حوار
مع د. ماهر الضبع
أجرت الحوار: ايفت يني
عزيزي القارئ.. نقدم لك هذا الحوار مع أحد المشاهير في علم المشورة، إنه المهندس الدكتور ماهر الضبع.. عندما أجريت الحوار
معه، وجدته- بالرغم من مكانته وشهرته -
في غاية البساطة والتواضع، وأيضاً في قمة التمكن من آرائه ومفرادت كلماته..أدعوك قارئي
العزيز أن تتعرف على أفكار هذا العملاق من خلال هذا الحوار..
* د. ماهر.. يشّرف مجلة " المنبر
الخمسيني " التحاور معك.. وبداية نرجو التعرف عليك..
+ أنا ماهر ميخائيل الضبع.. حاصل على بكالوريوس
هندسة، قسم بترول. وكان ذلك منذ 25 عاماً. ومن وقتها وأنا أعمل كمهندس بترول.. وقد
حصلت على الماجستير والدكتوراه، في المشورة، من أمريكا- جامعة باسيفيك
يونيفرسيتي Pacific University أقوم بتدريس لغة عربية للأجانب،
وأقوم أيضاً بالتدريس في كلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة، وكذلك أقوم بالتدريس في
الجامعة الأمريكية بالقاهرة.. لي ثلاثة
مؤلفات هي: " نظرة جديد في الزواج" -" نظرة جديدة في المشورة
" والثالث باللغة الإنجليزية بعنوان " المسيحي الملحد " The Christian
atheist.. الحالـــــــة الاجتماعية: متزوج من سامية لويس، وهي خادمة بالكنيسة. ولي
ولدان وهما الآن متزوجان..
* كيف توازن بين مسئولياتك المتنوعة وبين
أسرتك؟
+ ولدانا مستقران، كل في بيته، وأنا والمدام
نخرج مرة كل أسبوع مثلاً، ومن وقت لآخر نقضي يومين في مكان جميل!
* هل عند حضرتك وقت تقدم فيه خدمات منبرية؟
+ نعم،
وأذهب لجميع الكنائس بما فيها الأرثوذكسية.
*
درسنا مع حضرتك في المشورة أن الكنيسة وقفت موقفاً معارضاً من هذا العلم
لفترة، فهل تغير الموقف؟
+ في
الحقيقة الكنيسة بعيدة عن واقع الشباب والأسرة المسيحية. هناك شباب ملحد. وأتجاسر وأقول:
هناك شباب داخل الكنيسة، لكنهم يرفضون هذا الإله الذي تقدمه الكنيسة بهذه الصورة!
هناك ملحدون بالفعل، وهناك رافضون للصورة التي تقدمها الكنيسة عن الله.. الكنيسة
لديها محدودية فكرية، وتهمل الجانب النفسي لدى الإنسان وتركز فقط على العظات!
* هل هناك عُقم فكري داخل الكنيسة؟
+
نعم بكل تأكيد هناك بعض القادة الذين يعانون من ضيق الأفق وعدم المرونة.
إنهم لايهتمون بالمشورة، ولا بنفسية الإنسان، وليس لديهم دراية كافية أو معالجة
صحيحة لمشاكل الشباب.
* دكتور ماهر.. لماذا لم يحاول متخصصو علم
المشورة الحوار مع الكنيسة لإقناعها بأهمية هذا الأمر، الخاص بالمشورة النفسية؟
+ للأسف، حاولنا مراراً كثيرة، ولكن الإصرار من
جانب الكنيسة على تركيز الخدمات فقط للجانب الروحي للإنسان وعدم المرونة، جعلت
التحسن في موقف الكنيسة بسيطاً جداً.
* دكتور ماهر..هل ترى سيادتك أن هناك ضرورة
ملحة لوجود اجتماع أسبوعي داخل كل كنيسة لتدريس مادة المشورة؟
+ إنه أكثر إلحاحاً في هذه الأيام أكثر
من أي وقت مضى.
* ما الذي دفع د. ماهر لدرسة علم المشورة،
ثم القيام بتدريس هذه المادة؟
+ الواقع
الذي رأيته داخل الأسر المسيحية وما تعاني منه السيدات في البيوت.
* هل هذا الأمر محتمل أن يدفعك للتفرغ من
عملك كمهندس ناجح ومشهور؟
+ نعم، برغم الخسارة المادية، لأن دخل مهندس
البترول عالِ، لكنني بمقارنة النتائج التي أربحها من علاج الخلل الأسري، والإشباع
الذي سيحدث للأسرة وهي تنصلح، هذا بالنسبة لي أكبر مكسب، ولا يقارن بالربح
المادي..
* هل حضرتك أول من بدأ بتدريس المشورة ؟
+ لا،
الشيخ جوزيف صابر يدرس مادة المشورة في كلية اللاهوت منذ زمن طويل..
* هل كل نظرية في علم المشورة لها مرجعية في
الكتاب المقدس؟
+ صحيح إن الكتاب المقدس يهتم بكل جوانب نفسية
الإنسان، وهناك بعض آيات كتابية تؤيد وتوضح نظريات معينة، وهناك بعض موضوعات
تُدّرس عن المشورة تستند على آيات من الكتاب، لكن توجد حالات نفسية وبعض المشكلات
تحتاج إلى علاج مبني على علم المشورة، مثل الوسواس القهري والإكتئاب..
* هل المجتمع الذكوري موجود داخل
كنائسنا وبيوتنا المسيحية؟
+
نعم موجود حتى في بيوت بعض الخدام، لأن الأمر مرتبط بالبيئة والتنشئة
والموروثات الاجتماعية الخاطئة. وهناك خدام يعلّمون
أن المرأة يجب أن تخضع لزوجها وتسمع كلامه. ولكن
المفهوم عن الخضوع، بحسب فكر الكتاب، هو الخضوع
المتبادل المبني على الحب بين الطرفين، وليس للمرأة فقط.
* ما
رأيك في الآية التي تقول: وَلأَنَّ
الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ
الرَّجُلِ(1كو 11 : 9).
+ إنها
مفاهيم قيلت في ظروف اجتماعية خاصة. فمثلاً يوجد تعليم يوضح المعاملة بين
الأسياد والعبيد. هل معنى هذا إننا نرجع إلى نظام العبودية لأنه ذُكر في الكتاب؟
طبعاً كلا لأنها كانت ظروفاً خاصة. وبالنسبة للرجل والمرأة فمكتوب أن الله خلق
الرجل والمرأة على صورته، فالمرأة مثل الرجل تماماً مكرمة ولها نفس المكانة.
* إذاً ما هو حال الأسرة المسيحية بحسب ما رأيت
من مشاكل؟
+ للأسف، حتى بعض أسر خدام الإنجيل حالها ليس
جيداً. والسبب مفاهيم خاطئة عند الرجل عن المرأة، وعدم إدراك أهمية التواصل بين
الطرفين، والجهل بكيفية العلاقة بين الزوجين، وأمور أخرى مثل تدخل الأهل بينهما،
والأمور المالية، وكذلك الجنس بينهما. واتخاذ القرارات في مثل هذه المواضيع، إن لم
يكن للأسرة دراية كاملة عنها، لن تستطيع أن تعيش الحياة المسيحية السليمة كما يراها
الله. الأسرة تحتاج إلى بذل الجهد باستمرار، لتطبيق التعليم الصحيح الذي في فكر
الله عن الأسرة والزواج.
* هل هناك مشكلة في المرأة نفسها، بمعنى هل
هي أيضاً عاشت داخل قالب " النقص " الذي توصف به؟!
+ نعم
وهي أيضاً عليها دور هام في الخروج من هذا القالب الخاطئ المظلم والظالم!! *
المرض العقلي والمرض النفسي ماذا عنهما؟
+ المرض العقلي من الضروري جداً علاجه بالأدوية،
زائد الجلسات النفسية. أما المرض
النفسي فنكتفي
أحياناً بجلسات نفسية، وأحياناً الجانب الروحي أيضاً. ومن الطبيعي، عندما يكون
الإنسان واعياً، أن يقدم له الحل الروحي.. نعّرفه أن المسيح جاء لخلاص نفسه وأنه
يعطيه حياة أفضل.. ولكن في الحالات النفسية العقلية يجب العلاج العلمي أولاً..
* هل كل حالة نفسية قد يكون وراءها سكنى
أرواح شريرة؟
+ لا
أبداً.. هناك حالات نفسية بحتة..
* شكراً لك دكتور ماهر
على هذا الحوار، والمجلة شُرفت بلقاء حضرتك..
+ شكراً لك وللمجلة..