القس/ أشرف كامل
بالرغم من أننى أعيش بعيداً عن مصر منذ ثمانى سنوات إلا أننى لا أنسى ال42سنة التى عشتها فى مصر. فهذا هو المكان الذى أختاره لى الرب لأولد، وأتربى، وأخلص، وأخدم فيه طوال هذه السنين. فمصر والمصريون دائماً فى صلاتى..
كنت يوماً أصلى من أجل مصر، وقد شجعنى الرب عندما ذكرنى بما جاء فى(خر8:1-42) "وقام ملك جديد على مصر لم يكن يعرف يوسف" وقد أتى الملك بأفكار جديدة ضد شعب الله، ونتيجة لذلك بدأ هو وقواده فى أذلال شعب الله... وهنا نجد شيئين:
1- تعب الشعب والإهانة والذل وسلب الحق والاستعباد وكل المعاناه التى نقرأها عن شعب الله طوال ال400سنة..
2- ولكن فى هذه الجزئية نجد تتميماً لوعد الله لإبراهيم، ومشيئته لشعبه حسب ما جاء فى(تك13:15)"فقال الله لابراهيم أعلم أن نسلك سيكون غريباً فى أرض ليست لهم، ويستعبدون لهم ويذلونهم أربع مئة سنة"
ونرى هنا أنه من خلال التغيير إلى ملك جديد، لا يعرف يوسف، ثم الإذلال والتعب والعبودية، تحقق وعد الله، وبركة التحرير وأمتلاك الأرض بعد ذلك.. وفى (مت11:2-18) نرى هيرودس يقتل الأطفال الأبرياء. وتخيل معى (لا سيما إذا كان عندك أطفال) كم هو ألم الأمهات والآباء والأخوة والأخوات. والدموع والصراخ والعويل، وفى هذا الوقت تم هروب يوسف ومريم ويسوع إلى مصر. لكن من خلال هذه الأزمات التى سببها الملك هيرودس، تمت نبؤتان من كلام الله : الأولى فى (عدد15) ... "لكى يتم ما قيل من الرب بالنبى القائل: من مصر دعوت أبنى.." ثم فى (عدد18) "حينئذ تم ما قيل بارميا النبى القائل صوت سمع فى الرامة نوح وبكاء وعويل كثير.." فالله يتمم وعوده حتى من خلال تغيير القيادات والسياسات..
وعلينا وقبل أن نفكر فى أى شئ، أو ماذا سنفعل، وما هى قوتنا، وكيف نشارك، وكيف نغير، لابد أن نذكر أن الله هو المتحكم فى كل العالم برؤسائه وسلاطينه (أم8:15-16) وعلينا أن نرفع عيوننا إلى الله ونصلى ونقول له : "لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض" وأيضاً نصلى:"لأجل الملوك وجميع الذين هم فى منصب، لكى نقضى حياة مطمئنة هادئة، فى كل تقوى ووقار" (1تى2:2) فالله سيتمم مشيئته بطريقته من خلال الظروف التى هو يصنعها، أو يسمح بها، سياسياً، أو روحياً، أو إجتماعياً، أو أقتصادياً. ولا ننس "وهو يغير الأوقات والازمنة وينصب ملوكاً" (دا21:2).
إن مقاصد الله تتم بواسطة الله. لسنا نحن المؤسسين لخلاصنا، ولا المنشئين للنعمة، لكننا نحن عمله، المتحدون مع الله بواسطة عمل يسوع المسيح..
ونحن نصلى من أجلكم دائماً، ولا تنسوا الصلاة من أجلنا أيضاً..