اخر المقالات

مجلة المنبر الخمسينى ترحب بك وتتمنى وقت ممتع فى دارسة كلمة الرب يسوع وكل عام وانتم بخير عام 2020 مليان باحسانات الرب عليك والخير والسلام على حياتك +أخبار المجمع+ +حفل افتتاح كنيسة خمسينية بالمنيا في مساء الأحد 29/ 10 / 2017، وبمشيئة الرب الصالحة، احتفل المجمع الخمسيني بمصر بافتتاح الكنيسة الخمسينية بالمنيا، للعبادة والصلاة، +أخبار المجمع+ وكان ذلك بحضور رئيس المجمع، القس عاطف فؤاد، ونائب رئيس المجمع القس إبراهيم حنا، وسكرتير المجمع القس ميلاد يوسف، والقس برنس لطيف من اللجنة التنفيذية، إلى جانب القس نبيل سعيد، راعي الكنيسة. وكان قد مضى على إغلاق هذه الكنيسة حوالي 22 عاماً.. +أخبار المجمع+ وقد تفضل مشكوراً بحضور حفل الإفتتاح: كل من: العميد أشرف جمال، عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا، وفضيلة الشيخ محمود جمعة، أمين بيت العائلة بالمنيا، والأب بولس نصيف، من قيادات بيت العائلة، والعمدة عادل أبو العلا، نيابة عن أخيه اللواء شادي أبو العلا عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا. والقس خليل إبراهيم، نائب رئيس مجمع النعمة.. +أخبار المجمع+ وقد ألقى العظة في هذا الحفل القس عاطف فؤاد، وهي من ( مزمور 132: 14) والآية التي تقول: «هذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ. ههُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي اشْتَهَيْتُهَا». فتحدث عن السكنى الإلهية والبركات المترتبة عليها في أربع نقاط، وردت في المزمور، وهي: 1- طعامها أبارك بركة. 2- مساكينها أشبع خبزاً. 3- كهنتها ألبس عزاً. 4- أتقياؤها يهتفون هتافاً.

أرشيف المجلة

عصر المعجزات لم ينته ..!


معجزة شفاء نازفة الدم..!

كلنا نعرف قصة المرأة نازفة الدم، كما وردت في الإنجيل، وكيف أنها عانت من هذا المرض لمدة 12 سنة. ولم تنفعها وسائل الأطباء، بل إنها صارت إلي حال أرداً! ولكن عندما آمنت بالمسيح الشافي، ولمست هدب ثوبه، برئت في الحال!

في هذا العدد نعرض حالة مماثلة، أنها حالة الأخت ريهام حنا زكى من المنيا (وهى زوجة الأخ سامح يوسف، خادم الكنيسة الخمسينية بالروضة - ملوي) لقد عانت السيدة ريهام من هذه الحالة، معاناة شديدة، ولكن الرب يسوع الذي شفى نازفة الدم منذ الفي سنة، هو الذي مد يد الشفاء لها!

تقول صاحبة هذه المعجزة :

كانت الحالة "نزيف رحمي" متكرر. وقد استمر ذلك لمدة 6 أشهر. حاول خلالها الأطباء إيقاف النزيف نهائياً، ولكن دون جدوى. وقد انتقلت من مستشفى إلي مستشفى آخر، ولكن كانت الحالة مستعصية على العلاج! ولم يكن أمام الأطباء سوى أن ينقلوا لي كميات كبيرة من الدم بلغت 38 لتراً! وذلك من أجل تعويض الدم النازف، وإنقاذ حياتي!

وفي أثناء وجودي بالمستشفى كان زوجي يصرخ إلي الرب بصوت عال. وكان ذلك وهو وسط الناس بالمستشفى. ولم يكن يبالى بأن أحداً ينظر إليه أو يسمعه!

وأخيراً قرر الأطباء قراراً صعباً، وهو استئصال الرحم، لأنه لا يوجد حل آخر غير ذلك.. وكان لابد من أخذ توقيع زوجي قبل أجراء هذه العملية.. وكان الأمر بالنسبة لي في غاية الصعوبة. فانا عمري 23 سنة ولم أنجب إلا طفلا واحداً..

وتحدد يوم معين لإجراء العملية. ولكن في هذا اليوم حدث انقطاع للتيار الكهربائي بالمستشفى، فتم تأجيل العملية ليوم آخر. وقد انتهز زوجي هذه الفرصة وذهب إلى مكان ما منفرداً للصلاة والصوم. وكان أيضاً كثيرون يصلون لأجلى..

وذهبنا إلى المستشفى في الموعد.. وهناك فوجئت بأحد الأطباء يقترب منى ويقول لي "يا ريت تسيبي المستشفى وتخرجي من هنا" وعلى الفور اتصلت بزوجي وأخبرته بما قاله لي الطبيب. فقال زوجي "هذا صوت الله الذي كنت أنتظره، ولابد أن الله عمل معجزه!".

وفي صباح اليوم التالي جاء زوجي إلي المستشفي، وطلب من الأطباء المسئولين السماح لي بالخروج.. ورفض الأطباء، لأنهم كانوا يتوقعون لي الموت إذا لم يتم استئصال الرحم! ولكن مع إلحاح زوجي كتبوا إقراراً يتضمن أن زوجي يتحمل المسئولية الكاملة في حالة وفاتي!

ثم أخذوا توقيعه على الإقرار، وسمحوا لي بالخروج .. وخرجت .. ومرت عدة أيام ولم يحدث نزيف. ولكن لزيادة التأكيد ذهبت إلي الطبيب الذي كان يتابع حالتي، وهو د/ إيهاب الفونس. وقام د/ إيهاب بعمل الفحوصات اللازمة، ثم قال "لقد حدثت معجزة!"..

ولكن لم نكتف بذلك بل ذهبنا إلي مستشفي الأنجلو أمريكان بالقاهرة. وقام د/ صلاح باسيلي مدير المستشفي بفحصي، وطلب عمل إشاعات، فقمنا بعملها. فقال لي الطبيب : "أنت سليمة 100% والرحم قابل للحمل والولادة...".

وتقوم الآن السيدة ريهام بمشاركة زوجها، خادم الرب، في خدمته. إلي جانب قيامها بالعمل في مجال خدمة "أخوة الرب".

مسابقة إنجيل مرقس

أكمل الآيات التالية مع ذكر الشواهد :

1) وللوقت أخرجه الروح.......

2) لأن الرعدة والحيرة أخذتاهن ، ولم يقلن لأحد شيئاً.......

3) فترك الإزار وهرب.......

4) فأخذه من بين الجميع على ناحية، ووضع أصابعه في أذنيه و.......

5) لما سمعت بيسوع جاءت في الجمع من وراء و.......

6) وابتدأ يسلمون عليه قائلين.......

7) وفي الصباح إذ كانوا مجتازين رأوا أن التينة قد يبست.......

8) ....... بعقل قال له : لست بعيداً عن ملكوت الله.

9) وسيسلم الأخ أخاه إلى الموت، والأب ولده، ويقوم الأولاد علي .......

10) ثم خرج أيضاً إلى البحر وأتي إليه .......

11) وكان يطلب كيف يسلمه في .......

12) فقال لهم يسوع : ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه وبين ........

13) وأما متى أدرك الثمر، فللوقت يرسل المنجل .......

14) وإن انقسمت مملكة على ذاتها، لا تقدر تلك المملكة ........

15) وكان معهم قليل من صغار السمك، فبارك وقال ........

16) فجاء صوت من السحابة قائلا : .......

17) وقدموا إليه أولاداً لكي يلمسهم، وأما التلاميذ .......

18) وقال للرجل مد يدك، فمدها فعادت .......

19) فصرخ يسوع بصوت عظيم، و.....

20) من آمن وأعتمد ........ ومن لم يؤمن ........

* الفائزون في مسابقة إنجيل متى :ـ

الفائزان رقم (1) أمجد حنا خليل ـ رشا خميس يوسف.

الفائزون رقم (2) جاكلين سعد بباوي ـ ديفيد اسحق حنا ـ سارة أبو الخير ـ ماركو شحاته حنا ـ سارة إبراهيم جاد ـ جاكلين كريم فام ـ أم إيهاب صفوت ـ كريستينا مراد صدقي ـ إيمان كامل شفيق.

الفائزون رقم (3) جدعون صدقي ـ ناريمان رمزي شكري ـ جاكلين طلعت رشدي ـ ماجدة معوض ـ كرستينا سعد بباوى ـ رانيا رءوف ـ شربات عادل تادرس ـ ايفون خليل نجيب..


الاسم : ........................................................................................

العنوان : .....................................................................................

الكنيسة : ......................................................................................

رقم التليفون : .................................................................................

يقص هذا الكوبون، ويرسل مع ورقة الإجابات إلى عنوان المراسلات المدون على غلاف المجلة.. (ستمنح جوائز لعشرة من الفائزين الأوائل).


إعداد : باسم اسحق..

تعازينا ...

"لذلك عزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام"

(انتقال أم فاضلة)
* ودعت الكنيسة الخمسينية باشنين ـ مغاغة أماً فاضلة في يوم 2/3/2010.
إنها الأم وزة بشرى حنا (أم اليشع).
انتقلت عن عمر يناهز 75 عاماً.. غابت عنا، لكنها أشرقت في المجد السماوي .. وحقاً تمت فيها الكلمات القائلة: "برسيس المحبوبة التي تعبت كثيراً في الرب".
أخوك فانوس ناشد حنا - اشنين

* القس ملاك عياد راعى الكنيسة الخمسينية بالجندية - بني مزار. وشعب الكنيسة، يودعون للسماء الأخ سمير عازر إبراهيم، الذي رحل في 5/5/2010 عن عمر يناهز 58 عاماً.. خالص تعازينا للأسرة والكنيسة.

صراع الخدام

صراع الخدام

اختلط الهابل بالنـــــــــابل وانعدم تميــــيز الالـوان

والخادم يســئ لزمـــــــيله وينسي ديـنونة الديــــان

فزميـــــلك بشــــر وانـــت بدون غطـــــاء وعريان

نسيـم الحـــب انعـــــدم ليه من القلب والوجـــــــدان؟

الكل يتصـــــــارع، داخـل وخــارج، وفي كل مكان

الرؤية انعــــدمـت وابهتت والحق والبـاطــــل سيان

لا يعرف الخطأ والصواب ومرضــي بعمي الالوان

لا تنــــــسي ان الخشــــبة في عـينك واضحة ببيان

الكـــل ثيـــــــابه ممــــزقة والعيـــب في كـل انسان

الكل يحتاج الي مغــــــفرة واصـــلاح لكــل البنيان

د/غالي حنا

تهانينا ...

* تهانينا القلبية للخطيبين : الأخ صبحي صليب عبد المسيح، من شباب الكنيسة الإنجيلية بابي جلبان، والآنسة ماجدة داود فوزي. وهى خادمة باجتماعات مدارس الأحد بالكنيسة الخمسينية بابي جلبان - بني مزار .. ألف مبروك للخطيبين، وعقبال الزفاف..

* الأستاذ رستان سعد يوسف المحامى، يتقدم بخالص التهنئة للزميل الأستاذ كمال شحاتة المحامى، لرسامته شيخاً بكنيسة النعمة بالجيزة..

تأمل ..

القيامة وتأثيرها المفرح ..!

أسلم المسيح روحه فى يدى الآب. ورآه المحيطون به مجرد جسد معلق على الصليب! وبعدها قام يوسف الرامى ونيقوديموس بانزاله من فوق الصليب، ولفاه بالأكفان والأطياب، وحملاه إلى القبر الذى كان يوسف قد نحته لنفسه فى الصخر.. وقد وُضع حجر ضخم على باب القبر!
من كان يشاهد ما آل إليه أمر يسوع المسيح، ذاك الذى أجرى الآيات والمعجزات التى لم يكن لها نظير! ويراه الآن وقد أمسى جسداً هامداً، مسجى بالأكفان. ثم بعد ذلك موضوعاً داخل قبر عليه حجر ثقيل ومحاط بالحراس، إلا وتأخذه الحيرة، بل واليأس، وخيبة الأمل!.. وقد عبر عن هذه المشاعر اليائسة تلميذا عمواس بقولهما : "وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ" (لو21:24).

لقد كان التصور العام من أتباع يسوع، على أثر حادثة الصلب، وما تبعها من موت ودفن، أن كل شئ قد انتهى بل أن تلاميذه قد اختباؤا خلف الأبواب المغلقة، وهم فى حالة خوف وهلع، وهم يتخيلون أن أعداءهم من اليهود الذين استطاعوا صلب زعيمهم وقائدهم، فلابد انهم لن يتورعوا عن الإنقضاض عليهم والفتك بهم!.. نعم لقد كان الموقف عصيباً جداً على أتباع السيد، وهم واقعون تحت ضغط مشاعر ملؤها اليأس والإحباط والرعب!
ولكن أبشروا أيها البائسون الخائفون، لقد أشرق صباح الأحد، حاملاً البشرى العظمى، التى هى كفيلة بان تزيح الغم الجاثم على صدوركم، وتأتى لكم بالفرح الغامر!
لقد تبدل الحال تماماً، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ (يو20:20). وما الذى كان سيفرحهم، ويملأ قلوبهم بالسلام والطمأنينة، سوى رؤية الرب الحى، المنتصر على الموت وكل قوى الشر.. وذلك بعد أن كان ميتاً وموضوعاً فى قبر عليه حجر يصعب زحزحته، ومحاط بحراس أشداء؟!
إن أفراح القيامة هى الكفيلة بازاحة أية هموم وأحزان، من أى نوع.. ولذا فان كل خاطئ تسود عليه الخطية، وتجثم على صدره بثقلها المرير.. لن يزيح عن صدره أحزان وأثقال الخطية، إلا إختبار خلاص الرب يسوع القائم من بين الأموات، المنتصر على قوى الشر والظلام!
لقد اختبر الفرح الحقيقى، الناتج عن الخلاص كثيرون جداً.. ومنهم على سبيل المثال :-
* الخصى الحبشى : فبعد أن آمن بالرب يسوع، وقبله مخلصاً، وتم تعميده بواسطة فيلبس.. قيل عنه "وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ فَرِحًا!" (أع39:8).
* سجان فيلبى مع أهل بيته : لقد قبلوا المسيح المخلص، واعتمدوا. وبعد ذلك قيل : "وَتَهَلَّلَ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ إِذْ كَانَ قَدْ آمَنَ بِاللهِ" (أع34:16).
وفى ذلك دلالة واضحة على أن قيامة ربنا يسوع المسيح لها تأثيرها المفرح لكل من يقبل عملها فى حياته..
إن يسوع المسيح الحى، الذى انتصر على الموت، هو وحده الذى يستطيع أن يخلص ويحيي الإنسان الخاطئ الميت بذنوبه وخطاياه، إذا ما جاء إليه مؤمناً تائباً، فيعطيه حياة أبدية،ويعطيه الفرح الحقيقي الذي قيل عنه "فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ" (1بط8:1). "ولا احد يستطيع نزع هذا الفرح" (يو22:16)
فيا أخى المؤمن .. يامن اختبرت قيامة الرب وتأثيرها المفرح فى حياتك .. لا ينبغى لك أن تحمل أى هم من هموم هذه الحياة، فذلك يبدد سلامك الداخلى ويعكر صفو أفراحك .. انظر الى ما قيل عن مؤمنى كنائس مكدونية : "... أَنَّهُ فِي اخْتِبَارِ ضِيقَةٍ شَدِيدَةٍ فَاضَ وُفُورُ فَرَحِهِمْ!" (2كو1:8). هذا هو المستوى الذى يريدنا الرب أن نكون عليه؛ فرح دائم فى الرب، رغم الظروف المختلفة. وكيف لا نفرح والرب يسوع الحى، قد محا خطايانا وبررنا ووهبنا حياة أبدية، على أساس موته وقيامته؟!.
وأنت يامن لم تقبل الرب يسوع مخلصاً إلى الآن .. أنت مسكين، بائس، وينطبق عليك الوصف الذى أطلقه الرسول بطرس على سيمون : "لأنى أراك فى مرارة المر، ورباط الظلم" ولن يفرحك أى شئ من ملاهى هذه الحياة، بل الفرح الحقيقى، والراحة الحقيقية تجدهما عند من نادى قائلاً : "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (مت28:11) تبارك اسمه .. فهل تأتى إليه ليريحك ويفرحك، ويملأ قلبك بالسلام ..؟
ثم أن قيامة المسيح قد أزالت مرارة الموت، وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ (1كو20:15). فالمؤمن لا يخشى الموت أو دخول القبر، لأنه إذا رقد سيكون ذلك على رجاء القيامة، حيث الرب سيأتى من السماء، ليقيم الراقدين، ويغير الأحياء، ويُخطفون جميعاً إلى السماء، مرددين هذه الانشودة الجميلة : "أين شوكتك ياموت؟ أين غلبتك يا هاوية؟!" وهناك مع المسيح يكون الفرح الغامر والدائم الذى لا تتخلله أية أحزان...

المحرر

المسيح واقف على الباب

"ها أنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتى وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معى" (رؤ20:3)..
يقول الرب هنا : "ها أنذا واقف على الباب وأقرع" أى لن أبرح المكان، بل سأظل أقرع حتى تشعل نيران النهضة فى الكنيسة. أنا واقف على بابها رغم أن مكانى داخلها، لكن داخلها لا يتفق مع كرامتى، لكنى أرضى أن أكون قريباً منك حتى على الباب...

"إن سمع أحد صوتى" : أى سأقف وأنادى بصوت مسموع، حتى يسمع من كانوا فاترين وأستفاقوا كى تميز أذانهم صوتى، حتى ولو كان شخص واحد هو الذى سمع فأنا أترجاه.. فى العهد القديم، أيام ابراهيم ولوط، طلب ابراهيم أفراداً أبراراً يوجدون فى سدوم.. فوصل العدد إلى عشرة أشخاص. وتوقف ايمان ابراهيم.. أما اليوم فالرب يطلب واحداً واحداً.. يالعظمة غنى نعمة الله. إلى هذا الحد تكتفى بواحد لكى تخرج واحداً واحداً.. فى (يو3:10) قال : "لهذا يفتح البواب، والخراف تسمع صوته، فيدعوا خرافه الخاصة بأسماء ويخرجها" أى يدعوها بالمفرد، كل واحد باسمه. لذا يقول : إن سمع أحد صوتى، يعنى واحد ثم واحد.. الرب يدعوك دعوة شخصية "دعوتك باسمك" انه اختار تلاميذه كل واحد بمفرده، وأيضاً زكا من فوق الشجرة.. إنه يقرع فهل تسمع؟!

"وفتح الباب" : إن الواحد بعد الآخر يسمع ويفتح. فالسمع لا يكفى، لكن لابد أن يفتح الباب. ليتنا نصلى جميعاً لنأخذ الإرادة كى نفتح الباب أمام الله ونعطيه الحرية للتحرك داخلنا لأننا ملكه..

"أدخل اليه وأتعشى معه وهو معى" : أكون ضيفه، ثم هو يكون ضيفى، لأن الرب عندما يأتى، يأتى بيد ملآنة. فقد جهز لتلاميذه سمكاً وناراً وخبزاً (يو9:21) فهو لا يكلف من يقبله بشئ، بل يشركه فى غناه وفوائده "أتعشى معه وهو معى" عشاءً متبادلاً..
وكان العشاء فى أيام كتابة سفر الرؤيا هو الوجبة الرئيسية فكأن الرب يقول : أنا سأكون له عشائه الرئيسى..

القس / عزيز مرجان

سر الله

كان للمقال الأخير الخاص بالاختطاف، رد فعل غير مسبوق لم نكن نتوقعه، من مقابلات شخصية، ومكالمات تليفونية. والذى أدهشنى أن معظم ردود الفعل كانت من الذين يختلفون معنا.. حتى أن بعضاً منهم قالوا : نحن لا نستطيع أن ننكر هذا الحق الصريح من كلمة الله، مادام بهذا الوضوح. فلحساب من نعاند ونكابر، وهذا الحق بالذات يكاد أن ينطق من بين سطور الوحى؟!

فبعد أن ظهر الحق بشأن البوق الأخير الذى سيتم عند الاختطاف، فالاختطاف هو هو سر الله الذى سيتم عند آخر الأبواق، الذى هو البوق السابع (رؤ7:10) وبهذا ستُخطف الكنيسة كلها آخر الضيقة (بعد اختطاف الباكورة إلى الله وإلى عرشه، فى وقت سابق).
إن كلمة الله تستحق منا كل احترام وتقدير، ولتذهب كل تعاليم الناس، اللى دوشونا بها إلى البحر! فيكفيهم السنين العجاف التى سرنا فيها وراءهم، بلا تفكير، وتلمسنا خطواتنا خلفهم ونحن مغيبون، فأدخلونا فى طريق بدون عنوان، وبحر بدون مرسى، وشاطئ بعيد المنال! فضلاً عن استعباد حقيقى لعقيدتهم، وقساوة فى القلب منقطعة النظير وبالحقيقة نحن مصممون على المضى قدماً، حتى الرمق الأخير، فى الدفاع عن حق الإنجيل، مهما كلفنا الأمر من جهد وعرق.. وخسارة أصدقاء! فالكل سينتهى. أما كلمة الله فثابتة إلى الأبد.
ثم من الناحية العملية، سنرحب، بكل سرور، بالتعليم الذى يقودنا إلى حياة التقوى ومخافة الرب وإرضاء السيد، والسهر المتواصل حتى اللحظة الأخيرة.. وسننبذ بكل قوة التعاليم التى تقودنا إلى الكسل وضياع الهدف، والتراخى والبلطجة الروحية!
ومما أثار دهشتى رد فعل أحد الخدام الكبار، بخصوص موضوع "سر الله" و"البوق الأخير".. فبالرغم من وضوح هذا الحق مثل الشمس، وان البوق السابع هو آخر الأبواق، التى سيتم عندها سر الله، الذى هو الاختطاف، إلا انه علق قائلاً : ان سر الله الذى بشر به عبيده الأنبياء (رؤ7:10) يختلف تماماً عن السر الذى أعلنه بولس (1كو51:15) ثم استطرد قائلاً : قوللهم بلاش يدخلوا الأمور فى بعضها..
وبدورنا نرد على كلام هذا الخادم، ونبدأ ردنا بهذا السؤال : لماذا لم توضح لنا إذاً ما هو سر الله، إذا لم تكن تقتنع (بحسب المكتوب) انه هو نفسه الاختطاف؟ يا أخى، لقد أعلن لنا الله، من خلال المكتوب، وبكل سهولة، من خلال الطاعة الكاملة له، التى هى كلمة السر فى كل اعلانات الكتاب المقدس.. ولم نقل من فراغ أن سر الله هو الاختطاف.

وهذه هى الأدلة :-
أولاً : انه "سر" لأن الرسول يقول عنه "هوذا سر أقوله لكم" وهو أيضاً "سر الله" فميعاد حدوثه، سر لا يعرفه إلا الآب! (مر26:13-32) فالآب يحدد اليوم والساعة. ولكن أعطى المؤمنين مساحة أكبر فى تحديد الوقت. حيث يقول الرسول "أما الأزمنة والأوقات فلا حاجة أن أكتب لكم عنها، لأنكم لستم فى ظلمة حتى يدرككم ذلك اليوم كلص" وعن ميعاد تحقيق هذا السر، يقول الكتاب "انه فى أيام الملاك السابع، متى أزمع أن يبوق" ولم يقل "متى بوق الملاك السابع" وذلك حتى نحسبها نحن كمؤمنين. فبعد بوق الملاك السادس، سيبدأ العد التنازلى لمجئ الرب. ولكن لا نعرف اليوم ولا الساعة، لأنها ليست من اختصاصنا. وهذا ما يدفعنا، بكل يقين، إلى السهر والصلاة والانتظار..
لذلك لو لاحظت معى، أن الاختطاف ومجئ الرب، يشار إليهما دائما باليوم (1تس2:5) اليوم الرب كلص، "منتظرين وطالبين سرعة مجئ يوم الرب" (2بط12:3) "أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد" (مر32:13) إذاً عبارة "فى أيام الملاك السابع، متى أزمع أن يبّوق يتم سر الله"، ليست جملة عابرة، ولكنها مؤكدة تماماً انه الاختطاف...

ثانياً : كما بشر به.. الخ وهل الاختطاف بشارة؟ نعم.. حقاً انه بشارة لكل المؤمنين، وهو السر الوحيد من بين أحد عشر سراً فى العهد الجديد الذى قيل عنه انه "بشارة!" ألم يقل لنا الرسول فى (1تس18:4) "لذلك عزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام" وهو الكلام الخاص بالاختطاف..

ثالثاً : عبيده الأنبياء.. هل هذا السر، وسط كل الأسرار بشر به عبيده الأنبياء؟ من الواضح انه من أكثر الأسرار بشارة، من خلال الأنبياء.. وسأسرد بعض أقوال الأنبياء عنه :-
  • متى : "يرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت (البوق السابع) فيجمعون مختاريه من الأربع رياح" (مت31:24).
  • لوقا : "يسوع هذا الذى ارتفع إلى السماء، سيأتى هكذا كما رأيتموه منطلقا" (أع11:1).
  • بولس : بجانب (1تس16:4) "سنخطف جميعاً لملاقاة الرب فى الهواء" (1كو51:15).
  • بطرس : "سيأتى كلص فى الليل يوم الرب" (2بط10:3).
  • يوحنا : "ها أنا آتى كلص.. طوبى لمن يسهر" (رؤ15:16).
كل هؤلاء الأنبياء بشروا بهذا السر .. فاذا لم تقتنع يا أخى.. تفضل وقل لنا ماهو السر؟ ومن هم الأنبياء؟ وماذا قالوا؟.. واذا لم تستطع الإجابة، فالصمت هو أنسب الحلول لك..

رابعاً : فى روح المحبة اسألك ياعزيزى، يامن تؤمن أن البوق الأخير يختلف عن البوق السابع. هل تريد أن أسير خلفك بدون تفكير؟ حتى أنى أقول أن بعد البوق الأخير هناك سبعة أبواق؟ ولماذا لم يقل الرسول مثلاً "كلنا نتغير فى لحظة فى طرفة عين عند صوت البوق؟" لماذا قال : انه الأخير؟.. أن قوله هذا انه البوق الأخير، ليس صدفة أو سهواً. ولكن كل كلمة فى مكانها الصحيح.. وعلى الانسان فقط أن يخضع، ولا يعاند، ولا يدافع عن عقيدة تناقلها من أسلافه، دون وعى!

خامساً : نحن لسنا محملين بعداء لأحد، ولا ندافع عن عقيدة، ولكن فقط نقرأ الكتاب باحترام شديد، ولا ننتظر أن يفسر لنا أحد.. أيضاً نحن على أتم الاستعداد لتصحيح عقائدنا، إذا ما أشرق علينا الرب بنور جديد1 ولن نفعل كما يفعل غيرنا إذ لا يخجلون من تكرار جملة تلذ لهم وهى : "كما قال رجل الله فلان!" وكأن الرب لم يعلن إلا لهذا الشخص فقط، من عشرات السنين! ومازالت الأقلام تنقل أفكاره كما هى!
وهذا النهج لو أننا اتبعناه، سيقودنا حتما إلى اننا سنظل أقزاماً، لأننا نحافظ على الوزنة التى تسلمناها دون ربح!
ولكن صلاتى لكل مؤمن أن يسمع قول الرب فى (إش1:60) "قومى استنيرى لأنه قد جاء نورك، ومجد الرب أشرق عليك" ولتكن صلاتك يا أخى دائماً : "أقنعتنى يارب فاقتنعت" (إر7:20)..
د. شهدى جاد..
م : 0101274765

وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة

يتصور البعض، دون سند كتابى أو دليل ان العرش العظيم الأبيض لن يقف أمامه سوى الأشرار، وأن كل الصغار والكبار الواقفين أمام الله حينئذ، ما هم إلا شلة من الأثمة المجرمين، وجماعة من الخطاة المعاندين، وان مصيرهم واحد، وهو الطرح (والعياذ بالله) فى بحيرة النار، حيث الشقاء مقيم والعذاب أليم!!

ولكن هذا التعليم الباطل، والقول العاطل، لم يكن أبداً هو تفسير الكنيسة، أو الأباء القديسين للنص الكتابى الوارد فى (رؤ11:20-15)، ولكنه من ابتداع قلب راهب جوزيتى، يهودى الأصل، يدعى عمانوئيل لكونزا، كان قد كتب كتاباً ضخماً (960 صفحة) عنوانه "مجئ المسيح فى المجد والجلال" وقد تم نشره فى اسبانيا سنة 1812م تحت اسم مستعار، اختاره الراهب لوكنزا لنفسه، وهو "الرابى جوان يهوشافاط بن عزرا" ومن تعاليمه : المجئ السرى للمسيح لخطف المؤمنين الأحياء والأموات، ثم تحدث ضيقة عظيمة على الأرض لمدة 45 يوماً، يأتى بعدها المسيح علناً مع المؤمنين المختطفين، ليقيم ملكه على الأرض فى أورشليم، ويُبنى الهيكل، ويؤمن اليهود، ويعاد تقديم الذبائح.. الخ ثم قيامة الأشرار والدينونة..

وجدير بالذكر أن المجمع المقدس للجزويت والكاثوليك رفضوا هذا الكتاب، وحرّموا تعاليمه، فى سنة 1824م.. ولكن قساً انجليزياً يدعى "إدوار أرفنج" تأثر بتعليم لوكنزا هذا، ودعا إليها وترجم الكتاب للإنجليزية، وقام بطباعته ونشره سنة 1826م.
هذا وقد تلقف المدعو "جون نلسون داربى" (1800-1882) تعاليم هذا الراهب الدخيل، وأقواله الفاسدة وروج لها. وبعد أن عمل لها بعض التعديلات والرتوش، فمثلاً جعل المدة بين الاختطاف والظهور سبع سنوات، وليس 45 يوماً، كما علم اليهودى الدخيل، ثم جعل منها محور كتبه، وأساساً لتفسيراته، وخلاصة تعاليم مذهبه الجديد. وفى غفلة من الجميع راجت هذه الأفكار وانتشرت، حتى أصبحت وكأنها هى الحق الأصيل، وخلاصة التعاليم والأقاويل وعمدة كل كل التفاسير!!

قبل ظهور هذا الكتاب سنة 1812م لم يكن هناك أى ذكر فى التعاليم المسيحية عن مجيئين للمسيح، سرى، وعلنى. كما كانت الكنيسة المسيحية موحدة الرأى من جهة خلاص الكثيرين من الواقفين أمام العرش العظيم الأبيض. وكان الكل يرى فى وجود "سفر الحياة" وفتحه (رؤ12:20) دليلاً قوياً على ذلك، بل هو دامغ وأكيد!!

لذلك نرى اللاهوتى اللامع والعلامة ليون موريس يكتب فى شرحه للرؤيا، وتعليقا على الآيات الواردة فى (رؤ11:20-15) فيقول : "قال البعض أن الأشرار فقط هم الذين فى ذهن يوحنا هنا" ويستمر شارحاً ليصل إلى القول : "... انه يجب علينا أن نُعد أنفسنا لمعارضة مثل هذ السخافات" (انظر التفسير الحديث للرؤيا ص258). كما أن خلاص الكثيرين حينئذ واضح، ويؤكده قول الوحى المقدس، فى (رؤ15:20) "وكل من لم يوجد مكتوبا فى سفر الحياة طُرح فى بحيرة النار" فالأصل هو الخلاص هنا ياأخى، وليس الهلاك أبداً!! (اكشف حقك يارب!).
وقد كان رب المجد يقول بذلك أيضاً عندما تحدث عن وجود رجال نينوى، وملكة التيمن (وهم وهى من الأبرار المخلصين) فى موقف واحد مع رافضيه ومعانديه انظر (مت41:12-42) كما أن وعده له المجد لمن يراه ويؤمن به هو القيامة فى اليوم الأخير. قارن (يوحنا40:6) مع (يوحنا54:6) و(يوحنا54:11).

وأما عن القيامة الأولى فيقول العلامة ابن كاتب قيصر، فى شرحه الرائع (للرؤيا ص388) مايلى : "هذه القيامة، لا يدعى إليها الا الفائزون السعداء" ويؤكد وتشمان نى فى تعليقاته على سفر (الرؤيا ص196) : "انها مكافأة وليست للجميع"! وأما وليم باركلى فيقول فى تفسيره (للرؤيا ص421) "هذا شرف خاص للذين كانوا أمناء للمسيح".

وأخيراً ألا يؤكد ذلك تمنى بولس الرسول إياها (أى القيامة الأولى) فى (فيلبى11:3) وتطويب يوحنا أصحابها فى (رؤ6:20) وقول رب المجد نفسه : انها فقط لمن حُسبوا أهلاً لها انظر (لوقا35:20) فهى قيامة لمن لهم المجازاة فقط. (رؤ12:22 ، لو14:14).

اخى يسرنى التحدث إليك ..
والرب معك

ت : 2594792/086

م : 6607691012
القس / عطية كامل

لا تزرعوا فى الأشواك

لا تزرعوا فى الأشواك ..! (2)

قدمنا فى العدد الماضى الجزء الأول من هذا المقال، والذى تضمن أحد المعانى المقصودة بالأشواك التى تخنق كلمة الله فى حياتنا فلا تثمر. وهو "أشواك الإستهتار والتهاون" وهنا نقدم الجزء الثانى من المقال، وفيه تكملة لإيضاح معنيين آخرين للأشواك التى قد تخنق أو تعطل الثمر الروحى فى حياتنا..

هناك نوع آخر من الأشواك التى تخنق كلمة الرب فى حياتك..

2 - أشواك الحلول الوسط:
قد يكون اللجوء للحلول الوسط فى حياتنا الأرضية، حكمة فى بعض الأمور، لكن فى الحياة الروحية الوضع مخالف لذلك، لا توجد حلول وسط، فالرب يسوع أعلن بنفسه "مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ" (مت30:12).
* كم من نفوس تحاول أن توفق بين الأمور، فتفعل الخطأ، وفى الوقت نفسه تؤدى بعض الأعمال الصالحة، لكن الحلول الوسط لا تفيد، يجب أن تنتصر فى المكان نفسه الذى هزمك فيه الشيطان. إذا هزمك بعدم التسامح، فمهما قدمت من صلوات وأنت لا تريد أن تغفر للآخرين، فلا فائدة من صلاتك لأنها حل وسط، فسوف تُصبح كلماتك اثناء الصلاة بلا معنى أو قيمة، لأنها تخرج من اللسان فقط. اذا أردت علاقة جيدة مع الرب "فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ" (رؤ5:2)
قارئى الحبيب ..
هل تعيش بمنطق الحلول الوسط ؟ قد تكون متسامحاً، لكنك تكذب، تخطأ. لكن لكى تريح ضميرك، تؤدى بعض الأعمال الحسنة. كمن يغطى الرزيلة بفضيلة!!.
* كم من نفوس تقدم للرب قرباناً مثل قايين، نعم قدم قرباناً للرب لكن الكلمة تعلن "وَلكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ" (تك5:4).
فهى حل وسط . نعم قدم قرباناً، لكنه ربما لم يعط أفضل ما عنده، أو لم تعبر هذه العطية عن حقيقة ما فى قلبه. كثيراً ما يكون هناك انفصال بين حياتنا داخل الكنيسة، وحياتنا خارجها نعم تخدم الرب، لكن فى عملك تساوم على أمور كثيرة خطأ، ناسياً الرب..
* تذكر معى يعقوب عندما قال له الله : اذهب الى بيت ايل، وأقم هناك. لكنه أراد حلاً وسطاً، بان يسكن أمام المدينة. يقول عنه الكتاب : "وَابْتَاعَ قِطْعَةَ الْحَقْلِ الَّتِي نَصَبَ فِيهَا خَيْمَتَهُ" (تك18:33) وفى نفس الوقت أقام مذبحاً ودعاه إيل إله إسرائيل. ولكن كانت النتيجة سيئة للغاية، "وَخَرَجَتْ دِينَةُ ابْنَةُ لَيْئَةَ الَّتِي وَلَدَتْهَا لِيَعْقُوبَ لِتَنْظُرَ بَنَاتِ الأَرْضِ، 2 فَرَآهَا شَكِيمُ ابْنُ حَمُورَ الْحِوِّيِّ رَئِيسِ الأَرْضِ، وَأَخَذَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَأَذَلَّهَا" (تك1:34-2).
عزيزى القارئ..
* قد يتركك ابليس نزرع بعض الفضائل.. تمارس ممارساتك الروحية، تقرأ الكلمة، لكنه فى النهاية يبتلع كل ما تفعل، لانك زرعت بين أشواكه!
* تذكر الشعب فى القديم عندما أبطأ موسى فى النزول من الجبل، وطلب الشعب من هارون أن يصنع لهم آلهة. هارون فكر فى حل وسط، لقد حاول ارضاء الشعب بان يصنع لهم عجلاً مسبوكاً ولكى يرضى الرب فى الناحية الأخرى قال : «غَدًا عِيدٌ لِلرَّبِّ».! (خر5:32).
* لا تعتقد انك بهذه الحلول الوسط ترضى الرب، فالكلمة تعلن : "لاَ تَلْبَسْ ثَوْبًا مُخْتَلَطًا صُوفًا وَكَتَّانًا مَعًا" (تث11:22) هذه المعادلة التى كثيراً ما نحاول أن نحققها، أن نوفق بين حياتنا فى العالم، وبين علاقتنا مع الرب.
عزيزى القارئ..
فكر داخل نفسك وابحث هل زرعت أموراً كثيرة بين هذه الأشواك؟.

3 - أشواك التدين الشكلى :
* هل تتسائل، قارئى الحبيب، كيف يتحول الإيمان والتدين الشكلى الى شوك فى حياتك؟.
* عندما يكون الإيمان والتدين مجرد ممارسات، تعتمد فقط على الشكل والطقس الخارجى، تصبح شوكاً يبعدك عن الرب ، بدلاً من أن تكون وسائل للتقرب منه..
* سمعان الفريسى استضاف الرب، وأكل معه، لكن بعد ما خرج من بيته، كان سمعان مداناً. على الرغم من وجود الرب فى بيته، لكنه لم يستضفه فى قلبه، أو يستجيب لمحبته، بل أدان قبول المسيح للمرأة الخاطئة. (لو39:7).
هل تستضيف الرب، ولك جلسات معه؟ لكن المهم، هل تصنع هذه المقابلات تغييراً فى حياتك؟
* كثيرون يسقطون فى مصيدة هذه الأشواك من خلال الإهتمام بالممارسات الروحية الشكلية فقط، بينما يتركون جوهر الدين، وهى العلاقات الشخصية مع الله، والنمو المستمر فى الفضائل الروحية فالكلمة تعلن : "لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى كَلاَمِ الْكَذِبِ قَائِلِينَ: هَيْكَلُ الرَّبِّ، هَيْكَلُ الرَّبِّ، هَيْكَلُ الرَّبِّ هُوَ!" (ار4:7) فالحياة داخل الكنيسة أو اشتراكك مع المؤمنين ليس له فاعلية، مالم تمارس أفعال المحبة، وتترك كل ما هو غير مقبول فى حياتك، فالكلمة تعلن : "وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئًا." (1كو3:13).
عندما لا تكون داخل قلبك محبة خالصة للرب، فالتدين الشكلى هنا هو الذى يقودك إلى هذه الأفعال، لكنه لا يقوك إلى السماء!

قارئى الحبيب..
لا تكن كمن يردد الكلام باطلاً، فالكلمة تعلن : "لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (مت21:7) اشتراكك فى صلاة أو طقس معين، غير كاف لنموك الروحى.
* تذكر معى، عند بناء الفلك، اشترك فى البناء الكثيرون من النجارين والحدادين.. لكن قليلون هم الذين دخلوه!
صلاة...
* إلهى .. أشواك كثيرة تحيط بى، التدين الشكلى.. التهاون.. الإستهتار.. كم تكاسلت بارادتى، وتركتها تنمو، رغم تحذيراتك المستمرة..
* إلهى .. لقد تركت العديد من الأشواك تنمو، حتى كادت أن تخنق كل ما هو جيد فى حياتى..
* ربى .. أشكرك لأنك تأتى فى اللحظة المناسبة لكى تبث فىّ روح الحياة لأنهض من جديد..
* إلهى .. أنر ذهنى لكى يعرف قيمة الحياة الأبدية، وأن كل كنوز العالم وثرواته لا تساوى شيئاً أمام خسارة الحياة الأبدية..

الأب / باسيليوس
راعى كاتدرائية الكاثوليك بالمنيا

حقيقة الأرواح الشريرة

ينكر الكثيرون ممن تأثروا بالثقافة المادية والعلمانية قبول حقيقة وجود كائنات روحية spiritual reality بما فى ذلك الأرواح الشريرة. بينما يقبل الآخرون وجود ملائكة أبرار، ولا يقبلون وجود ابليس وملائكته. فعلى سبيل المثال نجد ج. ب. راشيل، وله العديد من الكتب عن ابليس، إلا انها لا تأتى معبرة عن الوجود الحقيقى والواقعى لهذه الكائنات، لهذا نجده يقول "اننى استطيع أن أؤكد على حقيقة وجود ابليس، ولكننى لا أقر ذلك وكأنه كائن حقيقى ميتافيزيقى.. ولكننى أراه كتشخيص أو تجسيد لما نشاهده فى المجتمع ونعرفه بانه شر.

وينسب البعض الآخر التعاليم الكتابية عن الشياطين إلى تخاريف وخزعبلات أناس سُذج بسطاء ونتاج حضارات وتقاليد مختلفة، ويرون أن هؤلاء الذين أخرج منهم يسوع شياطين، انما كانوا يعانون من أنواع مختلفة من التشويش والاختلال العقلى. وكل ما فعله يسوع انه تماشى معهم وكيف نفسه وفق خزعبلات!!
ولكننا نرفض كل تلك المحاولات، التى تحاول أن تجعل من حقيقة وجود أرواح شريرة مجرد خرافة أو أسطورة (demythologize).
ان الكتاب المقدس يقرر بكل وضوح الوجود الحرفى الحقيقى للشيطان كروح شرير فاعل بملائكته وأتباعه. وتأكيد الكتاب على أنهم أرواح يتكرر فى مواقع كثيرة، نذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر!
  • أرواح شريرة : ذُكرت فى العهد الجديد 6 مرات (لو21:7 ، 2:8 ، أع21:19-26). بالنظر إلى طابع الأذى والتدمير الذى تفعله فى من تسكن فيه.. ان رجلاً كان به روح شرير، وثب على سبعة رجال وغلبهم وقوى عليهم حتى هربوا من البيت عراة ومجروحين (أع19) ومجنون كورة الجدريين كان يمنع أى انسان يجتاز من تلك الطريق. ومن شدة خطورته رُبط كثيراً بسلاسل وقيود، فقطع السلاسل وكسر القيود (مت28:8)، (مر4:5) بل انه كان أيضاً "يجرح نفسه بالحجارة" (مر5:5)
  • أرواح نجسة : أى قذرة، وقد ذُكرت فى العهد الجديد 23 مرة. منها : (مت1:10 ، مر13:5 ، أع16:5 ، رؤ13:16). وهى تملأ من تسكن فيه بالنجاسة شكلاً ومضموناً، فالرجل الذى سكن فيه اللجيئون، أو مجموعة الأرواح النجسة، كان يسكن القبور، مكان النجاسة، وكان يعيش عارياً، لا يلبس ثوباً. تمتلكه النجاسة بكل أبعادها. والإرتباط بين الروح الشرير والروح النجس واضح من القول : "أن خرج الروح النجس من الإنسان، يجتاز في أماكن ليست فيها ماء.. ثم يقول أرجع.. ثم يذهب ومعه سبعة أرواح أخر أشر منه" (مت43:12-45).
  • روح كذب : (1مل22:22، 2،23 أخ21:18-23) وكانت تظهر بوضوح، وتمارس عملها فى الأنبياء الكذبة فى اسرائيل قديماً، وفى المعلمين الكذبة فى المسيحية الأسمية (2بط2:1،1يو1:4)، وفى أقوال الكذب والغش التى يمارسها ويعيش بها غير المؤمنين..
  • أرواح مضلة : )1تى1:4) تنكر الحق الإلهى باعتبارها تابعة للشيطان المضل الأكبر (رؤ9:1) روح الضلال (1يو6:4). وهذه الأرواح تعاليمها تعجب بعض الناس وتشدهم ولاتعثرهم، لكنها فى الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالافعوان. انها تدمر حياتهم وأبديتهم مثلما صنعت مع حواء، ولوط، ومن أهلكهم الطوفان..
  • روح أخرس : (مت32:9-33) يسبب للضحية عدم القدرة على النطق وعدم الرغبة فيه.. وكذلك روح أخرس أصم (مر25:9) يصيب الضحية، بالاضافة الى عدم الكلام، بعدم السمع، وأيضا قد يصيب بفقدان البصر (مت22:12).
  • روح ضعف : (لو11:13) مثل هذا الروح الذى سبب للمرأة الإنحناء، وعدم قدرتها على الانتصاب. فأصبحت كالبهيمة نظرها متجه الى الأرض!
  • روح عرافة : (أع16:16) يجعل الإنسان قادراً على الرؤيا من بعد، ومعرفة ما يحدث من على مسافة مئات الكيلو مترات، ويعرف اسم زائره، عند أول مقابلة معه!! إن كلمة Demon. ديمون . مشتقة من كلمة يونانية بمعنى المعرفة. ويمكن أن يحدث هذا لأن الشيطان أعظم وأسمى من الجنس البشرى فى المعرفة والقوة! ولكونه روحاً فهو قادر على الانتقال من مكان لآخر بسرعة فائقة، فيعرف الأمور قبل أن نعرفها، ومع أن الشيطان لا يمكنه التواجد فى أكثر من مكان فى وقت واحد، الا انه كرئيس مملكة شريرة روحية، وجنوده فى كل مكان، يعرف من خلالهم أشياء كثيرة جداً فى زمن محدود وقصير!!
  • جان :Familiar spirit or Medium ذكرت كلمة الجان حوالى 16 مرة، كلها فى العهد القديم. وقد اختلف المفسرون فى تعريف كلمة الجان، فالبعض قال انهم مخلوقات روحية مستقلة وآخرون قالوا أرواح الموتى، ومنهم من قال انها أرواح شيطانية. والبعض قال انها صورة خيالية لا أساس لها فى الواقع. وظن غير المؤمنين انها تعرف الغيب، وتضر بالناس.. والكلمة العربية هى ترجمة للكلمة العبرية "أوب" ومعناها "أجوف" أو"اناء فارغ" لأنهم كانوا يعتقدون أن صوت الجان يأتى من بطن صاحب الجان! أو بالنسبة (للصوت الأجوف) الذى كان يتكلم به الشخص، وكأنه صادر من بطن الأرض! (أش4:29).
  • روح غى : (أش14:19) يصيب الإنسان بالحيرة والارتباك، فتخرج تصرفاته متضاربة متناقضة.
  • روح ردئ : (1صم15،14:16 وقض23:9) وهو يشبه الروح الشرير السابق ذكره، اذ يؤدى الى محاولة قتل الآخرين (1صم8:18-10) بل وأيضاً يدفع المسكون به الى الانتحار. (1صم4:31).
دكتور القس / صفاء داود فهمى

وأنت أيضاً يجوز فى نفسك


ها الأيام تمضى يا ابنى، وأراك وأنت تكبر وتنمو أمام عينى. إن قلبى ينبض بالفرح لرؤياك، فأنت فى فكرى ونفسى وكل كيانى.. يالسعادتى حين كنت أراك وأنت تحبو، وبعد ذلك وأنت تمشى وتجرى!

ابنى.. أتذكر وداعتك وهدوءك وخضوعك، كم كنت مثالاً لكل ابن خاضع لأبويه.. لقد رفعت رأسى، بل صرت لى تاجاً يجملنى أمام عيون الناس.. أتذكرك وأنت تساعد أباك، وتبادر دوماً بمد يد العون.. كم شكرت الآب لأجلك، ويالحظى لكونك ابنى.. لقد كان الناس يقولون لى: لم نر مثل ابنك، ولن نرى مثله على مر الزمن!

ما أروعك!.. لقد جذبت الجميع بحبك ورحمتك، لقد صنعت الخير، اذ كنت تجول تصنع خيراً، وتشفى جميع المتسلط عليهم ابليس (أع38:10) كم كنت أتمنى أن تبقى دائماً بجوارى وأمام عينى، ولكن الأمر ليس بيدى أيها الابن الغالى، بل هو ترتيب وإعداد إلهى!
لكنه كان أمراً قاسياً بالنسبة لى. لم أكن أعرف أنى سأرى هذا المنظر الأليم البشع.. لم أقدر أن أتمالك نفسى حين شاهدت تعذيبك أمام عينى!!
ابنى .. انهم كانوا يعذبوننى معك.. انهم كانوا يضربون بالسياط قلبى أنا، ويجلدون كيانى أنا، ويمزقون مشاعرى أنا! لا أنسى صوت آهاتك، ولا أنسى دموعك، ولا أنسى مشهد دمك الذى انساب ولطخ قلبى أنا!.. رفعت عينى إليك، فرأيت منظرك مشوهاً وملطخاً بالدماء، وأنت معلق على صليب العار، وبين لصين.. كنت أبكى عليك، حتى انفطر قلبى!!

ابنى الغالى.. ما أقسى هذه اللحظات علىّ وأنا أراك تموت أمام عينىّ.. ليتنى أقدر أن أمنع قساوة الجنود.. ليتنى أقدر أن أعطيك لتشرب، وأنت عطشان! ابنى.. انه أكبر عذاب تحملته لأجلى ولأجل العالم كله! "لقد َجُازُ فِي نَفْسِى سَيْفٌ!" لقد سمعت هذه العبارة من سمعان، إذ قال لى : "وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ" (لو35:2) وقتها كنت طفلاً رضيعاً.. ولم أكن أعرف معنى هذه الكلمات، حتى رأيتك وسط آلام الصليب المروعة.. لقد جاز فى نفسى السيف فمزقها تمزيقاً!

أعلم جيداً اننى مهما احتملت من ألم هذا السيف، فلن يكون مثل احتمالك لعذابات الصلب، والتى ختمت بطعنة الحربة، لتسيل منك دماء الغفران والتطهير..

ابنى.. لم أكن حزينة بمفردى، بل حتى الطبيعة شاركتك أحزانك، فالسماء اظلمت، والأرض تزلزلت، والصخور تشققت ومرت ثلاثة أيام، وكأنها سنون! وأنا فى حزنى وألمى على موتك.. ولكن حزنى لم يدم.. لقد رقص قلبى من الفرحة حينما قمت ظافراً من الموت! لقد انتصرت على الموت، إذ أنت هو القيامة والحياة .. وها قد عادت لقلبى فرحته! لقد أدركت أن صلبك وموتك كان من أجلى لتمنحنى الخلاص الأبدى..
لقد أبدلت ثياب الحزن بثياب الفرح، وتحولت من البكاء إلى السعادة الدائمة.. أنت بعد قيامتك صعدت إلى السماء لتعد لى المكان الذى سأبقى فيه بجوارك، وأراك دائماً، وأسبح لك يامن ذُبحت واشتريتنى بدمك الثمين!

د/مارسيل اسحق