كيف تهزم مخاوفك؟
القس ثروت ثابت
راعي الكنيسة
الإنجيلية بالعباسية- القاهرة
نواصل دراستنا تحت عنوان: ماذا أرد للرب؟ والاجابة
أن نحبه، وهذا معناه أن نثق فيه، فلا معنى للحب بدون ثقة، والثقة هي علاج فعال
للخوف. يعتبر الخوف هو السمة العامة المميزة لعالمنا اليوم لا فرق بين عالم أول أو
ثاني أو ثالث.والخوف أنواع: منه ما هو صحي يدفعنا للحرص والإهتمام، وما هو
مرضي يشل الحياه .الخوف كالملح قليله مطلوب، كثيره يفسد.
مصادرالخوف: متعددة ( المرض، المستقبل، الناس، الفشل، التقدم في الأيام) من خلال مز92
يقدم الوحي روشتة العلاج:
أولا
– الحمد والشكر في كل الظروف: (مز 92: 1- 4 اف 5: 17) الإنسان عنده
طاقة منحة من الله مجانية، إما يستخدمها ويستنفدها في الشكوى، والأنين، والتذمر، أو
يستخدمها في الحمد والشكر. أنت من تختار كيف توجه طاقتك، أصلي أن نكون إيجابين، نرى
الخير قبل الشر، فيكون الشكر أسلوب
حياتنا، فتتغير نظرتنا للأمور مهما كانت قسوتها وحدتها، ما أجمل أن نلهج بمراحم
الرب ونتغني بها في الليل والنهار(علاقة مستمرة) أرجو ألا تكون علاقتنا بالله
كعلاقتنا بعربة الاسعاف او النجدة، وأرجو أن ننتقل من دائرة التذمر إلى دائرة
الشكر. ثانيا- الثقة في
افكار الله وطرقه: (مز92: 5- 11 ، اش 55: 8، رو 11: 33) الله صالح، بل كلي
الصلاح، مهما كانت معاناتنا، الله عالم بالخفيات بل كل العلم، مهما كانت
محدوديتنا، الله قادر بل كلي القدرة، مهما كان عجزنا، هو يعلم، يقدر، يريد، لذا أرم همك ( قلقك وخوفك أولاً
بأول عليه، (كل مسئوليتك
عليه) وهو يجري " مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ
يَعْتَنِي بِكُمْ " (1بط 5 : 7 )
" سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ
وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي ( مز37: 5 ) سلم كل ما يقلقك بين يدي الله
فترتاح (فكرة الأمانات) سلم الأمانة للقادر أن يحفظها..
.
ثالثًا-
التواجد في بيئة ملائمة: ( مز92: 12-
15 ) كالأرز في لبنان، مغروسين في بيت الرب. عالم الزراعة يخبرنا
إنه توجد بيئة تساعد على نمو النبات وأخرى تساعد على موته، وهكذا في عالم
البشر، توجد بيئة تساعد على نمو الخوف والقلق، وأخرى تساعد على نمو الاطمئنان
والسلام، فالإنسان ابن البيئة التي تحيط به ( الأسرة- المدرسة- الكنيسة- الأصدقاء)
لذا أحرص أن تكون في البيئة التي تساعدك أن تثق
في الله أكثر، أن تشكره أكتر.
ليكن لك مجموعة تساندك:( جا
4: 9، 2كو 1: 10، يع 5: 13، 14 ، عب 10:
25 ) كذلك ليكن لك مرجعية تصححك وتقومك في تجاربك وآلامك وضيقاتك، وما أجمل
أن تكون وعود الله وكلمته هي مرجعيتنا (2تي
3: 16) حاوط نفسك بكلمة الله، املأ ذهنك،
لا بأقوال وتحليلات السياسيين والاقتصاديينن، بل باقوال الله.. النتيجة الحتمية: أ- انتصار على الخوف، أو انحسار لهذه
الدائرة في حياتنا، ب- الاثمار، يثمرون في الشيب، لن يكون وقت
التقدم في العمر وقت خوف، بل وقت ثمر وفرح ، ليس وقت لانتظار الموت بل للعمل،
فالثمر ليس قاصرًا على مرحلة الشباب والقوة، فانت في الشيب مطلوب أكثر لأن خبرتك
أكثر غنى وعمق بالتالي ستكون مثمراً ومشجعاً أكثر لمن حولك من الخائفين.
ستعيش
كالنخل مرفوع الرأس، مهما كانت التجارب المحيطة، وستعيش قوياً ثابتاً مهما كانت
قوة الرياح المضادة، فتحيا كل يوم مخبراً للأجيال الجديدة بأن
الرب صالح، قوي، مستقيم، لا ظلم فيه، وشهادتك مصدقة ومؤثرة لأنها وليدة اختبار..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف
ألتقي بالرب؟
قال
إسحق نيوتن ( عالم الرياضيات ) : " إنني أستطيع بتلسكوبي أن أنظر بعيدا إلى
ملايين الأميال في الفضاء ولكن يمكنني أن أضع التلسكوب جانباً وأغلق باب حجرتي
وأنحني على ركبتي في صلاة خاشعة فأرى من السماء أكثر من كل ما يمكنني رؤياه بواسطة
أعظم التلسكوبات ... إذ أنني أتمتع بالقرب من الله ذاته!.. ما أروع أن يغلق الإنسان بابه ويقضي وقتاً رائعاً مع ملك الملوك
ورب الأرباب حيث الراحة والسلام والطمأنينة والبركة والشفاء!.. د. القس عزت شاكر