الشريحة
المتميزة..!
د.شهدي جاد
الله
الخالق منح خليقته خبرات لا حصر لها، منها الأرضية ومنها السماوية. وترك للإنسان
حرية الإختيار. والإنسان، بوجه عام، يريد أن يتمتع بالإثنين معاً. وإن يجمع
بينهما، فييعيش حياته هنا بالطول وبالعرض، ويريد الفوز أخيراً بالمجد الأبدي على
سبيل أنه مجاني! إنه يريد أن يؤمّن كلاً من المستقبل الزمني والأبدي. وفي نفس
الوقت يرى أن حياة الإيمان صعبة في حالة التطبيق العملي، فيتملص منها! وهناك عدة
شرائح ومستويات من الناس تختار طرقها للتعامل مع الله، وذلك في إتفاق غيرمعلن،
يعرفه الله الكاشف القلوب.. ومن هذه الإتفاقات أذكر
ما يلي:
* إنسان يصلي وربما
يصوم كما أن له بعض الأنشطة في مجال خدمة الله، ولكن هذا مجرد مظهر لصورة التقوى
من الخارج فقط، وذلك لكي يغطي على حياة أخرى سرية لا يراها إلا الله، مثل محبة
المال.. وقد يعطيه الله، بسبب تعبه في الخدمة، أجرة ومكافأت أرضية كبيرة جداً، أما
الفوز بالحياة الأبدية فيكون بالنسبة له بعيدالمنال..
فالمبدأ الإلهي صعب في تطبيقه للغاية، " مُرُورُ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ
أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ» ( مر 10 : 25) ومع
ذلك فمن الأغنياء من يعيش متحرراً من سلطة محبة المال، بل يعيش قلبه ومشاعره في
الحياة الأخرى، حيث المدينة التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله (عب
11: 10 ) مثل أبينا إبراهيم أب المؤمنين،
الذي عاش حياة التكريس الكامل والطاعة
المطلقة لله.. ولم يكن ذلك كله بالأمر
السهل، بل يدخل ضمن
إطار الشريحة عالية المستوى التي تواجهها تحديات صعبة، وتدريبات شاقة! فما أضيق
الباب وأكرب الطريق المؤدي إلى الحياة!
في سفر نشيد الأنشاد نجد قول سليمان: "هُنَّ سِتُّونَ مَلِكَةً وَثَمَانُونَ سُرِّيَّةً وَعَذَارَى بِلاَ عَدَدٍ. وَاحِدَةٌ هِيَ حَمَامَتِي كَامِلَتِي " (نش 6 : 8 و9) ونحن هنا أمام أربعة مستويات:
في سفر نشيد الأنشاد نجد قول سليمان: "هُنَّ سِتُّونَ مَلِكَةً وَثَمَانُونَ سُرِّيَّةً وَعَذَارَى بِلاَ عَدَدٍ. وَاحِدَةٌ هِيَ حَمَامَتِي كَامِلَتِي " (نش 6 : 8 و9) ونحن هنا أمام أربعة مستويات:
1- العروس..واحدة..
2-
الملكات..ستون..
3- السراري.. ثمانون.
4-
العذارى.. بلاعدد.
وقد رجعت إلى تفسير هذا النص في كتاب
" خمائل الطيب ".فوجدت مؤلفه
يقول ضمن كلامه عن هذا النص في ص 229: " إنه يوجد عروسان
للمسيح، إحداهما سماوية والأخرى أرضية!
وهو قول غريب حقاً، وتعليم لا أساس له في كلمة الله. إلا ان هذا التعليم المغلوط
هو ضمن المسلمات عندهم، ولا يجرؤ أحد منهم أن يقول شيئاً مغايراً لما تسلموه من
أسلافهم!! هذا مع أنه في سفر النشيد نجد هذه العبارة: " وَاحِدَةٌ هِيَ كَامِلَتِي
". وهذه العروس الواحدة الكاملة هي التي رآها يوحنا في (رؤ21 ) نازلة من فوق.
وقال له الملاك:«هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ» وليس
العروستين! ) ثم إذا كانت العروس الأرضية، هي البقية اليهودية، كما يقولون، فمن هن
الملكات، والسراري، والعذارى اللواتي بلا عدد ؟! هل هم اليهود والأمم؟!.. ومن
الغريب أن مؤلف الكتاب سالف الذكر، لم يتعرض من قريب أو بعيد لمسألة "
الأعداد " ولماذا ستون، وثمانون، وبلا عدد؟!.. يا أحبائي هذه درجات متفاوتة
للمؤمنين.. ونلاحظ هنا إنه كلما زادت الأعداد تدنت الدرجة!
وهناك رأي آخر جاء في كتاب بعنوان " صُرة المر".. تقول مؤلفة
الكتاب في ص140 " إن السراري والعذارى والملكات، هؤلاء مجتمعات معاً هن
الكنيسة " ولكن فاتها أن الكتاب يقول: " رأتها البنات فطوبنها
" ( أي الملكات والسراري ) فلماذا
طوبنها؟ يقول الكتاب عنها: " مَنْ هِيَ الْمُشْرِفَةُ مِثْلَ الصَّبَاحِ، جَمِيلَةٌ
كَالْقَمَرِ، طَاهِرَةٌ كَالشَّمْسِ، مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ بِأَلْوِيَةٍ؟"(نش
6 : 10). وهذه الصورة نراها في (رؤ21 ) مثل: " كعروس مزينة لرجلها"
و" تمشي شعوب المخلصين بنورها " و " لأن مجد مجد الله قد أنارها
والخروف سراجها ".. ونلاحظ أن الذين يمشون بنور الكنيسة في (رؤ21 ) هم ثلاث
فئات، وهم الذين سيطوبونها ويمدحونها: شعوب المخلصين – ملوك الأرض - الأمم. وهم
يقابلون الملكات والسراري والعذارى.. ولاننس أن حفلة العرس ستكون ثلاثة
مستويات:
1- العروس: " امرأته قد هيأت
نفسها "
2-
المدعوون: " طوبى للمدعوين إلى عشاء عُرس الخروف"
3- المنتظرون رجوع العريس بعد هذا العُرس: " وأنتم مثل اناس ينتظرون
سيدهم متى يرجع من العُرس "
سؤال لك يا عزيزي..من أي شريحة
أنت؟ أرجو ألا تخدع نفسك بالقول: إنه بمجرد إيمانك فقط ستكون في أرقى الدرجات،
وستكون ضمن العروس. دون أي مقابل، فالكتاب يقول: "وهم غلبوه ":
*
بدم الخروف... أساس
* كلمة
شهادتهم.. سلاح الغلبة.
* ولم يحبوا حياتهم حتى الموت.. ثمن الغلبة.
أنت إذاً الذي تحدد مستقبلك الأبدي، وذلك على
قدر جهادك وإنتصارك في الحروب الروحية، حيث من يغلب يكون ضمن الشريحة الممتازة، التي
سيكون نصيبها في أعلى المستويات، إذ توجد عدة مستويات في الأبدية بالنسبة
للمؤمنين. وهذا ما نقرأه في كلمة الله مثل: " فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ
" (يو 14 : 2) (1كو 15 : 23) - " وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ
" (1كو 15 : 23) – " لأَنَّ نَجْمًا يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ
" (1كو 15 : 41)