لا يحترم الترتيب
الزمني ولا
المنطقي، وكل هدف هذا النوع من التفكير هو تحقيق الرغبة والهروب من الألم،
والتنفيس عن المكبوت. وهذا ما نلاحظه في الأحلام، حيث نلاحظ أن أسلوب تسلسل
الأحداث في الأحلام لا يخضع لأي منطق. هذا النوع من التفكير هو تفكير الأطفال
الذين يطالبون بتحقيق اللذة بصورة مباشرة، ولا يحتملون التأجيل، ولا يفهمون بعد
المحددات التي تفرضها القواعد أوالتقاليد الأخلاقية أو المجتمعية، أو حتى قوانين
الطبيعة!..
في الوعي تكمن الذكريات المؤلمة المكبوتة في
صورة شعورية بدائية غيرمرتبطة بالكلمات (ربما تكون مرتبطة برموز أوصور لحيوانات
خيالية، أو أماكن أو غيرها ) وخلال العلاج يحاول المريض أن يعبر عنها، ويصنع لها
رموزاً مفهومة، ويخرجها من اللاوعي للوعي بصورة محكومة ومحمية. أيضاً خلال العلاج
يقوم المعالج التحليلي بمساعدة مريضه على أن يفسر رموز أحلامه بصورة تجعل مثل هذه
الأمور اللاواعية أكثر وعياً، وبالتالي يستطيع المريض أن يفهم نفسه بصورة أفضل
ويسترجع ذكرياته، وخاصة المؤلم منها الذي أخفاه في العقل اللاواعي. وهذا يجعله
يسترجع جزءاً كبيراً من طاقته، ويستطيع أن يتحكم في سلوكه بشكل أفضل..
* المقابل الكتابي:
بطبيعة الحال لا توجد هذه النظرية في الكتاب المقدس بشكل علمي متكامل، ولكننا
نستطيع أن نقول أن الكتاب المقدس يساند فكرة أن الإنسان ليس فقط ما يبدو على السطح
من أقوال وأفعال، وإنما له عمق داخلي. ربما يكون من الصعب على الإنسان نفسه سبر غوره!
وفيما يلي بعض الآيات التي تؤيد ذلك:
+ " وَدَاخِلُ الإِنْسَانِ
وَقَلْبُهُ عَمِيقٌ " (مز 64 : 6).
+
«اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟ "
(إر 17 : 9) كلمة نجيس هنا ربما تشير، بصورة ما إلى الرغبات المحرمة في عمق قلب
الإنسان..
+
" بَعِيدٌ مَا كَانَ بَعِيدًا، وَالْعَمِيقُ الْعَمِيقُ مَنْ يَجِدُهُ؟ "
(جا 7 : 24َ)
+ " هَا قَدْ سُرِرْتَ بِالْحَقِّ فِي الْبَاطِنِ، فَفِي السَّرِيرَةِ
تُعَرِّفُنِي حِكْمَةً " (مز 51 : 6).
والآن يا عزيزتي.. إليك بعض النقاط
التي ستفيدك في تطبيق هذه الدراسة عملياً:
1- يجب أن
تدركي أن بعض التصرفات قد تكون وراءها أموراً مطبوعة في العقل الباطن. وهذا يشجعك
أن تتحملي تصرفات زوجك، والتي قد تكون غريبة أحياناً!
2- أغرسي داخل طفلك تعاليم كتابية وأخلاقية
سليمة، وتعاملي معه باحترام لعقليته، وامنحيه فرصة للتعبير عن رأيه..
3- وأنت في محضر الله، صلي من أجل نفسك، لكي
تنالي راحة وشفاء من أي عُقد مكبوتة في اللاوعي، وثقي أن الروح القدس سوف يعينك،
فهو روح المشورة.. أما إذا كانت هناك جروح عميقة جداً، ولا تعرفين كيف تتخلصين
منها، فحاولي أن تذهبي إلى شخص له المعرفة والقدرة على تقديم المشورة.. وأخيراً
أصلي لك ولكل الأسر المسيحية بالإستفادة من هذه الدراسة، كي نصل جميعاً إلى تلك
الحالة النفسية الصحيحة التي يريدها الرب.. .. وإلى اللقاء في العدد القادم..
هل نمتنع عن إدانة الاخرين؟
«لاَ تَدِينُوا لِكَيْ
لاَ تُدَانُوا، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ،
وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. وَلِمَاذَا تَنْظُرُ
الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ
فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟.. يامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ
عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ
أَخِيكَ!" (مت 7 : 1- 5)
ما العمل إزاء كلام المسيح هذا الذي يرى فيه
البعض انه ينهانا تماماًعن إدانة الآخرين؟
يبدو أن القائلين بهذا الرأي يركزون فقط على
العبارة الأولى في هذا المقطع، والتي تقول:" لا تدينوا لكي لاتدانوا "
ولكن لناخذ النص كله حيث نجده لا ينهى عن توجيه الإدانة إلا إذا كنا نحن مستحقين
أن ندان، فيقول في ختامه: "يامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ
عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ
أَخِيكَ!" فالمسيح لايريدنا أن نمتنع عن لوم وتوبيخ المخطئين بشرط أن تكون
حياتنا بلا لوم. وهذا يتفق تماما مع ما جاء في أماكن أخرى في الكتاب، والتي تعلمنا
عن ضرورة التصدي للأخطاء والخطايا وتوبيخ أصحابها، يقول الرسول بولس لتلميذه
تيموثاوس:" الَّذِينَ يُخْطِئُونَ وَبِّخْهُمْ أَمَامَ الْجَمِيعِ، لِكَيْ
يَكُونَ عِنْدَ الْبَاقِينَ خَوْفٌ " (1تي 5 : 20َ). ويقول لتلميذه تيطس:
" فَلِهذَا السَّبَبِ وَبِّخْهُمْ بِصَرَامَةٍ لِكَيْ يَكُونُوا أَصِحَّاءَ
فِي الإِيمَانِ " (تى 1 : 13). إن العمل على إصلاح الأخطاء أمر ضروري، يتعين
على كل مؤمن ناضج في فكره، ومستقيم في سلوكه القيام به..