خوف .. وحفرة .. وفخ ..!
يسرى فوزى ..
المرنم وخادم الإنجيل ..
"الَّذِي يَهْرُبُ مِنْ
وَجْهِ الْخَوْفِ يَسْقُطُ فِي الْحُفْرَةِ، وَالَّذِي يَصْعَدُ مِنَ الْحُفْرَةِ
يَعْلَقُ فِي الْفَخِّ، لأَنِّي أَجْلِبُ عَلَيْهَا، أيْ عَلَى مُوآبَ، سَنَةَ
عِقَابِهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ" (إر44:48) ولنا في هذا النص الكتابي ثلاثة مشاهد :-
1) الخوف وعلاجه :
العالم وضع في الشرير، فبالتالي أموره كلها شريرة
ومرعبة. فالخوف من المجهول ومن المستقبل، ومن الظروف ومن الأحداث المضطربة،
المتغيرة، ومن موأمرات الأشرار، ومن الموت، هو الأمر السائد.. وهذا هو سلاح إبليس
السائد في عصرنا هذا!! ألم يسم "عصر السرعة؟" بل أقول؛ انه عصر الخوف
والرعب..!! عصر الأسلحة المتطورة، وعصر الأمراض المستعصية، وعصر الأقوياء
الجبابرة.. وهكذا وضع إبليس العالم في الخوف المستمر، انه "الْخَوْفَ مِنْ كُلِّ
جَانِبٍ"
(إر29:49).
وعلاج الخوف علي أسس كتابية، هو أن تكون ابناً
لله، مستمتعاً ببركاته :
1- محبة الله : "لاَ
خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ
إِلَى خَارِجٍ" (1يو18:4).
2- كلمة الله : تحصننا ضد الأفكار المخيفة
(إش9:31) .
3- عرش
النعمة : هو المشجع العظيم ضد الخوف. "لا تخافوا بل اعبدوا الرب بكل
قلوبكم" (2صم 20:12)
4-
وعود الله : ضع اصبعك علي وعد من هذه الوعود، قائلاً لله "أنت قلت"، وقل مع
المرنم : "لا أخاف شراً لأنك أنت معي" (4:23).
أخيراً مشهد كتابي رائع في (مر35:4-41). فقد أخذ يسوع تلاميذه في المساء داخل سفينة. وفجأة حدث نوء ريح عظيم، فكانت
الأمواج تضرب الى السفينة. والتلاميذ كانوا خائفين جداً. وكان يسوع نائماً في
مؤخرة السفينة فأيقظوه وقالوا أما يهمك أننا نهلك؟ فقام وأسكت البحر وأبكم
الريح..! ونقول، تعليقاً على هذا الحدث : لن تغرق سفينة حياتنا.. أولاً :
لأن الرحلة بمشورة من الرب. لأنه قال لتلاميذه : "لنجتز الى العبر" ثانياً
: لأن الرب موجود بالسفينة، وإن كان نائماً، فان سلطانه بلا حدود. ثالثاً :
وهو نائم في المؤخرة، حيث تدخل المياه بعنف الي المركب، أي أن التجربة تمر عليه
قبل أن تصلنا. هو يتألم لآلامنا.. فلا يجب ان نخاف.
2) الحفرة والصعود منها :
وما أكثر الحفر التي يحفرها ابليس في الطريق لإسقاط
الناس.. ومنهم من يسقط فلا يقوم، ومنهم من يسقط ويحاول الصعود، ومنهم من يتجنبها
منتبها لها ومن هذه نذكر:-
1- حفرة الكراهية : لقد ألقى أخوة يوسف أخاهم في
الحفرة، بسبب الغيرة والكراهية (تك 24:37).
2- حفرة الأصحاب الخائنين : "وتحفرون حفرة
لصاحبكم" (أي 27:6).
3-
حفرة الخطية والنجاسة : "لأن الزانية هوة عميقة، والأجنبية حفرة ضيقة" (أم 27:23).
4-
حفرة يصنعها الإنسان لنفسه : "من يحفر حفرة يسقط فيها" (أم 27:26).
5-
حفرة الإبتعاد عن الرب : عن مثل الخروف الضال. اذ سقط هذا في حفرة (مت 11:12).
6-
الذين أعميت عيونهم : أعمي
يقود أعمي يسقطان كلاهما في حفرة (مت 14:15).
7-
حفرة الموت : "ينزلونك الى الحفرة" (حز 8:28).
والعلاج : نجده في (أي 24:33) "يترأف
عليه ويقول : اطلقه عن الهبوط الى الحفرة، قد وجدت فدية" والرب يسوع هو
الأقوى من ابليس. فالمسيح هو الذي يستطيع اخراجنا من الحفرة، فتتغنى مع داود في
(مز 4:103) "الذي يفدي من الحفرة حياتك".
3) الفخ وانكساره :
والفخ عبارة عن شرك يسقط فيه الإنسان فجأة ودون أن
يدري. فالفخ مختف والصياد مختفٍ، وبالتالي فأن الفخ هو خدعه من خدع ابليس الماكر..
1- فخ الأشرار : "احفظني من الفخ الذي
نصبوه لي" (مز 9:141).
2- فخ الصيادين : "انفلتت أنفسنا مثل
العصفور من فخ الصيادين" (مز7:124).
3- فخ
الرعب : "لأجل ذلك حواليك فخاخ ويريعك رعب بغتة" (أي 10:22).
4- فخ
المتكبرين : "أخفى لي المستكبرون فخاً وحبالاً" (مز5:140).
5- فخ
مجئ المسيح : "لأنه كالفخ يأتي علي جميع الجالسين علي وجه الأرض" (لو35:21).
والعلاج : هو الاحتماء في الرب القادر علي حفظنا من كل فخاخ ابليس
وسهامه الملتهبة. وفي (مز5:64-10) يتحدث عن الأشرار والمدبرين مكائد، مع قائدهم
ابليس.. فيقول : "يشددون أنفسهم لأمر ردئ، يتحادثون بطمر فخاخ قائلين من
يراهم؟ لكن الرب يرميهم بسهم.. فيفرح الصديق بالرب ويحتمي به"..
أخيراً : أين أنت، هل يكتنفك الخوف؟ أم ساقط فى حفرة، أم ممسوك
في فخ؟.. لا تخف، فالرب في ست شدائد ينجيك، وفي سبع لا يمسك سوء..
للإتصال : 01223308823