لكى تخلص الروح فى يوم الرب يسوع ( 1 كو 5 : 5 )
القس / عطية كامل
حدث أن أخاً من كنيسة كورنثوس ، أقام علاقة
غير شرعية مع إمرأة أبيه . وكان بولس الرسول حينئذ فى أفسس . ولما وصلته أخبار هذه
الجريمة ، وسكوت الكنيسة عنها ، وكيف ظلت على شركة مع هذا الأخ ، وتمارس عباداتها
بطريقة عادية ، وكأن شيئاً لم يكن ! ..
ثار الرسول العظيم وغار غيرة للرب ، وإمتلأ
من الغضب المقدس ، فأرسل إليهم موبخاً ومنتهراً وواعظاً ، طالباً اليهم أن ينوحوا
. فما وقع فى وسطهم خطير ومنافٍ تماماً للأخلاق . وهو أمر عرفوه كلهم ، وكان يجب
أن يتضرعوا إلى الله لكى يتدخل فيُرفع الذى ارتكب ذلك الشر من وسطهم ..
ويتدخل بولس الرسول فى موقف التعدى هذا ، ويتصرف بمقتضى سلطانه الرسولى
ويحكم :" بان يُسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد ، لكى تخلص الروح فى يوم
الرب يسوع المسيح " 1 كو 5 : 1ـ 5 ) فقد وضعت كلمة الله حدوداً وأحكاماً
للعلاقات الجنسية ، فليس للإنسان أن يسلك فى هذه الأمور كما يريد أو يرغب ، وليس
له أن يفترض أبداً أن الله سيتهاون معه حال تخطيه هذه الحدود ، أو إستهانته بهذه
الأحكام ..
وفى سفر اللاويين ، والأصحاح العشرون
، تأتى الأحكام الإلهية وعواقب العصيان لتلك الفرائض أو تعدى هذه الحدود ، وهى
قاسية جداً كلها ، ولا رأفة فيها ، حيث أن الله لا يرضى بالتهاون فى هذه الأمور ،
بل يصدر أحكاماً قاسية على المخالفين ، ورادعة للمتهاونين ! فمثلاً :
1ـ يُقتل الزانى والزانية .. ( لا 20 : 10 )
2ـ بالنار يحرقونه وإياهما . ( الرجل والأم وابنتها اللتين تزوجهما مخالفة
للشريعة ) . ( لا 20 : 14 )
3ـ يُقطعان كلاهما من شعبهما . ( لا 20 : 18 )
وهذه عينات
من أحكام إلهية كثيرة وقاسية ، صدرت بحق مخالفين لشرائع الطهارة !!
وأما بولس ،
وهو رسول نعمة الله ، وقد عرف أن الأخوة فى كورنثوس ، قد تهاونوا تماماً ولم
يتخذوا أى إجراء تجاه من خالف وتعدى ، أغضبه ذلك جداً
،
وأصدر فوراً حكماً إلهياً على هذا المخالف لشريعة الطهارة وهذا نصه :" أن
يُسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد ، لكى تخلص الروح فى يوم الرب يسوع " (1
كو 5 : 5)
وبحسب
منطوق هذا الحكم الربانى فإن الطريق الوحيد لخلاص كل من ارتكب هذا الفعل ، وتعدى
ناموس الطهارة ، صار الآن تسليم جسده للشيطان ليهلكه ، فيكون فى هذا ، وفى هذا فقط
، خلاصاً لروحه فى يوم الرب يسوع ، تماشياً مع القاعدة الربانية :" نؤدب من
الرب لكى لا ندان مع العالم "
( 1 كو 11 : 31 ، 32 )
وهذا غريب ، لأن
المؤمن فى الظروف العادية لا يتمنى خلاصاً لروحه فى يوم الرب يسوع ، بل نحن ـ وكما
وأما هذا الزانى وأمثاله ، كما يقول الوحى ،
فليس لهم أن ينتظروا فداءً لأجسادهم التى تنجست ، بل فقط خلاصاً لأرواحهم لأنه إن
كان أحد يُفسد هيكل
الله فسيفسده الله ( 1 كو 3 : 16 ، 17 ) كما أن الذى
يزنى يخطئ إلى جسده ويتسبب فى عدم فدائه ( 1 كو 6 : 18 ) .. ويا للخسارة !!
ويؤكد هذا ما
جاء فى (ا تى 4 : 16) ،
حيث يقول الكتاب :" لاحظ نفسك والتعليم وداوم على
ذلك ، لانك إن فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضاً " . فتيموثاوس المخلص
كان يحتاج إلى ملاحظة نفسه وتعليمه ، وأن يداوم على ذلك . وفى هذا ، وفى هذا فقط ،
خلاص له ، بل وللذين يسمعونه أيضاً . فالذين خلصت أرواحهم بعمل نعمة الله ، عليهم
أن يسيروا فى طريق القداسة والتقوى . وفى خوف الله . وعندها لهم أن يتوقعوا فداءً
لأجسادهم وتغييراً ..
قس / عطية كامل
01221167928