الترابط
الأسرى وأثره على الكنيسة (2)
الخلافات الأسرية
إيفت ينى جبرائيل...
تحدثنا فى العدد الماضى عن فكر الله عن الزواج. وفى هذا
العدد سوف نناقش أسباب الخلافات الزوجية، وكيفية علاجها بطريقة كتابية، عملية،
صحيحة..
أولاً : أسباب
الخلافات الزوجية :-
* عدم الإلتزام بخطة الله للزواج : والمقصود بذلك هو فى حالة عدم الخضوع لإرادة الله بأن يتزوج المؤمن من
مؤمنة، ففى كسر هذه الوصية تنشأ خلافات مؤكدة، نتيجة إختلاف الأفكار والإهتمامات..
* إساءة فهم مبدأ "الترك والإلتصاق" : ويكون ذلك بعدم قدرة أحد الطرفين على الإنفصال نفسياً عن أسرته. لأن الله
يريد أن تكون الزوجة أقرب نفسياً لزوجها أكثر من أهلها، وكذلك الزوج أيضاً، فقد
نجد زوجاً له أم متسلطة، فيضطر أحياناً لتلبية رغبات والدته على حساب زوجته..
* التركيز على الذات :
ويتضح ذلك فى الأنانية والكبرياء. كأن يهتم الزوج باحتياجاته أكثر من إحتياجات
زوجته..
* عدم إشباع الإحتياجات النفسية والجسدية :
فقد يكون الزوج مشغولاً جداً بعمله، ولا يهتم بأسرته. وقد تكون الزوجة مشغولة جداً بعملها وأطفالها، فلا تهتم
بالزوج.
* مشاكل فى التعاملات المالية : كأن تكون الزوجة مسرفة، او الزوج بخيل..
* اختلافات فى الأفكار الروحية أو العقائدية : كأن يفسر الزوج مبدأ الخضوع بأن تصبح زوجته بلا شخصية، ومجرد تابع له. أو
إختلاف فى العقيدة نفسها..
* ثقافة خاطئة عن الجنس : وهذه تمنع أحياناً أحد الطرفين أن يتناقش فى هذا الأمر بصراحة، وخاصة اذا
كانت هناك ممارسة خاطئة..
ثانياً :
أساليب مرفوضة للتعامل مع الخلافات الزوجية :
* الإنسحاب السلبى بالصمت :
وعدم إثارة المواضيع الحساسة..
* إذا رأى أحد الطرفين بأن الآخر خصم له: فيريد الإنتصار عليه. وينسى إنهما بالزواج صارا واحداً. فهزيمة أحد الطرفين
هى هزيمة للطرف الآخر..
* الإستسلام والخنوع :
وهو يختلف عن الخضوع. فقد تخاف الزوجة أن تعلن رأيها، أو تعارض زوجها خوفاً من
عقابه لها..
* التعايش مع الصراع :
وكتمان الإحساس بالألم من أجل الأطفال مثلاً..
ثالثاً : عواقب
الفشل المتكرر فى حل المشكلات :
* تكون العلاقة بين الزوجين روتينية فاترة: بغض النظر عن الصورة التى يراهما بها الناس.
* وتكون بينهما حرب باردة : مثل
إستمالة الأطفال لأحد الطرفين..
* اللجوء لأساليب ابتزازية لتحقيق الأهداف : كأن يضغط الزوج على زوجته بالأمور المادية أو الجنس..
* التقليل من قيمة الطرف الآخر : والتعامل معه بتعالٍ..
* وتكرار هذه النتائج : يؤدى
إلى اللامبالاة والرفض والتعاسة..
رابعاً : دور
الغضب فى الخلافات الزوجية :
* إن الغضب عاطفة طبيعية :
واستجابة إنسانية فى كل شخص. ويجب أن يُعرف أن هناك مواقف من حقنا أن نعبر عنها بغضب،
ولكن بصورة منضبطة..
* الطريقة الصحيحة فى التعبير عن الغضب : هى فى قول الكتاب : "اغضبوا ولا تخطئوا. لا تغرب الشمس على
غيظكم" (أف26:4) وان لا يتحول الغضب إلى حقد وخصام.(أم33:30).
* الغضب مصدر طاقة يعبر من خلالها الشخص عما بداخله : فيشعر براحة نفسية، ثم يتجه إلى حل المشكلة أما كتمان الغضب من أجل سلامة
الأسرة فهو ضار..
* والتعبير عن الغضب : لا
يكون بألفاظ جارحة تؤذى شريك الحياة.
خامساً : كيفية
مواجهة الخلافات الزوجية بطريقة صحيحة :
* على الزوجين تحديد المشكلة : ثم مواجهتها بالحل. على أن تكون لدى كل طرف منهما شجاعة الإعتراف بالخطأ،
متى كان هو سبباً فى حدوث المشكلة، كأن يعترف الزوج مثلاً بأنه لا يعطى زوجته
إهتماماً كافياً، وإن تعترف الزوجة مثلاً إنها مسرفة، وانه نتج عن ذلك أزمة مالية
وديون. وأن يعترف الزوجان بأن عدم الحوار معاً أبعدهما عن بعضهما..
* عدم اللجوء إلى الكذب على الطرف الآخر : بل ليكن الكلام بالصدق الكامل، بدون محاولة إيجاد مبررات للخطأ. وليكن
معلوماً أن كثيراً من المشكلات لها أكثر من حل..
* حيث أن المشكلة خاصة بكما فقط : فلا داعى لإدخال أطراف أخرى، كالأهل مثلاً..
* فى حالة الإعتذار عن الخطأ : يجب أن تُقال كلمات معبرة عن ذلك مثل طلب العفو والسماح، والوعد بعدم
تكرار الخطأ..
* على الزوجين أن يصليا معاً قبل بدء الحوار : ليرشدهما الله إلى الحل الأمثل، وبعد التوصل إلى الحل، يصليا شاكرين للرب..
حكمة
الصلاة وحدها بدون حوار لا تكفى :
والحوار وحده بدون صلاة لا يكفى ..