باسم اسحق
نتحدث هنا عن أناس عظماء .. تجلت عظمتهم فى بلاد
أجنبية ، كانوا غرباء فيها . ومع ذلك كانوا أمناء للرب ، ومجدوا اسمه فى البلاد
التى شاءت إرادته أن يتغربوا فيها .. وهنا نذكر ثلاث شخصيات من هؤلاء الأمناء
الذين أكرمهم الرب :
* الشخصية الأولى : يوسف ، هذا الذى
بيع عبداً ، ووصل إلى مصر حيث عمل فى خدمة فوطيفار رئيس الشرط ، لمدة عشر سنين ،
وكان سبب بركة لبيت هذا الرجل . ومع ذلك نجده يُزج به فى السجن ، بسبب عفته
وطهارته ، حيث رفض فعل الشر مع إمرأة فوطيفار فلفقت له تهمة أدخلته السجن . وبقى
ثلاث سنوات محبوساً .. وقد تدخل الرب فى الوقت المعين من قبله ، وأنهى معاناته ، وكافأه مكافأة عظيمة عن سنى الآلام الثلاث
عشرة . وعوضه بـ ثمانين سنة ، كان فيها حاكماً فى مصر ، يدير كل شئونها ، اذ كان
الرجل الثانى بعد فرعون مصر ..
*
والشخصية الثانية ، موسى ، والذى تربى فى قصر فرعون ، وتهذب بكل حكمة المصريين
لمدة اربعين عاماً . وكان من الممكن له أن يرث عرش مصر ، ولكنه فضل أن يُذل مع شعب
الله ، مشاركاً إياهم الظلم والإضطهاد ، الذى كان يضايقهم به فرعون مصر وحاشيته
... حقاً لقد رفض موسى التمتع الوقتى بالخطية ، إذ حسب أن عار المسيح غنى أعظم من
خزائن مصر ، لأنه كان ينظر إلى المجازاة .
( عب 11 : 26 ) . وقد نال موسى عظمة كبيرة جداً ، إذ
جعله الله قائداً لشعبه ، واستخدمه فى عمل معجزات باهرة ، وكان يكلمه وجهاً لوجه
كما يكلم الرجل صاحبه !!
* الشخصية الثالثة ، دانيال ، الذى سُبى
مع آخرين من مملكة يهوذا إلى ممكلة بابل . وكان دانيال من النسل الملكى ، ولكنه
كان مجرد أسير .. ومع ذلك نجده قد عزم فى قلبه أن يعيش أميناً للرب ، ولا ينجرف فى
تيار الشر الذى كان يسود فى مملكة بابل . وقد وصل به الحال إلى أن يُلقى فى جب
الأسود ، ولا ينكر علاقته بإلهه .. وقد نجاه الرب من الأسود بمعجزة ! وكان دانيال
، بسبب أمانته للرب ، صاحب منصب رفيع فى تلك البلاد الغريبة التى أُخذ اليها
أسيراً .. لقد أكرمه الرب إكراماً عظيماً ..
لقد عاش
هؤلاء الرجال الثلاثة غرباء .. ومع ذلك كانوا أمناء .. والرب أكرمهم وجعلهم عظماء
.. حقاً أن الرب يكرم الذين يكرمونه . ( 1 صم 2 : 30 )