اخر المقالات

مجلة المنبر الخمسينى ترحب بك وتتمنى وقت ممتع فى دارسة كلمة الرب يسوع وكل عام وانتم بخير عام 2020 مليان باحسانات الرب عليك والخير والسلام على حياتك +أخبار المجمع+ +حفل افتتاح كنيسة خمسينية بالمنيا في مساء الأحد 29/ 10 / 2017، وبمشيئة الرب الصالحة، احتفل المجمع الخمسيني بمصر بافتتاح الكنيسة الخمسينية بالمنيا، للعبادة والصلاة، +أخبار المجمع+ وكان ذلك بحضور رئيس المجمع، القس عاطف فؤاد، ونائب رئيس المجمع القس إبراهيم حنا، وسكرتير المجمع القس ميلاد يوسف، والقس برنس لطيف من اللجنة التنفيذية، إلى جانب القس نبيل سعيد، راعي الكنيسة. وكان قد مضى على إغلاق هذه الكنيسة حوالي 22 عاماً.. +أخبار المجمع+ وقد تفضل مشكوراً بحضور حفل الإفتتاح: كل من: العميد أشرف جمال، عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا، وفضيلة الشيخ محمود جمعة، أمين بيت العائلة بالمنيا، والأب بولس نصيف، من قيادات بيت العائلة، والعمدة عادل أبو العلا، نيابة عن أخيه اللواء شادي أبو العلا عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا. والقس خليل إبراهيم، نائب رئيس مجمع النعمة.. +أخبار المجمع+ وقد ألقى العظة في هذا الحفل القس عاطف فؤاد، وهي من ( مزمور 132: 14) والآية التي تقول: «هذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ. ههُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي اشْتَهَيْتُهَا». فتحدث عن السكنى الإلهية والبركات المترتبة عليها في أربع نقاط، وردت في المزمور، وهي: 1- طعامها أبارك بركة. 2- مساكينها أشبع خبزاً. 3- كهنتها ألبس عزاً. 4- أتقياؤها يهتفون هتافاً.

أرشيف المجلة

فيلبس الكارز المثالى!!


فيلبس الكارز المثالى!!
عزت عيد هانى ...
في سفر الأعمال ص 8 نجد أن الرب استخدم فيلبس في توصيل الخلاص الى الخصي الحبشي. وهنا أريد أن أضع بعض صفات الكارز الناجح، من خلال هذه القصة. وهى الآتى :

1- القيادة الروحية : "ثم أن ملاك الرب كلم فيلبس قائلاً : قم اذهب نحو الجنوب علي الطريق المنحدرة من أورشليم الى غزة التي هي برية" (أع26:8). ونرى في هذه الآية قيادة فيلبس بالروح، فترك النهضة التي في السامرة، وذهب الي طريق في البرية.. بعد ذلك حدد له الروح القدس الأمر المقصود في هذا المكان : "فقال الروح : تقدم ورافق المركبة" (عدد29) وكذلك الروح هو الذي قرر نهاية العمل بعد معمودية الخصي. يقول الكتاب : "ولما صعدا من الماء خطف روح الرب فيلبس" (عدد39). يجب أن نتعلم، كخدام أمناء للرب، من هذا الذي حدث مع فيلبس وغيره من الكارزين، مثل بولس ومن معه، اذ يقول الكتاب : "منعهم الروح" و "لم يدعهم الـروح" ثم ظهرت لبولس رؤيا الرجل المكدوني الذي يقول "اعبر الي مكدونية وأعنا" ويقول لوقا: "فلما رأى الرؤيا طلبنا أن نخرج الى مكدونية، متحققين أن الرب قد دعانا لنبشرهم" (أع10:16).. لاحظ وضوح القيادة للروح. في خدمة بولس ورفاقه..
2- الطاعة الفورية : "فقام  وذهب". هاتان الكلمتان توضحان أن هذه الطاعة من جانب فيلبس، كانت بدون مماطلة. ويجب أن نتعلم أن نصف الطاعة هي العصيان بعينه..! كما حدث مع شاول الملك اذ لم تكن طاعته للرب كاملة، في أمره له بتحريم عماليق. فأزال الرب مملكته. (1صم15).
3- استخدام التجهيزات الإلهية : جهز الرب كل شئ لفيلبس لإنجاح مهمته. حيث حدد له الشخص (الخصي الحبشي) والمكان: (الطريق المنحدرة من أورشليم الى غزة)، والنص الكتابى الذى كان يقرأه الرجل : (وهو الوارد في إش53). كان علي فيلبس استخدام التجهيزات التي أعدها له روح الله، فقال عنه الكتاب : "ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب (سفر اشعياء) فبشره بيسوع" (عدد35).
4- ضرورة المعمودية : عندما وصل فيلبس والخصى الحبشي الى مكان به ماء، سأله الخصي قائلاً : "هوذا ماء ماذا يمنع أن أعتمد" (عدد36) "فقال فيلبس : إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز". وقد عمده فيلبس وهذا يعني أن المعمودية تتم بعد الإيمان..
- استكمال المسيرة التبشيرية : لم يقف فيلبس كثيراً بعد النجاح في الكرازة لهذا الشخص المهم (الخصي الوزير) وبذلك يعطينا درساً في عدم الوقوف أمام النجاح، بل الإنتقال واستكمال المسيرة في الخدمة. "أما فيلبس فوجد في أشدود، وبينما هو مجتاز كان يبشر جميع المدن حتى جاء الى قيصرية" (عدد40). لم يضع فيلبس وقته في سرد قصته مع الخصي الحبشي، بل استكمل المسيرة في الكرازة.. ياليتنا لا نضيع أوقاتنا ببقائنا بجوار النجاح الذي تحقق، بل نسعى مكملين المشوار في خدمة المسيح..

لماذا القلق؟!


لماذا القلق؟!
جيهان فليمون ...

أصبح كل ما حولنا اليوم يثير المخاوف ويؤدى للقلق ويجعل لدينا العديد من علامات الاستفهام، التى لا تجد لها حلولاً، فيزداد الخوف والتوتر لدى الكثيرين، قد يصل فى بعض الاوقات، مع كثرة الضغوط، الى حالة من الهلع. مما يؤدى للعديد من الامراض، التى تصيب جسم الانسان.. ان الاطباء يفصحون عن ان معظم الامراض التى يعانى منها الناس، ترجع الى التوتر والقلق الذى يصيب الإنسان، أى لأسباب نفسية.

ولكن كيف يمكن مواجهة ذلك القلق وتحطيمه؟ وكيف نحيا فى سلام رغم الظروف الصعبة وكثرة الضغوط والتحديات التى تقابلنا فى هذه الأيام؟ الكثير منا يقلق، من اجل المستقبل، المعيشة، الماديات، الأولاد، والمشكلات وغيرها من التحديات، التى تواجه الانسان. فكيف نتجنب القلق حتى لايقضى علينا؟
لا يستطيع  الانسان أن يقضى على القلق، من ذاته، واتكاله على قدراته. يحاول الكثيرون التغلب على ما يسبب القلق، ولكن ذلك يكون، لفترة ما، ثم يعاودهم القلق مرة اخرى.. ولكن كيف يمكن للإنسان ان ينعم بالهدوء والطمأنينة والسلام؟. دعونا نتذكر كلام الله لنا (يو34:14) "سلاماً اترك لكم سلامى اعطيكم ليس كما يعطى العالم اعطيكم انا". هذا ما تركه الرب يسوع لنا، بعد أن عاش فى الجسد على الأرض مجرباً مثلنا.
* من أين يأتى القلق؟
هل من المشكلات وكثرة الضغوط والتحديات، التى تواجه الإنسان فى عمله، أو مع أسرته، أو الظروف الاقتصادية، أم أحوال البلاد... وما الى غير ذلك. أم يأتى القلق من طريقة التفكير، فى تلك الضغوط؟
إن الطريقة،التى  يفكر بها الإنسان، هى التى تحدد مدى قلقه، فمن الطبيعى أن يقلق الإنسان من أى خطر يداهمه، مما يجعله يفكر بطريقة ايجابية فى كيفية تلافى ذلك الخطر، ويحدد كيفية التعامل مع تلك المشكلات ويكون أكثر واقعية، فى اختيار الحلول الممكنة، حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه.
لكن اذا استمر القلق وسيطر، على تفكيرك وجعل بداخلك العديد من المخاوف المستقبلية التى قد لا تحدث، فلابد ان تدرك أن تفكيرك سلبى، وليس ايجابياً. تذكر دائما، ان ابليس يفهم جيداً شخصيتك، ويريد دائما أن يهدد سلامك. ويختار ذهنك، ليكون هو أرض المعركة. ومن هنا يبدأ فى بس المخاوف، وزحف الفكر السلبى لك تجاه نفسك والآخرين والله. ان كلمة الله تخبرنا بأن : "ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو" (1بط8:5) لذلك اصحوا واستيقظوا لذلك العدو المدمر ولا تعطوه مكاناً، أى فرصة )أف4:27).
* الصلاة تطرد القلق :
قد لا تستطيع أن تحكى لأحد من النـاس عن مخاوفك، ومدى القلق الذى بداخلك، وما هى الأسباب والتفاصيل، ولكن تذكر ان هناك صديق الزق من الاخ، ينتظرك دائما ويريد ان يسمع صوتك ولا يوجد شخص امين مثله، فهو رب المجد كلى القدرة، وله السلطان. يستطيع ان يقف امام التلاديات، ولديه الحلول لكل المشكلات، حتى وان سمح بها فقد اخبرنا بالضيق الذى سيكون ولكن أخبرنا بالغلبة (يو33:16) فى العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا انا قد غلبت العالم. فهو يستطيع ان يمنحك السلام والغلبة وسط الضيقات والمتاعب والمشكلات والضغوط المتنوعة ويزيل عنك كل قلق، فهو لا يريدك ان تهتم وتقلق ابداً (فى6:4) "لا تهتموا بشئ بل فى كل شئ بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله". ولا تنس مع الشكر ولا يمكن ان تشكر الا، بثقتك فى الهك انه يهتم بك، ويعتنى بأمور حياتك، ومن هنا تجد سلام الله الذى يفوق كل عقل يحفظ قلبك وافكارك. فقط عليك ان تأتى الى الله واثقا فيه، وتلقى بحملك عليه وبكل ما يقلقك، ويفقدك سلامك. بالصلاة والتسليم الكامل، لمشيئته تتخلص من الهموم التى تسبب لك القلق (بط7:5) "ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتنى بكم". فالصلاة تعينك على التعبير بأمانة عما يشغل نفسك، ومواجهة المشكلة الحقيقية والارشاد الى الحلول الممكنة، كما تشعرك بانك لست وحيدا فى مشكلاتك وهمومك.
* ثبت نظرك على من لا يتغير :
عندما تتعرض لظروف تطرأعلى حياتك، من شأنها ان تغيير الكثير، فى مجرى حياتك، كما تفسد كل التخطيط الذى وضعته لنفسك، مما يجعلك تضطرب وتقلق، ويخيل لك ان الحياة سوف تتوقف، ثبت نظرك على رب المجد الذى لا يتغير، سوف يتكون لديك الرجاء، حتى وان كنت فقدت او خسرت الكثير، لكنه يستطيع ان يسندك ويخرج من الفشل نجاحاً، ويجعلك تواصل العزف، حتى ولو انقطع أحد الأوتار، فسر العزف ليس فى الأوتار ولكن فى من خلق اليد التى تعزف على الأوتار، فلا تستسلم، بل واصل الحياة، وثبت نظرك على من لا يتغير.
* تمسك بوعود الله وقاوم ابليس :
حتى تتجنب القلق، عليك ان تحصن ذهنك تماما (أرض المعركة) بوعد الله لك، من خلال كلمة الله فتمتلئ نفسك، بالطمأنينة والهدوء، لا تعط ابليس مكاناً، بل قاومه، فيهرب وتفشل كل خططة، ولا تنس أن هذا يحتاج الى أن تدرب نفسك على تلك المقاومة.
تذكر احسانات الرب، ولا تنس ان الله يقوت العصافير، ويكسى الزنابق، ويرسل الغراب ليقوت ايليا، يجعل فى البحر طريقاً، الريح والبحر يطيعانه، يحفظ أولاده فى آتون النار وينجى من جب الاسود، ويشبع الجياع ويفجر ينابيع المياه، يشفى كل مرض، ويقّوم كل ضعف، وبسلطانه يقيم الموتى من القبور، والأعمى يجعله يبصر..  لقد ترك لنا سلامه، ووعد بأنه، لن يتركنا، لذا ارسل لنا المعزى، ليسكن فينا ويجعلنا، لا نضطرب ولا نخاف.
Text Box: مجداً للرب يسوع المسيح 

ما هو الصوم؟

ما هو الصوم؟
الشيخ / الياس بشرى ...
بالكنيسة الإنجيلية بدير الجرنوس - مغاغة

هذا هو السؤال الذي ينبغي ان نبدأ به التعرف على الحق الكتابي.
الصوم هو كلمة عبرية "سوم" SOUM وتعني حرفيا تغطية الفم، أي إغلاق الفم عن الطعام وكثرة الكلام.
الصوم في اللغة العربية هو الإمساك عن الأكل. ويعرفه قاموس "المصباح المنير" : إن كل ممسك عن طعام أو كلام أو مسير فهو صائم.
الصوم في اليوناني Nasteus     وهو الامتناع عن كل شئ.
الصوم في الانجليزي Fasting أي الإغلاق باحكام أي إمساك اللسان وإغلاق الفم عن الطعام.
اقرأ (أع30:10) : "فقال كرنيليوس منذ أربعة أيام إلي هذه الساعة كنت صائماً". وبالتالي يكون الصوم المطلوب، بحسب كلمة الله، هو الإمتاع عن الطعام تماماً، والبحث عن إشباع الروح بالتكريس والتعبد. وبذلك يكون مطلوب أيضا الإمتناع عن تلبية رغبات الجسد ولذاته، وأهواء النفس ورغباتها، وبالتالي لا يكون مجرد الإمتناع عن الطعام فقط يُعد صوماً.. وأرجو أن تفكر في الآتي :
1- ما رأيك في امتناع أخآب الملك عن الأكل حزناً وغماً، لعجزه عن أخذ كرم نابوت اليزرعيلي؟ (1مل4:21).
2- ما رأيك في إمتناع يوناثان عن الطعام بسبب غضبه علي أبيه شاول، حينما أمسك رمحه ليطعنه بسبب محبته لداود وعلاقته به؟ (1صم34:20).
3- وما رأيك في إمتناع حنة عن الأكل لأنها كانت مرة النفس، عندما كانت ضرتها فننة تعايرها ؟.. هل الإمتناع عن الأكل في هذه الأحداث يمكن ان نطلق عليه صوماً؟! بالطبع الاجابة لا. فالمهم الغرض الذى وراء الإمتناع عن الأكل. وما أكثرالأغراض التي يصوم من أجلها الناس:
1- كثيرون يصومون تمسكاً بعقيدة دينية.
2- وكثيرون يصومون مرضاة للناس.
3- وآخرون يصومون حباً في الظهور.
4- والبعض يصومون حتى يشعروا بالجوع، فيعطفون على الفقراء.
5- والبعض يصومون للحفاظ علـى المـظاهر الدينية بين أخوتهم.
6- ويوجد من يصومون لظروف صحية، وأغراض عديدة، ولكنها بعيدة عن حق الله كل البعد.
فكل ماسبق لا يؤدي الى التحرر من الخطية، والتوافق مع الله في قداسته وصفاته السامية. والصوم إحتراماً للمظاهر الدينية، أو التمسك بعقائد دينية دون التحرر من الخطية فهو رياء وتظاهر بغير الحقيقة.
وسنتحدث بأكثر تفصيل عن هذا الموضوع في العدد القادم بمشيئة الرب.

تأمل

أوصاف كنيسة المسيح

المحرر

كنيسة المسيح الحقيقية هى التى تضم جماعة المؤمنين الحقيقيين. وهؤلاء المؤمنون لهم إتجاه عام يجمعهم معاً فى إطار واحد، رغم أنهم موزعون بين مذاهب مختلفة. وهذا الإطار الواحد هو الذى يجعل منهم كنيسة واحدة مقدسة يرتبط بها المسيح بروحه القدوس الساكن فيها، مكوناً منها جسده المقدس.. وفيما يلى أبرز الأوصاف التى تميز كنيسة المسيح :


(1) تطبيق مبدأ الوحدة :

وهى الوحدة التى طلب من أجلها الرب يسوع فى صلاته الشفاعية قائلاً : "وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ (أى تلاميذه)، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ، 21 لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي" (يو20:17-21).

وهذه الوحدة تقوم فعلاً بين المؤمنين الحقيقيين، أعضاء جسد المسيح، الذى مع تنوع أعضائه فهو واحد (1كو12:12-22) .. وهؤلاء المؤمنون لا تضمهم إحدى الطوائف، بل هم منتشرون فى طوائف ومذاهب مختلفة، ولكن المحبة الأخوية تربط بينهم والاتفاق على أسس الإيمان القويم يوحد كلمتهم، حتى مع وجود بعض الإختلاف والتنوع فى الأفكار والمفاهيم بينهم، لأنهم يرونها فرعية وليست أساسية. والمهم انهم مبنيون جميعاً على الإيمان الأقدس، المسلم مرة للقديسين (يه3).

ولكن من المؤسف حقا أن يكون من بين القادة، أو الأتباع لمذاهب مسيحية معينة، من تسودهم روح الحزبية والتعصب الى حد عدم الإعتراف بالمذاهب الأخرى. وهو أمر محزن للغاية، ويتعارض مع رغبة المسيح أن نكون جميعاً واحداً .. هؤلاء هم المتشددون المتزمتون المغالون فى تقديرهم لأنفسهم ولعقائدهم. ويرفضون المشاركة والتواصل مع الأخرين، من أجل دعم وحدة الكنيسة .. حقا انهم دعاة تفرقة وتمزيق لجسد المسيح الواحد ..

2- العبادة الروحية :

وهى العبادة التى وصفها المسيح بأنها بـ "الرُّوحِ وَالْحَقِّ" (يو24:4) ووصفها الرسول بولس بالقول : "ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً" (رو1:12). وحتى تكون العبادة على هذا المستوى الروحى المطلوب، فذلك يكون بعمل الروح القدس فى قلوب المؤمنين العابدين. ولكن هناك من يتصدون للروح القدس، ويقيدون نشاطه، ولا يسمحون له بالإظهارات التى للمنفعة (1كو7:12) بحجة أن هذه الإظهارات كانت فى الماضى وانتهت إلى غير رجعة .. وهم بذلك ينزعون من العبادة روحانيتها وفاعليتها ..

نحتاج الى إفساح المجال لروح الله، ليعمل بقوته معطياً إنطلاقة تكسر القوالب الجامدة، والروتين الممل، والأنماط الثابتة من العبادة، والصلوات المحفوظة والمتكررة والتى تخلو من الطاقة الروحية المحركة .. نحتاج الى العودة لبساطة وقوة الكنيسة الأولى، بما فيها من طاقة روحية هائلة، تعمل عملاُ عجيباً فى حياتنا وكنائسنا..

3- السعى لربح النفوس للمسيح :

كنيسة المسيح الحقيقية هى التى يتثقل أفرادها، على إختلاف إنتماءاتهم المذهبية، بربح النفوس للمسيح. ويكون ذلك ببذل الجهود للإتيان بالبعيدين إلى حظيرة المؤمنين، لأن سيدنا، تبارك اسمه، كانت رسالته هى "لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (لو10:19) وهذه الرسالة يتثقل بها خدام وقادة غيورون، فلا يدّخرون جهداً فى سبيل الكرازة والتبشير بانجيل المسيح .. وأولئك هم الذين وضعهم الرب فى كنيستة للقيام بمهمة التبشير. فمن ضمن الفئات التى أهلها المسيح للخدمة فى الكنيسة فئة "المبَشِّرِينَ" (أف11:4).

وكان العمل التبشيرى، منذ بداية الكنيسة، هو المنهج الذى سار عليه أتباع المسيح، فكرزوا بالكلمة حتى فى أسوأ الظروف، إذ كانوا محمولين بقوة الروح القدس، فلم تثنهم الإضطهادات عن أداء الرسالة التى كلفهم بها سيدهم.. ولذا جاء عن الذين تشتتوا من جراء الإضطهاد هذا القول: "فَالَّذِينَ تَشَتَّتُوا جَالُوا مُبَشِّرِينَ بِالْكَلِمَةِ" (أع4:8) .. حقاً أن ربح النفوس للمسيح هوالرسالة العظمى للكنيسة ..

4– الصلاة الحارة :

من سمات الكنيسة الحقيقية أن تخرج منها صلوات حارة ومستمرة لطلب وجه الرب .. وحقا ما أشد الحاجة الى الصلاة، على مستوى الجماعات والأفراد، أقتداءً بسيدنا المبارك، الذى كان يقضى الليل كله فى الصلاة، وعلمنا قائلاً : "ينبغى أن يصلى كل حين ولا يمل".

والروح القدس، بسكناه فى المؤمنين، هو الذى يدفعهم للصلاة، مبعداً عنهم كل ملل، ويدخل بهم الى عرش النعمة، ويقود صلاتهم متشفعاً فيهم (رو26:8-27) لتكون للصلاة قوة وفاعلية، ولها نتائج مباركة، فتبعد عن الكنيسة وعن شعب المسيح كل مخططات ابليس الشريرة، بل وتعمل على هدم مملكته، وتعطى الكنيسة بنياناً ورفعة وقوة لخلاص وتحرير أسرى الشيطان الذين أقتنصهم لإرادته.

هذه هى ابرز ملامح كنيسة المسيح، جماعة المؤمنين المفديين بدمه الكريم، المملوئين من روحه القدوس. فالروح هو الذى يعطى الكنيسة نجاحاً فائقاً، وجمالاً باهراً، إلى أن يأتى عريسها المبارك ليأخذها إليه. وهى مجيدة وبلا عيب أو غضن أو دنس (أف27:5).

نساء خلف الستار

بنات صلفحاد

إيفيت ينى جبرائيل ...

تكلمنا فيما مضى عن "يهوشبعة" و"ياعيل". وفى هذا العدد سوف نتحدث عن "بنات صلفحاد" والقصة نجدها فى (سفر العدد27-36). والمغامرة هنا أقوى بكثير، لأن بنات صلفحاد كن عذارى.. وان كانت المرأة رمزاً للضعف، فان العذراء أكثر ضعفاً، حتى أن إشعياء يقول : "اِحْتَقَرَتْكَ. اسْتَهْزَأَتْ بِكَ الْعَذْرَاءُ ابْنَةُ صِهْيَوْنَ" (إش22:37). وذلك إمعاناً فى التأكيد على أن فئة ضعيفة فى مملكة الله، لها سلطان على الشيطان..!!


وصلفحاد من سبط منسى، ولم ينجب بنين بل بنات وهن : محلة، وحجلة، وملكة، وترصة، ونوعة.. وقد ذهبن، بكل جرأة، إلى موسى والعازار الكاهن وكل الرؤساء وكل الجماعة، لدى باب خيمة الإجتماع، طالبين بأن يأخذن ميراث أبيهن، بعد أن توفى. وكانت هذه مغامرة منهن، بكل المقاييس!.. وقد فزن بالميراث، لأن موسى قدم دعواهن إلى الرب، وكان رد الرب أن يُعطين ميراثهن بشرط ألا يتزوجن إلا من أبناء عمومتهن، حتى لا ينتقل ميراث من سبط إلى سبط آخر.. وقد صار هذا تشريعاً ثابتاً من ذلك الوقت فصاعداً.. وهناك بعض النقاط اللافتة للنظر فى أمر بنات صلفحاد، فقد كنّ :-

(1) مغامرات جريئات : لأنهن لم يكن يتوقعن أبداً الموافقة على طلبهن. كما أنه لم يتقدم أحد بمثل هذا الطلب من قبل..

(2) ولديهن ثقة بالنفس : على عكس نظرة المجتمع للمرأة فى ذلك الزمن. وفى اعتقادى الشخصى انهن شعرن أن لديهن حق فى هذا المطلب، مما شدد عزيمتهن..

(3) ولديهن استنارة : لابد انهن كن على علاقة بالله، فكان لديهن إحساس بعدله. وهذا أعطاهن ثقة للتقدم بطلبهن..

(4) وأطعن أمر الرب : وهو بالزواج من أبناء عمومتهن..

(5) ولديهن ملكة التفكير والمشورة : فلابد انهن جلسن وفكرن وتشاورن قبل اتخاذ القرار ..