قصة السبى البابلى
لمملكة يهوذا
(2مل25،24 – 2أخ36)
كانت حملة نبوخذ نصر العسكرية الأولى لغزو مملكة يهوذا سنة 606 ق م، فى أيام حكم يهوياقيم ملك يهوذا .. وقد أنزل ملك بابل الهزيمة بمملكة يهوذا، واستسلم له يهوياقيم وخضع له. وقد أخذ نبوخذ نصر عظماء المملكة ، وخيرة شبابها مسبيين إلى بابل، ومن هؤلاء دانيال ورفاقه الثلاثة، اى شدرخ وميشخ وعبد نغو. (دا 6:1-1).
ولكن بعد
فترة من الزمن تمرد يهوياقيم على سلطة نبوخذ نصر ، فعزله وأقام مكانه ابنه
يهوياكين. ولكن هذا الملك الشاب أيضاً سرعان ما تمرد ولم يخضع لملك بابل، فقام هذا
بحملته الثانية على مملكة يهوذا وكان ذلك فى عام 599 ق. م. وتم سبى يهوياكين، كما
سُبى أِناس آخرون من البيت المالك، وكذلك سُبى بعض الذين كانوا عمالاً مهرة. وذهب
بهم الكلدانيون الى بابل. هذا الى جانب سلب محتويات الهيكل .. ثم عين نبوخذ نصر
صدقيا ملكاًعلى يهوذا خلفاً ليهوياكين. وفي هذا السبي أُُُخذ حزقيال النبي. (حز2:1،1)
ولكن صدقيا أيضاً لم يخضع لملك بابل، بل تمرد عليه، ولم يستمع لنصيحة ارميا النبى
له بالخضوع لملك با بـل، والرضا بما أراده الله، فقام نبوخذ نصر بهجومه الثالث
والأخير. وكان هجوماً شاملاً، إذ أخرب أورشليم العاصمة والهيكل .. وقد تم القبض
على صدقيا، أثناء محاولته الهروب. ولما قُُُبض عليه، أمر نبوخذ نصر بقتل أبنائه
وأشراف مملكته أمام عينيه. ثم أمر بإقتلاع عينى صدقيا، وبعدها قيدوه بسلستين من
نحاس وأخذوه الى بابل. وكان صدقيا آخر ملوك بيت داود على مملكة يهوذا.
وقتل جيش
الكلدانيين الكثير من جنود وشعب يهوذا. أما الباقون فقد أخذوا منهم مسبيين إلى
بابل، بينما تركوا المساكين منهم ليفلحوا ويزرعوا الأرض (2مل25 :21).
وقد ظل اليهود مسبيين في مملكة بابل لمدة سبعين سنة، كما
تنبأ إرميا النبى (ار52 : 12 – 29 : 10) وعند تمام
السبعين سنة، نبه الرب روح كورش ملك فارس (والذى كان يحكم فى بابل بعد سقوط مملكة
الكلدانيين، وقيام مملكة الفرس والماديين مكانها) فأطلق كورش نداءً وأرسل رسائل فى
كل مملكته، بأن يعود كل من يرغب فى العودة، من اليهود المسبيين، إلى أرض يهوذا (2اخ22:36-33).