الشيخ الياس بشرى
بالكنيسة
الإنجيلية بدير الجرنوس - مغاغة
أرجو
أن تركز على القول الكتابى فى (إش 58) : "أمثل هذا يكون صوم أختاره؟ يوماً
يذلل الإنسان فيه نفسه، يحنى كالأسلة رأسه، ويفرش تحته مسحاً ورماداً.. أليس هذا
صوماً أختاره : حل قيود الشر. فك عُقد النير، وإطلاق المسحوقين أحراراً، وقطع كل
نير. أليس أن تكسر للجائع خبزك، وأن تدخل المساكين التائهين الى بيتك؟ إذا رأيت
عرياناً أن تكسوه، وأن لا تتغاضى عن لحمك. حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك، وتنبت صحتك
سريعاً، ويسير برك أمامك.. حينئذ تدعو فيجيب الرب. تستغيث فيقول : هأنذا" (إش6:58-9).
فوائد الصوم :
1-
الصوم يرفع درجات الإيمان الى أعلى درجة، إذ تجد نفسك تؤمن بأمور لم تكن تصدقها..
2-
الصوم يعلى درجة الحس الروحى، إذ تسمع الله بوضوح. مثلما يكون عمق الصوم يكون عمق
صوت الله لك، وتستطيع أن تميز بين صوت الله وصوت العدو..
3-
يرفع الصوم مستوى القداسة لديك، ويساعدك على كسر العادات السيئة. فكلما صمت،
تستطيع أن تكسر هذه العادات..
4-
يفتح الصوم الباب الى محضر الله، فعندما تصلى تجد حضور الله يأتى لديك ويضعك فى
مكانة قريبة من محضر الله..
5-
يزيد الصوم من المسحة الإلهية عليك، فالمسحة هى للتأهيل الإلهى، وقوته لك، وعند
الصوم تزداد، اذ تجد نفسك تعمل أموراً أكثر من قوتك الطبيعية...
6- يكسر الصوم قيوداً في حياتك من الممكن أن
تكون موجودة منذ الطفولة، أو علاقات تعيق علاقتك مع الله، فعند الصوم يطلق الرب
قوته منك...
7-
يأتى بحماية كاملة على حياتك. فعندما ذهب عزرا الى الملك، لكى يبنى البيت (الهيكل)
وأخذ كل متعلقات الهيكل من خزائن بيت الملك، الخاصة بالهيكل، كان يحتاج للحماية له
ولمن معه فى سفرهم الى أورشليم، فيقول عزرا : "فصمنا وطلبنا ذلك (أى حمايتهم
من الأعداء) من إلهنا فاستجاب لنا" (عز23:8)..
الصوم وكيفيته :
1-
أن يكون الصوم سرياً، بين الإنسان والله فقط.. (مت16:6-18).
2-
تكون مدة الصوم يوماً كاملاً، من المساء إلى المساء انظر (لا32:23).
3-
الإنقطاع التام، طيلة اليوم، عن الأكل والشرب، كما صامت أستير وشعبها. (أس15:4-16)
وكما صام أهل نينوى (يو5:3-7).
4-
أن يكون الصوم اختياريا. يقول الرب يسوع : "فمتى صمت".
5-
أن يقترن الصوم بالصلاة.. "فوجهت وجهى إلى الله السيد، طالباً بالصلاة والتضرعات
بالصوم والمسح والرماد" (دا 3:9).
6-
أن يقترن الصوم بالاعتراف بالخطية والتوبة عنها.. يقول الكتاب : "فاجتمعوا
(أى بنو اسرائيل) إلى المصفاة، واستقوا ماء وسكبوه أمام الرب، وصاموا فى ذلك اليوم
وقالوا هناك : قد أخطأنا الى الرب". ويقول أيضاً : "ارجعوا الىّ بكل
قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح، ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم، وارجعوا الى الرب
الهكم" (يؤ12:2-13)..