حنا
خليل سعد
"قلب
الملك فى يد الرب كجداول مياه، حيثما شاء يميله" (أم21:21).
"لتخضع كل
نفس للسلاطين الفائقة، لانه ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هى مرتبة من
الله، حتى إن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله. والمقاومون سيأخذون لأنفسهم
دينونة" (رو1:13).
هناك فرق بين من يعترض على ظلم السلطان، ومن يقاوم السلطان. والرب يسوع
المسيح، له كل المجد، مثالنا فى هذا الأمر، حينما اعترض على خادم رئيس الكهنة فى لطمه
على خده. "أجابه يسوع : إن كنت قد تكلمت ردياً فاشهد على الردئ وإن حسناً
فلماذا تضربنى؟" (يو23:18).
عندما نؤمن أن قلب الملك فى يد الرب، وانه ليس سلطان إلا من الله،
والسلاطين الفائقة هى من الله، هذا الأمر يجعلنا نطمئن جداً لأن "العلى متسلط
فى مملكة الناس ويعطيها لمن يشاء" (دا22:4) وان الله هو الذى يحصى المُلك
وينهيه (دا26:5). وهو الذى ينصب ملوكاً ويعزل ملوكاً (دا21:2) صحيح إذا ساد
الصديقون فرح الشعب، واذا تسلط الشرير يئن الشعب (أم2:29).
ولكن أيضاً يقول : "إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل من البلاد،
فلا ترتع من الأمر، لماذا؟ لان فوق العالى عالياً يلاحظ، والأعلى فوقها" (جا8:5).
ويقول أيضاً : "لأنه لا تستقر
عصا الأشرار على نصيب الصديقين" (مز3:125). هذا يجعلنا نخضع للسلاطين الفائقة،
كما قال القديس بطرس : "أيها الخدام كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة، ليس
للصالحين المترفقين فقط، بل العنفاء أيضاً" (1بط13:3). والخضوع يعنى قبول
الأمر بحب، وفى حدود مخافة الله، "لأنه ينبغى أن يطاع الله أكثر من
الناس" (أع29:5).
كل هذا يجعلنا نقوم بالتكليف الإلهى وهو : "فاطلب أول كل شئ؛ أن تقام طلبات
وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس، لأجل الملوك وجميع الذين هم فى منصب،
لكى نقضى حياة مطمئنة هادئة فى كل وقار" (1تى1:2-2).
دعونا لا نهتم بشئ، بل فى كل شئ بالصلاة والدعاء مع الشكر. وشكراً لله لأجل
وعده بأن أبواب الجحيم لن تقوى على كنيسة المسيح، لأن كنيسة المسيح مُعدة إعداداً
جيداً لتحيا فى كل الظروف، وكل العصور، ووسط أى مجتمع، ووسط أى نظام. لأن القوانين
الإلهية تجعلها تتعايش مع الأعداء : "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم. ولا
تجازوا عن شر بشر، ولا عن شتيمة بشتيمة. لأن إن جاع عدوك فاطعمه وان عطش فاسقه..
ولان الله يقول وأنا أكون لها سور نار من حولها، وأكون مجداً فى وسطها" (زك5:2).
ليس بالضرورة أن يترك أصحاب المناصب مناصبهم، أو من له سلطان سلطانه، لان قلوب الملوك فى يد الرب يميلها حيثما شاء. ولأن مشيئة الله صالحة، فهو يميل هذه القلوب لصالح كنيسته وشعبه. نعم أنا عايش فى الفلك، أنا عايش فى سفينة المسيح. أنا قلبى مطمن جداً وضميرى مستريح.. مهما تيجى الأهوال، بركان أو زلزال، لو ينابيع الغمر انفجرت فأنا مرتاح البال.. أمين هللويا..