القس /عزيز مرجان
رئيس المجمع الخمسيني بمصر
"والمرأة
هربت إلى البرية ، حيث لها موضع معد من الله ، لكى يعولوها هناك ألفاً ومئتين
وستين يوماً " ( رؤ 12 :
6 ) .
قد يستغرب البعض عندما
يرى المرأة ( التى هي الكنيسة ) ستحضر الضيقة . وقد يظهر هنا سؤال لابد أن
نرد عليه وهو : كيف تكون المرأة ، التى ولدت ابناً ذكراً وصف بهذه
الصــــــــــفات العظيمة ، يُخطف هو وتبقى هي تحضر الضيقة ؟ إن الكنيسة تلد
أشخاصاً قد يكون بينهم مفارقات، فمنهم القوي كالأبن الذكر ، ومنهم الأقل قوة . فمن
كان على مستوى الابن الذكر، فســـــــينال مكافأة الابن الذكر ، ومن كان دون ذلك
فسوف يجتاز الضيقة ولكن ليس كهؤلاء الذين ســــــــــــــــــوف تنصب عليهم جامات
غضب الله من السماء، بل سيكونون فى حماية الله، الذي سوف يقوم بنفسه بحمايتهم ..
فالغالبون
هم الساهرون كما جاء فى(لو21: 36) " إسهروا وتضرعوا فى كل حين ، لكي تُحسبوا
أهلاً للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون وتقفوا قدام ابن الانسان " ويؤكد
الرب قبل ذلك فى عدد (23) كلامه عن الضيقة
العظيمة فيقول :" انه سيكون ضيق عظيم على الأرض " .. ولا ننسى أن هذه
الضيقة هى ضيقة يعقوب ، كما جاء فى ( إر 30 : 7 ) . إلا أننا نجد أن الكنيسة تشارك
فى هذه الضيقة ، من المؤمنين الذين لم يكونوا على مستوى الابن الذكر ، لكى تصل إلى
نفس المستوى إثناء الضيقة . ولكي نتأكد من أن هذه المرأة هي الكنيسة ، نقرأ أن
باقي نسلها باقي نسلها يحفظون
وصايا الله وعندهم شهادة يســــــــــــــوع المسيح . فالابن الذكر ، أو الباكورة ، يــــقال عنهم فى ( رؤ 14
:4 ) " هؤلاء هــــــــم الــــذين يتبعون الخروف حيثما ذهب " فالابــــن
الذكر " مولود المرأة ، مرتبط بالـــــــــــــــــــخروف ، والــــــمــــــــــرأة
متسربلة بالشمس ، أى بالمـــــــسيح ، وباقـــــــــــــي نسلها عندهم شهادة يسوع
المسيح . إذاً هذا يثبت أن المرأة هي الكنيسة ..
"والمرأة هربت إلى البرية حيث لها موضع
مُعد من الله " . تحدد ميعاد هروب المــــــــــــــــــرأة بالألف والمئتين
والستين يوماً فى النصـــــــــــــــــف الثانى من الضيقة ، وفي نفس التوقيت طُــــرح
التنين الذى كان يريد ابتلاع الابن الــــــذكـــــــــــــر ويقول" إلى البرية "
ويحدد لها موضع ، كما حدد لها التوقيت. والموضع معد من الله نفسه ، والتوقيت أيضاً
بقرار من الله ، حيث لا دخل للعدو في ذلك وقوله " لكي يعولوها هناك
" أى فى البرية..
تأمل كلمة " لكي يعولوها " .. إن العائلين مكلفون بهذا
العمل فقط لخدمة المرأة . فالإعداد من الله . ولا ننسى أن ذلك الوقت هو زمن
العجائب . وكما أمر الرب الغربان وأرملة صرفة صيدا ، أن يعولوا إيليا فى زمن القحط
، هكذا ستكون هذه الأيام عندما يكلف الرب هؤلاء بإعالة المرأة فى البرية . فالكنيسة
في البرية مُعالة من مجموعة من الناس مكلفين بهذا العمل من الله ، كما سبق الحديث
..
فالعائلون للكنيسة اثناء الضيقة هم أفراد وجماعات بعيدون عن نطاق حكم الوحش
، وهم الذين يسكنون البراري . وربما يكونون من هؤلاء الذين يسكنون المناطق الجديدة
المستصلحة ، حيث يفتح الرب عيونهم وعقولهم ليعولوا الكنيسة مع البقية التقية
الواردة من جماعة اليهود ، وسيكافأون من الله على عملهم هذا تجاه الكنيسة ، وشعب
الله . وقد أشار الرب إلى ذلك فى ( مت 25 : 31 – 46 ) . وسوف تكون الكنيسة فى
الضيقة محفوظة ومُعالة مــــــــــــن الله ، وليس كما يظــن البعض إنها مهددة ،
إذ لاتكون تحت سلطــــــان الوحش، حيث انه في تلك
الأيام يصدر أمراً بحرمان كل من لا يسجد له ، من البيع
والشراء ، حيث ليس له السمة ، أو اسم الوحش ، أو عدد اسمه ، كما هو مبـــــــــين فـــــــي
( رؤ 13 : 17 ) .أما الكنيسة فهي محررة من هذه القيود، حيث تُعال هناك في مكانها
الذي أعده الله لها كل زمن الضيقة العظيمة ، المحددة بـ 1260 يوماً .