أفكار عملية للخدام
القس ثروت ثابت
راعي الكنيسة الإنجيلية بالعباسية- القاهرة
.
اخوتي
الشباب قراء هذه المجلة الجميلة، اشكر الله من أجل محبتكم للرب وتعلقكم به، كما
اشكره لأن غالبية كنائسنا في مصر تعتمد عليكم في عمل الخدمة، في كافة المجالات
والقطاعات، لذا دعوني أهمس في آذانكم ببعض التأملات والأفكار العملية من انجيل
مرقس، والذي يقدم لنا يسوع الخادم النوذجي، الذي لم يأت ليُخدم بل ليخدم ويبذل
نفسه فدية عن كثيرين ( مر10: 45 )
1- الخادم
الحقيقي مدرك لهويته، ودوره، وحدوده، لذا فهو متحرر من الصراع السلبي، والغيرة
المرة، ولايري في المتفوقين عليه منافسين أو مُهددين، بل مكملين، وهذا ما عاشه
يوحنا المعمدان لذا قال بكل فرح وسرور:« يَأْتِي
بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ
وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. أنَا عَمَّدْتُكُمْ بِالْمَاءِ، وَأَمَّا هُوَ
فَسَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ»
(مرقس 1: 7، 8)
2- ان مستوى الخادم مهما علا وارتفع روحيًا، لا يمنعه من اجتياز
التجارب والضيقات والحروب الروحية. وهذا لا يشككنا في إيماننا ولا محبة الرب لنا،
بل يثبتنا أكثر" وكان هناك في البرية أربعين يوما يجرب من الشيطان " لكن
الله لم ولن يتركه بمفرده في تجاربه، بل يرسل ملائكة تخدمه وتحفظه « وَصَارَتِ
الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ»( مر 1: 11- 13).
3- الخادم المؤثر لا يعمل بمفرده مهما كانت قدراته وامكانياته، بل
يدعو آخرين ويتلمذهم ليعملوا معه، الرب يسوع وهو الله الظاهر في الجسد كلي
القدرة اختار 12 تلميذا ودربهم، وشجعهم
ليصطادوا معه بشبكة النعمة النفوس الغارقة في بحر الخطية. (مر1: 14- 20). احذر أن
تعمل بمفردك فتكل، تمثل بسيدك، واشرك آخرين معك ولاتخف..
4- الخادم الفعال يتكلم ويعلم بقوة وسلطان،
وسلطانه نابع من كونه يعمل بما يُعلم، وليس كالفريسيين، الذين لا يعملون بما
يعلمون، لذا ليس لحياتهم أي تأثير الا سلبيًا. «فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ
سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ» ( مر1: 2 )
5- الخادم الأمين يخدم الرب أينما وجد، في
البيت، الكنيسة، العمل، في الخفاء، والعلن، يخدم أفراد قلائل، أو جماعات
كبيرة، فالرب يسوع خدم للجمهور خدمات
تعليمية علنية، ثم اتجه لبيت حماة سمعان وخدمها خدمة فردية جسدية إذ شفاها من مرض الحمى. كما شفي
كثيرين غيرها، إذًا خادم المسيح يقدم خدمات تعليمية تنير العقل والذهن، وتخلص
الروح وتبهجها، كما يُقدم خدمات لشفاء واشباع حاجات الجسد. ولا تعارض بين
الخدمتين، وكلاهما مطلوب ومقدر(مر1: 21-29)
6 - الخادم المجتهد
مواظب على التواصل مع الله في الصلاة مصدر ونبع قوته. إن الخادم بدون
صلاة كسيارة بلا وقود، وكالموبايل بدون
شحن، إنه معرض للضعف، والتوقف، أو الكبرياء.
« وَفِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ
خَلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ» (مر 1 : 35)
7 -
الخادم الذي بحسب قلب الرب شخص عاقل ومتزن، غير متطرف في جانب على حساب الآخر، لذا
فهو يصلي ويعمل، كما يعمل ويُصلي، لا تطرف في جانب على حساب الآخر وهذا ما رايناه
في شخص يسوع يصلي ويعمل، ويعمل ويصلي ( مر1: 37- 39 )