"لأن
محبة المال أصل لكل الشرور، الذى إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم
بأوجاع كثيرة". (1تى10:6).
قد يبدو غريباً أن يُقال أن محبة المال هى أصل لكل
الشرور، على اختلاف أنواعها! ولكن لنرجع إلى كلام المسيح فى موعظته على الجبل، حيث
يقول : "لا يقدر أحد ان يخدم سيدين ... لا تقدرون أن تخدموا الله والمال"
(مت24:6) إذاً فالمال قد يأخذ مكان السيادة بدلاً من الله. وهنا مكمن الخطورة، فإذ
يأخذ المال السيادة، ويصير الإنسان له عبداً، فلا مكان لسيادة الله، بل لسيادة
وسلطان المال. فليتوجه الإنسان وراء شهواته المختلفة، وليعمل الشرور بأنواعها
طالما أصبح عبداً لغير الله..!
وأيضاً للمال جاذبية شريرة. والشيطان يجعل منها فخاً لإيقاع
الإنسان فى قبضته. وعن هذا جاء قول الرسول بولس: "وأما الذين يريدون أن
يكونوا أغنياء، فيسقطون فى تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة، تغرق الناس فى
العطب والهلاك (1تى9:6).