إن "الكلمة الأزلي" اتخذ ناسوتاً حقيقياً، برئياً من جريرة آدم،
روحاً ونفساً وجسداً، وذلك بفعل الروح القدس في العذراء مريم. فاتحدت الطبيعتان
الإلهية والإنسانية إتحاداً إقنومياً في القول والعمل، بغير اختلاط ولا امتزاج ولا
تغير ولا استحالة. فدعي المسيح بحق "ابن
الله" و "ابن
الإنسان"، "أصل"
و "ذرية" داود ! !
ولو كان
الناسوت غير مخلوق، كما يزعمون، لما كان المسيح شريكنا "في اللحم والدم" المخلوقين، كما يقول الكتاب.
(عب 2 : 14)، بل لكان مثله في ولادته من العذراء، مثل الماء وقد مر بالقناة!
ولكن جسده
تكوّن وولد كما يتكون ويولد جسد كل إنسان. إلا أنه تكوين جديد بديع بفعل الإقنوم الثالث
(الروح القدس) في بطن البتول، وقد أشار الكتاب إلي ذلك بقوله: "هيأت لي جسداًً" (عب10: 5). (من
كتاب الشاهد الأمين في قضية يوم الخمسين ص 69).
من أقوال الراحل القس / بطرس لبيب