اقرأ معى ما تعلنه الكلمة فى (مت5:13) " وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالاً إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. 6 وَلكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ احْتَرَقَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. 7 وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الشَّوْكِ، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ".. وأيضاً فى سفر (إرميا3:4) "احْرُثُوا لأَنْفُسِكُمْ حَرْثًا وَلاَ تَزْرَعُوا فِي الأَشْوَاكِ".
قارئى العزيز...
هل تتمنى داخل قلبك أن تقترب أكثر من الرب، وأن تثمر كلمته فى حياتك؟
هل تتمنى أن تتقدم علاقتك به وتنمو؟ من منا ليس بداخله هذه الأمنيات؟
أنت كثيراً ما تسمع عظات، أو تقرأ فى الكتاب المقدس، ولكن دون أن يحدث تغيير حقيقى فى حياتك، على الرغم من أن لك صلاتك الشخصية، أو تمارس بعض الممارسات الروحية، فان هناك ما يعوق نموك الروحى.. فما السبب..؟
إنه الشوك، قارئى العزيز.. أنت تزرع فى الأشواك، نعم تتعب وتزرع، تعمل وتجاهد، تسمع كلمة الرب، لكنك لا تحقق تقدماً فى حياتك الروحية. وفى آخر العام لا تجنى من هذه الزراعة شيئاً، فالنبات ينمو، لكن.. للأسف.. بين الأشواك..! (إر3:4)..
عزيزى القارئ...
أريد أن أحدثك عن بعض الأشواك التى تخنق كلمة الرب فى حياتك :
* أشواك الاستهتار والتهاون :
هو نوع من أكثر الأشواك قوة، فهى تعوق النمو الروحى إعاقة كبيرة.. كثيراً ما تسمع عن محبة الرب وغفرانه وتسامحه. لكن إحذر، قارئى الحبيب، أن تتحول هذه المحبة إلى أشواك فى حياتك..
عندما تبدأ فى استغلال صبر الله ومحبته بطريقة سيئة فهذا الاستغلال سوف يميت كلمة الرب. فالتهاون والاستهتار الذى يجعلك تتمادى فى خطيتك، مستغلاً حب الله، سوف يصبح الشوك الذى يخنق كلمة الله فى حياتك!
كم من نفوس تتهاون فى كثير من أمور حياتها، متواكلة على أن الله رحيم وغفور، وتنسى أن إبليس يخطف الكلمة دون أن تشعر. فهو لا يتراجع عن مخططاته، بل يستمر فى حروبه معك..
كثيراً ما يتهاون الإنسان فى أمور تبدوا من وجهة نظره بسيطة، لكن هذا التهاون يصل بالإنسان لمرحلة عدم الخوف من الخطية، وفجأة يجد نفسه بعيداً عن الرب! لأنه ترك الشوك ينمو حتى اختنقت علاقته بالرب!
قارئى الحبيب...
هل يحدثك الرب، وعند حديثه هذا قد تتأثر وقتياً بهذا الحديث، ولكنك تستهين بعد ذلك بصوته داخل نفسك. عندما يبدأ الروح القدس العمل داخل قلبك، ويشير الى نقطة الضعف فى حياتك، ومع ذلك فانك تتجاهل صوته، وكأنه ليس لك، فتوقع أن تكون النهاية مؤلمة!
التهاون والاستهتار يظهر عدم الإحساس بقيمة الشئ.. تذكر معى الإنسان الذى وجد كنزاً مخفياً فى حقله. مضى وباع كل ما كان له، واشترى ذلك الحقل. (مت44:13) فقد دفعه لذلك إحساسه بقيمة هذا الكنز. والذين قالوا للرب يسوع : تركنا كل شئ وتبعناك، ما الذى دفعهم إلى ذلك؟ فهم عرفوا قيمة يسوع، عرفوا أن يسوع هو الحياة الأبدية..
كم من نفوس لا تعرف قيمة الحياة الأبدية! نعم تعرفها كعقيدة، لكنها تتهاون وتهتم بحياتها الأرضية أكثر. ذات مرة سأل شاب الرب : " مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟" (مر17:10) وكانت إجابة الرب يسوع له : "اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ" (مر21:10). انه الشاب الغنى الذى يقول عنه الكتاب : "مضى حزيناً"! (مر22:10).
كم من نفوس لم تعرف قيمة الحياة الأبدية، وتتعامل معها كطفل يلعب باستهتار بشئ ثمين جداً!. لأنه لا يعرف قيمته!.
تذكر معى عندما ضرب السيد المسيح مثلاً عن إنسان صنع عشاءً عظيماً، ودعا كثيرين. لكن للأسف الشديد، المدعوون اعتذروا جميعاً، ولم يعرفوا قيمة الدعوة، ومضى كل واحد إلى حقله وتجارته (لو17:14-18) نحن أيضاً كثيراً ما نستهين بالدعوة..
عزيزى القارئ...
الاستهتار والتهاون، من أسوأ الأشواك التى تؤدى إلى سقوط الإنسان فى الخطية، ودائماً صوت الرب يحذرنا منها، مثلما حذر قايين : " فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ، وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا"(تك7:4).
قارئي الحبيب...
ربما يحذرك الرب من شئ ما.. موضوع ما.. أو شخص معين.. أو ربما موقف، لكى تتجنبه، كما يقول الكتاب على لسان القديس بولس : "وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ هذَا" (1تى11:6).
عزيزى القارئ...
هل ترى أن لك علاقة جيدة بالرب، وحياتك الروحية تسير فى الارتفاع، وبيتك بيت صلاة؟ لكن أيضاً احذر من أشواك التهاون والاستهتار، فالكلمة تعلن : "مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ" (1كو12:10).
لا تعتمد على البركات الروحية التى نلتها بالأمس فقط، الحياة مع الرب متجددة، مثلما كان يلتقط الشعب فى العهد القديم المن كل يوم، وهو خبز من السماء (خر4:16) فإذا لم تتقدم فى الحياة الروحية كل يوم، اعلم انك سوف تتأخر!!
قارئى العزيز...
ربما تستطيع أن تقف بقوة أمام الخطية، ولكن اسأل نفسك : كم مرة وقفت فيها بقوة أمام الأسد، وغفوت ولم تلحظ الثعالب الصغار!
مرات لا يهاجمك إبليس بوصفه أسداً، لكن كثعلب صغير! هذه الثعالب التى يقول عنها الكتاب : "الثَّعَالِبَ، الثَّعَالِبَ الصِّغَارَ الْمُفْسِدَةَ الْكُرُومِ" (نش15:2).
عزيزى القارئ...
فكر فى حياتك الأبدية بجدية، " مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ." (مت12:11).
فكر بجدية، لا تزرع بين أشواك الاستهتار والتهاون، الحياة الروحية تتطلب نفوساً، لا تضيع وقتاً أثناء السباق..
(البقية فى العدد القادم)
قارئى العزيز...
هل تتمنى داخل قلبك أن تقترب أكثر من الرب، وأن تثمر كلمته فى حياتك؟
هل تتمنى أن تتقدم علاقتك به وتنمو؟ من منا ليس بداخله هذه الأمنيات؟
أنت كثيراً ما تسمع عظات، أو تقرأ فى الكتاب المقدس، ولكن دون أن يحدث تغيير حقيقى فى حياتك، على الرغم من أن لك صلاتك الشخصية، أو تمارس بعض الممارسات الروحية، فان هناك ما يعوق نموك الروحى.. فما السبب..؟
إنه الشوك، قارئى العزيز.. أنت تزرع فى الأشواك، نعم تتعب وتزرع، تعمل وتجاهد، تسمع كلمة الرب، لكنك لا تحقق تقدماً فى حياتك الروحية. وفى آخر العام لا تجنى من هذه الزراعة شيئاً، فالنبات ينمو، لكن.. للأسف.. بين الأشواك..! (إر3:4)..
عزيزى القارئ...
أريد أن أحدثك عن بعض الأشواك التى تخنق كلمة الرب فى حياتك :
* أشواك الاستهتار والتهاون :
هو نوع من أكثر الأشواك قوة، فهى تعوق النمو الروحى إعاقة كبيرة.. كثيراً ما تسمع عن محبة الرب وغفرانه وتسامحه. لكن إحذر، قارئى الحبيب، أن تتحول هذه المحبة إلى أشواك فى حياتك..
عندما تبدأ فى استغلال صبر الله ومحبته بطريقة سيئة فهذا الاستغلال سوف يميت كلمة الرب. فالتهاون والاستهتار الذى يجعلك تتمادى فى خطيتك، مستغلاً حب الله، سوف يصبح الشوك الذى يخنق كلمة الله فى حياتك!
كم من نفوس تتهاون فى كثير من أمور حياتها، متواكلة على أن الله رحيم وغفور، وتنسى أن إبليس يخطف الكلمة دون أن تشعر. فهو لا يتراجع عن مخططاته، بل يستمر فى حروبه معك..
كثيراً ما يتهاون الإنسان فى أمور تبدوا من وجهة نظره بسيطة، لكن هذا التهاون يصل بالإنسان لمرحلة عدم الخوف من الخطية، وفجأة يجد نفسه بعيداً عن الرب! لأنه ترك الشوك ينمو حتى اختنقت علاقته بالرب!
قارئى الحبيب...
هل يحدثك الرب، وعند حديثه هذا قد تتأثر وقتياً بهذا الحديث، ولكنك تستهين بعد ذلك بصوته داخل نفسك. عندما يبدأ الروح القدس العمل داخل قلبك، ويشير الى نقطة الضعف فى حياتك، ومع ذلك فانك تتجاهل صوته، وكأنه ليس لك، فتوقع أن تكون النهاية مؤلمة!
التهاون والاستهتار يظهر عدم الإحساس بقيمة الشئ.. تذكر معى الإنسان الذى وجد كنزاً مخفياً فى حقله. مضى وباع كل ما كان له، واشترى ذلك الحقل. (مت44:13) فقد دفعه لذلك إحساسه بقيمة هذا الكنز. والذين قالوا للرب يسوع : تركنا كل شئ وتبعناك، ما الذى دفعهم إلى ذلك؟ فهم عرفوا قيمة يسوع، عرفوا أن يسوع هو الحياة الأبدية..
كم من نفوس لا تعرف قيمة الحياة الأبدية! نعم تعرفها كعقيدة، لكنها تتهاون وتهتم بحياتها الأرضية أكثر. ذات مرة سأل شاب الرب : " مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟" (مر17:10) وكانت إجابة الرب يسوع له : "اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ" (مر21:10). انه الشاب الغنى الذى يقول عنه الكتاب : "مضى حزيناً"! (مر22:10).
كم من نفوس لم تعرف قيمة الحياة الأبدية، وتتعامل معها كطفل يلعب باستهتار بشئ ثمين جداً!. لأنه لا يعرف قيمته!.
تذكر معى عندما ضرب السيد المسيح مثلاً عن إنسان صنع عشاءً عظيماً، ودعا كثيرين. لكن للأسف الشديد، المدعوون اعتذروا جميعاً، ولم يعرفوا قيمة الدعوة، ومضى كل واحد إلى حقله وتجارته (لو17:14-18) نحن أيضاً كثيراً ما نستهين بالدعوة..
عزيزى القارئ...
الاستهتار والتهاون، من أسوأ الأشواك التى تؤدى إلى سقوط الإنسان فى الخطية، ودائماً صوت الرب يحذرنا منها، مثلما حذر قايين : " فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ، وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا"(تك7:4).
قارئي الحبيب...
ربما يحذرك الرب من شئ ما.. موضوع ما.. أو شخص معين.. أو ربما موقف، لكى تتجنبه، كما يقول الكتاب على لسان القديس بولس : "وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ هذَا" (1تى11:6).
عزيزى القارئ...
هل ترى أن لك علاقة جيدة بالرب، وحياتك الروحية تسير فى الارتفاع، وبيتك بيت صلاة؟ لكن أيضاً احذر من أشواك التهاون والاستهتار، فالكلمة تعلن : "مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ" (1كو12:10).
لا تعتمد على البركات الروحية التى نلتها بالأمس فقط، الحياة مع الرب متجددة، مثلما كان يلتقط الشعب فى العهد القديم المن كل يوم، وهو خبز من السماء (خر4:16) فإذا لم تتقدم فى الحياة الروحية كل يوم، اعلم انك سوف تتأخر!!
قارئى العزيز...
ربما تستطيع أن تقف بقوة أمام الخطية، ولكن اسأل نفسك : كم مرة وقفت فيها بقوة أمام الأسد، وغفوت ولم تلحظ الثعالب الصغار!
مرات لا يهاجمك إبليس بوصفه أسداً، لكن كثعلب صغير! هذه الثعالب التى يقول عنها الكتاب : "الثَّعَالِبَ، الثَّعَالِبَ الصِّغَارَ الْمُفْسِدَةَ الْكُرُومِ" (نش15:2).
عزيزى القارئ...
فكر فى حياتك الأبدية بجدية، " مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ." (مت12:11).
فكر بجدية، لا تزرع بين أشواك الاستهتار والتهاون، الحياة الروحية تتطلب نفوساً، لا تضيع وقتاً أثناء السباق..
(البقية فى العدد القادم)
الأب باسيليوس..
راعى كاتدرائية الكاثوليك بالمنيا..