القس : عزيز مرجان
( رئيس المجمع الخمسيني بمصر )
في سفر الرؤيا يعطي الرب وعودا عظيمة للغالبين وتوجد أنواع للغلبة :
1-غلبة العالم بالإيمان وهذه هي الغلبة التي
نغلب بها العالم (إيماننا) " 1يو 5 :4 "
2-غلبة الشيطان بالـدم وهـم غلبـوه بدم
الخروف وبكلمة شهادتهم " رؤ12: 11 "
3-غلبة الشر بالخير ( لا يغلبنك الشر بل
إغلب الشر بالخير) " رو12 : 23 "
وتوجد وعود مباركة للغالبين أذكر أبرزها فيما يلى :
" من يغلب فلا يؤذيه الموت الثانى " ( رؤ 2 : 11 )
إن من يؤذيه الموت الثانى هو الذى لن يحظى بالقيامة الأولى ، وهى التى جاء عنها فى ( رؤ 20 ) أما من ليس لهم نصيب فى هذه القيامة الأولى فقل عنهم " وأما بقية الأموات فلم تعش حتى تتم الألف السنة " اى لم تقم فى القيامة الأولى ، فالمؤمن المغلوب الذى سيؤذيه الموت الثاني ، هو من لن يقوم فى القيامة الأولى ولكن سيقوم فى
القيامة الثانية بعد الملك الألفي ، ويكون نصيبه ميراثاً أرضياً مع الشعب اليهودى .
إذ يقول فى ( رؤ 20 : 12 ) " ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام الله ، وانفتحت أسفار وانفتح سفر اخر هو سفر الحياة ، ودين الأموات مما هو مكتوب في السفر بحسب أعمالهم ، ثم يقول في ( عدد 15 ) وكل من لم يوجد مكتوبا في سفر الحياة طرح في بحيرة النار " .
إذا سيفتح سفر الحياة بعد الملك الألفي ، ويكون ضمن الواقفين أمام العرش العظيم الأبيض ، أولئك المؤمنين الذين كانوا في حياتهم على الأرض مغلوبين ولذلك إذ هم الموت الثاني فلم يحظوا بالقيامة الأولى .
أما من يغلب فلن يؤذيه الموت الثاني أي سيقوم عندما يأتي الرب من السماء لأخذ كنيسته فيقوم الراقدون ويتغير الأحياء ويصعد الجميع لملاقاة الرب في الهواء
وهذه هي القيامة الأولى التي قيل عنها هذه هي القيامة الأولى مبارك ومقدس لمن له نصيب في القيامة الأولى (رؤ 20 : 5 ،6)
" من يغلب ... فسأعطيه سلطانا على الأمم " رؤ2 : 26
يعتقد البعض أن هذا السلطان خاص بالمسيح فقط ولكن المسيح سيعطيه للغالبين أيضا كما هو موضح بالآية التي نحن بصددها ومن هنا نعلم أن الابن الذكر الذي ولدته المرأة المتسربلة بالشمس (رؤ 12: 5) والذي قيل بشأنه فولدت ( أي المرأة ) إبنا ذكرا عتيدا يرعى جميع الأمم كعصا من حديد فهنا يقول عن الغالب أنه سيعطيه سلطانا على الأمم هذا سلطان للغالبين فقط الذين هم الباكورة
" فيرعاهم بقضيب من حديد كما تكسر آنية من خزف كما أخذت أنا أيضا من عند أبي " (رؤ 2: 27)
وهنا يتضح أن هذا السلطان المعطى للغالب على الأمم يمنحه وظيفة الراعي ثم سلطان الحكم ( يرعاهم بقضيب من حديد ) أي بقوة لا تنكس لأنها صادرة من عند الرب ولا يحمل عصا من حديد بالمعنى الحرفي بل يكون حكمة بسلطان وقوة من الرب وقد قال بولس في ( 1كو 6: 2، 3 ) " ألسـتم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم ؟ ألستم تعلمون أننا سندين الملائكة " ؟
يخلط البعض هذا السلطان بسلطان يسوع لكن هذا السلطان هو للغالبين كقوله "كما أخذت أنا أيضا من عند أبي" فالمسيح سيعطي نفس السلطان ونفس القوة للغالبين"
"وأعطيه كوكب الصبح" ( رؤ2 :28 )
إن حظ المؤمن الغالب عظيم جدا إذ سيأخذ ما يعوضه عن الحروب التي عانى منها كثيرا ولذا يقون عنه الرب سأعطيه كوكب الصبح وكوكب الصبح هو الرب يسوع نفسه (رؤ 22: 16) ومعروف عن الكوكب أنه أول نور يبزغ في وسط الظلام لكي ينير فسيحظى المؤمن الغالب بهذا المنصب العظيم بأن يصير له كوكب الصبح لأنه حاز الكوكب الأصلي وهو شخص الرب يسوع ويصبح هذا المؤمن الغالب كوكبا لامعا في الدهر الآتي كما ذكر في ( دانيا 12 :3 ) والذين ردوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور ..
"من يغلب فسـأعطيه أن يأكـل مـن شجرة الحياة التي في فردوس الله" (رؤ 7:2 )
من يغلب هنا يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله وقد ذكرت شجرة الحياة في تك9:2 وكانت في وسط الجنة وقد منع آدم من الأكل منها لئلا يحيا إلى الأبد خاطئا
ولا يكون له خلاص هذه الشجرة انتهت وانتهى مكانها أما شجرة الحياة الثانية المشار إليها في هذه الآية فمكانها في وسط فردوس الله ، والفردوس هنا هو ما قال عنه بولس في 2كو4:12 لأنه أختطف إليه فشجرة الحياة هنا هي المسيح والأكل منه شيء ليس بغريب وسيأكل منه الغالبون والأكل هنا هو التلذذ والتغذي بيسوع المسيح من كل جوانبه
" من يغلب فسأعطيه أن يأكل من المن المخفي " ( رؤ17:2 )
المن المخفي هو جوانب مازالت مخفية في الرب فالرب هو المن وقد أعطاه لنا قائلا أنا المن النازل من السماء لكي توجد جوانب مخفية الآن وسيعلنها الرب في الأبدية للغالبين ليتمتعوا بها مكافأة لهم
" من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضًا " ( رؤ 5:3 )
لقد ظهر هنا أن الاستحقاق ناتج عن الغلبة والرب يعد كل من يرغب في الغلبة أنه سيلبس ثيابا بيضا وهم المستحقين أن يمشوا مع الرب في الأبدية كما قيل عن الباكورة أنه سيتبعون الخروف حيثما ذهب
" من يغلب فسأجعله عمودا في هيكل إلهي" ( رؤ 12:3 ) الرب يعطي وعدا للغالب بأنه سيجعله عمودا في هيكل الله وهنا يصف ثبات المؤمن أمام الله في السماء ووجوده الدائم فهو عمود الهيكل الروحي أي يحمل المسئولية ويكون ضمن المعتبرين أنظر ( غل 9:2 ) فسأجعله عمودا أي يكون صاحب شخصية معتبرة في هيكل الله الأبدي .
تعليقات القراء :
" نشكر الله على هذا العمل العظيم ( المنبر الخمسينى ) لأنها تتيح لنا ان نقرأ كلمة الله بكل تدقيق ، ولا سيما من خلال المسابقة .. الرب يبارك هذا العمل ، وكل فريق الخدمة ، ويستخدم المجلة لتكون بركة لكل أحد تقع فى يده . وأصلى أن تصل المجلة لعدد كبير من الناس "
ماجد جرجس الساعاتى ، وزوجته ، وولداه : ديفيد ومارتن .. بنى مزار ..