يسرى
فوزى
خادم
الإنجيل
فى إحدى القرى كان يسكن شخص مؤمن تقى
مع أسرته الصغيرة، وكان من عمله إلى بيته إلى كنيسته، راضياًً بحياته الجميلة فى
الإيمان، مع أفراد أسرته.. لكن ما كان ينغص عليه حياته هو جاره الشرير وأولاد جاره
الأشرار أيضاً، كانوا يكيدون له فى الخفاء مكائد وخططاً شريرة، بل وفى المواجهة
سباب وشتائم بدون أسباب .. وتعب هذا المؤمن كثيراً، ولكن مع كل هذه الإهانات
والشر، الذى كان يلحق به وبأسرته، كان يصلى من أجل هولاء الأشرار...
وحدث أن الابن الأكبر
لجاره الشرير أصيب بالسرطان، فأضطر هذا الجار لعرض منزله للبيع، لكى يستطيع أن
يعالج ابنه، وكان الشخص المؤمن مقتدراً،وقادراً على شراء منزل هذا الجار، ولكنه
تصرف تصرفاً مسيحياً حقيقياً، اذ ذهب إلى جاره وأعطاه مبلغاً كبيراً من المال،
قائلاً له، بكل الحب : أنت جارى العزيز الغالى، وأنا لا أود أن تترك بيتك، فلقد
تعودنا على وجودك بجوارنا، وهذا المبلغ، عالج به ابنك الذى هو بمثابة ابنى. فما
كان من هذا الجار الشرير إلا أن انفجر فى البكاء الشديد بتأثير هذه المحبة
العملية، بل انه انحنى إلى الأرض وأراد أن يقبل رجلىّ الأخ المؤمن، إلا أن هذا
الأخ تعفف ورفض ذلك..!
عزيزى
.. هذه قصة حقيقية، وتعليقى هو؛ ماذا لو كنا مكان هذا المؤمن؟ هل كنا فرحنا بمرض
ابن جارنا، أو هللنا لأن جارنا سيغادر شارعنا، حاسبينه بانه غـير مأسوف عليه، وان
هذا إختبار وإنتقام من السماء لمن أساء الينا؟ لا، فالمحبة أكبر من كل ذلك!!
فالمحبة تتسامى فوق الشر، وتعلو فوق الضغينة، المحبة قوية، وان لم نتعلمها فلسنا
مؤمنين حقيقيين...