إبليس (ومعني اسمه المشتكي)، لا يكف عن شكواه ضدنا.
نهاراً وليلاً (رؤ 12 : 10).. ويتعين علينا مواجهته والتصدي له بكل قوة وحزم.
ويتمثل ذلك في أمرين هما كما يلي :-
الأمر
الأول : عدم طاعة هذا العدو في أي أمر، حتى ولو كان صغيراً.
فلو إننا أطعناه، ونفذنا إرادته، فسوف يتقدم بشكواه ضدنا، عارضاً أمام الله ما
أسقطنا فيه من أخطاء أو خطايا، ويطلب لنا
الدخول في تجارب وضيقات متنوعة.. والرب يسمح بأن نُجرب لأنه يريد أن يؤدبنا كأبناء
له. ومطلوب منا تجاه إبليس هو :-
1- أن يكون لدينا وعي روحي، فلا نجهل أفكاره، حتى لا يستطيع خداعنا بمكره.
2- أن يكون لدينا سلاح الله الكامل للمقاومة والغلبة، فنتصدى له بقوة ولا
نستسلم لإرادته..
الأمر
الثاني : أيضاً مطلوب منا أن لا نترك الساحة خالية أمام المشتكي
لكي يقدم شكواه ضدنا، بل الأمر يحتاج منا الصلاة المستمرة قائلين للرب
: "ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير" (مت 6 : 13).. نحن أمام
عدو لا يكف عن الشكوى ضدنا، ولذا مطلوب منا أن نرفع صلواتنا للرب، طالبين عدم
تسليمنا ليد هذا المجرب. وقد أوصانا سيدنا بذلك قائلاً : "اسهروا وصلوا لئلا
تدخلوا في تجربة" (مت 26 : 13). ففي صلواتنا نحن نلوذ بالرب، طالبين منه عدم
قبول شكوى الشيطان ضدنا، وإبطال مؤامراته.
أما إذا
قُبلت شكاوى العدو ضدنا، وسمح الرب لنا بالدخول في الآلام فذلك يكون لخيرنا لأن
الآب المحب لا يعمل إلا ما هو لخير أولاده، فقد نكون محتاجين إلى تأديب، ربما عن
سقطات حدثت في الماضي، إن لم تكن قد حدثت في الحاضر، ولابد أن نؤدب عليها، وهذا
التأديب يكون لأجل المنفعة، لكي ننمو في قداسته (عب 12 : 10). وقد تكون تجربة يسمح
بها الرب، من أجل اكتساب فضيلة الصبر، التي بها نصل إلى الكمال (يع 1: 3، 4). وسوف
يخرجنا الرب من التجربة بسلام، ونكون في حال أفضل مما كنا عليه قبل الدخول في
التجربة..وفي كل الأحوال علينا أن لا نكف عن الصلاة، وأن لا نعطي إبليس مكاناً في
حياتنا..