القس
: عزيز مرجان
( رئيس المجمع الخمسيني بمصر )
"
ورأيت ملاكاً نازلاً من السماء معه مفتاح الهاوية ، وسلسلة عظيمة على يده ، فقبض
على التنين ، الحية القديمة ، الذى هو ابليس والشيطان ، وقيده الف سنة . وطرحه فى
الهاوية وأغلق عليه لكى لا يضل الأمم فى ما بعد ، حتى تتم الألف السنة . وبعد ذلك
لابد أن يُحل زماناً يسيراً ( رؤ 20 : 1ـ 3 )
رأى يوحنا هذا الملاك نازلاُ من السماء .
وهذه الرؤيا تكملة للرؤيا التى رأها فى (رؤ19) عن المعصرة ، والقبض على الوحش
والنبي الكذاب .. جاء هذا الملاك ومعه مفتاح الهاوية . ومعروف أن مفتاح الهاوية مع
الرب يسوع ، كما قال في (رؤ1: 18) " ولي مفتاح الهاوية والموت " .
فالواضح هنا أن الرب يسوع قد أعطى هذا المفتاح للملاك . وقوله :"سلسلة عظيمة
على يده " ، وهي التى سيقيد بها الشيطان ، فلا نقدر أن نصفها بأنها سلسلة حديدية
أو نحاسية مثلاً ، أو من أي معدن آخر ، لأن الشيطان روح ، لكن نصف هذه السلاسل
ونسميها كما سماها بطرس فى ( 2 بط 2 : 4 ) " لأنه إن كان الله لم يشفق على
ملائكة قد أخطأوا ، بل فى سلاسل الظلام طرحهم ... " إذاً نرى هنا أن السلاسل
ليست سلاسل مادية ، بل سُميت بالوحي ، كما قرأنا ،"سلاسل الظلام"
ويعلن
الرائي أيضاً أن الشيطان بعد تمام الألف سنة سيخرج من سجنه ، ليعيد نشاطه مرة أخرى
في تضليل العالم ، لكنه سيجد نفسه بدون
مساعدين له .. وقيل انه سيُحل " زماناً يسيراً "
. فلن يسمح له الرب بمدة أطول ، لكي لا يتمادى في غيه وضلاله .. وسيأتي الكلام
بالتفصيل عن هذا الأمر.
" ثم
متى تمت الألف السنة يحل الشيطان من سجنه ويخرج ليضل الأمم الذين فى أربع زوايا
الأرض : جوج وماجوج ، ليجمعهم للحرب ، الذين عددهم مثل رمل البحر " ( رؤ 20 :
7،8)
لقد
ذكر لنا الرائي فيما سبق ، أن الشيطان لابد أن يُحل زماناً يسيراً بعد الألف سنة ،
وهنا يقول :" متى تمت الألف سنة ، يُحل الشيطان " فمدة الألف سنة هذه
كان الشيطان مسجوناً ومقيداً , وبعد أن تستريح الأرض من شره هذه المدة ، يُحل
ليزاول نشاطه الأول . لكن من هم الذين سيزاول نشاطه معهم ؟ انه يخرج ليضل الأمم
ويجمعهم للحرب . وقد ينسى الأشرار مدة الألف سنة التى فيها استراحوا من الشيطان ،
وكان يملك عليهم الرب يسوع . وللأسف يستجيبون لإغراءاته وسيخضعون له ، ويجتمعون
للحرب . بهذا نعرف أنه قبل الألف سنة مباشرة ستكون معركة هرمجدون الوارد
ذكرها فى ( رؤ 16:16) " فجمعهم إلى
الموضع الذى يدعى بالعبرانية هرمجدون " . ثم هذه المعركة الثانية ستكون بعد
الملك الألفي وهي المسماة بجوج وماجوج ، وهي الدول الشرقية المعروفة في هذا الوقت
. وسوف يقود هذه المعركة بنفسه بعد أن يُحل من سجنه ..
"
فصعدوا على عرض الأرض ، وأحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة ، فنزلت نار
من عند الله وأكلتهم " ( رؤ 20: 9) إن الشيطان استطاع بسرعة فائقة أن يقنع جيوشاً
كثيرة كرمل البحر ، بالحرب ضد اتباع الرب وضد البقية التقية وينسيهم مُلك الرب على
الأرض وعز الملك الألفى .. وبعد أن كان الشيطان مقيداً مدة الألف سنة ، يخرج بعد
إتمام هذه المدة ، عالماً أن له زماناً يسيراً ، فيقوم للعمل بكل جهده . ويصعدون
على الأرض ، وهي الأرض المقدسة ، ويحيطون بمعسكر القديسين ، والمدينة المحبوبة ،
أورشليم الأرضية ، لأن كل الكنيسة تكون قد اختُطفت قبل الألف سنة . وهذه المعركة
بعد انتهاء الألف سنة مباشرة . فيكون موقع المعركة منطقة الشرق الأوسط . لكن الله
لن يترك شعبه ." فنزلت نار من عند الله فى السماء وأكلتهم " فهو الذي
سيحارب عنهم وهم صامتون . ولن يحدث تصادم بين جيش العدو وجيش الله ، لأنه سوف
يتدخل سريعاً ويحسم الأمر لصالح شعبه ..وإبليس الذي
كان يضلهم ، طرح في بحيرة النار والكبريت ، حيث الوحش والنبي الكذاب، وسيعذبون
نهاراً وليلاً إلى أبد الأبدين "(رؤ 20
10)
لقد أنهى الرب المعركة بالنار التى أكلت كل جيوش العدو وهم من الأمم الذين
أضـــــلهم الشيطان ، والمشار اليهم بـ جوج وماجوج (عدد 8) لكن الله لن يترك إبليس
الذى كان مقــــــــيداً مـــــــدة الألف سنة ، وخرج زماناً يسيراً ، وأنتهت
المدة بانتهاء هذه الحرب ، وسوف يعود الرب ويقبض على ابليس ويطرحه فى بحيرة النار
والكـــــبريـــت ، طرحاً أبدياً لأنه سيعذبه فى النـــــــــــــار إلى أـبـــــــــــــد
الآبدين ، هو وأتباعه : الوحش والنبى الكــــــــــذاب . ولن يكون لإبليس عمل مرة
أخرى ، بل سينتهي إلى الأبد ، إذ سيكون فى بحيرة النار هــــــــــــــــــــــــــــو
وجنوده ، هذا هو الشيطان ، الحية القديمة.هذا هو مصيره النهائي ومعه كل تابعيه ..