يسري
فوزي ( خادم الانجيل )
كان الراعي الجديد سعيداً بإنتقاله إلي كنيسة المدينة : بعد أن خدم سنوات عديدة في بعض كنائس فى القري . ولكن سعادته لم تدم طويلاً ، إذ أنه مع مرور الوقت لاحظ عدم حضور أعضاء وعضوات الكنيسة ، رغم زياراته المتكررة و اتصالاته التليفونية الكثيرة .
وجلس الراعي في مكتبه يفكر ماذا يفعل
؟ لقد فعل كل شئ في سبيل أن يحضر الأعضاء للكنيسة ، ولكن الحال كما هو .. وهداه
تفكيره إلي فكرة خطيرة وجريئة ، وقام بتنفيذها علي الفور : فقد كتب لافتة كبيرة هي
" كنيسة للبيع بأعلى ثمن ! " وعلق اللافتة علي باب الكنيسة .
وكان لهذه اللافتة رد فعل سريع في
المدينة ، وبالأخص علي المسئولين في الكنيسة ، إذ اجتمع علي الفور كل أعضاء وعضوات
الكنيسة ، اجتمعوا داخل مبني الكنيسة ، معترضين وموجهين كل اللوم للقسيس ، وإذا به
هو يتركهم غارقين في دهشتهم بعضاً من الوقت ، إلي أن فاجأهم بقوله : من منكم ينوي
شراء الكنيسة ، فليتقدم ، وإلا فأنا عندي المشتري . فإزدادت دهشتهم ، بل فتحوا
أفواههم مزمجرين غاضبين قائلين : كيف نبيع كنيستنا ؟! وأين نصلي بعد ذلك ؟ ولكن الراعي أكمل
حديثه بأنه يصر تماماً علي بيع الكنيسة..
وهنا وقف واحد من المسئولين وقال : سنعتصم داخل الكنيسة لأجل غير مسمي ،
وسنري كيف ستبيعها ؟ وكتم الراعي مشاعر السعادة ، التي تحركت في داخله ، وتركهم وانصرف
. ومع وقت الإعتصام بدأوا يرنمون ويصلون ، بل ويتشاركون في الأحاديث الكتابية
الروحية .. وكان الراعي جالساً في فناء الكنيسة يراقبهم ، فرحاً بنجاح خطته..
ويبقي السؤال : هل نعود للكنائس ، أم نتركها
للبيع أو حتى للإيجار ؟!