اخر المقالات

مجلة المنبر الخمسينى ترحب بك وتتمنى وقت ممتع فى دارسة كلمة الرب يسوع وكل عام وانتم بخير عام 2020 مليان باحسانات الرب عليك والخير والسلام على حياتك +أخبار المجمع+ +حفل افتتاح كنيسة خمسينية بالمنيا في مساء الأحد 29/ 10 / 2017، وبمشيئة الرب الصالحة، احتفل المجمع الخمسيني بمصر بافتتاح الكنيسة الخمسينية بالمنيا، للعبادة والصلاة، +أخبار المجمع+ وكان ذلك بحضور رئيس المجمع، القس عاطف فؤاد، ونائب رئيس المجمع القس إبراهيم حنا، وسكرتير المجمع القس ميلاد يوسف، والقس برنس لطيف من اللجنة التنفيذية، إلى جانب القس نبيل سعيد، راعي الكنيسة. وكان قد مضى على إغلاق هذه الكنيسة حوالي 22 عاماً.. +أخبار المجمع+ وقد تفضل مشكوراً بحضور حفل الإفتتاح: كل من: العميد أشرف جمال، عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا، وفضيلة الشيخ محمود جمعة، أمين بيت العائلة بالمنيا، والأب بولس نصيف، من قيادات بيت العائلة، والعمدة عادل أبو العلا، نيابة عن أخيه اللواء شادي أبو العلا عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا. والقس خليل إبراهيم، نائب رئيس مجمع النعمة.. +أخبار المجمع+ وقد ألقى العظة في هذا الحفل القس عاطف فؤاد، وهي من ( مزمور 132: 14) والآية التي تقول: «هذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ. ههُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي اشْتَهَيْتُهَا». فتحدث عن السكنى الإلهية والبركات المترتبة عليها في أربع نقاط، وردت في المزمور، وهي: 1- طعامها أبارك بركة. 2- مساكينها أشبع خبزاً. 3- كهنتها ألبس عزاً. 4- أتقياؤها يهتفون هتافاً.

أرشيف المجلة

الباكورة (4)

د. شهدي جاد  
ونحن الآن فى الفصل الأخير من الأحداث النبوية ، والمسرح العالمى يتهيأ لإستقبال آخر فصول التاريخ البشرى ، والذى دائماً يصب فى قالب النبوة .. والمطلوب والملح من أى وقت مضى أن تكحل الكنيسة عينها بكحل لكى تبصر جيداً ..
    دراستنا هذه المرة عن الباكورة والغالبين ، مما جاء فى كلمة الله . وفى اعلان من أقوى الإعلانات عن هذا التعليم العظيم . وهو ما جاء فى ( رؤيا أصحاح 12 ) هذا الاصحاح بالذات به عدة محطات لابد أن نتوقف عندها ، وندرسها بنزاهة شديدة . فلا داعى لتفويت الفرصة لكى نتعلم درساً جديداً فى كلمة الله ..
    سنتعرف على ـ المرأة المتسربلة ـ الابن الذكر ـ باقى نسل المرأة ـ الحرب التى فى السماء ـ هذا الى جانب الوحش الذى سيصنع حرباً مع باقى نسل المرأة .
   اولاً : المرأة المتسربلة : سنطرح أماك ، عزيزى القارئ كل أقوال المفسرين . ولك مطلق الحرية أن تقبل أى فكر بشرط أن تستريح له ..
    الرأى الأول : إن المرأة المتسربلة هى الأمة الإسرائيلية ، ويستند هذا الرأى فى تفسيره على حلم يوسف ، والذى رأى فيه  الشمس والقمر وأحد عشر كوكباً ساجدين له .. ويقول أصحاب هذا الرأى : إن هذه المرة هى الأمة اليهودية . ونفس الصفات المذكورة عنها فى نفس هذا الاصحاح ، موضوع الدراسة ..
   ولكن هذا الرأى مطعون فيه فى النقاط التالية :
    أولاً : إن هذه الآيه ظهرت فى السماء . والأمة اليهودية مركزها أرضى وليس سماوياً ..
   ثانياً : هلى هذا المنظر من شمس وقمر واثنى عشر كوكباً ، هل هو حال هذه الأمة ، والتى لا تزال فى أيام " لوعمى "(هو1 : 9) فهى التى صلبت ربنا ، وهى لاتزال فى أيام القساوة الجزئية ( رو 11 : 25 ) حتى بعد أن يشفى الرب ارتدادها كأمة..وفى(14: 4) لن يكون مجدها أكثر من أنها تزهر كالسوسن ، وتمتد خراعيبها ، ويكون بهاؤها كالزيتونة ، ولها رائحة لبنان . فلن ترتقى أبداً إلى مستوى إنها تتسربل كالشمس والقمر تحت رجليها !!
    ثالثاً: يقال عن هذه المرأة أنها متمخضة ومتوجعة لتلد : وأين تمخضت أمة إسرائيل وتوجعت حتى تلد أبنها الذكر ، الذى هو المسيح ، حسب رأيهم ..
   فالتمخض دائماً مرتبط بالكنيسة : حسب قول بولس :" يا اولادى الذين اتمخض بهم إلى أن يتصور المسيح فيكم "
   الرأى الثانى : المرأة المتسربلة هى العذراء مريم ، والابن الذكر هو المسيح . ولكن ابن كاتب قيصر ، وهو مفسر ارثوذكسى ، يعترض على ذلك ، خاصة من جهة هروب المرأة 126 يوماً . وأعطائها جناحى النسر العظيم . وأين هو باقى نسل المرأة ، رغم أن أصحاب هذا الرأى لا يؤمنون أن للعذراء نسلاً آخر غير المسيح ، ونحن لا نختلف معهم على ذلك .. ولم يذكر الكتاب عن ولادة المسيح من العذراء إنها تمخضت وتوجعت اثناء الولادة فالمسيح فى (مز 22) يقول :" لانك جذبتنى من البطن .. عليك أُلقيت من الرحم " ..
    الرأى الثالث : إن المرأة المتسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها ، هى الكنيسة ، والابن الذكر يمثل جماعة المؤمنين الغالبين ، والذين خرجوا من رحم الكنيسة بعد الآم مبرحة ، وولادة صعبة ، الى أن تصور المسيح فيهم ، وأصبحوا يسلكون سلوكاً ويحملون صفاته .. وباقى نسل المرأة هم جماعة مؤمنين أيضاً ، ولكن بسبب بعض التجاوزات وعدم التدقيق فى حياتهم ، فقدوا بكوريتهم . ولهذا سيدخلون الضيقة ليقاسوا من ضرباتها ، ويهربوا الى البرية . ولن يتركهم الرب ، ولكن سيعولهم ، ويعطيهم جناحى النسر العظيم ( رؤ 12 : 14 )
   البعض يعترض على القول بأن الكنيسة إمرأة بحجة أن الكنيسة عذراء . ولكنهم تناسوا أنها ذُكرت عدة مرات مباشرة أنها إمرأة ، مثل :" عُرس الخروف قد جاء وامرأته قد هيأت نفسها "( رؤ 19 : 7 ) و " هلم فأريك العروس امرأة الخروف "( رؤ 21 : 9 ) وهنا ذُكرت امرأة لأن لها ابن ذكر ، ولها باقى النسل ..
   والمرأة المتسربلة بالشمس . أى المسيح . والقمر تحت رجليها . أى كلمة الله التى قيل عنها انها سراج . ( مز 119 : 105 )
    وقد يقول معترض : اذا كانت الكنيسة هى جماعة المؤمنين ، كيف يكون لها أولاد ، ومن هم هؤلاء الأولاد ؟ . ليس غريباً أن تكون الكنيسة ، وهى من جماعة المؤمنين ، لها أولاد من المؤمنين ، بدليل قول بولس :" يا أولادى الذين اتمخض بهم " . وأيضاً قيل عن الكنيسة إنها أم لكل المؤمنين ." أورشليم العليا التى هى أمنا جميعاً "( غلا 4 : 26 )
    أما القائلون بأن الابن الذكر هو المسيح ، فتعترضهم عدة مشكلات :
   + عند ولادته أختطف الى الله ، والى عرشه . فهل المسيح صعد مباشرة بعد ولادته ؟ وأين الـ 33 سنة على الأرض ، وأين الآمه وموته وقيامته ؟
   + لم يحدث أيضاً أنه بعد صعوده ، حدثت معركة فى السماء بين ابليس وبين ميخائيل رئيس الملائكة ..
   + سفر الرؤيا لا يروى لنا أحداثاً حدثت فى الماضى ، وهى ولادة المسيح وصعوده ،ولكن هى نبوات مستقبلية " ما لابد أن يكون بعد هذا " ( رؤ 4 : 1 )
   + إن صعود المسيح إلى الآب ، لا لكى ينجيه من هيرودس الذى يريد أن يبتلعه ، هذه معلومة غير صحيحة . فالمسيح لم يهرب أبداً من أرض المعركة ، ولم يخطفه الله لكى ينقذه من الوحش . المسيح سحق رأس الشيطان ، وجرد الرياسات على الصليب ، وقام منتصراً من الأموات ..
   + أخيراً كلمة " اختطف " ولدها إلى الله وإلى عرشه ، وأنا أسأل ما سأله القس / بطرس لبيب فى كتابه " مختار التعليم الخمسينى " " هل المسيح أختطف يا قوم ؟ حاشا أن يُقال عنه هذا اللفظ ، فهو لا يتناسب معه جملة وتفصيلاً " . المسيح يُقال عنه " صعد " وليس أُختطف  . ( أنظر مر 16 : 19 ولو 24 : 51 ، و يو 20 : 17 )
   إذاً من يكون الابن الذكر ؟ الابن الذكر يمثل جماعة المؤمنين الغلبين والفئة الممتازة ، والتى عاشت كما عاش سيدها ، فهم الذين يتبعون الخروف حيثما ذهب ، وفى أفواههم لم يوجد غش ، لأنهم بلا عيب قدام عرش الله .(رؤ 14 : 1) . وهم بالطبع سُيخطفون كما أختطف أخنوخ قبل الطوفان ، وتُرك نوح ليجتاز الطوفان ، محفوظاً بداخل الفلك . والكتاب يحدد الميعاد بالضبط ( فى وسط الأسبوع ) . وبعده ستذهب الكنيسة بباقى نسلها إلى البرية لتعال من الله ( كما نوح فى الفلك ) 260 يوماً ..
    ويذكر القس/صموئيل مشرقى فى كتابه " الباكورة والإختطاف الباكر " خمسة شهود يؤيدون الباكورة : وهم كما يلى :
   1ـ مايربيرلمان الرسولى : فى كتابه " صدق كلمة اله " ص 225 ، شروط اختطاف الباكورة هو : السهر ـ الأمانة ـ الحكمة ـ النشاط ـ البساطة ـ التضرع ـ الثبات فى المسيح ـ الامتلاء المتواصل من الروح القدس .. هذه الشروط تؤهل المؤمن ليكون من الباكورة . وان جانبته يترك ليجتاز الضيقة "        2ـ فى كتابه الأيام الأخيرة ، للعلامه داسايس " إن جماعة المكرسين الساهرين المنتظرين لرجوع الرب ، وهم يؤخذون أولاً ، بينما يُترك الآخرون ليجتازوا الضيقة . ويشهد عنهم فى ( رؤ 14 : 1 ـ 5 ) " إنهم اشتروا من بين الناس باكورة "
    3ـ فى مجلة " كوكب الصبح " وهى لسان حال الرسوليين فى عدد مارس 1927 :" ان الأبن الذكر ، الذى ولدته المرأة المتسربلة بالشمس هو الباكورة ، وهو يمثل الأقلية من المسيحيين الساهرين "
    4ـ فى نبذة" علامة المنتهى" للباحث الشهير " بمبر " ص 5 : " إن الأصحاحين 12 و 14 من سفر الرؤيا يعلنان ذلك الحق ، وهو أن الباكورة من أمناء الكنيسة على الأرض ، ستخطف الى الله وإلى عرشه قبل أن يُطرح الشيطان إلى الأرض "
    5ـ القس إبراهيم سعيد رئيس الطائفة الإنجيلية الأسبق فى كتابه " فتح السفر المختوم " ص 7 يقول : " يعتقد فريق من المفسرين أنه من رحمة الله على الكنيسة أن لا يسمح بمرورها فى الضيقة العظيمة . وفريق آخر يعتقد أن إختطاف الكنيسة لا يكون جامعاً ، بل يختطف منها المستعدون للقائه المجيد      ( الباكورة ) ، أما غير المستعدين   فسيبقون فى العالم لتصهرهم نيران الضيقة ! .. وهذا رأيى أنا "
   عزيزى القارئ الكريم .. امامك كل الحقائق ، فلا تستهن بالحق الكتابى .. اقرأ جيداً .. وصل بحرارة . لن تخسر شيئاً إذا لأطعت الإنجيل .. الخسارة فى العناد ، وصم الأذان . والربح فى الطاعة ، وكره العصيان .. خذ قرارك واتبع الهك ..

إلى اللقاء ..
  

سلسلة بنورك نرى نوراً

" والمستعدات دخلن معه إلى العرس "  ( مت 25 : 10 )

لم يكن العذارى أبداً مقصود بهن العروس ، هم فقط ، ومكافأة لهن من العريس على استعدادهن ، سُمح لهن بالدخول إلى العرس .. أليس هذا ما يقول النص المقدس ؟! إن بين العذارى الحكيمات والعروس فرق شاسع ، ومسافة كبيرة .. وتعالوا لنلق نظرة على الرعوس : فبحسب ما جاء فى ( رؤيا 21 : 9 وما بعده من الآيات ، كان للعروس مجد الله ، كما كانت تلمح لمعاناً عظيماً . فليس الأمر مجرد مصابيح منيرة ، أو مُصلحة ، بل كما يقول الكتاب عن العروس فى ( رؤ 21 : 11 ) " ولها مجد الله ولمعانها شبه أكرم حجر كحجر يشب بلورى ".  
    إن كل واحد سيبقى فى الموضع الذى وصل اليه فى جهاده بالنعمة ، ولن يتعداه , وعن هذا يقول الجامعة : " ففى الموضع حيث تقع الشجرة هناك تكون "(جا 3 :    ) ولا مجال إطلاقاً لتغيير هذا ، فلقد أوصلت المصابيح المنيرة الحكيمات إلى حيث يمكنهن أن يُقبلن فى زفة العُرس ، أو وليمته أن صح التعبير ، وليس أكثر من هذا ..
    أما العروس فهى مجيدة ، لا دنس فيها ولا غضن ، بل تكون مقدسة وبلا عيب .. سورها عظيم ، وأساساتها مزينة ، وأبوابها من اللؤلؤ . ووصفها كما جاء فى ( رؤيا 21 ) كمدينة لن يدخلها شئ دنس ، ولا ما يصنع رجساً وكذباً .. وهى لن تضم أبداً إلا من صار قلبهنقياً يصلح لمعاينة الله . وأما من هم دون ذلك ،فلهم موضع آخر انظر مثلاً ( رؤ 21 : 24 وقد تسألنى عن الجاهلات ، وعن هذا يجيب العظيم بين القديسين فى ( أف 5 : 15 ـ 17 قائلاً : " فأنظروا كيف تسلكون بالتدقيق ، لا كجهلاء ، بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الايام شريرة . من أجل ذلك لا تكونوا ـغبياء ، بل فاهمين ما هى مشيئة الرب "
   فكل مؤمن لا يسلك بالتدقيق ، ولا يغتنم الفرص التى يدبرها له الله للخدمة ، وفعل الخير ، بل يكون غبياً غير فاهم لمشيئة الله ، هو ضمن هذه الفئة " الجاهلات " فلم تكن العذارى الجاهلات زانيات ـ لا سمح الله ـ وإلا لما أطلق عليهن الوحى صفة العذارى . فالزانية لا يمكن أن تكون عذراء ،  بل كن عذراوات لهن مصابيح . وقد خرجن من العالم للقاء العريس ، وقمن عند سماع الصراخ فى نصف الليل : كما أنهم أحضرن الزيت . وقد اشترينه بعملة مقبولة إلهياً ، وإلا كان زيتاً مغشوشاً ! أما المفاجأة فهى أنه فى آخر وصف لهن ، ورغم رفضهن ، فقد رفع الوحى عنهن صفة الجهل إذ يقول فى ( مت 25 : 11 ) 
    أخيراً جاءت بقية العذارى أيضاً قائلات : يا سيد افتح لنا "ولكن رفض السيد طلبتهن ،لأن ما ندركه غصباً لا نكافأ عليه،كما انه إدراك فى غير وقته،لا قيمة له فى صنع المصائر ..
    عزيزى .. إن ما واجه الجاهلات هو ما تنبأ به بولس حين قال : " إن كنا نصبر فسنملك أيضاً معه . إن كنا ننكره ، فهو أيضاً سينكرنا " ( 2 تى 2 : 12 ) . فلقد أنكر السيد معرفته بالجاهلات ، كما تجاهل زيارة لوط قديماً ، رغم زيارته لإبراهيم ، بل جاء الملاكان فقط ، ولم يدخلا بيت لوط إلا بعد إلحاح شديد ، فمعاينة الله ليست للجميع . فقط أنقياء القلب لهم ذلك ..
   لقد أدركت الجاهلات ، فى لحظة المصير ، أن شيئاً ما يمنعه من الدخول إلى العرس ، وحاولن إصلاحه ، وبإجتهاد .بل ونجحن فى ذلك حتى أن الوحى رفع عنهن أخيراً لقب الجاهلات ، بقوله عنهن بعد إحضار الزيت :" أخيراً جاءت بقية العذراى .. " ولكن هذا الأدراك المتأخر ، لا فائدة منه . لأن لكل شئ زمان ، لكل عمل تحت السماء وقت " ( جا 3 : 1) فلسوف يدرك كثيرون أن أموراً كثيرة غير مستقيمة فى حياتهم ، كما سيدرك البعض فراغ حياتهم بالكامل . ولكنه إدراك فى غير موعده،ولا يغير شيئاً بل سيكون سبباً فقط للخجل والنوم.وعن هذا يقول الحبيب يوحنا ناصحاً أولاد الله بالقول :" والآن أيها الأولاد اثبتوا فيه ، حتى إذا أظهر يكون لنا ثقة ، ولا نخجل منه فى مجيئه " (1 يو 2 : 28)
    عزيزى .. يقول الرسول بولس :" أركضوا لكى تناولا " ( 1 كو 9 : 14 ) . فلن ينال شيئاً من لم يركض ، لانه وإن كان الخلاص هبة ، فالاكليل ليست كذلك .. ولن يجلس المخلصون معاً ، كما يتوهم المتوهمون ، بل سيكون ـ وكما فى أمر القيامة ـ كل واحد فى رتبته . ( 1 كو 15 : 22 ، 23 ) . بل سيخسر بعض المؤمنين كل شئ ، وإن كانوا هم أنفسهم سيخلصون . ولكن كما بنار . ( 1 كو 3 : 15 ) .. ففى بيت الآب منازل كثيرة . ولكن لا يكلل أحداً إن لم يجاهد قانونياً . ولذا كانت النصيحة الرسولية لك ولى وللجميع : " جاهد جهاد الإيمان الحسن "  ( 1 تى 6 : 12 )

  

حوار مع خادم الرب د . زكريا استاورو

       لقاؤنا فى هذا العدد مع خادم الرب والكارز المعروف د . زكريا استاورو .. هذا الرجل الذى لا يدخر جهداً فى خدمته الكرازية داخل مصر وخارجها .. وجميعنا نشاهده على شاشات القنوات الفضائية ، وهو يقدم رسالة إنجيل المسيح بكل حماس لسامعيه ومشاهديه .. وقد لإنتهزت فرصة زيارته لكنيسة الأخوة بأبى جلبان وطلبت منه أن أدير معه حواراً . فرحب بذلك ..  
   + أهلاً بك يا دكتور زكريا .. يسعدنا أن يكون لنا معك لقاء وحوار . لنشره فى مجلة " المنبر الخمسينى " ، وبداية أطلب منك أن تقدم نفسك للقراء ..
   ـ أسمى بالكامل زكريا استاورو صديق .. طبيب بشرى متخصص فى الأمراض الصدرية .. ولدت بتاريخ 1 / 5 / 1961 . فى مدينة نجع حمادى ـ قنا . الحالة الإجتماعية ، متزوج من السيدة / ميرى عادل نصحى ( وهى ابنة خدام الرب د . عادل نصحى ) وعندنا ابن اسمه يوسف وابنة اسمها أميرة ..
 + متى قبلت المسيح مخلصاً وكيف تم ذلك ؟
    ـ حدث ذلك فى يوم 2 / 11 1976 . حيث كنت أحضر إجتماعاً بكنيسة الأخوة بنجع حمادى . وكان يوجد بها خادم كارز هو الأخ فهمى يوسف .. وقد حصلت على نعمة التجديد فى هذا الإجتماع ..
   + لماذا تركت عملك كطبيب واتجهت إلى الخدمة ، ومتى حدث ذلك ؟
    ـ أنا بدأت أخدم الرب ، بعد تجديدى ، فى القرى المحيطة بالجامعة التى أدرس بأحدى كلياتها ( كلية الطب ) .. ولما كنت أكرز ربحت نفوساً للمسيح . وذلك شجعنى على التفرغ للخدمة .. وبعد أن انهيت الخدمة العسكرية كضابط إحتياط ، اتخذت قراراً بالتفرغ للخدمة ، فقدمت إستقالتى من العمل كطبيب فى مستشفى الأمراض الصدرية بنجع حمادى . وكان ذلك بتاريخ 2 / 5 / 1992 ..
   + لماذا أخترت الخدمة الكرازية بالذات ؟  ـ أنا لم أختر هذه الخدمة ، ولكن الرب هو الذى حدد لى نوع هذه الخدمة . كما أنى كنت أرى فى زياراتى للقرى أن نفوساً كثيرة تحتاج أن ندعوها للمسيح المخلص .. وقد ربحت نفوساً كثيرة للمسيح ، خاصة عن طريق العمل الفردى ..
   + هلى تواجه مقاومة من الشيطان لإعاقة خدمتك ؟
   ـ بالتأكيد الشيطان شن حرباً على الكارزين ، لأنهم يعملون على إختطاف النفوس منه . ولذا نجد الرسول بولس يطلب من المؤمنين فى 12 رسالة من رسائله ال 14 أن يصلوا من أجله . وهذا يعنى أن خادم الرب لابد أن يُقاوم من عدو الخير . ويبذل هذا العدو جهوداً كبيرة محاولاً تعطيل الخدمة .. وسأذكر هنا موقفاً من المواقف التى فيها أعاق الشيطان الخدمة كنت ذات مرة فى لبنان ، وكان معى المرنم أيمن كفرونى ، وكانت ترافقنا قناتان فضائيتان ، لإذاعة الإجتماع على الهواء مباشرة هما : سات سفن ، ونور سات . وكان كل شئ معداً لأن تذاع العبادة والخدمة على الهواء .. ولكن فجأة انقطع التيار الكهربائى . ولم توجد وسيلة أخرى لتوليد الكهرباء .. لذا أقول : أن الحرب الروحية ضد الكرازة تُحسم فى غرفة العمليات . أى مخدع الصلاة .. 
   + كيف توزع وقتك بين الخدمة والبقاء مع أسرتك ؟
   ـ إن ترتيب الأمور مع الخادم يجب أن تكون هكذا : الرب أولاً بمعنى الجلوس أمامه ، وطلب وجهه بلجاجة من أجل الإمتلاء من الروح القدس فهذا ضرورى كزاد لابد منه لتقوية الخادم . ولا نجاح فى الخدمة بدون الإمتلاء من الروح القدس ، العائلة ثانياً : فانا لست مع القائلين أن على الخادم ترك أسرته ، والتجوال فى الخدمة أغلب الوقت . فأسرة الخادم لها حق عليه . ولا ننسى قول الكتاب فى هذا الصدد : " يدبر بيته حسناً ... وإنما أن كان أحد لا يعرف أن يدبر بيته ، فكيف يعتنى بكنيسة الله ؟ " ( ا تى 3 : 4 ، 5 ) الخدمة ثالثاً : نظام الخدمة الذى أسير عليه هو : أخرج لزيارة بلد ، أو أسافر إلى الخارج ، وبعدها أعود إلى بيتى . وهذا هو خط سيرى على طول الخط .. فأنا أقتسم الوقت بين الخدمة والأسرة ..
   + ما رأيك فى قيام الإتحاد بين الكنائس المصرية ؟
   ـ الاتحاد بين الكنائس المسيحية هو أمر قائم ، ونحن لا نصنعه . والكتاب  يوصينا أن نحفظ وحدانية الروح فى رباط السلام . ( أف 4 : 3 ) . والمطلوب من المؤمنين العمل على استمرار الوحدة ..
   + ما رأيك فى أصحاب إتجاه الإنفصال عن المجتمع ؟
   ـ توجد كلمتان حول هذا الموضوع هما : إنعزال ـ ايزوليش isolation ـ انفصال ـ سيباريش sepratian  ـ الإنعزال ، شر من الشرور الفريسية ، ولا يجب أن المؤمن ينعزل عن العالم ( أنظر 1 كو 5 : 10 ) . والمؤمنون نور العالم ، وملح الأرض . ولكن الإنفصال يكون عن الشرور التى فى العالم ..
   + هلى واجهتك بعض المواقف الغريبة ، أو الطريفة فى الخدمة ، وتود أن تذكرها لنا ؟
    ـ نعم وسأذكر موقفين حدثا معى فى اثناء الخدمة :
 1 ـ كنت فى أحدى القرى .. وبينما أنا أخدم ذات ليلة .. فجأة رأيت ثلاثة رجال يدخلون الكنيسة . كان إثنان منهم مسلحين ويتوسطهما رجل يبدو عليه الشر والإجرام .. وجلس الرجلان المسلحان ، بينما تقدم الثالث نحوى   حتى وصل الى المنبر ، الذى أقف عليه . ومد يده وأخذ المايك من يدى .. ولم أتكلم أنا بشئ 
لأن منظر الرجل كان مخيفاً .. ومن الغريب أنه بدأ يعظ الناس ، داعياً إياهم للتوبة والحياة مع الله . وإن عليهم أن يأخذوا منه الدرس والعبرة ، لأنه عاش فى الشر ، ولكن لم ينفعه شئ .. وقد تأثر الناس لدى سماعهم هذا الكلام . بل أن بعضهم كان يبكون تأثراً من كلامه !!
    أما الحدث الآخر فكان طريفاً جداً : كنت فى كنيسة فى أحدى القرى .. وكانت عظتى عن مثل عُرس ابن الملك .. وبينما أنا أتكلم عن ضرورة حضور وليمة العرس والتمتع بأفراح الوليمة ، فجأة رأيت شخصاً يتقدم إلى المنبر ، ويقف إلى جانبى وينادى بصوت عالٍ للناس ، مردداً ما يقال فى أفراح أهل العالم : الفرح وصاحب الفرح .. والعريس والمدعويين .. إلخ .. وقد أضحك الناس كثيراً ..
   +نرجو أن توجه كلمة للقسوس والخدام فى مصر .. فماذا تقول لهم ؟
  ـ أقول للقسوس والخدام : بنظرة واقعية لهذه الأيام التى نعيشها ، أرى أن الجو مهيئاً للكرازة بانجيل المسيح .. قدموا إنجيل المسيح للخطاة .. فكلمة الله لا يجب أن تقيد ..    
  
  

ملامح الكنيسة ووظيفتها ( ابط 2 : 1 ـ 10 )

 القس / ثروت ثابت وهبه
 راعى الكنيسة الإنجيلية بالعباسيةــ القاهرة 

    كتب الرسول بطرس لجماعة من المؤمنين من أصل يهودى وأممى ، والذين بسبب إيمانهم الجديد بالرب يسوع المسيح تعرضوا للضيق والألم الشديد ، فتشتتوا فى خمس مدن متفرقة فى آسيا الصغرى ( بنتس ، غلاطية ، كبدوكية ، آسيا ، بيثنية ) .. فى الإصحاح الأول شجعه بالقول إنكم مختارون من الله فأن كان العالم رفضكم ، لكن الله أختاركم ، وأعطاكم حياة جديدة ، ميراث لا بفنى . وإن كانت التجارب كثيرة ومتنوعة ، فنعمة الله متنوعة ، والله حى وموجود ومسيطر على كل الأمور .. ثم دعاهم لحياة القداسة والمحبة .. أما نحن نقترب من الأصحاح الثانى ، من الرسالة الأولى ، فنجد الرسول بطرس ، بوحى الروح القدس ، يرسم لهم ملامح الكنيسة ، ووظيفتها الأساسية .. فتعالوا بنا نرى ما يلى :

     أولاً : ملامح الكنيسة :
     1ـ مستقلة ومتميزة : والإستقلال لا يعنى الإنعزال عن المجتمع الذى نحيا فيه ، حتى وإن كان يضطهدنا ويكرهنا . لكن التعامل دون تلوث أو تأثير . ولقد كان المجتمع الرومانى فى ذلك الوقت به أمراض روحية ومجتمعية كثيرة . لذا طالبهم الرسول بطرس بطرحها بعيداً عنهم ، كما يطرح العامل ملابسه الملوثة بعد عودته من العمل . من ضمن تلك الأمراض : الخبث . وهو أم الخطايا ، ويعنى الرغبة فى إيذاء الغير . فالخبث هو من يفكر باستمرار فى ايذاء غيره . عكس الخباثة : البساطة ،فالبسيط هو من لا يفكر
فى ضرر وأذية غيره . المكر : أى الخداع . والمكار هو من يخفى جانب معين من حياته ، لينجو من موقف ما ، أو ليأخذ شيئاً ما . الرياء :  هو إدعاء ما ليس فيك ، وأن تظهر عكس ما تبطن . وهذا لن يوصلك لشئ ، لذا فالأفضل الإعتراف بالحقيقة مهما كانت مرة . الحسد : هو الغيرة والغضب الشديد لأجل حصول غيرى على شئ لم أحصل عليه ، فأتمنى زواله : المذمة : هى الإفتراء على الناس واختلاق قصص كاذبة عنهم لم تحدث ( شائعات ) يمكن أن تدمرهم وتفتك بهم ..
    ب ـ مشتهية لكلمة الله : شبه الرسول بطرس الكلمة باللبن العقلى العديم الغش
 ( أى غير المخلوط بتعاليم أخرى ، كتعاليم التهوديين أو العنوسيين ) وشبه المؤمن بطفل حديث الولادة ، يشتهى هذا اللبن لكى ينمو . وهذا حق ، فكلمة الله لبن ، أى صالحة لحديثى الإيمان ، وهى خبز أيضاً صالحة للبالغين . هى سلاح المؤمن للدفاع والهجوم على عدو الخير وحروبه المتعددة ، وهى دليله فى بحر الحياة حتى لا يضل أو يتوه كما أنها مرآته تكشف له ذاته دون خداع أو تزييف ، فيصحح ويعدل من نفسه ، كما أنها مصدر الحكمة والفطنة . " أكثر من الشيوخ فطنت ، لأنى حفظت وصاياك " ( مز 119 : 100 ) ، وسر انتعاش وفرح المؤمن مهما كانت ظروفه ." وجد كلامك فأكلته ، فكان لى للفرح ولبهجة قلبى " ( إر 15 : 16 ) ، وسر التشجيع ، فوعود الله فى كلمته سر قوتنا وسلامنا ..
   وما سجل فى الكتاب من أحداث تاريخية تشجعنا ، فالتاريخ يثبت أن له سيد ومدبر عظيم هو الرب إلهنا وسيدنا . فكما هو إله العبادة ، هو اله التاريخ أيضاً . ما أجمل وما أروع أن نكون كأفراد وككنيسة مشتهين كلمة الله ، فنقرأها ونتأملها وندرسها ونفهمها لنطبقها . إنها سر قوة المؤمن مهما كان الضيق والألم من حوله . لا أمل فى تقدم ونمو أى فرد أو كنيسة تهمل التعليم الصحيح من كلمة الله .. فترى هلى تشتاق أن تقرأ كلمة الله لتنمو روحياً ؟    
   ج ـ متمثلة بالمسيح : المسيح كما وصفه بطرس هنا،هو حجر الأساس ، الصخر القوى
الذى بُنيت عليه الكنيسة ، فعلى إعلان بطرس أن المسيح ابن الله المخلص ، بُنيت الكنيسة وتأسست(مت 16 : 18).هو حجر عثرة وصدمة لمن لا يقبلونه ، لكنه حجر الزواية لكل الذين قبلوه ، كما أنه حجر حى ، أى له فاعلية وتأثير وسط شعبه ، يشعر ويحس بنا كما أنه حجر كريم وثمين وغالٍ ، مختار من الله منذ الأزل،( اش 42 : 1) . ورغم ذلك مرفوض من الناس "جاء الى خاصته وخاصته لم تقبله "( يو 1 : 11)
   الكنيسة الحقيقية يجب أن تكون متمثلة بالمسيح، فكل مؤمن يكون بمثابة حجر حى يشعر بإخوته ويسندهم ، ويلتصق بهم ، فلا يحيا بمفرده منفصلاً عنهم . يجب على كل عضو فى الكنيسة أن يدرك أنه كريم جداً فى نظر الله وغالٍ مجلة المنير الخمسينى .. العدد العشرون .. ديسمبر 2013
                                                            

، حتى أن الله اختارنا فى المسيح منذ الأزل     ( أف 1 : 4 ). لكن علينا أن نتوقع انه كما رفض العالم المسيح يرفض الكنيسة ويضطهدها . عندما نتمثل بالمسيح وننظر اليه ، مهما كان الألم والإضطهاد والضيق ، نتشجع ونتقوى ، ولا نتعجب مما يحدث لنا كما قال الرسول يوحنا :" لا تتعجبوا يا أخوتى إن كان العالم يبغضكم " ( 1 يو 3 : 13 ) وكما قال رب المجد :" طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين ، افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم فى السموات " ( مت 5 : 11 )  
  د ـ متماسكة ومترابطة :يوصى الرسول بطرس الكنيسة المضطهدة المتألمة ، أن تكون
   مترابطة ومتماسكة "كونوا أنتم مبنيين كحجارة حية بيتاً روحياً كهنوتاً مقدساً ، لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح ".إن جماعة المؤمنين حتى وإن كانوا متفرقين فى العالم ، ومقسمين إلى طوائف ومذاهب متعددة، ولكل جماعة رأيها وفكرها ،لكنهم بناء واحد، بيت روحى واحد أساسه واحد هو الرب يسوع المسيح  ، وإيماننا واحد ، ورجاؤنا واحد ، وكلنا لنا مركز واحد أمام الله ، فكلنا كهنة للرب ، ومقدسون فى المسيح ، أى مخصصون ومفرزون له . وكلنا لنا وظيفة واحدة وعمل واحد ، طالما كنا هنا على الأرض : تقديم الذبائح الروحية ( العبادة ) والإخبار بفضائل الذى دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب ( الشهادة ) . وهذا يقودنى للنقطة الثانية فى حديثنا ، وهى وظيفة الكنيسة . موضوع المرة القادمة ، والرب معنا ويباركنا لنكون كنيسة متميزة ، مشتهية لكلمة الله ، ممتلئة بالمسيح متماسكة مترابطة..

رسائل تحذيرية (1)

الأب باسيليوس
راعى كاتدرائية الكاثوليك بالمنيا

           إقرأ معى ما تعلنه الكلمة فى ( رؤ 2 : 4 ، 5 )
  " لكن عندى عليك : أنك تركت محبتك الأولى ، فاذكر من أين سقطت وتُب ، وأعمل الأعمال الأولى ، والا فإنى أتيك عن قريب وأزحزح من مكانها إن لم تتب "
    وفى السفر نفسه ( رؤ 3 : 3 )
    " فأذكر كيف أخذت وسمعت ، واحفظ وتب ، فإنى إن لم تسهر أقدم عليك كلص ، ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك "
     وأيضاً فى ( 3 : 15 ، 16 )
     " أنا عارف أعمالك ، انك لست بارداً ولا حاراً . ليتك كنت بارداً أو حاراً . هكذا لانك فاتر ولست بارداً أو حاراً ، أنا مزمع أن أتقيأك من فمى "
    هذه الكلمات هى كلمات تحذير " المحب " الذى يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون " ( 1 تى 2 : 4 ) فمشيئة الله أن لا يُهلك أحداً . فمهما كانت عشرتك مع الرب . ومهما كانت قامتك الروحية .. إحذر أن تقع فى شباك إبليس . فالكلمة تعلن : " من هو قائم فلينظر أن لا يسقط " ( 1 كو 10 : 12 )
    + رسالة التحذير الأولى : إحذر برودة القلب : هل تسمع العديد من العظات الروحية ، ولك معرفة جيدة بآيات الكتاب المقدس ، وإلمام بطرق ووسائل الصلاة المختلفة ؟ لكن ـ رغم ذلك انتبه أن تتحول حياتك الروحية إلى مجرد معرفة ذهنية وممارسات لا تخرج من القلب . فعندما تصلى هل تفهم ما تقول ؟ وهل ترغب فى أن تطيع كلمة الله ، على الرغم من تعارضها مع رغباتك الشخصية ؟ أم تصبح صلاتك مجرد كلمات نابعة من قلب بارد .. ؟ .. كثيراً ما نصلى ، ولكنها صلاة باردة غير مؤثرة ، ولا تصل إلى قلب الله ..
     + لكن الحرارة الروحية هى وعى كامل بحضور الله ، ورغبة حقيقية فى التغيير ، والإنتقال إلى حياة أفضل ..
    عزيزى القارئ .. إحذر أن تتحول صلواتك زعلاقتك بالرب إلى ممارسات روتينية أو طقوس تعودت أن تؤديها ، ربما فقدت ذاتك وسط ضجيج العالم ، وتركت محبتك الأولى دون أن تشعر . اطلب من الروح القدس أن يكشف لك أعمالك الأولى ، ويرشدك لكيفية العودة إليها..
      + رسالة التحذير الثانية : إحذر أن تتألم وتبكى فقط !! كثيراً ما نتألم أو تحزن ، لكن إنتبه قد تكون هذه الآلام ليست من الرب لكنها آلام ابليس ..
    ما هى آلام ابليس ؟ هى آلام نتيجة الخطية لكنها لا تدفعك إلى التغيير أو التجديد ، بل تقودك إلى مزيد من الإنحتاء والإحباط . وقد ينتهى بك الحال إلى الإستسلام لقيود الخطية ..
    عزيزى القارئ .. هل مررت بظروف صعبة فى حياتك ؟ أو بلحظات عاتبت فيها الرب ، وتساءلت لماذا يسمح لك بهذه التجارب القاسية دون الآخرين ، على الرغم من أن لك عشرة معه ؟ لكن إحذر أن يسيطر عليك رثاء النفس . وعندما تتعرض لأى تجارب ردد كلمات القديس بولس :" فأنى قد تعلمت أن أكون مكتفياً بما
أنا فيه "( فى 4 : 11 ) فهناك فترات للشبع ..
   + أيضاً يسمح الرب بفترات للجوع فى حياة الإنسان ، والجوع المقصود ليس الحاجة إلى إشباع الرغبة فى الطعام ، ولكن قد يكون الجوع هنا هو تعرضك لحرمان ما فى حياتك ، أو تعرضك للطلم أو الإفتراء ، وغياب إحساسك بالتعزية فى الوقت نفسه ..لكن رغم ذلك إحذر التمادى فى الإحساس بالأم والشكوى ،وجلد الذات
    + رسالة التحذير الثالثة : إحذر العبادة الكاذبة : الشيطان لم يتغير ، ما زال مخادعاً وكاذباً منذ بدء الخليقة ، ما زال يمثل حرباً قاسية على الإنسان . لكن الانسان لم يعد يرى ، أو يفهم كيف يعمل الشيطان ! فهو له خدام ، ربما غير ظاهرين ، وقد يكون لهم شكل التقوى . فالكلمة تعلن :" ولا عجب ، لان الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور ، فليس عظيماً إن كان خدامه أيضاً يغيرون شكلهم كخدام للبر ، الذين نهايتهم تكون حسب أعمالهم " ( 2 كو 11 : 14 )
  + عزيزى القارئ ..هل تشعر بالملل عندما تصلى ،أو عندما تسمع كلمة الرب ؟ اذا كان هذا شعورك فاحذر لأن عبادتك أصحبت كاذبة . فاذا جلست مع شخص لا تود الحديث معه ، فسوف  تمل حديثه ، لأنك تصنعت الجلوس معه ، فأصبح الحديث مملاً . هكذا أيضاً فى علاقتك مع البر ، قد يكون إحساسك بالملل بسبب إهتمامك الشديد بإمور العالم التى أصبحت تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لك . وكأن الجلوس مع الرب أصبح ضياعاً للوقت !! بينما تجد متعتك فى الحديث عن التجارة والمال ...
     عزيزى القارئ .. هل تشعر أنك تصلى كثيراً ، ولكنك لا ترى استجابة لصلاتك ؟ . قد يصور لك إبليس أن الله لا يستجيب لصلاتك ، وتكون النتيجة إنك لا تبتعد عن الله ، ولكن تصبح عبادتك كاذبة . أى تتحول علاقتك بالرب إلى ممارسات لإرضائه وليس حباً فيه ، ولكى تريح ضميرك تقوم بتنفيذ بعض الوصايا . وربما تقرأ أيضاً فى الكتاب المقدس ، وتشارك المؤمنين ، وتسمع كلمة الرب لكن بدون استجابة أو رغبة حقيقية فى التغيير ..
    + رسالة التحذير الرابعة : إحذر إنصاف الحقائق : كثيراً ما يغلف إبليس الكذب بشئ من الحقيقة ، ومع الأسف تنظر فقط إلى ما يظهره لك من حقيقة ، بينما لا ترى ما يخفيه من الكذب ورائها .
     استطاع إبليس أن يخدع نفوساً كثيرة ، بأن يخلط الأوراق ، ثم يعرضها مرة أخرى مشوهاً الحقيقة . قد يأتى اليك هامساً : أن الإنسان عندما يتبع الرب سوف تُحل جميع مشاكله ، وتُشفى كل أمراضه ، ويعيش سعيداً بدون معاناة ، أو التعرض لأى مشكلات . لكن هذه ليست الحقيقة كاملة .. نعم الكلمة تعلن :" إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة ، الأشياء العتيقه قد مضت ، هوذا الكل قد صار جديداً " ( 2 كو 5 : 17 ) . لكن هذه بداية الطريق وليست نهاية الآلام . وسوف ينتهز الشيطان الفرصة عندما تواجه بعض الصعوبات ، لكى يظهر لك التناقض بين كلمة الله والواقع المؤلم الذى تعيشه .. سوف يحاول أن يجعلك تتمرد على الله وتتهمه بالقسوة !
     لكن هناك زاوية أخرى للحقيقة وهى :" إن كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضاً معه " ( رو 8 : 17 ) . الله قد لا يمنع الآلام أو المشاكل أن تأتى ناحيتك ، ولكن سوف ترى معونته أثناء تعرضك للأزمات وحمايته لك ..
    . وعندما تسقط يشجعك ويعين ضعفك لتنهض من جديد .
    . وعندما تتعرض للمرض ، سوف يعطيك قوة الإحتمال والتعزية لقبوله .
    . نعم قد تواجه أسوداً فى العالم ، تزأر من حولك ، وقد يسمح الرب أن تُلقى فى جب الأسود ، لكنه سيسد أفواهها فلا تضرك . ( دا 6 : 26 )
ولنا تكملة لهذا الموضوع فى العدد القادم .

السامرية والعطش إلى الماء


    نرى فى المرأة السامرية مثالاً للنفس البشرية فى بحثها عمن يروى ظماءها ، فتبحث عنه فى العاطفة متمثلة فى زواجها أكثر من مرة ، وعندما لم تشبع جربت الخطية ، فعاشت مع رجل لم يكن زوجاً لها ، وأيضاً لم تشبع . بحثت فى العبادة ومظاهر التدين ، حيث سألت عن مكان العبادة الحقيقة وهل هو فى أورشليم ، حيث محضر الله الحقيقى ، متمثلاً فى الهيكل ، أم فى السامرة التى تمثل العبادة الشكلية ، وهى ليست للإله الحقيقى ؟!
    كانت تعلم عن شخص المسيا ، الذى يعطى الخلاص ، ويعلم كل شئ بالحق . وعندما علمت أن الذى تكلمه قادر أن يعطيها من الماء الحى ، الذى لن تعطش بعد الشرب منه ، طلبت منه هذا الماء ، ولم تكتف بذلك ، بل خرجت منها أنهار ماء حى ، من الماء الحى ..
أعطنا يا الله أن نرتوى من الماء الحى ، حتى نقيض على الآخرين من هذا الماء ..
م / مرقس عريان كامل ..   

حقائق إيماننا المسيحى

أساسيات الإيمان (9)
الاختيار والضمان

اسحق جاد اسحق
   الإختيار والضمان عملان إلهيان نحصل عليهما من فيض نعمة الله الغنية ، التى يقدمها للبشر على أساس عمل المسيح الفدائى والكفارى .. ولكن يوجد خلاف فى الرأى بشأنهما يتعلق بموقف الإنسان ومسئوليته إزاء عمل النعمة الإلهية ، فهناك من يقولون أن إختيار الله وضمانه الأبدى ، غير مشروطين بأى رد فعل من جانب الإنسان .. ويجد من يقولون خلاف ذلك ، فيرون أن على الإنسان مسئولية لابد منها ، وشروط لابد من إتمامها .. ونرى أن هذا هو الرأى الصواب ، كما نستعرض أدلته فيما يلى:
   + الاختيار مشروط بقبول الإنسان :
   صحيح أن الله سبق فأختار المؤمنين قبل تأسيس العالم ( أف 1 : 4) ولكن كيف ولماذا تم هذا الإختيار ؟ الجواب هو انه تم بناءً على المعرفة السابقة من جانب الله . وهذا ما قاله الرسول بولس : " لأن الذين سبق فعرفهم ، سبق فعينهم " ( رو 8 : 29 ) . فهنا نجد أن التعيين مبنى على المعرفة بحالة من شملهم التعيين . ونفس الكلام يؤكده الرسول بطرس بقوله لمن كتب اليهم :" المختارين بمقتضى على الله الآب السابق " ( 1 بط 1 : 2 ) لأن الله كلى العلم بكل شئ ، ويعلم منذ الأزل المستقبل اللانهائى بكل تفصيلاته ." معلومة عند الرب منذ الأزل جميع أعماله " ( أع 15 : 18 )
فناءاً على علم الله السابق بطبيعة وتصرف كل انسان ، عرف من يؤمنون وعينهم للحياة الأبدية .. وهذا هو الاختيار الشرطى ، الذى نرى أنه تم فى السابق ، ليس بطريقة جبرية ، ولكن بناءاً على معرفة الله بمن سيقبلون دعوته بكامل إرادتهم ، فاختارهم لذلك .. وسنعرض الأدلة التالية :
    1ـ يقول اصحاب عقيدة الإختيار المطلق : إن الله سبق فاختار أناساً بطريقة جبرية : بدون النظر إلى إرادتهم ، لأنه لو ترك البشر لرغباتهم لما قبل أحد منهم الدعوة الإلهية . فلكى يظهر الله غنى نعمته ، عين بعضاً من هؤلاء البشر للحياة الأبدية ، ولذا يجذبهم اليه ليخلصوا بدون إرادة ذاتية من  جانبهم .. ولكن إذا كان كل الناس زاغوا وفسدوا : ولا يمكن أن يأتى أحد منهم إلى الله ـ حسب ما يقولون فهل الله العادل يختار فئه منهم ـ وهم قلة ـ ويترك الباقين ليهلكوت ؟! . فاذا كان الجميع متساوون من جهة زيغانهم وفسادهم الأدبى ، فما هى الحكمة فى اختيار أناس منهم لا يفرقون شيئاً عن الآخرين ، وترك الباقين للهلاك الأبدى ؟! حاشا أن يكون الله العادل والكامل فى جميع طرقه ، أن يكون بهذه الصورة ..
    2ـ ومن غرابة ما يقولون أيضاً هو أن الذين يقبلون الدعوة الإلهية ويخلصون ، فذلك لأنهم مختارون فقط ، ولا مسئولية لهم فى أمر خلاصهم ، أما الرافضون للدعوة الإلهية فهم مسئولون عن رفضهم وبعبارة أخرى ، أن الذين يقبلون الدعوة مسيرون ، بينما الذين يرفضونها مخيرون ! هذا ما يقولونه .. وللرد على ذلك أقول : كيف يكون الإنسان ـ إزاء مصيره الأبدى ـ مسيراً فى أمر طاعته للدعوة ، ومخيراً فى أمر رفضه لها ؟! كيف يستقيم المعنى هنا فى هذا المفهوم الذى ينسب إلى الله التعامل مع البشر معاملة مزدوجة : يكون فيها المختارون مسلوبى الإرادة ، أما غير المختارين فهم مسئولون تماماً عن رفضهم ؟! وكن الحقيقة الناصعة هى أن الانسان مخير تماماً من جهة مصيره الأبدى . لأن الله خلقه حر الإرادة ، ومسئولاً مسئولية كاملة عن قراره من جهة أبديته ..
    3ـ معلوم أن اللع أحب العالم أجمع ، والمسيح مات من أجل الجميع ( 2 كو 5 : 15) ، وكفارته ليست لخطايانا فقط ، بل لخطايا كل العالم أيضاً ( 1 يو 2 : 2) . ولذلك كان أمر المسيح لتلاميذه بالكرازة للعالم بأسره ." وقال لهم : إذهبوا الى العالم أجمع ، وإكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها . من آمن واعتمد خلص ، ومن لم يؤمن يدن " ( مر 16 : 15 ، 16 ) انظر أيضاً ( أع
    اذاً رسالة الإنجيل مقدمة لكل الناس ، بدون استثناء وذلك على أساس أن كفارة المسيح شملت كل العالم ، لأن موته كان ثمن شراء الجميع . ومن هذا المنطلق فان الله يريد أن جميع الناس يخلصون ، وإلى معرفة الحق يقبلون : ( 1 تى 2 : 4 ) ودائماً يدعوهم إلى التوبة والرجوع اليه .
    فما معنى الكرازة بانجيل المسيح لعموم البشر ، مع وجود اعتقاد بأن المختارين فقط هم الذين مات المسيح من أجلهم وشملتهم كفارته وحدهم ؟    ( وهو اعتقاد أصحاب رأى الإختيار المطلق ) ، لكن يبدو أن العمل الكرازى ، فى نظرهم ، هو إجراء روتينى ، فيمارسونه بلا جدية ، أو قد لا يمارسونه مطلقاً اذ هم مقتنعون بأن المختارين فقط هم من سيخلصون بكرازة أو بدون كرازة .. وياللعجب .. !
   + مع إيمننا بأهمية نعمة الله لحفظ المؤمن ، وضمان عدم إرتداده وهلاكه ، ولكن نعمة الله الحافظة للمؤمن قيل عنها : انها تعلمنا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ، ونعيش بالتعقل والبر والتقوى . ( تى 2 : 11 ، 12 ) . وهذه الأمور تتطلب منا جهوداً غير عادية ، لأننا نواجه قوى الشر الروحية التى تستهدف اسقاطنا من النعمة . ولذا يدعونا الكتاب الى الاجتهاد الدائم ، مثل قوله :" فلنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ، ولنحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا " ( عب 12 : 1) ، وقوله :" لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية "( عب 12 : 4) ، وقول الرسول بطرس :" إن كان البار بالجهد يخلص " ( 1 بط 4 : 18 ) ، وقول الرسول بولس لتيموثاوس :" جاهد جهاد الإيمان الحسن ، وامسك  بالحياة الأبدية التى إلبها دعيت أيضاً "           ( 1 تى 6 : 12 ) ..
     إ ذاً فالنعمة الإلهية التى تحفظنا ، تتطلب منا التجاوب مع عملها بالإجتهاد الدائم ، والمقاومة لكل تيارات العالم المضادة والا فقد ينطبق علينا " القول " سقطوا من النعمة " . ولتأكد هذه الحقيقة أورد ملاحظتين :
   1ـ فى كلام المسيح الخاص بمثل الزارع ( مت 13 : 1 ـ 23 ) وكذلك كلامه عن الكرمة والكرام والأغصان ( يو 15 ) نجد أن المعول كله هو على " الثمر " ففى مثل الزارع وتفسيره يوضح لنا المسيح أن ثلاثة من اربعة أنواع من التربة التى سقط عليها بذار الكامة ، لم تثمر مع أن نوعين منها قبلا الكلمة ونبتت فيهما ، ولكن بعد الإنبات لم تستطيعا الإتيان بثمر . وهذا هو المحك الذى أثبت فشلهما . وكذلك الكلام عن الكرمة والأغصان ، فبعد أن يقول رب المجد لتلاميذه : " أنا الكرمة وأنتم الأغصان " يضيف :" كل غصن فىّ لا ياتى بثمر ينزعه " . وهذا يعنى انه ينتظر الإثمار ، كهدف أسمى . وفى حالة عدم الإثمار ، فالغصن يُنتزع ، ثم يجف ، ثم يلقى أخيراً فى النار . وهذه هو الهلاك الأبدى ..
    ومن هنا ندرك شيئاً مهماً وهو أن الإنسان ، بعد تجديده ، تمضى عليه فترة من الوقت قبل أن يظهر موقفه الحقيقى ، وان كان سيثبت ويأتى أم لا .. فان أتى بثمر فسوف يستمر ، ولن يرتد ثانية ولن يهلك ، أما إذا لم يأت بثمر فهنا الفشل والنهاية ومن هنا نجد الكتاب يحثنا على الجهاد الروحى من أجل الثبات فى المسيح والإثمار .. وحتى مع تيقننا بإننا مدعوون ومختارون من الله ، فالرسول بطرس يقول : " لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الأخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين ، لأنكم إن فعلتم ذلك لن تزلوا أبداً " ( 2 بط 1 : 10 ) .. لاحظ أن الدعوة والإختيار يحتاجان إلى الإجتهاد كشرط للثبات وعدم الزلل ..
   3ـ أما الآية التى يستند عليها دعاة الإتكال على النعمة الحافظة للمؤمن من الإرتداد والهلاك ، مهما كان سلوكه ، فهى الواردة فى كلام المسيح عن خرافه " وأنا أعطيها حياة أبدية ، ولن تهلك إلى الأبد ، ولا يخطفها أحد من يدى " ( يو 10 : 28 ) . ولكن أى نوع من الخراف هم الذين لن يخطفهم أحد من يد الراعى ، ولن يهلكوا إلى الأبد ؟ إنها الخراف التى تتميز بمزايا تؤهلها لأن تصل إلى اليد الإلهية الحافظة .. إنهم الجنود المناضلون فى ميدان الجهاد الروحى . محققين انتصارات باهرة ، مصممين على عدم النظر إلى الوراء والعودة إلى ماضيهم مرة أخرى ، والرب وهو يرى ما هم عازمون عليه ، فهو لابد أن يحفظهم فى يده ، تأكيداً على عدم هلاكهم ..
 وأقتبس هنا ما قاله الراحل القس / صموئيل مشرقى   فى هذا الصدد فى كتابه " الصراع العظيم حول قضية الاختيار المصيرية " ص 89 مايلى : " وقد تجاهل الكلفنييون ( اتباع جون كلفن ) بأن هذه الإمتيازات ، كضامن لها ، وهى أربعة كما هو واضح من النصوص نفسها وهى إنها تعرف صوت الراعى ـ إنها تتبع الراعى ـ إنها ترفض إتباع الغريب ـ وهى تعرفه ( أى الراعى ) ووصلت به إلى يد الأب الذى يحفظ من يراعون هذه الشروط ..
    أخى المؤمن .. إن الضمان الأبدى يكون من نصيبك حقاً ، إذا كنت عازماً على عدم الرجوع للوراء ، محتملاً فى سبيل ذلك تكلفة تبعية السيد حتى ولو كانت باهظة !! 

مريم الوحشة !

     فى زمن ليس ببعيد ، فى قرى الصعيد ، كانت هناك خادمة للرب تدعى " مريم الوحشة ! " . وكانت خادمة كارزة رائعة فى وسط السيدات . ولم ألتق بها شخصياً ، لكننى ظللت وقتاً لا أعرف هل هذا اسمها ، أم هو لقبها ؟ ولكن مع البحث وسؤال من رآها وتعامل معها قالوا إنها كانت بالفعل دميمة الوجه . ولكن أضافوا قائلين : إنها حين كانت تقف لتعظ أو تتكلم بكلمة الله ، كان وجهها يلمع كالنور ! بل قال من رأوها أنها كانت على المنبر جميلة الجميلات ! . وقالوا أيضاً انه مجرد مصافحة الأخوة والأخوات لها ، كان البعض منهم يسلم قلبه للمسيح . بل وبعضهم كان يشفى من مرضه !!

   ياللجمال الإلهى ! إن الجمال ليس جمال الجسد ، بل هو معرفة الله والقرب منه . فالحسن غش والجمال باطل ، وأما المرأة المتقية الرب فهى تمدح ..      

علاج الحكمة المشجع

يسرى فوزى
خـادم الإنجيـل

فى أحدى النهضات الرائعة المؤثرة تجدد شباب كثيرون ، وتغيرت حياتهم ، فطلب الخادم منهم أن يحكوا إختباراتهم ، فى اليوم الأخير للنهضة . ولما جاء اليوم الأخير صعد شباب كثيرون إلى المنبر وقصوا إختبارات جميلة ومباركة . ولكن فى وسط هؤلاء كان قد صعد شاب صغير ليحكى إخباره كبقية الشباب ، ولكن ما أن صعد إلى المنبر ، ورأى جموع الشعب كثيرة أمامه ، تصبب عرقاً وارتبك بشدة ، بل وسقط مغشياً عليه وهو يشعر فى نفسه بقمة الفشل ، ولام نفسه كثيراً أنه جاء ليحكى إختباره ، وجلس وسط الشعب ، بعد أن أفاقوه من اغمائه فجلس محرجاً حرجاً بالغاً !!  

      ولكن يالروعة الخادم الحكيم الذى صعد إلى المنبر معلقاً على إختبارات الشباب فقال : " إن كل الإختبارات جميلة ورائعة ، ولكن أجمل وأعظم إختبار هو اختبار الشاب الفلانى ، وكان يقصد ذلك الشاب الذى سقط على المنبر . فاندش الحاضرون ، ولكن الخادم استكمل كلامه قائلاً : " إن هذا الشاب بسقوطه على المنبر أشعرنا بقوة ورهبة الله فى المكان ! .. وللعم ، هذا الشاب صار بعد ذلك خادماً للرب .. ولا عزاء للمفشلين ..