ركن المرأة

سلسلة "المرأة المنتصرة فى الكتاب المقدس"

صرخة قلب .. ولمسة حب!

تألمت كثيراً وهى مجروحة القلب، ذات مشاعر مهشمة، تشعر بالحسرة على ما بها، ولم تجد من يداوى جُرحها ممن حولها! بل إنه كان هناك من يجد لذته فى أن يضغط على جرحها الغائر، فيزداد الألم، وتشعر بالمرارة أكثر! ولم تجد تلك المرأة أمامها سوى الإله العظيم فى محبته، القادر على كل شئ!

صلت للرب وهى مرة النفس، حزينة الروح، مكسورة القلب! صلت إلى الرب.. وببكاء، حددت طلبتها.. وعدت، ونذرت أن ما يعطيها الرب، فسوف تقدمه له.. وفى كل هذا لم تتكلم بفمها، بل تكلمت بقلبها الملئ بالمرارة والجراح.. وبينما كانت دموعها تنهمر أمام الرب بكثير من الصلوات، ولم تكن تحرك شفتيها، بل كانت تتكلم فى قلبها، إذا بالكاهن يتسرع فى الحكم عليها ويقول لها «حَتَّى مَتَى تَسْكَرِينَ؟ انْزِعِي خَمْرَكِ عَنْكِ» (1صم14:1).

لكن خالق القلب كان يستمع لأنات قلبها، فيرى أشواق إيمانها. ولم يتأخر فى أن يستجيب لما سألته من لدنه، فصار لها ذلك فرحاً، وتحول النوح إلى رقص وتهليل!

ولم تمسك تلك المرأة عن الرب ما وعدته به، وأعطت حنة ابنها صموئيل للرب مدى الحياة. وقد استخدمه الرب كل أيام حياته. وبذلك انتصرت حنة على كل ما اعترى حياتها من ضيق وألم واحباط لنفسها. فبالصلاة والخضوع والتسليم الكامل لإرادة الله، مع الثقة فى قدرة الرب، استطاعت أن تخرج منتصرة!

ولم تكن هذه هى المرة الأولى، ولم تكن الأخيرة، التى يستمع فيها الرب لصوت مجروح القلب!
ولا يعنى عدم استجابة الرب لطلبة مجروح القلب، انه لا يشعر به، بل يعلم ما هو الأفضل لتلك النفس (المجروحة) لذلك من الأفضل أن نسلم كل الأمر للرب الذى يرى ما لا نراه نحن. فإرادة الله صالحة ومرضية وكاملة (رو2:12). وكل من يطلب مشيئة الرب، فان الرب يستطيع أن يعطى له الأصلح لحياته..

إلهى، أشكرك من أجل مشيئتك لى، فأنت تستحق كل الإكرام والعزة والسجود لكل ما تقدمه لى فى حياتى. حتى وان سمحت لى بأن اجتاز وأعبر فى ضيقات، سأجدك تأتى إلىّ سريعاً، وتحول الحزن إلى فرح وتهليل! إنى أسألك أن تمنحنى سلامك الفياض، فأكون راضياً بما تريد، واثقاً انك بجوارى، تشفى جراحاتى، تداوى آلامى، وتمحو زلاتى.. احبك ربى وليس لى سواك.. أمين..

جيهان فليمون..

صحفية بجريدة النهر الجديد..