القس : عزيز مرجان
رئيس المجمع
الخمسينى بمصر
" ثم نظرت وإذا سحابة بيضاء ، وعلى السحابة
جالس شبه ابن إنسان له على رأسه إكليل من ذهب ، وفى يده منجل حاد " ( رؤ 14 : 14 )
هذه السحابة سيستخدمها الرب مرة واحدة عند
مجيئه ، كما ذكر ذلك فى (مت 24 : 30 ) حيث يقول :" ويبصرون ابن الانسان أتياً
على سحاب السماء بقوة ومجد كثير " . ويؤكد الرب أيضاً فى ( مت 26 : 24 ) انه
سيجلس عن يمين القوة ، ثم يأتى على سحاب السماء , وفى (رؤ 1 : 7) يقول الرائى
:" هوذا يأتى مع السحاب وستنظره كل عين ". فليس للرب مجئ سوى هذه المرة
على السحاب ، وهذا يتنافى مع قول البعض بأن للمسيح مجئ وأيضاً ظهور ..
ويؤكد هذا
الكلام الرسول بطرس فى قوله :" الذى يجب أن تقبله السماء ( أى يبقى فى السماء
) إلى أزمنة رد كل شئ "( أع 3: 20 ) . أى عندما يسحق سلطان الوحش . وهذا
سيكون قبل البوق السابع. نعود إلى آيتنا :" وعلى السحاب جالس شبه ابن انسان
".
( وهذا منظر يسوع المسيح عند مجيئه على السحاب ) وعلى
رأسه إكليل من ذهب " دلالةعلى
المُلك " وفى يده منجل حاد " هذا المنجل يدل
على انه قد آن وقت الحصاد لجميع المؤمنين ، من كل الأرض ، لأن المؤمنين هم زرع الله
الجيد بنو الملكوت ( مت 13 : 38 ) وسوف يجمع الله صنفين : الأول : هم الأحياء ،
الذين اجتازوا الضيقة ، وهم المؤمنون ، الذين لم يقدر الوحش أن يميتهم ، الثانى :
هم الأموات الذين ماتوا فى الرب ، منذ بداية الكنيسة ، الذين هم على مستوى القيامة
الأولى . ويقول عنهم الرسول بولس :" لأن الرب نفسه بهتاف ، بصوت رئيس ملائكة
وبوق الله سوف ينزل من السماء ، والأموات فى المسيح سيقومون أولاً ، ثم نحن
الأحياء ، الباقين سنخطف جميعاً معهم فى السحب لملاقاة الرب فى الهواء "( 1
تس 4 : 15 ، 16 ) "
وخرج ملاك من الهيكل ،يصرخ بصـوت عظيم إلى الجالس على
السحابة : أرسل منجلك واحصد ، لأنه قد جاءت الساعة للحصاد اذ قد يبس حصيد الأرض .
فالقى الجالس على السحابة منجله على الأرض ، فحصدت الأرض " ( رؤ 14 : 15 ، 16 )
هذا
الصوت من الهيكل دلالة على أن ساعة المجئ ستصدر من الهيكل ، أى من الله
الأب . فقال هذا الملاك " أرسل منجلك واحصد . لانه قد جاءت الساعة " تلك
الساعة التى جعلها الآب فى سلطانه :" اذ قد يبس حصيد الأرض " . أى آن
الآوان لجميع المؤمنين لأخذهم من الأرض . لان شمس الضيقة يبستهم ، فأصبحوا معدين
للحصاد .. وهنا دلالة على إننا سنخطف جميعاً ، الأحياء والأموات فى المسيح ..
" ثم خرج ملاك آخر من الهيكل الذى فى السماء:معه أيضاً منجل حاد
"(رؤ14: 17)
هذا المنجل الحاد فى يد ملاك . أما المنجل الأول فكان فى يد الرب يسوع .
كان الأول مرتبطاً بالحصيد اليابس والسحابة البيضاء ، أما الثانى فمرتبط بعناقيد
كرم الارض ..
" وخرج ملاك آخر من المذبح له سلطان على
النار ، وصرخ صراخاً عظيماً إلى الذى معه المنجل الحاد ، قائلاً : " أرسل
منجلك الحاد واقطف عناقيد كرم الأرض لأن عنبها قد نضج "( رؤ 14 : 18)
إن هذا الملاك الذى له سلطان على النار ، يعرفنا أن للملائكة سلطاناً على
النار . كما يذكر فى (رؤ 16 : 5 ) أن ملاكاً له سلطان على المياه . ونعلم أن لبعض
الملائكة سلطاناً على الهواء وابليس مكتوب عنه فى (أف 2 : 1 ) إنه رئيس سلطان
الهواء ، الروح الذى يعمل الأن فى
ابناء المعصية . فهذا الملاك الأخير
يطلب من الملاك الذى معه المنجل الحاد أن يقطف
عناقيد كرم الأرض ، ويلقيها فى معصرة غضب الله ، كما سيأتى الكلام ..
" فألقى الملاك منجله إلى الأرض وقطف
كرم الأرض ، فالقاه إلى معصرة غضب الله العظيم " ( رؤ 14 : 19 )
هنا نقف هنيهة لنعرف من هم عناقيد كرم الأرض . هولاء يختلفون عن
الحصاد الأول ، اختلافاً كلياً وجزئياً ، فالحصاد الاول أُخذ على السحابة بمجد
وكرامة ، أما الثانى وهو العنب الناضج فسيُلقى إلى معصرة غضب الله !
فنستطيع أن نقول
أن عناقيد كرم الأرض هم أولئك العظماء
الأشرار ، الذين تمسكوا بالمجد الأرضى . وهذا الوصف يدل على إنهم الزعماء البارزون
فى الأرض ، الذين خضعوا للوحش ، فأتى الوقت لإلقائهم إلى معصرة غضب الله.وكل ذلك سيتم بعد اختطاف الكنيسة بعد البوق السابع .وديست المعصرة خارج المدينة ،فخرج دم
المعصرة حتى إلى لُجم الخيل،مسافة الف وستمائة غلوة (14 :20) هذا الغضب سينصب على
الأشرار،وعلى الوحش وكل تابعيه.وبهذا سيكمل غضب الله ،عند صب الجامات .ويوضح
الرائى عن ذلك اكثر فى( رؤ19 :17 ) فيقول :"قائلاُ لطيور السماء،هلم اجتمعى
إلى عشاءالإله العظيم،لكى تأكلى لحوم ملوك وقواد ،ولحوم خيل والجالسين
عليها".وهذا كله إشارة إلى عناقيد كرم الأرض.وسيحدث ذلك فى معركة هرمجدون
،التى تسبق الملك الألفى ..