يسرى
فوزى...
خادم
الإنجيل والمرنم
كان طفل في الصف الخامس الابتدائي، وكانت أسرته غنية جداً. وقد أوصاه
والداه أن لا يقول لأحد أنهم أغنياء، بل إذا سؤل فعليه أن يقول فقراء للغاية!. وقد
طلب المدرس من التلاميذ موضوع إنشاء عن أسرته، فكتب هذا الطفل البرئ في كراسته بأن
عائلته فقيرة جداً جداً، فهم فقط لديهم قصر كبير وشاليه علي البحر، وأبوه يركب
سيارة أحدث موديل، وأن أمه أيضاً فقيرة جداً، فهي تتحلى بأغلى العطور! وأكمل
قائلاً : نحن فقراء لأن عندنا بواب واحد، وطباخ واحد، وسائق واحد، وجنايني واحد !
!
وقرأ المدرس
موضوع الإنشاء، وضحك كثيراً على عفوية وبساطة هذا الطفل. وسأله قائلاً : كيف
عائلتك فقيرة جداً، وأنتم تمتلكون كل هذا ؟ ! فأجاب الطفل : أمي علمتني أن أقول
هذا..
وهكذا نغرس
في أولادنا وبناتنا مبدأ خطيراً وهو الالتواء والكذب وعدم قول الحقيقة.. إن
أولادنا وبناتنا خامة لينة، وعجينة طرية، تتشكل في الصغر كما نريد.. لذلك كان قول
الكتاب المقدس : "رب الولد في طريقه، فمتى شاخ لا
يحيد عنه" (أم 22 : 6).
أسرة لا تعرف الله ..
ذهب راعي إحدى الكنائس للزيارات والافتقاد. وبينما هو يتجول للزيارات وقف
أمام أحد البيوت، وقرع الباب فخرج طفل صغير، ولكن يبدو عليه الشراسة والعنف. وسأله
القسيس : أسمك أيه يا شاطر؟ فرد الطفل بصوت عال : أنت ها تصاحبني؟ وأستكمل قائلاً
: عايز تعرف أسمي ليه؟ فرد الراعي : علشان أنا قسيس وبازور الناس ليأتوا إلي
الكنيسة.. فرد الطفل : اسمي عفريت! أبويا وأمي بينادوني كده علطول.. ومن الآخر مش
ها نحضر الكنيسة. فقال له القسيس : طيب ما تزعلش، بابا اسمه أيه؟ فقال الطفل : أمي
بتنادي عليه دايماً وتقول له يا موكوس. أبويا اسمه الموكوس!.. واندهش راعي الكنيسة،
فقال : طيب ماما اسمها أيه؟ فأجاب الطفل : أبويا بينادي عليها ويقولها يا وش الفقر..
يا فقرية!
وأنصرف
الراعي مندهشاً وحزيناً علي هذا البيت : فالأب موكوس، والأم فقرية، و النتيجة أنجبا
ابناً عفريتاً!
إن
حال البيوت الكثيرة التي لا تعرف الرب، هي في الضياع، فإبليس أغلق عليهم في الشر
والصراعات والمشاكل الأسرية التي لا تنتهي، وجعل من هذه البيوت مرتعاً خصباً
للخلافات التي تصل إلى حد الانفصال وتشريد الأسرة..