أجرت الحوار : ايفيت ينى
هو فنان مبدع، أبدع الكثير من الترانيم الرائعة، التى تنتشر فى طول البلاد وعرضها. وقد برع فى مجال الترنيم، كتابة ولحناً وأداءاً بما لديه من موهبة، صقلتها دراسته الأكاديمية فى معهد الموسيقى العربية. وقد وضع هذه الامكانات فى خدمة سيده، فكان الإستخدام الإلهى له مباركاً، ولذا تدخل ترانيمه فى نطاق العبادة التى يطلبها الرب، وهى التى بالروح والحق. انه واحد من أبرز المرنمين الممسوحين بالروح القدس.. إنه خادم الرب والمرنم / ماهر فايز ، الذى كان لنا معه لقاء، ودار معه حوار أقدمه فيما يلى :-
* أهلاً بك يا أخ ماهر .. يشرف مجلة "المنبر الخمسينى" أن تدير معك هذا الحوار .. ونود أن نتعرف عليك من خلال بيان بطاقتك الشخصية ..
** اسمى ماهر فايز زكى شنودة .. تاريخ الميلاد 2/11/1962 أما تاريخ ميلادى الروحى فهو 8/12/1987 .. زوجتى هى : مدام فيبى، ولى بنتان هما: "ترنيم" وتدرس فى كلية الاعلام، و"تسبيح" وهى فى المرحلة الإعدادية ..
* كيف تعرفت على زوجتك فيبى؟
** كنت أحضر اجتماعاً فى كنيسة المسيح، بقبة الهواء – شبرا، ورأيتها هناك. وهى ابنة الشيخ صليب، أحد شيوخ الكنيسة..
* من فضلك، احك لنا اختبارك الروحى..
** طبعاً من المعروف إنى كنت أقوم بالغناء والتلحين. وكنت أعيش حياة ملؤها اللذة، وإشباع الشهوات، التى يمتلئ بها العالم، وفعلت أنواعاً من الشرور. وقد وصل بى الأمر إلى حد أنى كنت أنوى تغيير اسمى ليكون "ماهر سيد زكى" حتى أكون مطرباً مُعتمداً فى الإذاعة.. وفى اثناء ذلك كان والدى لا يكف عن الصلاة بلجاجة من أجلى..
وفى إحدى الليالى سهرت مع أصدقائى حتى الفجر، وكنا فى شقة واحد من هؤلاء الشلة. كنا نتعاطى الخمور والمسكرات وكان فى هذه الشقة صوراً لبعض القديسين وأيضاً صورة للسيد المسيح، معلقة على الحوائط، وبدأ أحد السكارى يستهزئ بالصور. وفجأة وجدت نفسى أثور على هذا الشخص المستهزئ، ثم قمت ونزلت تاركاً الشقة بمن فيها.. جلست فى الشارع لبعض الوقت.. كنت أشعر بتبكيت الروح القدس لى، فصرت أبكى، وأنا متضايق من حالة الشر التى أعيش فيها، وشعرت بأنى لن أطيق الإستمرار فى حالة الخطية.. ولما وصلت البيت، وجدت والدى راكعاً يصلى لأجلى بدموع. ووجدت نفسى أركع بجواره وأصلى معلناً توبتى.. وكانت دموع كثيرة تذرف من عينىّ..
ومن هذا اليوم فصاعداً قررت أن أكون ماهر ابن الرب، وأن أترك طريق الغناء.. والأصدقاء الذين كانوا معى، لما عرفوا ما حدث لى من تغيير لم يصدقوا.. وقد شن علىّ الشيطان حرباً قوية، إذ كنت أعود من اجتماع الكنيسة ليلاً، فأجد أناساً على السلم فى انتظارى، وكانوا يعرضون علىّ أن أقوم بتلحين أغانى لهم، مقابل مبالغ مالية باهظة.! ولكنى رفضت هذه العروض، مصمماً على عدم العودة إلى الوراء..
* ما هو تاريخ تفرغك للخدمة؟
** كان ذلك فى يوم 1/5/1990.
* هل كل ترنيمة كان لها اختبار روحى؟
** بالتأكيد يحدث اختبار روحى بينى وبين الرب، وترنيمة "المعصرة" كان لها اختباراً قوياً، إذ كان الرب يعزينا بها..
* نريد أن تعطينا فكرة عن فريق "الكاروز" الذى يعمل معك..
** تأسس فريق الكاروز سنة 2003 والعمل مع هذا الفريق منظم ومريح جداً، ويسند الخادم. أما العمل الفردى فهو صعب..
* كيف تدير الفريق وتوجهه إدارياً وروحياً؟
** الفريق مقسم إلى مجموعات، كل مجموعة لها قائد روحى وإدارى.. وقادة المجموعات يجتمعون ويخططون ويتفقون على تعليم روحى موحد للدراسة فى المجموعة، وترتيب الإداريات..
* ما هو سبب المسحة الواضحة عليك، وعلى الفريق؟
** أنا أحاول أن أعمل ما يقوله لى الرب تماماً. وهناك جدول للصلاة على مدار الأربع والعشرين ساعة. وكل مجموعة تصلى لمدة ساعتين..
* هل هناك فضل لدراستك فى معهد الموسيقى العربية؟
** بالتأكيد الدراسة مهمة، لأنها تصقل الموهبة..
* هل واجهتك عثرات؟
** أول عثرات واجهتها كانت من مؤمنين، ولازالت إلى الآن، وهى تسبب لى إحباطاً، لولا أن الله يسندنى ويعضدنى بمعونته لى..
* وهل دخلت فى تحدِ أفقدك فرحك، وكاد أن يفقدك ثقتك فى الرب، وماذا فعلت إزاء ذلك؟
** الحقيقة أن هذا حدث كثيراً جداً، وكل ما أعمله هو انى أجلس قدام الرب وأنتظر..
* سمعنا عن إصابتك بمرض فى القلب، وعن اصابتك أيضاً بحالة فى الصوت. هل هذا صحيح؟
** لقد تعرضت لذبحة صدرية منذ ثلاث سنوات.. وتناولت أدوية، والرب شفانى، وتناولت أدوية لعلاج حالة الحساسية والربو الشعبى..
* هل للزوجة دور فى الخدمة، وما هو دورها كمعين لك؟
** هى ناجحة فى إدارة شئون الأسرة، وتحمل عنى عبئاً كبيراً. ولولا وجودها معى، ما كنت وصلت إلى ما أنا عليه الآن..
* كيف توازن بين احتياج الأسرة، واحتياج الخدمة؟
** الحقيقة أن البيت له وقت مخصص، ولا أضع فيه أى مواعيد.. وهذا أمر ضرورى فى حياة أى خادم..
* فى رأيك، ما هى الأسباب فى الأحداث التى جاءت على مصر؟
** الأسباب متشعبة : أسباب تخص البلد، وأدمغتنا كمصريين وطريقة تفكيرنا، وأيضاً أسباب تخص المنطقة كلها. ومن أهم الأسباب أيضاً عدم الصلاة بدرجة كافية من جانب الكنيسة. وفوق الكل هناك مشيئة الله وخططه. ونحن نؤمن بان الله له خطة تجاة مصر كلها..
* نصيحة لكل خادم. ماذا تقول؟
** لازم الخادم يهدأ أمام الله أولاً، فيقضى وقتاً كافياً أمام الله بالصلاة، ثم يخرج للخدمة..
* ونصيحة لكل بيت مسيحى :
** التقوى ومخافة الله تحفظ المحبة بين الزوجين. أيضاً ضبط النفس وتجنب كل ما هو شبه شر، يحافظ على البيت.. باختصار حافظ على مخافة الله، يحافظ الله على بيتك..
* أحدث شريط ما هو؟
** شريط "ما أحلاه".
شكراً جزيلاً يا أخ ماهر .. شكراً على حديثك الملئ بالدرر .. ربنا يباركك. ومن مجد إلى مجد..