ركن المرأة...
نساء خلف الستار
إمرأة حكيمة!!
إيفت ينى جبرائيل ...
حديثنا في هذا العدد عن إمرأة مجهولة الاسم، ولكنها قامت
بدور غاية في الحكمة، في توقيت دقيق، فصل بين الحياة والموت، وحدد مصير مدينة
بأكملها..
والقصة نجدها في (2صم20) وتبدأ بأحداث حركة تمرد، قام
بها رجل يدعي شبع ابن بكري ضد الملك داود. فخرج الجيش بقيادة يوآب وأبيشاي للقضاء
علي قائد هذا التمرد، فهرب شبع الي مدينة تدعي "آبل بيت معكة" ليحتمي
فيها. وهي مدينة حصينة في نفتالي (ومعني اسمها بيت الضيق) وقد اشتهر أهلها
بالحكمة، والتمسك بالعوائد الإسرائيلية.. وكان اختباء الرجل في هذه المدينة، يعني
جلب الدمار لها!
وظهرت المرأة الحكيمة في المشهد، فنادت علي يوآب لكي
يقترب من السور لتكلمه. ولما اقترب قالت له : "كانوا قديماً يقولون إذا أردت
الحصول علي جواب (حكيم) فانك تجده في آبل، وهكذا كان يُحسم كل جدال. (بحسب الترجمة
الإنجليزية). وأكملت قائلة : أنا واحدة من المسالمين في إسرائيل، وأنت تريد تدمير
مدينة هي أم في اسرائيل.. وكان رد يوآب بانه لا يريد أن يهلك المدينة، لكن هدفه هو
الوصول الي شبع ابن بكري المختبئ في المدينة. فأجابت المرأة قائلة : إن رأسه سوف
يُلقى اليك من على السور!
وذهبت المرأة الى الشعب وتناقشت معهم بحكمة، وأقنعتهم
برأيها السديد. فقطعوا رأس شبع والقوها من علي السور، فانفك الحصار عن المدينة..
وهكذا أنقذت هذه المرأة مدينتها من الهلاك.. وهذا يطابق ما جاء عن الرجل الحكيم
الذي جاء ذكره في (جا14:9-15) وقد نجى مدينته بحكمته.. والمرأة الحكيمة هذه لنا
عليها عدة نقاط تميزت بها :
1- كانت راجحة العقل، وصاحبة حكمة فائقة، وتفكير سليم. حتي في أصعب المواقف،
وخاصة تلك التي تحتاج الى قرار سريع وحاسم..
2- كانت سريعة البديهة، وظهر ذلك في اتخاذها قرارين سريعين، الأول :
بالمبادرة بالحديث مع يوآب، والثاني : بقولها ليوآب : هوذا رأسه يُلقى
اليك..
3- كانت قوية الشخصية، قادرة علي الإقناع، فمن المؤكد ان مبادرتها مع يوآب تؤكد
قوة شخصيتها. وكانت تملك قدرة علي الاقناع، فاستطاعت التأثير علي الشعب كله!
4- كانت لها ملكة المشورة، وبذلك توصلت مع الشعب الى اتخاذ القرار السليم..