سفر أخبار الأيام الأول
سفرا أخبار الأيام الأول مع أخبار الأيام الثاني، كانا في الأصل العبري
سفراً واحداً. وهو الثامن في سلسلة الأسفار التاريخية. وكاتب هذا السفر يعود بنا
إلى البداية الأولى، فيبتدئ من آدم ومن يليه في السلسلة البشرية، حتى يصل بنا إلى
سلسلة نسب اليهود، وبالأخص بيت داود، باعتباره البيت المالك، ليؤرخ لأحداث فترة
زمنية تقدر بـ 40سنة. وقد عاد بنا الكاتب إلى أحداث كانت قد وردت في سفري صموئيل
وسفري الملوك، وسجل أيضاً أحداثاً جديدة في هذا السفر... كُتب هذا السفر بعد الرجوع
من السبي البابلي، لفائدة هؤلاء الراجعين الذين كانوا يجهلون الكثير من أنسابهم
وتاريخهم الديني والسياسي.
* كاتب السفر: هو عزرا الكاهن الكاتب،
وإليه ينسب اليهود إكمال وترتيب أسفار العهد القديم. وقد كتبه سنة 440 ق. م، وبعد
الرجوع من السبي البابلي.. ويحتوي السفر على 29 أصحاحاً،ويمكن تقسيمه إلى قسمين
رئيسيين, وهما كما يلي:
* القسم الأول: (ويشمل
الأصحاحات من 1إلى 9) وفيه سلاسل الأنساب البشرية، من آدم وحتى رجوع اليهود من
السبي البابلي. وفي البداية نجد أول سلسلة للأنساب البشرية، وحتى الوصول إلى يعقوب
وعيسو (ص1). ونجد الكلام عن بني يعقوب، والتركيز على سبط يهوذا وحتى الوصول إلى
بيت داود (ص2 ) ذكرأنسال داود حتى الوصول إلى زربابل الذي قاد مجموعة من الراجعين
من السبي البابلي إلى وطنهم ( 3 ) الكلام عن الأسباط: يهوذا، وشمعون، ورأوبين،
وجاد، ولاوي، والذي منه الكهنة واللاويون المرنمون للرب ( ص 4- 6 ) ثم يساكر،
وبنيامين، ونفتالي، ومنسى، وأفرايم، وأشير( ص 7 و8 ) ويختم هذا القسم بكلام عن
أحوال سكان أورشليم بعد أن عاد إليها من كانوا في السبي (ص9) وهذا القسم يُذكر فيه
كم كبير جداً من أسماء وأنساب الإسرائيليين، ومن سبقوهم في السلسلة البشرية..
* القسم
الثاني: يبدأ هذا القسم بموت شاول، وينتهي بموت داود، ويتخلله
ذكر أحداث متعلقة بدواد ورجال مملكته. ويروي المؤرخ ما جاء على شاول في معركته مع
الفلسطينيين، وكيف انتهت المعركة بهزيمة شاول وموته هو وبنوه الثلاثة (ص 10 ) ثم
يبدأ من هنا تاريخ داود بوصوله إلى عرش الحكم في حبرون، وعلى سبطين فقط. وكلام عن
أبطال داود الأقوياء، والذين تبعوه وناصروه وتوجوه ملكاً (ص11و12) ونجد
داود ومن معه ينقلون تابوت الله من يعاريم إلى أورشليم على عجلة، ولكن التابوت لم
يصل إلى أورشليم، لأن
الرب اقتحم عزة (ص13 ) ثم
انتصارات داود على الفلسطينيين، وقد ذاع صيته واشتهر جداً (ص14) ونقل تابوت الرب للمرة الثانية
محمولاً على أكتاف الكهنة، ثم احتفال داود برجوع التابوت (
ص15و16 ) داود يعلن عن رغبته في بناء الهيكل، ولكن كانت إجابة الرب له هي أن ابنه
الذي سيملك بعده، هو من سيقوم بهذه المهمة ( ص17) ثم نقرأ عن إنتصارات داود على
عدة ممالك مجاورة وإخضاعها له، ونجد أيضاً ذكراً لأسماء الرجال المعاونين لداود في
الحكم، لقد أعطاه الرب نجاحاً باهراً في كل شئ، وشهرته ملأت الآفاق! (ص18- 20)
ولكن
الشيطان لم يترك داود يهنأ بهذا النجاح العظيم، فاستغل ما كان في قلبه من زهو
وافتخار بكثرة وقوة جيشه المنتصر، وهمس لدواد بأن يحصي رجال الجيش. والله سمح الله
للشيطان باغواء داود، بحسب من نقرأ في (2صم24: 1) ونتيجة لخطية داود، أرسل الرب
الوباء على الشعب فسقط في يوم واحد سبعون ألفاً (ص21 )
ولما شاخ داود بدأ في ترتيب أموره، فقام بتمليك سليمان ابنه مكانه، ثم قام
بإعداد مواد البناء اللازمة للهيكل، الذي سوف يبنيه سليمان في ما بعد (ص22 ) وقام
داود أيضاً بإعداد اللاويين وترتيبهم وتصنيفهم للخدمة والتسبيح في بيت الرب (ص23)
وقام كذلك باعداد الكهنة لخدمتهم وقسمّهم فرقاً لترتيب قيامهم بخدمتهم في الهيكل (ص24)
وقام بترتيب المغنين أو المسبحين الذين يجيدون العزف على الآلات الموسيقية للتسبيح
في بيت الرب (ص25) وكذلك قام داود بترتيب نظام العمل للعمال في بيت الرب (ص26 )
ونقرأ عن نظام قادة الجيش في المملكة، ونظام الرؤساء للأسباط الإثني عشر، ووظائف
أخرى خاصة بأملاك الملك (ص27 ) ووضع داود الخطط لبناء الهيكل وأعطاها لسليمان،
وألقى خطاباً على الشعب (ص28) وفي ختام السفر نجد الكلام عن تقدمات الشعب لبناء
الهيكل، وصلاة داود، وتمليك سليمان ثانية ومسحوه للرب. وأخيراً وفاة داود
(ص29)
* ملاحظات ختامية:
+ الشخصية الأبرز في السفر:
داود هو الشخصية الأبرز، والترتيبات التي قام بها
لبناء الهيكل والخدمة فيه. وترتيب رجال مملكته..
+ تضم أل 9 أصحاحات الأولى من السفر أكبر كم من الأسماء والأنساب، ويتفوق
على أي سفر آخر في ذك.
+
آية تعبر عن طابع السفر: " وَدَاوُدُ بْنُ يَسَّى مَلَكَ عَلَى كُلِّ
إِسْرَائِيلَ. وَالزَّمَانُ الَّذِي مَلَكَ فِيهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَالزَّمَانُ
الَّذِي مَلَكَ فِيهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ أَرْبَعُونَ سَنَةً. مَلَكَ سَبْعَ
سِنِينَ فِي حَبْرُونَ، وَمَلَكَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ.
(1أخ 29 : 27)