فيلبس الكارز
المثالى!!
عزت عيد هانى ...
في سفر الأعمال ص 8 نجد أن الرب استخدم فيلبس في توصيل
الخلاص الى الخصي الحبشي. وهنا أريد أن أضع بعض صفات الكارز الناجح، من خلال هذه
القصة. وهى الآتى :
1- القيادة الروحية : "ثم
أن ملاك الرب كلم فيلبس قائلاً : قم اذهب نحو الجنوب علي الطريق المنحدرة من
أورشليم الى غزة التي هي برية" (أع26:8). ونرى في هذه الآية قيادة فيلبس
بالروح، فترك النهضة التي في السامرة، وذهب الي طريق في البرية.. بعد ذلك حدد له
الروح القدس الأمر المقصود في هذا المكان : "فقال الروح : تقدم ورافق
المركبة" (عدد29) وكذلك الروح هو الذي قرر نهاية العمل بعد معمودية الخصي.
يقول الكتاب : "ولما صعدا من الماء خطف روح الرب فيلبس" (عدد39). يجب أن
نتعلم، كخدام أمناء للرب، من هذا الذي حدث مع فيلبس وغيره من الكارزين، مثل بولس
ومن معه، اذ يقول الكتاب : "منعهم الروح" و "لم يدعهم الـروح"
ثم ظهرت لبولس رؤيا الرجل المكدوني الذي يقول "اعبر الي مكدونية وأعنا"
ويقول لوقا: "فلما رأى الرؤيا طلبنا أن نخرج الى مكدونية، متحققين أن الرب قد
دعانا لنبشرهم" (أع10:16).. لاحظ وضوح القيادة للروح. في خدمة بولس ورفاقه..
2- الطاعة الفورية : "فقام وذهب". هاتان الكلمتان توضحان أن هذه
الطاعة من جانب فيلبس، كانت بدون مماطلة. ويجب أن نتعلم أن نصف الطاعة هي العصيان
بعينه..! كما حدث مع شاول الملك اذ لم تكن طاعته للرب كاملة، في أمره له بتحريم
عماليق. فأزال الرب مملكته. (1صم15).
3- استخدام التجهيزات الإلهية : جهز
الرب كل شئ لفيلبس لإنجاح مهمته. حيث حدد له الشخص (الخصي الحبشي) والمكان:
(الطريق المنحدرة من أورشليم الى غزة)، والنص الكتابى الذى كان يقرأه الرجل : (وهو
الوارد في إش53). كان علي فيلبس استخدام التجهيزات التي أعدها له روح الله، فقال
عنه الكتاب : "ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب (سفر اشعياء) فبشره
بيسوع" (عدد35).
4- ضرورة المعمودية : عندما وصل فيلبس
والخصى الحبشي الى مكان به ماء، سأله الخصي قائلاً : "هوذا ماء ماذا يمنع أن
أعتمد" (عدد36) "فقال فيلبس : إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز". وقد
عمده فيلبس وهذا يعني أن المعمودية تتم بعد الإيمان..
- استكمال المسيرة
التبشيرية : لم يقف
فيلبس كثيراً بعد النجاح في الكرازة لهذا الشخص المهم (الخصي الوزير) وبذلك يعطينا
درساً في عدم الوقوف أمام النجاح، بل الإنتقال واستكمال المسيرة في الخدمة.
"أما فيلبس فوجد في أشدود، وبينما هو مجتاز كان يبشر جميع المدن حتى جاء الى
قيصرية" (عدد40). لم يضع فيلبس وقته في سرد قصته مع الخصي الحبشي، بل استكمل
المسيرة في الكرازة.. ياليتنا لا نضيع أوقاتنا ببقائنا بجوار النجاح الذي تحقق، بل
نسعى مكملين المشوار في خدمة المسيح..