اخر المقالات

مجلة المنبر الخمسينى ترحب بك وتتمنى وقت ممتع فى دارسة كلمة الرب يسوع وكل عام وانتم بخير عام 2020 مليان باحسانات الرب عليك والخير والسلام على حياتك +أخبار المجمع+ +حفل افتتاح كنيسة خمسينية بالمنيا في مساء الأحد 29/ 10 / 2017، وبمشيئة الرب الصالحة، احتفل المجمع الخمسيني بمصر بافتتاح الكنيسة الخمسينية بالمنيا، للعبادة والصلاة، +أخبار المجمع+ وكان ذلك بحضور رئيس المجمع، القس عاطف فؤاد، ونائب رئيس المجمع القس إبراهيم حنا، وسكرتير المجمع القس ميلاد يوسف، والقس برنس لطيف من اللجنة التنفيذية، إلى جانب القس نبيل سعيد، راعي الكنيسة. وكان قد مضى على إغلاق هذه الكنيسة حوالي 22 عاماً.. +أخبار المجمع+ وقد تفضل مشكوراً بحضور حفل الإفتتاح: كل من: العميد أشرف جمال، عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا، وفضيلة الشيخ محمود جمعة، أمين بيت العائلة بالمنيا، والأب بولس نصيف، من قيادات بيت العائلة، والعمدة عادل أبو العلا، نيابة عن أخيه اللواء شادي أبو العلا عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا. والقس خليل إبراهيم، نائب رئيس مجمع النعمة.. +أخبار المجمع+ وقد ألقى العظة في هذا الحفل القس عاطف فؤاد، وهي من ( مزمور 132: 14) والآية التي تقول: «هذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ. ههُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي اشْتَهَيْتُهَا». فتحدث عن السكنى الإلهية والبركات المترتبة عليها في أربع نقاط، وردت في المزمور، وهي: 1- طعامها أبارك بركة. 2- مساكينها أشبع خبزاً. 3- كهنتها ألبس عزاً. 4- أتقياؤها يهتفون هتافاً.

أرشيف المجلة

وداعاً للكآبة (1)

الأب باسيليوس..
راعى كاتدرائية الكاثوليك بالمنيا



إقرأ معي ما تعلنه الكلمة في (مز1:69-29) "خلصني يا الله لأن المياه قد دخلت إلى نفسي. غرقت في حمأة عميقة وليس مقر.. تعبت من صراخي. يبس حلقي.. أكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب.. يا الله أنت عرفت حماقتي، وذنوبي عنك لم تخف.. لأن لي ضيقاً. استجب لي سريعاً، اقترب إلى نفسي. فكها. بسبب أعدائي أفدني.. أنت عرفت عاري وخزيي وخجلي.. العار قد كسر قلبي فمرضت، انتظرت رقة فلم تكن، ومعزين فلم أجد.. أما أنا فمسكين وكئيب".

القارئ الحبيب...
كلنا يعلم أن داود كانت له علاقة قوية بالرب، وكان يحبه محبة خاصة. لكن في المزمور تعبر كلمات داود عن كآبة عميقة في قلبه. والكآبة ليست مجرد حزن، بل هي حزن شديد وعميق داخل النفس. فهو يقول : "أما أنا فمسكين وكئيب".

 
وربما تكون هذه كلماتك أنت أيضاًً. ففي أوقات معينة قد تبدو الحياة غير محتملة، وقد تمر بلحظات تشعر أن الحياة أصبحت ثقيلة. وتتساءل، لماذا تصاب بهذه الكآبة علي الرغم أن لك عشرة مع الرب؟!. وربما تعتقد أن هذا هو حال البعيدين عن الرب. لكني أقول لك : مهما كانت درجة إيمانك، قد تتعرض أيضاً للكآبة. وهذا لا يدل على ضعف علاقتك بالرب، فقد  تكون مؤمناً. ولك عشرة خاصة مع الرب ولمست حبه، لكن تأتي أوقات في حياة المؤمن يتعرض فيها للكآبة !
* هل رجال الله يتعرضون للكآبة؟
تذكر معي العديد من رجال الله في العهد القديم. مثل إيليا النبي، الذي كان يفتح ويغلق السماء بكلمات، وكان له تأثير قوي على السماء. هذا الرجل تعرض للكآبة، كما تعلن الكلمة علي لسانه "كفى الآن يا رب وخذ نفسي" (1مل 19 : 4) كلمات صعبة على إنسان له هذه العلاقة مع الرب. أيضاً إرميا النبي الذي كان له مسحة خاصة بالروح القدس، ونال محبة خاصة من الله، مر بلحظات كآبة، جعلته يقول : "لماذا خرجت من الرحم لأري تعباً وحزناً" (إر 20 : 18)، فقد شعر في وقت من الأوقات، أنه من الأفضل لو لم يأت إلى العالم، وأن الموت أفضل له. وهذا شعور وارد أن يحدث في حياة أي إنسان..
بولس الرسول مر أيضاًً بلحظات كآبة شديدة، حين قال : "تثقلنا جداً فوق الطاقة، حتى أيسنا من الحياة أيضاًً" (2كو 1 : 8) . وداود النبي الذي أعلنت عنه الكلمة، أنه رجل حسب قلب الله، مر بلحظات جعلته يقول : "أما أنا فكئيب".
عزيزي القارئ...
لا أريد أن تدخل الكآبة إلى قلبك، لكن أحدثك عن هذه الشخصيات العظيمة التي تعرضت للكآبة، كي لا تفقد ثقتك وعلاقتك بالرب، ولا تظن أن الرب قد تركك. لكن هناك لحظات صعبة، عندما تمر بها، عليك أن تتعلم كيف تواجهها، وتخرج منها بدروس.
* أخطار الكآبة :
احذر عزيزي القارئ الحبيب.. فعندما تدخل الكآبة إلى قلبك، يستغل إبليس نفسيتك المتعبة، ويجعلك تفسر الأمور بطريقة خاطئة :-
+ الكآبة تجعلك تفقد روح المبادرة، وتشعر إنك غير قادر علي فعل أي شئ. وقد يصل بك الأمر أن تفقد حتى  استعدادك للصلاة والوقوف أمام الرب..
+  وقد تسبب لك الأمراض، ليست فقط النفسية، بل قد تتعرض لأمراض جسدية.. كما أعلنت الكلمة علي لسان داود النبي "أنت عرفت عاري وخزيى.. العار قد كسر قلبي فمرضت" (مز 69 : 19).
+ الكآبة لا تجعل الإنسان يستطعم أي شئ في الحياة، ويفقد  جمال الحياة مع الرب. قد يصلي أو يقرأ الكلمة، لكنها صلاة بدون حرارة، ولا تصل إلى قلب الله.. قد تؤدي الكآبة إلى أن يشعر الإنسان، أن في الموت راحة!!
أيها القارئ الحبيب.. ربما تكون مكتئباً بسبب مشكلة ما، لا تجد لها حلاً، أو رفعت صلوات كثيرة من أجل أمر ما، ولكن الله لم يستجب لك، فدخلت الكآبة إلى نفسك.
* أو ربما تعرضت لكلمات جارحة من الآخرين.
* أو تشعر بالكآبة نتيجة ذكريات مؤلمة تلاحقك..
* أو نتيجة موت شخص كان محبوباً لديك، وشعرت انك فقدته في لحظة.
* أو تعاني من الكآبة نتيجة لإحساسك بالرفض من الآخرين. تشعر إنك عاجز عن التعامل مع من حولك..
* أو تعاني من علاقة محطمة..
* أو فقدت شيئاً عزيزاً على نفسك ؛ ربما تكون سمعتك، كرامتك، صحتك،..
هل سرق إبليس منك أفضل الأشياء، والتي كانت تمثل قيمة غالية بالنسبة لك؟
هل هناك صوت دائماً يهمس في داخلك قائلاً : إنك تتعرض للكآبة كنوع من العقاب الإلهي على أخطائك؟
هل يصور لك ذهنك أنك تعيش بلا هدف، ولا تستحق الحياة، وإنك شخص ميئوس منه؟
ولكن... كيف تواجه الكآبة، وهل لها علاج؟!
إقرأ معي هذه الكلمات التي تحمل علاج الكآبة... "الرب راعيّ فلا يعوزني شئ. في مراعِ خُضر يربضني.. يرد نفسي، يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه. أيضاً إذا سرت في وادي ظل الموت، لا أخاف شراً لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني.. إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي" (مز 23).
"فلا يعوزني شئ" تبدو هذه الكلمات سهلة في منطوقها، لكنها في ذات الوقت تثير هذا السؤال : كيف لا يعوزني شيئاً ؟ وهناك العديد من الاحتياجات لم تسدد؟
هل هذا ما يدور في ذهنك؟!
ربما صليت كثيراً من أجل موضوع ما، وشعرت أن الرب لم يستجب، ولكن كيف والكلمة تعلن : "لا يعوزني شئ"؟!
لكن احذر أن تنظر إلى هذه اللحظة فقط في حياتك، وتنسى يد الله التي ترافقك منذ بداية حياتك، وانظر لعمل الله في السجل العام لحياتك.

ولنا تكمله لهذا الموضوع، بمشيئة الله في العدد القادم.. فإلى اللقاء..

ترجمة البستاني .. سميث.. فان دايك للكتاب المقدس

د. القس / صفاء داود فهمى..

 أهم ترجمة عربية ظهرت في القرن التاسع عشر، وكان لها أبعد الأثر في الحياة المسيحية في الشرق الأوسط، تلك هي الترجمة التي قامت بها الإرسالية الأمريكية ببيروت في تعاون وتنسيق مع جمعية الكتاب المقدس بأمريكا.. وقصة هذه الترجمة، قصة طويلة، تستحق أن تروى بكافة تفصيلاتها. ولكن لضيق المقام نوجز أهم وقائعها فيما يلي :
بدأت قصة هذه الترجمة، وهي التي تُعرف باسم : "البستاني، سميث، فان دايك". عندما قرر مجلس الإرسالية  الإنجيلية في سوريا عام 1844م تشكيل لجنة لدراسة الحاجة إلى ترجمة عربية حديثة للكتاب المقدس.. ورفعت اللجنة تقريرها إلى مجلس الإرسالية، الذي قرر القيام بترجمة عربية حديثة للكتاب المقدس، يكون أساسها النصوص العبرية والآرامية للعهد القديم، واليونانية للعهد الجديد. على أن تكون الترجمة في صياغة عربية حديثة، وبأسلوب يتمشى مع العصر..


وكلف مجلس الإرسالية "إيلي سميث" ليقوم بهذا العمل، فاختار معاونيه وهما : المعلم بطرس البستاني، والشيخ ناصيف اليازجي. وكان كلاهما من المع الأسماء في نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، بل كان لهما دور الريادة في هذا المضمار، قبل أن تظهر أية أسماء أخرى فـــي مخــــتلف بــــــــــلاد الشرق الأوسط.. فكان المعلم "بطرس البستانى" يقوم بإعداد المسودة الأولى للترجمة، ويقوم "سميث" بضبطها، بالمقارنة مع النص في اللغة الأصلية والتأكد من سلامة عباراتها لاهوتياً، وكان الشيخ "ناصيف اليازجي" ينقح أسلوبها. وعندما مات "سميث" عام 1854م، كان سفر التكوين والجزء الأكبر من سفر الخروج، وكذلك الجزء الأكبر من إنجيل متى قد تمت طباعتهم. وكانت مُسّودات بقية العهد الجديد وجزء كبير من العهد القديم مُعدة للترجمة.. ثم أسندت الإرسالية العمل عام 1857م إلى طبيب موهوب هو "كرنيليوس فان دايك" الذي كان عبقرياً في مجالات علمية كثيرة. فسهر علي إنجاز هذه المهمة مع نفس فريق العمل، الذي عمل معه "سميث". مع إضافة رجل أزهري له باع واسع في اللغة العربية هو : "الشيخ يوسف ابن عقل الأمير  الحسيني". وكانت وجهة نظر "فان ديك" إنه يرغب في الاستفادة من شخص يجيد اللغة العربية، دون تأثر بمفردات مسيحية مألوفة، قد لا تكون مفهومة للجميع.


وقد تم الانتهاء من طباعة العهد الجديد عام 1860م، وتمت ترجمة العهد القديم كاملاً عام 1864م، إلا أن الانتهاء من طباعة وتجليد الكتاب المقدس كاملاً كان في عام 1865م. وكانت هذه الطبعة تشمل الشواهد الكتابية مع تشكيل محدود كما تقضي الضرورة. إلا أن "فان دايك" ظل يراجع الترجمة، وداوم علي ذلك حتى وفاته 1895م. وحيث أنه كان عضواً باللجنة التي رأت الحاجة المناسبة إلى هذه الترجمة عام 1844م، فأنه بذلك يكون قد قدم خمسين عاماً من عمره في مجال هذه الترجمة.

   

ومن بعد "فان دايك" جاء "فرانكلين هوسكنز" الذي أهتم بإصدار الطبعة الرابعة من الكتاب المقدس شاملاً الشواهد الكتابية، وحواشي فيها قراءات النص اليوناني للكلمات المختلفة في العهد الجديد، وكذلك ترجمة أخرى لبعض الكلمات التي يمكن أن يكون نصها له أكثر من معنى. وصدرت نسخة منقحة عام 1916م. ولا شك أن "فان دايك" نفسه كان يسعده أن يرى مزيداً من التنقيح علي مر الأعوام كما فعل هو نفسه، مرة تلو الأخرى. ومنذ صدور هذه الترجمة، وحتى الآن، وهي تلاقي رواجاً كبيراً لم تبلغه أي ترجمة عربية أخرى.

البكر فى كلمة الله

الشيخ / لمعي عون
شيخ الكنيسة الخمسينية براغب باشا ـ إسكندرية

البكر هو من له البكورية، لأنه أول القوة (تث 21 : 17) . . لقد شرع الله لكل فاتح رحم من البشر من الذكور، أن يكون بكراً، دون النظر إلي مواهبه أو إمكانياته الشخصية أو قدراته. . الخ. وهذا البكر يتميز بأن يكون له نصيب اثنين من أبيه . . وهذا يذكرنا بمطلب اليشع من إيليا قبيل صعوده (فاليشع كان يعتبر إيليا أباه الروحي، وهو أبنه البكر روحياً) لذلك فمن حقه شرعاً أن يأخذ نصيبه من أبيه، كابن بكر، وهو نصيب اثنين من روح إيليا . . وكان له ما طلبه . . (2مل9:2-12).
والسؤال هو :
* لماذا يكون البكر هو المختص بهذا التمييز؟
تجيب كلمة الله بأن البكر هو أول القوة، وقدرة أبيه وشبابه، وهو ما يشار به روحياً إلي الأبكار . وهم ممن يتصور المسيح فيهم بقدرته وقوته وسلطانه وجلاله ! !
الدروس المستفادة :
1- الأبكار أشخاص متميزون بنصيب مضاعف، وعليهم أيضاً مسئوليات مضاعفة، لأن شرائع الله عادلة . .
2- الأبكار هم من يمثلون أباهم، ويحملون صفاته في إدارة البيت ومسئوليته، لكي تكون إرادة ومشيئة الأب في بيته قائمة، وسلطانه وعمله في بيته بلا توقف، لكن يقوم به البكر كأبيه تماماً.

3- من الناحية الروحية، فالأبكار روحياً هم من يحملون سمات وقدرات وسلطان الرب في بيت الرب، ووسط شعبه ويرى الناس المسيح ويعرفونه من خلال هؤلاء الأبكار المتميزين والمسئولين عن عمل الرب في بيته . .

حقائق إيماننا المسيحى..

اسحق جاد اسحق
أساسيات الإيمان (11)
فريضة العشاء

الرب يسوع هو واضع أساس هذه الفريضة المقدسة. وقد مارسها لأول مرة مع تلاميذه. وكانت المناسبة هي الاحتفال بعيد الفصح اليهودي، وقد احتفل المسيح مع تلاميذه بآخر ممارسة للفصح. وبعدها قام بوضع نظام ممارسة جديدة، لتكون ذكرى للفصح الحقيقي، الذي هو شخصه المبارك. "لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبح لأجلنا" (1كو 5 : 7) وبذلك أبطل الفصح الذي كان رمزاً له، وقدم نفسه كالفصح الحقيقي. وكان النظام الجديد الذي وضعه الرب، ليكون تذكاراً له، هو  "عشاء الرب" الذي يسمي اصطلاحاً : "العشاء الرباني". وهو يتمثل في الخبز،  ويمثل جسده الذي بُذل، ونتاج الكرمة وتمثل دمه الذي سُفك، عندما عُلق على الصليب..


وقد أوصى الرب يسوع تلاميذه، وكل أتباعه عبر كل العصور، أن يمارسوا هذه الذكرى، لتكون حقيقة موت سيدهم عنهم، وعن كل البشر ماثلة أمام أعينهم، بلا انقطاع، فقال لهم : "أصنعوا هذا لذكري".
وهنا نعرض أهم ما هو متعلق بهذه الفريضة، في النقاط التالية :-
1- الخبز والكأس :
يقول الرسول : "فأنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس... الخ" (1كو 11 : 26). لاحظ القول : "هذا الخبز" و "هذه الكأس". هذا يعني أن عنصري هذه الفريضة (الخبز والكأس)، كلاهما يمثلان الجسد الذي بُذل، والدم الذي سُفك. وذلك من أجل فدائنا من موت الخطية. ومع ذلك يظل هذا العنصران، كما هما خبزاًً وخمراًً (الخمر هو عصير العنب). ولكن الذي يتقدم للتناول منهما، وهو في حالة استعداد، يكون له ذلك بركة وبنياناً، أما الذي يتقدم بدون استحقاق، مستهيناً بمائدة الرب، سيأخذ لنفسه دينونة!.. والمطلوب منه، والحالة هكذا، أن يمتحن نفسه في محضر الله أولا ً، وما يُكشف له من عيوب أو عثرات في حياته، عليه أن يطلب عنها غفراناً من الله، ثم بعد ذلك يتقدم إلى مائدة الرب، مع العزم على عدم العودة إلى الوراء مرة أخرى..
2- أهداف ممارسة هذه الفريضة :
* لنتذكر موت المسيح من أجلنا : فعندما نجتمع معاً، كمؤمنين، لكي نمارس هذه الفريضة، فذلك لكي تظل ذكـــرى موت سيدنا ماثلة أمامنا. فنشكره ونمجده، ويكون خضوعنا وولاؤنا بالكامل له، ونعيش الحياة أسرى محبته لنا. ودائما نضع نصب أعيننا ما قاله الرسول في هذا الصدد : "ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رو 5 : 8).
* إعلان حصولنا علي التبرير المجاني على أساس موت المسيح عنا : "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح" (رو3 : 24). فعلى أساس الفداء الذي تم بموت المسيح، حصلنا على التبرير مجاناً وبدون أعمال، سوى الإيمان فقط، وعندما نتقدم إلى عشاء الرب، فنحن نعلن من خلال ذلك، أن هذا هو الثمن الذي دُفع كمقابل لتبريرنا؛ جسد ودم الفادي الكريم، ويتمثلان في الخبز والكأس..
* اتحادنا معاً في المسيح : يقول الرسول بولس: "فأننا نحن الكثيرين خبز واحد، وجسد واحد، لأننا جميعاً نشترك في الخبز الواحد" (1كو 10 : 17)، والكثيرون الذين يذكرهم الرسول هنا، هم أعضاء جسد المسيح، والذي له أعضاء كثيرة متنوعة، ومع ذلك فهم متحدون معاً في أطار وحدة الجسد المبارك.
3- كيفية ممارسة العشاء الرباني :
راعي الكنيسة بالطبع هو المنوط به الصــــلاة علــى المائدة، وتقديمها للمشتركين، وإن لم يوجد راع (قس مرتسم)، فمن الممكن أن يقوم بها شيخ مرتسم، وإن لم يوجد فلا مانع أن تتم ممارسة هذه الفريضة بقيادة شخص ناضج روحياً، وأن يكون هناك ارتياح من جانب الكنيسة تجاهه.. وبعد إتمام ممارسة عشاء الرب، تكون فرصة للتسبيح بكلمات تشيد بعمل الفادي على الصليب من أجل خلاصنا... بعد العشاء يكون التسبيح، وليس إثناء العشاء، حيث نقرأ عن المسيح وتلاميذه، بعد ممارسة هذه الفريضة، هذا القول : "ثم سبحوا وخرجوا إلي جبل الزيتون" (مت26 30).
4- من له حق التقدم إلي مائدة الرب؟
بما أنها مائدة الرب، وليست مائدة البشر، فمن حق أي عضو بالكنيسة، أو حتى من كنيسة أخرى مختلفة في العقيدة، التقدم والتناول، وذلك على مسئوليته الشخصية، حيث يقول الرسول : "ولكن ليمتحن الإنسان نفسه، وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس" (1كو 11 : 28).. فكل إنسان مسئول عن نفسه، وحر في اختياره بأن يتناول أو يمتنع. بشرط أن لا تكون في حياته عيوب ظاهرة يلومها عليها الآخرون. ففي هذه الحالة لا يجب السماح له بالتقدم إلي المائدة..
هناك من يجعلون من عقيدتهم المذهبية إطاراًً لوحدتهم. ولذا لا يقبلون المشاركة في "كسر الخبز" إلا مع من هم داخل إطار هذه الوحدة.. ولكن الكتاب يعلمنا أننا، كمؤمنين، كلنا واحد، رغم وجود خلافات بيننا في بعض الأفكار والمفاهيم.. فلماذا الانفصال أيها الأحباء عن أخوتكم المؤمنين الأعضاء في جسد المسيح الواحد، من الكنائس الأخرى؟!
5- توقيت ممارسة فريضة العشاء الرباني :
هو مساء الأحد، فعندما نطالع ما جاء في سفر أعمال الرسل بشأن هذه الفريضة، نجد أن التلاميذ قد اجتمعوا ليكسروا خبزاً في مساء الأحد. (أع7:20-8). كما أن الرسول بولس يصفها بأنها "عشاء الرب" (كو 11 : 20)،لأن الرب قام بها بعد عشاء الفصح.. وهذا يعني أن تكون ممارستها مساءً، في توقيت العشاء، وليس في الصباح، كما تفعل بعض الكنائس.

أما عن موعد ممارستها، وهل يكون أسبوعياًً، أم على فترات أبعد من ذلك، فما نعرفه من كلمة الله هو أن تكون المائدة في مساء الأحد.. فلتُمارس هذه الفريضة كل أسبوع أو كل شهر. المهم أن تكون في مساء الأحد.. وهذا هو الأمر المطلوب.

طفل لا يعرف الكذب !

يسرى فوزى...
خادم الإنجيل والمرنم

كان طفل في الصف الخامس الابتدائي، وكانت أسرته غنية جداً. وقد أوصاه والداه أن لا يقول لأحد أنهم أغنياء، بل إذا سؤل فعليه أن يقول فقراء للغاية!. وقد طلب المدرس من التلاميذ موضوع إنشاء عن أسرته، فكتب هذا الطفل البرئ في كراسته بأن عائلته فقيرة جداً جداً، فهم فقط لديهم قصر كبير وشاليه علي البحر، وأبوه يركب سيارة أحدث موديل، وأن أمه أيضاً فقيرة جداً، فهي تتحلى بأغلى العطور! وأكمل قائلاً : نحن فقراء لأن عندنا بواب واحد، وطباخ واحد، وسائق واحد، وجنايني واحد ! !
وقرأ المدرس موضوع الإنشاء، وضحك كثيراً على عفوية وبساطة هذا الطفل. وسأله قائلاً : كيف عائلتك فقيرة جداً، وأنتم تمتلكون كل هذا ؟ ! فأجاب الطفل : أمي علمتني أن أقول هذا..

وهكذا نغرس في أولادنا وبناتنا مبدأ خطيراً وهو الالتواء والكذب وعدم قول الحقيقة.. إن أولادنا وبناتنا خامة لينة، وعجينة طرية، تتشكل في الصغر كما نريد.. لذلك كان قول الكتاب المقدس : "رب الولد في طريقه، فمتى شاخ لا يحيد عنه" (أم 22 : 6).


أسرة لا تعرف الله ..

ذهب راعي إحدى الكنائس للزيارات والافتقاد. وبينما هو يتجول للزيارات وقف أمام أحد البيوت، وقرع الباب فخرج طفل صغير، ولكن يبدو عليه الشراسة والعنف. وسأله القسيس : أسمك أيه يا شاطر؟ فرد الطفل بصوت عال : أنت ها تصاحبني؟ وأستكمل قائلاً : عايز تعرف أسمي ليه؟ فرد الراعي : علشان أنا قسيس وبازور الناس ليأتوا إلي الكنيسة.. فرد الطفل : اسمي عفريت! أبويا وأمي بينادوني كده علطول.. ومن الآخر مش ها نحضر الكنيسة. فقال له القسيس : طيب ما تزعلش، بابا اسمه أيه؟ فقال الطفل : أمي بتنادي عليه دايماً وتقول له يا موكوس. أبويا اسمه الموكوس!.. واندهش راعي الكنيسة، فقال : طيب ماما اسمها أيه؟ فأجاب الطفل : أبويا بينادي عليها ويقولها يا وش الفقر.. يا فقرية!
وأنصرف الراعي مندهشاً وحزيناً علي هذا البيت : فالأب موكوس، والأم فقرية، و النتيجة أنجبا ابناً عفريتاً!
إن حال البيوت الكثيرة التي لا تعرف الرب، هي في الضياع، فإبليس أغلق عليهم في الشر والصراعات والمشاكل الأسرية التي لا تنتهي، وجعل من هذه البيوت مرتعاً خصباً للخلافات التي تصل إلى حد الانفصال وتشريد الأسرة..

طبيعة ناسوت

إن "الكلمة الأزلي" اتخذ ناسوتاً حقيقياً، برئياً من جريرة آدم، روحاً ونفساً وجسداً، وذلك بفعل الروح القدس في العذراء مريم. فاتحدت الطبيعتان الإلهية والإنسانية إتحاداً إقنومياً في القول والعمل، بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغير ولا استحالة. فدعي المسيح بحق "ابن الله" و "ابن الإنسان"، "أصل" و "ذرية" داود ! !


ولو كان الناسوت غير مخلوق، كما يزعمون، لما كان المسيح شريكنا "في اللحم والدم" المخلوقين، كما يقول الكتاب. (عب 2 : 14)، بل لكان مثله في ولادته من العذراء، مثل الماء وقد مر بالقناة!

ولكن جسده تكوّن وولد كما يتكون ويولد جسد كل إنسان. إلا أنه تكوين جديد بديع بفعل الإقنوم الثالث (الروح القدس) في بطن البتول، وقد أشار الكتاب إلي ذلك بقوله: "هيأت لي جسداًً" (عب10: 5). (من كتاب الشاهد الأمين في قضية يوم الخمسين ص 69).


من أقوال الراحل القس / بطرس لبيب


ركن المرأة...

الترابط الأسرى وأثره على الكنيسة (6)

نصائح للزوجة

إيفت ينى جبرائيل

عزيزتي الزوجة.. كوني واثقة في نفسك تماماً، لأنك مخلوقة رائعة. فأنت مخلوقة على صورة الله وشبهه. وأنت غالية جداً لأنك مفدية بالدم الكريم، ولا تنسي أبداً أن الله أوجدك معيناً لزوجك، ومساوياً له تماماً، أي نظيره أو مثله.. ولأجل هذا لا تنظري إلى نفسك أبداً نظرة متدنية.. عليك التصدي لأفكار العدو الماكر الذي يريد دائماً التدمير للأسرة، لكي يعطل عمل الله في الكنيسة.. فأليك بعض النصائح المهمة التي تعاونك على التصرف السليم، في علاقتك بزوجك وأسرتك.

* دربي نفسك على الصمت، لأن الزوج لا يحب كثرة الكلام. لذلك حاولي التعبير عن وجهة نظرك باختصار..
* اختاري الوقت المناسب للمناقشة مع زوجك، وابدئي بذكر الإيجابيات أولاً، ثم السلبيات..
* ليكن هدفك الوصول إلى حلول، لأية مشكلات تواجهكما، وليس لإظهار أن شريك حياتك مخطئ. وحتى لو كان مخطئاً، فلا تنسي إنك أيضاً تخطئين. فهذه هي طبيعة البشر.
* كوني صريحة معه في مناقشة عيوبه، ولكن بأسلوب مهذب. وفي نفس الوقت دربي نفسك علي تصحيح أخطائك.
* فيما يتعلق بالقرارات المهمة مثل الدخول في مشروع، أو السفر، يجب أن تقولي رأيك دون خوف، إذا كان ذلك مخالفاً لرأيه، وإذا أصر علي قراره ـ فعليك تسليم الأمر للرب بالصلاة..
* عندما يكون زوجك يبدو عليه الضيق، ولا يريد التحدث، أو الإفصاح عن السبب، اتركيه إلى أن يهدأ. وسوف يتكلم هو من نفسه..
* احرصي دائماً علي قضاء أوقات معاً، خارج المنزل، بدون الأولاد..
* قدمي له الهدايا في المناسبات، واحرصي على الكلمات الرقيقة الرومانسية. وذلك عندما يكون محبطاً أو مرهقاً. فذلك سوف يشجعه كثيراً.
* ناقشي معه المشكلات التي قد توجد في العلاقة الحميمة بينكما، وليكن ذلك بصراحة تامه، وبدون خجل..
* اهتمي جداً بمظهرك، ولا تدعي انشغالك بالعمل والأولاد، يجعلك تهمــــلين  مظهرك، فتكوني غير لائقة، كزوجة وأنثى.
* حاولي تعلم أنواع جديدة من الأطعمة، وغيري من وضع أثاث البيت من وقت لأخر. فذلك يطرد الملل، ويجلب الراحة النفسية.
* الخضوع الذي يطلبه منك الرب هو خضوع حب لزوجك، وليس خوفاً من ضرب أو إيذاء.
حكمة : مناقشة المشكلات أو مواجهتها، أولاً بأول، تحمي الأسرة من الانهيار التدريجي..

مسابقة رسالتي تيموثاوس

إقرأ رسالتي تيموثاوس الأولي والثانية جيداً، حتى يمكنك أن تجيب عن الأسئلة التالية، مع ذكر الشواهد :
1ـ ما هي غاية الوصية، كما ذكرها الرسول بولس؟
2ـ من هما الشخصان اللذان أسلمهما الرسول للشيطان، لكي يؤدبا؟
3ـ ماذا يطلب الرجال عندما يصلون؟
4ـ ما هي الشروط المطلوب توافرها في الأسقف؟
5ـ وما هي الشروط المطلوب توافرها في الشمامسة؟
6ـ ما هي الظواهر التي ستحدث في الأزمنة الأخيرة؟
7ـ ما هي الأشياء التي يطلب الرسول بولس من تيموثاوس أن يعكف عليها؟
8ـ ما هي المعاملة التي يطلب الرسول من تلميذه تيموثاوس أن يعامل بها كلاً من : الشيوخ، والأحداث، والعجائز، والحدثات؟
9ـ لماذا طلب الرسول من تيموثاوس أن يستعمل خمراً قليلاً؟
10ـ ما هو الوصف الذي يصف به الرسول التقوى مع القناعة؟
11ـ ما هي الوصية الموجهة إلي الأغنياء في الدهر الحاضر؟
12ـ ماذا يحدث مع الرسول بولس عندما يذكر دموع تلميذه تيموثاوس؟
13ـ لماذا يدعو الرسول بولس تلميذه تيموثاوس إلي الإشتراك في احتمال المشقات؟
14ـ من هما الساحران اللذان قاوما موسى، وهو أمام فرعون يصنع العجائب؟
15ـ ماذا قال الرسول، وهو يصف مجئ وقت انحلاله (أي موته شهيداًً)؟

*          *         *        *        *

حل مسابقة رسالة تسالونيكي

الاجابات مرتبة بحسب ترتيب الأسئلة
1- وصلت رسالة الإنجيل إلي أهل تسالونيكي، لا بالكلام فقط، بل بالقوة والروح القدس. (1تس5:1).
2- يصف الرسول بولس اليهود بأنهم صلبوا الرب يسوع، وقتلوا أنبياءهم، واضطهدوا أتباع المسيح. (1تس2 : 15).
3- كانت بشارة تيموثاوس التي حملها إلي الرسول بولس عن مؤمني تسالونيكي هي عن إيمانهم ومحبتهم والذكر الحسن لبولس، والاشتياق لرؤيته. (1تس3 : 6).
4- إرادة الله من جهة المؤمنين، قداستهم، وتتمثل في الامتناع عن الزنا، وحفظ الجسد طاهراً. (1تس 4 : 3).
5- سيأتي الرب مصحوباً بهتاف وصوت رئيس ملائكة وبوق الله. (1تس 4 : 16).
6- سيأتي الرب في توقيت غير معلوم، إذ سيكون مجيئه كمجئ لص في الليل. (1تس 5 : 2).
7- مطلوب من المؤمنين، تجاه روح الله الساكن فيهم هو : "أن لا يطفئوا الروح" (1تس 5 : 18).
8- النص الذي يشير إلي كون الإنسان مكون من روح ونفس وجسد هو : "... ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة". (1تس5 : 23).
9- العقاب الإلهي للذين يضايقون المؤمنين، هو أن الله سوف يجازيهم بالضيق. (1تس 1 : 6).
10- العلامات على اقتراب موعد مجئ المسيح، هي ظهور إنسان الخطية، الذي سيجلس في هيكل الله مظهراً نفسه كاله. (2تس2 : 3).
11- سوف يبيد الرب إنسان الخطية بنفخة فمه، ويبطله بظهور مجيئه. (2تس2 : 8).
14- من لا يقبلون محبة الحق ليخلصوا، سيرسل الله إليهم عمل الضلال، حتى يصدقوا الكذب. (2تس10:2-11).
15- مطلوب من المؤمنين أن يتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب. (2تس3 : 6).
16- الوصية هي : "إنه إن كان أحد لا يريد أن يشتغل، فلا يأكل أيضاً". (2تس 3 : 10).
*          *         *         *
أسماء الفائزين في مسابقة رسالتي تسالونيكي :

عاطف أيمن رزق - مريم هاني رزق - سارة كريم فام - رشا خميس يوسف..

رأى فى قضية الطلاق والزواج ثانية

بالنسبة لما يدور من جدل واسع حول قضية الطلاق، والمشكلات الناجمة عن عدم التصريح للمطلق بالزواج ثانية، فعلينا أن نجمع بين ما قاله الرب يسوع، وهو الوارد في (مت 5 : 32 & 19 : 9) وبين ما جاء في كلام الرسول بولس في الأصحاح السابع من رسالة كورنثوس الأولى... يقول المسيح : "إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزني، ومن يتزوج مطلقة فأنه يزني"، وأيضاً.. "إن من طلق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني، والذي يتزوج بمطلقة يزني".. أما الرسول بولس فيضيف إلى ما قاله المسيح، أو يشرحه، هذا القول : ".. إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة، وهي ترتضي أن تسكن معه، فلا يتركها. والمرأة التي لها رجل غير مؤمن، وهو يرتضي أن يسكن معها، فلا تتركه" (1كو12:7-13).
فالمسيح ينهانا عن الطلاق إلا بسبب علة الزنا، وإلا يعتبر المطلق زانياً، في حالة طلاق امرأته والزواج بأخرى.. والرسول يقول بعدم الإنفصال بين الزوجين، حتى ولو كان أحدهما غير مؤمن، ثم يضيف : "ولكن إن فارق غير المؤمن فليفارق" فلو الطرف غير المؤمن طلب الإنفصال، وتم له ما أراد، أي حدث الطلاق بأي شكل من الأشكال، فلا ذنب للطرف المؤمن في ذلك. فالشريك المؤمن مطلوب منه أن لا يبادر بطلب الإنفصال عن الشريك الآخر، حتى ولو كان غير مؤمن، ولا ينبغي أن يتم الطلاق لأي سبب من الأسباب، إلا في حالة واحدة، وهي علة الزنا.. أما في حالة فراق أو (طلاق) غير المؤمن. فلا ذنب للمؤمن كما ذكرنا، ومن حقه، في هذه الحالة أن يتزوج  ثانية.. أما الطرف الذي يفارق (أي يحصل على حكم الطلاق) بدون حدوث زنا من شريك الحياة، فلا يجوز له الزواج، وإذا تم زواجه (بطريقة غير شرعية طبعاً)، تكون علاقته بشريك حياته ليست زواجاً شرعياً مقدساً، بل زنا. وذلك بحسب قول المسيح : "إن من طلق امرأته وتزوج بأخرى يزني".

وأختم هنا بما جاء في تفسير رسالة كورنثوس الأولى (ص12:7) للقمص انطونيوس فكري فيقول في هذا الصدد : أما إذا شاء غير المؤمن أن يفارق ليرتبط بطرف آخر، فينطبق عليه وضع الزاني، ويُسمح للطرف المؤمن بـ الزواج ثانية، على أن يتزوج من مؤمن في هذه الحالة، كما قال في آية 39 "لكي تتزوج بمن تريد في الرب فقط" (موقع الأنبا تكلا هيمانوت).

كيف نواجه المشتكي؟

إبليس (ومعني اسمه المشتكي)، لا يكف عن شكواه ضدنا. نهاراً وليلاً (رؤ 12 : 10).. ويتعين علينا مواجهته والتصدي له بكل قوة وحزم.

ويتمثل ذلك في أمرين هما كما يلي :-
الأمر الأول : عدم طاعة هذا العدو في أي أمر، حتى ولو كان صغيراً. فلو إننا أطعناه، ونفذنا إرادته، فسوف يتقدم بشكواه ضدنا، عارضاً أمام الله ما أسقطنا  فيه من أخطاء أو خطايا، ويطلب لنا الدخول في تجارب وضيقات متنوعة.. والرب يسمح بأن نُجرب لأنه يريد أن يؤدبنا كأبناء له. ومطلوب منا تجاه إبليس هو :-
1- أن يكون لدينا وعي روحي، فلا نجهل أفكاره، حتى لا يستطيع خداعنا بمكره.
2- أن يكون لدينا سلاح الله الكامل للمقاومة والغلبة، فنتصدى له بقوة ولا نستسلم لإرادته..
الأمر الثاني : أيضاً مطلوب منا أن لا نترك الساحة خالية أمام المشتكي لكي يقدم شكواه ضدنا، بل الأمر يحتاج منا الصلاة المستمرة قائلين للرب : "ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير" (مت 6 : 13).. نحن أمام عدو لا يكف عن الشكوى ضدنا، ولذا مطلوب منا أن نرفع صلواتنا للرب، طالبين عدم تسليمنا ليد هذا المجرب. وقد أوصانا سيدنا بذلك قائلاً : "اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" (مت 26 : 13). ففي صلواتنا نحن نلوذ بالرب، طالبين منه عدم قبول شكوى الشيطان ضدنا، وإبطال مؤامراته.

أما إذا قُبلت شكاوى العدو ضدنا، وسمح الرب لنا بالدخول في الآلام فذلك يكون لخيرنا لأن الآب المحب لا يعمل إلا ما هو لخير أولاده، فقد نكون محتاجين إلى تأديب، ربما عن سقطات حدثت في الماضي، إن لم تكن قد حدثت في الحاضر، ولابد أن نؤدب عليها، وهذا التأديب يكون لأجل المنفعة، لكي ننمو في قداسته (عب 12 : 10). وقد تكون تجربة يسمح بها الرب، من أجل اكتساب فضيلة الصبر، التي بها نصل إلى الكمال (يع 1: 3، 4). وسوف يخرجنا الرب من التجربة بسلام، ونكون في حال أفضل مما كنا عليه قبل الدخول في التجربة..وفي كل الأحوال علينا أن لا نكف عن الصلاة، وأن لا نعطي إبليس مكاناً في حياتنا..