اخر المقالات

مجلة المنبر الخمسينى ترحب بك وتتمنى وقت ممتع فى دارسة كلمة الرب يسوع وكل عام وانتم بخير عام 2020 مليان باحسانات الرب عليك والخير والسلام على حياتك +أخبار المجمع+ +حفل افتتاح كنيسة خمسينية بالمنيا في مساء الأحد 29/ 10 / 2017، وبمشيئة الرب الصالحة، احتفل المجمع الخمسيني بمصر بافتتاح الكنيسة الخمسينية بالمنيا، للعبادة والصلاة، +أخبار المجمع+ وكان ذلك بحضور رئيس المجمع، القس عاطف فؤاد، ونائب رئيس المجمع القس إبراهيم حنا، وسكرتير المجمع القس ميلاد يوسف، والقس برنس لطيف من اللجنة التنفيذية، إلى جانب القس نبيل سعيد، راعي الكنيسة. وكان قد مضى على إغلاق هذه الكنيسة حوالي 22 عاماً.. +أخبار المجمع+ وقد تفضل مشكوراً بحضور حفل الإفتتاح: كل من: العميد أشرف جمال، عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا، وفضيلة الشيخ محمود جمعة، أمين بيت العائلة بالمنيا، والأب بولس نصيف، من قيادات بيت العائلة، والعمدة عادل أبو العلا، نيابة عن أخيه اللواء شادي أبو العلا عضو مجلس النواب عن دائرة المنيا. والقس خليل إبراهيم، نائب رئيس مجمع النعمة.. +أخبار المجمع+ وقد ألقى العظة في هذا الحفل القس عاطف فؤاد، وهي من ( مزمور 132: 14) والآية التي تقول: «هذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ. ههُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي اشْتَهَيْتُهَا». فتحدث عن السكنى الإلهية والبركات المترتبة عليها في أربع نقاط، وردت في المزمور، وهي: 1- طعامها أبارك بركة. 2- مساكينها أشبع خبزاً. 3- كهنتها ألبس عزاً. 4- أتقياؤها يهتفون هتافاً.

أرشيف المجلة

مسابقة رسالتي تيموثاوس

إقرأ رسالتي تيموثاوس الأولي والثانية جيداً، حتى يمكنك أن تجيب عن الأسئلة التالية، مع ذكر الشواهد :
1ـ ما هي غاية الوصية، كما ذكرها الرسول بولس؟
2ـ من هما الشخصان اللذان أسلمهما الرسول للشيطان، لكي يؤدبا؟
3ـ ماذا يطلب الرجال عندما يصلون؟
4ـ ما هي الشروط المطلوب توافرها في الأسقف؟
5ـ وما هي الشروط المطلوب توافرها في الشمامسة؟
6ـ ما هي الظواهر التي ستحدث في الأزمنة الأخيرة؟
7ـ ما هي الأشياء التي يطلب الرسول بولس من تيموثاوس أن يعكف عليها؟
8ـ ما هي المعاملة التي يطلب الرسول من تلميذه تيموثاوس أن يعامل بها كلاً من : الشيوخ، والأحداث، والعجائز، والحدثات؟
9ـ لماذا طلب الرسول من تيموثاوس أن يستعمل خمراً قليلاً؟
10ـ ما هو الوصف الذي يصف به الرسول التقوى مع القناعة؟
11ـ ما هي الوصية الموجهة إلي الأغنياء في الدهر الحاضر؟
12ـ ماذا يحدث مع الرسول بولس عندما يذكر دموع تلميذه تيموثاوس؟
13ـ لماذا يدعو الرسول بولس تلميذه تيموثاوس إلي الإشتراك في احتمال المشقات؟
14ـ من هما الساحران اللذان قاوما موسى، وهو أمام فرعون يصنع العجائب؟
15ـ ماذا قال الرسول، وهو يصف مجئ وقت انحلاله (أي موته شهيداًً)؟

*          *         *        *        *

حل مسابقة رسالة تسالونيكي

الاجابات مرتبة بحسب ترتيب الأسئلة
1- وصلت رسالة الإنجيل إلي أهل تسالونيكي، لا بالكلام فقط، بل بالقوة والروح القدس. (1تس5:1).
2- يصف الرسول بولس اليهود بأنهم صلبوا الرب يسوع، وقتلوا أنبياءهم، واضطهدوا أتباع المسيح. (1تس2 : 15).
3- كانت بشارة تيموثاوس التي حملها إلي الرسول بولس عن مؤمني تسالونيكي هي عن إيمانهم ومحبتهم والذكر الحسن لبولس، والاشتياق لرؤيته. (1تس3 : 6).
4- إرادة الله من جهة المؤمنين، قداستهم، وتتمثل في الامتناع عن الزنا، وحفظ الجسد طاهراً. (1تس 4 : 3).
5- سيأتي الرب مصحوباً بهتاف وصوت رئيس ملائكة وبوق الله. (1تس 4 : 16).
6- سيأتي الرب في توقيت غير معلوم، إذ سيكون مجيئه كمجئ لص في الليل. (1تس 5 : 2).
7- مطلوب من المؤمنين، تجاه روح الله الساكن فيهم هو : "أن لا يطفئوا الروح" (1تس 5 : 18).
8- النص الذي يشير إلي كون الإنسان مكون من روح ونفس وجسد هو : "... ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة". (1تس5 : 23).
9- العقاب الإلهي للذين يضايقون المؤمنين، هو أن الله سوف يجازيهم بالضيق. (1تس 1 : 6).
10- العلامات على اقتراب موعد مجئ المسيح، هي ظهور إنسان الخطية، الذي سيجلس في هيكل الله مظهراً نفسه كاله. (2تس2 : 3).
11- سوف يبيد الرب إنسان الخطية بنفخة فمه، ويبطله بظهور مجيئه. (2تس2 : 8).
14- من لا يقبلون محبة الحق ليخلصوا، سيرسل الله إليهم عمل الضلال، حتى يصدقوا الكذب. (2تس10:2-11).
15- مطلوب من المؤمنين أن يتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب. (2تس3 : 6).
16- الوصية هي : "إنه إن كان أحد لا يريد أن يشتغل، فلا يأكل أيضاً". (2تس 3 : 10).
*          *         *         *
أسماء الفائزين في مسابقة رسالتي تسالونيكي :

عاطف أيمن رزق - مريم هاني رزق - سارة كريم فام - رشا خميس يوسف..

رأى فى قضية الطلاق والزواج ثانية

بالنسبة لما يدور من جدل واسع حول قضية الطلاق، والمشكلات الناجمة عن عدم التصريح للمطلق بالزواج ثانية، فعلينا أن نجمع بين ما قاله الرب يسوع، وهو الوارد في (مت 5 : 32 & 19 : 9) وبين ما جاء في كلام الرسول بولس في الأصحاح السابع من رسالة كورنثوس الأولى... يقول المسيح : "إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزني، ومن يتزوج مطلقة فأنه يزني"، وأيضاً.. "إن من طلق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني، والذي يتزوج بمطلقة يزني".. أما الرسول بولس فيضيف إلى ما قاله المسيح، أو يشرحه، هذا القول : ".. إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة، وهي ترتضي أن تسكن معه، فلا يتركها. والمرأة التي لها رجل غير مؤمن، وهو يرتضي أن يسكن معها، فلا تتركه" (1كو12:7-13).
فالمسيح ينهانا عن الطلاق إلا بسبب علة الزنا، وإلا يعتبر المطلق زانياً، في حالة طلاق امرأته والزواج بأخرى.. والرسول يقول بعدم الإنفصال بين الزوجين، حتى ولو كان أحدهما غير مؤمن، ثم يضيف : "ولكن إن فارق غير المؤمن فليفارق" فلو الطرف غير المؤمن طلب الإنفصال، وتم له ما أراد، أي حدث الطلاق بأي شكل من الأشكال، فلا ذنب للطرف المؤمن في ذلك. فالشريك المؤمن مطلوب منه أن لا يبادر بطلب الإنفصال عن الشريك الآخر، حتى ولو كان غير مؤمن، ولا ينبغي أن يتم الطلاق لأي سبب من الأسباب، إلا في حالة واحدة، وهي علة الزنا.. أما في حالة فراق أو (طلاق) غير المؤمن. فلا ذنب للمؤمن كما ذكرنا، ومن حقه، في هذه الحالة أن يتزوج  ثانية.. أما الطرف الذي يفارق (أي يحصل على حكم الطلاق) بدون حدوث زنا من شريك الحياة، فلا يجوز له الزواج، وإذا تم زواجه (بطريقة غير شرعية طبعاً)، تكون علاقته بشريك حياته ليست زواجاً شرعياً مقدساً، بل زنا. وذلك بحسب قول المسيح : "إن من طلق امرأته وتزوج بأخرى يزني".

وأختم هنا بما جاء في تفسير رسالة كورنثوس الأولى (ص12:7) للقمص انطونيوس فكري فيقول في هذا الصدد : أما إذا شاء غير المؤمن أن يفارق ليرتبط بطرف آخر، فينطبق عليه وضع الزاني، ويُسمح للطرف المؤمن بـ الزواج ثانية، على أن يتزوج من مؤمن في هذه الحالة، كما قال في آية 39 "لكي تتزوج بمن تريد في الرب فقط" (موقع الأنبا تكلا هيمانوت).

كيف نواجه المشتكي؟

إبليس (ومعني اسمه المشتكي)، لا يكف عن شكواه ضدنا. نهاراً وليلاً (رؤ 12 : 10).. ويتعين علينا مواجهته والتصدي له بكل قوة وحزم.

ويتمثل ذلك في أمرين هما كما يلي :-
الأمر الأول : عدم طاعة هذا العدو في أي أمر، حتى ولو كان صغيراً. فلو إننا أطعناه، ونفذنا إرادته، فسوف يتقدم بشكواه ضدنا، عارضاً أمام الله ما أسقطنا  فيه من أخطاء أو خطايا، ويطلب لنا الدخول في تجارب وضيقات متنوعة.. والرب يسمح بأن نُجرب لأنه يريد أن يؤدبنا كأبناء له. ومطلوب منا تجاه إبليس هو :-
1- أن يكون لدينا وعي روحي، فلا نجهل أفكاره، حتى لا يستطيع خداعنا بمكره.
2- أن يكون لدينا سلاح الله الكامل للمقاومة والغلبة، فنتصدى له بقوة ولا نستسلم لإرادته..
الأمر الثاني : أيضاً مطلوب منا أن لا نترك الساحة خالية أمام المشتكي لكي يقدم شكواه ضدنا، بل الأمر يحتاج منا الصلاة المستمرة قائلين للرب : "ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير" (مت 6 : 13).. نحن أمام عدو لا يكف عن الشكوى ضدنا، ولذا مطلوب منا أن نرفع صلواتنا للرب، طالبين عدم تسليمنا ليد هذا المجرب. وقد أوصانا سيدنا بذلك قائلاً : "اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" (مت 26 : 13). ففي صلواتنا نحن نلوذ بالرب، طالبين منه عدم قبول شكوى الشيطان ضدنا، وإبطال مؤامراته.

أما إذا قُبلت شكاوى العدو ضدنا، وسمح الرب لنا بالدخول في الآلام فذلك يكون لخيرنا لأن الآب المحب لا يعمل إلا ما هو لخير أولاده، فقد نكون محتاجين إلى تأديب، ربما عن سقطات حدثت في الماضي، إن لم تكن قد حدثت في الحاضر، ولابد أن نؤدب عليها، وهذا التأديب يكون لأجل المنفعة، لكي ننمو في قداسته (عب 12 : 10). وقد تكون تجربة يسمح بها الرب، من أجل اكتساب فضيلة الصبر، التي بها نصل إلى الكمال (يع 1: 3، 4). وسوف يخرجنا الرب من التجربة بسلام، ونكون في حال أفضل مما كنا عليه قبل الدخول في التجربة..وفي كل الأحوال علينا أن لا نكف عن الصلاة، وأن لا نعطي إبليس مكاناً في حياتنا..

الاحتفال بتخريج دفعة جديدة

الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من تلاميذ الفصول
التابعة لبرنامج  "خد بإيدي"
بتاريخ 5 / 6 / 2014م ، وبالكنيسة الرسولية ببني مزار ، أقيم حفل تخرج لدفعة جديدة من تلاميذ فصول المرحلة الابتدائية ، الذين تلقوا دروس تقوية في عدة مواد . . ، وقد أقيم الحفل تحت رعاية مسئولي برنامج "خد بايدي" الذي تقوم به الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة . وهذا البرنامج يتفرع من (البرنامج المشترك لإعداد الخدام بالمنيا) ويقدم خدمات شاملة في عدة مجالات روحية وتعليمية ، ويقوم بالإشراف عليه القس / ماجد سعد . . وقد حضر الحفل كل من : الشيخ/ عادل شفيق مدير برنامج "خد بإيدي" والأخ/ يوسف حنا ، والأخ/ مدحت اسحق مسئولان عن البرنامج بشمال المنيا ، والأخ/ أمير يوسف مشرف منطقة مغاغة  ، والأخ/ صموئيل عيد عطية ، مشرف منطقتي بني مزار ومغاغة ـ شرق النيل ، والأخ/ مايكل حليم ، مشرف منطقتي بني مزار ومطاي .
والفصول التي تم تكريمها في الحفل ، علي أساس تفوق تلاميذها ، هي فصول الكنائس التالية : الكنيسة الإنجيلية بشمس الدين - العدوة ، والكنيسة الإنجيلية بشارونة - مغاغة ، وكنيسة النعمة بقرية أبوان - مطاي.. وتم توزيع الجوائز علي التلاميذ الفائزين وشهادت تقدير، إلى جانب "تيشرت" لكل تلميذ وتلميذة . .

ويقدم برنامج "خد بإيدي" خدماته من خلال فصول التقوية ، التي تقام في الكنائس ويبلغ عددها حوالي 80 فصلاً علي مستوى محافظة المنيا، وبكل فصل 30 تلميذاً وتلميذة. ويتم اختيار مدرسين أكفاء لإعطاء دروس التقوية ، ويتم مكافأتهم مادياً ، ويتم تزويدهم بما يلزمهم من مواد تثقيفية  وإرشادية ، إلى جانب عمل تدريبات لهم، من أجل قيامهم بمهاهم على الوجه الأكمل..

رؤيا تؤكد حقيقة الباكورة

حدثني أحد الأحباء فقال :  مرت عليّ لحظات غبت فيها عن الوعي ، وأثناء ذلك رأيت أن يوم الاختطاف قد جاء، ورأيت أن بعض المؤمنين الذين أعرف أنهم أتقياء بحق، قد اخُتطفوا !. ونظرت إلى نفسي بحزن لأنه لم يتم اختطافي.. فجأة رأيت أمامي الرب يسوع ، فسجدت عند قدميه، وقلت له معاتباً: لماذا لم تأخذني مع من أخذتهم إلي السماء؟ فقال لي: سيأتي دورك وستؤخذ، ولكن عليك أن تجتاز فترة الضيقة أولا لكي تنضج! بعد ذلك أدركت صدق الكلام عن الباكورة، وكيف أن الغالبين سيتم اختطافهم أولاً!

إجتماعيات


تهانينا :

* أخلص التهاني القلبية للابن/ أندرو يعقوب جاد بمناسبة حصوله على بكالوريوس الهندسةً، من كلية الهندسة – جامعة المنيا، بتقدير "جيد جدا"ً.. إلى الأمام يا باشمهندس, والرب معك..
* أخلص التهاني القلبية للابن/ رائف عاطف عيد, بمناسبة حصوله على بكالوريوس التجارة من كلية التجارة - جامعة القاهرة ، بتقدير عام جيد . تمنياتنا لك بان يوفقك الله في مستقبلك، وتكون مباركاً.
* تهانينا القلبية لابننا الطالب/ ماركو شحاتة صدقي ، بمناسبة نجاحه في الثانوية العامة راجين له من الرب إن يرتب له باقي خطوات إكمال تعليمه وان يرافقه بالنجاح دائماً..
* تهانينا للسيد/صفاء عيد عطية بمناسبة نجاح نجليه : جون صفاء ، والذي نجح بتفوق في المرحلة الإعدادية وحصل على المركز الأول، ومنى صفاء وقد نجحت في الثانوية العامة .ألف مبروك للناجحين، ويكملا تعليمهما بالنجاح والتفوق بمشيئة الله ..
* تهانينا للطالب/ مارك نادي خلف، بمناسبة نجاحه في الثانوية العامة، راجين له دوام النجاح.
* تهانينا للطالب/عطية داود فوزي ، بمناسبة نجاحه في الثانوية العامة... ألف مبروك يا عطية .
*     *     *     *     *
تعازينا :
* خادم الرب الأخ منسى اسحق ، ببني مزار ، يطلب تعزيات السماء لأسرة الشيخ جورج فارس حبيب ، الذي كان شيخاً بالكنيسة الخمسينية ببرطباط . ـ مغاغة. وقد رحل بتاريخ 17 / 12 / 2013
* تعازينا لجناب القس / ممدوح اسحق ، راعي الكنيسة الخمسينية بقرية أولاد محمد ، أسيوط ، لأنتقال كل من : الأستاذ جابر صالح قلدس (زوج خالته) وانتقال الأستاذ جبرائيل صالح قلدس  (زوج أخته).
*     *     *     *     *
أخبار المجمع :

* سافر القس/ عزيز مرجان ، رئيس المجمع الخمسيني بمصر، وبصحبته الشيخ/ شوقي نصحي أمين صندوق المجمع ، إلى الولايات المتحدة الأمريكية لحضور مؤتمر خاص بالكنائس الخمسينية ، عُقد بأمريكا. وكان ذلك بتاريخ 25/7 / 2014 . والمؤتمر يستغرق أسبوعا..ً

تأمل..

الطريق الأمثل لدراسة وفهم كلمة الله
المحرر

         يحتوى الكتاب المقدس على تكامل عجيب ، حيث أن الكثير من الحقائق التى وردت فيه نجدها موزعة في عدة نصوص منه . وعندما نجمع كلاً منها معاً فى إطار واحد نجدها تكمل بعضها بعضاً . وهذا يجعلنا ، ونحن نبحث عن حقيقة ما ، أن لا نكتفي بمطالعة نص واحد وردت فيه ، بل لا بد من جمع ما ورد بشأنها فى باقي الأسفار أو الأماكن ، من أجل الوصول الى المفهوم الصحيح حول الحقيقة التي نريد الوصول اليها .. وهنا أذكر على سبيل المثال بعضاً من الحقائق التي وردت فى أكثر من نص في الوحى المقدس ، وكيف انه عندما نجمعها معاً ، تكتمل الصورة الصحيحة عنها :

   1- فى ( تك 18 : 12 ) نقرأ عن سارة بأنها عندما سمعت إعلان الرب عن إعطائها نسلاً ، ضحكت قائلة " أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت ؟! " مما يعنى عدم تصديقها . ولكن عند ذكر سارة في سحابة الشهود يقول عنها الوحى : " بالايمان سارة نفسها أيضاً أخذت قدرة على إنشاء نسل ، وبعد وقت السن ولدت ، اذ حسبت الذي وعد صادقاً " ( عب 11 : 11 ) . ومن هنا ندرك أنها آمنت بالوعد الإلهى بعد أن كانت متشككة ، وأن إيمانها هو الذى أعطى لجهازها التناسلي ، الذى كان في حالة موت ، أن يستعيد حيويته وقدرته ويتهيأ للقيام بمهام الحمل والولادة !
    2- وفى ( تك 22 : 10 ) نقرأ عن إبراهيم عندما عزم على تقديم اسحق ابنه على المذبح ، اطاعة لأمر الرب ، ففى هذا الموقف لا نتبين حقيقة شعور ابراهيم ، ولــــكن عـــندما   نقرأ عنه فى سحابة الشهود  يتضح لنا أنه كان ينوي ذبح ابنه بالفعل ، وبدون تردد ! لأنه كان على يقين بأن الله قادر على أن يقيمه من الموت ! ( عب 11 : 17 ـ 19 ) . وبذلك يتضح لنا عمق وقوة وروعة إيمان ابراهيم !
   3- وفي ( 2 صم 24 : 1 ) يقول الكتاب : " وعاد فحمي غضب الرب على إسرائيل ، فأهاج عليهم داود قائلاً :" امض وأحص إسرائيل ويهوذا " . ولكن فى ( 1 أخ 21 : 1 ) يقول :" ووقف الشيطان ضد إسرائيل ، وأغوى داود ليحصي إسرائيل " . وعندما نجمع النصين معاً ، نخرج بنتيجة مفادها أن الشيطان أوعز لداود بفكرة إحصاء الشعب ، والرب سمح له بذلك ، وداود نفذ الخطة . وهذا يعني أن الشيطان يخطط للشر ، ولكن لا يستطيع الوصول إلى مبتغاه الشرير بدون السماح الإلهي له ..
      4- وفى الموعظة على الجبل ( مت 7 : 7 ) يقول رب المجد " اسألوا تُعطوا . اطلبوا تجدوا . اقرعوا يُفتح لكم " . ولكن فى أماكن أخرى نجد أقوالاً عن الصلاة والطلبات المستجابة بأن لها شروطاً لابد من إتباعها.وهـــى إضافة لابـــــــد منــــــــــــها لإكمال الصورة الصحيحة عن الصلاة التى يستجيبها الله ، كالقول بضرورة اللجاجة فى الصلاة ( لو 18 : 8 ) وأن تكون الطلبات بايمان . ( مت 21 : 21 ، 22 ) . وأن تقدم إلى الآب باسم الابن ( المسيح ) . ( يو 14 : 13 ، 14 ) . وان تكون الطلبات بحسب مشيئة الله .(يو5:14) . وان تكون الصلاة خالية من المعوقات.(1بط 3 : 7)
     5- وفى ( يو 14 : 28 ) يقول الرب يسوع:   " لأن أبى أعظم منى " فاذا نزعنا هذه الآية من سياقها سيتكون لدينا مفهوم غير صحيح هو أن الابن أقل من الآب . وهذه الآية هى التي استند عليها آريوس ، بعد أن أغفل ذكر ما جاء قبلها ، فأنكر لاهوت المسيح . ولكن عندما نربطها بما قبلها ندرك جيداً ماذا يعني المسيح بقوله هذا ، فهو يقول لتلاميذه :" لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون ، لأنى قلت أمضي إلى الآب ، لأن أبي أعظم مني " بمعنى أن ذهابه إلى الآب هو عودة إلى ما كان عليه قبل التجسد ، لأنه بتجسده قد أخلى نفسه ، أخذاً صورة عبد ، صائراً فى شبه الناس .(فى2 : 7) وأيضاً قيل عنه انه صار فى وضع أقل من الملائكة .(عب 2 :9) . ولذلك يدعو تلاميذه ان يفرحوا لعودته إلى الآب ، حيـــــــث تنــــــتهي فتــــــــــــــــــرة إتضاعه وتجسده، وبعد مرحلة إتضاعه يقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــول عـــــــنـــــــه الـــــــــــــوحي: " ولكن الذى وُضع قليلاً عن الملائكة : يسوع، نراه مكللاً بالمجد والكرامة " (عب2: 9)
   6-  وعندما نقرأ ما جاء فى كلام يوحنا المعمدان عن المسيح ، الذى سوف يعمد أتباعه بالروح القدس ونار.(مت 3: 11 ) فحتى نفهم المقصود بكلمة " نار " علينا أن نذهب الى ما جاء فى ( أع 2 : 3 ) لنعرف أن النار التى ذكرها المعمدان هي في قول الكتاب " وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار، واستقرت على كل واحد منهم " فالمقصود هنا هو معمودية الروح القدس ذات الخواص النارية. ويؤكد هذه الحقيقة أيضاً ما جاء فى قول الرائى :" وأمام العرش سبعة مصابيح متقدة ، هي سبعة أرواح الله " ( رؤ 4 : 5 )
     هذه بعض الأمثلة ، التى منها يتضح لنا ضرورة عدم الإكتفاء بآية واحدة أو نص واحد فى دراسة أى موضوع ، لأن ذلك يعني أن تكون الحقائق مبتورة ناقصة ، ولذا اضع أمامك هنا،   عزيزي القاريء ، بعض النقاط السريعة التالية ، فهي تعاونك فى هذا الشأن :
     * استعن بالكتاب المقدس المشوهد ، لأن فيه إشارات إلى الأماكن المختلفة التى فيها أقوال متعلقة بالموضوع الذى تريد الإلمام به كاملاً ..
    * ممكن الإستعانة بـ " كتاب الحياة " ، لأن به إيضاحات للعبارات والكلمات التي يصعب فهمها فى الترجمة البيروتية ..
  * ممكن قراءة بعض المراجع ، وخاصة التي تتبع مبدأ الحياد والنزاهة ، ولا تنحاز لعقيدة معينة. ..   

  

الإعالة الإلهية للكنيسة في البرِّية

القس /عزيز مرجان 
رئيس المجمع الخمسيني بمصر

"والمرأة هربت إلى البرية ، حيث لها موضع معد من الله ، لكى يعولوها هناك ألفاً ومئتين وستين  يوماً " ( رؤ 12 : 6 ) .

قد يستغرب البعض عندما يرى المرأة ( التى هي الكنيسة ) ستحضر الضيقة . وقد يظهر هنا سؤال لابد أن نرد عليه وهو : كيف تكون المرأة ، التى ولدت ابناً ذكراً وصف بهذه الصــــــــــفات العظيمة ، يُخطف هو وتبقى هي تحضر الضيقة ؟ إن الكنيسة تلد أشخاصاً قد يكون بينهم مفارقات، فمنهم القوي كالأبن الذكر ، ومنهم الأقل قوة . فمن كان على مستوى الابن الذكر، فســـــــينال مكافأة الابن الذكر ، ومن كان دون ذلك فسوف يجتاز الضيقة ولكن ليس كهؤلاء الذين ســــــــــــــــــوف تنصب عليهم جامات غضب الله من السماء، بل سيكونون فى حماية الله، الذي سوف يقوم بنفسه بحمايتهم ..

    فالغالبون هم الساهرون كما جاء فى(لو21: 36) " إسهروا وتضرعوا فى كل حين ، لكي تُحسبوا أهلاً للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون وتقفوا قدام ابن الانسان " ويؤكد الرب قبل  ذلك فى عدد (23) كلامه عن الضيقة العظيمة فيقول :" انه سيكون ضيق عظيم على الأرض " .. ولا ننسى أن هذه الضيقة هى ضيقة يعقوب ، كما جاء فى ( إر 30 : 7 ) . إلا أننا نجد أن الكنيسة تشارك فى هذه الضيقة ، من المؤمنين الذين لم يكونوا على مستوى الابن الذكر ، لكى تصل إلى نفس المستوى إثناء الضيقة . ولكي نتأكد من أن هذه المرأة هي الكنيسة ، نقرأ أن باقي نسلها باقي نسلها يحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يســــــــــــــوع المسيح . فالابن الذكر ، أو الباكورة ، يــــقال عنهم فى ( رؤ 14 :4 ) " هؤلاء هــــــــم الــــذين يتبعون الخروف حيثما ذهب " فالابــــن الذكر " مولود المرأة ، مرتبط بالـــــــــــــــــــخروف ، والــــــمــــــــــرأة متسربلة بالشمس ، أى بالمـــــــسيح ، وباقـــــــــــــي نسلها عندهم شهادة يسوع المسيح . إذاً هذا يثبت أن المرأة هي الكنيسة ..

   "والمرأة هربت إلى البرية حيث لها موضع مُعد من الله " . تحدد ميعاد هروب المــــــــــــــــــرأة بالألف والمئتين والستين يوماً فى النصـــــــــــــــــف الثانى من الضيقة ، وفي نفس التوقيت طُــــرح التنين الذى كان يريد ابتلاع الابن الــــــذكـــــــــــــر  ويقول" إلى البرية " ويحدد لها موضع ، كما حدد لها التوقيت. والموضع معد من الله نفسه ، والتوقيت أيضاً بقرار من الله ، حيث لا دخل للعدو في ذلك وقوله " لكي يعولوها هناك " أى فى البرية..

    تأمل كلمة " لكي يعولوها " .. إن العائلين مكلفون بهذا العمل فقط لخدمة المرأة . فالإعداد من الله . ولا ننسى أن ذلك الوقت هو زمن العجائب . وكما أمر الرب الغربان وأرملة صرفة صيدا ، أن يعولوا إيليا فى زمن القحط ، هكذا ستكون هذه الأيام عندما يكلف الرب هؤلاء بإعالة المرأة فى البرية . فالكنيسة في البرية مُعالة من مجموعة من الناس مكلفين بهذا العمل من الله ، كما سبق الحديث ..
     
     فالعائلون للكنيسة اثناء الضيقة هم أفراد وجماعات بعيدون عن نطاق حكم الوحش ، وهم الذين يسكنون البراري . وربما يكونون من هؤلاء الذين يسكنون المناطق الجديدة المستصلحة ، حيث يفتح الرب عيونهم وعقولهم ليعولوا الكنيسة مع البقية التقية الواردة من جماعة اليهود ، وسيكافأون من الله على عملهم هذا تجاه الكنيسة ، وشعب الله . وقد أشار الرب إلى ذلك فى ( مت 25 : 31 – 46 ) . وسوف تكون الكنيسة فى الضيقة محفوظة ومُعالة مــــــــــــن الله ، وليس كما يظــن البعض إنها مهددة ، إذ لاتكون تحت سلطــــــان   الوحش، حيث انه في تلك الأيام   يصدر أمراً بحرمان كل من لا يسجد له ، من البيع والشراء ، حيث ليس له السمة ، أو اسم الوحش ، أو عدد اسمه ، كما هو مبـــــــــين فـــــــي ( رؤ 13 : 17 ) .أما الكنيسة فهي محررة من هذه القيود، حيث تُعال هناك في مكانها الذي أعده الله لها كل زمن الضيقة العظيمة ، المحددة بـ 1260 يوماً .

الباكورة (5)


د.شهدي جاد


الحق الكتابي الثمين هو الحافز الأساسي لحياة البر العملي ومخافة الرب ، وإنتظار العريس ، والهروب من العالم ، فيهب قوة حقيقية للتقدم الروحي ويرتفع بمستوى البشر الى فكر الله ، ويسعد في كل مرة إنسان الله ، كمن وجد غنيمة وافرة ! 
    
   وعلى الجانب الآخر نجد من عنده الحساسية المفرطة من حقائق كتابية معينة ، حتى أنه يرفض حتى مجرد الإطلاع عليها . وتضيع عليه فرصة العمر فى البحث المخلص ، والذى حض عليه رب المجد نفسه قائلاً " فتشوا الكتب" فمثلاً في موضوع الباكورة ، لا أجد مبرراً واحداً مقنعاً لرفض دراسة هذه الحقيقة بإخلاص ، مع الأخذ فى الإعتبار انه من حقك الرفض، أو القبول ، ولكن بشرط أن تدرس الرأي بإخلاص شديد.. 
   ولا يخفى على أحد أن الأغلبية يتساءلون، ولهم الحق ، أين الباكورة فى الكتاب المقدس . ولماذا تصرون عليها كل هذا الإصرار ، وهل هناك من كلام واضح عنها ؟ .

   دراستنا هذه المرة فى ( رؤ 14 ) ، والذي يعلن فيه الوحي بكل وضوح عن الباكورة ، ومن هم ، ومكان وجودهم ، وزمان ظهورهم ، وترنيمتهم أمام العرش ، وصفاتهم التى أهلتهم ، وكانت سبباً مباشراً وأساسياً لحصولهم على هذا المستوى . ثم نلاحظ بعد ذلك تسلسل الأحداث من التحذير من السجود للوحش . ثم يُختم بالحصاد ، حيث ظهور الرب الأخير ، وجميع مختاريه من كل الأرض ، وهم باقي المؤمنين من الكنيسة والذين كان لابد لهم أن يجتازوا الضيقة ويكتووا بنارها !
      ولكن قبل أن استرسل فى شرح عام لهذا الإصحاح ( 14 ) سأضع أمام قارئي العزيز الرأي الأخر . وبصراحة، هو الأكثر حظاً في الإنتشار بين الدوائر المسيحية . وبصراحة أكثر، كنا ننادي به إلى وقتٍ ليس ببعيد . ولكن قبل ما يفتح الرب عقولنا وضمائرنا على كنوز الكلمة ، وعلى الحقائق الرائعة التى أخذت بأيدينا وأنقذتنا من خسارة لا يمكن أن تعوض لو مضى بنا الزمن !
     يقول أصحاب هذا الرأي ، ونحن نحترمهم، إن هؤلاء الباكورة فى أصحاح 14 وعددهم 144 ألفاً ، هم من اليهود ، وليسوا من الكنيسة ، فلا علاقة للكنيسة بهم ، فهم أنفســــــــــهم ال 144 ألفاً الــــــــــــموجودون فى
( رؤ 7 ) ودليلهم أنهم نفس العدد ( 144 ألفاً ) وهم مقسمون على 12 سبطاً . ويضيفون : إنهم  موجودون على جبل صهيون . وهو مرتبط بالأمة اليهودية لان جبل صهيون أرضي والكنيسة سماوية ..
    وبكل صراحة نقول : إن هذا التفسير مقبول من الناحية الشكلية فقط ، ولكن لو تحاملت على نفسك : وتركت مدرجات المشاهدين ، ونزلت إلى أرض المعركة ، وفتشت بإجتهاد فى كلمة الله ، لإكتشفت هذه الحقيقة الرائعة ؛ إن هناك إختلافاً كبيراً بين أصحاحي 7 و 14 وبين نوعية ال144 ألفاً فى كلا الأصحاحين ..
    ونبدأ المقارنة بسؤال عام : من قال لكم يا قوم وعلمكم أن جبل صهيون أرضي ومرتبط دائماً باليهود ، ولا علاقة للكنيسة بذلك . وفى مصلحة من نعطي كل المواعيد ، في العهد الجديد ، لليهود الذين صلبوا رب المجد ؟. ألم تكلفوا أنفسكم مرة وتقرأوا عن جبل صهيون السماوي المرتبط بالكنيسة ، بل مرتبط بالأبكار؟ إقرأ معي ما يلي : " بل قد أتيتم إلى جبل صهيون ، وإلى مدينة الله الحي ، أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محـفـــل ملائكة، وكنيسة أبكار مكتوبين فى السماوات " ( عب 12 : 22 ، 23 ). هــــــــل لاحظـــــــــــــت كـــــــــيف  أن كنيسة الأبكار على جبل صهيون السماوي ، هل هناك وضوح أكثر من هذا الموضوع ؟.
     أما عن أصحاح (7) فلا خلاف أبداً معكم أنهم يهود . ولكن ليس معنى أنهم نفس العدد أن يصبحوا نفس النوعية . فهل ال 12 سبطاً هم ال 12 تلميذاً ، لأنهم يشتركون فى نفس العدد ؟ . واذا دققنا فى المقارنة سنجد الإختلاف البّين بين أصحاحي 7 و 14 .
  1- فى ص 7 خُتموا على جباههم قبل أن يدخلوا الضيقة ، لكى لا يحدث لهم أي ضرر إثناء الضيقة ، ولكن فى ص 14 لن يدخلوا الضيقة إطلاقاً ، بل سيقفون على جبل صهيون السماوي وأمام الشيوخ ، وأمام العرش، والحيوانات الأربعة ، فلن يدخلوا الضيقة على الإطلاق . بل أن ترتيب الأحداث يظهر وقفتهم قبل أحداث الضيقة العظيمة ، حيث سيظهر الوحش فى عدد(9) ، ثم يأتي في النهاية الحصاد مع ظهور الرب . وهل في هذا غرابة أو تحميل لكلمة الله أكثر من طاقتها ؟
  2- لو دققنا فى الألفاظ : نجد أن الوحي يسميهم " عبيد الهنا " وهى كلمة مرتبطة باليهود . ولكن في ص 14 يسميهم الوحــــي   " أبناء " لأنه يقول : إن اسم أبيه مكتوب على جباههم ، لأنه لا يعود يسميهم عبيداً ، بل أنه نفس الوعد للغالبين في كنيسة فيلادلفيا حيث 
أن الرب وعدهم قائلاً :" من يغلب ، فسأكتب عليه اسم الهى واسم مدينة الهي أورشليم الجديدة " ..
   3- فى ص (7) لا توجد ترنيمة ، ولكن في ص (14) ترنم الباكورة بالقيثارات . ولم يستطيع أحد أن يرنم هذه الترنيمة إلا هم . فهل لو كان هؤلاء من اليهود سيترنمون بهذه الترنيمة ، وتُحرم كنيسة المسيح منها ؟ ولماذا كل هذا الإمتياز لليهود ، وأين كنيسة المسيح من هذه الامتيازات ؟
     4ـ الباكورة فى أصحاح 14 يقفون أمام العرش ، والشيوخ والملائكة والحيوانات الأربعة. فهل هذا المنظر على جبل صهيون الأرضي، بأي منطق هذا ؟ ..
      ولكن لا ننسى أنه في خضم هذه الدراسة الشيقة ، تأتينا الأسئلة المتكررة ، والمقبولة من الناحية الشكلية : لماذا تقسمون الكنيسة إلى جزئين ، باكورة وحصاداً ، وكأن هناك امتياز للبعض دون الآخر ، وأين النعمة في هذا المجال ، ألم يقل الكتاب : " النعمة التى يؤتى بها اليكم عند استعلان يسوع المسيح " . هذا إلى جانب أننا كلنا كمؤمنين ، باكورة . وهذا امتياز حصلنا عليه بالولادة الثانية ، ولا دخل للأمانة الشخصية بذلك . ألم يقل الكتاب " شاء فولدنا بكلمة الحق ، لكى نكون باكورة من خلائقه ؟ " والرد في منتهى السهولة : وهل كل بكر حافظ على بكوريته ، وإن كان كذلك ، فلماذا ذكر الكتاب لنا أمثلة حية لمن فقدوا بكوريتهم بسبب تهاونهم وإحتقارهم للبكورية . أليس هذا كُتب لإنذارنا ، وإن لم يكن كذلك فلماذا كُتب ؟ . ألم يسطر لنا الوحي عن ثلاثة نماذج من العهد القديم فقدوا بكوريتهم مثل عيسو وإسماعيل ورأوبين ؟ . بل وأنذرنا بطريقة مباشرة قائلاً في (عب12)      " انظروا لئلا يكون أحد زانياً أو مستبيحاً كعيسو الذى بسبب أكلة ، باع بكوريته " ، وإن كان إسماعيل قد فقدها بسبب المزاح والألفاظ البذيئة ، فقدها عيسو بسبب شهوة الأكل ، واحتقار البكورية . أيضاً فقدها رأوبين بسبب شهوة الجسد ، لأنه صعد على فراش أبيه !!

     فهل بعد ما ذُكر عن هؤلاء الأشخاص ، وأسباب فقدانهم للبكورية ، يساورنا الشك في هذه الأمثلة . أما كل من يحتقر الباكورة ، فعندما أراد الكتاب أن ينذرنا ، ذكر عيسو ، لأن خطيته هي الأكثر شيوعاً ، إذ يقول الكتاب عنه :" إحتقر عيسو بكوريته !"
    ماذا إذا ظن أحد أن هذه التعاليم تسبب الإنزعاج ، أقول : صدقني ظنك فى محلة . فهذا ما قاله الكتاب بحصر اللفظ :" لئلا يطلع أصل مرارة ، ويصنع إنزعاجاً فيتنجس به  كثيرون، لئلا يكون أحد  زانـــــــــياً او مستبيحاً كعيسو " . ثم لماذا يحــــذرنا الكـــــــــــــتاب بــــــــــــهذه الطريقة الصريحة ، إن لم يكن هـــــــــــناك إمكان لفقدان البكورية ، وبسبب أخطاء مرتبطة دائماً بالجسد ، من شهوة وألفــــــــــــــــاظ بذيئة ، وإحتقار للبكورية ..

    ولا ننسى أن الكتــــــــــــــاب يـــــــذكر لنا صفات عظيمة تميز بها هؤلاء الأبكار : فلم يتنـــجسوا مع النساء لأنهم أطهار . وليس الهروب مـــــن الزنا الجسدى فقط ، بل وأيضاً الزنا الروحي ، مثل الهروب من تعاليم إيزابل التى تغوي عبيد الله أن يأكلوا ما ذبح للأوثان ويزنوا ، ويقـــــصد به الهروب من التعاليم المنحرفة ، التى تستغل النعمة بطريقة سيئة كفرصة للجسد ..
     بل أن الرب يشجعهم ويحذرهم مـــــــن ذلك قائلاً " اخرجوا منها يا شعبـــــــى ولا تمسوا نجساً فأقبلكم " أما الباكورة فيقال عنـــهم  "يتبــــــــــعون الخروف حيثما ذهب " فــــلأنهم يتبعونه علـــــــــى الأرض كمسئولية ، سيتبعونه فى الســـــــــــــــــــماء كإمتياز ، هذا الى جانب أن أفواههم لا تعرف الكذب ، لأنهم بلا عيب قدام عرش الله ، لذلك اشتروا مـــــــــــــن الأرض باكورة لله وللـــــــــــــخروف . ولاحظ ، لم يقل لله فقط 
، ولكن لله وللخروف . وهذا دليل على أنهم من الكنيسة .
     
    عزيزى القاريء الكريم ، هل بعد هــــــــذا البحث المطول ، هل لديك أدنى شك فى أنهم باكورة الكنيسة . هؤلاء الذين جاهدوا وكافـــحوا  وانتصروا ، وتركوا لنا نماذج لأحسن البشر الذين عاشوا على هذه الأرض .. وإذا كنت تظن أنها صفات تعجيزية وبعيدة عن الواقع ، فان تاريخ الكنيسة وسجلها عبر العصور ، مليء بهذه النماذج المشرفة . ولا يتسع المقام لذكر كل النماذج ، فالكنيسة ولاّدة، والتاريخ يشهد عن هؤلاء الذين لم يكن العالم مستحقاً لهم ، إبتداءً من أغسطينوس ، وآثناسيوس وذهبى الفم ، مروراً بلوثر ومودي وسبرجن وليليان تراشر ، نهاية بالأب متى المسكين . بل أن مصنع النعمة الألهية لم يتوقف إطلاقاً فى أي عصر من إنتاج جبابرة " كلهم جبابرة متعلمون الحرب وقابضون سيوفاً "( نش8:3)

    ونصيحتي الأخيرة  لكل دارس أمين ، استغل هذه الحقائق استغلالاً حسناً ، فبدلاً من أن تنحني أمامها معلناً العجز والفشل ، ادخل إلى أرض المعركة ، واعلن الجهاد . وبدلاً من أن تكون هذه الحقائق ، كصدمة كهربائية تؤذيك ، استغلها كي تنير لك طريقك ..
 إلى اللقاء 
                    

سسلسلة بنورك نري نوراً( 6)

" وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو "

( 1 كو 3 : 13 )
القس / عطية كامل

    حدثت مشكلة كبيرة في كنيسة كورنثوس قديماً، فلقد إنقسم الناس إلى شيع وأحزاب، وصار فيهم حسد وخصام وإنشقاق ، فقال أحـــــــــــدهم : أنا لبــــولس ( مؤسس الكنيــــسة فى كورنثوس ) ( أع 18 : 1 ـ 17 ) وقال آخر : إنه لأبــــــــــولس ( وهو رجل فصــــــــــيح مقتـــــدر فى الكتب ) (أع 18 : 27 ، 28 ) ونسب البعض أنفسهم لصفا. وأما الـمدهش فــــــــــهو إدخـال المــــسيح نفسه فى هذا الإطار ، حينما قال البعض إنــــــــــــهم للمســـــــــيح ) (1كو 1 : 12 ) . وهكـــــــــــذا حشر البشر المسيح وثلاثة من أروع خدامه في خلافاتهم وخطيتهم!! 

    فلم يكن هؤلاء الأفاضل طرفاً فى هذا النزاع ابداً ، ولا المسيح بالطبع . ولكنها الكبرياء التى جعلت الكنيسة على حافة الإنهيار . وكان المؤمنون يقاومون المؤمنين . ودب الحسد والخصام والتذمر والنميمة.. بإختصار، كانت الكنيسة مهددة ، ممزقة ، تنزف ألماً !! وتنقسم إلى مجموعات فى نزاع دائم ومنافسة خطيرة وخصومات شديدة، على عكس ما أراده لها المسيح من وحدة ووئام ومحبة وسلام..
    إن صرخة بولس المدوية :" هل انقسم المسيح ، ألعل بولس صُلب لأجلكم ، أم باسم بولس إعتمدتم ؟!"(1كو 1 : 13 ) كانت هى رده الأولي على هذا الذي حدث ولكن رده القوي وإعلانه الرهيب  جاء في الأصحاح الثالث مــــن الرسالة الأولى إلـــــى كورنثوس . وهذا ما نتناوله ، بمعونة الرب ، فى السطور القادمة ..

    بداية هذا الأصحاح يعلن الرسول حقيقتين هامتين وهما : إنه أحجم عن تقديم ما لديه من حقائق ثمينة وإعلانات سماوية مباركة لهذه الكنيسة ، لأنهم ، ورغم مواهبهم الكثيرة ، كانوا جسديين ، لا يستطيعون هضم الطعام القوي ، ولا فهم التعاليم الأعمق ، لذا إكتفى الرسول بتقديم الحقائق الأولية فقط كلبن لأطفال ، وكانت علامات جسدانيتهم هي الحسد والخصام والإنشقاق ، وقول أحدهم إنه لبولس ، وآخـــر إنه لأبولس (كو 3:1-4 )...  ورغم أن رجال الله هؤلاء لم يكن لهم أي دخل بهذه الإنقسامات ، ولا هذا الجدال ، إلا أن الرسول يعلن بالروح القدس أن خدام الله هم مجرد عمال يعملون معاً عند الله . لا يتنافسون . بل يكمل أحدهم الآخر . فهناك من يغرس ، وهناك من يسقي . وهي أعمال هامة وضرورية . لكن الحياة تأتي من الله ، فلا الغارس شيئاً ولا الساقي ، بل الله الذى يُنمي .(1 كو 3 : 7 ) ولكن أتعاب الخدام لن تذهب هباءً لأن كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه ، وليس بحسب نجاحه . فربما ، وكما يقول جون وسلى ، يكون للواحد حظه الضئيل من النجاح في الخدمة ، ومع ذلك تكون له مكافأته الأكبر. فالنتيجة ليست مهمة الخادم ، بل هي عمل الله ، وما الخدام إلا أداوت ووسائل يستخدمها كيفما شاء.. الخدام  قنوات تجرى فيها نعمة الله . هناك ، كما يقول هول - وحدة وتنوع بين خدام الله ، ولكن ليس هناك خصومة ولا تنافس مدمر بينهم !! كما أن توزيع العمل مهمة الرب . نعم يقول الرسول، إن الخــــــــــــــــدام هــــــــــم عمــــــــــــال الله يســــــــتخدمهم كمـــــا يشــــــــــــــــاء ، وليـــــــــــــــــــس لأحـــــــــــــــــــــــــــــد أن  يستعلي على الاخر او ينافسه، بل  يعمل الجميع في وحدة وسلام لأن الحقل يتسع للجميع، ولا مجال للغيرة هنا، أو الحسد .. ولكن بما أن أتعاب خدام الله ليست واحدة ، فبعضهم يعانى أتعاباً مريرة وأخطاراً شديدة ، أو جوع وعري وجلد وسجن ، وبعضهم قد لا يعاني مطلقاً . بعضهم يتنازل عن حقوقه ، وبعضهم قد يطالب بها . بعضهم يرفع وجهه دائماً نحو السماء، وبعضهم يستجدي معونات البشر . بعضهم قد لا تظهر خدماتهم للناس ابداً ، وبعضهم يهمهم دائماً رأي البشر فيما يفعلون . وهكذا ..

      ومن أجل هذا عيّن الله يوماً لفحص أتعاب الخدام لكشف معدنها ، وإظهار أصالتها وستنكشف طبيعة عمل كل واحد ما هى. وفي هذا يقول الرسول: " وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو" ( 1 كو 3 : 13 ) . إن نيران الفحص الإلهي ستبين نوعية كل خدمة ، وهدف كل تحرك . ويقول ف . ب . هول على الصفحة 88 من كتابه " الرسائل المبكرة"  طبعة 2005 ما يلي :" وكم ستكون خسارتنا إذا خرجنا من نار الفحص عرايا  وتجردنا من كل ما كسونا به أنفسنا  كثمرة لعملنا هنا.. نعم ونعم كم سيكون هذا الفحص كاشفاً ، حيث يقول الكتاب :" إن احترق عمل أحد ، فسيخسر ، وأما هو فسيخلص ولــــــكن كما بنار " ( 1 كو 3 : 15 ) موضحاً أن أعــــمالاً ستتلاشى ، وخدمات ستفنى وستنكشف السرائر ، وتتضح الأهداف. وسيخرج البعض فائزاً ، لأن أعماله كانت ذهباً أو فضـــــــــــــة أو حجارة كريمة . فالنار الإلهية سوف تعلن صفة العمل الذى أنجزناه هنا ، وتوضح أهدافه ، وسيبقى ما هو سماوي فقط ، ويكافأ صاحبه . وستنهار التعاليم الرديئة ، والخدمات الباطلة. فكل ما هو خشب أو عشب أو قش ، سيحترق ليظهر لصاحبه فى يوم الخجل أن خدمـته لم تكن سماوية المصدر، ولا إلهية الهدف، بــل كانت باطلة، مصدراً وهدفاً..

      يقول الكتاب : إن صاحب الأعمال المحروقة سيخسر . وهذا ليس سهلاً ، فى موقف الفحص هذا ، حيث يقف الإنسان خجلاً نادماً قدام الله وقد ضاع كل أجر. ويرى أن خدمته  كلها قد رُفضت واحترقت ، عندها سيعرف معنى الآية التى تقول : " انظروا إلى أنفسكم لئلا نضيع ما عملناه ، بل ننال أجراً تاماً " ( 2 يو 8 ) وستنفتح العيون متأخراً على الآية التـــــي تقول :" والآن أيها الأولاد اثبتوا فيه حتى إذا أظُهر يكون لنا ثقة ، ولا نخجل منه فى مجيــــئه "( 1يو 2 : 28 ).

     نعم إنها لحظة ستضيع فيها الأعمال ، وتتزعزع فيها الثقة الكاذبة ، ويرافـــــــــــق البعض خجل أبدي ، وإن كانوا سيخلصون ولكن كما بنار .. إن العدالة الإلهية ، والتى تقول أن كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه ، ترفض قول القائلين بتساوي الجميع فى الأجر، أو المكانة . وأما القول بجلوس الجميع على العروش مكللين ، فهو من قبيل الأماني الزائــــفة وتعـــــــــاليم الضلال. فالكتاب يقول : إن كل واحد فى رتبته سُيحيا .(1كو 15 : 22 ، 23) . والرتــــــــبة الأولى ستكون للساهرين المدققين بالتأكيد.. نعم سيخلص أصحاب الأعمال المحروقة، ولكن كما بنار .. وهذا قد ندرسه معاً يوماً ما ..