راعى كاتدرائية الكاثوليك بالمنيا
إقرأ معى ما تعلنه الكلمة فى إنجيل القديس مرقس (17:6-29) :
"لأَنَّ هِيرُودُسَ نَفْسَهُ كَانَ قَدْ أَرْسَلَ وَأَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ فِي السِّجْنِ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، إِذْ كَانَ قَدْ تَزَوَّجَ بِهَا. 18 لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لِهِيرُودُسَ:«لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ امْرَأَةُ أَخِيكَ» 19 فَحَنِقَتْ هِيرُودِيَّا عَلَيْهِ، وَأَرَادَتْ أَنْ تَقْتُلَهُ وَلَمْ تَقْدِرْ، 20 لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِمًا أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ، وَكَانَ يَحْفَظُهُ. وَإِذْ سَمِعَهُ، فَعَلَ كَثِيرًا، وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ. 21 وَإِذْ كَانَ يَوْمٌ مُوافِقٌ، لَمَّا صَنَعَ هِيرُودُسُ فِي مَوْلِدِهِ عَشَاءً لِعُظَمَائِهِ وَقُوَّادِ الأُلُوفِ وَوُجُوهِ الْجَلِيلِ، 22 دَخَلَتِ ابْنَةُ هِيرُودِيَّا وَرَقَصَتْ، فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ وَالْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَقَالَ الْمَلِكُ لِلصَّبِيَّةِ: «مَهْمَا أَرَدْتِ اطْلُبِي مِنِّي فَأُعْطِيَكِ». 23 وَأَقْسَمَ لَهَا أَنْ «مَهْمَا طَلَبْتِ مِنِّي لأُعْطِيَنَّكِ حَتَّى نِصْفَ مَمْلَكَتِي». 24 فَخَرَجَتْ وَقَالَتْ لأُمِّهَا:«مَاذَا أَطْلُبُ؟» فَقَالَتْ:«رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ». 25 فَدَخَلَتْ لِلْوَقْتِ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْمَلِكِ وَطَلَبَتْ قَائِلَةً:«أُرِيدُ أَنْ تُعْطِيَنِي حَالاً رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ عَلَى طَبَق». 26 فَحَزِنَ الْمَلِكُ جِدًّا. وَلأَجْلِ الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَرُدَّهَا. 27 فَلِلْوَقْتِ أَرْسَلَ الْمَلِكُ سَيَّافًا وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِرَأْسِهِ. 28 فَمَضَى وَقَطَعَ رَأْسَهُ فِي السِّجْنِ. وَأَتَى بِرَأْسِهِ عَلَى طَبَق وَأَعْطَاهُ لِلصَّبِيَّةِ، وَالصَّبِيَّةُ أَعْطَتْهُ لأُمِّهَا. 29 وَلَمَّا سَمِعَ تَلاَمِيذُهُ، جَاءُوا وَرَفَعُوا جُثَّتَهُ وَوَضَعُوهَا فِي قَبْرٍ".
"وَإِذْ سَمِعَهُ، فَعَلَ كَثِيرًا، وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ" (مر20:6) هيرودس مثل أى انسان، قد يسمع كلمة الرب من حين لآخر، وربما يعطى وعوداً للرب انه سوف يتخلى عن بعض الأخطاء البسيطة التى يفعلها أحيانا. لكن الخطية الكبيرة فى حياته، مازالت فى مكانها لن تُمس. أنت أيضاً قد تسمع أو تقرأ كلمة الرب بسرور وتتعزى بها، لكنها تعزية زائفة، فهناك إصبع الرب، التى تشير للتخلص من خطأ معين، لكنك لم تسمح للكلمة أن تصل إلى الأماكن الخاطئة داخلك..
* الخطية العظمى ..
قارئى الحبيب ..
* هل تفحص أعماق نفسك أكثر، وتطلب أن يكشف لك الروح القدس عن الخطية العظمى فى حياتك، وتحاول أن تغطيها بتفسيرات ومبررات، بحيث أصبحت شيئاً طبيعياً فى حياتك؟!
* عندما يصرخ داخلك روح الرب قائلاً : "لا يحل لك".. لا تتجاهله .. ابحث داخلك عن الشئ الذى يشير إليه، ويريدك أن تتخلص منه، لأنه مرفوض تماماً أمام الله..
- لا تقس قلبك.. واستجب لنداءات الرب لك
- تحرر من الرباطات التى ربطك بها ابليس
- تخلص من الأشياء التى تسلطت عليك، وأصبحت قيداً يعوقك..
* اتخذ قراراً حاسماً دون خوف أو تردد، ولا تخف من السقوط مرة أخرى، لأن معونة الرب سوف تسندك وتقيمك، طالما تتجاوب معها..
قارئى الحبيب ..
هل تبدو سعيداً أمام الناس ودائم الحركة؟ تعمل وتخدم كثيراً، لكن عندما تختلى بنفسك، تشعر بشئ فى داخلك ينخسك أو يهمس فى أذنك؟ انه صوت لا تستطيع الهروب منه لأنه يلاحقك دائماً. تحاول أن تريح ضميرك بتجميل الخطأ، أو تقنع نفسك أن لا ذنب لك، لأنك ضحية الظروف أو ضحية من حولك!! إنها محاولة للهروب من أخطائنا..
لا تعتقد عندما تحاول إراحة ضميرك مثلما فعل هيرودس "وأمسك يوحنا وأوثقه فى السجن" (مر17:6) أن المشكلة سوف تُحل، إنها ستبقى، وضميرك لن يرتاح إلا عندما ترجع لله تائباً..
* أراد هيرودس أن يصنع معاهدة مع يوحنا، لكنها معاهدة الشيطان، وربما حاول الضغط عليه لكى يتراجع عن موقفه، وبالعرض عليه أن يحرره إذا تراجع عن كلامه، أو أن يعتذر عما قاله، لكن هذه حرية ابليس..
الحرية الحقيقية هى التحرر من سيطرة وقيود الخطية، حتى إذا كنت مسجوناً ومقيداً بين جدران "فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا" (يو36:8).
عزيزى القارئ ..
هل تواجه اغراءات ابليس، وخاصة وقت تعرضك إحتياجات؟ وقد يُظهر لك مدى المعاناة التى يتعرض لها مَن يسير فى طريق الرب، ابليس يريد أن يقيدك، فلا مهادنة مع ابليس.
عزيزى القارئ ..
* هل تحتاج لإتخاذ قرار حاسم لكى تتغير أمور كثيرة فى حياتك؟ هل أخذت قرارات كثيرة فى حياتك بترك أمور سيئة، لكنك للأسف تراجعت عنها؟ وكلما تتقدم خطوات للأمام، تجد نفسك سرعان ما ترجع مرة أخرى إلى الوراء؟ لأن تأثرك بكلمة الرب، تأثر وقتى، قراراتك لم يكن أساسها علاقة حية مع الرب، لذلك تهتز بسهولة..
هل تشعر بخيبة أمل؟ لأنك توقعت أن يتدخل الرب بطريقة معينة ليحل مشكلتك، رغم أنك رفعت صلاة، ومع ذلك لم يحدث أى تغيير، والمشكلة مازالت قائمة، فبدأت تشك قوة الصلاة، وفى وعود الرب، وتساءلت لماذا لا يهتم الرب بأولاده؟!
انتبه قارئى الحبيب، لأنك وضعت الله فى قالبك الإنسانى المحدود، ورسمت له صورة ناقصة فى خيالك. وعندما لا يحدث ما تتوقع، تهتز محبتك له. لقد وضعت خطة وتوهمت أن الرب لابد أن ينفذها. هذا تفكير مؤسس على ظنون خاطئة، أو فهم خاطئ لبعض آيات الكتاب المقدس، دون أن تأخذ روح الموضوع وما يناسبك فى هذا التوقيت..
* أوثقه فى السجن (مر17:6)
هل تتساءل عندما تقرأ هذه الآية : لماذا يسمح الرب بنصرة الظلم، وللبرئ أن يداس من الظالمين؟. لكن هذه رؤية غير كاملة لأعمال الله.. عندما ذهب تلاميذ يوحنا، وسألوا السيد المسيح : "أنت هو الآتى؟" لم يجبهم المسيح بنعم أو لا، لكن الكتاب يقول : "وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ، وَوَهَبَ الْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ" (لو21:7).
قد تكون إجابة الرب لك ليست كما توقعت. لم يقل يوحنا للرب، إذا كنت تشفى المرضى، وتهب البصر للعميان، لماذا لم تخرجنى من السجن؟!
* محراث الرب ..
التربة السطحية تحتاج لمحراث يحرث حرثاً خفيفاً، أما التربة العميقة، فتحتاج إلى حرث عميق.. الرب يعرف طبيعتك، وعندما يسمح لك بتجربة معينة، ولا يتدخل سريعاً لمعونتك. فهو يريدك أن تنمو أكثر. عندما ترك الأب الابن الأصغر أن يحصل على نصيبه فى الميراث ويذهب بعيداً (وذلك فى مثل الابن الضال) (لو11:15) كان من الممكن أن يمنعه من الذهاب، ولكنه أراد أن يتعلم درساً مهماً للغاية..
قارئى العزيز ..
هل تشعر أنك عاجز عن رؤية الأمور بطريقة واضحة؟ أو تتعرض لضيقة معينة فبدأت تشك فى معونة الرب لك؟ لكن ثق أن الرب سوف يقود الأمور فى النهاية لصالحك. كان من الممكن أن يفتح الرب أبواب سجنك بسهولة، أو يخلصك من ضيقتك، أو يشفيك من مرضك الجسدى، لكنه يريد أن تحصل على بركة خاصة للغاية..
* لا تشك يوماً فى محبة الرب لك، فالكلمة تعلن : "طوبى لمن لا يعثر فىّ" (مت6:11).. عندما لا يدخل التمرد إلى قلبك تتغير أمور كثيرة فى حياتك..