دروس من حادثة الهروب الي مصر
المحرر ..
وهروب العائلة المقدسة إلى مصر نتعلم منه عدة دروس
نافعة. لأن كل ماهو متعلق بحياة ربنا يسوع المسيح، فيه من الدروس ماهو عظيم الفائده
لنا ، ويحتاج أن نتأمله من أجل فائدتنا . فتعالوا نتأمل أهم الدروس التي تحملها لنا
قصة الهروب في النقاط التالية:
(1) مخطط الشيطان:
فهو الذي أوعز الى هيرودس بقتل الصبي يسوع ، مصوراً له أنه سوف يغتصب منه عرش ملكه بعد أن يكبر، وهو الأمر الذي لم يكن له وجود على الإطلاق في فكر المسيح، أو في قصد الله. فقد أعلن رب المجد قائلاً: " مملكتي ليست من هذا العالم " (يو 36:19).. ولكن الشيطان استغل إنزعاج هيرودس من المولود ملك اليهود، واستخدمه كمطية طوعاء لكي ينفذ غرضه الشرير
بقتل يسوع الصبي.. ومن أجل الوصول إلى هذا الغرض أرسل هيرودس وقتل جميع الأطفال في
بيت لحم وكل تخومها ، حتى يكون الطفل يسوع واحداً من هؤلاء الأطفال! .. ولكن يسوع مع
عائلته كانوا قد غادروا بيت لحم ، وذهبوا إلى مصر..
(1) مخطط الشيطان:
فهو الذي أوعز الى هيرودس بقتل الصبي يسوع ، مصوراً له أنه سوف يغتصب منه عرش ملكه بعد أن يكبر، وهو الأمر الذي لم يكن له وجود على الإطلاق في فكر المسيح، أو في قصد الله. فقد أعلن رب المجد قائلاً: " مملكتي ليست من هذا العالم " (يو 36:19).. ولكن الشيطان استغل إنزعاج هيرودس من المولود ملك اليهود، واستخدمه
(2) القضاء الإلهي على الشرير يُجرى في وقته:
تأنى الله على هيرودس، وتركه ليرتكب جريمة جديدة
تضاف إلى سجل جرائمه، وهي مذبحة الأطفال الأبرياء.. وكان يمكن ان يتم القضاء الإلهي
عليه قبل إرتكاب هذه المذبحة . ولكن لم يشاء الله ذلك لأنه لابد أن مكيال شر هيرودس
لم يكن قد اكتمل بعد.. ولما اكتمل مكياله جاء القضاء عليه ، وانتهت حياته.. لقد تم
القضاء عليه في الوقت المحدد من الله، بدون تقديم أو تأخير .. وفي هذا درس لنا ، حتى
اذا ما واجهنا ظلماً ، فيجب أن نصير على الظلم والظالم حتى يحين موعد إجراء العدل والقصاص
من الظالم ، من قبل الله ..
(3) استعمال وسيلة للنجاة مادام ذلك في الإمكان :
(4) العائلة المقدسة في طريق الآلام :
قلما نفكر
في المتاعب الهائلة التي عانى منها كل من الطفل يسوع وأمه العذراء القديسة مريم ويوسف
البار ، في عملية هروبهم إلى مصر، وإقامتهم فيها، ثم عودتهم ثانية إلى موطنهم
الأصلي .. فلنا أن نتصور كيف خرجت العائلة الصغيرة من بيت لحم ليلاً في طريقها إلى
مصر، حيث نرى العذراء ومعها الطفل يسوع فوق ظهر حمار ، يقوده يوسف الرجل المسن .. كم
كانت الرحلة شاقة وهم يسيرون عبر صحراء سيناء الشاسعة ، حتى وصلوا إلى داخل مصر ، وكانوا
يتنقلون من مكان إلى مكان ، يعانون التشرد وعدم الإستقرار، حتى جاءهم الأمر الإلهي
بالعودة إلى أرض إسرائيل بعد قضاء نحو أربع سنوات في بلادنا، قضوها في ظروف صعبة ،
وأخيراً عادوا إلى وطنهم، وسكنوا في مدينة الناصرة.
فماذا يريد الرب يسوع ان يقول لنا من خلال المعاناة
التي جاز فيها مع عائلته الصغيرة ؟ إنه يريد أن يقول: إنني عشت على الأرض متالماً،
وكنت سبباً لآلام عائلتي الصغيرة ، وكذلك سأكون سبباً في آلام عائلتي الكبيرة ، كل
اتباعي عبر كل العصور.. ونحن اتباعه يتعين علينا ، وقد قبلناه مخلصاً ورباً على حياتنا
أن لانتذمر من شركتنا في آلامه، بل بالحري نصبر شاكرين . وسوف نختبر، ونحن في وسط الآلام ،
التعزيات والبركات التي يفيض بها الرب على حياتنا. وهذه تجعلنا مبتهجين بفرح لا يُنطق
به ومجيد (1 بط 1: 8 ) ثم لايجب أن ننسى المجد
الذي ينتظرنا بعد إنتهاء رحلة الحياة الحاضرة. " إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً
معه"( رو8 : 17).
(5 ) زيارة مباركة إلى مصر وشعبها :
لقد كانت
مصر غارقة في وثنيتها في ذلك الزمان ، ولم يكن المصريون قد عرفوا الإله الحقيقي بعد
، فجاء المسيح واضعاً قدميه في أرض مصر، معلناُ أنها قد صارت له .. وقد انتشرت الكرازة
بإنجيل المسيح فيما بعد ، وصار كثيرون من المصريين للمسيح في وقت وجيز نسبياً ، وعمت
البركات الإلهية كل أرجاء بلادنا.. فشكراً
لك سيدنا المبارك على هذه الزيارة التي بها باركت بلادنا..