في
استخدام الرب للنبيين موسى وإرميا نرى عجباً: فعندما أرسل الرب موسى إلى مصر ليخرج
بني إسرائيل من عبودية فرعون، كان عمر موسى في ذلك الوقت ثمانين عاماً. وقد حاول
موسى التنصل من هذه الإرسالية، لا بسبب شيخوخته فقط ولكن لأنه كان ثقيل اللسان،
ولكن مع إصرار الرب على إرساله، رضخ لأمره وذهب (خر3 و4 ) ولم تعقه شيخوخته ولا
ثقل لسانه عن القيام بمهمته على الوجه الأكمل، فقاد الشعب في الخروج وعبور البحر
الأحمر، وبعد ذلك في البرية.
وعندما دعا الرب إرميا ليرسله إلى ملوك وقادة مملكة يهوذا لتحذيرهم من الإستمرار في شرورهم
وعصيانهم، كان إرميا في ذلك الوقت ولداً! وقد حاول التنصل من هذه المهمة بسبب صغر
سنه، ولكن الرب قال له: " لا تقل إني ولد، لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب
وتتكلم بكل ما آمرك به
"(إر1: 7 ) وقام
إرميا بكل ما كلفه الرب به من مهام.. ومن هنا نرى أن الرب يستخدم عبيده وخدامه في
أي مرحلة من أعمارهم، وحتى لو كانت لديهم عوائق طبيعية، لأن البشر هم أدوات في يده
ويستطيع أن يستخدمهم مهما كانت المعوقات التي لديهم!!