اخر المقالات

مجلة المنبر الخمسينى ترحب بك وتتمنى وقت ممتع فى دارسة كلمة الرب يسوع وكل عام وانتم بخير عام 2020 مليان باحسانات الرب عليك والخير والسلام على حياتك +أخبار المجمع+ +حفل افتتاح كنيسة خمسينية بالمنيا في مساء الأحد 29/ 10 / 2017، وبمشيئة الرب الصالحة، احتفل المجمع الخمسيني بمصر بافتتاح الكنيسة الخمسينية بالمنيا، للعبادة والصلاة، +أخبار المجمع+ وكان ذلك بحضور رئيس المجمع، القس عاطف فؤاد، ونائب رئيس المجمع القس إبراهيم حنا، وسكرتير المجمع القس ميلاد يوسف، والقس برنس لطيف من اللجنة التنفيذية، إلى جانب القس نبيل سعيد، راعي الكنيسة. وكان قد مضى على إغلاق هذه الكنيسة حوالي 22 عاماً.. +أخبار المجمع+ وقد تفضل مشكوراً بحضور حفل الإفتتاح: كل من: العميد أشرف جمال، عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا، وفضيلة الشيخ محمود جمعة، أمين بيت العائلة بالمنيا، والأب بولس نصيف، من قيادات بيت العائلة، والعمدة عادل أبو العلا، نيابة عن أخيه اللواء شادي أبو العلا عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا. والقس خليل إبراهيم، نائب رئيس مجمع النعمة.. +أخبار المجمع+ وقد ألقى العظة في هذا الحفل القس عاطف فؤاد، وهي من ( مزمور 132: 14) والآية التي تقول: «هذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ. ههُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي اشْتَهَيْتُهَا». فتحدث عن السكنى الإلهية والبركات المترتبة عليها في أربع نقاط، وردت في المزمور، وهي: 1- طعامها أبارك بركة. 2- مساكينها أشبع خبزاً. 3- كهنتها ألبس عزاً. 4- أتقياؤها يهتفون هتافاً.

أرشيف المجلة

لماذا الإنفصال؟!


وصل إلى يدى كتاب بعنوان "الإنفصال" (وهو من إصدار بيت عنيا).. قمت بتصفح الكتاب لمعرفة الفكر الذى يتضمنه، فاذا بى أجد كلاماً صادماً!.. إذ هو دعوة للتفرقة والانقسام، بدلاً من الوحدة والتضامن.. وأدركت أن هذا هو النهج الذى يتبعه مؤلف الكتاب والجماعة التى ينتمى إليها، انه الانفصال وعدم التواصل مع أخوتهم من المذاهب الأخرى..وأعرض هنا خلاصة مما خرجت به من تصفحى للكتاب، ثم الرد على ذلك..
ان مؤلف الكتاب يقدم بعضاً من رجال الله الذين انفصلوا عن أوساطهم الشريرة، ليعيشوا فى عزلة تامة للرب، وهم : أخنوخ ونوح وابراهيم وداود.. وهؤلاء الرجال يجعل منهم المؤلف رموزاً وامثلة تُحتذى فى كيفية الخروج له ولجماعته من الجماعات أو الكنائس الأخرى التى لا تتبع فكر كنيسته (التى يرى انها وحدها التى أدركت الحق كاملاً، وما عداها فى ضلال مبين).. إذ يرى المؤلف ان المذاهب أو الكنائس الأخرى بها فساد تعليمى، فلا يجوز التعامل معها..
ويمضى المؤلف فى خط سيره الإنفصالى، فيذكر بعض الأشياء التى أصيبت بالنجاسة أو الفساد والضرر، وكيف انه يجب على الإنسان ان يتجنبها.. وهذه الأشياء يجعل منها رموزاً عن ضرورة الانفصال..
وسأذكر عينتين مما أورده :
* الخيمة التى بها ميت : يذكر الخيمة التى بها ميت، فيتسبب ذلك فى نجاستها. ويرى أن الخيمة تشير إلى الكنيسة، والميت يشير إلى نجاسة أو فساد التعليم داخل هذه الكنيسة، ولابد من الخروج منها بسبب فساد تعليمها..
* قدر اليشع : وهو القدر الذى وُضع فيه، بطريقة خطأ، يقطين برى سام!.. ويعلق صاحب دعوة الإنفصال قائلاً وماذا يمكن ان تأتى به الخدمة المشتركة مع من عندهم تعاليم فاسدة؟! ثم يضيف أيضاً : ولكن من بقوا مع اليشع صرخوا، فى القدر موت يارجل الله!
هكذا يشبه التعاليم الأخرى للمذاهب المسيحية المختلفة بانها يقطين سام، وان الخدمة المشتركة معهم، هى مشاركة فى تعاليمهم الفاسدة! وان الجماعة التى رفضت ما فى القدر من سموم، هى جماعته هو صاحبة التعاليم النقية وحدها!
واكتفى بهذا القدر، فهذا كاف للدلالة على ما تضمنه الكتاب من فكر هدام.. وللرد أقول :-
1- إن أولئك المنادين بالانفصال عن المذاهب المسيحية الأخرى وعدم التواصل معهم، بدعوى أن الانفصاليين وحدهم قد أدركوا الحق الإلهى المعلن فى كلمة الله، أما الباقون فهم فى ضلال، فهذه هى الروح الفريسية بعينها.. وكما نعلم كان الرب يسوع له موقف من هؤلاء الفريسيين، وكثيراً ما وبخهم على ريائهم وبرهم الذاتى.. وأننا لنذكر العبارة التى استهل بها البشير لوقا سرده لمثل "الفريسى والعشار" : "وقال (اى الرب يسوع) لقوم واثقين بأنفسهم انهم أبرار (بر ذاتى) ويحتقرون الآخرين.. إلخ (يعتبرون الآخرين خطاة مغضوب عليهم من الله) هاهى الروح الفريسية تتمثل أمامنا فى هذا التوجه الذى يمتدح ذاته، ويحتقر الآخرين..
2- اننا جميعاً كمذاهب مسيحية، تجمعنا أساسيات الايمان المسيحى، أو الإيمان الأقدس، ولكننا نختلف حول بعض القضايا والمفاهيم الأخرى.. وهذا لا يطعن فى وحدتنا.. والرب يقبلنا جميعاً رغم
اختلافنا حول هذه القضايا، أو المفاهيم التى هى فى الحقيقة فرعيات، وليست أساسيات.. تعالوا بنا نرى ما يقوله الرسول بولس، موجهاً كلامه إلى من يرفض ويدين أخاه المختلف معه : "لا يزدر من يأكل بمن لا يأكل، ولا يدن من يأكل من لا ياكل لأن الله قبله.. من أنت يامن تدين عبد غيرك، هو لمولاه يثبت أو يسقط. ولكنه سيثبت لأن الله قادر أن يثبته" (رو3:14-5) فلا ينبغى لأحد منا أن يدين أخاه المختلف معه، طالما هو مؤمن بالمسيح، ايماناً حقيقياً، ولا ينكر حقيقة من الحقائق الأساسية فى الإيمان المسيحى.. مطلوب أن نقبل بعضنا بعضاً، كما ان الله يقبلنا جميعاً..
3- ثم أن التعاليم المختلفة للمذاهب المسيحية، وضعها بشر مثلنا.. وأولئك هم مؤسسو المذاهب المختلفة.. وقد وضعوا هذه التعاليم بحسب ما وصلوا إليه من إدراك للحق، كما استخلصوه من كلمة الله. ولكن مهم جداً أن نعرف أن الحق نفسه أعظم من أن يحده مذهب أو تضمه عقيدة معينة! ويجب التسليم بهذه الحقيقة بدون مكابرة. فمن الخطأ الفادح أن يتصور أحدهم أن عقيدته وحدها قد حوت الحق الإلهى كاملاً.. لأن أى تعليم بشرى مهما كانت درجة نقاوته، فلا يمكن أن يصل إلى الكمال المطلق! ونحن كبشر قيل عنا : "لأننا فى أشياء كثيرة نعثر جميعاً" (يع2:3).
4- هل يتفق مبدأ الانفصال مع إرادة المسيح أن تكون كنيسته واحدة؟ لقد طلب، تبارك اسمه، من الآب فى صلاته الشفاعية، قبيل الصليب فقال : "ليكون الجميع (أى جميع أتباعه عبر العصور) واحداً فىّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا... ليكونوا واحداً كما اننا نحن واحد" (يو21:17-23) وهذه الوحدة هى على قياس وحدة الآب مع الأبن!.. هذا ما يريده رب المجد يسوع : أن نكون جميعاً كمؤمنين فى وحدة واحدة.. فهل تتفق الدعوة للإنفصال والتقوقع داخل اطار طائفى معين، مع الوحدة التى طلب من أجلها يسوع؟!
لماذا التمثل بالكورنثيين الذين كان بينهم انشقاقات، وصيروا كنيستهم أحزاباً، يتبع كل حزب منها زعيماً معيناً؟! ويقول لهم الرسول لائماً : "هل انقسم المسيح؟!!" انظر (1كو10:1-13) ولعل أحد الأحباء
يقول : نحن لا نتبع إلا المسيح، رأسنا الوحيد.. فأقول : ولكن تبعيتكم للمسيح هى من خلال شخص معين، هو واضع التعاليم التى تدعوكم للإنفصال عن محيطكم المسيحى، بينما ربنا يسوع يريد أن نكون جميعاً واحداً حتى مع تنوعنا كأعضاء فى جسده الواحد..
5- إن الدعوة للإنفصال ليست موجهة للمؤمنين ليتجنبوا أخوة لهم فى المسيح، بل بالأولى لينفصلوا عن الشر الذى فى العالم، وعن الاندماج مع الأشرار.. يقول الرسول بولس : "لذلك اخرجوا من وسطهم (أى الأشرار من أجل ما يحيط بهم من شر) واعتزلوا، يقول الرب، ولا تمسوا نجساً فأقبلكم" (2كو17:6).
إذاً هذا ما يجب أن تكون عليه حياتنا كمؤمنين، أن ننفصل عن الشر والأشرار، وليس عن أخوة لنا فى المسيح..
ليت كل متزمت ومتعصب، وكل داع إلى العزلة عن الآخرين من المذاهب المسيحية الأخرى، ليتهم يدركون أن هذا التوجه لا يتفق أو ينسجم مع ما أراده الرب يسوع لكنيسته وهو أن تكون واحدة، قوية متماسكة..
اسحق جاد اسحق

من بريد السماء


محتاجة لك ياربـى... لتطمئنى وتشعرنــــى بكل الأمــــــــان
محتاجة لك ياربـى... تحصننى وتشعرنى بالحب والحنــــان
محتاجة لك ياربـى... لتمحو من قلبى ليالى الأسى والحرمان
محتاجة لك ياربـى... لتمحو منى وجع وغربة وادى النسيان
محتاجة لك ياربـى... لتنفض عنى كل تراب من هذا الزمـان
روحى محتاجة لك... فارونى من فيض يـــــنبوعك المـــلآن
رنا
الكويت

تهانينا القلبية


  • للأخ صالح فايز عبده والأنسة مرثا نصر بشارة.. خادمة شابات. بالخطوبة المباركة. والخطيبان من الكنيسة الخمسينية بشم القبلية – مغاغة.. وراعى الكنيسة القس ابراهيم حنا يهنئ الخطيبين.. وعقبال الزفاف..
  • للأستاذ كمال شحاته المحامى.. برسامته شيخاً بكنيسة النعمة بامبابة. وجدير بالذكر ان الشيخ كمال من أبناء الكنيسة الخمسينية بأبى جلبان – بنى مزار..

هناك أمل!

فى لحظة صدق تجلس فيها مع نفسك، وتسترجع ما فى حياتك، وتتأمل خطوات الماضى، وهى تتأرجح بك يميناً ويساراً، وتتأمل كل خطوة فلا ترى فيها إلا كل المرارة والعذاب. فتسخط على الدنيا وما فيها، وتدور التساؤلات فى داخلك، لماذا؟ لماذا أرى المرارة دائماً فى حياتى، تصحبها أناتى وآهاتى؟!
فمنذ بداية خطواتى أتعثر بالمتاهات، بل والأكثر من ذلك عند استرجاع الذكريات لا تجد إلا لحظات قليلة من السعادة، وسرعان ما يأتى وراءها الكثير من الأنين والكرب!
ولكن عندما تسترجع الماضى ومافيه من أنات وآهات وأنين ودموع، وما إلى ذلك من أحزان. اعلم يقيناً انك فى تلك اللحظة لا تكون عيناك مليئتان برؤية الله.. لقد ملأ الشيطان كل حواسك باليأس، ووضع على عينيك النظارة السوداء التى يستخدمها الشيطان دائماً حينما يريد تحطيم نفسك، إذ يجعلك مستعبداً لليأس، فتقع كالفريسة الضعيفة بين شباك الصياد! ولا ينتج عن الروح اليائسة التى يكبل ابليس الإنسان بها إلا التدمير الحتمى! وحينئذ يكون ابليس قد نجح فى الحصول على الثغرة التى ينفذ منها إلى حياتك، لأنه يعلم جيداً أن الأساليب المعتادة له أصبحت معروفة مكشوفة، خاصة لدى أولاد الله..
والجلوس مع النفس شئ رائع! والأروع استرجاع ما مضى من الحياة بكل ما فيها، حتى يستطيع الإنسان أن يعرف كيف يقيّم حياته، ويعرف من أين بدأ، وما الذى وصل إليه، وما الذى يريد الوصول إليه، وما حققه من أهداف وضعها فى خططه من قبل؟!
لكن من الأفضل أن يفعل الإنسان ذلك برؤية كل الأشياء من خلال رب المجد يسوع، الذى به تتضح الرؤية الحقيقية للأشياء، ففى كثير من الأحيان نرى أن الظروف تسير عكس ما كنا نتمناه، ولا نسعد بذلك أبداً، ونتمنى أن تكون الأمور كلها حسب ما نرغب، ونجهل أن الله هو القائد الأعظم لكل الكون! وكل من يسلم له أمره يستطيع أن يسير بسفينة حياته كما يرى ما هو الأفضل له. فى حين أن العين البشرية لا تدرك ذلك فى كثير من الأحيان..
وعلينا أن ندرك أن الله يسمح لنا بالأزمات، ولكن سرعان ما يحولها الي خيرنا، بعد أن يكون تمم قصده من تلك الظروف التى سمح بها، بل ويحول الحزن إلى فرح والنوح إلى تهليل! واننا نلمس معاملات الرب فى الظروف الصعبة، كما حدث فى الظروف الصعبة التى مر بها يوسف، بداية من بيعه كعبد من أخوته إلى أن وُضع ظلماً فى السجن على الرغم من رفضه لفعل الشر، ولكن سمح الله ليوسف بكل ما جاء عليه من ظلم، ليعده للمنصب الجديد، الرجل الثانى بمصر!!
كما نجد حنة، وقد اجتازت، بمرارة شديدة، لكونها عاقراً. وتألمت كثيراً من ضرتها، لكن حول الله نوحها إلى رقص وتهليل، إذ أصبحت أم صموئيل النبى!
لذلك علينا أن نفرح ونبتهج حتى فى الظروف الصعبة لكوننا أولاد الله، ولنكن واثقين ان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدى!
جيهان فليمون...
صحفية بجريدة "النهر الجديد"

ركن المرأة

المرأة فى فكر الله..

إن الدور الذى تقوم به المرأة لا يخفى على أحد، حتى هؤلاء الذين يُعرفون بأصحاب الفكر الذكورى، وهم من يعتبرون الرجل أعظم قدراً من المرأة، وهو أساس الأسرة والمجتمع. والمرأة مجرد تابعة أو خادمة له.. وهذا الفكر مصادره غير كتابية.. وفى هذه الدراسة نرد على بعض الأقوال التى تستند على تفاسير غير دقيقة لبعض الآيات الكتابية، والأراء المغلوطة ومنها مايلى:

أولاً : المرأة سبب دخول الخطية إلى العالم :
للأسف، هذا الفكر سائد فى الكنيسة. وللرد دعونا نتأمل فى (1تى14:2) "وآدم لم يغو، بل المرأة أغويت" وكلمة أغويت معناها حدث تشويش لفكرها، بسبب حوارها مع الحية المضلة، صحيح انها فتحت ثغرة بذلك. ولكن الآيات التالية توضح مسئولية آدم أيضاً : "من أجل ذلك كأنما بانسان واحد دخلت الخطية إلى العالم" (رو12:5) و"لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد" و"كما فى آدم يموت الجميع".
إن الكتاب يسجل بوضوح مسئولية آدم فى السقوط.. حواء أخطأت بسبب التشويش، أى أنها خُدعت. ولكن آدم لم يغو، آى انه أخطأ بارادته وبوعى كامل، ثم انه كان هو رأس الأسرة. فكان يجب عليه أن يمنع حواء من كسر الوصية وينير ذهنها..

ثانياً : الفكر اليهودى وتأثره بالفكر الوثنى :
كان الرجل اليهودى يشكر الله فى صلاته على ثلاثة أمور :-
(1) انه انسان وليس طائراً أو حيواناً!
(2) انه رجل وليس امرأة!
(3) انه يهودى وليس اممياً!
وهنا نؤكد أن هذا مناف تماماً لتعاليم العهد القديم. فالمرأة مخلوقة على صورة الله، كما جاء فى سفر التكوين، تماماً كالرجل.. ولكن اليهود كانوا يعيشون بحسب التلمود أكثر من شريعة الله.. وفى التلمود البابلى، وتحت عنوان "اللعنات العشر الخاصة بالمرأة" فقرة 6 تترجم عبارة "يتسلط عليك" : المرأة ملكية خاصة للرجل"!.
وسوف نوضح فى باقى الدراسة تفسيراً أكثر شمولاً لتعاليم العهد القديم، والتى تؤكد تقدير الله للمرأة..

ثالثاً : الإستناد إلى رأى سليمان فى زوجاته :
الخطأ الأكبر هو فى تفسير جزء من الآية، او حتى آية كاملة، بعيداً عن المعنى الشامل فى مجمل تعاليم الكتاب المقدس عن نفس الأمر الذى تتحدث عنه الآية.. ولذلك فان من يستشهد بما جاء فى (جا28:7) "أما امرأة فبين كل أولئك فلم أجد" من يتخذ هذه الآية ذريعة لإثبات أن كلمة الله تشهد عن نقص المرأة، فهو مخطئ، لأن سليمان قرر ذلك عن الف إمرأة كان قد تزوجها. ومنهن عمونيات وموآبيات وصيدونيات. وقد قال الكتاب أنهن أملن قلب سليمان وراء آلهة أخرى (1مل4:11) فلو أن سليمان صلى وطلب من الله إمرأة واحدة (بحسب قوانين الله فى الزواج) امرأة من شعب الله، مؤمنة لوجدها تقية وفاضلة..
ونجد فى مواضع أخرى أن الكتاب يشهد عن نساء تقيات فهل يناقض الكتاب نفسه؟ كلا بالطبع.. ان قول سليمان هو خاص بنسائه فقط. ولو عممناه بصورة مطلقة فلن يكون هناك مكان لنساء فضليات، شهد لهن الكتاب مثل سارة، وحنة أم صموئيل، واليصبات، وحنة النبية، والنساء اللواتى تبعن يسوع وخدمنه من أموالهن، وعلى رأسهن بالطبع العذراء القديسة مريم، وآخريات..

وللحديث بقية..
ايفيت ينى جبرائيل

أوع تؤجل


جورج اسحق

كاتب هذا الموضوع يتخيل انه يتحاور مع الشيطان، الذى يريد أن يعوقه عن الأتصال بالرب، ويقنعه أن يتلذذ بمتع هذه الحياة. ولكن فى النهاية يعرف حيلة ذلك العدو، ويدرك أن الحياة هنا فانية، وكل متعها إلى زوال!.. ويدعو كل خاطئ يتبع الشيطان إلى عدم تأجيل التوبة والرجوع إلى الله..

عظيم هو سر التقوى


عظيم هو سر التقوى

الله ظهر فى الجسد..؟!

تفرد المسيح بانه كلمة الله الأزلى المتجسد.. لم يكن ممكناً أن يتأله الإنسان ليتصل بالله، ولكن الله قد أختار أن يتجسد فى المسيح ليصل إلى الإنسان..!
  • الله لم يره أحد قط. والمسيح هو صورة الله غير المنظور..
  • الله محبة، والمسيح هو تجسيد لمحبة الله لكل البشر، وقد ظهرت هذه المحبة فى الصليب فتم الفداء، وفتح الباب للخلاص لجميع الناس..
وهناك علاقة بين خلق الإنسان وسقوطه، وبين التجسد الإلهى. فان عصياننا هو الذى استدعى تعطف الكلمة (يسوع) وظهرفى جسم بشرى لكى يعيد الصورة التى خُلق عليها آدم قبل السقوط، إذ بعد السقوط، فسدت الصورة التى جُبل عليها الإنسان (وكان فى حالة النقاء والبراءة).
ولذلك كان أمام الله أحد أمرين؛ إما أن يتنازل عن كلمته التى نطق بها، فلا يعاقب الإنسان. وبذلك يكون الله غير صادق. وهذا لا يليق بالله سبحانه. وإما أن يهلك الإنسان. وفى هذه الحالة يفشل القصد الذى من أجله خلق الإنسان..!
وجاء الحل؛ وهو التجسد الإلهى! وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا (يو14:1) لقد صار الله انساناً مثلنا، متخذاً جسداً بشرياً قابلاً للموت. فمات على الصليب، وأوفى العدل الإلهى حقه. وبذلك فُتح الباب لكل من يقبل المسيح مخلصاً، فينال الحياة الجديدة، "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ" (2كو17:5). وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ. (أف24:4)
فالكلمة المتجسد قد جاء ليعيد للإنسان صورته التى خلقه الله عليها. "فى البر وقداسة الحق".

خادم الرب الأخ / ناصر لطفى

ركن الأطفال

"دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت14:19)

فى التأنى السلامة

جلست "ساندى" بجوار والدها، وهو يقود السيارة ليوصلها إلى منزل صديقتها "رشا" لحضور حفل عيد ميلادها.. وعند تقاطع الشارع مع شارع آخر، توقف الوالد بالسيارة، حيث كان زحام فى المرور..
قالت ساندى : أنت دائماً تفعل هكذا يا بابا..
قال الأب : ماذا تقصدين يا ساندى؟
قالت : تقف بالسيارة عند تقاطعات الشوارع حتى يصبح الطريق خالياً من السيارات. ق
ال الأب : نعم يا ابنتى.. أنا اذا سرت وسط هذه السيارات القادمة من هنا وهناك فقد تحدث، لا قدر الله، حادثة!
قالت ساندى : ولكنك تنتظر طويلا يا أبى، وهذه عادتك دائماً..
ابتسم الأب وقال : أنا أعرف انك متلهفة على الوصول لمنزل صديقتك رشا، لكى تشاركيها فرحة عيد ميلادها، ولكن تصورى لو أننا لم ننتظر، وأسرعنا بالمرور وسط السيارات.. فقد تحدث حادثة، أو قولى كارثة!.. وماذا حدث لنا عندما وقفنا لبعض الوقت؟.. لا شئ مكروه حدث لنا بسبب الانتظار..
الآن يا عزيزتى ستذهبين بسلام إلى صديقتك وتشاركيها فرحتها.
وقالت ساندى : معك حق يا بابا.. أنت دائماً تردد المثل القائل : "فى التأنى السلامة، وفى العجلة الندامة!".
ويقول الكتاب المقدس ياأصدقائى : "المستعجل برجليه يخطأ".

مسابقة العدد :
من القائل ولمن قيلت العبارات التالية :-
  1. "فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟" (لو43:1)
  2. «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟» (مت4:2)
  3. "فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي" (لو48:1)
  4. "يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ" (يو30:3)
  5. «يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْني أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». (مت28:14)
  6. "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" (يو25:11)
  7. «اذْكُرْنِي يَارَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ». (لو42:23)
(ترسل الإجابات على البريد أو الإيميل).
اعداد/صموئيل عيد

تعليقات القراء


وصلتنا تعليقات كثيرة جداً ، وفيها يبدى قراؤنا الأعزاء اعجابهم بالمجلة، وما تقدمه من موضوعات.. وهنا نقدم بعض هذه التعليقات مع وافر شكرنا لهم :-
  • "الرب يبارك منبركم، ويجعله شعلة للإيمان".. الأخت جاكلين عدلى.
  • "المجلة رائعة جداً، الرب يبارككم، ويكمل معاكم، وكل سنة وانتم طيبون".. الأخ عنان تودرى المرنم.
  • "المجلة جميلة، والرب يبارككم".. الأخ سامح مراد.
  • "الرب يبارككم ويستخدم عمله".. الأخ رضا عزيز.
  • القس ملاك مرزوق راعى الكنيسة الخمسينية بدير الجرنوس وشعب الكنيسة، يقدمون الشكر لله لأجل موضوعات المجلة..
  • "الأحباء أسرة تحرير مجلة المنبر الخمسينى. نشكر الرب يسوع لأجل مجلتكم.. وأرجو أن يكون فيه باب للأطفال.. ابنكم ممدوح القس ابراهيم حنا.
  • بدأنا بمعونة الرب فى تقديم باب الأطفال فى هذا العدد..
  • كما وصلتنا عدة تعليقات على بعض موضوعات المجلة. وهى تحمل إعجاباً بأغلب هذه الموضوعات.. والمجلة تشكر هؤلاء المعلقين، جزيل الشكر.. ونكتفى هنا بتقديم تعليق واحد على موضوع "كيف تواجه الاحباط؟" للقس أشرف ثابت. ولكن نورد أسماء الباقين من تفضلوا بارسال تعليقاتهم، مع وافر الشكر لهم :
  • الأخ أمجد رسمى يقول : مواضيعك كلها ياقسيس أشرف تمس القلب. أنا بأحس انك قاعد معايا، وبتحكى عنى، علشان كده بأشكر المجلة جداً على اختيار المواضيع الهامة التى تتحدث عنها.. الرب يباركك".
وهذه أسماء من أرسلوا تعليقاتهم على الموضوعات :
د. منسى شحاته بأمريكا – المحامى جورج اسحق – الأخ ماجد أنور – القس جوزيف – المرنمة تريزا جمال – الأخت رانيا جرجس – الأخ أسامة بشرى – الأخ ناجح ناصح جيد – الأخ جيد ميخائيل – الأخ أسامة مكرم – الأخ منير مراد – الأخ أبرام مراد – الأخ فريد جرجس – الأخت أم أميرة – الأخ ديفيد – د. مارسيل اسحق – ايمان – د. جورج سابا – مهندس عياد كمال سامح – د. رحاب نشأت – الأخ ممدوح جابر سلوانس – كيارا روف وعائلتها..

هذا وتوجد تعليقات وصلتنا بدون أسماء. ونحن نشكر أصحابها كثيراً..

عصر المعجزات لم ينته!


انقشعت السحابة بمعجزة إلهية..!

معلوم أن العين إذا أصيبت بسحابة، فلا تفلح أية وسائل علاجية فى إزالتها.. ولكن الرب يسوع الذى وهب البصر للعميان يستطيع أن يزيل السحابة من على العين، بل يستطيع أن يخلق عيوناً جديدة!.. ومعجزة هذا العدد، من هذا النوع. لقد مد الرب يده وأزال سحابة من فوق قرنية عين احدى الأخوات..

تقول صاحبة هذه المعجزة، السيدة منى كامل ناشد, مدام القس ملاك حنا، راعى الكنيسة الخمسينية بالشيخ فضل.. بنى مزار.
كنا نقيم فى امبابة, فكنت أتردد على كنيسة المسيح القريبة منا.. وذات ليلة, بعد الاجتماع، تطلعت احدى الأخوات فى وجهى وقالت : أن عينك بها سحابة! وانزعجت كثيراً لما سمعته.. ولما رجعت إلى البيت أسرعت انظر فى المرآة وكانت توجد سحابة على عينى بالفعل!
وأسرعت، ومعى زوجى، إلى طبيب عيون. وهناك كشف الطبيب على عينى وقال : توجد سحابة على قرنية العين، ثم أضاف، لايوجد لهذه الحالة أى علاج!.. وسألناه : ألا يوجد أى أمل يا دكتور؟ فقال : يوجد أمل وحيد فى السفر للخارج، وهناك يمكن للأطباء زرع قرنية جديدة، يأخذونها من عين شخص متوفى حديثاً! وشعرنا بصدمة. فالسفر للخارج بالنسبة لنا، أمر يفوق طاقتنا. ويُعد من المستحيلات!!
نزلنا من عند الدكتور. وكنت أسير فى الشارع، وكأنى لا أرى أحداً، فقد أظلمت الدنيا من حولى! ولكنى كنت فى اثناء ذلك أتحدث إلى الرب وأطلبه قائلة : يا رب أنت فتحت أعين العميان.. وأنا متأكدة أن عندك الشفاء المعجزى.. وكنت أبكى بدموع غزيرة.. ولم أكف عن الصلاة وطلب الرب..
وفى الأسبوع التالى، شعرت فجأة وكأن لمسة إلهية امتدت لعينى، وأيقنت عندئذ أن السحابة قد أزيلت من على عينى! ونظرت فى المرآة وتأكدت من حقيقة ما حدث.. لقد أعطانى الرب قرنية جديدة، أو خلق لى عيناً جديدة، بدون سحابة!! مبارك اسم الرب..

مسابقة إنجيل متى

أكمل الآيات التالية مع كتابة الشواهد :
  1. داود الملك ولد سليمان ..................
  2. كان يوحنا المعمدان يكرز فى ..............
  3. فان كانت عينك بسيطة، فجسدك كله .........................
  4. وان سأله ابنه سمكة، يعطيه ......................
  5. وأقول لكم أن كثيرين سيأتون من ......... و ........ ويتكئون مع ابراهيم واسحق ويعقوب فى ملكوت السموات.
  6. لأنى لم آت لأدعوا أبراراً، بل ...................
  7. لا تقتنوا ذهباً ولا فضة ولا نحاساً فى .................
  8. ها أنا أرسلكم ....................... فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام.
  9. ولكن أقول لكم أن ههنا أعظم ....................
  10. سأفتح بأمثال فمى وأنطق بمكتومات منذ ..................
  11. فلما سمع يسوع انصرف من هناك فى سفينة إلى ....................
  12. فأجاب سمعان بطرس وقال : أنت هو ...................
  13. وان أخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما، إن سمع منك ................................
  14. فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزيناً لأنه ........................
  15. ومن أراد أن يكون فيكم أولاً، فليكن .........................
  16. فقال لهم يسوع نعم، أما قرأتم قط من أفواه الأطفال و ......................
  17. ويقوم أنبياء كذبة و ..................................
  18. ياأبتاه إن أمكن فلتعبر عنى .............. ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت.
  19. فعروه وألبسوه ................................
  20. أما الأحد عشر تلميذاً فانطلقوا إلى الجليل، إلى الجبل حيث ..................
* ُترسل الإجابة على البريد الاليكتروني للمجلة almanber_alkhamseny@yahoo.com.

* ستُمنح جوائز قيمة لعشرة فائزين.

إعداد / باسم اسحق

تعازينا القلبية ..

لذلك عزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام ..

انتقال الشيخ اسحق ميخائيل إلى المجد

فى يوم الثلاثاء 12/1/2010 رحل الشيخ اسحق ميخائيل.. شيخ الكنيسة الخمسينية بعزبة رزق – مغاغة.. عن عمر يناهز 50 عاماً..
  • تعرف الشيخ اسحق على الرب فى شبابه الباكر، وكان من أبرز المؤسسين للعمل الخمسينى بعزبة رزق.. وكان ذلك فى أوائل عقد السبعينات من القرن الماضى.
  • رُسم شيخاً عام 1984.. وقد تميز الراحل الكريم بصفات حلوة مثل البساطة، وطول الأناة، والهدوء، إلى جانب انه كان مضيفاً لخدام الله..
  • عاصر الراحل العزيز اثنين من رؤساء المجمع الخمسينى، هما : د. ق إدوار ناثان والرئيس الحالى القس عزيز مرجان.. عزاؤنا انه الآن مع المسيح، ذاك أفضل جداً!

تعازينا:
  • للقس كمال وليم نعيم، والأسرة وللكنيسة الخمسينية بشارونة – مغاغة.. لإنتقال الأخ حنا نعيم (عم القس كمال) إلى المجد..
  • لكل من الأخ عزت والأخ منصور عيد هنى وللأسرة، وهم أعضاء بالكنيسة الخمسينية بأبى جلبان لوفاة والدهم..
  • القس ملاك عياد وشعب الكنيسة الخمسينية بالجندية – بنى مزار لوفاة الأخ بشرى يوسف مسعود، الذى رحل فى 23/12/2009 كما نطلب من الرب تعزية للأسرة..
  • للأخ حنا خليل والأسرة بالكنيسة الخمسينية بأشنين – مغاغة.لوفاة والده المرحوم خليل سعد بسخيرون باشنين. وقد رحل عن عمر يناهز 91 عاماً فى 19/1/2010.
  • لجناب الشيخ يحيي بالكنيسة الخمسينية ييني سويف لانتقال السيدة زوجته الي المجد.

أخبار المجمع

المجمع الخمسينى يحتفل برسامة قسيسين

بتاريخ 21/1/2010 وبالكنيسة الخمسينية بأبى جلبان – بنى مزار.. احتفل المجمع الخمسينى برسامة وتنصيب اثنين من خدام المجمع وهما :-
  • الأخ بنيامين اسحق بطرس، وقد تمت رسامته قساً وراعياً على الكنيسة الخمسينية بأبى جلبان – بنى مزار...
  • الأخ ملاك حنا موسى، تمت رسامته قساً وراعياً على الكنيسة الخمسينية بالشيخ فضل – بنى مزار..
وأسرة المجلة تقدم لهما خالص التهانى القلبية، وتتمنى لهما خدمة مباركة، لمجد الرب..


القس بنيامين اسحق بطرس..
  • من مواليد الكوم الأخضر – مغاغة – فى 21/8/1973.
  • حاصل على بكالوريوس اللاهوت الرسولى.
  • متزوج من السيدة ايفيت ينى.. وهى خادمة نشطة، تشارك زوجها فى عدة مجالات من الخدمة.
القس ملاك حنا موسى..
  • من مواليد دير الجرنوس – مغاغة – فى 6/12/1965.
  • حاصل على بكالوريوس اللاهوت الخمسينى.
  • متزوج من السيدة منى كامل ناشد وله ولدان وبنت..

تأمل ..

الإستعداد للأبدية..!

يُحكى أن أحد الأغنياء كان عنده شاب يعمل فى خدمته. وكان هذا الشاب بسيطاً، لا يعرف الكثير من شئون هذه الدنيا. فكان الِرجل الغنى يطلق عليه لقب "الغبى"!

وذات يوم قام الرجل بتسليم الِشاب "عصا" وقال له : خذ هذه العصا، وابقيها معك. فاذا وجدت شخصا آخر أكثر غباءً منك فاعطه العصا!
ومرت الأيام، وأصيب الرجل الغنى بمرض شديد! ولم يفلح الأطباء فى علاجه .. وازدادت حالة الرجل سوءاً.. وعرف أن نهايته باتت وشيكة. وأراد أن يقدم للشاب نصائحة الأخيرة، فأرسل فى استدعائه، ولما جاء وقف بجوار سرير الرجل المريض، وكان مطرقاً برأسه إلى الأرض فى حزن، وانتظار ما يريد الرجل أن يقوله له..

وبدأ حديثه مع الشاب بصوت ضعيف قائلاً : اسمع يابنى، أنا سأرحل عن قريب، وستكون رحلة بلا عودة! ثم أكمل الرجل كلامه ببعض النصائح للشاب..
وبعد أن انتهى من نصائحه.. بدأ الشاب فى الكلام فقال : إذا كنت ياسيدى سترحل، رحلة بلا عودة، كما تقول، فماذا أعددت لهذه الرحلة؟ فالذى ينوى السفر، عليه الإعداد لذلك، فماذا أعددت أنت لهذه الرحلة التى لن تعود منها أبداً؟

وأجاب الرجل بصوته الضعيف : ألم أقل لك انك غبى؟ إن رحلتى هذه تعنى أننى سأموت، فماذا يمكننى أخذه وأنا فى حالة الموت؟!
وهنا استجمع الشاب شجاعته قائلاً : اسمع ياسيدى انك ستمضى إلى أبديتك، فماذا ستأخذ معك من أعمال صالحة.. المفروض انك سوف تعطى حساباً عن حياتك هنا. فهل هيأت نفسك لهذا الحساب؟! أنت ستمضى، فهل لديك رصيد ينفعك؟.. ثم مد الشاب يده بالعصا نحو الرجل، وأضاف : يبدو انك لم تُعد العُدة للرحيل الأبدى، ولذا فانى أراك أكثر غباءً منى! فخذ هذه العصا!

عزيزى القارئ.. كلنا راحلون من هذه الدنيا .. ولعل مناسبة نهاية العام، وبداية عام آخر، تكون فرصة للتفكر فى هذا المعنى، فقطار الزمن يمضى بلا توقف، وتتابع الأعوام يؤكد على حقيقة أننا ماضون نحو النهاية، التى تعنى بداية الأبدية. نعم الأبدية التى يدخلها الإنسان ولا يعود منها! فماذا .. ياعزيزى تحمل معك من زاد لهذه الرحلة التى بلا عودة؟!
فى مثله عن وكيل الظلم، أوضح المسيح كيف أن الوكيل عندما علم انه سيخرج من الوكالة، تودد إلى الأشخاص المديونين لصاحب الوكالة، بأن ترك لهم مبالغ كبيرة من ديونهم. وذلك حتى يصيروا عوناً له فيما بعد.. وعلق الرب يسوع قائلاً : "وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ، حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالِّ الأَبَدِيَّةِ" (لو9:16).
وهذا الكلام موجه لنا جميعاً، لنعمل حساباً ليوم رحيلنا من هذا العالم، بما يكون لنا من رصيد صالح... اقرأ معى ما جاء فى (رؤ13:14) "اكْتُبْ: طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبِّ مُنْذُ الآنَ». «نَعَمْ» يَقُولُ الرُّوحُ: «لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ" .. لاحظ معى أن الأعمال الصالحة تتبع أصحابها عند رحيلهم..

إن العمر يمضى فى غفلة منا.. ولذا يتعين علينا أن نقف وقفة تأمل وذلك عندما نودع عاماً، ونستقبل آخر. فهذا يعنى أن عجلة الزمن تدور بلا توقف، وبالتالى فان العمر يمضى مع الزمن. والعمر له حد معين قد حدده الخالق سبحانه، فاذا وصل الإنسان إلى هذا الحد انتهت حياته!
عندما تستقبل عاماً جديداً، فلا تدع ذلك يمر بدون وقفة مع نفسك، لتعرف أن عمرك قد اضيفت إليه سنة جديدة، وهذه الإضافة لا تعنى الزيادة بل النقصان! نقصان من رصيدك المتبقى لك من العمر! بل أن كل يوم يمر على الإنسان يقربه من نهايته!

وهذا يؤكد على حقيقة اننا جميعاً راحلون من هذه الدنيا، وان هذه الدنيا ليست المقر الدائم، وأن المقر الدائم، هو الذى سيذهب إليه الإنسان بعد الموت، وهو ما وصفه سليمان بالقول : "لأَنَّ الإِنْسَانَ ذَاهِبٌ إِلَى بَيْتِهِ الأَبَدِيِّ، " (جا5:12).
والسؤال لك : عزيزى القارئ، هو : اذا أتت عليك ساعة الرحيل من هذا العالم إلى الأبدية، فالى أين ستذهب؟ هل إلى دار النعيم والهناء، أم إلى دار العذاب والشقاء؟!

دعنى أسألك بصيغة أخرى : هل قبلت المسيح مخلصاً شخصياً لك، وتصالحت مع الله؟ هل عندك يقين بالحياة الأبدية بعد الممات؟ فكر قبل أن تجيب.. وإذا كانت اجابتك نعم، فهنيئاً لك. أما إذا كانت لا، فالفرصة أمامك.. لا تؤجل "هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ" (2كو2:6).

ليتك ياعزيزى تبادر بانتهاز الفرصة الآن، وليكن العام الجديد بالنسبة لك، هو بداية الحياة الجديدة مع الرب.. وكل عام وأنت بخير..

المحرر

الملك الألفى

"وَرَأَيْتُ مَلاَكًا نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ مَعَهُ مِفْتَاحُ الْهَاوِيَةِ، وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى يَدِهِ. 2 فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ" (رؤ1:20-2).

رأى يوحنا هذا الملاك نازلاً من السماء، ومعه مفتاح الهاوية. ومعروف أن مفتاح الهاوية مع الرب يسوع، كما قال فى (رؤ18:1) " وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ" فالواضح هنا أن الرب يسوع قد أعطى هذا المفتاح للملاك. ويقول الرائى، "سلسلة عظيمة على يده" وهى التى سيقيد بها الشيطان. ولا نقدر أن نصفها بانها سلسلة حديدية أو نحاسية مثلا، أو من أى معدن آخر، لأن الشيطان روح، لكن نستطيع أن نصف هذا النوع من السلاسل، ونسميها كما سماها بطرس فى (2بط4:2) " لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ"!

اذاً نرى هنا أن السلاسل ليست مادية، بل سُميت بالوحى فى رسالة بطرس، كما قرأنا، "سلاسل الظلام" ويسميها الوحى على لسان يهوذا (عدد6) والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم، بل تركوا مسكنهم، حفظهم (أى قيدهم) إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام"! .. فهنا يسميها الوحى "قيود أبدية" فلا يمكن أن تكون مادية، لأن الأمور المادية ستفنى، والأرواح تقيد بمثل هذه القيود، لأنها ليست دم ولحم!
ثم يقول الرائى : "قبض على التنين الحية القديمة، الذى هو ابليس والشيطان" أى قيده بهذه السلسلة المذكورة آنفاً. وحدد مدة القيد بهذه السلسلة بـ "الف سنة" وهذه أول مرة تظهر فيها قضية الألف سنة، التى اختلف فيها الكثيرون ..
ونحن نرى بانها حرفية وليست مجازية، ويسبقها اختطاف الكنيسة فى نهاية الضيقة، وعند البوق السابع..

وتبدأ معركة هرمجدون. وفى نهايتها يقبض على الوحش والنبى الكذاب، ويطرحان فى بحيرة النار والعذاب، ويقيد الشيطان من الملاك، كما ذكرنا. ثم بعد ذلك تبدأ الألف سنة، والتى ذكر عنها العهد القديم فى (عا11:9) "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أُقِيمُ مِظَلَّةَ دَاوُدَ السَّاقِطَةَ، وَأُحَصِّنُ شُقُوقَهَا، وَأُقِيمُ رَدْمَهَا، وَأَبْنِيهَا كَأَيَّامِ الدَّهْرِ".
ويوضح هذا فى (أع16:15-17) " سَأَرْجعُ بَعْدَ هذَا وَأَبْنِي أَيْضًا خَيْمَةَ دَاوُدَ السَّاقِطَةَ، وَأَبْنِي أَيْضًا رَدْمَهَا وَأُقِيمُهَا ثَانِيَةً، 17 لِكَيْ يَطْلُبَ الْبَاقُونَ مِنَ النَّاسِ الرَّبَّ، وَجَمِيعُ الأُمَمِ الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ، ".

ونحن نسأل : هل جاء وقت تمت فيه هذه النبوات عن بناء خيمة داود، أم انها نبوة للمستقبل يكون وقتها المناسب هو الملك الألفى؟ وهو السؤال الذى توجه للرب يسوع "متى ترد الملك لإسرائيل؟" والبعض يقول اننا نحيا فى الملك الألفى منذ قيامة المسيح وإلى الآن.

ونحن نرد بالقول اننا نرفض ذلك لعدة أسباب :-
أولاً : وصلنا إلى الفى عام منذ ميلاد المسيح وحتى الآن ..
ثانياً : هل الشيطان مقيد الآن؟ علماً بأن الشر واضح فى كل مكان!
ثالثاً : أين مظاهر الملك الألفى بالنسبة للعالم أجمع الذى فيه يتعبد الكل للرب يسوع كما هو مكتوب "ستسجد له كل ركبة، ويسبح له كل لسان" ارجع إلى وصف الملك الألفى الحقيقى المدون فى (أش6:11-9) " فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. 7 وَالْبَقَرَةُ وَالدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ. تَرْبُضُ أَوْلاَدُهُمَا مَعًا، وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْنًا. 8 وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ، وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوَانِ. 9 لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ".
أيضاً فى (أش20:65-25) " لاَ يَكُونُ بَعْدُ هُنَاكَ طِفْلُ أَيَّامٍ، وَلاَ شَيْخٌ لَمْ يُكْمِلْ أَيَّامَهُ. لأَنَّ الصَّبِيَّ يَمُوتُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ، الذِّئْبُ وَالْحَمَلُ يَرْعَيَانِ مَعًا، وَالأَسَدُ يَأْكُلُ التِّبْنَ كَالْبَقَرِ. أَمَّا الْحَيَّةُ فَالتُّرَابُ طَعَامُهَا. لاَ يُؤْذُونَ وَلاَ يُهْلِكُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، قَالَ الرَّبُّ" وأيضاً يقول الوحى فى (يؤ23:2-26) عن خصوبة الأرض " لأَنَّهُ يُعْطِيكُمُ الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ عَلَى حَقِّهِ، وَيُنْزِلُ عَلَيْكُمْ مَطَرًا مُبَكِّرًا وَمُتَأَخِّرًا فِي أَوَّلِ الْوَقْتِ، 24 فَتُمْلأُ الْبَيَادِرُ حِنْطَةً، وَتَفِيضُ حِيَاضُ الْمَعَاصِرِ خَمْرًا وَزَيْتًا.".

عندما يقيد الشيطان مدة الألف سنة ويملك المسيح مدة الألف سنة هذه على الأرض، ستكون ألف كاملة على الأرض حتى مع الوحوش! وسوف تعطى الأرض كل قوتها، حتى الجبال تزهر وتطول الأعمار، ولا تكون حرب فى ذلك الزمان..

ويقول أيضاً فى (إش2:2-4) " وَيَكُونُ فِي آخِرِ الأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ الرَّبِّ يَكُونُ ثَابِتًا فِي رَأْسِ الْجِبَالِ، وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ التِّلاَلِ، وَتَجْرِي إِلَيْهِ كُلُّ الأُمَمِ. 3 وَتَسِيرُ شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ، وَيَقُولُونَ: «هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، إِلَى بَيْتِ إِلهِ يَعْقُوبَ، فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ». لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ، وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ. 4 فَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ، فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ".

أرجو من القارئ العزيز أن يرى الأمور على حقيقتها حسبما أعلنته كلمة الله. فالملك الألفى ملك حرفى، واضح ومعلن فى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد..
القس / عزيز مرجان

من مثل يسوع؟!

عزيزى القارئ .. قد تكون مرت عليك أوقات خلال هذا العام .. إبتعدت فيها عن مصدر سلامك وفرحك، يسوع، وقتها شعرت بفراغ الحياة وعدم الراحة، فتغيرت مشاعرك نحو الرب، وقل اشتياقك له، وخفت الشركة بينك وبينه : لكن دعنى أطمئنك، فبالرغم من تغيرك نحوه إلا انه لا يتغير، ولن يتغير مع مرور الزمن، نعم سيظل يحبك إلى الأبد..
يا للعجب! فأى قلب هذا الذى يلقى منك الجفاء، ويقابلك بالحب؟ يلقى منك البعد واللامبالاة ويقابلك بالاقتراب والاهتمام؟ حقاً لا مثيل له، إنه يسوع! الذى أحبك إلى المنتهى وسيظل يحبك ويهتم بك..
حين يراك ابتعت عنه يقف منتظرا رجوعك، حين يراك متألماً مريضاً يمد يده الحانية بلمسة شفاء، حين يراك خائفاً يرسل لك سلامه العجيب، حين يراك تائهاً وسط ظروف الحياة، لا يتركك بل يظل بجوارك، ماسكاً بيدك اليمنى.. حين يراك ضعيفاً يشجعك ويقويك بوعوده وكلماته الحية..

نعم يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد..

ألا تقترب منه لكى تسترد شركتك معه؟ ألا ترجع إليه لتسترد البركات والوعود التى منحها لك من فيض نعمته الغنية؟ هيا أبدأ معه عاما جديداَ، وشركة جديدة أعمق من الماضية.. ولتنس ما وراء، وامتد إلى ما هو قدام..
كل عام وأنتم بخير


د. مارسيل اسحق

متى يتم الاختطاف؟


سؤال حائر ومظلوم! لأن السادة الوعاظ والمعلمين الكبار كلهم، علمونا وحفظونا منذ نعومة أظفارنا، علمونا مانشيتات لا تقبل المجادلة، ولا حتى الاستفسار!!
واذا صدمتهم ببعض الآيات الواضحة الصريحة من كلمة الله، تخالف تعاليمهم، اتهموك بالتخلف والجهل، وعدم الفهم فى كلمة الله.. مع مقطوعة من الابتسامة الصفراء المختلطة بتهكم، بجانب وصلة من جملة محفوظة، منقولة عبر الجينات الوراثية من أسلافهم وتقول : "إن الكنيسة ستخطف قبل الضيقة، ولا علاقة لها بأسبوع الضيقة العظيمة، لأنه خاص بالأمة اليهودية" وله اسم عندهم هو "ضيقة يعقوب" (إر7:30) وقد نسوا أن ساعة التجربة هذه، ستجرب الساكنين على الأرض، وليس يعقوب فقط!
ولنستعرض الآية المحبوبة لديهم، ويرددونها دائماً، وهى: "لأَنَّكَ حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي، أَنَا أَيْضًا سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ التَّجْرِبَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى الْعَالَمِ كُلِّهِ لِتُجَرِّبَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ" (رؤ10:3) ولتوضيح معنى هذه الآية، والذى يتفق مع فكر آيات أخرى فى الكتاب نقول :
* هل الرب وعد كنيسته، من خلال تعاليمه فى الإنجيل، بالحفظ من الضيق؟ بكل تأكيد لا .. فهو الذى قال : "فى العالم سيكون لكم ضيق" وهو الذى بعد أن شرح لهم علامات وأحداث الضيقة العظيمة، وجميع ويلاتها، جاءت وصيته الختامية لهم : "اِسْهَرُوا إِذًا وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ، لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلاً لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الْمُزْمِعِ أَنْ يَكُونَ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ ابْنِ الإِنْسَانِ" (لو36:21) وأنا أسأل أصحاب الضمائر الحية، إذا كان الرب قد وعد كنيسته بعدم الدخول فى الضيقة، لماذا يطلب منها هذا الطلب، بالسهر والتضرع لكى ينجوا منها؟.

ومن جهة هذه الآية القائلة : "أنا أيضاً سأحفظك من ساعة التجربة.. الخ" لنتأمل ما يلى :
* الحفظ من ساعة التجربة هنا مشروط، وطبعاً يجب أن تقال الآية من أولها، وليس نصفها الأخير فقط.. وسأذكر الآية من أولها، حتى نصل إلى مفهومها الصحيح.. تقول الآية "لأنك حفظت كلمة صبرى، أنا أيضاً سأحفظك من ساعة التجربة"..
وهنا فعل الشرط، وجواب الشرط، وبذلك تكتمل الصورة، وتتفق مع كلام السيد : "اسهروا وتضرعوا لتحسبوا أهلاً للنجاة، هى هى "لأنك حفظت كلمة صبرى، أنا أيضاً سأحفظك".

فعـل الشــرط : ------> جـواب الشـرط :
اسهروا وتضرعـوا -----> لتحسبوا أهلاً للنجاة
حفظت كلمة صبرى -----> أنا أيضاً ســـأحفظك

* الرب هنا لم يخاطب جماعة، ولكنه يخاطب أفراداً..
فهى مسئولية شخصية وفردية.. وقليل جداً من يستطيع أن ينفذ هذا الشرط.. حتى انه فى نفس الإصحاح (رؤ4:3) يقول : "عِنْدَكَ أَسْمَاءٌ قَلِيلَةٌ فِي سَارْدِسَ لَمْ يُنَجِّسُوا ثِيَابَهُمْ، فَسَيَمْشُونَ مَعِي فِي ثِيَابٍ بِيضٍ لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ" والباقى اللى ثيابه غير نظيفة، طبعاً العدد كثير جداً، وقد أتوا من الضيقة العظيمة، وقد غسلوا ثيابهم، وبيضوا ثيابهم فى دم الخروف..

لكن نرجع إلى الإجابة الكتابية عن موضوعنا وهو "متى يتم الاختطاف؟!". هناك عدة آيات تبين بما لا يدع مجالاً للشك، إن الاختطاف آخر الضيقة العظيمة. وإليك الأدلة الواضحة جداً :
* (1كو51:15) "هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، 52 فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ" طبعاً كل الآراء تتفق على أن هذه الآية هى عند الاختطاف. لكن أين ميعاد الإختطاف؟ فى هذه الآية؟ الجواب هو : عند البوق الأخير. ولكن متى يتم البوق الأخير، هل هو أول الضيقة، أم آخر الضيقة؟ بكل تأكيد آخر الضيقة، لأن الكتاب يقول عن سبعة أبواق ستتم أثناء الضيقة، وعند البوق السابع بقوله : "فِي أَيَّامِ صَوْتِ الْمَلاَكِ السَّابعِ مَتَى أَزْمَعَ أَنْ يُبَوِّقَ، يَتِمُّ أَيْضًا سِرُّ اللهِ، كَمَا بَشَّرَ عَبِيدَهُ الأَنْبِيَاءَ" (رؤ7:10).

"هوذا سر أقوله لكم" ----- "يتم سر الله"
عند البوق الأخير.. ------ الملاك السابع متى أزمع أن يبوق..

ولكن للأسف الشديد يهربون من هذه الآية الصريحة، ويقولون إن البوق الأخير ليس هو البوق السابع، وأنا لست أفهم هذا المنطق، إن بعد البوق الأخير يكون هناك أبواق أخرى..
* وفى (2تس1:2) يقول الرسول : "مِنْ جِهَةِ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاجْتِمَاعِنَا إِلَيْهِ، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الارْتِدَادُ أَوَّلاً، وَيُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ... الخ".

وبحسب هذه الآية لن يأتى المسيح ونجتمع إليه (بالاختطاف) إلا بعد الضيقة العظيمة، وفى وسط هذه الآيات هناك وعد مبارك للغالبين الصابرين، إذ يقول : "لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ، إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ" وبالتأكيد الذى يُرفع هنا، هم أصحاب الوعد المبارك القائل : "أنا أيضاً سأحفظك" وهم الذين قال لهم الرب : "لكى تُحسبوا أهلاً للنجاة من جميع المزمع أن يكون" فبعد أن يأخذهم ستنزل الويلات على الأرض!

مع الأخذ فى الاعتبار، أن الرب لن يأتى لاختطافهم، ثم يعود مرة أخرى لأخذ الباقين. فهؤلاء الغالبون، والذين يمثلهم الابن الذكر فى (رؤيا12)، سيخطفون بعد فترة مبتدأ الأوجاع، وهى نصف الأسبوع الأول، وقبل الدخول فى النصف الثانى وهو "الضيقة العظيمة".
* فى (رؤ5:20) يقول الرائى : "وَرَأَيْتُ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ وَمِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَالَّذِينَ لَمْ يَسْجُدُوا لِلْوَحْشِ وَلاَ لِصُورَتِهِ (شهداء الضيقة)...، وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ وَعَلَى أَيْدِيهِمْ، فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَة"ٍ.. هذه هى القيامة الأولى" (والتى ستتم فى الاختطاف) "لأن الأموات فى المسيح سيقومون أولاً" (1تس16:4) ..

وطبعاً أمام هذه الآية تنسد الأفواه، فلا حول لهم ولا قوة، إلا بإضافة كلمة فبدلاً من "هذه هى القيامة الأولى" يقولون : (ملحق) القيامة الأولى. وهذه زيادة على كلام الله، والكتاب يحذر من الزيادة أو الحذف!

ولا يتسع المقام لأن أسرد لكم كل الآيات التى تقول أن الاختطاف سيكون فى آخر الضيقة، وسيحدث عند ظهور المسيح. ولكن أذكر على سبيل المثال ما يلى :
* "أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (1تى14:6).
* "مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (تى13:2).
* "وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ" (1يو2:3).

وهذه الآية الأخيرة بالذات تقول انه عند ظهوره (آخر الضيقة) نكون مثله (أى تتغير أجسادنا، ويُقام الأموات).

هل بعد كل هذه التوضيحات نعاند ونضرب بأقوال الرب عرض الحائط؟ ونقسى أعناقنا ونقول أن الاختطاف أول الضيقة، وأن الكنيسة لن تجتاز الضيقة العظيمة؟.


د / شهدي جاد

اخراج الشياطين..!

الحديث عن إخراج الشياطين أو طردهم وانتهارهم من جسد الإنسان، اقتراب من قضية حساسة للغاية.
فالحقل الروحى مشبع بالممارسات التى يدعى أصحابها أنها ممارسات كتابية.. ولما كان الهدف من هذا المقال هو إعطاء صورة دقيقة ومختصرة عن ما هو كتابى فقط، لهذا فإننا سنحاول أن نتعامل مع بعض الجوانب الكتابية التى تشرح لنا الموضوع كجماعة مؤمنين، وكيفية تحويل هذا الكائن الشرير الجبار (الشيطان) إلى كائن مهزوم، مقيد، ومسحوق أيضاً. لقد قدم لنا الله من الوسائل والوسائط ما يساعدنا على تحقيق النصرة العظيمة..

فبالرغم من مبالغة البعض فى تصوير قوة الشيطان، وتأثيرها على الأفراد، إلا أن الله يقدم للمؤمنين، الذين نجوا من ملكوت الظلمة، وعداً رائعاً واضحاً يقول : "وَإِلهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعًا" (رو20:16) لا يقدم الله هذا الوعد للتشجيع فقط، بل يقدمه كحقيقة تتحقق فى حياة المؤمنين بإلههم على الدوام..

* اعرف عدوك جيداً :
الكلمة تعرفنا بتفاصيل كاملة ودقيقة عن منهج الشيطان وأسلوبه فى محاربة البشرية عامة، وأولاد الله خاصة.. كلمة الله تعرفنا بوضوح عن الشيطان وأسمائه وأعماله وطبيعته، وتأثيره على الجسد والعقل والروح، وعن مركزه ومملكته وجيوشه وخدامه، وتعرفنا كلمة الله أيضاً أنه محدود، مقيد ومهزوم، وكيف أن النار الأبدية هى مستقره الأخير، لأنها معدة "لإبليس وملائكته" (مت41:25).

* انتـــــهر الشيــــطان..
يقول البشير مرقس : "فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «اخْرَسْ! وَاخْرُجْ مِنْهُ!» 26 فَصَرَعَهُ الرُّوحُ النَّجِسُ وَصَاحَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَخَرَجَ مِنْهُ" (مر21:1-25). غير أن الجزء الأول لا يحظى كثيراً باهتمام المفسرين، أو يتهرب أغلب المفسرين من معالجته، تجنباً للخوض فى مشكلة تفسيرية تتعامل مع قضية انتهاك إبليس للعقل والنفس معاً، وهناك بعض المبادئ التى لابد أن تكون واضحة تماماً :
* الأرواح الشريرة لا تحتمل أبداً سماع أو تواجد الرب يسوع المسيح معلناً عنه ومعترفاً به وبسلطانه وسيادته على أفواه المؤمنين، بأية صورة من الصور العبادية الصادقة والمعروفة من صلوات وتسابيح. وهذا ما صرح به الشيطان، زعيم الشياطين التى كانت تسكن مجنون كورة الجدريين"فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ صَرَخَ وَخَرَّ لَهُ، وَقَالَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ:«مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللهِ الْعَلِيِّ؟ أَطْلُبُ مِنْكَ أَنْ لاَ تُعَذِّبَنِي!" (لو28:8).

* إن الشياطين حينما تسكن جسد غير المؤمن، لا ترغب بارادتها أن تفارق جسد الإنسان الذى سكنته، لهذا فالصلوات التى نصليها، لابد أن تكون مصحوبة بأمر وانتهار واضح وصريح وسلطان صادق ممنوح من الله لنا "اخرج منه" (مر25:1) و(لو29:8). لأنه ان لم يكن هذا الأمر صادراً من إنسان ممتلئ من روح الله وسلطانه القوى، فلن تصلح قوتنا البشرية وحدها لإرغام الروح النجس على الخروج من الجسد الساكن فيه. وهذا ما أوضحه السيد حينما قال : "وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ! 29 أَمْ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ الْقَوِيِّ وَيَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ، إِنْ لَمْ يَرْبِطِ الْقَوِيَّ أَوَّلاً، وَحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ؟" (مت29،28:12).

ونحن نفرح لأن روح الله الساكن فينا كجماعة مؤمنين، أعطانا الله هذا السلطان الذى ننتهر به الشيطان ونطرده! فهذا السلطان الذى أعطاه الرب يسوع لتلاميذه ورسله فى بداية خدمته "وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ... اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ" (مت1:10-8) أعطى أيضاً هذا السلطان لكل المؤمنين باسمه..
ويذكر البشير مرقس أن السيد بعد قيامته من الأموات، قال لتلاميذه، وهو يرسلهم إلى العالم أجمع، انه سيؤيدهم وجميع المؤمنين بآيات وعجائب قائلاً : "وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. 18 يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ" (مر17:16-18)..

أخيراً ان خروج الروح النجس من الجسد الذى يسكنه، امر شاق من الناحية الروحية والجسدية لاننا بانتهار الروح النجس، ننتزع إنسانا بالكامل من يد إبليس، ونخرجه جسداً وروحاً ونفساً. فالقديس مرقس يذكر أن الروح النجس صرع" الرجل قبل أن يفارقه.. استحواذ الروح النجس على الإنسان يفقده حريته وكرامته، وخروجه أيضاً قد يترك عاهة فى الجسد! والصوت العظيم الذى يصرخ به الروح النجس هو ضجيج الهزيمة والفشل أمام قوة الله العظيمة!

* الصلاة والصوم :
يكتب مفسر "الكنز الجليل" معلقاً على ما قاله الرب "وأما هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم" قائلاً (ان اخراج الشياطين يحتاج إلى الشخص المؤمن إيمانا قوياً ... والايمان الضعيف يقوى بالصلاة والصوم... الصوم الذى فيه ينقطع الجسد عن كل طعام، مما يدعم الصلاة فيزيدها قوة وحرارة.. والصوم يساعد الذات على الامتناع عن الشهوات التى تمنع أعمال العبادة الروحية، حسبما قال الرسول بطرس "أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ" (1بط11:2).
إن المؤمن المكرس هو الذى يقدر أن يخوض المعركة، (ضد الأرواح الشريرة) وأن يقول بثقة : "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي" (فى12:4).

يبقى لنا ملاحظتان ختاميتان :
أولاً : كم هائل من الممارسات الفوضوية، تمارس تحت شعار (إخراج الشياطين). ولاشك أن هذه الممارسات عبثية، لا علاقة لها على الإطلاق بالحقيقة، التى تكشف فى مرات كثيرة عن انه لا يوجد شيطان يسكن الجسد، بل خلل كيميائي أو هرمونى فى الجسد أو المخ، أدى إلى الأعراض المرضية من صرع واكتئاب وهلاوس.. الخ..
تقرير الأمر وتمييزه يحتاج إلى صلوات وتكريس، حتى يكشف لنا الرب عن حقيقة الأمر..

ثانياً : لم يكن الرب يسوع المسيح له المجد، ممثلاً ومخادعاً عندما قال : «أَيُّهَا الرُّوحُ الأَخْرَسُ الأَصَمُّ، أَنَا آمُرُكَ: اخْرُجْ مِنْهُ وَلاَ تَدْخُلْهُ أَيْضًا!» (مر25:9). أو ما ذكره فى (مر25:1) بنفس العبارة "اخرس واخرج منه" ولم يكن مخادعاً عندما قال لتلاميذه : "اذهبوا ... اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ" (مت8:10).
لا يحتاج يسوع إلى مناورة، أو تمثيلية ليقنعنا، أو ليعلمنا عن حقيقة جوهرية، لأن الرب يسوع لا يمارس أساليب الخداع أو المناورة على الإطلاق، انه يعنى كل كلمة يقولها، وكل كلمة يقولها محددة الملامح، وواضحة الاتجاه، صريحة المضمون أيضاً. والإدعاء بانه كان يجارى ما يحدث فى البيئة اليهودية فى ذلك الوقت، هو كلام غير مسئول، فيه تجديف واضح على الرب يسوع المسيح، وادعاء بعدم أمانته، ومحدودية سلطانه وقدرته..
المريض يحتاج إلى شفاء، والأبرص إلى تطهير، والميت إلى إقامة، وكذلك الشياطين تحتاج لمن يخرجها. فلماذا نقبل بعض الحقائق وننكر حقائق أخرى؟!
ولماذا نعتبرها قائمة فى حقبة زمنية، ونمحوها من حقبة زمنية أخرى؟ هل تغيرت طبيعة الإنسان؟ أم هل تغيرت أساليب تعاملات الله؟ هل تغير إبليس الزمن الماضى عن إبليس الزمن الحاضر؟ أم تغيرت الظروف والأحوال؟!.

الدكتور القس / صفاء داود فهمى..

لا تزرعوا فى الأشواك..!

اقرأ معى ما تعلنه الكلمة فى (مت5:13) " وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالاً إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. 6 وَلكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ احْتَرَقَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. 7 وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الشَّوْكِ، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ".. وأيضاً فى سفر (إرميا3:4) "احْرُثُوا لأَنْفُسِكُمْ حَرْثًا وَلاَ تَزْرَعُوا فِي الأَشْوَاكِ".
قارئى العزيز...
هل تتمنى داخل قلبك أن تقترب أكثر من الرب، وأن تثمر كلمته فى حياتك؟

هل تتمنى أن تتقدم علاقتك به وتنمو؟ من منا ليس بداخله هذه الأمنيات؟

أنت كثيراً ما تسمع عظات، أو تقرأ فى الكتاب المقدس، ولكن دون أن يحدث تغيير حقيقى فى حياتك، على الرغم من أن لك صلاتك الشخصية، أو تمارس بعض الممارسات الروحية، فان هناك ما يعوق نموك الروحى.. فما السبب..؟

إنه الشوك، قارئى العزيز.. أنت تزرع فى الأشواك، نعم تتعب وتزرع، تعمل وتجاهد، تسمع كلمة الرب، لكنك لا تحقق تقدماً فى حياتك الروحية. وفى آخر العام لا تجنى من هذه الزراعة شيئاً، فالنبات ينمو، لكن.. للأسف.. بين الأشواك..! (إر3:4)..

عزيزى القارئ...
أريد أن أحدثك عن بعض الأشواك التى تخنق كلمة الرب فى حياتك :
* أشواك الاستهتار والتهاون :
هو نوع من أكثر الأشواك قوة، فهى تعوق النمو الروحى إعاقة كبيرة.. كثيراً ما تسمع عن محبة الرب وغفرانه وتسامحه. لكن إحذر، قارئى الحبيب، أن تتحول هذه المحبة إلى أشواك فى حياتك..
عندما تبدأ فى استغلال صبر الله ومحبته بطريقة سيئة فهذا الاستغلال سوف يميت كلمة الرب. فالتهاون والاستهتار الذى يجعلك تتمادى فى خطيتك، مستغلاً حب الله، سوف يصبح الشوك الذى يخنق كلمة الله فى حياتك!

كم من نفوس تتهاون فى كثير من أمور حياتها، متواكلة على أن الله رحيم وغفور، وتنسى أن إبليس يخطف الكلمة دون أن تشعر. فهو لا يتراجع عن مخططاته، بل يستمر فى حروبه معك..
كثيراً ما يتهاون الإنسان فى أمور تبدوا من وجهة نظره بسيطة، لكن هذا التهاون يصل بالإنسان لمرحلة عدم الخوف من الخطية، وفجأة يجد نفسه بعيداً عن الرب! لأنه ترك الشوك ينمو حتى اختنقت علاقته بالرب!

قارئى الحبيب...
هل يحدثك الرب،
وعند حديثه هذا قد تتأثر وقتياً بهذا الحديث، ولكنك تستهين بعد ذلك بصوته داخل نفسك. عندما يبدأ الروح القدس العمل داخل قلبك، ويشير الى نقطة الضعف فى حياتك، ومع ذلك فانك تتجاهل صوته، وكأنه ليس لك، فتوقع أن تكون النهاية مؤلمة!

التهاون والاستهتار يظهر عدم الإحساس بقيمة الشئ.. تذكر معى الإنسان الذى وجد كنزاً مخفياً فى حقله. مضى وباع كل ما كان له، واشترى ذلك الحقل. (مت44:13) فقد دفعه لذلك إحساسه بقيمة هذا الكنز. والذين قالوا للرب يسوع : تركنا كل شئ وتبعناك، ما الذى دفعهم إلى ذلك؟ فهم عرفوا قيمة يسوع، عرفوا أن يسوع هو الحياة الأبدية..

كم من نفوس لا تعرف قيمة الحياة الأبدية! نعم تعرفها كعقيدة، لكنها تتهاون وتهتم بحياتها الأرضية أكثر. ذات مرة سأل شاب الرب : " مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟" (مر17:10) وكانت إجابة الرب يسوع له : "اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ" (مر21:10). انه الشاب الغنى الذى يقول عنه الكتاب : "مضى حزيناً"! (مر22:10).

كم من نفوس لم تعرف قيمة الحياة الأبدية،
وتتعامل معها كطفل يلعب باستهتار بشئ ثمين جداً!. لأنه لا يعرف قيمته!.
تذكر معى عندما ضرب السيد المسيح مثلاً عن إنسان صنع عشاءً عظيماً، ودعا كثيرين. لكن للأسف الشديد، المدعوون اعتذروا جميعاً، ولم يعرفوا قيمة الدعوة، ومضى كل واحد إلى حقله وتجارته (لو17:14-18) نحن أيضاً كثيراً ما نستهين بالدعوة..

عزيزى القارئ...
الاستهتار والتهاون، من أسوأ الأشواك التى تؤدى إلى سقوط الإنسان فى الخطية، ودائماً صوت الرب يحذرنا منها، مثلما حذر قايين : " فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ، وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا"(تك7:4).

قارئي الحبيب...
ربما يحذرك الرب من شئ ما.. موضوع ما.. أو شخص معين.. أو ربما موقف، لكى تتجنبه، كما يقول الكتاب على لسان القديس بولس : "وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ هذَا" (1تى11:6).

عزيزى القارئ...
هل ترى أن لك علاقة جيدة بالرب، وحياتك الروحية تسير فى الارتفاع، وبيتك بيت صلاة؟ لكن أيضاً احذر من أشواك التهاون والاستهتار، فالكلمة تعلن : "مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ" (1كو12:10).

لا تعتمد على البركات الروحية التى نلتها بالأمس فقط،
الحياة مع الرب متجددة، مثلما كان يلتقط الشعب فى العهد القديم المن كل يوم، وهو خبز من السماء (خر4:16) فإذا لم تتقدم فى الحياة الروحية كل يوم، اعلم انك سوف تتأخر!!

قارئى العزيز...
ربما تستطيع أن تقف بقوة أمام الخطية، ولكن اسأل نفسك : كم مرة وقفت فيها بقوة أمام الأسد، وغفوت ولم تلحظ الثعالب الصغار!
مرات لا يهاجمك إبليس بوصفه أسداً، لكن كثعلب صغير! هذه الثعالب التى يقول عنها الكتاب : "الثَّعَالِبَ، الثَّعَالِبَ الصِّغَارَ الْمُفْسِدَةَ الْكُرُومِ" (نش15:2).

عزيزى القارئ...
فكر فى حياتك الأبدية بجدية، " مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ." (مت12:11).
فكر بجدية، لا تزرع بين أشواك الاستهتار والتهاون، الحياة الروحية تتطلب نفوساً، لا تضيع وقتاً أثناء السباق..


(البقية فى العدد القادم)


الأب باسيليوس..
راعى كاتدرائية الكاثوليك بالمنيا..

البساطة..

إن الإنسان الذى هز الإمبراطورية الرومانية والذى خاطر بحياته مراراً، لأنه لا يهاب الموت، هوذا الآن يتكلم عن موضوع يخوفه، انه بولس الرسول!
مواضيع كثيرة ومخيفة لم تؤثر فيه، ولكنه كان يخاف على كنيسة المسيح، تلك الكنيسة المبنية على المسيح، المتحصنة بالنعمة والتى أبواب الجحيم لن تصمد أمامها!
لا يخاف الرسول على الكنيسة من أمور تفاجئها بصراحة، كخطية القتل أو السرقة أو الزنى، ولكن من سوسة صغيرة قد تحولها عن مسارها، وتعطل مسيرتها الروحية.. "اخاف... هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ" (2كو3:11).

1- تفسير معنى البساطة :
البساطة تفيد معنى البراءة، أى غياب المكر والدهاء والخداع والخبث. وهى الخلو من التعقيد، مما يعنى التجرد والإخلاص والشفافية.. هذه المبادئ لا نعطيها قيمة كبيرة، كما نعطى للخدمة والصلاة والتكريس، ولكن الشيطان يمكن أن يستغلها فتنخر سوسة عدم البساطة فى أساس الشخصية، ولا مجال فى ما بعد للإصلاح..

2- مظاهر البساطة :
من مظاهر البساطة الاستقرار والثبات والانشراح والاكتفاء وطيبة القلب!

3- النواحي التى تشملها البساطة :
* بساطة الكلام : نعنى ما نقول، ونقول ما نعنى من دون تورية!
* بساطة السمع : لا نحمل الكلام أكثر مما يحمل، ولا نحلله كما يحلو لنا..
* بساطة النظر : "فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا" (مت22:6)..
* بساطة القلب، أو الكيان الداخلى : وهذا لا يعنى الجهل، وقلة الوعى والإستيعاب، بل البراءة والعفة، كما قال الرسول بولس : "لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُل وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ" (2كو2:11).
* بساطة المظهر : إذا غابت بساطة المظهر، فثمة رياء وحب الظهور.
* بساطة التصرف : وهذا يشمل بساطة الشخصية بكاملها، لأننا نستطيع أن نتصرف ببساطة فى نواح معينة، وبتعقيد فى نواح أخرى، وهذه البساطة تبدأ بالذهن : "وَلكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ" (2كو3:11) وعندما يفسد الذهن، تفسد الشخصية.. لقد بسّط الرب كلمته حتى تصل إلى جميع الناس، فلا نحتقر هذه البساطة، بل نحترمها! ولا نقل أن كلمة الله تخص القرون الأولى، وليست المتأخرة، بل هى لجميع الناس، كما أن البساطة ليست دليل الضعف، بل القوة..

4- الكنيسة الأولى عاشت هذه البساطة :
علينا أن نرجع إلى السبل القديمة (إر16:6). وهذا لا يعنى اننا رجعيون، بل أصوليون! يقول الكتاب عن مؤمنى الكنيسة الأولى : "كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ، 47 مُسَبِّحِينَ اللهَ، وَلَهُمْ نِعْمَةٌ لَدَى جَمِيعِ الشَّعْبِ. وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ" (أع46:2-47).
هذه المجموعة التى تعيش البساطة، بحسب كلمة الله، استطاعت أن تتمتع بكل هذه البركات. فلا نظن أن زيادة اجتماعات اللجان والخدمات، وتوسيع المشاريع، هى التى تأتى بالنتيجة، بل نعمة الله التى تعمل فقط فى أجواء البساطة!

5- البساطة كانت شعار الرسول بولس فى حياته وخدمته :
كان الرسول كنيسة متجولة، ورجل صلاة، وخادماً ناجحاً. يتكلم الوعاظ عنه مراراً كثيرة، لكنهم أغفلوا التكلم عن سر نجاحه. فالسر يكمن فى شخصيته! تلك الشخصية التى لم تكن مركبة أو معقدة بل شخصية تتمتع بالبساطة والبراءة والشفافية.. يقول : "أَنَّنَا فِي بَسَاطَةٍ وَإِخْلاَصِ اللهِ، لاَ فِي حِكْمَةٍ جَسَدِيَّةٍ بَلْ فِي نِعْمَةِ اللهِ، تَصَرَّفْنَا فِي الْعَالَمِ، وَلاَ سِيَّمَا مِنْ نَحْوِكُمْ" (2كو12:1).
فان كنا نتوق إلى التشبه بالرسول بولس، فعلينا أن نشذب أشياء كثيرة من حياتنا، وأن نتخلى عن مخططات عديدة، ونرجع لنعيش حياة البساطة، ونتصرف تصرفات تنم عن البساطة..

6- الكتاب المقدس يوصى بالبساطة
قال المسيح : "فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ" (مت16:10) ولو توقف، لكان علينا أن نقرأ كتباً كثيرة عن الحكمة، ولكان تغير مجرى الكنيسة وخدمتها فى العالم، ولكنه أكمل قائلاً : "وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ" ثمة خطر من الحكمة الخالية من البساطة. "اريد ان تَكُونُوا حُكَمَاءَ لِلْخَيْرِ وَبُسَطَاءَ لِلشَّرِّ" (رو19:16) لأن الشر لا يستطيع أن يعمل فى مناخ البساطة. فالأشخاص الذين لهم بساطة لا يقدرون أن يحتفظوا بالشر فى قلوبهم وحياتهم..
يخاف الرسول بولس على الكنيسة "فى وسط جيل معوج وملتو" (فى15:2) معقد خال من البساطة. فهو يكتب إلى أهل فيلبى لكى يكونوا "بلا لوم وبسطاء" (فى15:2) اذا كانت هذه الدعوة موجهة إلى كنيسة فى القرون الغابرة، فكم بالحرى إلى كنيسة القرن الحادى والعشرين؟ ينبغى للكنيسة أن تجتهد لكى تحافظ على حياة البساطة، على الرغم من كل ما يحيط بها من حضارة وفلسفة ومدنية وغنى ورفاهية!
إن حياة البساطة سهلة، ومريحة وغير مكلفة، توفر الوقت والمجهود اللذين ينبغى أن نضعهما بالأحرى فى عملية التكريس وخدمة الرب. وأما الحياة المعقدة، فمتشعبة ومتعبة ومكلفة، تقتضى الوقت والمجهود فى صنع التدابير للجسد لأجل الشهوات (رو14:13) "والحاجة إلى واحد" (لو42:10).
ولنا تكملة فى العدد القادم..


جاكلين عدلى..
كاتدرائية كاثوليك المنيا..

قراءة فى كتاب..


والقراءة التى أعرضها هذا العدد من كتاب يسمى : "رسالتا بولس الرسول إلى كنيسة تسالونيكى مفصلتين آية آية" للكاتب الفاضل ناشد حنا. والذى نشرته دار الأخوة للنشر طبعة ثالثة له عام 2006.
يبدأ الأخ الفاضل (رحمة الله) فى شرح الأصحاح الخامس من الرسالة الأولى، فى صفحة 74. واذ يرى أن نبوة دانيال (25:9-26) وكأنها تخدم أغراضه التفسيرية، يعرج إليها مستشهداً ومفسراً (كما ظن) ولكن ما أدهشنى هو كلامه فى السطرين الأول والسابع من الصفحة 75، حيث يعلن فى السطر الأول قائلاً : "لقد توقفت ساعة الزمن النبوية لحظة موت المسيح!" ثم فى السطر السابع من الصفحة يقول : "... فانقطع حبل النبوة، وتوقفت ساعة التاريخ النبوى عند موت المسيح!".

وتعليقى هو :

1- لقد أعلن الأخ الفاضل عن وجود ساعة سماها فى السطر الأول "ساعة الزمن النبوية" ودعاها فى السطر السابع "ساعة التاريخ النبوى" وهذا محير! فما هو اسم الساعة بالضبط؟!.

2- فى أى سفر كتابى جاءت حكاية هذه الساعة، وموعد توقفها؟!.
فان هذا التعبير "ساعة الزمن النبوية" أو "ساعة التاريخ النبوى" غير كتابى، ولم يرد أبداً فى الأسفار المقدسة. وكان الأجدر بالمفسر أن يستخدم نصاً كتابياً يُثبت به صحة أقواله..

3- أما عن قول الكاتب "... فانقطع حبل النبوة، وتوقفت ساعة التاريخ النبوى عند موت المسيح" فهذا مؤسف لأنه لا يوجد نص كتابى واحد يثبت أن لهذه النبوة أو غيرها حبلاً!!

4- ثم من هو هذا المفترى الذى قطع حبل النبوة، ولماذا لم يشفق على المسكينة، وكيف تعيش باقى أيامها بلا حبل؟!

5- أما موعد قطع الحبل، وقد حدده الكاتب بدقة، بقوله انه حدث لحظة موت المسيح، فقد يدل على أن النبوة هى التى قطعت حبلها بنفسها، حزناً على موت المسيح! ربما تكون قد شدته جامد قوى، وهى تصرخ مولولة!! ألم تعلم النبوة أن بعد موت المسيح قيامة ومجد؟!

6- هذه كلها أسئلة، يجب أن يجيب عليها أصحاب التفسير، وبلا غضب. ونحن مستعدون ويسرنا أن نؤمن بهذه الساعة العطلانة، وأن نعظ عن النبوة المقطوعة الحبل بلا هوادة!!

أخى القارئ.. إن مثل هذه التفاسير التى تستخدم التعبيرات غير الكتابية، ينبغى أن تفطن لها، لكى يتنقى ذهنك وتؤمن فقط بما قالته كلمة الله..
عزيزى.. إنهم يحاولون إثبات ما لا يمكن اثباته كتابياً، مستخدمين حكمة ليست من فوق، وقصدهم التسلل إلى عقلك ليغيبونه فيكثر أتباعهم..
أخى.. إن أصحاب هذه التعبيرات الغير كتابية، هم أنفسهم الذين يسخرون من التعبيرات الكتابية الرائعة مثل :
* الباكورة.. (رؤ4:14). * والحصاد.. (رؤ15:14). * ومن يغلب.. (رؤ17،11،7:2).
* ولعلى أبلغ إلى قيامة الأموات.. (فى11:3).
عموماً لنترك هؤلاء مع ساعتهم المتوقفة، وحبل نبوتهم المقطوع، ولنجهز بنعمة الله ومعونة روحه، أنفسنا كباكورة لله وللحمل. (رؤ1:14-5).

عزيزى القارئ.. يسرنى التواصل معك على : 6607691/012 – 2594792/086
القس / عطية كامل

قضية الاختيار..!

عجيب هو أمر أتباع عقيدة جون كلفن، أولئك المنادين بالاختيار المطلق.. فهم يقدمون أفكاراً حول هذا الموضوع لا تتفق مع فكر الكتاب، ولا يقبلها عقل، أو يقرها منطق!
والاختيار الذى ينادون به، يقولون عنه أنه مطلق، بمعنى انه غير مشروط بقبول الإنسان لدعوة الله له للخلاص. إذ أن الاختيار – من وجهة نظرهم – تم فى الأزل كأمر حتمى من جانب الله، وذلك لإناس بعينهم، لا يفرقون شيئاً عن باقى الناس! هذا بينما ترك الله باقى الناس، الذين لم يتم اختيارهم، أو تعيينهم، للهلاك الأبدى!!

فهل هذا كلام يُعقل؟ بالطبع لا.. وسنورد هنا عدم معقوليته فى النقاط التالية :-

1- الاختيار المطلق لا يتفق مع عدل الله :
يقول أصحاب عقيدة هذا الاختيار، إن الله سبق فاختار اناساً بطريقة جبرية، لأنه لو ترك البشر لرغباتهم، لما قبل أحد منهم الدعوة الإلهية المقدمة إليه للخلاص. فلكي يظهر الله غنى نعمته عين بعضاً من هؤلاء البشر، للحياة الأبدية. وهو الذى يجذبهم إليه ليخلصوا، بدون أن تكون لهم إرادة ذاتية فى أمر خلاصهم!
هذا ما يقولونه.. وهو كلام غير معقول! فاذا كان كل الناس قد زاغوا وفسدوا، ولا يمكن أن يأتوا إلى الله ويقبلوا خلاصه، فهل الله العادل يختار فئة منهم – وهم قلة – ويترك الباقين لكى يهلكوا؟! ثم ما هى الحكمة فى اختيار أناس لكى يتمتعوا بنعمة الخلاص المجانى، وترك الآخرين للهلاك، اذا كان الجميع متساوون من جهة فسادهم الأدبى؟ هل توجد معايير معينة وضعها الله فى عملية الاختيار، ولا نعلمها؟ أم أن الاختيار تم على أساس "بختك يا أبو بخيت"؟!.
حاشا أن يكون الله العادل، والكامل فى جميع طرقه، أن يكون بهذه الصورة التى يفهمه بها الكلفينيون!

2- هل الإنسان مسير أم مخير؟ :
يقول أصحاب عقيدة الاختيار المطلق، إن الذين يقبلون الدعوة الإلهية ويخلصون، فذلك لأنهم مختارون، تم تعيينهم مسبقاً، والله يجتذبهم إليه فى الوقت المعين لذلك، ولا إرادة لهم فى أمر خلاصهم.. أما الرافضون للدعوة الإلهية فهم مسئولون عن رفضهم.. وبعبارة أخرى إن الذين يطيعون دعوة الله، مسيرون، بينما الذين يرفضونها مخيرون!! .. هذا ما يقولونه، ويالغرابة ما يقولون!
إذ كيف يكون الإنسان – إزاء مصيره الأبدى – مسيراً فى أمر طاعته، ومخيراً فى أمر رفضه؟! كيف يستقيم المعنى هنا فى هذا المفهوم الذى ينسب إلى الله التعامل مع البشر، معاملة مزدوجة، يكون فيها المختارون مسلوبى الإرادة، أما غير المختارين فهم مسئولون تماماً عن رفضهم، ويتحملون نتيجة قساوة قلوبهم؟!.
ولكن الحقيقة التى لا مراء فيها هى ان الإنسان مخير من جهة مصيره الأبدى. لأن الله خلقه حر الإرادة، ومسئول، مسئولية كاملة، عن قراره فى هذا الشأن..
وكم يكون مقلقاً للمرء عندما يتصور أن تحديد مصيره الأبدى ليس فى يده، إذ قد يكون ضمن من حظوا بنعمة الاختيار الجبرى، فيتمتع بالخلاص والحياة الأبدية، أو قد يكون سئ الحظ، فيقع نصيبه ضمن الذين تُركوا لمصيرهم المحتوم، وهو الهلاك الأبدى! فياله من أمر مزعج!

3- الكرازة بانجيل الخلاص فى ظل مفهوم الاختيار المطلق :
لا معنى لدعوة الرب الجميع للخلاص، اذا كان المختارون فقط هم الذين سيخلصون. وهم فئة محدودة ومعدودة ومقرر تعيينها سلفاً كأمر حتمى (بحسب اعتقاد الكلفينيين) ولكن الانجيل يخبرنا بأن الله أحب العالم أجمع، والمسيح مات من أجل الجميع (2كو15:5) وكفارته ليست لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضاً. (1يو2:2) ولذلك كان أمر المسيح لتلاميذه بالكرازة للعالم بأسره. "وَقَالَ لَهُمُ:«اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. 16 مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ" (مر16،15:16) انظر أيضاً (أع8:1).
اذاً رسالة الإنجيل مقدمة لكل الناس، بدون استثناء وذلك على أساس أن كفارة المسيح شملت كل العالم، لأن موته كان ثمن شراء الجميع. (بعكس اعتقاد الكلفينيين)
ومن هذا المنطلق فان الله يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يُقبلون. ولذا أرسل رسله ومبشريه، يدعون الناس للتوبة والرجوع إليه. والكتاب المقدس ملئ بالآيات التى فيها نرى الدعوات الإلهية للبشر كافة..
فما معنى الكرازة بانجيل المسيح لعموم البشر، مع وجود اعتقاد بأن المختارين فقط هم الذين مات المسيح من أجلهم، وشملتهم كفارته وحدهم؟! (وهو اعتقاد باطل كما بينا فى ما سبق).. لكن يبدو أن أصحاب عقيدة الإختيار المطلق يرون أن العمل الكرازى هو اجراء روتينى، فيمارسونه بلا جدية، أو قد لا يمارسونه مطلقاً، إذ هم مقتنعون بان المختارين المعينين للحياة الأبدية، سوف يأتون حتماً إلى الرب ويخلصون بكرازة أو بدون كرازة!!
ولكن الرب الساهر على كلمته ليجريها يعمل بقوة، والكرازة بالانجيل تسير مصحوبة بقوة الروح القدس، الذى يعمل فى جذب النفوس لنوال الحياة الأبدية. والرب يستخدم فى ذلك خداماً كارزين، وذلك حتى يتم اجتذاب النفوس المائتة للتمتع بنعمة الحياة الأبدية.. الكرازة ضرورية لخلاص النفوس"كيف يسمعون بلا كارز؟" (رو14:10) وصوت الرب لا يكف عن دعوة الخطاة اليه، والوحى ينادى بواسطة الرسول بولس قائلاً : "اليوم ان سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم".

4- الاختيار شرطى، وليس مطلقاً :
فهو مشروط بقبول الإنسان للدعوة الإلهية له. أما الاختيار بحسب رأى أتباع جون كلفن فهو أمر جبرى وحتمى، ولا دخل للإنسان فيه.. وهم يسوقون بعض الأدلة التى يرونها مؤيدة لفكرهم مثل ما جاء فى (رو29:8) و(اف4:1-5) و(1بط2:1).
وهذه الآيات تتحدث عن اختيار أو تعيين سابق، ولكن ليس بحسب نظرية الاختيارالمطلق، بل ان الاختيار السابق مبني علي المعرفة السابقة.
يقول الرسول بولس"لأن الذين سبق فعرفهم، سبق فعينهم" (رو8: 29) فهنا نجد ان التعيين مبنى على المعرفة بحالة من شملهم هذا التعيين. وكذلك النص الوارد فى (1بط2:1) والذى يقول : "بِمُقْتَضَى عِلْمِ اللهِ الآبِ السَّابِقِ" فهنا أيضاً نرى أن الاختيار تم على أساس علم الله المطلق.
لان الله عالم بموقف من اختارهم وهو قبولهم للدعوة الالهية.وهذا هو الاختيار الشرطي اي المشروط بقبول الانسان الدعوة المقدمة اليه ليخلص. والله لا يتدخل في ارادة الانسان ليجعله يقبله، او يجتذبه عنوة، بل هو دائماً باسط يديه لكل راغب في الخلاص، والنجاة من الدينونة والتمتع بالحياة الابدية. يقول د/القس صفاء داود في كتاب "حوار مع صديقي القديس كلفن":"الله لا يختار مسبقاً بعض الخطاة ليؤمنوا، لكنه يعرف مسبقاً مَن من الخطاة سوف يؤمن بارادته الحرة. ومن منطلق هذه المعرفة هو يختارهم مسبقاً لمجده" .

عزيزى.. هل ترغب أن تكون ضمن المختارين؟ عليك أن تختار الرب يسوع، كما اختارته مريم كالنصيب الصالح. الذى لن يُنزع منها.. أنت صاحب قرارك. وأنت مسئول مسئولية كاملة عن مصيرك الأبدى.. ان مسألة اختيارك للحياة الأبدية، هى بيدك أنت.

اسحق جاد اسحق

مخافة الرب..



إن موضوع مخافة الرب (أى التقوى) هو موضوع هام جداً. يجب على المؤمنين أن يتعلموه ويطبقوه. لذلك سيكون حديثى فى السطور التالية عن مخافة الرب فى كلمات موجزة.

أولاً : معنى مخافة الرب :
هناك فرق كبير بين شخص يخاف الله، وشخص آخر يخاف من الله. إن الخوف من الله مصدره الشيطان، ويقود إلى الهروب من الله. أما مخافة الرب فهى فضيلة، ومصدرها الروح القدس، وتقود إلى الإقتراب من الله.. إن مخافة الله هى أن أحترمه وأقدره وأحبه وأطيعه، وأضحى لأجله.. المخالفة هى احترام الرب!

ثانياً : مصادر مخافة الرب (أو التقوى) :
* النعمة : "قد ظهرت نعمة الله... معلمة إيانا أن ننكر... ونعيش بالتقوى فى العالم الحاضر" (تى11:2).
* تجسد المسيح :
"وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ" (1تى16:3) إن غرض التجسد أن يوجد الله فى حياة البشر تقوى. اذاً فالعامل الأوحد فى حياة التقوى هو التعرف على الله..
* الإستعداد لمجئ المسيح :
يقول الرسول بطرس فى تحريضه للمؤمنين "فَبِمَا أَنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟ 12 مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ" (2بط11:3).

ثالثاً : بركات التقى :
* استجابة الصلاة : "فَاعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ قَدْ مَيَّزَ تَقِيَّهُ. الرَّبُّ يَسْمَعُ عِنْدَ مَا أَدْعُوهُ" (مز3:4).
* الانقاذ : "يَعْلَمُ الرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ الأَتْقِيَاءَ مِنَ التَّجْرِبَةِ" (2بط9:2).
* معرفة أسرار الله : "سِرُّ الرَّبِّ لِخَائِفِيهِ" (مز14:25).
* عين الله الحارسة : "هُوَذَا عَيْنُ الرَّبِّ عَلَى خَائِفِيهِ" (مز18:33).

القس / ملاك مرزوق..
راعى الكنيسة الخمسينية بدير الجرنوس – مغاغة