المراهقة..(5)
الثقة بالنفس
د. القس / أشرف ثابت..
الثقة بالنفس هى إحساس الشخص بقيمة نفسه بين من هم حوله، فتترجم هذه الثقة فى كل حركاته وسكناته، ويتصرف بشكل طبيعى، دون قلق أو رهبة. فتصرفاته هو من يحكمها وليس غيره، تصرفاته نابعة من ذاته، ولا شأن لها بالأشخاص المحيطين به. وبعكس ذلك انعدام الثقة التى تجعل الشخص يتصرف وكأنه مُراقب ممن حوله، فتصبح تحركاته وتصرفاته، بل أقواله وأراؤه فى بعض الأحيان مخالفة لطبيعته، ويصبح القلق حليفه الأول، فى كل اجتماع أو اتخاذ قرار..
الثقة بالنفس هى إحساس يحسه الإنسان فى ذاته، وهو شئ مكتسب من البيئة التى تحيط به، والتى نشأ فيها، ولا يمكن أن تولد مع أى شخص. ولا يخفى عليكم إننا نسمع من أناس كثيرين شكاوى من انعدام الثقة بالنفس، ويرددون عبارات الضعف والانهزام والخوف، حتى أخذت نصيباً منهم! وفى هذا المقال سوف نتبع بعض الخطوات التى نستطيع من خلالها، بناء الثقة فى أنفسنا.. كل ما هو مطلوب منك هو أن تعزم الآن على بدء البناء والثقة فى نفسك..
* خطوات لبناء الثقة فى النفس:
اتبع الخطوات التالية، على طريق البناء. ولا تنس أن تقرأ الإشارات الموجودة فى الطريق، فسوف تعينك كثيراً.
الخطوة الأولى :
يجب أن تتعرف على أسباب انعدام الثقة بالنفس. فكما هو معلوم أن التخلية قبل التحلية، ومعرفة أسباب الداء وتشخيصه أولى خطوات العلاج. هناك أسباب كثيرة تضعف الثقة بالنفس منها :-
1- تهويل الأمور والمواقف، بحيث تشعر بأن من حولك يركزون على ضعفك، ويراقبون كل حركة غير طبيعية تقوم بها..
2- الخوف والقلق، من أن يصدر عنك خطأ، أو ما يظنه الناس خطأ، حتى لا يواجهك اللوم والاحتقار والنقد..
3- الاحساس بالضعف، وانه لا يمكنك أن تقدم شيئاً أمام الآخرين، بل تشعر بان ذاتك لا شئ يميزها. وغالباً إن من يعانى هذا التفكير الهدام يرى نفسه إنساناً حقيراً، ويسرف فى هذا التفكير حتى تستحكم هذه الفكرة فى مُخيلته، وتصبح حقيقة..
4- الفشل فى تجربة ما من تجارب الحياة، كالدراسة أو العمل، أو تلقى بعض الانتقادات الحادة من الوالدين، أو المدير، فى العمل، بشكل مؤذٍ أو جارح، أو التعرض لحادث قديم.. الإحراج أو التوبيخ الحاد أمام الآخرين أو المقارنة بينك وبين أقرانك، والتهوين من قدراتك ومواهبك..
5- نظرة الأهل أو الأصدقاء السلبية لذاتك، وعدم الاعتماد عليك فى الأمور الهامة، وعدم اعطائك الفرصة لإثبات ذلك..
هذه باختصار هى بعض أهم الأسباب التى تورث ضعف وانعدام الثقة بالنفس، ولابد من مراجعتها، وتحديد ما يخصك منها. عليك بعدها مصارحة نفسك. فليس كالصراحة مع النفس شئ. وإن إغضاء الطرف، أو تجاهل المشكلة بايهام النفس انها لا تعانى من مشكلة، لا يحل المشاكل، بل يزيد النار اشتعالاً. ويزيد من أثرها السيئ. ونفسك لها حق عليك، وأنت مُحاسب عليها أمام الله، لنفسك عليك حق، فلا تهملها..
الخطوة الثانية :
بعد تحديد مصدر المشكلة، إبدأ بالبحث عن حل، وحاول أن تجده، فلكل داء دواء. اجلس مع نفسك وصارحها، وثق بأنك قادر على إيجاد الحل.. ثق بذاتك..!! ثق بانك قادر على التحسن يوما بعد يوم ً. عليك أن توقف كل تفكير يقلل من شأنك. ويجب أن تعلم بأنك إنسان منتج.. لم تُخلق عبثاً، فالله عندما خلقنا لم يخلقنا عبثاً.. لك هدف وغاية يجب أن تؤديها فى هذه الحياة، مادمت حياً على وجه الأرض.. أنت خليقة الله.. ولم يخص أحد دون الآخر، فكلنا أولاده..!